ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   شرح حديث ابن عمر: "الحياء من الإيمان" (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=266487)

ابوالوليد المسلم 12-10-2021 05:36 PM

شرح حديث ابن عمر: "الحياء من الإيمان"
 
شرح حديث ابن عمر: "الحياء من الإيمان"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين



عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعه؛ فإن الحياء من الإيمان))؛ متفق عليه.



وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحياء لا يأتي إلا بخير))؛ متفق عليه.



وفي رواية لمسلم: ((الحياء خير كله))، أو قال: ((الحياء كله خير)).



قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: (كتاب الأدب، باب الحياء وفضله والحث عليه)، الأدب: الأخلاق التي يتأدب بها الإنسان، وله أنواع كثيرة.



منها: الكرم، والشجاعة، وطيب النفس، وانشراح الصدر، وطلاقة الوجه، وغير ذلك كثير.



فالأدب هو عبارة عن أخلاق يتخلق بها الإنسان يمدح عليها، ومنها الحياء، والحياء صفة في النفس تَحمِلُ الإنسانَ على فعل ما يجمل ويزين، وترك ما يدنس ويشين، فتجده إذا فعل شيئًا يخالف المروءة استحيا من الناس، وإذا فعل شيئًا محرَّمًا استحيا من الله عز وجل، وإذا ترك واجبًا استحيا من الله، وإذا ترك ما ينبغي فعله استحيا من الناس، فالحياء من الإيمان.



ولهذا ذكر ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ برجل من الأنصار يعظ أخاه في الحياء؛ يعني أنه يحثه عليه ويرغبه فيه، فبيَّن النبي عليه الصلاة والسلام أن الحياء من الإيمان، وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)).



وإذا كان عند الإنسان حياءٌ، وجدته يمشي مشيًا مستقيمًا، ليس بالعجلة التي يُذم عليها، وليس بالتماوت الذي يُذم عليه أيضًا، كذلك إذا تكلَّم تجده لا يتكلم إلا بالخير وبكلام طيب، وبأدب وبأسلوب رفيع حسب ما يقدر عليه.



وإذا لم يكن حييًّا فإنه يفعل ما شاء، كما جاء في حديث الصحيح: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت)).



وكان النبي صلى الله عليه وسلم أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها.



العذراء: المرأة التي لم تتزوج، وعادتها أن تكون حيية، فالرسول عليه الصلاة والسلام أشد حياء من العذراء في خدرها، ولكنه لا يستحي من الحق، يتكلم بالحق ويصدع به لا يبالي بأحد.




فأما ما لا تضيع به الحقوق فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشدَّ الناسِ حياء؛ فعليك يا أخي باستعمال الحياء والأدب والتخلق بالأخلاق الطيبة التي تُمدح بها بين الناس، والله الموفق.




المصدر: «شرح رياض الصالحين» (4/ 23- 25)







الساعة الآن : 10:35 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.56 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.41%)]