ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى النحو وأصوله (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=122)
-   -   التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=275030)

ابوالوليد المسلم 04-03-2022 02:52 AM

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
 
التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (1)
الشيخ فكري الجزار




التنبيهاتفي التصحيفات والتحريفات

((كراس 1))


الصحف والتصحيفات
"... على الشكوى مما وصل إليه البلد في شتى نواحي[1]... وتمضي الأيام..."[2].
"...وعدم السماح بعقليات الإقصاء وإلى ما ذلك[3] من ملامح سلبية.... ... ولكن لا بد في النهاية إلى تغيير ما هو واضح على كونِه عيبًا أو خطأً[4]، ولا بد من إصلاحه بتواضع وجدية....... ومن المهم حس[5] القارئ الكريم للعودةِ إلى تفاصيل هذا المقال[6] المهم"[7].
ثم قال: " سيناريو إيكاروس "tcarus"[8].


تنبيه[9]:
بعضُ المسائل تراها سهلة، ليس من وراء سَطْرِها حاجةٌ، أو فائدةٌ؛ فهي ظاهرةٌ لا تحتاج إلى تعليقٍ.
أنت تظنُّ ذلك وتنسَى أنَّ مجرَّدَ التنبيهِ إلى موطنِ الخطأِ كاشفٌ عنه، وقد لا تهتدي إلى هذا الخطأ - مع ظهوره - بغيرِ تنبيهٍ.
مراجعات:
كتاب "كيف تكتب بحثًا؟" للدكتور: أحمد شلبي، به صفحات عن علامات الترقيم؛ فليُراجَع.



من "تصحيفات أهل العلم"
قال الدكتور/ محمد عبدالله دِراز[10]:
"لذلك كان عجْزُ سورة...".
قولُه: "عجْزُ" بتسكين الجيم تحريفٌ.
والصواب: "عَجُزُ" بضمِّ الجيم - كما جاء في "المعجم الوسيط"[11]:
"العَجُزُ": مؤخَّر الشيء [يذكَّر ويؤنَّث]. و(العَجُزُ): الشطر الأخير من بيت الشعر".
وقال في "مختار الصحاح":
"(العَجُزُ) - بضمِّ الجيم - مُؤَخَّرُ الشيء، يُذكَّر ويُؤنَّثُ، وهو للرجلِ والمرأةِ جميعًا، وجمعه (أعجاز)، و(العجيزة) للمرأةِ خاصَّة"[12]، [13].


المقدمة[14]
"ولكنَّ جمع التصحيفات في كتابٍ ما، يجب أنْ يكون بالرجوعِ إلى المخطوطة - أو المخطوطات - لحصرِ ما فيها من تلك التصحيفات.
وبهذا نكونُ - فعلًا - قد خَدَمْنا الكتابَ، ونصَحْنا للكاتبِ وللقارئ على السواء.
أمَّا إذا اعتمد عملُنا على تتبع تلك التصحيفات في طبعةٍ ما - أو عدة طبعات - فلا يُعَدُّ ذلك خدمةً حقيقيةً للكتابِ - وإنْ كان ذَبًّا عنِ الكاتبِ، ونصحًا للقارئ[15] -؛ وذلك لأسبابٍ:
أولها - أنَّ التصحيفات الواقعة في طبعةٍ ما - أو طبعات مختلفة - قد لا تكون واقعة في أصل الكتاب - المخطوط - فلا نكون قد خدمنا الكتابَ، بل قد نكون قد نَسَبْنا إليه ما ليس فيه.
ثانيها - أنَّ تكرارَ الطبع إنْ لم يكن تصويرًا[16] فإنه يزيدُ الأخطاءَ؛ ولذلك لا يمكن حصرُها، بل نكون قد أضعنا جهدًا في تتبع مثلِ هذه الأخطاء.


تحريفات المعاجم
جاء في "مختار الصَّحاح"[17] (غ م ي):
"و(أُغْمِيَ) عليه الخَبَرَ؛ أي: استعجم، مثل (غُمَّ)".
قوله: "الخَبَرَ" بالنصب، تحريفٌ.
والصواب: "الخَبَرُ" بالرَّفع.

وفيه أيضًا:
"(البُغضُ) ضدَّ الحب...".
قوله: "ضدَّ" بالفتح تحريفٌ.
والصواب: "ضدُّ" بالرفع.

وفيه أيضًا:
"و(النَّعِيُّ) أيضًا بالتشديد (الناعي)، وهو الذي يأَتي بخَيرَ الموت".
قوله: "يأَتي" بفتح الهمزة تحريفٌ.
والصواب: "يأْتي" بالسكون.
وقوله: "بخيرَ" بياء مثناة تحت قبل الراء، وفتح الراء، تحريفٌ.
والصواب: "بخبَرِ" بالباء الموحدة قبل الراء، وكسر الراء؛ إنما الفتحة للباء.



أخطاء علامات الترقيم
جاء في مجلة "تراثيات"[18] (ع2 / 138)[19]:
"ولم يكن الطناحي على علمٍ بهذه المجالات المتعددة[20] فحسب، وإنما ترك بصماتِه الواضحة على كلٍّ منها، فلم يترك مجالًا إلَّا وله فيه كتابٌ محقق، ويكفي أن نَعرِضَ لكتابٍ واحدٍ من الكتب التي حققها، وهو "كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب" لأبي علي الفارسي كنموذج؛ لتوضيح منهج الرجل في التحقيق"[21].


تصحيفات المعاجم
"ورجل (خَابِذٌ) ذو خبزٍ، كلابنٍ وتامرٍ"[22].
قوله: "خابِذٌ"، كذا وقع بذال معجمة، وهو تحريفٌ، والصواب: "خابِزٌ" بالزاي[23].

وفيه أيضًا (خ ل ف):
"والخَلْفُ أيضًا الرَّدِئ".
قوله: "الرَّدِئً"، تحريفٌ بسبب انتقال نظرٍ تقريبًا.
والصواب: "الرَّديءُ"، وهذا التنوين إنما يخص همزةَ "سوءٍ" في السطرِ قبله[24].

"(الرَّذْل) الدُّفونُ الخَسيس"[25].
قولُه: "الدُّفون"، تحريفٌ.
والصواب: "الدُّون" منَ (التَّدَنِّي)، لا منَ (الدَّفنِ)[26].


تصحيفات كتب علوم القرآن
علامات الترقيم وأخطاء المحققين:
جاء في "معاني القرآن"[27] للفراء (1 / 63):
"وقولُه: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ... ﴾ [البقرة: 102].
(كما تقول في ملك سليمان)[28] تصلح (في) و(على) في مثل هذا الموضع، تقول: أتيتُه في عهدِ سليمان، وعلى عهده، سواءٌ".
ثم قال المحققان في "الهامش" تعليقًا على عبارة: "كما تقول...": "سقط ما بين القوسين من أ".


* جاء في "معاني القرآن" (1 / 49 / 7)[29]:
"﴿ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ ﴾ [الأحزاب: 31]، "ومَنْ تَقْنُتْ" بالياء والتاء،[30] على المعنى".
والصواب: ".... بالياء، والتاء على المعنى".
قلت: ولعل وضع "الفصلة" في هذا المكان يفيد أنَّ الياء حملًا على معنى "مَن"، والتاء حملًا على المعنى.


تصحيفات المعاجم
التصحيفات
جاء في "مختار الصِّحاح"[31] (ي ت م)[32]:
"... وقد (يَتِم) الصبيُّ يَيْتَمُ (يُتْمْا) بضمِّ الياء وفتحها مع سكون التاء" فيهما".
قلت: كذا وقع (يُتْمْا) بتسكين الميم، وهو تحريفٌ، لا يُنطق.
والصواب: "يُتْمًا" - بالفتح والتنوين - مصدرٌ.

وفيه أيضًا (س خ ن):
"... وأنشد ابنُ الأعرابي:
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيهَا ♦♦♦ إِذَا مَا الماءُ خَالَطَهَا سَخينَا
قال[33]: وقولُ مَن قال (جُدْنا بأموالنا)، ليس بشيء".
قلت: قولُه: "وقول مَن قال... ليس بشيء"، تحريفٌ، فيه تقديمٌ وتأخيرٌ وسقطٌ، وصوابُه: "أي: جُدْنَا بأموالنا. وقولُ مَن قال: (سخينًا) من (السخونة) - نُصِبَ على الحال - ليس بشيء"[34].


تصحيفات التفاسير
أخطاء علامات الترقيم
جاء في "تفسير السعدي"[35] (352)[36]:
"... ولأنه خيانةٌ في حقِّ سيدي الذي أكرم مثواي. فلا يليق بي[37]، أن أقابله في أهله، بأقبح مقابلة... ... ... والجامع لذلك كله. [38] أنَّ الله صرف عنه السوء والفحشاء...".


تحريفات
جاء في "معاني القرآن"[39] (1/ 402)[40]:
"إخوان المشركين {يُمدونهم}[41]" بضم الياء المثناة تحت.
قلت: هو تحريفٌ.
والصواب: ﴿ يَمُدُّونَهُمْ ﴾ [الأعراف: 202] بالفتح.

"والعربُ تقول: قد قَصُرَ عنِ الشيء، وأقصَرَ عنه".
قوله: "قَصُرَ" تحريفٌ.
والصواب: "قَصَرَ" بفتح الصاد المهملة - لا بالضمِّ - والمضارع "يَقْصُر"، بضمٍّ مع فتح أولِه.
أما قوله: "أقصَرَ عنه"، فمضارعُه: "يقصُرُ"، بفتح أولِه وضمِّ الصاد المهملة[42]، [43].


تصحيفات المعاجم
وجاء أيضًا في "مختار الصحاح" (ت ر هـ):
"(التُّرَّهَاتُ) الطرقُ الصِّغارُ غيرُ الجادِّة. تتشعبُ عنها[44]، الواحدة (تُرَّهَة) - فارسيٌّ معرَّبٌ - ثم استُعير للباطلِ"[45].

قوله: "الجادِّة"، كذا وقع بخفضِ الدال، وهو تحريفٌ.
والصواب: "الجادَّة"، بالفتح[46].


تصحيفات التفاسير
التصحيفات
جاء في "تفسير الكريم الرحمن"[47] (352)[48]:
"وكذلك ما مَنَّ اللهُ عليه[49]،[50] من برهان الإيمان الذي في قلبه".

وفي نفس الموضع أيضًا:
"وأسْدَى عليهم[51] مِنَ النِّعم".

وفيه أيضًا:
"فلم تقل (من فعل بأهلك سوءًا)، تبرئة لها[52]، وتبرئةً له أيضًا منَ الفعل".

وجاء في "تفسير السعدي" - أيضًا -[53]:
"فإنه يجوز له أن يَدْعُوَ على مَن ظَلَمه، ويشتكي منه".
قولُه: "ويَشْتكي منه" تحريفٌ.
والصوابَ: "ويَشْتَكِيَه" أو "يَشْكُوَه"[54].


استدراك
جاء في (ص105) نقلًا عن "العليل":
"ولما كان زمنُ التألم (فصبره طويلٌ)، فأنفاسُه ساعات، وساعاته أيام، وأيامه شهور وأعوام، (بَلَى)[55] سبحانه الممتَحَنين فيه بأن (ذلك) الابتلاء أجلًا ثم ينقطع، وضرب لأهله أجلًا للقائه، يُسلِّيهم به، (ويشكر) نفوسهم، ويهون عليهم أثقالَه...".
قولُه: "بَلَى" لعل الصواب: "سَلَّى".
وقولُه: "ويشكر" لعل الصواب: "ويُسَكِّنُ"[56].
وقولُه: "ذلك" لعل الصواب: "لذلك".


فهرست
"التنبيهات في التصحيفات والتحريفات" (1)
3- الصحف والتصحيفات.
5- تنبيهٌ يُضاف إلى مقدمة الكتاب.
7- من تصحيفات أهل العلم.
9- مسألة تُضاف إلى مقدمة "التنبيهات".
11- من تحريفات "مختار الصحاح" (دار الحديث - القاهرة).
13- من أخطاء علامات الترقيم.
15- من تحريفات "مختار الصحاح".
17- من أخطاء علامات الترقيم - ومن أخطاء المحققين لـ "معاني القرآن - الفراء".
21- من تحريفات "مختار الصحاح".
23- من أخطاء علامات الترقيم - "تفسير السعدي".
25- من تحريفات "معاني القرآن - الفراء".
27- من تحريفات "مختار الصحاح".
29- من تحريفات "تفسير السعدي" وأخطاء الترقيم.
31- استدراكٌ على مسألة من "التنبيهات".


[1] تصحيف، والصواب: "نواحيه".

[2] الأهرام الأربعاء 2 / 5 / 1424هـ، 2 / 7 / 2003م "ظاهرة الشكوى" د. نعمات أحمد فؤاد (ص13) مقالات.

[3] تحريف، والصواب: "وما إلى ذلك".

[4] تحريفٌ، والصواب: "..... واضحٌ كونُه عيبًا"، بغير "على".

[5] تحريف، والصواب: "حث" بالثاء المثلثة.

[6] يعني مقال "حصار المواهب وحرق البدائل" للدكتور/ مصطفى الفقي - الأهرام 1 / 5 / 1424هـ، 1 / 7 / 2003م.

[7] الأهرام 6/ 5/ 1424هـ، 6/ 7/ 2003م.

[8] تحريف، والصواب: "ecarus".

[9] يضاف إلى مقدمة الكتاب.

[10] في تقدمته لتلاوة الشيخ/ محمود خليل الحصري من إذاعةِ القرآن الكريم، الساعة 8.00 صباح الأربعاء 28/ 11/ 2004م، 21/ 1/ 2004، وكانت التلاوة من سورة النجم.

[11] (2/ 606) مجمع اللغة العربية - القاهرة - الطبعة الثالثة.

[12] تُقدَّمُ على كلامِ "المعجم الوسيط".

[13] الساعة 9:10.

[14] يُنسَّق المكتوبُ هنا مع ما جاء في "التنبيهات" (ص18) عند قول: "ولقد بلغت هذه التصحيفات...".

[15] الذي اقتنى هذه الطبعة في مكتبته، أمَّا غيرُه ممن اقتنى طبعةً أخرى - لم تشترك معها في تصحيفاتِها - فلن يستفيد شيئًا، وبذلك يكون عملُنا قاصرًا.

[16] وذلك بتصوير الطبعة السابقة كما هي.

[17] طبعة دار الحديث - القاهرة - بدون تاريخ ولا أي معلومات.

[18] مجلة محكمة يصدرها مركز تحقيق التراث بدار الكتب والوثائق القومية - القاهرة.

[19] العدد الثاني.

[20] من العلوم.

[21] مقال: "محمود الطناحي.. وتحقيق التراث العربي" عشري محمد علي الغول.

[22] انظر: "مختار الصحاح".

[23] الساعة 8:15 صباح السبت 3/ 11/ 1424هـ، 27/ 12/ 2003م، بسجن "وادي النطرون".

[24] الساعة 9 صباح الثلاثاء 13/ 11/ 1424هـ، 6/ 1/ 2004م.

[25] انظر: "مختار الصحاح".

[26] الساعة 2:00 بعد ظهر الأربعاء 14/ 11/ 1424هـ، 7/ 1/ 2004م.

[27] دار الكتب القومية - تحقيق: أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار - ط 3 (1422هـ/ 2001م).

[28] قلتُ: وليتهما لم يثبتاها؛ فإنَّ العبارة بغيرها في غايةِ الوضوح. ثم ليتهما إذ أثبتاها أعطياها حقَّها منَ النظر، ولكنهما أثبتاها كما هي - دون ترقيمٍ أو نظرٍ فيما بعدها - فانْبَهَمتِ العبارةُ.
قلت: والصواب - إذا أردنا إثباتَها:
"كما تقول: (في ملك سليمان)، تصلح (على) في مثل هذا الموضع؛ تقول: (أتيتُه في......".

[29] دار الكتب والوثائق القومية - ط 3 (1422هـ - 2001م).

[30] كذا وضعها المحققان، فانبَهمتِ العبارةُ، واحتاجا إلى بيانِها في الهامش.

[31] دار الحديث - القاهرة - بدون تاريخ، ولا رقم إيداع.

[32] (ص395).

[33] صاحب "المختار" أو صاحبُ "الصِّحاح".

[34] انظر: "مختار الصِّحاح" (س خ ن) (ص 167).

[35] نسبة إلى مؤلفه رحمه الله تعالى، واسم الكتاب: "تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان".

[36] طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان - ط أولى (1420هـ - 1999م).

[37] هذه الفصلات في غير موضِعها، وصواب الترقيم: "فلا يليق بي أنْ أقابله في أَهلِه بأقبح مقابلة..." انظر: "التنبيهات" (الباب الثالث - فصل الاختيار في مواضع الفصلة).

[38] هذه (النقطة) قطعت الكلامَ؛ لأنها في غير موضعها، والصواب أنْ توضع قبلَ قوله: "والجامع"، هكذا: "...واجتباب الزواجر. والجامع لذلك كلِّه أنَّ اللهَ صَرَفَ عنه...".

[39] دار الكتب والوثائق القومية - ط 3 (1422هـ/ 2001م).

[40] سورة الأعراف.

[41] الأعراف/ 202.

[42] انظر: "مختار الصِّحاح".

[43] الساعة 7:30 ليلًا من يوم الثلاثاء 8 شوال 1424، 2/ 12/ 2003م.

[44] أي: عن الجادَّةِ.

[45] انظر: (ص54).

[46] انظر: "المختار" (ج د د) (ص64).

[47] المعروف بـ "تفسير السعدي".

[48] سورة يوسف/ 22 - 29.

[49] تحريفٌ، والصواب: "ما مَنَّ اللهُ به عليه..." أو: "ما مَنَّ اللهُ عليه به...".

[50] هذه (الفصلة) خطأ؛ لأنها قطعتِ السياقَ.

[51] تحريفٌ، والصواب: "إليهم"؛ بدليل الحديثِ: "مَن أُسْدِيَ إليه معروفًا...".

[52] تحريفٌ، والصواب: "لنفسِها"؛ لأنها هي المتحدثةُ.

[53] النساء/ 148 - (ص 175).

[54] انظر "مختار الصِّحاح" (ش ك أ).

[55] مواطن التعليق.

[56] دلَّني على احتمال هذين التصويبين أحدُ الإخوةِ بسجن وادي النطرون.



ابوالوليد المسلم 22-03-2022 03:53 AM

رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
 
التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (2)
الشيخ فكري الجزار


علامات الترقيم:
لا يوضعُ شيءٌ بين الشرطِ وجوابه
منَ الشائع أنْ يضَعَ بعضُ الناسِ فصلةً في الجملة الشرطية. بعد انتهاءِ الشرطِ، وقبل ابتداء الجوابِ. هكذا:
((وإن كنتِ ألْمَمْتِ بذنبٍ، فاستغفري الله، ثم توبي إليه، فإنَّ العبدَ إذا اعترفَ بذنبٍ ثم تابَ، تابَ الله عليه))[1].
الفصلةُ الأولى والرابعةُ تقع بين جزئَي الشرطِ، فلا هي بين مفردات، ولا هي بين جملٍ قصيرةٍ معطوفٍ بعضها على بعض[2]. فلا يكون هنا موضعٌ لها.
والصواب حذفُها، ولا يوضعُ مكانها شيءٌ.
أمَّا الفصلةُ الثالثةُ، فإنها تقطع جملةَ الشرطِ نفسَها، فلا يصحُّ وضعُها. بل يجبُ حذفُها.
وأما الفصلةُ الثانية، فما بعدها تفسيرٌ أو مسبَّبٌ لما قبلها.
فالصوابُ في هذا الموضع فصلةٌ منقوطةٌ[3].
♦♦♦♦


التصحيف
وأثره في الحديث والفقه


رسالة ماجستير - جمال بن العربي اسطيري - جامعة محمد الخامس - الرباط (1993م).[4]

♦♦♦♦

تكريرُ أولِ الكلام لطولِ الفصل
﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ [البقرة: 79].

♦♦♦♦
تصحيفات المعاجم...
جاء في "القاموس المحيط"[5]: "ويُقال: كفاه مَؤُونَتَه. وكفاه اللهُ فلانًا فلانًا، أو شرَّ فلانٍ: حفِظه من كيدِه".
قولُه: "فلانًا فلانًا"، لا أراه يصحُّ.
وفيه عندي احتمالان:
الأول: (فلانًا) الثانية زيادةٌ؛ فإنَّ المعنى لا يحتاجُها، بل يكتفى بواحدةٍ.
الثاني: الصواب: "فلانًا وفلانًا"، سقطتِ الواو[6].

♦♦♦♦
علامات الترقيم..
علامةُ الاعتراض
إذا وقع الاعتراضُ آخرَ الكلامِ فأرى أنْ توضع قبلَه فصلةٌ، لا شرطة[7]، وبالأخصِّ إذا كان الاعتراضُ كلمةً واحدةً.
هكذا: "... نستغرق الأسبوعَ كلَّه، تقريبًا...".
فعبارةُ: "تقريبًا" إنما هي اعتراضٌ لبيان تحديدِ مدةِ الكتابةِ، في هذا المثال[8].

♦♦♦♦
تصحيفات "مختار الصِّحاح"[9]
قال: "غ ن ي - (غَنِيَ) به عنه بالكسر (غُنية) بالضم"[10].
قوله: "به عنه" تحريفٌ.
والصواب: "به وعنه".
أي: غَنِيَ به، وغَنِيَ عنه.

♦♦♦♦
قال[11]: "... أن نُحيل القارئ على فهرس الكتاب[12] ومقدمتِه؛ ففيهما غُناء"[13].
قوله: "غُناء"، تصحيفٌ.
والصواب: "غَناءٌ"، بفتح المعجمة، لا بالضمِّ.

♦♦♦♦
تصحيفات "المعجم الوسيط"[14]
"(ثَلَّ) الكثيبَ ـــُ[15] ثلًّا: هال تُربَه[16]".
قولُه: "تُربَه". تحريفٌ.
والصواب: ترابَه، بألِفٍ بعد الراء المهملة.
"هَزَأَ به، ومنه، يَهْزَأُ هُزْءًا وهُزُوًا: سَخَرَ به"[17].
قولُه: "سَخَرَ" - بفتح الخاء - تحريفٌ.
والصوابُ: "سَخِرَ" بكسر الخاء[18].
"(الطِّراف): ....... وـــ وبيتٌ من أَدَمٍ، وهو من بيوت الأعراب..."[19].
قوله: "وـــ وبيت"، الواو الثانية زيادة، فتحذف[20].

تصحيفات الأحمدية...
قالت[21]: "ولا أريد الخوضَ في عرضِ الخلاف... لأن الكتب قديمًا وحديثًا قد طفحت بها حتى لا يطول المقام بي ويصرفني عن الغرض من هذا المقال[22][23]".
قولها: "حتى لا يطول".
الصواب: "وحتى..."؛ لأنه سببٌ ثانٍ لعدم "الخوض في عرضِ الخلاف".

تنبـيـــه:
لم أقل بسقوط الواو من الناسخ، أو الطابع؛ لأنَّ عدمَ إثباتِها تكرر، بالإضافةِ إلى بعض الأساليب القلقة، أو الغريبة كما سيأتي.

وقالت: "إذا تمهَّد ما سبق[24] أُعرِّجُ على بعض القضايا ... لأحقق في بعض القضايا، وأحاول الرد عليها لعلي أكون من الموفقين"[25].
قوله: "لعلي" وكأنَّ طلبَ التوفيق علةُ "أُعرِّجُ"، وليس ذلك بصواب، إنما "لأحقق" و"أحاول الردَّ" هما العلةُ، أما التوفيق فمأمولٌ.
فالصواب: "ولعلي".
ولم أقل بسقوط الواو؛ لما ذكرته في "تنبيه"، في التصحيح السابق.
وقالت[26]: "لكن لمَّا لم يقف بعض المحدَثين على حقيقة التباين في موقف الرازي إزاء مسألة تعليل الأفعال وعدم الوقوف على شروح المتأخرين....[27]"
قوله: "وعدم الوقوف"، لا يستقيم.
والصواب: "وبسبب عدم الوقوف على"؛ عطفًا على "لكن".
أو: "وعلى شروح" - بحذف "عدم الوقوف"؛ عطفًا على "على حقيقة...".

قالت: "... صرَّحت أن الأشاعرة لم قصدوا نفي مبدأ التعليل"[28].
قولها: "لم قصدوا" لا يصح.
والصواب: "لم يقصدوا".
أو: "ما قصدوا"[29].

وقالت: "وقال الفتوحي من الحنابلة: "وليس عند أهل السنة شيءٌ من العالم مؤثِّرٌ في شيءٍ، بل كل موجود فيه وهو بخلق الله سبحانه وإرادته[30]".
قوله: "وهو" لا يصح.
والصواب: "هو" بغير الواو.
أو: "فهو".

وقالت[31]: "فنحن نرى الإسنوي... لمَّا وقف على حقيقة مراد الأشاعرة القائلين بالمعرِّف وهم.... واستوعب من جهة أخرى مراد القائلين بالمؤثِّر، أو الباعث، أو الموجب وهم.....[32] ولم يتعصب فوضح المسألة، وكشف بكلِّ جلاء أن الخلاف لفظي،[33] والكل متفقٌ على أن الباعث والمؤثر هو الله، لا ذات تلك الأوصاف هروبًا من العلل الغائية المؤثرة بذاتها، وبين أن الذين عرَّفوا... لم ينفوا... وإنما نفوا...، فآل النقاش إلى وفاق سلَّم فيه كلُّ فريق بمصطلح الآخر[34]".
قولُها: "ولم يتعصب فوضح"، لا يصح، وإلَّا لم نجد في الكلامِ خبر "أن"، التي في أولِه.
فالصواب: "لم يتعصب" - بغير الواو - على أنها الخبرُ، "ووضَّح".

أو "ولم يتعصب"، عطفًا على "لمَّا وقف" - "وضَّح" - بغير الفاء - على أنها الخبرُ[35].
وقالت: "وأخيرًا، فما ذكره الشاطبي... لا يتناقض مع ما نسَبَه إلى الرازي... ... فلا يثبت وسْمُ الشاطبي بالتناقض"[36].
قولُها: "لا يتناقض..."،
وقولها: "فلا يثبت وسْمُ الشاطبي بالتناقض"، لا أراهما إلَّا واحدًا، فلا حاجةَ للثاني[37].

♦♦♦♦

تصحيفات الأحمدية...
قالا[38]: "وهذه الرسالة[39].... تُعَد إشارةً بارزةً على جانبٍ مهم من جوانب الفيروزابادي وهو خيرُ دليل على سعةِ علمِه..."[40].

قولُه: "وهو". لا يصح من وجهين:
الأول: لو تعلق بـ "الرسالة" فالصواب: "هي". وهذا الوجه أولى عندي.
الثاني: لو تعلَّق بـ "جانب" فالصواب: حذفُ "خير دليلٍ". وإبقاء "هو" كما هي.
وقالا[41]: "وقد طُبع كتابٌ بعنوان... تأليف الشيخ... ابن تيمية... راجَعَ نصوصه، وخرَّج أحاديثه، علَّق عليه الدكتور... وقد استخلص هذا الكتاب من مجموع فتاوى.... ابن تيمية"[42].
الأوْلى أو الصواب: "وقد استخرجه[43] الدكتور.... وطبَعَه بعد أن راجعه...".

♦♦♦♦
وقالت[44]: "لأن الأمر والنهي هو مقصود الشاعر، علم مصلحتها، أم لم تعلم..."[45].
قولها: "علم"، تحريفٌ.
والصواب: "عُلمت".

وقالت: "... إنَّ الزنجاني نقل عن جمهور أهل السنة، وعن الشافعي أنَّ: (الأصل في العبادات عدم التعليل)، وهذا لا يفهم من تقويلهم بنفي المصالح..."[46]
قولُها: "تقويلهم بـ".

لا أرى له مكانًا في هذا السياق؛ وذلك لأمرين:
الأول: أن السياق يتمُّ، والمعنى يصح بدونِها.
الثاني: أنَّ هذه الصيغة تعني الادعَاءَ بأنهم قالوا، ولا يصح ترتيبُ هذا المعنى على ما قبله.
وكان - لو أرادت - أن تقول: "وهذا لا يفهم منه أنهم قالوا بنفي المصالح".

وقالت: "... لأنَّ ابن السبكي ... ينقل رأيَ المتعلمين في نفي تعليل أفعال الله، وبيان مستند هذا النفي وعليه دعوى الإجماع... فيها نظر"[47].
قولها: "دعوى"، لا يصح.
والصواب: "فدعوى".

وقالت: "... لرجوع هذه المصطلحات.. الأفعال. مما يؤكد تلاقُح هذه الأفكار..."[48].
قولُها: "ممَّا". لا يصح الابتداءُ بها[49].

والصواب، إمَّا أنْ تُوصَل بما قبلها، هكذا:
"... والأفعال مما يؤكد...".
أو: "وهذا يؤكد..." ، أو: "وإن هذا لممَّا يؤكد...".
وبمثل أحدِ هذين الأخيرين يصحُّ الابتداءُ.

وقالت: "... لأن المعتزلة لم ينفردوا بقولهم بالتعليل"[50].
قولها: "بقولهم بالتعليل"، لا يصح؛ لأن المعتزلة ينفون التعليل.
فالصواب: "بقولهم بنفي التعليل"[51].

قال[52]: "... وعدمُ ترك أية جزئية بسيطة أو صغيرة إلَّا وعالجتها كما ينبغي[53]"[54].
قولُه: "بسيطة"، تحريف.
والصواب: "كبيرة".
قولُه: "إلَّا وعالجتُها"، غريبٌ، ولا أراه يصح.
ولعل الصواب: "دون معالجةٍ" أو "دون معالجتها".

وقال: "عند تحليل الدراسات الواردة في المجموعة الأولى..."[55].
قولُه: "المجموعة[56] الأولى"، تكرارٌ، لا حاجة إليه؛ لأنه ذكره في نهايةِ الكلامِ عن نفسِ هذه المجموعة (2).
والصواب: "... في هذه المجموعة".
أما لو كان هذا التحليلُ بعد تمام عرضِ المجموعات كلها، فيصحُّ أن يقول: "... المجموعة الأولى"، "... الثانية" ... إلخ.[57]، [58].

♦♦♦♦
فهرس الكراس الثالث
من
التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

3- تصحيفات الصحف.
5- علامات الترقيم - لا يوضع شيءٌ بين الشرط وجوابه.(1)
7- التصحيف وأثره في الحديث والفقه - عنوان رسالة ماجستير.
9- علامات الترقيم - تكريرُ أولِ الكلام لطولِ الفصل.(2)
11- تصحيفات المعاجم - القاموس المحيط.
13- علامات الترقيم - علامة الاعتراض قرب نهاية الكلام.(3)
15- تصحيفات "مختار الصِّحاح".
17- تصحيفات من "المزهر في علوم اللغة".
19- تصحيفات "المعجم الوسيط".
21- تصحيفات مجلة "الأحمدية".(1)
23- تصحيفات مجلة "الأحمدية"(2).


[1] قطعة من حديثِ الإفكِ - مجلة الأحمدية - (ع18 / 152) رمضان 1425، 10 / 2004. دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث - دُبي.

[2] انظر: "التنبيهات" (204- 206 ) لفكري.

[3] انظر: "التنبيهات" (244 - 249) لفكري.

[4] نقلًا عن مجلة الأحمدية (ع18/ 249) - رمضان 1425. دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث - دبي.

[5] (2 / 825/ 1 ).

[6] الساعة 7:47 صباح الخميس 3 رمضان 1426، 6/ 10/ 2005م بسجن دمنهور، المرة الثانية.

[7] وقد عنَّ لي هذا الأمرُ مع معاناةِ الكتابةِ؛ وقد كنتُ قبلُ لا يُعجبني وضع شرطةِ الاعتراضِ قبل نهاية الكلامِ مباشرةً، وبالأخصِّ إذا كان الاعتراضُ كلمةً واحدةً، كما في المثالِ الآتي.

[8] الساعة 7:35 (توقيت عادي)، صباحَ الخميس 20 من ربيع ثانٍ 1427، 18/ 5/ 2006م.

[9] مكتبة الآداب - القاهرة - طبعة أولى (1418هـ/ 1998م).

[10] انظر: "مختار الصِّحاح" (غ ن ي).

[11] محققو كتاب "المُزهِر في علوم اللغة وأنواعها".

[12] المُزهر.

[13] انظر: "المزهر" (1/ 3) شرح، وضبط، وتصحيح محمد أحمد جاد المولى، علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم - دار الجيل - بيروت - بدون طبعة، أو تاريخ.

[14] مجمع اللغة العربية - الطبعة الثالثة - بدون تاريخ.

[15] أي: يَثُلُّ، بضم الثاء.

[16] انظر: (1/ 104/ 1).

[17] انظر: (2/ 1023/ 3).

[18] الساعة 10:18 بعد عشاء الخميس 16 من القعدة 1427، 7/ 12/ 2006م، بسجن الوادي الجديد، بعد نقلي إليه بسبعة وثلاثين يومًا.

[19] انظر: (2/ 575/ 2).

[20] الساعة 10:20 بعد عشاء الخميس 15 من الحجة 1427، 3/ 1/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

[21] د. مُليكة مخلوفي، أستاذة محاضرة في كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية - جامعة الحاج الخضر - باتنة - الجزائر.

[22] "تعليلُ الأحكام والأفعال: مواقف وردود".

[23] مجلة "الأحمدية" (20/ 87) - (جمادى الأولى 1426/ يونيو 2005م) دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث - دبي - توزيع الأهرام - القاهرة.

[24] بيانُ أنَّ الخلاف في "نفي تعليل الأحكام والأفعال" لفظيٌّ.

[25] السابق (ص95).

[26] د. مُليكة مخلوفي.

[27] مجلة "الأحمدية" (20/ 95).

[28] السابق (ص94).

[29] ألم أقل: إنَّ لها تعبيراتٍ غريبةً؟

[30] السابق (ص89).

[31] د. مليكة مخلوفي، في نفس البحث السابق.

[32] هذه النقطة من وضع الناسخ، ولا تصح في هذا المكان؛ لأن الكلام لم يتم.

[33] وهذه الفصلةُ أيضًا، لكنها محتملة، وإنْ كنت أرى الأولى وضع نقطة، والاستئناف بما بعدها.

[34] نقلت هذا الجزء بتمامِه - تقريبًا - حتى لا يُقالَ: إنَّ ما حذفتُه مؤثِّر في ارتباطِ الكلامِ، والمعنى.

[35] الساعة 8:05 بعد عشاء الخميس 9 من القعدة 1427، 30/ 11/ 2006، بسجن الوادي الجديد، بعد نقلي إليه بشهرٍ كاملٍ.

[36] مجلة "الأحمدية" (20/ 104)، نفس البحث.

[37] الساعة 7.54، بعد عشاء الاثنين 27 من القعدة 1427، 18/ 12/ 2006م؛ لأني عزمتُ على تسجيل كلِّ ما في المجلة من تصحيفاتٍ.

[38] عصام محمد الشنطي - خبير بمعهد المخطوطات العربية (ولد في فلسطين 1929م)، د. أحمد سليم غانم - باحث في قضايا التراث والمخطوطات - ولد في الإسكندرية (1971م).

[39] حاصل كَوْرةِ الخِلاص في فضائل سورة الإخلاص.

[40] مجلة "الأحمدية" (20/ 57) جمادى الأولى 1426/ يونيو 2005م.

[41] نفس المحققين.

[42] السابق.

[43] لأنَّه قد ذُكر باسمه وموضِعِه في الفقرة السابقة على هذه الفقرةِ.

[44] د. مليكة مخلوفي "تعليل الأحكام والأفعال... مواقف وردود". والمذكور هنا تابع لما في (23 - 27) من هذا الكراس.

[45] مجلة "الأحمدية" (20/ 111).

[46] مجلة "الأحمدية" (20/ 114).

[47] مجلة "الأحمدية" (20/ 115).

[48] مجلة "الأحمدية" (20/ 119).

[49] لأنها تترتب على ما قبلها.

[50] نفس المبحث (120).

[51] الساعة 8:37 بعد عشاء الاثنين 27 من القعدة 1427، 18/ 12/ 2006م. بسجن الوادي الجديد.

[52] د. راكان عبدالعزيز الراوي - مُنسِّق كلية الإدارة والقيادة - جامعة آل لوتاه العالمية - وُلد ببغداد (1973م).

[53] بحث "غزوة بدر الكبرى بين المدد الرباني والقيادة النبوية... دراسة تحليلية" (ص130).

[54] مجلة "الأحمدية" (20/ 127 - 212).

[55] (ص133). وتكرر مثله (ص134).


[56] وفيها ذِكر "الدراسات التي تناولت غزوة بدر الكبرى بشكل خاصٍّ".

[57] ولم أُتِمَّ قراءةَ هذا البحثِ؛ بسبب كثرةِ التكرارِ، وحشوِ الكلامِ، مع كثرة الأخطاء اللفظية في حقِّ اللهِ تعالى.

[58] تم الفراغ من نقله في الساعة 9:00 بعد عشاء الاثنين 27 من القعدة 1427، 18/ 12/ 2006م. بسجن الوادي الجديد، عنبر (4)، زنزانة (2)، منفردًا.
وقلت: "منفردًا"؛ أي: كنت وحدي بالزنزانة، لا أنها زنزانة (انفرادي)؛ لأنه لا يوجد زنازين انفرادي هنا، أو دمنهور أو الفيوم.



ابوالوليد المسلم 22-03-2022 04:10 AM

رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
 
التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (3)


الشيخ فكري الجزار





(كراس 3)




تصحيفات مجلة "جذور"

1 - جاء في مجلة "جذور"[1] (17[2]/ 81):

"فإذا رجع الباحث إلى تواريخهم المظلمة، وجدها تنطق بالغدر والحقد والكيد"[3].



قلتُ: لا تستقيم العبارةُ هكذا؛ إذ لو كنَّا نعرفُ أنَّ تواريخَهم مظلمةٌ فكيف نطمع أنْ نجِدَ فيها وفاءً أو تسامحًا، أو إيثارًا؟! التواريخُ المظلمةُ ليست مظِنَّةً لهذه القيم والمعاني الجميلة.

فالصواب: "فإذا رجع الباحثُ إلى تواريخهم وجدَها مظلمةً، تنطق بالغدر والحقد، والكيد".



تنبيهٌ أول:

وضع (الفصلة) بعد قولِه "المظلمة" لا يصحُّ؛ لأنَّ ما بعدَها شديدُ التعلُّقِ بما قبلها.



فالصواب:

"تنطق بالغدر، والحقد، والكيد"؛ لأنها مفرداتٌ معطوفةٌ[4].



تنبيهٌ ثانٍ:

كُتب على غلاف المجلة: "فصلية تعني بالتراث وقضاياة" أمَّا "تعني" فتحريفٌ.

والصواب: "تُعْنَى".



وأمَّا "قضاياة" فخطأ.

والصواب: "قضاياه"، آخره هاء، لا تاء مربوطة[5].



2 - قال نفسُ الكاتب في نفس الموضع[6]:

"وناهيك بمن يبذل نفسَه تضحيةً رخيصَةً في سبيل صديقه".

قوله: "تضحيةً رخيصةً" لا يصح؛ فالتضحيةُ غاليةٌ مطلقًا، لا تكونُ رخيصةً أبدًا، إنما (الرخيص) ما يُضَحِّي به الإنسانُ - نفسُه، أو مالُه، أو غيرهما.



وقد لا يكونُ المُضحَّى به رخيصًا في ذاته (كالمال)، وقد لا يكون رخيصًا عند صاحبه (كالنفس)، لكنه يكون رخيصًا بالنظرِ إلى المُضَحَّى من أجلِه، كمن يطلب الشهادة في سبيلِ اللهِ.



فالصواب:

"وناهيك بمن يبذلُ نفسَه رخيصةً فِداءً لصديقِه".



وقلت: "فِداءً لصديقِه" لبيان المرادِ؛ إذ إنَّ قوله: "في سبيل صديقِه" غيرُ كاشفٍ عنِ المرادِ - فيما أرى.

ولا يُقال بأنَّ "تضحيةً" حالٌ منَ (البَذْلِ)؛ لأنَّ البَذْلَ في ذاتِه فيه دلالةٌ على الجودِ بما غَلَا، ففيه معنى التضحيةِ، فلا حاجةَ لذكرها. واللهُ أعلمُ[7].

♦ ♦ ♦



3 - وقال نفس الكاتب[8] في نفس الموضع[9]:

"ولقد تألقت في عصر ابن المقفع كواكبُ لامعةٌ في سماء الأدب، وكانت صلته بها صلةُ مودةٍ وحبٍّ، فهو صديقُ الجميع".

قولُه: "بها"، قد يصح على إرادة الكواكب، لكنه لا يصح مع قوله: "فهو صديقُ الجميع"؛ فإنَّ الكواكب لا تُصادَق، إنَّما يُصادَقُ مَن شُبِّهوا بالكواكبِ.

فالصواب: "بهم"، وبها يتَّسق الكلامُ.



4 - وقال[10]: "ألَا يكون الجمعُ بين صداقة الأضداد مما يُحدث لديهم الريبة في نفسِ عبدالله؟".

قوله: "نفس" أراها زائدة؛ إذ إنَّ (الريبة) قد تحدُثُ في نفوسِ (الأضداد) من صنيع ابن المقفع لما جمَعَ بين صداقاتهم.



ولا يُعقلُ أنْ تحدثَ (الريبة) في نفسِه هو؛ لأنه هو الذي جمَعَ بين صداقاتِهم. فهل يرتابُ في فعلِه، أو في نفسِه؟!

ولا يقالُ: أراد "في شخص عبدالله"؛ لأنَّ هذا القيدَ لا يقيدُ شيئًا في هذا المقام.

إنما قد يُقال: أراد "في عبدالله نفسِه"، تأكيدًا؛ لأنَّ التركيب المذكورَ لا يدل على هذا الاحتمال.



والصواب:

إمَّا: "...الريبة فيه"، وإمَّا: "في عبدالله"، وإمَّا: "في عبدالله نفسِه"[11].

♦ ♦ ♦



تصحيفات مجلة "الأحمدية" (1)

قال[12]: "وقد ينتج عن إخفاق الشعب الجزائري في المقاومة المسلحة... حالة من الركون والارتباك... لكنها لم تصل إلى حالة اليأس، والتراجع، والاستسلام، والقبول بالأمر الواقع، إلَّا لالتقاط الأنفاس...[13]"[14].



قوله: "لكنها لم تصل إلى حالة اليأس... إلَّا لالتقاط الأنفاسِ، والبحث عن أسلوب أكثر نجاعةٍ"، لا يصح؛ لأنَّ مَن يئس فقد توقف فكرُه، وانقطع أملُه.



ولذلك، تجدُه قد وقع في "الاستسلام، والقبول بالأمر الواقع"، فلا تراه يفكِّر في تغيير هذا الواقعِ الذي قهَرَه.

وكذلك من وصَل إلى "حالة التراجع"، قد تراجَع عن الطريق التي كان يراها حلًّا لمشكلته.



لكنَّ هذا الذي تراجَعَ عمَّا كان يراه حلًّا لمشكلته لا يخلو من أحد رجلينِ:

الأول: رجلٌ لم يجد فهمَه أو تَصورَه للحلِّ نافعًا، فرأى أنه لا بد من الاستسلام والخضوع.

الثاني: رجلٌ اقتنع بعدمِ جدوى ما كان يراه حلًّا، لكنه لم يَرَ ذلك نهايةً، بل لا بد أن يبحث عن حلٍّ آخر.

وهذا الثاني لا يستسلم، ولا يرضَ بالأمرِ الواقع. بل هو الذي يترك ما كان عليه بحثًا عن غيره مما قد يكون حلًّا.

لذا، لا يصحُّ هذا التعبيرُ بحالٍ.



وقال[15]: "وقد أسفرت عملية فرز وتصنيف اتجاهات الحركة الوطنية.... إلى الاتجاهات الرئيسية الكبرى الآتية:..."[16].

قولُه: "أسفرت إلى" لا يصح.

والصواب: "أسفرت عن".

أو: "أدَّت إلى".



وقال: "...فقد شَغَلَت مشكلةُ التخلفِ... جُلَّ كتاباتِه، فعكف يَدْرُسها دراسة علمية مركزة..."[17].

قولُه: "شغَلَتْ كتاباتِه فعكف يَدْرُسُها"، لا يصح بحالٍ؛ فإنَّ البَدَهيَّ أنَّ الإنسانَ يعكُفُ على الدراسة، والتحليل، أولًا. فإذا انتهى منَ الدراسة، كتبَ ما يراه نتيجةً صحيحةً لدراسته.



وقال: "لأنهم[18] تنسَّموا عبيرَ نمطٍ ثقافيٍّ وروحيٍّ متشابهٍ..."[19].

قوله: "نمطٍ متشابهٍ"، لا يصحُّ؛ لأنَّ التشابُهَ إنما يكون بين "أنماط"، أو عدةِ أشياء.

أما الشيء الواحدُ، أو "النمط الواحد" فإنما يُقال له: "متجانس، ومتناسق"، كما قال الباحث في نفس السطر.



وقال[20]: "... يعني أن يكون المجتمع فاعليًّا"[21].

قولُه: "فاعليًّا"، غريبٌ.

والصواب: "فاعلًا".



وقال: "... والدليلُ الأكيدُ على ذلك[22] انتصار[23] الفكرة الإسلامية القرآنية في الجزيرة العربية، التي أعقبها انتصارٌ حضاريٌّ شاملٌ لتلك الأمةِ المتخلفة"[24].



قولُه: "الأمة المتخلفة" لا يصحُّ؛ لأنه يجعلُ التخلُّف صفةً ثابتةً، وأنها قد بقيت مع "تلك الأمة".

والصواب: "التي كانت متخلفةً".

أو: "بعد تخلُّفها"، مثلًا.



قلت: ولا أراه يصح الاعتذار بقوله: "لتلك" على إرادةِ "التي كانت"؛ لأنَّ "تلك" في هذه المقامِ تُفيدُ مطلقَ البُعدِ في الزمانِ، فتحتملُ الأمرين:

1 - المسلمون في زمان ازدهارهم، قبلَ ألفِ عامٍ.

2 - العربُ قبلَ الإسلامِ.

فلا بد من التحديد.



تنبيهٌ:

هذه العبارةُ نقلها الباحث عن كتاب "مالك بن نبي مفكرًا إصلاحيًّا" - أسعد السحمراني - دار النفائس - بيروت - ط أولى (1986م)[25].

♦ ♦ ♦



قال[26]:[27] "أمَّا الحمام[28] فما معنى الحديث عنه وقد أصبح شيئًا من الماضي، وتحوَّل إلى حجرةٍ في كلِّ منزل، ولم يعد هناك منشأة متكاملة، ذات بيوت، وطقوس، وغايات"[29].



قولُه: "هناك"، لا يصحُّ؛ لأمرين:

الأول: ظهورُ عَوْدِ، أو تعلُّق "ولم يعد" بالحمام.

الثاني: أنه لا معنى لها في السؤالِ، إذ إنه ليس سؤالًا عن تطورِ الحمام.

فالصواب: حذف "هناك".



وقال: "فإنَّ ابن فارس يرى... لأنه متشعِّب الأبواب جدًّا، وقد نصَّ من هذه الأبواب على خمسة:..."[30].

قوله: "وقد نص من هذه الأبواب على خمسة". لا يصحُّ.



والصواب: "وقد نصَّ على خمسةٍ منها".

أو: "وقد نصَّ على خمسة من هذه الأبواب".

لكنَّ هذا الثاني ضعيف؛ لقُرب ذِكر "الأبواب"، فالأولى هنا الضمير.



وقال: "فثمة حمامات مثلًا لا تدور لا تتحرك بها الماء..."[31].

قوله: "لا تتحرك"، لا يصح؛ لأنَّ الماء مذكَّرٌ.

والصواب: "يتحرك".



وقال[32]: "... وهي مكتوبة بقلم يميل إلى النسخ، خالٍ من الضبط، به تجاوزات إملائية، خالٍ من الضبط"[33].

قولُه: "خالٍ من الضبط"، مكررٌ[34].



قال[35][36]: "وقد تبدَّت المقارنة[37] في اقتران تجاهل العارف بأسلوب التعطُّف، واندماجهما في سياقٍ واحدٍ؛ لأنَّ معنى المقارنة - عند القوم - أنْ يقترن بديعان في كلمة من الكلام".

وقال في التعليق: "يثيرُ مصطلح (المقارنة) إشكالات منهجيةً. ولعل من أطلقه يقصد الاقتران..."[38].



انظر إلى قول الباحث - في الأصل: "اقتران"، "اندماجهما"، مع ما نقله من قول ابن أبي الأصبع: "أن يقترن بديعان...".

ثم انظر إلى قوله في التعليق: "لعل مَن أطلقه يقصد الاقتران".

هل ينسجمُ القولان؟! أم قد غَفَلَ الباحثُ؟!!



وقال[39]: "كما أشار السَّكَّاكي إلى أسلوب التعريض... وأما النظر إلى الآية من جهة عِلم المعاني، فقد أفاض السكاكي...

♦ ♦ ♦



وبخصوص الفصاحة المعنويَّة واللفظية، تحدَّث عن... وفي ثنايا حديثه المطوَّل، يقف الدارسُ على إشارات تخُص فنون البديع، مثل...

ولم يتجاوز هذا الحدود، لأنه حرَصَ على اكتناه أبعادها الدلالية ممَّا أفاض في بسطه في جانبي البيان والمعاني"[40].



قوله: "هذا"، لا يصح.

والصواب: "هذه"؛ لأنَّ الحديث عن المعاني التي تعرَّض لبيانها السَّكاكيُّ في تلك الآية.

ولا يُقال: قد أراد الباحث الإشارةَ إلى السَّكَّاكي. فإنَّ هذا لا يصح من وجهين:

الأول: أنَّ السياق لا يُساعدُه.

الثاني: أنَّ مثلَ السَّكَّاكي لا يُشار إليه بـ "هذا"، وبالأخصِّ أنَّه يُثنى عليه.



وقال: "...حرَص بعضُهم على الإكثار، والتنقيب على الشاهد المناسب، مما أفضى بهم إلى أنْ يصطنعوا فنونًا لا يعثرون لها على شاهدٍ من بيان القرآن"[41].

قولُه: "التنقيب على الشاهد"، لا يصح؛ لأنَّ "نَقَبَ على القومِ" أي: صار نقيبًا عليهم.



و"نَقَب في الأرض" ذهب فيها.

و"نقَبَ عن الشيءِ": بحث.

و"نقَّب" - بتشديد القافِ - في الكلِّ: مبالغة[42].

فالصواب: "التنقيب عنِ الشاهد".

وقولُه: "حَرَصَ بعضهم على الإكثار.... مما أفضى بهم على أن يصطنعوا فنونًا".

كيف بحثوا عنِ الشاهد ثم اصطنعوا فنونًا؟![43]



قال[44][45]: "... في كتاب "المباحث المشرقية في الإلهيات والطبيعيات"، للإمام فخر الدين الرازي، حيث يقول: "الحلقة التي يجذبُها جاذبان متساويان حتى وقفت في الوسط، لا شك أنَّ كلَّ واحدٍ منهما فَعَل فيها فعلًا معوقًا بفعل الآخر..."[46].

قولُه: "فعلًا معوقًا بفعل الآخر"، لا بد أن يُضبط "معوَّقًا"، على اعتبارِ المفعولية في "فعل فعلًا".



قلت: وهذا لا يصح من وجهين:

الأول: أنَّ أصلَ الفعل في اللغة إنما يُراد به الفاعلية، لا المفعولية.

الثاني: أنَّ هذا هو نفسُ معنى قانون "لكل فعلٍ ردُّ فعلٍ..."، إنما يُراد به الفاعلية.

فالصواب: "معوِّقًا لفعلِ"، لا "بفعل".



قال[47]، [48]: "إليكم معشر الآتين[49] أسوق هذه المجموعة النفيسة، التي هي كمرآة تتجلى لكم منها الحالة الاجتماعية، والسياسية، والحربية، والعلمية و[50]الأخلاقية، والعائلية، التي كان في عصر النبوة"[51].

قولُه: "كان "، لا يصح.

والصواب: "كانت"، أي: التي وُجدت. أو التي كانت موجودة.



قال[52] [53]: "وفاتحة الحديث أنه ما كان لتراثيٍّ أو مَعنِيٍّ بالتراث أن يقع في يده كتاب يحمل عنوان (تاريخ خزائن الكتب في المغرب)[54] حتى يقرأه"[55].



قولُه: "ما كان لتراثيٍّ... أن يقع في يده كتاب... حتى يقرأه"، لا يصح؛ لأمرين:

الأول: "أنْ"، تجعَلُ العبارة نفيًا، أو كأنها تحذيرٌ من هذا الأمر.

الثاني: "حتى يقرأه"، لا تصح في هذا السياق، لأنهم يقولون: "ما كان لفلان أن يفعل كذا حتى يفعل كذا" أي: حتى يكون قد فعل قبله كذا.



وقد يأتون بالفعلين في الماضي فيقولون: ما فَعَل كذا حتى فَعَلَ كذا.

فالصواب: "ما كان لتراثيٍّ... يقع[56] في يده كتابٌ يحملُ... إلَّا ويقرؤه"،

أو: "... ولا يقرؤه".

أو: "... دون أنْ يقرأه".



قال[57] [58]: "فالعلم بلغات العرب وغيرها بيِّنٌ بنفسِه عند مَن أنصف التأمُّلَ"[59].

قوله: "فالعلم بلغات العرب... بيِّنٌ بنفسِه"، لا أراه صوابًا؛ لأنه كان يتكلم عن "إن مدار الاستقامة وإصابة الجادة في تحصيل العلم بالمعارف الشرعية إنما يكمن في علم[60] اللغةِ آلةِ هذا التحصيل المعرفي"[61].



والعبارة المذكورة لا تؤدي هذا المعنى.

فالصواب: "فأهمية" أو "فضرورة العلم... بيِّنٌ بنفسِه".



قوله: "وغيرِها"، موهِمٌ؛ قد يُفهَم منه "غير لغاتِ العرب"، ولا يتفق هذا المعنى مع السياقِ، فدلَّ على أنه غيرُ مرادٍ.

والصواب: "وغيرِها من علومِ اللغة"؛ على أن المراد بـ "لغات العرب" لهَجَاتُهم.

ومع ذلك، أرى الأولى حذفُها.



قولُه: "أنصف التأمل"، غريبٌ، أو غير صوابٍ.

والصوابُ: "أَمْعَنَ التأمُّلَ".



وقال: "ولا غرو من أن..."[62]، لا أعرفه، ولعله يجوز.

لكنَّ المشهور: "لا غرو أن..."، بغيرِ حرفِ الجرِّ.



وقال: "وإنَّ مطمَحَ نظر الفقيه، وقصارى مجهودِه أنْ يرفع الأستار عن الحجب القائمةِ بين العلوم الشرعية في مستوى ألفاظها، ودلالتها، و[63]المستوى الإدراكي في تجلياته الذهنية"[64].



قولُه: "أنْ يرفع الأستار عن الحجب القائمة" لا يصحُّ؛ لأن معناه أنَّ غاية مراد الفقيه إنما هو إظهارُ هذه الحجب.

ومنَ المؤكد أنْ ليس هذا مراد الباحثِ؛ لأنه غيرُ صحيح في العقولِ أنْ يكون ذلك غايةَ مرادِ الفقيه، وبعد تحقيقها يترك مهمةَ الاستنباط لغيرِه. ومَن يكون غيره؟!



ثم، إنَّه لا يصح - أيضًا - بدليل قولِه بعده: "... بحيث تنقشع معاناةُ الفقيه في الاستنباط الشرعي".

فهل "تنقشع" بفعلِ غيرِه؟

أو يكون معنى "الفقيه" في أولِ الكلام غيرَ معناه في هذه العبارة الأخيرةِ؟

ليس شيءٌ من هذين صحيحًا.

والصواب: "أن يزيلَ الحجبَ..." مثلًا.



وقال: "ومن هنا تأتي ضرورة التبحُّرِ في علوم اللغةِ العربية إلى درجة الواجب..."[65].

قوله: "تأتي إلى درجة الواجب"، له وجهٌ

بمعنى: "تصل إلى".

لكنَّ الصواب: "تَرْقَى إلى" أو "ترتفع إلى".



وقال[66]: "إذ يرى[67] أنَّ "أصول الفقه بوصفِه العلم الذي يؤسِّس منهجيةَ الفقهِ الاستنباطية؛ وأنَّ أقربَها إلى النهوضِ بمقتضياتِه العلمية هو علم الأخلاق"[68].



قوله: "أن..."، لا تجدُ فيه خبرَ (أنَّ)، إلَّا بقدرٍ منَ التأويل، والتكلُّفِ، بأنْ نقول أن: "بوصفه"، تعني: "بما هو عليه"، أو: "بما هو موصوف به"، أو "معروف به".



وعلى هذا يكون الخبرُ: "العلم". أي: "هو العلم الذي يؤسس...".

ويبقى معنى العبارةِ غيرَ واضحٍ، أو مبهمًا. بل غيرُ تامٍّ.

والصواب: "أنَّ (أصول الفقه هو العلم...)".

أو نقدِّر في العبارةِ سقطًا.



وقال: "ذلك أنَّ النصَّ الشرعي لا يقف في مواطنَ كثيرةٍ عند حدود الإبلاغ أو الإخبار، إنما يتجاوز أسوارَ الخطاب المباشر إلى مستوى الخطاب العميق، الذي يحتاج في فك مغاليقه إلى خبرة لغوية"[69].



قولُه: "فك مغاليقه"، فيه أمران:

الأول: أنه لا تصح "مغاليقه" مضافةً إلى "النص الشرعي".

الثاني: أنَّ "مغاليقه" تحتاج إلى "فتح"، لا إلى "فك".



إنما "الطلاسم" هي التي تحتاج إلى "فك". وليس في الشرع طلاسم، أيضًا. فلا مكان لشيءٍ من كلِّ ذلك.

إنما الصواب: "فهم أسراره"، أو: "فهم مضامينه"، أو: "فهم ما خفي منه"، مثلًا.



وقال[70]: "إنَّ هذه العراقيل المذكورة أيضًا كانت سببًا مباشرًا في قراءات تراثيةٍ متضاربةٍ أحيانًا، ومتناقضةٍ في أحايينَ أخرى؛ لذلك أن سيطرة أسلوب (الموافقات) وما تحلَّى به من سقط في عبارات عديدة دفع بكثيرٍ منَ المهتمين بالتراث الأصولي إلى إنجاز دراسات يحكمها الهوى"[71].



قوله: "قراءات تراثية"، لا أعرفه، وإنْ كان ظاهرًا أنه يعني: "قراءاتٍ للتراث".

قولُه: "أن سيطرة أسلوب.... دفع..."، لا يصح.

والصواب: "سيطرة... دفعت".



قوله: "سيطرة أسلوب... دراسات يحكمها الهوى"، لا أدري أي "هوى" مع "سيطرة"؛ فإنَّ سيطرة لا تترك مجالًا لأيِّ "هوى"، إلَّا "هوى" المتابعة.

فهل هذا ما يقصدُ؟ لستُ أرى ذلك في عبارتِه.



قولُه: "وما تحلى به من سقط في عبارات عديدة"، لا يصح؛ فإنَّ "تحلَّى" لا تكون إلَّا فيما هو نافعٌ، ومفيدٌ، وجميلٌ.

وليس السقط، ولو لم يتكرر، في شيءٍ من هذه المعاني.

والصواب: "تجلَّى فيه".



قوله: "إنجاز دراسات يحكمها الهوى" لا يصحُّ؛ لأنَّ "إنجاز" لا تكون إلَّا فيما هو محمودٌ، وليس من "الهوى" ما هو محمودٌ، إلَّا ما كان في موافقةِ الحقِّ[72].

وليس هذا مرادًا للباحث.



وقال[73]: "ورغبةً منا في تقديم دراسةٍ منصفةٍ للموافقات، من خلال قراءة هادئةٍ، بعيدةٍ عن المبالغة في الوصف، أو الإغراق في الحشد، قد نقع على حقيقةِ مضامين الكتاب، وعلى كنه آلياتِه"[74].



قولُه: "ورغبة منا في تقديم... من خلال قراءة هادئة... قد نقع..."، غيرُ تامٍّ؛ لأنَّ "رغبةً في تقديم" تحتاج إلى ما ترتب على هذه الرغبةَ من مثلِ "قمنا".



فالصواب: "ورغبة منا في تقديم... قمنا بقراءةٍ هادئةٍ... قد نقع بها...".

أو: "ورغبة.... حاولت قراءته قراءة هادئة... التي بها قد نقع".

وبهذا تستقيم العبارة.



وقال[75]: "... وبعبارةٍ أكثر أمنًا فإنَّ عربيةَ القرآنِ موجِبةٌ لكلِّ مُهمٍّ أو إدراكٍ"[76].

قولُه: "أكثَرُ أمنًا" غيرُ معروفٍ، في مثلِ هذا الموطنِ؛ الذي هو تعريفٌ، أو تحديدٌ للمعنى المراد.

والصواب: "أكثر دقةً"، أو: "أكثر تحديدًا"، أو: "أكثر وضوحًا"، وما أشبَهَ ذلك.



وقال: "ومع إقرار الشاطبي بوجوب فهم ما تعلق بالمعقولات كالمفاسد والمصالح بغير لغة العرب؛ لاشتراك البشر في فهمِها، نجده في مواضع كثيرة يُلح على ضرورة الاقتداء بلسان العرب في فهم الشريعة"[77].



قولُه: "ومع إقرار الشاطبي بوجوب..."، لا يصح؛ لأنه يعني أنَّ الشاطبي - رحمه الله تعالى - وافق الباحثَ في هذه القضية.

وليس ذلك مرادًا للباحثِ، ولا هو بصائبٍ.
يتبع

ابوالوليد المسلم 22-03-2022 04:10 AM

رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
 


الأول: ما نقله الباحث نفسُه عن "الموافقات"[78]: "وإن تعلَّق بالمعاني من المصالح والمفاسد مجردة من اقتضاء النصوص لها، أو مسلَّمةٍ[79] من صاحب الاجتهاد في النصوصِ فلا يلزم من ذلك[80] العلمُ بالعربيةِ، وإنما يلزم العلمُ بمقاصد الشرع"[81].



الثاني: أنَّ "إقرار" تعني "اتفاق"، وليس ثمة اتفاقٌ؛ بدليلِ مخالفة الشيخ: عبدالله دراز[82]، وهذا الباحث[83].



الثالث: أنَّ "إقرار الشاطبي" تعني تسليمه لمن سبقه بهذا القولِ. وليس ذلك صوابًا؛ لأنَّ الشاطبي رحمه الله تعالى "قال" رأيًا، أو "ابتدأ" فيما يظهر.



قوله: "بوجوب" لا يصحُّ؛ لأنَّ الشاطبي - رحمه الله تعالى - لم ينطق بمثلِ هذا، ولا بما يُفهم منه هذا المعنى. بل، لا يُعقل أن يَقول مَن هو دون الشاطبي بهذا الخبط، فكيف بالشاطبي، رحمه الله تعالى؟!

إنما قال رحمه الله تعالى[84]: "فلا يلزم العلم بالعربية". فهل من قائلٍ بأن نفي اللزوم يعني الوجوب؟!!

بل، قد يرى البعض أن إثبات اللزوم هو الذي يعني الوجوب، فليُتنبه.



قوله: "ضرورة الاقتداء بلسان العرب في فهم الشريعة"، لا يصح؛ لأنه لم يسبق لـ "لسان العرب" فهمٌ في الشريعة، لأنَّ اللسانَ سابقٌ للشريعة. إلَّا أنْ يقصد الباحثُ ما كان منَ السلفِ - رحمهمُ الله تعالى - من أقوالٍ في فهم الشريعة.

ولعلي لا أرى هذا الأخير مقصودًا للباحث.

فالصواب: "ضرورة الاهتداء بلسان العرب".



وقال[85]: "... فلا يمكن لمن حصَّل مرتبة المقلد في العربية أن يعرف على حقيقتِه"[86].

قوله: "حصَّل مرتبة المقلِّد"، لا يصح؛ لأنَّ "حصَّل" إنما وُضِعَتْ بالأساسِ لمن بَذَل جُهدًا في الوصولِ إلى أمرٍ. وليس "المقلِّد" بذاك.

فالصواب: "فلا يمكن لمن كان مقلدًا..."، مثلًا.



ونقل عن الإمام الشاطبي - رحمه الله تعالى[87] - قوله: "أخذ تفسير القرآن على التوسط والاعتدال.... وربما أخذ على أحد الطرفين الخارجين عن الاعتدال: إما على الإفراط، وإما على التفريط"[88].



قولُه: "أخذَ تفسير" يجعلُ العبارةَ مضطربةً.

والصواب: "ربما أُخِذَ"، كما في "الموافقات"؛ لأنَّ في العبارةِ تقسيمًا، أو احتمالين، هذا أولهما.



وقال: "... وقد قُيِّدَت مرتبةُ الاجتهاد ببلوغ الغاية في خدمة العربية، ولا تكفي البداية[89] في الاجتهاد؛ ذلك أنه: "فرضُ علمٍ تتوقف صحة الاجتهاد عليه، فإن كان ثَمَّ علمٌ لا يحصُل الاجتهادُ في الشريعةِ إلَّا بالاجتهاد فيه فهو بلا بد مضطرٌّ إليه... فلا بد من تحصيله على تمامِه. وهو ظاهر... والأقربُ في العلوم إلى أنْ يكون هكذا علمُ اللغة العربية"[90].



قولُه: "ذلك أنه"، مبهمٌ، أو موهمٌ؛ فالضميرُ في "أنه" يحتمل ثلاثة أوجهٍ:

الأول: أنْ يخص "بلوغ الغاية في خدمة العربية".

الثاني: أنْ يخص الاجتهاد.

الثالث: أنْ يكون ضميرَ الشأن.

والصواب: ضميرُ الشأن.



قوله: "فرضُ علمٍ"، قد يُظن أنه تحريفُ "عينٍ".

وما ذلك إلَّا بسبب عدمِ دقةِ النقل.



وبالرجوع إلى موطنِه في "الموافقات"[91] نجده يقول:

"وأمَّا الثاني من المطالب، وهو: فرض العلم..."، وهذا واضحٌ في أنها فرضيةٌ مطروحةٌ للنظر فيها، أو فيما يستحقها منَ العلومِ.



وقال: "وقد يبدو من هذا النص أن الشاطبي يرسم ملامح التفكير المنهجي الرشيد في التعامل مع الخطاب القرآني تعاملًا يستند إلى الوسطية في الفهم... معنى ذلك بعبارة أكثر بيانًا وإشراقًا..."[92].



قوله: "وقد"، لا يصح؛ لأنَّ "قد" مع المضارع تفيدُ الشك، وليس الباحثُ - في هذا النصِّ المنقول - مُشكِّكًا في كلام الشاطبي رحمه الله تعالى، بل هو متفقٌ معه، كما هو ظاهرٌ.

فالصواب: حذف "قد"، بل ومعها "يبدو" أيضًا.

ليقول: "وظاهرٌ من هذا النصِّ"، مثلًا[93].



ونقل عنِ "الموافقات"[94]: "... وأما الرأي[95] غير الجاري على موافقة العربية أو الجاري على الأدلة الشرعية فهذا هو الرأي المذموم من غير إشكال"[96].



قوله: "أو الجاري على..."، لا يصح؛ لأنَّ معناه ذمُّ الرأي "الجاري على الأدلة الشرعية"، وهذا خطأٌ قطعًا. وكذلك هو في الأصل[97].

والصواب: "أو غير الجاري"،

أو: "أو على الأدلة الشرعية"، بحذف "الجاري" في العطف.



وقال:

"2 - مراعاة أساليب العرب، والاقتداءُ بسننهم في فهم القرآن قد يوصل إلى المراد، والمقصود من خطاب الشارع"[98].

قوله: "قد يوصل". لا يصح؛ فيه ما في الذي قبله.



وقال: "لا نعتقد أننا نجانب الصواب متى حكمنا على تردد الشاطبي في اشتراط العربية في الاستنباط، وعدم اشتراطها في مواطن أخرى. وبعد أن أتممنا الكلام في موقف الشاطبي من علوم العربية في الاجتهاد... فإننا نعطف على الجزء الثاني من موقف الشاطبي من عدم الاشتراط..."[99].



قوله: "حكمنا على تردد الشاطبي"، لا يصح؛ لأمرين:

الأول: أنَّ "تردد" حكمٌ.

الثاني: أنه لم يذكر في كلِّ الفقرة المنقولة حكمًا آخر. وقد يُقال أنَّ "حكمنا" بمعنى "فسَّرنا"، أو أنَّ الباحث هكذا أراد.



وأقول: حتى مع التسليم بهذا الرأي - مع بعدِه - فإننا لا نجد تفسيرًا لأسباب "تردد الشاطبي"، المزعوم.

فالصواب: "حكمنا بتردد".

لكنَّ "حكمنا" أوفق لظاهر كلام الباحث.



وقال[100]: "خلو الفائدة من الاشتغال ببعض العلوم"[101].

قوله: "خلو الفائدة من" لا يصح بحالٍ؛ لأنَّ الفائدة ليست بشيءٍ يمتلئُ، أو يخلو[102]، إنما الفائدة "توجد" في الشيء، أو "يخلو" منها.

فالصواب: "عدم الفائدة من الاشتغال..."[103].

♦ ♦ ♦




فهرس الكراس الرابع (4)
من التنبيهات في التصحيفات والتحريفات


3 - تصحيفات مجلة "جذور" العدد (17).

17 - تصحيفات مجلة "تراثيات" العدد (4).

35 - تصحيفات مجلة "الأحمدية" (العدد 21).





[1] فصلية تعنى بالتراث وقضاياه - النادي الأدبي الثقافي - جدة.




[2] ربيع الآخر 1425 / يونيو2004م.




[3] "الصداقة كما يراها ابن المقفع" محمد رجب البيومي.




[4] انظر: "التنبيهات في التصحيفات والتحريفات" فكري الجزار - القاهرة - مكتبة العلم - طبعة أولى (1420هـ/ 1999م).




[5] الساعة 7:15 بعد عشاء الخميس 18 القعدة 1425، 30/ 12/ 2004م.




[6] مجلة "جذور" (17/ 82).




[7] الساعة 8:37 بعد عشاء الخميس 18 القعدة 1425، 30/ 12/ 2004م.




[8] محمد رجب البيومي.




[9] مجلة "جذور" (17/ 89).




[10] السابق.




[11] الساعة 10:43 ليلَ الخميس 18 القعدة 1425، 30/ 12/ 2004م.




[12] د. أحمد عيساوي - أستاذ الدعوة والإعلام والفكر الإسلامي - كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية - جامعة باتنة - الجزائر - وُلد في تبسة بالجزائر (1957م).




[13] بحث "مالك بن نبي.. المفكر الإسلامي العالمي، الذي استشرف قضايا عصرنا".




[14] مجلة "الأحمدية" (20/ 259) - دار البحوث للدراسات الإسلامية - دبي - توزيع صحيفة الأهرام - القاهرة.




[15] د. أحمد عيساوي.




[16] (ص260).




[17] (ص264).




[18] يعني أبناء المجتمع الواحد.8




[19] (ص305).




[20] د. أحمد عيساوي.




[21] "الأحمدية" (20/ 309).




[22] يعني حتميةَ مصاحبةِ التفوقِ العملي التطبيقي للتفوقِ الفكري والنظري لأيِّ أمةٍ من الأمم.




[23] ليس الإسلامُ فكرةً، وليته سكت، أو وقف عند هذا الحد، لكنه زاد "القرآنية". وهذا كلامٌ خطيرٌ جدًّا.

انظر بيانه في "النبراس- التصور الإسلامي" - كراس 2/ 51" لفكري. مخطوط.




[24] وكان الفراغ من قراءة هذا البحث في الساعة 9:45، صباح الخميس 16 من القعدة 1427، 7/ 12/ 2006م، ولكن، لم يُيسَّر لي تدوينُه في هذا الكراس المختص.




[25] الساعة 8:33 بعد عشاء الثلاثاء 28 من القعدة 1427، 19/ 12/ 2006، بسجن الوادي الجديد.




[26] د. فيصل الحفيان - منسِّق برامج معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، ورئيس تحرير مجلته، وباحث في قضايا التراث واللغة - ولد في حمص بسورية (1959م).




[27] بحث "الحمَّام في التراث الإسلامي على ضوء تحفة الأنطاكي".




[28] يعني الحمَّام العام، المعروفَ في كتب الفقه.




[29] مجلة "الأحمدية" (20/ 322).




[30] (ص324).




[31] ص (324).




[32] د. فيصل الحفيان - نفس البحث.




[33] الأحمدية (ص325).




[34] الساعة 9:50 بعد عشاء الثلاثاء 28 من القعدة 1427، 19/ 12/ 2006م، بسجن الوادي الجديد، وبعد فراغي من قراءة هذا البحث بأكثر من أسبوعين تقريبًا.




[35] د. محمد إقبال عروي - أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب - وجدة - المغرب - ولد في القنيطرة (1962م).




[36] في بحث "ظاهرة التكلف الاستنباطي في علم بديع القرآن"... دراسة تحليلية - مجلة "الأحمدية" (21/ 269 - 298). رمضان 1426 / أكتوبر 2005م.




[37] اصطلاحات بديعية، معرفةٌ في البحث.




[38] نقله الباحث عن ابن أبي الأصبع في كتابه "بديع القرآن" تحقيق - حفني محمد شرف - دار نهضة مصر (بدون تاريخ).




[39] د. محمد إقبال عروي.




[40] الأحمدية (21/ 280).




[41] الأحمدية (21/ 294).




[42] انظر: "القاموس المحيط" (2/ 981/ 1) و"مختار الصحاح " (نَقَبَ).




[43] الساعة 10:40 بعد عشاء الثلاثاء 28 من القعدة 1427، 19/ 12/ 2006م، بسجن الوادي الجديد بعد الفراغ من قراءة البحث بأسبوع كاملٍ، وعشرِ دقائق.




[44] د. أحمد فؤاد باشا - أستاذ الفيزياء (وقت كتابة هذا البحث) - جامعة القاهرة.

أما الآن (2006م) - فهو أحد وكلاء الجامعة، أو أحد نواب رئيس الجامعة.




[45] بحث "أساسيات العلوم الفيزيائية المعاصرة في التراث العربي.. دراسة تأصيلية".




[46] مجلة "تراثيات" (4/ 38) - (جمادى الأولى 1425/ يوليو2004م). مجلة محكمة ربع سنوية - مركز تحقيق التراث - دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة.




[47] عبدالمتعال سالم عاشور - من رجال التعليم (كذا).




[48] نقلًا عن "التراتيب الإدارية" (80).




[49] يخاطب الآتين بعد زمانه.




[50] ساقطة.




[51] مجلة "تراثيات" (4/ 67).




[52] د. فيصل الحفيان - باحثٌ في قضايا التراث والعربية، ومُنسِّق برامج معهد المخطوطات العربية - القاهرة.




[53] بحث "تاريخ خزائن الكتب بالمغرب.. قراءة في كتاب د. بنبين" - مجلة "تراثيات" (4/ 135 - 159). د. أحمد شوقي بنبين - مغربي، محافظ الخزانة الحسينية (للكتب) بالرباط.




[54] (1424هـ / 2003م) عن الخزانة الحسينية بالرباط. نقله عنِ الفرنسية د. مصطفى طوبي (تلميذ د. بنبين).




[55] مجلة "تراثيات" (4/ 135).




[56] مجلة "تراثيات" (4/ 135).




[57] د. عزيز عدمان - أستاذ محاضر بكلية العلوم الإسلامية - جامعة الجزائر - ولد في الجزائر العاصمة (1965م).




[58] في بحث بعنوان "موقع المعرفة اللغوية في استنباط الأحكام الشرعية عند الشاطبي (ت790هـ) - مجلة الأحمدية" (21/ 17 - 96).




[59] مجلة "الأحمدية" (21/ 22) - رمضان 1426/ أكتوبر 2005م - دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث - دبي - توزيع صحيفة الأهرام القاهرية.




[60] يعني: تعلُّم.




[61] الفقرة قبل موضع التعليق مباشرةً.




[62] مجلة "الأحمدية" (21/ 22).




[63] يعني: وبين المستوى.




[64] مجلة "الأحمدية" (21/ 24).




[65] مجلة "الأحمدية" (21/ 24).




[66] د. عزيز عدمان.




[67] الباحث/ طه عبدالرحمن.




[68] نقلًا عن كتاب "تجديد المنهج في تقويم التراث" (ص75) - طه عبدالرحمن - المركز الثقافي العربي - الدار البيضاء - المغرب - (1994م).




[69] مجلة "الأحمدية" (21/ 36).




[70] د. عزيز عدمان.




[71] مجلة "الأحمدية" (21/ 39).




[72] كما في الحديث الضعيف: ((لا يؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تَبَعًا لما جئتُ به))، ومعنى الحديث صحيحٌ.




[73] د. عزيز عدمان.




[74] مجلة "الأحمدية" (21/ 39).




[75] د. عزيز عدمان.




[76] مجلة "الأحمدية" (21/ 41).




[77] مجلة "الأحمدية" (21/ 43).




[78] (4/ 133) - مكتبة الأسرة (2006م).




[79] عطفًا على "بالمعاني".




[80] يعني الحالتين المذكورتين.




[81] مجلة "الأحمدية" (21/ 43).




[82] محقق "الموافقات".




[83] وما أراه إلَّا متابعًا للشيخ: عبدالله دراز، ولستُ مُقرًّا لرأيهما، بل أرى خلافه.




[84] كما نقله الباحث.




[85] د. عزيز عدمان، في نفس البحث.




[86] مجلة "الأحمدية" (21/ 47).




[87] "الموافقات" (3/ 347) - مكتبة الأسرة - ط (2006م).




[88] مجلة "الأحمدية" (21/ 49).




[89] يعني لا تكفي مرتبةُ المبتدئ في علم العربية لمن رام الاجتهاد في الشريعة.




[90] مجلة "الأحمدية" (21/ 52، 53).




[91] (4/ 94).




[92] مجلة "الأحمدية" (21/ 50).




[93] ويمكن أنْ يقول - مثلًا -: "في النص نجد - أو نرى - الشاطبي يرسم..."، أو: "يرسم الشاطبي في هذا النص ملامح"، أو ما أشبه هذا.




[94] "الموافقات" (3/ 357، 358).




[95] يعني في تفسير القرآن.





[96] مجلة "الأحمدية" (21/ 52).




[97] "الموافقات" (3/ 357، 358).




[98] مجلة "الأحمدية" (21/ 55).




[99] مجلة "الأحمدية" (21/ 56).




[100] د. عزيز عدمان.




[101] مجلة "الأحمدية" (21/ 61).




[102] ولا أدري كيف نال هذا الباحث درجة الماجستير عن "سورة الفرقان: دراسة أسلوبية"، أين عنده هذه الأسلوبية؟!!

لم أجد بُدًّا من هذا التعليق بعد حوالي عشرين صفحةً من التصحيفات.




[103] الساعة 9:37، بعد عشاء الثلاثاء 13 من الحجة 1427، 2/ 1/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

ابوالوليد المسلم 29-07-2022 03:38 PM

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
 
التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (5/ 18)
الشيخ فكري الجزار



الباب الثاني: مشكلات تحتاج إلى ضبط









تمـهيد


قدَّمتُ في المبحث الثالث مِن الباب الأول أنَّ مِن أسباب التصحيف عدمَ الشَّكْل، وذكرتُ بعض أقوال أهل العِلم في هذا الصَّدَد.





وهناك أوضحتُ بكلام أهل العلم أنَّ على الكاتب والناسخ أن يَشكُلَ الأعلامَ وأسماء القبائل والأماكن والبلدان؛ لأنَّه ليس قبلَها ولا بعدها ما يدلُّ عليها.





ثم على الكاتب والناسِخ بعدَ ذلك أن يهتمَّ بشَكْلِ ما يلتبِس من الكلام؛ حتى لا يَقَع التصحيفُ.





وهناك أيضًا ذكرتُ أنَّ للضبط طريقين:


1- ضبط القلم.


2- ضبط العبارة.





وبينتُ أنَّ ضبط العبارة هو الأفضلُ كلَّما استطاعه الكاتِبُ والناسخ؛ لأنَّه لا يلتبس ولا يختلط على القارئ، بينما ضبْط القلم يُمكن أن يقَع فيه الالتباسُ، وبالأخص مع دِقَّة الخط[1] وضِيق الأسطر.





وهأنا في هذا الباب الثاني مِن كتابنا أذكُر أمثلة لكلماتٍ الْتَبست على القارئ بسببِ عدمِ الضبط[2].





أنَّ عمر - رضي الله تعالى عنه - كان يأخُذ بقول ابن عبَّاس - رضي الله تعالى عنهما - في العُضَل[3]، قال[4]: وعمر عمرا.


"الإصابة" (4/93).





قوله: "وعمر عمرا":





كذا وقَع، وفيه احتمالان:


الأول: أن تكون الأولى: "وعُمَرُ".





فتكون الثانية تحريفًا.





والصواب:


"وعُمَرُ عُمَرُ".





كرَّرها للمبالغة في بيانِ قدْر عُمَر بن الخطَّاب - رضي الله تعالى عنه - وكأنَّه قال: "وعُمَر مَن هو عمر"؛ أي: "وأنت تعرِف مَن هو عمر".





وهذا هو الأقربُ للصواب.





الاحتمال الثاني: أن تكون الأولى: "وعُمِّرَ" - بكسر الميمِ المشدَّدة - أي: وعاش زمنًا طويلاً.





فتكون الثانية: "عُمْرًا" كما رسمت.





ولكن يكون فيها أمران:


الأول: أنَّها خطأ؛ لأنَّ ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ليس مِن المعمَّرين؛ إذ قد مات وله مِن العُمر إحدى وسبعون سَنَة، ومثل هذا لا يُسمَّى مُعَمَّرًا.





الثاني: أنه لم يعهدْ في كلامهم: "عُمِّر عُمْرًا"، بل يقولون: "عُمِّر" أو "مُعَمَّر".





"قال الطيبي[5]: فيه إشارة إلى الاعتناءِ التام البالِغ بهذا الدعاء[6] وهذه الصلاة لِجَعْلِهما تلوينِ للفريضة والقرآن".


"فتح الباري" (11/188) [الدعوات - باب الدعاء عند الاستخارة].





قوله: "تلوين":


هو بكَسْرٍ بعدَه سكون بعْدَه فتْح "تِلْوَينِ"؛ لأنَّها مثنَّى (تِلْو)؛ أي: تالٍ.





"(فإنَّك تَقدِر ولا أقدر.....)[7]... وكأنَّه قال: أنت يا ربِّ تَقدِر قبل أن تَخلُق في القُدرة، وعندما تخلُقها في، وبعدَما تخلقها".


"فتح الباري" (11/190) [الدعوات].





قوله: "في":


هو بفَتْح الياء مع تشديدها "فِيَّ"؛ أي: في نفْس الداعي.





• "فقال: يا ابنَ أخي إني قد وقعتُ في أمر ولا أعرِف المخرَجَ منه، وإقامة[8] مِثلي على ما لا أدْري ما هو - أَرشد أم هو غيٌّ - شديد فحدِّثني حديثًا، فقدِ اشتهيت يا ابن أخي أن تُحدِّثني".





"السيرة" لابن كثير (1/446) [ذكر إسلام حمزة بن عبدالمطلب - رضي الله عنه] تحقيق مصطفى عبدالواحد - مطبعة عيسى الحلبي - بدون تاريخ.





قوله: "أرشد":


هو بفَتْح الرَّاء المهملة والشين المعجَمة، أو بضمِّ الراء وسكون الشين المعجَمة "أَرَشَدٌ"؛ لأنه استفهام وليس هو تفضيلاً، وهي جملة اعتراضية.





قوله: "شديد":


هو بالرَّفْع والتنوين: "شديدٌ".





وليس هو وصفًا لـ"غيٍّ".





إنما هو متعلِّق بقوله: "وإقامة".





كأنه قال: وإقامة مِثلي على ما لا أدْري ما هو أمرٌ شديدٌ؛ أي: شديد على النفس.





ومِن عجب ألا يَتنبَّه لهذا الأمر رجلٌ كبير في العِلم والمنصب[9]، فقرأها: "أَرْشَد أم غي"، وهذا لا يصح.





"وهذه الشَّفاعةُ في الحقيقة هي مِنه[10]، فإنه الذي أذِن، والذي قبِل، والذي رضِيَ عن المشفوع[11]، والذي وفَّقه لفِعلِ ما يستحقُّ به الشفاعةَ وقوله"[12].


"إغاثة اللهفان" (1/222).


تحقيق وتصحيح: محمد حامد الفقي





كلمة: "وقولِه" متعلِّقة بقوله: "لفِعلِ" فلا بدَّ مِن ضبطها؛ حتى يُفهَم المعنى.





"فهذه عشرةُ قواعدِ الإسلام والإيمانِ تُجْلَى على سمعِك في هذه الآية العظيمة ولكن خود تزف إلى ضريرٍ مُقعد... ".


"بدائع الفوائد" (1/194) دار الكتاب العربي - بيروت





قوله: "خود":


خَوْدٌ - بفتْح بعده سكون -: الفتاة الحَسَنة الخَلْق الشابة ما لم تَصِر نَصَفًا؛ أي: كهْلَة.


انظر: "اللسان" (2/1284) (خود).





قوله: "تُزَفُّ" هو بضمِّ أوله، وفتْح الزاي المعجمة.





وبالله كيف تُقرأ هذه العبارة في زمانِنا بغير ضبْط؟!


"... ورَوَى عن اليهود لعنت أنَّها تشاءمت برسولِ الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم... ".


"الكشاف" (1/545).





قوله: "لعنت":


كذا وقَع، وكأنَّه فعلٌ ماضٍ، ولا يصحُّ له معنًى هكذا.





فإما أن يكون الصواب:


"لُعِنَتْ" على البناء لما لم يُسمَّ فاعله، على أنها جملةٌ دعائيَّة اعتراضيَّة.





أو يكون في العبارة سقْط تقديره على الصواب: "لَعْنَتُ الله عليهم".





"وكان إمامًا في القراءات لا نظيرَ له في عصره في الدُّنيا، حافظًا للحديث وغيره أتقن منه... "[13].


"طبقات الحفاظ" (549) ترجمة ابن الجزري.


دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان - ط أولى (1403هـ - 1983م).





قوله: "وغيره".





ليستِ الواو عاطفةً.





إنَّما هي استئنافية.





فالعبارة تُقرأ هكذا: "وغَيْرُه أتْقنُ منه".





أي: إنَّ ابنَ الجزري[14] كان حافظًا للحديث؛ ولكن غيره مِن أهل زمانه كان أتْقنَ منه لهذا الفن.





قلت: فلا بدَّ مِن ضبط هذه العبارة؛ حتى لا تُقرأ: "وغيرِه" عطفًا على "الحديث"، فتكون العبارة لا معنَى لها.





"والصلاة والسَّلام على سيِّدنا محمد...... وعلى آله وأصحابه الهادِين المهتدين، وتابعيهم وتبعهم من الأئمَّة المجتهدين".





"شرح نور الأنوار على المنار" في الأصول (1/3) بهامش "كشف الأسرار شرح المصنف على المنار، حافظ شيخ أحمد المعروف بمُلاَّ جيون بن أبي سعيد بن عبيدالله الحنفي الصِّدِّيقي الميهوي صاحب "الشمس البازغة" (ت1130هـ). ط أولى (1406- 1986م) - دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.





قوله: "وتبعهم":


هو بفَتْح الباء الموحَّدة تحتُ بعدها عين مهملة مكسورة "وتبَعِهم".





و"التَّبَع" اسمٌ للجمْع[15].





أو نقول بوقوع سقْط في العبارة تقديره: "مَن" فيكون الصواب:


"ومَن تبِعَهم" بكسر الباء الموحَّدة تحت وفتْح العين المهملة فِعلاً ماضيًا؛ أي: ومَن جاء بعدهم، وسار على هَديهِم.






[1] وليعلم أنَّ دِقَّة الخطِّ مكروهةٌ إلا عندَ الضرورة، نصَّ على ذلك كثيرٌ من أهل العلم.

انظر: "مقدمة ابن الصلاح" (النوع الخامس والعشرون) (304)، مثلاً.




[2] قلت: "التبسَت"؛ لأنه قد وقَع فعلاً، وقلت: "على القارئ" ولم أقل: "عليَّ"؛ لأنَّها لم تلتبس عليَّ - بفضل الله تعالى - وقد سألتُ فيها بعضَ الناس فلم يعرفْها.




[3] ليس المقصود "العَضْل" الذي هو منْع المرأة من الزواج، بدليل أنَّا لا نجد لابن عبَّاس - رضي الله عنهما - رأيًا في "عضل المرأة"، ثم إذا نظَرْنا إلى "سباق الكلام" نجد أنَّه عن تقدُّم ابن عباس - رضي الله عنهما - في العِلم. وعليه فضَبْط الكلمة هكذا: "العُضَل" أي المسائِل المعضلة؛ أي: الصَّعْبة، ويدلُّ عليه قول القرطبي - رحمه الله تعالى - عن طاوس: لقد وردتْ عُضَلُ أقضيةٍ ما قام بها إلا ابن عبَّاس". انظر: "القرطبي" (2/967) الآية (232) من سورة البقرة.




[4] أي: الراوي.




[5] الشيخ الصدوق، أبو الحسن، أحمد بن إسحاق بن نيخاب، الطيبي (نِسبة إلى طيب، وهي بلدة بين واسط وكور الأهواز مشهورة). قال الخطيب: "لم نسمعْ فيه إلا خيرًا".



تنبيه أول: كنيته في "الأنساب": "أبو بكر".



تنبيه ثانٍ: جَدُّه في "تاريخ بغداد": "بنجاب" بالباء الموحَّدة تحتُ بعدها نون ثم جيم.



انظر: "السير" (15/530)، "تاريخ بغداد" (4/35) و"الأنساب" (4/95).




[6] يعني: دعاء الاستخارة.





[7] من دعاء الاستخارة أيضًا.




[8] أي: بقاء.




[9] هو الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامِعة الأزهر بمصر، وكان ذلك في (برنامج) "أيَّام مِن حياة الرسول" مِن إذاعة القرآن الكريم في يوم الأحد الموافِق (6/3/1420هـ - 20/6/1999م).




[10] سبحانه.




[11] سقطت: "له"، ولا بدَّ من إثباتها ليستقيم المعنى.




[12] الضمير عائدٌ على "ما يستحقُّ به الشفاعة".





[13] وقفت عليها أثناءَ البحث في ترجمة ابن الجزري؛ لإثباتها في كتابنا "سَبيل الهُدى في الوقف والابتدا".




[14] سبقت ترجمته في (120).





[15] انظر: "اللسان" (1/416) (تبع).








ابوالوليد المسلم 29-07-2022 04:18 PM

رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
 
التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (6/ 18)
الشيخ فكري الجزار











وقوله: "إن كنتُ لا قبل ببابِ أحدهم":














كذا وقَع بلام ألِف و(قبل) بالباء الموحَّدة تحتُ بعدَ القاف.




وهو تحريفٌ لا معنى له.




والصواب: "لأَقِيل" بالهمز وياء مثنَّاة تحتُ - كلمة واحدة - مِن "القيلولة".




وقد جاء على الصوابِ في "جامع بيان العلم وفضله" (1/96).









"الباب ويَبكي[1]:




فهو كما حَكَى لنا يوسفُ القواس[2]: كنا نمرُّ إلى البَغْوي[3] والدارقطنيُّ[4] صبيٌّ يمشي خلْفَنا، بيده رغيفٌ وعليه كامَخ[5]، فدخلْنا إلى ابن منيع[6] ومنعْناه[7]، فقَعَد على الباب ويبكي" "العلل الواردة في الأحاديث النبوية" الدارقطني (306/385هـ)




تحقيق محفوظ الرحمن زين الله السلفي - مقدمة المحقق (10) - ط أولى (1405-1985م) - دار طيبة - الرياض المملكة العربية السعودية.




قوله: "ويبكي" الأخيرة:




كذا وقَع بالواو، وهو انتقالُ نظرٍ من الناسِخ، انتقل نظرُه إلى أول الصفحة فنَقَل نفس العبارة.




والصواب: "يبكي" بغير الواو.









وهذا أوْلى مِن تقدير سقط.









"ثم تعقَّبه[8] مِن جهة أخرى، وذلك أنَّه توهَّم مِن كلامه أنه ينكر البعث فأقْدَم على تفكيره وزَعَم أنَّ كلامه لا يحتمل تأويلاً، وليس كما قال... ".




"الفتح" [التفسير - سورة لقمان] (8/374)









قوله: "تفكيره":




كذا وقَع بتقديم الفاء الموحَّدة فوقُ، وهو تصحيف.




والصواب: "تكفيره" بتقديمِ الكاف.









"تلفًا: التلف الهلاك والعَطَب في كلِّ شيء. تلِف يتلَف تلفًا فهو تَلِف: هلك غيره".




"الجامع لابن وهب" رسالة ماجستير. وأحال على لسان العرب.




قلت: وبالرجوع إلى لسان العرب نجد العبارة كما يلي: "الليث:...... تَلِف يَتْلَف تَلَفًا فهو تَلِف: هلك. غيرُه: تَلِف الشيء... ".




قوله: "غيره" أي: وقال غيرُ اللَّيْث.









وبينهما ". " نقطة، علامة انتهاء الكلام، ولكن صاحِب الرسالة خلَط الكلامَيْن، وليتَه أتمَّ النقل عسى أن يفهمَ القارئ الصواب، ولكنَّه توقَّف عندَ قول صاحب اللسان: "غيره"، فلا أدْري ماذا أفادتْه هذه الكلمة التي توقَّف عندها؟









فكان الصواب أن يَقِف عند قول صاحِب اللسان: "هلك"؛ لأنَّها معنَى التَّلف.









﴿ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُون ﴾ [يس: 55] مُتلذِّذون في النِّعمة - من الفكاهة[9] - وفي تنكير (شغل) وإبهامه تعظيمٌ لما هم فيه مِن البَهْجة والتلذُّذ، وتنبيه على أنَّه أعلى ما يحيط به الأفهام، ويُعرِب عن كُنهه الكلام".




"تفسير البيضاوي" (2/284) - الإمام البيضاوي (ت791هـ)




دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان - ط أولى (1408هـ - 1988م).









قوله: "أعلى ما يُحيط به الأفهام.... ":




تحريفٌ.




بل لعلَّه مِن أخْفَى أنواع التحريف؛ ذلك أنَّ له معنًى مفهومًا... ثم إنَّ لفظه قريبٌ جدًّا من اللفظ الصحيح.









فمعنى (ما) الموصولة - هنا - أنَّ نعيم أهل الجنة داخلٌ فيما تُحيط به الأفهام ويُعرِب عنه الكلام، ولكنَّه في أعْلى درجات هذا النعيم.




فهذا معنى مفهوم.









بل قدْ يخفَى على كثيرين الفارقُ بينه وبين المعنى المقصود في الحديث القُدسي الصحيح: ((أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَر على قلْب بشَر))[10].









فإنَّ ((ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطَر على قلب بشر)) لا تُحيط به الأفهام، ولا يُعرِب عن كُنْهِه الكلام، أبدًا. يؤكِّد ذلك قوله - تعالى -: ((ولا خَطَر على قلبِ بَشَر)).









أي: إنَّه فوق كلِّ تصوُّر وتخيُّل.




فلا يدخُل حتى في المعاني المجرَّدة، أو المعاني الذِّهنية.




فكيف تُحيط به الأفهام، أو يُعرِب عن كنهه الكلام؟!









والصواب: "أعلى ممَّا تحيط به الأفهام...... ".









لذلك قدمتُ أنَّ لفظ هذا التحريف قريبٌ مِن اللفظ الصحيح؛ فإنَّ "مما" يمكن أن تُسمَع على أنها "ما" فيَقَع التصحيف السَّمْعي.









"وُلِد[11] - في بداية القرْن الرابع؛ لأنَّه عاصر الدارقطني، وقد رَوَى الدارقطنيُّ عنه في كتاب المديح، كما سيأتي.




... وقد رُوي عنه في كتاب المديح(83) حديثًا".




ثم قال في الهامش: " (83)المديح هو: رِواية كلٍّ مِن القرينين عن الآخَر".




"العلل" للدارقطني - مقدمة المحقق ص (31-32)




قوله: "المديح":




كذا وقَع بفتح الميم وكسْر الدال المهمَلة، بعدها ياءٌ مثنَّاة تحتُ، آخره حاء مهملة.









وهو تحريف لا معنى له هنا.









والصواب: "المُدَبَّج" بضمِّ الميم، بعدَها دالٌ مُهمَلة مفتوحة، بعدَها باءٌ موحَّدة تحتُ ثقيلة، آخِره جيم[12].









"ويمكن أن يُرد أيضًا بأنَّ هذا اصطلاحُ المحدِّثين ولا مشاحط في الاصطلاح".




"العلل" ص(37)




قوله: "مشاحط":




كذا وقَع آخره طاء مُهمَلة.




وهو تحريف لا معنى له.




والصواب: "مشاحة"[13] آخره تاء مربوطة.









((سَتر ما بيْن أعين الجِنِّ وعورات بني آدمَ إذا دخَل أحدُهم الخَلاء أن يقول: بسم الله)).




"الترمذي" (الصلاة - باب 426) "إرواء الغليل" (50) - الألباني و"نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار" مجلس (29-38) - الحافظ ابن حجر (773-852هـ).




قوله: "سَتر":




كذا وقع بفَتْح السِّين المهمَلة على أنَّه مصدر، وهو خطأ.




والصواب: "سِتر" بكسر السين المهمَلة، وهو ما يُستَر به.









قلت: وقد ضُبِط على الصواب في "سنن ابن ماجه" (1/108) [الطهارة - باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء] و"صحيح ابن ماجه"، و"معجم الطبراني الأوسط" (3/2525).









تنبيه: قال الحافظُ في "نتائج الأفكار": "فالحاصل أنه لم يثبُتْ في الباب شيء".









قلت: فلا يصلح مثل هذا دليلاً لقولِهم: "مِن السُّنة إذا خلَع المسلم ملابسَه أن يُسمِّي الله قبْلَه"، إذ كيف تثبُت السُّنة بما لم يثبت؟!









من ريق.




"القول المسدَّد في الذبِّ عن مسند الإمام أحمد" الحديث السادس - الحافظ ابن حجر - ط ابن تيمية - ص(34) آخرها




الصواب: من طريق.









"حتى لو أخَّر الصيرفي[14] القبض حتى يقوم إلى قعو دكَّانه... ".




"فتح الباري" (4/443) [البيوع - باب بيع الشعير بالشعير].




قوله: "قعو":




كذا وقَع آخِرَه واو، وهو تحريفٌ لا معنى له.




والصواب: "قَعْر" آخِره راءٌ مهملة، وهو أقصَى الشيء.









"... وأمرتُ بالسُّجودِ فأَبَيْتَ... " من قول الشيطان إذا سجَد المسلِم للتلاوة.




"سنن ابن ماجه" (1/334) [إقامة الصلاة - باب سجود القرآن] و"صحيح ابن ماجه" الألباني.




قوله: "فأبيتَ".




كذا وقَع في كِلا الكتابين بفتْح تاء "فأبيت"، فصارت تاء المخاطب، وهو تحريفٌ شديدٌ شنيع.




والصواب: "فأبيتُ" بتاء المتكلِّم؛ لأنَّها مِن قول الشيطان اللعين إخبارًا عن نفْسه.









"... ولهذا كان جمهورُ علماء الأمَّة على أنَّ الله إذا أمرَه بأمر، أو نهاه عن شيءٍ كانتْ أمَّته أُسوةً له في ذلك، ما لم يقمْ دليلٌ على اختصاصه بذلك".




"مجموع الفتاوى" ابن تيمية (22/322)




قوله: "كانتْ أمَّته أُسوةً له".









كذا وقَع: وهو تحريفٌ شديد شنيع؛ إذ إنَّه يجعل الأُسوةَ في الأُمَّة لا في الرسول - صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم - وهذا خلاف آية الأحزاب: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخر وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وخلاف بداهةِ العقول[15].









والصواب: "كانتْ أُمَّته تبعًا له"، مثلاً.









"ولا ريبَ أنَّ المحاربة بسبِّ نبيِّنا أعظمُ أذيةً ونِكايةً لنا مِن المحاربة باليد، ومنْع دِينار جزية في السَّنة. فكيف يُنقَض عهده ويُقتل بذلك دون السبِّ؟! وأيُّ نِسبة لمفسدة منْعه دِينارًا في السَّنة إلى مفسدة منع مجاهرته بسبِّ نبيِّنا أقْبَحَ سبٍّ على رؤوس الأشهاد... ".









"زاد المعاد" (3/440) [حُكم مَن سبَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم] - ابن القيم (691-751هـ) تحقيق شعيب وعبدالقادر الأرناؤوط - ط الخامسة عشرة - (1407هـ - 1987م) مؤسَّسة الرسالة - بيروت - ومكتبة المنار الإسلامية - الكويت




قوله: "مفسدة منع مجاهرته بسبِّ نبينا... ".




كذا وقَع، وهذا خطأٌ شنيع؛ إذ المفسدةُ حاصلةٌ مِن المجاهرة بالسبِّ لا مِن منْع المجاهَرة.




والصواب: أنَّ كلمة "منْع" زيادة خاطِئة يجب حذفُها؛ ليستقيمَ المعنى.




قلت: لم ينتبه آلُ أرناؤوط - محقِّقَا الكتاب - لهذا التحريف.









"ويُستفَاد من قِصَّة عائشة[16] أنَّ السَّعْي إذا وقَع بعْدَ طواف الرُّكن - إنْ قلنا: إنَّ طواف الرُّكن يُغني عن طوافِ الوداع - أنَّ[17] تخلُّل السعي بيْن الطواف والخروج[18] لا يقطع أجزاءَ الطواف المذكور عنِ الرُّكن والوداع معًا[19]".




"الفتح" (3/717) - كتاب العمرة/ 9)




قوله: "أجزاء":




كذا وقَع بفتح الهمزة الأولى.




وهو تحريف لا معنى له هنا؛ إذ إنَّ الطواف ليس أجزاءً يمكن فِعلُ بعضها وترْك بعض، بل هو شيءٌ واحد، لا يُغني بعضُه عن بعض، ولا يُغْني عنه شيءٌ آخرُ من غير جِنْسه.




والصواب: "إجزاء" بكَسْر أوله.









والمقصود أنَّ طواف الرُّكن - وإنْ لم يكن آخِرَ أعمال الحاج - يُجزِئ عن طوافِ الوداع[20]، فلا يحتاج لطوافٍ آخَرَ للوداع.









"أول ذَنب عَصَى اللهَ به أبو الثقلين الكِبرُ والحرص، فكان الكبرُ ذنبَ إبليس..... وذنب آدم.... كان من الحِرْص والشهوة".




"مدارج السالكين" (2/332) ط الفقي




قوله: "أبو"




كذا وقَع بالإفراد، وهو خطأ.




والصواب: "أبَوَا" بالتثنية؛ فإنَّ آدم أبو الإنس، وإبليس أبو الجن.









"... مشعرٌ بإنكار وهم مَن يتوهَّم أنَّ العاجز بنفسه إذا كان قادرًا على أن يغزي بمالِه لا يجب عليه...... فكيف يُقال لا يجيب به[21]...... فإذا أحبَّ شيئًا بذل له محبوبه من نفعه ومالِه...




"بدائع الفوائد" (1/78) - دار الكتاب العربي - بيروت




قوله: "يغزي":




كذا وقَع بياء آخِرَ الحروف.




وهو تحريف.




والصواب: "يغزو" بالواو.









قوله: "يجيب": كذا وقَع بياء مثناة تحتُ بعدَ الجيم، مِن الإجابة.




وهو تحريف، لا معنى له هنا.




والصواب: "يجب" مِن الوجوب؛ أي: يصير واجبًا.
يتبع














ابوالوليد المسلم 29-07-2022 04:19 PM

رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
 
قوله: "نفعه":




كذا وقَع بالعين المهملة.




وهو تحريف لا معنى له هنا.




والصواب: "نَفْسِه" بالسين المهملة.









"... حتى سوَّى بين عذاب الله له على الإيمان... وبين عذابِ الله لمَن لم يُؤمِن... ".




"وذكر عاقبة أهلِ الابتلاء، فمَن آمن به وأطاع رُسلَه، وجاهَد نفْسه وعدوَّه في دار الابتلاء ما به هاديه وناصره".




"شفاء العليل" (1/247) ابن القيم - ط الحسينية المصرية (1323هـ) و(2/205-206) ط مكتبة السوادي للتوزيع - جدة - خرَّج نصوصه وعلَّق عليه مصطفى أبو النصر شلبي (1402هـ - 1991م)




قوله: "حتى سوَّى بين عذاب الله له على الإيمان":




كذا وقَع "عذاب الله له على الإيمان".




والله لا يُعذِّب على الإيمان، إنما يُثيب عليه.









فقوله: "عذاب الله" هنا تحريفٌ فاحش.




ولعلَّ الصواب: "الناس".









قوله: "ما به هاديه... ".




كذا وقَع في النسختين، والعبارة غيرُ مستقيمة.









ولعل الصواب: "فإنَّه"؛ أي: فإنَّ الله هادِيه وناصرُه.




"...... بل أمَرَهم بما يعود نفْعُه ومصلحته عليهم في معاشِهم ومعادِهم، ونهاهم عمَّا يعود مضرَّته وعتيه عليهم...".









"... ثم ذَكَر سبحانه ابتلاءَ العبد بأَبَويه، وما أُمِر به مِن طاعتهما وصَبْره على مجاهدتِهما له على ألا يُشرِكَ به فيصبر على هذه المِحْنة... ".




"شفاء العليل" (1/249) ط الحسينية المصرية و(2/204) ط السوادي - جدة









قوله: "يعود":




كذا وقَع بالياء المثناة تحتُ.




والصواب: "تعود" بالتاء المثنَّاة فوقُ.









قوله: "وعتيه":




كذا وقَع في النُّسختين، ولا معنَى له.




ولعلَّ الصواب: "وعاقبته" أو "ومغبَّته" أو "مفسدته"، ثم ظهر لي بعد بَدْء تجهيز الكتاب للطبع أنَّها قد تكون محرَّفة عن "عتبه" - بالباء الموحَّدة تحتُ - مِن "العتب"، أو العتاب.




قوله: "على أن لا يشرك":




كذا وقَع في النسختين، وهو غيرُ صحيح.




والصواب: "على أن يشرك...".









فإنَّ الأبوين المشركين يجاهدان ابنَهما على أن يُشرِك بالله، كما في الآية: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ﴾ [لقمان: 15].




ولا يقال: إنَّ "على" هنا تعني: "بشرط"؛ لأنَّ قوله بعدها: "فيصبر" يصير لا معنى له.









وقال تعالى: ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ... ﴾ [العنكبوت: 38]، وهذا يدلُّ على أنَّ قولهم: ﴿ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ... ﴾ [هود: 53] إما بُهت منهم وجحود، وإما نفيٌ لآيات الاقتراح والعَنت، ولا يجب الإتيانُ بها.




"مفتاح دار السعادة" (1/94) ابن القيم - ط دار الباز - مكة المكرَّمة









قوله: "لآيات الاقتراح والعَنَت".




كذا، ولم يظهر لي معناها.




ولعلَّ معناه ما كان الكفَّار يقترحونه على أنبيائهم أن يأتوهم به من آيات محدَّدة. فيكون معنى قوله: "نفيٌ لآيات..." أي: لم يأتهم بما اقترحوه عليه مِن الآيات.









يؤيِّده سبقُ قوله: "إما بهت منهم وجحود"، وهذا نفيٌ مطلق للآيات.









فإن لم يكن هذا معنى العبارة، فلا أدري ما معناها.









"... من قضاءِ الوطَرِ.. وتحصين المرأة، وقضاء الوَطَر[22]... والمفسدَة التي في اللواط تقاوم ذلك كلَّه وتربي عليه بما لا يُمكن حصرُه وفساده، ولا يعلم تفصيلَه إلا الله - عز وجل -... عكسوا فطرة الله التي فطر الله[23] عليها الرِّجال...




"الجواب الكافي" (231) - ابن القيم - ط الثالثة على نفقة ملتزمه أبي السمح - إمام ومدرِّس وخطيب الحرم المكي (1346هـ - 1928م)، و(154) ط. الجماعة الإسلامية - جامعة القاهرة - مصر (1978م تقريبًا).









قوله: "وتربي": كذا وقَع آخره ياء مدية، وهو تحريفٌ.




والصواب: "تربو" بالواو[24]، وهو كذلك على الصواب في النُّسخة المصرية.









قوله: "لا يمكن حصرُه وفساده":




كذا في النسختين، ولا معنى للعبارة هكذا.




ولعلَّ الصواب: "حصر فساده" بغير الواو وبغير الهاء.









قوله: "ولا يعلم تفصيلَه إلا الله - عزَّ وجلَّ":




كذا وقع النسختين:




ولا أدري ما معنى هذه العبارة هنا.







[1] هذا أوَّل الصفحة في المطبوع نقلتُها ليتضح سببُ التحريف. والعبارة الأولى صحيحة بالواو، فهي: "وعندما يمنع من الدُّخُول يقعد على الباب ويبكي"، ويجوز فيها حذفُ الواو.




[2] الإمام، القُدوة، الربَّاني، المحدث، الثِّقة، أبو الفتح، يوسف بن عمر بن مسرور، البغدادي (موطنًا)، القواس (مهنة، نِسبةً لعمل القِسيِّ وبيعها) (300 - 385هـ).

انظر: "السِّيَر" (16/474)، "الأنساب" (4/557) و"البداية والنهاية" (6/407).




[3] الحافظ، الإمام، الحُجَّة، المعمَّر، مسنِد العصر، أبو القاسم، عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز بن المَرْزُبان بن سابور بن شاهنشاه، البَغْوي الأصْل (نِسبة إلى مدينة بَغْشُور من مدائن إقليم خراسان) البغدادي الدار والمولد (214 - 317هـ).

تنبيه: ليس هو البغويَّ صاحب "شرح السُّنَّة".

انظر: "السير" (14/440)، "البداية والنهاية" (6/210) و"تاريخ بغداد" (10/111).




[4] الإمام، الحافظ، المجوِّد، شيخ الإسلام، عَلَم الجهابذة، أبو الحسن، علي بن عمر بن أحمد... البغدادي، المقرِئ، المحدِّث، من أهل محلة دار القطن ببغداد. كان مِن بحور العلم ومِن أئمَّة الدنيا، انتهى إليه الحفظُ ومعرفة عِلل الحديث ورِجاله، مع التقدُّم في القراءاتِ وطُرقها.

انظر: "السير" (16/449)، "البداية والنهاية" (6/405) و"معجم البلدان" (2/482).




[5] الكامَخ: (بفتح الميم) نوعٌ من الأدم. وهو معرَّب. انظر: "اللسان" (5/3928)، وكذا جاء في "القاموس" وفي "مختار الصحاح". قلت: ولم يُعرِّفوه لأنَّه كان معروفًا عندهم، ولم يتفطَّنوا - رحمهم الله تعالى - إلى تغيُّر أسماء بعضِ الأشياء واندثار بعضِها الآخَر بمرِّ الزمان.




[6] هو أبو القاسم البغوي نفسه الذي ترجَمْناه في الصفحة السابقة، ولكن نُسِب إلى جَدِّه لأمه الحافظ أبي جعفر أحمد بن منيع البَغْوي - أيضًا - الأصم. انظر: "السير" (14/441).

تنبيه: لم يُفسِّر محقِّق "العلل" هذا الاشتباه، بل لعله زاده غموضًا؛ فقد ترجَم للبغْوي بقوله: "هو عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز" ثم ترجَم لابن منيع بقوله: "هو عبدالله بن محمَّد البَغْوي"، فهل يعني اشتراكهما في الأب أنَّهما واحد؟ لم يقلْ بهذا قائل. كذلك لو قيل: إنَّه قال في الترجمة الثانية: "البغْوي" يعني أنَّ ابن منيع هو البغْوي السابق ذكره، قلت: هذا لا يعني أنَّهما واحد؛ لاحتمالِ اشتراكهما في النِّسبة.

لكن سياق العبارة يَمْنع كونهما اثنين، فقوله: "كنا نمرُّ إلى البغْويِّ والدارقطنيُّ صبيٌّ... " ثم قوله بعدَه بكلمات قلائل: "فدخلنا إلى ابنِ منيع ومنعْناه... "؛ لأنَّه صبيٌّ - يدلُّ على أنَّ "البغْوي" المذكور أولاً هو نفسه "ابن منيع" المذكور بعدَه. قلت. فكان الواجبُ على المحقِّق أن يقول في الموضِع الثاني: "هو البغْوي نفسه، ولكنَّه نَسَبه إلى جدِّه لأمِّه"؛ ظنًّا منه أنَّ ذلك يُزيل الإشكال والالْتباس.




[7] يعني الدارقطني.




[8] أي: تعقَّب الداوديُّ الطبريَّ فيما قاله.




[9] يعني أن ﴿ فاكهون ﴾ مِن (الفكاهة).




[10] صحيح: أخرجه البخاري [بدء الخلق - باب في صفة الجنة وأنها مخلوقة] (6/366)، [التفسير - سورة السجدة] (8/375) و[التوحيد - باب قول الله تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ ﴾] (13/473) من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه.




[11] يعني ابنَ الكَرْخي (بسكون الراء المهملة بعدها خاء مُعجَمة، نسبةً إلى "كَرْخ بغداد") انظر: "الأنساب" (5/51).

تنبيه أول: نقل مُحقِّق "العلل" ترجمته من "تاريخ بغداد" (1/59) حيث لم يجدْ له ترجمةً في غيره. وكذلك وقَع لي مثلُ ما وقَع له.

تنبيه ثانٍ: وقَع اختلافان بين المحقِّق وبين الأصل "تاريخ بغداد" الذي نقَل منه:

1- سمَّى جَدَّه "حمكان " بتقديم الميم. وفي "تاريخ بغداد": "حكمان" بتقديم الكاف.

2- قال المحقِّق في نسبته: "ابن الكَرْخي" بالخاء المعجمة، وجاء في "تاريخ بغداد": "ابن الكرْجي" بالجيم.

ولم أجدْ فيما تحت يدي من أنسابٍ وتراجم مَن يُكنى "أبو منصور الصيرفي" ونسبه "الكرجي" بالجيم.

تنبيه ثالث: وقد رجعتُ إلى تراجم مشايخه فيما تحت يدي فلم أجِدْه تلميذًا، ثم رجعت إلى تراجمِ تلميذيه اللَّذين ذكرهما المحقِّق فلم أجدْه شيخًا.




[12] هو مِن الاصطلاحات الحديثيَّة، وقد عرَّفه محقِّق "العلل" في الهامش نفْسِه.




[13] المشاحة: الضنَّة، أو المنازَعة، أو الخصومة، يقال: هما يتشاحان على أمرٍ، إذا تنازعاه.

وتشاح الخصمان في الجدل كذلك.

انظر: "اللسان" (4/2205) و"القاموس" (1/229) (فصل الشين باب الحاء).

والمقصود: أن لكل أحد أن يضع اصطلاحًا خاصًّا به - لو شاء - بشرط أن يبين معنى اصطلاحه.

قلت: ولكن هذا لا يعني أن يفسر نفس الاصطلاح بما يضاده ويدعي أن هذا اصطلاحًا خاصًّا به.




[14] الصيرفي: النقَّاد. أو مَن كانتْ مِهنته استبدال النُّقود المختلِفة بالبيع والشِّراء.

ويُستعمل في عصرِنا فيمَن يستأمن على أموالِ خزانة شَرِكة - مثلاً - فيقوم بتسليم رواتبِ عمَّالها ومستحقَّات عملائِها في مواعيدها المقرَّرة.

قال في "اللسان": "الصرَّاف والصيرف والصَّيرَفي: النقَّاد".


انظر: "اللسان" (4/2435)، "أساس البلاغة" (2/14) و"المعجم الوجيز" (4/36).




[15] وانظر: "اللسان" (1/83/1/26)، و"مختار الصحاح" مادة (أسا).




[16] أم المؤمنين - رضي الله تعالى عنها - بنت الصديق، وأحبُّ أزواج رسولِ الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - إليه.




[17] قوله: "أن" مُتعلِّق بقوله: "ويُستفاد".




[18] أي: إنَّه طاف طوافًا واحدًا، ثم سعَى وخرَج من الحرم مباشرةً بعد السعي.




[19] أي: عن طواف العمرة - وهو الركن - وطواف الوداع.




[20] على هذا القول.




[21] أي: بالمال.




[22] مكررة في النسختين، فتحذف.




[23] لفظ الجلالة مكرر، فيُحذف الثاني.





[24] انظر: "اللسان" (3/572/3).








ابوالوليد المسلم 29-07-2022 04:22 PM

رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
 
التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (7/ 18)
الشيخ فكري الجزار



أمثلة من التصحيفات والتحريفات

وإنَّما ذهب بعضُ المشركين إلى أنَّ ثَمَّ خالقًا خلق بعض العالم،........... وكما يقوله الدُّهرية في حَرَكة الأفلاك أو حركات النفوس...".

(شرح العقيدة الطحاوية، (85) - ابن أبي العِزِّ الحنفي (731-792هـ) - المكتب الإسلامي - بيروت - لبنان - الطبعة السادسة (1400هـ - 1980م).

قوله: "الدُّهرية":
كذا وقَع بضمِّ الدال المهمَلَة الثقيلة، وهو تحريف.

والصواب:
"الدَّهرية" نِسبةً إلى "الدَّهْر" بالفَتْح.

"وأمَّا مرتبة الأمر بذلك[1] والإلْزام به، وأنَّ مجرَّد الشهادة لا يستلزمه، لكن الشهادة في هذا الموضِع تدلُّ عليه وتتضمنه - فإنَّه سبحانه شَهِد به شهادةَ مَن حَكَم به،...... ".

"الطحاوية" (91)

قوله: "وأن":
كذا وقع بفَتْح الهمزة عَطْفًا على "مرتبة"، وهذا تحريفٌ يُفسِد المعنَى.

والصواب:
"وإنْ كان مُجرَّد" بكسر الهمزة مع تخفيفِ النون وزِيادة "كان"؛ لأنَّ العبارة اعتراضيَّة وليستْ معطوفة.

ثم وجدتُه كذلك في كلامِ الإمام ابن القيم[2] - رحمه الله تعالى[3].

ثم إنْ وضْع "الفَصْلة" قبل قوله: "وإنْ" غير صحيح؛ لأنَّها جملة اعتراضية كما قدَّمتُ.

ونفس الخطأ موجود في "المدارج".

والصواب:
"- وإنْ كان مُجرَّد.... ".

"كما إذا رأيت رجلاً يَستفتي رجلاً...... وهو ليس أهْلاً لذلك، ويدع مَن هو أهلٌ له، فتقول: هذا ليس بمُفتٍ...، المفتي فلان......، فإنَّ هذا أمر منه ونهي".

"الطحاوية" (91)

قوله: "منه":
تحريف لا معنى له هنا.

والصواب:
"منك"

ثم وجدتُه على الصواب في "المدارج"[4].

﴿ فإنْ كذبوك فَقَدْ كُذِّبتَ رسل من قبلكَ جاؤوا بالبيِّناتِ... ﴾.

"الطحاوية" (93)

قوله: ﴿ كذِّبت ﴾.

كذا وقع آخِره تاءٌ مُثنَّاة فوقُ.

وهو تحريف.

وصواب الآية:
﴿ كذِّبَ ﴾ [آل عمران: 184].

"وكيف يَلِيق بكماله[5] أن يقرَّ مَن يكذب عليه أعظمَ الكذب.... ثم ينصُره على ذلك ويؤيِّده......... وهو مع ذلك كاذبٌ غير مُفْترٍ".

"الطحاوية" (95)

قوله: "غير":
زيادة تَنفي الافتراء، ففي العبارة تناقضٌ؛ إذ يكونُ الكاذب غير مفترٍ؟!

وهذا لا يكون، كما يقول ربُّنا - جل في علاه -: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ[النساء: 50]، وقد تَكرَّر هذا في القرآن مِرارًا.

فالصواب:
"وهو مع ذلك كاذِبٌ مُفترٍ" بحذف "غير".

"فإنَّ مَن نفَى صفةً مِن صفاته التي وصَف الله بها نفْسَه، كالرِّضا والغضب...، ونحو ذلك، ورغم أنَّ ذلك[6] يستلزم التشبيهَ والتجسيمَ! قيل له: فأنْتَ تُثبت له الإرادة....... ".

"الطحاوية" (101)

قوله: "مِن صفاته التي وصَفَ الله بها نفْسَه":
كذا وقَع، وهي عبارةٌ قَلِقة غيرُ فصيحة، فذِكْر الضمير إنَّما يكون لعدمِ تَكْرار الاسم، وهنا قد ذُكر الاسم الظاهر بعدَ الضمير.

والصواب:
"مِن صفاته التي وصَفَ بها نفْسَه" بحذف لفظ الجلالة، أو:
"مِن صفاتِ الله التي وصَفَ بها نفْسَه" بحذف الضمير من "صفاته".

وقوله: "ورغم":
كذا وقَع بالراء المُهمَلة بعدها غيْن مُعجَمة، استدراك في غير موطن الاستدراك؛ فهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"وزعم" - بالزاي والعين المهملة - أي هذا النافي للصِّفات.

وهذا موضعُ اضطراب فيه كثير من النظَّار"

"الطحاوية" (103)

قوله: "اضطراب":
كذا وقَع بألِفٍ بعدَ الراء المهمَلة، وهو تحريف.

والصواب:
"اضطرب" فعل ماضٍ.

"... أن تجعل القرآنَ العظيم ربيعَ قلْبي، ونور صدري، وجَلاء[7] حُزني، وذاب همِّي وغمِّي"[8].

"الطحاوية" (110)

قوله: "وذاب":
كذا وقعَ، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"وذَهاب" بهاء قَبْل الألف.

"وهذه الحوادث[9] وغيرها ليستْ مُمتنِعَةً؛ فإنَّ الممتنع لا يُوجَد، ولا واجبة الوجود بنفْسِها؛ فإنَّ واجب الوجود بنفسه لا يَقبل العدم، وهذه[10] كانتْ معدومة ثم وجدت، فعدمها يَنفي وجودها، ووجودُها ينفي امتناعها".

"الطحاوية" (113)

قوله: "فعدمها ينفي وجودها":
كذا وَقَع "وجودها" بالدال المهمَلة.

وهو تحريفٌ لا معنى له هنا؛ فإنَّ الكلام عن "واجب الوجود"، وأنه لا يَفتقر في وجودِه إلى غيره، وأنه لا يقبل العدم.

أمَّا هذه الحوادثُ، فإنَّها تفتقر إلى مَن أوْجَدها بعد أنْ كانت عدمًا. ثم إنَّ هذا العدمَ ينفي أنَّها واجِبة الوجود؛ لأنَّ واجب الوجود لا يَقبل العدم - كما سبق.

فالصواب:
"فعَدَمها يَنفي وجوبها" بالباء الموحَّدة تحتُ، لا بالدال المهمَلة.

أي: كونها كانتْ عَدَمًا يَنفي كونَها واجبةَ الوجود؛ لأنَّ واجبَ الوجود لا يَقبَل العدم. "ووجودها ينفي امتناعها"؛ أي: كونها وُجِدتْ يَنفي كونها ممتنعة؛ لأنَّ الممتنع لا يُوجَد.

تنبيه: منذ حوالي عشر سنوات كنتُ قدْ ذاكرتُ أحدَ الإخوة الذين يقومون بالوعظِ والتدريس في مصر[11] في هذه المسألة، فَسَخِر منِّي، ونالَني منه ما نالني، ثم لم يُقدِّم شيئًا سوى قوله بصوابِ العِبارة كما هي. وقد تبيَّن لك ما فيها، ولكنَّهم مِن خشيتهم أن يهجمَ كلُّ أحد على كتابات السَّلَف بالتعديل بما يراه صوابًا، صاروا وكأنَّهم يُقدِّسون كتبَ السَّلف ولا يَرَوْن فيها خطأ، وسبحان مَن قال: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، ورَحِم الله الإمامَ الشافعيَّ إذ يقول: "لقدْ ألفتُ هذه الكتبَ ولم آلُ فيها، ولا بدَّ أن يوجد فيها الخطأ؛ لأنَّ الله - تعالى - يقول: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، فما وجدتُم في كُتبي هذه ممَّا يخالف الكتابَ والسُّنَّةَ، فقد رجعتُ عنه"[12].

والإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - يقصِد بالاختلاف الذي ذكَرَه ما جاء في كلامِهم - رحمهم الله تعالى - مِن خلافِ الصواب في الأحكام.

ونحن قصْدُنا أولاً ما في هذه الكُتُب مِن "تصحيفات وتحريفات" وقعَتْ مِن النُّسَّاخ أو غيرهم، فلا حرَجَ علينا في التنبيهِ على مِثل ذلك، بل لا حرَجَ علينا في التعرُّض لما ذَكَروا مِن أحكام إن حصَّلْنا أدواتِ هذا العلم الشريف.

"ولكن يُستعمل في ذلك[13] قياس الأَوْلى[14]، سواء كان تمثيلاً أو شمولاً، كمال قال - تعالى -: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ﴾ [النحل: 60]".

"الطحاوية" (122)

قوله: "كمال":
كذا وقَع آخره لام، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"كما".

"وقال آخر:
ومثلي كَمِثْلِ جُذُوعِ النَّخِيلِ...... "

"الطحاوية" (146)

قوله: "آخر":
أي غير "أوس بن حجر" المذكور قبْلَه بأسطر.

كذا قال.

وقدْ صَرَّح القرطبيُّ والشوكانيُّ - رحمهما الله تعالى - بنِسبةِ هذا الشاهد إلى أوس. أمَّا الرازي فقال: "قال الشاعر"، ولم يُسمِّه.

قوله: "ومثلي":
كذا وقَع بميم بعدَها ثاء مُثلَّثة.

وكذا ذَكَره الرازي[15].

ولكن جاء في "تفسير القرطبي" و"فتح القدير":
"وقَتْلَى" بالقاف بعدها تاء مُثنَّاة فوق[16].

قلت: ولعلَّه الصواب؛ لأمرين:
الأول: أن "قَتْلَى" جمْع، فهو مناسِبٌ لقوله: "جذوع".

الثاني: أنَّ تشبيه القَتْلَى والأموات بجذوع النخيل هو أسلوبُ القرآن في قوله - تعالى -: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} [الحاقة: 7]، ولكني لم أقف على شعر أوسٍ للتأكد من صحة ما رجحتُه[17].

[1] أي: بالتوحيد.

[2] العلامة الكبير، المجتهِد المطلَق، المصنِّف المشهور، شمس الدين، محمّد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن جرير - أو: حُريز - الزُّرَعي (يقال إنها نِسبة إلى بلدة أزرع)، ثم الدمشقي (مولدًا ووفاة)، المشهور بـ"ابن قيِّم الجوزية"، أي: ابن القائِم على الجوزية (وهي مدرسةٌ بدمشق أنشأها الإمامُ ابنُ الجوزي)، (691-751هـ).

انظر: "البدر الطالع" (2/143)، "البداية والنهاية" (7/657)، "معجم المؤلفين" (3/164)، "النجوم الزاهرة" (10/195)، "شذرات الذهب" (6/186)، "بغية الوعاة" (1/62)، "الأعلام" (6/56)، "هدية العارفين" (2/158)، "ترجمته في مقدمة تحقيق زاد المعاد"، "ترجمته في مقدمة أحكام أهل الذمة"، و"ترجمته في مقدمة تحقيق جلاء الأفهام".

[3] انظر: "مدارج السالكين" (3/454).

[4] انظر: "مدارج السالكين" (3/454).

[5] سبحانه وتعالى.

[6] يعني إثبات الصفات.

[7] جَلاء: - بفَتْح الجيم - أي: ذَهاب. يقال: جلا القومُ عن أوطانهم جلاءً، إذا خَرَجوا منها.
وجِلاء: - بكسر الجيم - أي: صَقْلُ. يُقال: جلا الصَّيْقَلُ السيفَ جِلاءً: صقله.

والمقصود هنا "جَلاء" بالفَتْح.

انظر: "اللسان" (1/669، 670).

[8] انظر: "السلسلة الصحيحة" (199).

[9] يعني: المخلوقات.

[10] أي: الحوادث المخلوقات.

[11] وهو ممَّن دَرَسوا على الشيخ مقبل بن هادي الوادعي باليمن، وليس هو مِن المشهورين رغمَ قِيامه بالوعظ والتدريس.
وكان ذلك منِّي لأنِّي لم أتتلمذْ على المشايخ - رغمًا عنِّي - فاتخذتُها عادةً لي أن أُذاكِرَ أهلَ العلم إذا لقيتُهم، أو أُناقِش مَن تتلمذ عليهم، ولعلِّي لا أترك ذلك؛ فإنِّي أراه صوابًا.

[12] انظر: "المقاصد الحسنة" (53)؛ إذ لم أقف على مكانه في "الرسالة".

[13] يعني باب الصفات.

[14] هو: أن يكون المعنَى الذي شُرِع لأجله - وهو العِلَّة - في الفَرْع، أقوى مِن الأصل؛ مِثل تحريم ضرْب الوالدين بدليل قولِه - تعالى -: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء: 23]، فتحريمُ الضرب أوْلى مِن تحريم التأفيف، وهنا التأفيفُ أصلٌ، والضرب فرع، ويُسمَّى هذا: القياس الجلي أو القطعي.

انظر: "المستصفى ومعه فواتح الرحموت" (2/320)، "الإحكام" للآمدي (3/269)، "معراج المنهاج" (2/134) و"أصول الفقه" أبو زهرة (195).

[15] انظر: "مفاتيح الغيب" (14/14).

[16] انظر: "القرطبي" (7/5828) و"فتح القدير" (4/528).

[17] هو هكذا (قَتْلَى) في ديوان أوس بن حجر، ينظر ديوان أوس بن حجر تحقيق وشرح الدكتور محمد يوسف نجم، الجامعة الأمريكية - بيروت (ص: 30) [الألوكة].








ابوالوليد المسلم 29-07-2022 04:26 PM

رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
 
التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (8/ 18)
الشيخ فكري الجزار





أمثلة من التصحيفات والتحريفات



ومن التصحيفاتٌ والتحريفات، التي وقفتُ عليها حين البحْثِ والدَّرْس، وكنتُ أُسجِّلها على حواشي الكُتب التي وقفتُ عليها فيها...
و"الشُّعاع" بضم الشِّين...... وجمعه أشعة وشُغع بصم الشين والعَين".
"النووي على مسلم، (3/239) [الصوم - باب فضل ليلة القدر].
تحقيق وإشراف عبدالله أحمد أبو زينة، دار الشعب - مصر - بدون تاريخ.

قوله: "وشغع بصم":
كذا وقَع "شغع" بغين معجَمة، وهو تحريفٌ لا معنى له.
وكذلك: "بصم" بصاد مُهْمَلة.

والصواب:
"شُعُع" بعين مهملة بعدَها أخرى، وهي جمْع "شعاع".
وكذلك: "بضَمِّ" بضاد معجمة.

"قوله صلَّى الله عليه وآله وسلم: ((دُبُر كلِّ صلاة)) وهو بضَمِّ الدال، هذا هو المشهورُ في اللُّغة، والمعروف في الروايات.

وقال أبو عمر المطرزي في كتابه "اليواقيت": دَبر كلِّ شيء - بفتح الدال - آخِرُ أوقاته، في الصلاة وغيرها. وقال: هذا هو المعروف في اللُّغة. وأمَّا (الخارجة) فبالضم.

وقال الداودي عن ابنِ الأعرابي: دُبر الشيء ودَبره - بالضمِّ والفتْح - آخرُ أوقاته، والصحيح الضمُّ، ولم يذكرِ الجوهري وآخرون غيرَه".

النووي على مسلم (2/242) [المساجد - باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته].

قوله: "وأمَّا الخارجة....":
كذا وقَع بالخاء المُعجَمة، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"الجارحة" بالجيم، وهي عضوُ الإنسان وغيره، و(الجوارح) جمعها، والمراد بها هنا: "فتْحة الشرج".

وعن الأصمعي[1] يقول: إنَّ أخوف ما أخافُ على طالِب العِلم إذا لم يكن يعرف النحوَ أن يَدخُل في جملةِ قول النبيِّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: ((مَن كَذَب عليَّ فليتبوأْ مقعدَه من النار))[2]؛ لأنَّه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - لم يكن يَلْحَن، فممَّا رويتَ عنه ولحنتَ فيه كذبت عليه".

"الخلاصة في أصول الحديث" (121) - الحسين بن عبدالله الطِّيبي (743هـ) - مطبعة الإرْشاد - بغداد (1391هـ - 1971م).

قوله: "فممَّا" تحريف.

والصواب:
"فمَهْمَا" بهاء بيْن الميمين.

ثم وجدتُه على الصواب في "الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع" (184).

"معرفة ضبْط ألفاظ الحديث متنًا وإسنادًا، والاحتراز مِن التصنيف فيها:......
وأكثر ما يقَع ذلك[3] لمَن أخَذ الصُّحُف، ولم يكن له شيخٌ حافظ يونِّفُه على ذلك.

"الباعث الحثيث" (170" - الشيخ/ أحمد شاكر - مطبعة محمد علي صبيح - الأزهر - مصر - الطبعة الثالثة (1370هـ - 1951م).

قوله: "التصنيف":
كذا وقَع بالنون، وهو تحريف؛ لأمرين:
أولهما: لا يتَّفق مع السياق.
ثانيهما: لم يمنعْ أحدٌ من التصنيف في مثل هذا الفن.

والصواب:
"التصحيف" بالحاء المُهْمَلة.

قوله: "لمَن أخذ الصحف":
كذا وقَع، وهو تحريفٌ لا معنى له؛ لأنَّهم ذكروا أنَّ من أسباب التصحيف الأخذَ مِن أو عن الصُّحف.

فالصواب:
"أخذ مِن - أو - عن الصُّحُف".

قوله: "يونفه":
كذا وقَع بالنون، أو كأنها نون.
وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"يُوقِفه" بالقاف، أي: يُطْلِعه.

"عن أبي سلمة قال: وجدتُ علمَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - عندَ هذا الحيِّ من الأنصار، إنْ كنتُ لا قبل بباب أحدِهم، ولو شئتُ أن يُؤذَن لي عليه لأُذِن، لكن أبتغي بذلك طِيبَ نفسه".

"الإصابة في تمييز الصحابة" (4/92) [ترجمة ابن عباس - رضي الله عنهما] - الحافظ ابن حجر - دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.

قوله: "عن أبي سلمة[4] قال: وجدتُ... ":
كذا وقَع من قول أبي سلمة.
وهو تحريفٌ؛ لأنَّه مِن قول ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - لا مِن قول أبي سَلَمة، ففي العبارة سَقْطٌ.

والصواب:
"عن أبي سلمة عن ابن عبَّاس قال: وجدتُ.... ".

وقد جاءَ على الصواب في "السِّيَر" (3/344) و"جامع بيان العِلم وفضله" (1/96) [باب الحضِّ على استدامةِ الطلَب في العلم].

"... ولما كان زمن التألُّم والعذاب [فصبره] طويل، فأنفاسه ساعات، وساعاته أيام، وأيَّامه شهور وأعوام، [بلا][5] سبحانه الممتحَنين فيه بأنَّ ذلك الابتلاء [أجلاً] ثم ينقطع، وضَرَب لأهلِه أجلاً للقائِه يُسلِّيهم به، [ويشكر] نفوسهم، ويُهوِّن عليهم أثْقاله، فقال: ﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[العنكبوت: 5].

فإذا تَصوَّر العبدُ أجلَ ذلك البلاء وانقطاعه، وأجَل لقاء المبتلِي سبحانه [وإثباته] هان عليه ما هو فيه...

"شفاء العليل" (346) - ابن القيم - ط الحسينية المصرية (1323هـ) و(2/203) ط مكتبة السوادي - جدة.

قوله: "فصبره طويل":
كذا في النُّسختَين، ولم يظهرْ لي معناها، ولا صوابها.

ثم تبيَّن لي أثناءَ المراجعة قبل الأخيرة للكتاب أن لعلَّ الصواب:
"قصيرُه طويلاً" بدليل ما بعده.

قوله: "فيه بأنَّ ذلك الابتلاء أجلاً":
كذا في النُّسختين، ولم يظهرْ لي معنى هذه العبارة، ولعلها محرَّفة.

والصواب:
"فنبَّه بأنَّ لذلك الابتلاءِ أجَلاً".
ويمكن أن تكون "فيه" صحيحة، والعبارة بعدَها: "بأنَّ لذلك الابتلاء".

قوله: "ويشكُر نفوسهم":
كذا في النسختين، ولم يظهرْ لي معناها.

ولا يقال: "إنَّ معناها: يُثيبهم"؛ لأمرين:
الأوَّل: أنَّ الآية لم تتعرَّضْ صراحةً للثواب.
والثاني: أنَّه قال بعدَه: "ويُهوِّنُ عليه أثقالَه"؛ أي: أثقال البلاء، فذِكرُ الإثابة قبلها - على هذا التقدير - ليس مستقيمًا.

قوله: "وإثباته":
كذا في النسختين، وهو تحريفٌ.

والصواب:
"إِثابَته" - بتقديم الألف المديَّة قبل الباء الموحَّدة - من "الثواب"، لا مِن "الإثبات".

"... يُولَع بعِلل النحو الثواني ويَخترِعُها، ويعتقد ذلك كمالاً وبصرابها".

"الروض الأنف" الإمام عبدالرحمن السهيلي (508-581هـ).
مقدمة المحقِّق عبدالرحمن الوكيل (1/15) هامش (1).
نقلاً عن "الرد على النحاة" (160) ط أولى - ابن تيمية (1410هـ - 1991م).

قوله: "وبصرابها":
كذا وقَع كلمة واحدة، ولا معنى لها.

والصواب:
"وبَصَرًا بها"؛ أي: عِلمًا بها.

"هذا كذبٌ على ابن مسعود[6] وموضوع، وإنَّما صحَّ عنه (أي عن ابن مسعود) قراءةُ عاصم[7] عن زَرْعان وفيها المعوِّذتان والفاتحة".

"الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري" د. محمود حمدي زقزوق (93) - كتاب الأمة - العدد (5) ط ثانية - (2/1404هـ - 1983م).

قوله: "عن زَرْعان" تحريف واضحٌ لا معنى له.

والصواب:
"... عن زِرٍّ[8] عنه... ".
أي: عن ابنِ مسعود - رضي الله عنه.

"... لأنَّ البدَلََ إنَّما يكون في النص لا في الإثبات".

"البيان في غريب إعراب القرآن" - سورة الأنبياء - 2/159) - أبو البركات ابن الأنباري (513-577هـ) - تحقيق: طه عبدالحميد طه - ط الهيئة المصرية العامة للكتاب (1400هـ - 1980م).

قوله: "النص":
كذا وقَع بالصاد المهملة، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
".... في النفي... " بالفاء الموحَّدة بعدَها ياءٌ مديَّة؛ لأنَّها مقابل الإثبات.

"...... ولو قال: وعلى كل ضامِر تأتي، تجعله فِعلاً موحَّدًا؛ لأنَّ (كل) أُضيفتْ إلى واحدة... ".

"معاني القرآن" (242) سورة الحج - يحيى بن زياد الفراء (144-207هـ).
إعداد ودراسة د. إبراهيم الدسوقي عبدالعزيز.
مركز الأهرام للترجمة والنشر - ط أولى (1409هـ - 1989م).

قوله: "تجعله":
كذا وقَع أوَّله تاء مثنَّاة فوق، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"... لجعله... " أوله لام.

"لأنَّ (لو) بمنزلةِ إن في أنَّ الكلام معه مُوجَبٌ، والبَدَلُ لا يَسوغُ إلا في اللام غيرِ المُوجَب... ".

"الكشاف" للزمخشري - (2/567-568) سورة الأنبياء - حقق الرواية: محمد الصادق قمحاوي.
شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده - مصر - ط الأخيرة (1392هـ - 1972م).

قوله: "معه":
كذا وقَع بضمير المذكَّر، وقد يصحُّ باعتبار المعنى - أي الحرف - والأولى: "معها" باعتبار اللفظ.

وقوله: "اللام":
كذا وقَع، وهو تحريف لا معنى له.

والصواب:
"الكلام"، بكاف قبلَ اللام ألف.

"... ﴿ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ[النساء: 77] بالمدينة مع فريقٍ منهم، لا شكًّا في الدِّين... ".
"الكشاف" (1/543).

قوله: "مع":
كذا وقَع ولا معنى له.

والصواب:
"... بالمدينة امتنع فريقٌ منهم... ".
أي امتَنع فريقٌ منهم مِن الخروج للقتال.
أو يكون في العبارة سقْط.

فقال فريقٌ مِن الذين يستعجلون القتالَ قبل ذلك، خوفًا من الناس، وضعفًا وخورًا: ﴿ لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ[النساء: 77]".

"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" المعروف بـ"تفسير السعدي" - عبدالرحمن بن ناصر السعدي - حققه: محمد زهري النجار - المؤسسة السعيدية بالرياض - المملكة العربية السعودية بدون تاريخ.

قوله: "فقال فريقٌ من الذين يستعجلون القتال قبل ذلك":
كذا وقَع، وظاهره تعلق "قبل ذلك" بقوله: "فقال".
المعنى: أنَّهم قالوا ما نطقَتْ به الآية قبلَ نزولها؛ أي: إنَّ (قبل ذلك) ظرْف زمان قولهم، وليس هذا بصحيحٍ، ولا محتَمل.

والصواب:
"... مِن الذين كانوا يستعجلون... " فيصير (قبل ذلك) متعلِّقًا بـ "كانوا يستعجلون"؛ أي: إنَّهم كانوا، وهو المراد. ولكن سقطتْ: "كانوا"؛ فتغيَّر المعنى.

"أنَّ عبدالرحمن بن عوف وأصحابًا له أتو النبيَّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فقال...".

"لباب النقول في أسباب النزول" (135) السيوطي - تحقيق أ. د/ حمزة النشرتي - الشيخ/ عبدالحفيظ فرغلي وأ. د/ عبدالحميد مصطفى إبراهيم.
المكتبة القيمة - القاهرة - مدينة نصر - الحي السابع - بدون تاريخ.

قوله: "أتو" كذا وقَع، وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"أتوا.... ".

"...... ممَّا يشعر بالقضاء القراءة".

"لطائف الإشارات في فنون القراءات" (1/249) - القسطلاني (851-923هـ) - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - مصر (1392هـ - 1972م) - الكتاب السادس والعشرون.
تحقيق وتعليق: الشيخ عامر السيد عثمان والدكتور عبدالصبور شاهين.

قوله: "بالقضاء":
كذا وقَع بلام بعدِ الألف، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
".... بانقِضاء... ".
بالنون بعد الألف.

"... فهم مُرتكِبون الحرام".
.......

ثم قال في الهامش:
(2) أ: يرتكبون الحرام، وب وجـ: مرتكبون الحرام".
"لطائف الإشارات في فنون القراءات" (1/264).

قلت: كذا وقعتِ العبارة في المتْن والهامش، إحداهما بالميم أوله، اسم فاعل، والثانية بياء مثنَّاة تحت، فعل مضارع، وليس بينهما كبير اختلاف.

فلعلَّ في إحدى النسخ "... للحرام" بلامين، ولا مفرَّ من ذلك. أو لا يكون اختلافٌ يُثبَت في الهامش.

"إسناده صحيح لكنَّه شاذ أخرَجَه الآجُرِّيُّ[9] في جملة القرآن مِن وجهٍ آخر... ".

"الإتقان" (1/89) السيوطي - مكتبة مصطفى الحلبي - مصر - ط الرابعة (1398هـ - 1978م).

قوله: "جملة":
كذا وقَع أوله جيم، وهو تحريف.

والصواب:
"حَمَلَة" بالحاء المهملة، وهو كتاب "أخلاق حَمَلَة القرآن".

"وقال غيرُه: سبب اختلاف السبب في عددِ الآي أن... ".
"الإتقان" (1/89).

قوله: "سبب اختلاف السبب":
كذا وقَع.

قلت: جاء هذا الكلامُ في "فصل في عدد الآي"، والكلام في هذا الفصل عن تعريفِ الآية، ثم عن عددِ الآي، وأنَّ أهل هذا الشأن اختَلفوا في هذا العدَد. ثم نقل قول ابن العربي[10]: "وتعديد الآي مِن مُعضَلاتِ القرآن".

قلت: معنَى هذا أنَّ الكلام في: "سبب اختلافِ العلماء في عددِ الآي" لا في "السبب في عدِّ الآي".

فصواب العبارة إمَّا:
"... سبب الاختلافِ في عدد الآي... ".
أو "... السبب في اختلافِ عددِ الآي... ".

"وقد استوعَبَه ابن الجوزي[11] في (فنون الأفنان) وعدَّ الأصناف، والأثلاث إلى الأعْشَار... ".
"الإتقان" (1/93).

قوله: "الأصناف":
كذا وقَع بتقديم الصاد المهمَلة، جمع "صنف" وليس مرادًا، بل هو تصحيف؛ لأنَّ الكلام عن أنصاف القرآن.

والصواب:
"الأنصاف" بتقديم النون بعدَها صاد مهملة، جمع "نِصف".

تنبيه: والجمْع صحيح، فليس المقصودُ نِصفين، كما هو شائعٌ في كلِّ شيءٍ أن ينقِسم إلى نصفين.
وإنما صحَّ الجمع هنا؛ لأنَّ التقسيمَ باعتبارات مختلِفة، لا باعتبار واحد، فللقرآن على كلِّ اعتبار نصفان، فتقسيمٌ باعتبار الحروف، وتقسيمٌ باعتبار الكلمات، وتقسيم باعتبار الآيات، وتقسيم باعتبار السُّور، فهي أنصاف لا نِصفان[12].

"ومن المجاز: وقفتُه على ذَنبه وعلى سوءِ صنيعه. ووقف على المعنى وأحاط به".

"أساس البلاغة" (2/523) الزمخشري.
الهيئة المصرية العامة للكتاب - ط ثالثة - (1985م).

قوله: "ووقف على المعنى وأحاط به":
كذا وقَع بعطف "أحاط" على "وقَف"، وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"ووقف على المعنى: أحاطَ به" بغير واو العطف.

المعنى: أي: أحاط به.
لأنَّ المقصودَ بيان معنى "الوقف"، فلا معنى للعطف، إلا أن يكون في العبارة سقْط.

والتقدير: "ووقف على المعنى وأحاط به سواءٌ" أو "بمعنى".

قلت: واحتمالُ زيادة الواو أقوى مِن احتمالِ السَّقْط، فهو مُقدَّم.
ثم إنَّ احتمال التقدير بعيدٌ في شرح المعاني.

"وفي هذا الحديث[13]... وإدخال الرِّجال المرأة قبْرها؛ لكونِهم أقوى على ذلك من النِّساء، وإيثار البعيدِ العهد عن الملاذِّ في مواراةِ الميِّت - ولو كان امرأة - على الأب والزوج... ".

"الفتح" (3/189) [الجنائز - باب يعذب الميت ببعض بكاءِ أهله عليه]، وكذا نقله الألباني في "أحكام الجنائز" (149-هـ2).

قوله: "- ولو كان امرأة -": كذا وقع بالواو وبين علامتي اعتراض، وكأنَّ دخول المرأة المتوفاة في هذا الحُكم قد يستبعده البعضُ.

قلت: وكيف يكون كذلك وهذا الحُكْم خاصٌّ بدفْن النساء؟!

وعليه؛ فالصواب:
"لو كان امرأة" بغير الواو، وبغير علامة الاعتراض.

[1] الإمام، العلاَّمة، الحافظ، حُجَّة الأدب، لسان العرب، اللُّغوي، الأخباري، أحَد الأعلام، أبو سعيد، عبدالملك بن قريب بن عبدالملك بن علي بن أصْمع (وإليه نِسبة الأصمعي)، البصري (موطنًا).
وقد أثنى عليه الإمامُ أحمد في السُّنة. وكان ذا حِفْظ وذكاء ولُطف عبارة، وهو صدوق (ت216هـ).
تنبيه أول: اختلفوا في اسمِ أبيه، فقيل: "قريب"، وقيل: هذا لقبه.
تنبيه ثانٍ: اختلفوا في سَنَة وفاته اختلافًا قريبًا.
انظر: "السير" (10/175)، "الأنساب" (1/177)، "تاريخ بغداد" (10/410-420)، "تهذيب الأسماء واللغات" (1/2/273)، "تهذيب التهذيب" (6/368)، "طبقات المفسرين" (1/360)، "ميزان الاعتدال" (2/662) و"النجوم الزاهرة" (2625).

[2] صحيح: متَّفق عليه عن جمْع من الصحابة، وهو مِن المتواتر.

[3] يعني التصحيف.

[4] الحافظ، أحدُ الأعلام بالمدينة، أبو سلمة، ابن الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف (ت 94هـ).
تنبيه: اختُلِف في اسمه فقيل: 1- اسمه كُنيته. 2- عبدالله. 3- إسماعيل.
انظر: "السير" (4/287)، "الطبقات الكبرى" (5/155)، "طبقات الحفاظ" (30) و"تهذيب التهذيب" (12/127).

[5] كذا بلام ألف، وهو صحيح. انظر: "اللسان" (1/335) (بلا).

[6] الإمام الحبر، فقيه الأمَّة، أبو عبدالرحمن، المكِّي، المهاجريُّ، البدري، حليفُ بني زُهْرة.
كان مِن السابقين الأوَّلين، شهِد بَدْرًا، وهاجَر الهجرتين، وكان يومَ اليرموك على النَّفْل، ومناقِبُه غزيرة.
له في الصحيحين أربعةٌ وستُّون حديثًا، وانفرد البخاريُّ بإخراج أحد وعشرين حديثًا عنه، وانفرَد مسلمٌ بإخراج خمسة وثلاثين حديثًا، مات بالمدينة، ودُفِن بالبقيع سَنَة اثنتين وثلاثين (32هـ).
انظر: "السير" (1/461)، "الاستيعاب" (3/110) و"تاريخ بغداد" (1/147).

[7] الإمام الكبير، مُقرِئ عصرِه، أبو بكر، عاصمُ بن أبي النَّجود، الأسَدي (بفَتْح السين المهمَلة)، مولاهم، الكوفي. انتهتْ إليه رئاسةُ الإقراء بعدَ شيخه أبي عبدالرحمن السُّلَمي (بضم السين المهملة الثقيلة، وفتْح اللام بعدَها). (ت127هـ).
انظر: "السير" (5/256)، "طبقات خليفة" (159) و"تهذيب التهذيب" (5/35).

[8] زِر: هو زِرُّ بن حُبَيْش بن حُبَاشة بن أَوْسٍ، الإمام القُدوة، مقرِئ الكوفة مع السُّلَمي، أبو مريم، الأسَدي (بفتح السين المهملة - نَسبًا) الكوفي (موطنًا)، من أجِلَّةِ التابعين، أدرك الجاهلية ولم يَرَ النبيَّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.
حَدَّث عن جمْع من الصحابة منهم عُمر، وتصدَّر للإقراء، وحدَّثوا عنه. عاش مائة وعشرين سَنَة أو يَزيد. (ت83هـ).
انظر: "السير" (4/166)، "الاستيعاب" (2/131) و"تهذيب الأسماء" (1/1/196).

[9] الإمام، المحدِّث، القدوة، شيخ الحرَم الشريف، أبو بكر، محمد بن الحسين بن عبدالله، البغدادي (موطنًا)، الآجُرّي (نسبة إلى عَمَل الآجُرِّ وبيعه)، صاحب التواليف، ومنها: "تنزيه الشريعة". وكان صدوقًا، خيِّرًا، عابدًا، صاحب سُنَة واتِّباع (ت360هـ).
انظر: "السير" (16/133)، "النجوم الزاهرة" (4/63) و"الأنساب" (1/59).

[10] الإمام، العلاَّمة، الحافظ، القاضي، أبو بكر، محمَّد بن عبدالله بن محمَّد بن عبدالله، ابن العربي، الأندلسي الإشبيلي (موطنًا)، المالكي (مذهبًا)، صاحِب التصانيف.
وكان ثاقبَ الذِّهْن، عذْبَ المنطق، كريمَ الشمائل، كاملَ السؤدد. (468-543هـ)، وقيل غير ذلك.
انظر: "السير" (20/197)، "بغية الملتمس" (179/92) و"النجوم الزاهرة" (5/290).

[11] الشَّيْخُ، الإمامُ، العَلاَّمَةُ، الحافِظُ، المُفَسِّرُ، شَيْخُ الإسْلامِ، مَفْخَرُ العِراقِ، جَمالُ الدِّين، أبُو الفَرَجِ عَبْدالرَّحْمن بنُ عَليِّ بنِ مُحَمَّد، القُرَشي (أصلاً)، البكري (نسبة إلى الصِّدِّيق - رضي الله تعالى عنه؛ لأنَّه من نَسْله)، التَّيْمِيُّ، البَغْدَادِيُّ، الحَنْبَلِيُّ (مذهبًا)، الوَاعِظُ، صَاحِبُ التَّصَانِيْف. (ت 597هـ).
انظر: "السير" (21/ 365)، "وفيات الأعيان" (3/140)، "شذرات الذهب" (4: 329).

[12] ولنا تعليقٌ على هذه التقسيمات، وكذلك الأرباع، والأحزاب، والأجزاء، وبيان ما فيها مِن منافعَ أو مفاسد.
انظر: "سبيل الهُدى في الوقف والابتدا" لنا، يصدر قريبًا - إنْ شاء الله تعالى.

[13] يعني حديث: ((هل فيكم مِن أحدٍ لم يُقارفِ الليلة؟)) صحيح - البخاري - فتح (3/248) [الجنائز - باب من يدخُل قبرَ المرأة] من حديث أنس - رضي الله تعالى عنه.






ابوالوليد المسلم 30-07-2022 05:13 PM

رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
 
التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (9/ 18)
الشيخ فكري الجزار



"... مَن حَدَّث بحديثٍ وهو يرى أنَّه كذِبٌ فهو أحد الكاذابين".
مسند الإمام أحمد (5/20) من حديث سَمُرة

قوله: "الكاذابين":
كذا وقَع بألف بين الذال المعجَمة والباء الموحَّدة تحتُ، وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"الكاذبَين" بالتثنية.
أو "الكاذبِين" بالجمْع[1].

"... وحقَّه يَحُقُّهُّ حَقًّا وأحقَّه كلاهما: أثبتَه وصار عندَه حقًّا لا يشكُّ فيه...
......
......

وحق الأمر[2] يَحُقُّه حقًّا وأحقَّهُ: كان منه على يَقين، تقول حَقَقْتُ الأمرَ وأحققتُه: إذا كنتَ على يقين منه".
"اللسان" (2/940)

كذا قال.

قلت: ولا فرْقَ بين العبارتين في المعنى، فهما سواء؛ فالحقُّ الذي لا شكَّ فيه هو اليقين نفسه.

"... فإذا كان لازمًا قلنا: وقَفَتْ وقوفًا"[3].
"اللسان" (6/4898).

قوله: "وقَفَتْ":
كذا وقَع بسكون آخرِه، وفتْح الفاء قبله، وهو تحريف.

والصواب: "وقفْتُ" بضمِّ آخره وسكون الفاء قبْله.

قلت: ويُحتَمَلُ أن يكونَ صوابًا بتقدير محذوفٍ هو "الدابة"؛ أي: إنَّ العبارة: "وقَفَتِ الدابةُ وقوفًا"، فلما حَذَف لم يحتجْ إلى تغييرِ حركةِ آخرِه.

قلت: ولكن التقدير بعيدٌ في قياس التصريفات، والله أعلم.

"قالوا: قد أَخَالَت، فهي مَخِيلَة، بضمِّ الميم".
"اللسان" (2/1305) (خيل).

قوله: "مَخيلة":
كذا وقَع بفتْح الميم.

والصواب:
"مُخِيلَة" بضمِّ الميم، كما قال بعدَه[4].

"وحَكَى أبو عمرو[5]: وكلَّمتُهم ثم أوقفتُ... ".

"بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" (5/255)

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي - تحقيق: الأستاذ محمد علي النجار - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - ط الثانية (6/1406هـ - 2/1986م)
قوله: "وكلَّمتهم".

كذا وقع بواو العطف، وهو تحريف.

والصواب:
"كَلَّمتُهم.. " بغير "واو"، فلا معنى لها هنا. ثم وجدتُها في "اللسان" بغير الواو.

"وقال في هذا الباب[6]: وقد سَعَرْتُ القوم شرًّا... قال المفسِّر[7]: قد قال في باب فَعَلْتُ وأفعَلْتُ باتِّفاق المعنى: "سَعَرَت شرًّا وأسْعَرني.. فأجاز اللُّغتَين".
"الاقتضاب في شرْح أدب الكتاب" (2/179)

أبو محمد عبدالله بن محمَّد بن السيِّد البطليوسي (444-521هـ)

تحقيق الأستاذ مصطفى السقَّا والدكتور حامِد عبدالمجيد - الهيئة المصرية العامة للكتاب (1982م).

قوله: "سَعَرَت" بفَتْح الراء المهملة، وقوله: "وأسْعرَني" بالنون وياء المتكلِّم، كلاهما تحريف.

والصواب:
"سَعَرْت... وأسعَرْت"، بسكون الراء المهملة وبتاءِ المتكلِّم فيهما؛ لموافقةِ الصيغة: "فعَلْت وأفعَلْت".

"و(العارُ): العيب، وكذلك الذَّامُ والذَّيْمُ، ومنه المثل: (لا تَعْدَمُ الحسناءُ ذامًا)، وكذلك القَصْبُ الُوَصْم والهَبْط..................... وكذلك الذامُّ......

ويُقال: وَقَفْتُ الرجل... ووقَفْتُ وَفْقَا........ أقفه وَفْقًا كلُّ هذا سواءٌ بغير ألف. ووقفتُ الشيءَ، إذا أمسكتَه بيدك ليقف، نحو (الدابة) وغيرها".

"تفسير رسالة أدب الكتاب" (93) الإمام أبو القاسم عبدالرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت340هـ) - تحقيق د. عبدالفتاح سليم - ط معهد المخطوطات العربية - القاهرة (1993م)

قوله: "الُوَصْم":
كذا وقَع بضم اللام، وهو تحريفٌ، والصواب أنها ساكنة.

وقوله: "الذَّامُّ":
كذا وقَع بتثقيل الميم، وهو فاعِل الذَّامِ، وليس مرادًا هنا.

والصواب: "الذَّامُ" بتخفيف الميم كما ذُكِر قبله، وكما هو هنا في المَثَل المذكور.

وقوله: "وفقًا":
كذا وقَع بتقديم الفاء الموحَّدة فوق، وهو تصحيف.

والصواب: "وَقْفًا" بتقدُّم القاف.

ثم قال المحقِّق في الهامش:
"أي: إنَّ (وقف) يأتي بزِيادة الهمزة (أوقف) إذا كان بمعنى أطلعتُه على كذا[8]، ويأتي مجردًا في غير ذلك".

يقولون: سافِر - بكسر الفاء - للدَّلالة على الماضي.

ولا يصحُّ هذا؛ إذ هو أمرٌ.

والصواب: سافَر - بفتح الفاء.

ويقولون: سبَّح - بفَتْح الباء الموحَّدة تحتُ الثقيلة - للدَّلالة على الأمرِ بالتسبيح.

ولا يصحُّ؛ إذ هو ماضٍ.

والصواب: سبِّحْ - بالكسر.

ويقولون: استغْفَر - بفتح الفاء، للدَّلالة على الأمر بالاستغفار.

ولا يصحُّ؛ لأنَّه في صورة الماضي.

والصواب: اسْتَغْفِر - بالكسر.

ويقولون: أسْتغفَر - بفتْح الفاء أيضًا، للدَّلالة على المضارعِ أو الاستقبال.

ولا يصحُّ هذا؛ إذ هو في صورةِ الاستفهام.

والصواب: أسْتَغْفِرُ - بالكسر وضمِّ الراء المهملة.

"الجزري[9]... مِن تصانيفه: الإبانة في العُمرة من الجوانة".
"هدية العارفين" (2/187)

قوله: "الجوانة":
كذا وقَع بواو بعدَ الجيم، وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"الجِعْرانة" كذا في مقدمة كتاب "النشر في القراءات العشر" التي كتَبَها الشيخ علي محمَّد الضباع، طبعة دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

و"الجِعْرانة" بتسكين العين المهملة والتخفيف، وقد تُكْسَر العين المهملة وتشدَّد الراء "الجِعِرَّانة": موضعٌ قريبٌ من مَكَّة، وهي في الحِلِّ وميقاتِ الإحرام[10].

"... ولكنَّك سَمِعْنَنِي أقولُ ما سَمِعتَ... "
"لسان العرب" (4/3146/2/25)

قوله: "سمعنني":
كذا وقَع بنونين بعدَ العين المهملة، وهو تحريف.

والصواب:
"سَمِعْتَني" بتاء مثنَّاة فوقُ ثم نون، بدليل كاف الخطاب قبله.

"وكان فقيهًا[11]، مُقرئًا، مُتَفنِّنًا... ".

وقال المحقِّقان[12]في الهامش:
"كذا في المطبوعة. والذي في: ج، ك أشبه أن يكون "مُتَثبِّتًا". وأوْلى أن يكون ما في المطبوعة: "مُتقِنًا".

"طبقات الشافعية الكبرى" (9/399) للسبكي (727-771هـ).

ترجمة إبراهيم بن عمر الجَعْبَري - ط أولى (1383هـ - 1964م).

قلت: والصواب "مُتفَنِّنًا" كما في المطبوعة.

ومعناه: ذو فنون؛ أي: برَع في كثيرٍ مِن العلوم[13].

"ويَذكُر ابن النديم[14] موجِزًا الوقائع التي جَرَتْ يبنه[15]بين حفيد الحسين[16] يحيى بن عبدالله... ".

مقدمة كتاب "نسب قريش" (ص6)

لأبي عبدالله المصعب بن عبدالله بن المصعب الزبيري (158هـ - 236هـ) - عُنِي بنشره لأوَّل مَرَّةٍ وتصحيحه والتعليق عليه إ. ليفي بروفنسال - ط الثانية (1976م) - دار المعارف بمصر

قوله: "موجِزًا الوقائع":
كذا وقَع بكسر الجيم و"الوقائع" بألِف ولام، وهو تحريف.

والصواب: "موجَزًا" بفتح الجيم، "للوقائع" بلامين.

وإنما قلتُ بتحريفِ العبارة المذكورة؛ لأمرين:

الأوَّل: أنها جاءتْ في سِياق يذكر فيه المحقِّق مَن ذَكَروا والدَ المصعب من أهل التَّأْريخ.

الثاني: أنه ليس في السِّياق بعدَه شيءٌ مِن هذه الوقائع.

قوله: "يبنه بين":
كذا وقَع أوَّله ياءٌ مثنَّاة تحتُ، وهو تحريف.

والصواب: "بينه" أوَّله باء موحَّدة تحتُ. "وبيْن" بواو.

"أمالي الزجَّاج[17] في النحو.... المتوفَّى سَنة اثنتي عشرة وثلاثمائة (316)... ".
"كشف الظنون" (1/164)

قوله: (316): تحريف.

والصواب: (312).

"...... الزجَّاجي[18] المتوفَّى سَنَة خمسٍ وثلاثين وثلاثمائة (337)... ".
"كشف الظنون" (1/210)

قوله: "خمس":
كذا وقَع، مع أنَّه كتبها بعدَه (7).

الصواب: ".... سنة سَبْع وثلاثين... "؛ لأنَّهم اختلفوا في سَنَة وفاته، ولكنِّي لا أعرِف قائلاً أنَّها سَنَة خمس وثلاثين[19].

"نادَى منادِي ابن زياد[20]: ألاَ مَن وجَد عليَّ بن الحسين[21] فليأتي به، فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم. قال[22]: فدَخَل[23] عَلَى، والله: وهو يَبكي... ".
"نسب قريش" (58)

قوله: "فليأتي":
كذا وقَع بإثبات الياء آخرَه وكأنه مرفوع.

وهذا تحريف؛ لأنَّه واقع في جواب "مَن" الشرطية التي تجزم فِعْلين.

فحقُّه أن يكون مجزومًا.

فالصواب:
"فليأتِ" بحذف الياء؛ لأنَّه مُعتَلُّ الآخِر.

أو "فليأتني" وهو مجزوم أيضًا وعلامة جزْمه حذف الياء، ولكن أُضيف إليه ضميرُ المتكلِّم، ولعلَّ هذا الثاني أصحُّ.

قوله: "فدخَل عَلَى، والله! وهو يبكي... ".

كذا ضبط بفتح العين المهمَلة واللام من "عَلَى"

وهذا الضبط صحيح، ولكن إهمال ضبط آخر الكلمة يُوهِم مع هذا الضبط أنَّها حرْفُ جرٍّ، وهذا تحريف.

والصواب:
"عَلَيَّ" بياء المتكلِّم آخره.

"وتواليفه[24] كثيرةٌ نافعة، منها:...... "وملجئة المتفقِّهين إلى معرفةِ غوامك النحويِّين" و...... وعِدَّة تواليفه نحو الأربعين[25]. تأليقًا".

"بُغية الملتمِس في تاريخ رجال الأندلس" (ترجمة 179/13) الضبي أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة (ت599هـ) - دار الكاتب العربي (1967م).

قوله: "وملجئة... ":
كذا جاءتِ الواو داخلَ علامة التنصيص، وهو بصدد عدِّ مؤلفات ابن العربي، فهذا خطأٌ؛ لأنَّها ليست في اسمِ الكتاب.

والصواب:
و"ملجئة المتفقِّهين... ".

قوله: "غوامك":
كذا وقَع آخره كاف.

وهو تحريف لا معنى له.

والصواب:
"غوامض" آخِره ضادٌ مُعجَمة[26].

قوله: "تأليقًا":
كذا وقع بالقاف.

وهو تحريف لا معنى له.

والصواب:
"تأليفًا" آخره فاء.

"أأن رأت رجلاً أعشى أضربه

ريبُ الزمانِ ودهرٌ مفند طبل

"تاريخ الأدب العربي" (1/205) في بيان سبب تسمية الأعشى بهذا الاسم.

قوله: "أضربه":
كذا وقَع كلمة واحدة، كأنَّ الأعشى[27] كان يضرب هذا الرَّجل، وهذا لا يتَّفق مع الشطر الثاني للبيت، فهو تحريفٌ قبيح.

والصواب:
".... أَضَرَّ بِهِ" كلمتان؛ أي: وقَع الضرُّ على الرجل بسببِ ما ذَكَره الأعشى المخبول الكافِر في الشطر الثاني من البيت.

"جالَسَ[28] في الفقه...... وعثمان البتيِّ"[29].

"تاريخ بغداد" (5/408). "ترْجمة محمد بن عبدالله بن المثنَّى الأنصاري"[30].

قوله: "البتيِّ":
كذا وقَع بالخفض، وهو تحريف.

والصواب: "البتيَّ" بفتْح الياء المشدَّدة - مفعول - لا بالخفض.

"وقال الأثرم[31] عن أحمد[32]: ما كان يصنع الأنصاري[33] عندَ أصحاب الحديثِ إلا النَّظَر في الرأي، وأمَّا السماع فقدْ سَمِع".

"تهذيب التهذيب" (9/245) - "ترجمة محمد بن عبدالله بن المثنَّى الأنصاري"[34]

قوله: "يصنع":
كذا وقَع بالصاد المهملة بعدها نون، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب: "... ما كان يَضَع الأنصاري[35]... " بالضاد المعجَمة؛ أي: ما كان يُقلِّل مِن أمره.

وقد وقَع على الصواب في: "تاريخ بغداد" (5/410) و"السير" (9/535).

[1] وانظر: "مسلم نووي" (1/51) [المقدِّمة - وجوب الرواية عن الثِّقات]، "سنن الترمذي" (5/36) [العلم - باب ما جاء فيمَن روى حديثًا وهو يرَى أنه كذِب"، "تحفة الأحوذي" (7/352)، و"سُنَن ابن ماجه" (1/14) [المقدمة - باب من حدث حديثًا وهو يرى أنه كذب].

[2] وقَع في "اللِّسان": "الأمر" بالرفْع، ولا يصحُّ إلا بتقدير سقط: "وحق الأمر: أي صار حقًّا".

قلت: وقد تقدَّم هذا المعنى، ففي العبارة تَكْرار على كلِّ الأحوال.

[3] وقَع لي ذلك أثناء البحْث عن معنى كلمة "وقف" لبيان معنى "الوقف" في كتابنا: "سبيل الهدى في الوقف والابتدا".

[4] انظر: "أساس البلاغة" (1/258) و"القاموس" (3/360) (خال).

[5] هو: إسحاق بن مِرار (بكسر الميم بعدَها رائين مهملتين بينهما ألِف) الشيباني، صاحب العربيَّة. كوفي نزَل بغداد. كان من أعلمِ الناس باللُّغة، موثقًا فيما يَحْكيه، وجمع أشعار العرَب ودوَّنها، (ت310هـ) أو بعدَها.

انظر: "تاريخ بغداد" (6/329)، "مُقدِّمة تحقيق كتاب الجيم"، و"البداية والنهاية" (5/799).

[6] باب "ما لا يهمز والعوام تهمزه".

[7] أي: الشارح ابن السِّيد البطليوسي.

[8] كذا قال المحقق، وفيه أمران:

الأول: أنَّه خلاف كلام ابنِ قتيبة - صاحب الأصل - وخلاف كلام الزجَّاجي - صاحب هذا الشَّرْح - وخلاف كلام ثعلب الذي نقله الزجاجيُّ عن ابن الأنباري في أثناءِ الشرح.

الثاني: أنَّ المحقِّق ناقضَ نفْسَه؛ فقد ذكر في الهامش قبل هذا مباشرةً قوله: "... يستعمل ثلاثيًّا مجرَّدًا، سواء أكان متعديًا أم لازمًا، وسواء أكان خلافَ الجلوس، أم بمعنى الحبْس، أم الإِطْلاع".

قلت: ولعلَّه سهَا، ولكن ليس الحقُّ معه في هذا الهامش؛ لأنَّهم قالوا - كما في هذا الشرح -: "وليس في كلام العرب: أوقفت - بالألف - إلا في موضعين: يقال: تَكلَّم الرجل فأوْقَف: إذا انقطع عن القول عِيًّا، وذَهابًا عن الحُجَّة، وأوقفتُ المرأةَ: إذا جعلتَ لَهَا سِوارًا... ".

[9] الحافظ، شيخ الإقراء في زمانه، شمس الدين، أبو الخير، محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن علي بن يوسف، الدمشقي (مولدًا)، الشافعي (مذهبًا)، المعروف بابنِ الجزري، كان إمامًا في القراءات لا نظيرَ له في عصره. وله تصانيفُ كثيرة نافِعة مشهورة (751-833هـ).

انظر: "ذيل تذكرة الحُفَّاظ" (376)، "طبقات الحُفَّاظ" (549)، "طبقات المفسِّرين" (2/64)، "هدية العارفين" (2/187)، "البدر الطالع" (2/257) و"مقدمة النشر في القراءات العشر".

تنبيه أول: خلَط صاحبُ "هدية العارفين" بين صاحِب الترجمة وبين الجزري صاحِب "معراج المنهاج" المتوفَّى (711هـ) قبل مولدِ صاحب الترجمة بأربعين سَنَة تقريبًا.

تنبيه ثانٍ: ذكَر الشوكانيُّ - رحمه الله تعالى - أن شهرته بـ(ابن الجزري) نسبة إلى جزيرة ابنِ عمرَ بالموصل، وهذه النسبة "الجزري" صحيحةٌ في حق الجزري صاحِب "معراج المنهاج"؛ لأنَّه وُلِد بها.

أما صاحب الترجمة، فقد وُلِد بدمشق. ثم إنَّ الشوكاني - رحمه الله تعالى - لما ذكر رِحلاتِه وأسفارَه لم يذكرْ أنَّه نزَل الموصل التي تَتْبَعها هذه الجزيرة. فليحرر ذلك.

[10] انظر: "لسان العرب" (2/634/1/آخر).

[11] يعني الجعبري، وهو: الشيخُ، الإمامُ، العالِم، شيخ القرَّاء، برهان الدِّين، أبو إسحاق، إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل بن السَّرَّاج، الجَعْبَري (مولدًا، نسبة إلى قلعة جَعْبَر على الفرات)، الخليلي (موطنًا، نِسبة إلى مدينةِ الخليل بفلسطين)، الشافعي (مذهبًا).

كان فقيهًا، متفنِّنًا، له التصانيفُ المفيدة في القراءات، والمعرفة بالحديث، وأسماء الرجال.

وكان مِن المشايخ المشهورين بالفضائلِ، والرِّياسة، والخير، والدِّيانة، والعِفَّة، والصيانة، (640-732هـ).

انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" (9/398)، "البداية والنهاية" (7/561) و"تاريخ الأدب العربي" (6/446).

[12] الدكتور/ محمود محمد الطناحي والأستاذ/ عبدالفتاح الحلو.

[13] وقدْ راجعتُ فيها الأستاذ/ الطناحي، قبل وفاتِه بفترة قصيرة - رحمه الله تعالى - ووقفتُه على ما أثبتُّه فأقرَّه. وكان ذلك عن طريقِ أحدِ الإخوة العاملين معه بمركز هجر للطباعة.

[14] محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق، أبو الفرج، النديم (اشتهر أنه ابن النديم)، مصنف كتاب "فهرست العلماء" (المشهور بـ: الفهرست). قال الحافظ: "وهو غير موثوق به.... ولما طالعت كتابه ظهر لي أنه رافضي معتزلي".

انظر: "لسان الميزان" (5/72) و"الأعلام" (6/29).

[15] يعني والد المصعب الزبيري صاحب كتاب "نسب قريش"، وهو: عبدالله بن مصعب بن ثابت ابن الخليفة عبدالله بن الزبير بن العوام، الأمير الكبير، أبو بكر الأسَدي (بفتح السين المهملة)، الزبيري. وكان محتشمًا، فصيحًا، مفوهًا، وافر الجلالة، محمود الولاية، كان يحبه المهدي ويحترمه، وقد لينه ابن معين (ت184هـ).

انظر: "السير" (8/217)، "تاريخ بغداد" (10/173) و"مقدمة كتاب نسب قريش" (6).

[16] كذا قال المحقق: "حفيد الحسين"، والذي في "تاريخ الطبري": "يحيى بن عبدالله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب" فهو حفيد الحسن لا الحسين" - رضي الله عنهم أجمعين.

انظر: "تاريخ الطبري" (8/242-251).

[17] الإمام، نحوي زمانه، أبو إسحاق، إبراهيم بن محمَّد بن سهل، البصري (موطنًا)، الزجَّاج (صَنْعَة). كان مِن أهل الفضْل والدِّين، حسنَ الاعتقاد، جميلَ المذهب (ت311هـ).

انظر: "السير" (14/360)، "تاريخ بغداد" (6/89) و"تهذيب الأسماء واللغات" (1/2/170).

[18] شيخ العربية، أبو القاسم، عبدالرحمن بن إسحاق، النهاوندي (أصلاً ومولدًا)، البغدادي (منشأً)، النحوي. واشتهر بـ"الزجاجي" نسبة إلى شيخه الزجَّاج. له: "الجُمل" في النحو، وهو أهمُّ كتبه، (ت337هـ).
انظر: "السير" (15/475)، "كشف الظنون" (1/48، 210، 603) و"تاريخ الأدب العربي" (1/497).

[19] انظر: "السير" (15/475)، "تاريخ الأدب العربي" بروكلمان (1/497) وترجمته في مقدمة كتابه "تفسير رسالة أدب الكتاب".

[20] أمير العراق، أبو حفْص عُبَيدُالله بن زياد بن أبيه. كان جميلَ الصورة، قبيحَ السريرة. أبغضَه المسلمون لِمَا فَعَل بالحسين - رضي الله تعالى عنه.

انظر: "السير" (3/545)، "تاريخ الطبري" (5/316. 504- 522. 8/86) و"البداية والنهاية" (4/825-836).

[21] السيِّد الإمام، زَيْن العابدين (لكثرة عبادته)، علي بن الحُسين بن الإمام عليِّ بن أبي طالب، الهاشمي، العَلَوي (نسبة إلى جَدِّه علي)، المدني. وكان ذا جلالةٍ عجيبة، وحُقَّ لهُ واللهِ ذلك؛ فقدْ كان أهلاً للإمامة العُظْمى لشرفِه وسُؤدده، وعِلمه وتألُّهه وكمال عَقْله. (94هـ).

انظر: "السير" (4/386-401)، "البداية والنهاية" (139-154)، "الطبقات الكبرى" (5/211-222)، "النجوم الزاهرة" (1/293)، "نسب قريش" (58)، "المعارف" (4/2)، "تهذيب الأسماء واللغات" (1/1/343) و"تهذيب التهذيب" (7/268).

[22] القائل علي بن الحسين - رضي الله تعالى عنهم.

[23] يعني الرجلَ الذي كان يُؤوي علي بن الحسين.

[24] يعني ابن العربي - رحمه الله تعالى - سبقتْ ترجمتُه في (113).

[25] وضع النقطة في هذا المكان لا يصحُّ؛ لأنَّ النقطة تُوضَع بعد تمام الكلام.
انظر: "الترقيم" (22).

[26] وقد أورده على الصواب في "السير" (20/199).

[27] ميمون بن قيس بن جنْدل البكري، مِن بني ثَعْلَبة، أبو بصير، رابع شعراء الطبقة الأولى من فحول شعراء الجاهليِّين، وأحد أصحاب المعلَّقات. أدرَك الإسلام، وكان في طريقِه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - ليسلم، ولكنَّه رجع عندما أخبرتْه قريش أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلم - يُحرِّم الخمر. ومات على نصرانيتِه.

انظر: "جمهرة أنساب العرب" (319)، "نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" (262/1011)، "تاريخ الأدب العربي" (1/205)، "السيرة لابن هشام" (2/25)، "رسالة الصاهل والشاحج" (112) و"صبح الأعشى" (1/291).

[28] يعني الأنصاري، وهو: الإمام، العلاَّمة، المحدِّث، الثِّقة، قاضي البصرة، أبو عبدالله، محمَّد بن عبدالله بن المثنَّى بن عبدالله بن أنسِ بن مالك، الأنصاري، الخَزْرَجي، ثم النجَّاري (نسبة إلى بني النجَّار من الخَزْرَج)، البصري (موطنًا). (ت215هـ).

انظر: "السير" (9/532)، "تاريخ بغداد" (5/408) و"مشاهير علماء الأمصار" (ترجمة1287).

[29] هو: عثمان بن مسلِم، وقيل: بن أسْلَم، وقيل: بن سليمان بن جرموز، أبو عمر، البتيُّ (نسبة إلى بيع البُتُوت - نوع مِن الكساء - أو نِسبة إلى موضع. قال السمعاني: "أظنُّ بنواحي البصرة") البصري (موطنًا). ثقةٌ إمامٌ، رأَى أنسَ بن مالك (ت143هـ).

تنبيه أول: لم يَذكُرِ الاختلافَ في اسم أبيه (من المراجع التي تحت يدي) غيرُ الذهبي - رحمه الله تعالى - في "الميزان"، وابن أبي حاتم في "الجرح" ومُحقِّق رسالة "تسمية فقهاء الأمصار من الصحابة فمن بعدهم" للنسائي.

تنبيه ثانٍ: لم يذكر الاختلافَ في نسبة (البتي) إلا نصر أبو عطايا محقِّق "تسمية فقهاء الأمصار" لأنَّه لم يجد سبيلاً للترجيح. وكذلك الأمرُ فيما وقَع لي.

تنبيه ثالث: قال السمعانيُّ - رحمه الله تعالى -: "البَتيُّ: بفتح الباء الموحَّدة وفي آخرها (كذا قال) التاء المنقوطة باثنتين مِن فوقها" ولم يذكر التشديد، فلعلَّه "سهوٌ أو غفلة مِن الناسخ؛ فإن "البَتّ" بالتشديدِ فتكون النسبة إليه كذلك.

انظر: "الميزان" (3/59)، "تهذيب التهذيب" (7/139)، "الأنساب" (1/281)، "المعين في طبقات المحدثين" (78)، "تاريخ أسماء الثقات" (139)، "الجرح والتعديل" (6/145)، "التاريخ" (2/395)، "المعارف" (596) "مجموعة رسائل في علوم الحديث" (35)، "العلل" للدارقطني (11/352) و"لسان العرب" (1/205).

[30] أثناء البحْث فيها لإثباتِها في كتابنا "سبيل الهدى في الوقف والابتدا" كأحدِ المصنِّفين في الوقف والابتداء.

[31] الحافظ الكبير، العلاَّمة، أبو بكر، أحمد بن محمَّد بن هانئ الطائي (نِسبة إلى طيِّئ)، الكلْبي (نِسبة إلى كلْب، وهي قبائل عِدَّة)، الإسكافي (نسبة إلى إسكاف بني الجُنَيد، وهي ناصية ببغداد نزَلها بنو الجُنَيد فأضيفت إليهم)، صاحِب الإمام أحمد. وكان ممَّن يُعَدُّ في الحفَّاظ والأذكياء. (ت بعد 260هـ).

انظر: "تاريخ بغداد" (5/110)، "تذكرة الحفاظ" (2/270) و"المعين في طبقات المحدِّثين" (140).

[32] هو الإمامُ حقًّا، وشيخُ الإسلام صدقًا، أبو عبدالله، أحمد بن حنبل، إمام المحدِّثين، الناصِر للدِّين، والمناضِلُ عن السُّنَّة، والصابر في المِحْنَة. (164-241 هـ).

انظر: "السير" (11/177-858)، "تاريخ بغداد" (4/412) و"حلية الأولياء" (9/161-233

[33] سبق في (128).

[34] أثناء البحْث فيها لإثباتها في كتابنا "سبيل الهدى في الوقف والابتدا" كأحدِ المصنِّفين في الوقف والابتداء.

[35] سبقت ترجمته في (128).






الساعة الآن : 05:46 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 252.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 252.37 كيلو بايت... تم توفير 0.52 كيلو بايت...بمعدل (0.20%)]