ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=105)
-   -   وسائل لجعل وقتك إيجابيًّا وإبداعيًّا (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=196550)

ابوالوليد المسلم 15-03-2019 03:42 PM

وسائل لجعل وقتك إيجابيًّا وإبداعيًّا
 
وسائل لجعل وقتك إيجابيًّا وإبداعيًّا









عبدالستار المرسومي

نقدم هنا وسائل متنوعة، تضم مجموعة من الأمور التي تجعل من وقت الإنسان وقتًا إيجابيًّا وإبداعيًّا، وتساعد الفرد على إنجاز أمور مفيدة وعملية في طريق مسيرته لتحقيق الأهداف الكبيرة التي وضعها لنفسه، وكذلك لغيره إن كان مسؤولاً عن أحد، والتي تليق به كخليفة مكلف بإعمار الأرض:
1- اقرأ شيئًا جديدًا لم يسبق لك قراءته من قبل، وبعد الانتهاء من القراءة، قم بتقويم القراءة، وذلك بطرح مجموعة من الأسئلة:
ما مدى استمتاعك بما قرأت؟
ماذا أضافت لك هذه القراءة؟
ما مقدار ما استوعبت مما قرأت؟
كيف تستطيع أن تنظر لما قرأت من زاوية أخرى؟
هل بإمكانك كتابة مقالة أو بحث في الموضوع الذي قرأته؟
هل أنت بحاجة لأن تعيد ما قرأت مرة أخرى؟
ما هو شعورك إزاء القراءة في المستقبل؟

ومن أجوبة هذه الأسئلة ستتبلور فكرة واضحة في داخلك، ومنها بإمكانك أن تكوِّن صورة وأن تعرف قيمة ما قرأت، فأحيانًا لا يكون الخلل فيما نقرؤه، ولكن الخلل في اختيارنا لمواضيع لا تناسبنا، وفي الوقت غير المناسب.
2- تستطيع ممارسة بعض النشاطات الرياضية:
وكثير من الناس يحب هذا العمل، ولكنه يعاني من عدم استطاعته المواظبة والاستمرار عليه، وهناك بعض الخطوات التي تساعد في ذلك، منها تجهيز متطلبات الرياضة: من ألبسة وغيرها، ووضعها أمام العين بشكل دائم، وكذلك فإن ممارستها مع مجموعة من الأصدقاء يحفز الفرد على أدائها، كما أن الرياضة مع فريق تبعث شعورًا بالحب تجاهه، وتبعث فيهم روح المنافسة والسباق؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا سبق إلا في خُفٍّ، أو في حافر، أو نصل))[1].
هل جربت متعة ممارسة الرياضة مع أصدقائك؟
إذا كان الجواب بالسلب، فجرب أن تقوم بذلك.
وإذا كان الجواب بالإيجاب، فلماذا لا تحاول تَكرار هذا العمل الجميل والمفيد؟
والرياضة تبني جسم الإنسان بشكل صحيح، وتمنحه القوة اللازمة لمواجهة تحديات الحياة، وأن يكون الفرد صحيحَ الجسم قويًّا هو المطلوب، يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف))[2]، على الرغم من أن الحديث لا يشمل القوة البدنية فقط، ولكنها ضمن معنى الحديث.
3- خصص جزءًا من وقتك لتفسير ما يدور من حولك:
من كافة الوجوه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والبيئية وغيرها من الأمور، ثم توقَّع ما سيحصل من نتائج في المستقبل القريب، وتابع النتائج؛ فإذا كانت مطابقة لاستنتاجك، فذلك يعني: أنك تمتلك الموهبة والمهارة في استقراء الأمور، وبالإمكان الاستمرار عليها، والاستفادة منها شخصيًّا، ونفع الآخرين بها، وأما إن كانت النتائج غير ذلك، فإن ذلك يعني: أنك وقعت في خطأ ما؛ فالمفروض دراسة أسباب ذلك، وتحديدها، وتجاوزها، ثم إعادة الكرَّة مرة أخرى.
بعبارة أخرى: افهم فلسفة الأشياء، ودقِّق فيها.
4- حدد جزءًا من الوقت للتفكر في ما خلق الله تعالى: التفكُّر في الطبيعة وما فيها من نجوم وكواكب، وأشجار، وجبال، ومياه، ومخلوقات أخرى، وحين لا تتوفر هذه الأمور قريبًا من الفرد وتعذر عليه ذلك، وجب عليه أن يخرج إليها بنيَّة التفكر فيها، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191].


والتفكر وسيلة ناجعة للوصول إلى فهم جديد للظواهر والحوادث من حولنا، كما أنه المولِّد الرئيس للأفكار الإبداعية الجديدة والمتميزة وغير المألوفة، والتفكر يؤدي إلى معرفة فلسفة الأشياء، ويوسع المدارك، وينقل الفرد إلى مدى وآفاق فكرية واسعة.
5- راجع مع نفسك ما عملته خلال اليوم أو الأسبوع، وسمِّ الإخفاقات تحديدًا، ثم قوِّم ذلك، واعترف بخطئك، وقرِّر تصحيح السلوك في المرات القادمة؛ فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى بعض عمَّاله، فكان في آخر كتابه:"... أن حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة؛ فإنه من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة عاد مرجعُه إلى الرضا والغبطة، ومَن ألهتْه حياته وشغله هواه، عاد مرجعه إلى الندامة والحسرة، فتذكَّر ما توعظ به؛ لكي تنتهي عما يُنتهى عنه"[3].
6- اطرح قضية للنقاش مع عائلتك أو أصدقائك، وأشبعوها تفكيرًا ونقاشًا، ثم ناقشوا الأفكار الجديدة التي تطرح، ولنلاحظ كيف يثير رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بعض القضايا المهمة مع أصحابه، فهو يقول في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كلَّ يوم خمسًا؟ ما تقول ذلك يبقي من درنه؟))، قالوا: لا يُبقي من درنه شيئًا، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله به الخطايا))[4].
7- جرِّب أن تعمل أشياء جميلة وإيجابية؛ تنمي قدراتك، وتبعث فيك الراحة؛ مثل:
فكر في موضوع في صلب قضيتك، ثم حوله إلى لوحة برسمه - وإن كنت لا تجيد الرسم.
جهز لأفراد عائلتك أو جماعتك طعامًا متميِّزًا من طبخ يدك.
مارس مع نفسك مرة، ومع الآخرين مرة أخرى لعبة تحفيز التفكير، وهي ماذا ..... لو......
مارس ألعاب الذكاء والألغاز.
اكتب قصة قصيرة.
جاهد في كتابة قصيدة شعرية.
اقرأ قصص المبدعين وحياتهم، هل قرأت قصة حياة مبدع؟
اخترع لغزًا خاصًّا بك من بنيات أفكارك، واختبر به الآخرين.

هذا، بالإضافة إلى أن بناء الفرد لنفسه يكون على أساس متين من: النظام، والتنظيم، والمظهر اللائق الجميل والنظيف والمرتب؛ باعتباره صاحبَ وظيفة كبيرة ومحترمة وهي أنه (خليفة)، وليس على أساس العشوائية والبعثرة وسوء التدبير.
ولعل ما يلفت النظر في زماننا هذا (موضة) هذا الزمان، حيث يلبس الشباب الملابس الممزقة، وغير المرتبة، ويتصرفون في مظهرهم بشكل يدعو للسخرية، ويدل على العشوائية، فهم يبعثرون شعر رؤوسهم بشكل عجيب وغريب! ويجعلون كل جزء منها باتجاه معين؛ فيظهرون وكأنهم صعقوا بالكهرباء، والمشكلة أنهم يفعلون ذلك لمجرد التقليد، بينما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمال الثياب والشكل، يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة؟! قال: ((إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس))[5].
و قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ((نعم الفتى خريم لو قصر من شعره، ورفع من إزاره))، قال: فقال خريم: لا يجاوز شعري أذني، ولا إزاري عقبي[6]، وخريم بن فاتك الأسدي أحد الصحابة الكرام، فيوجه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابيَّ خريمًا إلى تنظيم شكله الخارجي، وتنظيم شعره، والانتباه لثيابه بأن تكون مناسبة وأنيقة.
ولا بد من الحذر كل الحذر من التقليد الأعمى، فنحن في الأصل منهيون عن التشبه بالناس من غير بينة واضحة لها معنى، فعن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرَق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه[7].
وهنا لفتة مهمة جدًّا نقف عندها؛ في أن المظهر وتبعاته تكون موافقة لشرع الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ثم إذا لم يأمر الشرع بشيء لا بأس من اتباع العرف السائد بين الناس، فقد كان يُعجِب النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يفرق شعر رأسه؛ ولأن المشركين كانوا يفرقون فقد خالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما تبين له أن الأمر فيه فسحة ولم يؤمر فيه بشيء، عاد وفرق شعره، وهذا هو الإطار العام في الموضوع.


[1] سنن أبي داود - كتاب الجهاد.
[2] صحيح مسلم - كتاب القدر - باب في الأمر بالقوة، وترك العجز، والاستعانة بالله، وتفويض المقادير لله.
[3] شعب الإيمان للبيهقي، التاسع والثلاثون من شعب الإيمان - فصل: فيما يقول العاطس في جواب التشميت.
[4] صحيح البخاري - كتاب مواقيت الصلاة - باب: الصلوات الخمس كفارة.
[5] صحيح مسلم، كتاب الإيمان.
[6] المعجم الكبير للطبراني - باب الخاء.
[7] صحيح البخاري - كتاب المناقب.


الساعة الآن : 08:38 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 13.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.56 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.69%)]