ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   هل لديك حلم؟! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=233971)

ابوالوليد المسلم 27-05-2020 05:04 AM

هل لديك حلم؟!
 
هل لديك حلم؟! (1)


كتبه/ عصمت السنهوري


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد جلس عبد الله بن عمر، وعروة ومصعب ابنا الزبير، وعبد الملك بن مروان جميعًا في فناء الكعبة، فقال لهم مصعب: تمنوا، فقالوا: ابدأ أنت. فقال: ولاية العراق، وتزوج سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله، فنال ذلك وأصدق كل واحدة خمسمائة ألف درهم وجهزها بمثلها، وتمنى عروة بن الزبير الفقه وأن يحمل عنه الحديث، فنال ذلك وأصبح أحد الفقهاء السبعة، وتمنى عبد الملك بن مروان الخلافة فنالها، وتمنى عبد الله بن عمر الجنة، فنرجو الله له ما تمنى.

انظر أخي الحبيب كيف هي أحلام الصحابة والتابعين!

فقل لي حبيبي: هل لديك حلم؟!

كان الشيخ عبد الله بصفر في برنامج، فسئِل عن حلمه، فقال: أدخل الجنة بمليون خاتم للقرآن، فبلغ عدده الآن قرابة 400 ألف خاتم لكتاب الله -عز وجل-.

يقول مشعل الفلاحي: "إن ميلاد الشخص الحقيقي ليس تلك اللحظة التي يخرج فيها صارخًا إلى الدنيا من بطن أمه، إنما يولد الانسان في تلك اللحظة التي يعثر فيها على حلمه، فما هو يوم ميلادك؟ وهل عثرت على حلمك؟!".

أخي الحبيب...

إن لم تكن صدرًا بأول الجملة أو فـاعلًا لـلمجـد في إسـهـاب

إياك أن تبقى ضـمـيرًا غـائـبًا أو لا مـحـل له مـن الإعــراب

لدي حلم: واشوقاه إلى حلم يدفع بصاحبه إلى أماني الكبار!

واشوقاه إلى رحلة يجد فيها الإنسان طموحاته، ويستنفر فيها طاقاته وإمكانياته وقدراته!

أخي: أحلامك التي تفكر فيها اليوم، هي واقعك الذي تعيشه في الغد.

لدي حلم: هو الذي أيقظ ربيعة بن كعب في جوف الليل وجاء بالوضوء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له: (سَلْ) فَقَالَ: فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. (رواه مسلم).

لدي حلم: هو الذي كان يعيش في عقل ووجدان هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان حينما قال لها أحد متفرسي العرب لمعاوية: إن ابنك هذا إن عاش ساد قومه. فقال الحلم: ثكلتُه إذًا إن لم يسد إلا قومه!

لدي حلم: هو الذي كانت ترفرف على أريكة قلب حرام بن ملحان عندما كان في سرية في الصحراء، فطعن برمح مِن خلفه خرج من بطنه، فرفع الدم بيديه إلى السماء، وقال: "فزت ورب الكعبة!".

لدي حلم: هو الذي كان يعيش في خلد ومشاعر أم أحمد بن حنبل حتى كانت تقوم في آخر الليل وتوضئه وتذهب به إلى المسجد لصلاة الفجر كل ليلة؛ حتى صار إمام الدنيا (إمام أهل السنة والجماعة).

لدي حلم: هو الذي كان يتحرك في عروق النووي -رحمه الله- حيث كان يحضر اثنا عشر درسًا في اليوم.

أخي ما أدوارنا نحن في أمتنا؟

وماذا فعلنا لمجتمعاتنا؟

وماذا قدَّمنا من أجل ديننا؟


أخي إلى متى ستظل قاعدًا دون حراك؟!

إلى متى وأنت تعيش لنفسك؟!

إلى متى وأنت لم تغرد بعد بأحلام أمتك؟!
وللحديث بقية -إن شاء الله-.


ابوالوليد المسلم 05-06-2020 04:25 PM

رد: هل لديك حلم؟!
 
هل لديك حلم؟! (2)






كتبه/ عصمت السنهوري


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لدي حلم: أتحدث إلى الذين وُلدوا على الأرض لا ليعيشوا لذواتهم معزولين عن واقع البناء، وإنما وُلدوا ليثيروا تحديات الواقع، ويفسحوا في معني الأمل، ويوسعوا في مساحات الرقع الخضراء في الصحارى القاحلة.

لدي حلم: تخبرك بأن كل هذه المشاريع الكبار التي نراها اليوم في واقع الحياة كانت بالأمس أحلام في عقول أصحابها.

أخي: الحلم هو صورة ملهمة للمستقبل تقوم ببث النشاط في عقلك وإرادتك ومشاعرك بحيث تمكنك من فعل كل ما يمكنك عمله لتحقيقه (جان سي ماكسويل).

لدي حلم: ليست مجرد أمنية، فإن الأماني تكثر على أصحابها، وكلما جاءت أمنية قطعت الطريق على أختها، أما الحلم فهو مستمر، وإن عاقته الظروف.

لدي حلم: يحتاج منك تفرغًا مِن شواغل نفسك للتفكير طويلًا في التاريخ الذي ستبدأ في كتابته، وهذا يحتاج منك وقتًا وجهدًا وفراغ ذهن؛ فإنه ميلادك الجديد، وتاريخك في المستقبل.

لدي حلم: تحتاج منك إلى قرارٍ تتخذه مهما كان ثمن تكلفته.

لدي حلم: تحتاج منك التغلب على الظروف والمعوقات، فإن مِن السمات المشتركة بين العظماء أنهم عندهم القدرة على الفصل بين الظروف والابتلاءات، وبين تحقيق الأهداف والإنجازات (د. أحمد خليل) فلم تكن سوء ظروفهم يومًا عائقًا من تنفيذ أحلامهم.

يقول عبد الكريم بكار: "يستطيع كثير من أفراد هذه الأمة أن يتخيل أن حياته عبارة عن حلم أنشأته أمة الإسلام واستثمرت فيه، ثم أوكلته إليه ليديره ويتابعه، ويبذل فيه مِن ماله ووقته وجهده، وقد قبل هذه الوكالة وشرع يحاول في جعل ذلك الحلم ناجحًا ومثمرًا، بل يحاول أن يجعله مشروعًا نموذجيًّا بين المشروعات المناظرة".

أخي: لا تقف على حافة الطريق تتسول المارة مقعدًا للركوب، بل تقدم إلى وسطه لتختار مكانك الذي تريد.

أخي: هل تحركت فكرة الحلم والمشروع الكبير الذي تعيش من أجله في داخلك؟

أخي: اعلم أن مَن عاش لنفسه عاش صغيرًا ومات يوم موته صغيرًا، ومَن عاش لغيره عاش كبيرًا، ومات يوم موته كبيرًا.

أخي لله در القائل:

سهـري لتنقيح العلوم ألـذ لـي من وصل غانية وطيب عـنـاق

وتـمايلي طـربًا لحـل عـويصة أشهى وأحلى من مدامة ساقي

وصـرير أقلامي على أوراقـها أحـلـى من الـدوكاء والـعشـاق

وألــذ من نـقـر الـفـتـاة لـدفـهـا نقري لألقي الرمل عن أوراقي

يا مَـن يحـاول بالأماني رتبتي كم بـين مسـتفـل وآخــر راقـي

أأبيت سهران الـدجـي وتبيته نومًا وتـبغـي بعـد ذاك لحـاقـي





ابوالوليد المسلم 12-06-2020 04:35 PM

رد: هل لديك حلم؟!
 
هل لديك حلم؟! (3)



أحلام الكبار (1)


كتبه/ عصمت السنهوري


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فتظل الحاجة إلى القدوة كبيرة وملحة، ويشتاق الناس إلى التجربة العملية التطبيقية أشد من اشتياقهم للكلمة حتى وإن كانت تطرب القلب وتلهب المشاعر، قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (يوسف:111)، وقال -تعالى-: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف:176).

إن الاطلاع على أحلام الكبار، وكيف بذلوا في تحقيقها؛ لهو مِن أعظم عوامل استثارة الهمم نحو اكتشاف أحلام اصحابها، فقصصهم يجعل أحلام الناس عالية فلا يرضون بالدون فيها.

قصصهم تحرك المياه في مشاعر اصحاب الأحلام، فتروى من حين إلى آخر فتنبت بإذن ربها.

ومن أعظم اصحاب المشاريع الكبار: الخليل إبراهيم -عليه السلام-، الذي كان يعيش حلم ألا يمر في الأرض مرور العابرين، بل قرر أن يعيش فيها حياتين: الحياة الأولى تلك التي يخوضها بجسده، والاخرى تلك التي يثيرها بحلمه، وهو تخليد ذكره وبقاء أثره وامتداد حياته من خلال مشروع: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) (الشعراء:84).

وجاء نبي الله -سليمان عليه السلام- ليضرب على كثيرٍ مِن الأماني والأشواق، ويتوق لحلم لم يتكرر ولم يحدث في الأرض بعد، (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (ص:35)؛ فهكذا الكبار لا يحد أحلامهم شيء، وإذا فقه الداعي معنى: (إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) كان مِن حقه أن يسبح في احلامه كيف شاء!

وفي صفوف الكبار: عباد الرحمن الذين لم يكن حلمهم تحقيق التقوى التي ربما هي أقصى أحلام البعض منا، بل هم اصحاب همم عالية، واحلام كبيره تسعى لتحقيق إمامة المتقين من خلال حلم: (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان:74).

وكان أبو بكر -رضي الله عنه- يضرب في كل أبواب الخير أسهمًا ليس لينال السبق في الأمة والخيرية فحسب، بل لتحقيق حلم أكبر، وهو ولوج الجنة من أبوابها الثمانية.

وأبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وابن حنبل، الأئمة الكبار رواد المشاريع، وصانعو التاريخ، وأصحاب المذاهب المشهورة التي ما زالت الأمة تتعلم منهم، وتهتدي للحق من خلال مشاريعهم، وتمضي في الطريق إلى ربها من خلال التففه على مذاهبهم.

إن كتاب الرسالة للإمام لشافعي لهو مِن أعظم المشاريع التي قُدمت للأمة عبر تاريخها، ظهرت فيه عبقريته وهو يؤسس لعلمٍ جديدٍ من المتعارف عليه أن يعتريه نقص، ويحتاج إلى تنقيح، لكن براعة الشافعي في رسالته جعل كل مَن بعدها عالة عليها! فما أحوج الأمة لعقول كالشافعي -رحمه الله-.

ولم يكن مشروع البخاري الذي تراه الأمة اليوم بهذا الحجم وليد لحظات باردة، بل كان نتاج حلم استنهض همته، وهو في سن العاشرة، وبذل فيه ما يزيد علي خمسين عامًا من عمره حتى اعترف له أصحاب الشأن ورفقاء الدرب بلقب أمير المؤمنين في الحديث حتى قال ابن خزيمة واصفًا صاحب المشروع: "ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من محمد بن إسماعيل".

وقال أبو جعفر: سمعت يحيى بن جعفر يقول: "لو قدر لي أن أزيد في عمر البخاري من عمري لفعلت، فإن موتي موت رجل واحد، وموته ذهاب العلم!".

فما أعظم أصحاب الأحلام الكبيرة والمشاريع العظام!


وودع البخاري الدنيا وترك لنا صحيحه علامة شاهده على مشروعه وأثره، ويكفيه شرفًا وقدرًا أن أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الأمة ناطقًا في كل لحظة إلى أن يشاء الله.


وللحديث بقية -بإذن الله-.





ابوالوليد المسلم 14-06-2020 03:20 PM

رد: هل لديك حلم؟!
 

هل لديك حلم؟! (4)



أحلام الكبار (2)


كتبه/ عصمت السنهوري



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعليك أن تحرص على قراءة سير الكبار والمؤثرين وصناع النجاح، وكتب التراجم؛ لتعرف أحلامهم ومشاريعهم التي عاشوا مِن اجلها وضحوا في سبيلها؛ لعلك تعثر على حلمك وتلقى مشروعك، وإذا كان البخاري -رحمه الله- عثر على مشروعه من خلال كلمه عارضة من شيخه، والشافعي -رحمه الله- من خلال سؤال عُرض عليه؛ فلعلك تعثر عليه مِن قصة مثيرة.

كان ابن تيمية -رحمه الله- يمثِّل مشروعًا في كل حركة يتحرك بها على الأرض؛ في كل كتاب يؤلفه، وقد سئل بعض تلاميذه عن علمه، فقال: "هل رأيت قبة الصخر؟ قال: نعم. فقال: كان قبة صخر ملئت علمًا، لها لسان ناطق!".

كان كل تلميذ من تلاميذه يمثِّل مشروعًا وحلمًا؛ نرى ذلك في ابن كثير والذهبي، وصاحب التصانيف والكلام النفيس القيم، العلامة ابن القيم.

ومن الكبار الذين لم يرحلوا عن الدنيا حتى صنعوا فيها واقعًا بهيجًا ومدوا في مساحاتها؛ ذلك الرجل ذو الشخصية الأسطورية؛ د. عبد الرحمن السميط الذي ترك الطب عندما رأى إفريقيا في الخامسة والثلاثين من عمره أثناء زيارته لها، فشعر بحزن عميق من مشاهد الجوع والمرض، فجاش الحلم بداخله، لقد عاش بأحلامه في 29 دولة إفريقية واستفاد منها ملايين البشر.

لقد قام بطبع وتوزيع 51 مليون نسخة من كتاب الله -عز وجل-، وإنشاء 5700 مسجد، و860 مدرسة، و41 جامعه، و200 مركز لتدريب النساء، و102 مركز إسلامي، وحفر 9500 بئر يشرب منه الناس.

يأتي يوم القيامة وقد غرس التوحيد وأخرج الله به من ظلمات الشرك إلى نور الايمان ما يزيد عن 11 مليون إنسان!

فما أعظم أصحاب المشاريع الكبار، وأجمل وأرق قلوبهم.

ومِن الكبار الذين صنعوا مشاريعهم وعرفوا الفكرة الحية التي يعيشون من أجلها، وأدركوا قيمة الإنسان من خلال الحلم الذي يدفع به في تاريخ الأمة؛ العلامة الألباني الذي جاء ليقول لنا: إن الفكرة إذا استعمرت صاحبها وُجد لها فضاء في أحلك الظروف، وأضيق المساحات.

كان الألباني في بداية حياته يصلح الساعات في مساحة لا تتجاوز المترين، لكنه لما كان شغوفًا بفكره، وباحثًا عن حلمه لم تمنعه ظروفه البائسة من البحث عن الفكرة المفقودة في حياته، وحين وقعت في يده مجلة وقعت في قلبه الفكرة الغائبة، وتكوَّن لدية الحلم من خلال رؤيته، فترك ما في يده وتحول مِن صانع ساعات إلى صانع عقول، ومِن محرك لعقارب الزمن إلى محيي لما اندرس مِن معالم السنن، ومن مساحة المترين إلى كل شبر من الأرض، ولم يرحل حتى جعل مشروعه ذكريات ستظل إلى قيامة الساعة.

فحلمك يصنع الحقيقة، ورغباتك تقرِّب المسافات، وجديتك تعلو فوق كل شيء؛ إن وجود الحلم في حياة الانسان هو أعظم الأدلة التي نرى من خلالها قدرة ذلك الإنسان على المشاركة في عالم الكبار! والقدرة على تحويل المثال إلى واقع، ولن تجد إنسانًا يعيش مشروعًا، ويجهد في بنائه، ويسعى إلى تحقيق غاياته إلا أدركت أنك أمام شخص كبير ذي همة عالية.






الساعة الآن : 01:53 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 22.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.18 كيلو بايت... تم توفير 0.22 كيلو بايت...بمعدل (0.98%)]