ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحوارات والنقاشات العامة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   الابتسامة، وسيلة المحبة والسلامة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=237764)

ابوالوليد المسلم 06-08-2020 04:31 AM

الابتسامة، وسيلة المحبة والسلامة
 
الابتسامة، وسيلة المحبة والسلامة


عبدالله لعريط





الابتسامة: حركة لطيفة وجميلة، معبِّرة عمّا في القلب من بهجة وسرور، تظْهر على الوجه فتزِيده نضْرةً وبهاء.

قال الله تعالى: ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا ﴾ [النمل: 19].


يقول الأطباء:
الابتسامة يلزمها تحريك ست عضلات في الوجه، أما العُبُوس والتكشير، فيلزمه تحريك اثنتين وسبعين عضلة.


فالابتسامة حركة سهلة، لا تكلفك أدنى مشقةٍ، وسهَّلها الله - تعالى - لحكمة جليلة، وهي نشر السرور، وتقريب الأوصال، وطرد الضغائن والأحقاد.

ومن هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان أكثر تبسمًا من غيره.

قال عبدالله بن الحارث بن حزم - رضي الله عنه -: "ما رأيتُ أحدًا أكثر تبسُّمًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"؛ رواه الترمذيُّ.

الوصف: وصفت السيدة عائشةُ ملامح ضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت - رضي الله عنها -: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكًا حتى أرى منه لهواته - وهي اللحمة الموجودة في أعلى الحنجرة - إنما كان يتبسّم"؛ متّفق عليه.

الوصية: عن أبي ذرٍّ - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تبسُّمُك في وجه أخيك لك صدقةٌ))؛ رواه الترمذيُّ.

وعن أبي ذرٍّ الغفاري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تحْقِرنّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلْقى أخاك بوجه طلْق))؛ رواه مسلم.

وهي سنة الأنبياء، كما قال الإمام الزجّاج: "التبسُّم أكثرُ ضحكِ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام".

وقفة ابتسامة:
روى الإمام أحمد أن صُهيب بن سِنان - رضي الله عنه - قدِم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين يديه تمْر وخُبْز، فقال له: ((ادنُ، فكُلْ))، فأخذ يأكل من التمر، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن بعينك رمدًا))، فقال: يا رسول الله ، إنما آكل من الناحية الأخرى، فتبسّم النبي - صلى الله عليه وسلم.

وقفة تدفعك للابتسامة:
جاء رجل من الصحابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلب منه دابّة يسافر عليها قائلاً: "احملني"، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يمازح الرجل، ويطيِّب خاطره، فقال له: ((إنا حاملوك على ولد ناقة))، استغرب الرجل كيف يعطيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ولد الناقة ليركب عليه؛ فولد الناقة صغير، ولا يتحمّل مشقّة الحمل والسفر، وإنما يتحمّل هذه المشقة النُّوق الكبيرة فقط، فقال الرجل متعجبًا: وما أصنع بولد الناقة؟! وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقصد أنه سيعطيه ناقة كبيرة، فداعبه النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: ((وهل تلد الإبلَ إلا النُّوقُ؟))؛ رواه أبو داود.

الفرق بين الضّحِك والابتسامة:
الابتسامة لا تكون إلا بسبب وهدف.
والضّحِك قد يكون بغير سبب ولا هدف من ورائه.

الابتسامة ردُّ فعل إيجابيٍّ.
الضحك قد يكون سلبيًّا.

الابتسامة تنْجُم عن سرورٍ أُدْخِل القلب.
الضحك قد يكون عن حزن وكمد.

الابتسامة تزِيد الوجه بهاءً.
الضحك قد يزِيد الوجه شينًا.

الابتسامة معبِّرة عن وفاء وصفاء.
قد يكون الضحك للاستهزاء والمكر والخديعة.

الابتسامة شفاء للأسقام.
كثرة الضحك تُفْسِد القلوب.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولا تكثر الضحك؛ فإنَّ كثرة الضَّحِك تُمِيتُ القلب))؛ أخرجه أحمد.

من آثار الابتسامة:
تفريج هم:
عن زَيد بن أَرْقم - رضي الله عنه - قال: "وقع عليَّ من الهمِّ ما لم يقع على أحد، فبينما أنا أَسِيرُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ قد خَفَقتُ برأسي من الهمِّ، إذ أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعَرَك أذني، وضحك في وجهي، فما كان يَسُرُّني أن لي بها الخلد في الدنيا"؛ رواه الترمذيُّ.


تليين قلوب الناس لقبول الحق:
قال عبدالله بن الحارث بن حزم - رضي الله عنه -: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسُّمًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"؛ رواه الترمذي.

وقال جَرِير بن عبدالله البَجَلِي - رضي الله عنه -: "ما حَجَبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضَحِكَ"؛ متَّفق عليه .

وهذا دليل على ما في الابتسامة من تأثير بالِغ في قلوب الناس، ودفْعهم لا تباع الحق.

وهي وسيلة سهلة بين يديك لتليين قلوب من حولك.

تحقيق:
يقول الإمام ابن حَجَر تعليقًا على ذلك:
"والذي يظهر من مجموع الأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يَزِيد في معظم أحواله عن التبسُّم، وربما زاد على ذلك فضَحِكَ ؛ والمكروه في ذلك إنما هو الإكثار من الضحك أو الإفراط؛ لأنه يُذْهِب الوقار".

نعمة محروم منها:
البسمة نعمة منَّ الله بها على خاصة عباده من الأنبياء والرسل والصالحين، فقد يَفْقِد العبد هذه النعمة بسبب ذنوب ومعاصٍ، ومن جملتها: الحقد، والحسد، والضغينة، وغيرها من أمراض القلوب.

الدعاء لتصفية الأجواء:
قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

وما دامت البسمة من الأنوار؛ فهي لا تَدْخل إلا مكانًا يليق بمقامها، ومحلُّها القلب؛ فهي تَلِجُ القلوب السليمة، التي تَأْلَف ولا تَأْنَف.

وبالتالي فعليك بكثرة الدعاء، والالتجاء إلى الله - تعالى - ليشرحَ صدرك، ويطهِّرَ قلبك من الغل والحسد.

لفاقد البسمة نقول:
عوِّد نفسك على الابتسامة، وجاهدْ نفسك عليها، وبالمجاهدة يَهْدِيك الله سبيلها، وتَنْعَم بعدَها بحلاوة ولذَّة الابتسامة.

قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

فاللهم اهدنا سبل الخيرات والطيبات.

حكمة إنجليزية تقول:
smiling is your way to success” بمعنى: "ابتسامتك هي طريقك للنجاح".

حكمة إنجليزية أخرى تقول: "How can I hate a person who smiles at my face" بمعنى: "كيف يمكنني أن أكره إنسانًا يبتسم في وجهي؟"

فابتسم؛ ففي البسمة ثواب لك في العاجلة والآجلة.

وصلِّ اللهم على محمد، وعلى آله وصحبه.




الساعة الآن : 07:31 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 15.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.58 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.60%)]