ملتقى الشفاء الإسلامي - نصائح للمجاهدين..........أسباب النصر والتمكين

http://www.ikhwanonline.com/Data/2008/3/10/imgo9.jpg

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه والسائرين على نهجه
أما بعد

فإن الأمة الإسلامية اليوم تتطلع إلى نصر عاجل في أرض الرباط غزة العزة يرفع عنها هذا الذل والهوان الذي تسربلت به ، وينقلها من دركات المهانة والإذلال إلى درجات العزة والرفعة والسمو ...
نصراً يعيد لها مجدها السابق ، وحماها المستباح ....ويثأر للدماء التى أريقت والمحارم التي أنتهكت ...
ولاشك أن الناصر هو الله تعالى وحده .... فهذه عقيدة الموحدين التي لا يساومون عليها ... ولا يشكون فيها ... عقيدة ثابتة مغروسة في النفوس ....
ولكن الله تبارك وتعالى قد جعل لذلك النصر أسباباً وأمر بتحصيلها والاعتناء بها حتى تؤتي الشجرة ثمرتها ....

وهنا سأحاول أن أذكر جملة من أسباب النصر مادية ومعنوية فاسأل الله تعالى التوفيق والسداد .

أول تلك الأسباب : الإيمان بالله تعالى [ باطناً و ظاهراً ] .
قال تعالى : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )
قال تعالى : (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )
ولاشك أن من أسباب الهزيمة المعاصي .... ومن أسباب النصر الطاعات ... فاليحرص المجاهدون على الطاعات وليجتنبوا المعاصي , فإنما ينصرنا الله بطاعاتنا ويهزمهم بمعاصيهم , فإن تساوينا معهم في المعاصي غلبونا بقوتهم .

الثاني : الصبر
قال تعالى : ( بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ ) .
قال تعالى : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
فأصبروا أيها المجاهدون المرابطون فإنما النصر صبر ساعة ...

الثالث : الإخلاص لله تعالى بأن يكون القصد نصر دين الله وإقامة شرعه
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) .
قال تعالى : ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )) .
وعلامة المخلص ... (( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ))
فليكن جهادكم أيها المجاهدون ليكون الدين كله لله , وحذار أن يكون قتالكم من أجل أرض أو من أجل راية حكم وضعية أو من أجل مصالح دنيوية .

الرابع : الإعداد المادي
قال تعالى : ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ...)
فالمجاهد مطالب بالإعداد قدر السعة والإستطاعة وعليه بذل الجهد وهلى الله التكلان , فلا يشترط في ذلك التكافؤ المادي ....

الخامس : الائتلاف وعدم الاختلاف
قال تعالى : (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
فإيكم إياكم والفرقة والتنازع ... كونوا يدا واحدة على من سواكم ... وأقيلوا عثرات بعضكم في هذا الظرف العصيب ... ووحدوا قراركم وإستراتيجيتكم ...

السادس : التوكل على الله والاعتماد عليه واللجوء إليه والتضرع بالدعاء إليه
قال تعالى : ( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )
قال تعالى : ( إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
قال تعالى : (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ))
قال تعالى : ( ... أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )
فالدعاء الدعاء أيها المجاهدون المرابطون ... لا تغفلوا عن الدعاء فهو سلاح المؤمن المجاهد ...

السابع : الإقدام وعدم الإحجام ....
قال تعالى : (( قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ))
الانغماس في العدو من أفضل الجهاد لما ينتج عنه من علو في الهمم ، ورفع للمعنويات ، وبه تقوى عزائم أهل الإيمان ، وبه تتحطم معنويات أهل الظلم والطغيان ...
وهذا شيخنا أبابلال قد أعطانا درسا في الإقدام وقد نال الشهادة في سبيل الله ... وليكن الإقدام مدروسا يأتي بنتائج إيجابية للمجاهدين سواء من الناحية المادية والعنوية ... والحذر كل الحذر من التهور وسوء التخطيط ...

الثامن : مشاورة القائد لإخوانه من أهل الرأي والمشورة أهل الحل والعقد وغيرهم وإشراكهم في صناعة القرار.... [ فتطيب النفوس وتقوى العزائم ]
قال تعالى : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ ... )
قال تعالى : (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ )
فليكن قرار المجاهدين واحد وليكن التنسيق والتأخي بينهم على إحتلاف فصائلهم ... ولا تحتقروا من المجهودذ شيأ ... ولا تستصغروا جهد بعض إخوانكم إن كانت فصائلهم صغيرة أو إمكاناتهم متواضعة ... فلا يدي أحدنا من أين بكون نصر الله وتأيده ...

التاسع : السرية في القول و العمل والإستوثاق من الأخبار
لقوله تعالى : { وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ
وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ }
فالحذر الحذر أيها المجاهدون ... وخصوصا أن بينكم عيون للعدو ... فلتزموا الحيطة والحذر وأعلى مارتب السرية والكتمان والتورية ... وعليكم الإقتصاص من كل من ثبت في جقه التجسس على المجاهدين ليكون عبرة لغيره ...

العاشر: الرفق بالمؤمنين
لقوله تعالى : { أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ }
إرفقوا بإخوانكم من عوام المسلمين ... وتجاوزا عن أخطائهم ... فليس كل الناس على مستوى واحد من الصبر والمصابرة ... أعينوا إخوانكم على أنفسهم ... وأسندوهم فيما هم فيه من بلاء ...

وقد طبق ذلك كله المصطفى صلى الله عليه وسلم فهاهو يعتني بتربية الأتباع على الإيمان والتوكل والارتباط بالله وحده ، وهاهو يعد القوة المادية ، ويؤاخي بين الأنصار والمهاجرين ، ويزيل أسباب الفرقة من العصبيات والنعرات الجاهلية ثم لما لاقى عدوه أكثر من الدعاء والاستنصار ، وقبل ذلك كان يشاور الأصحاب ويقول : أشيروا علي أيها الناس ، وهاهو يحفر الخندق ..... والناظر في السيرة يعلم ذلك جيداً .

هذه جملة من أسباب النصر والتمكين إرتأيت أن أذكر بها إخواني المجاهدين المرابطين
وكل من يرابط معهم بقلبه ولسنانه وقلمه , نسأل الله أن يمن علينا بالنصر والتمكين , وأن يحفظ إخواننا المجاهدين ويثبتهم ويأزرهم بنصره , إنه عزيز كريم .