ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   كتاب كفر بعنوان "جناية البخاري" (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=32047)

جمال الشرباتي 24-07-2007 05:45 AM

كتاب كفر بعنوان "جناية البخاري"
 
السلام عليكم--

مواقع الشّيعة تسوّق لهذا الكتاب--"جناية البخاري"

أو "جناية البخاري، إنقاذ الدين من إمام المحدثين----
وهو مصفوف في موقع لهم --نكاية في البخاري وما يمثله--

وهو كتاب كفر لمؤلفه زكريا اوزون--

وقد ألف غيره من شاكلته مثل "جناية الشافعي" وجناية سيبويه "--فعامله الله بما يستحق وعجّل له بالعقوبة

http://www.neelwafurat.com/images/lb...126/126272.gif

أنظروا إلى مقدمته ---

(المقدمة
إن إشكالية الحديث النبوى من أهم وأعقد الأمور فى الدين الإسلامى، والبحث فيها يتطلب جرأة مدعومة بالعلم والحجة والبينة نظرًا لحساسيتها.
وقد تم انتقاء "صحيح الإمام البخارى" لمناقشة ومعالجة موضوع الحديث النبوى فيه، كونه أفضل وأصح كتب الحديث عند كثير من أئمة المسلمين، وزيادة فى الدقة والحرص فقد تم اعتماد الأحاديث التى اتفق عليها الشيخان بخارى ومسلم والتى يطلق عليها عبارة: المتفق عليه.
وإذا كان ما فى "صحيح البخارى" محاطًا بالهالة والقدسية فإن إعمال العقل والتخلص من أوهام النقل هو ما تم السعى إليه فى هذا الكتاب الذى جاءت أبحاثه مبسطة مركزة مباشرة وبعيدة عن التعقيد والتكرار والاستطراد الذى اتصفت به معظم كتب التراث.
أخيرًا فإن السلف قد رأى أن الأجر والثواب هو نصيب العاملين من الأئمة والسادة العلماء الأفاضل دوما-وإن أخطأوا-لكن الأجدر اعتماد قوله تعالى:
{وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا* ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا} صدق الله العظيم. (الأحزاب (67-68)

زكريا أوزون
----------------------------------------------------
نسأل الله أن يقيّد لنا عمرا لنقده

نبهان 24-07-2007 08:05 AM

الله يجزيه بما يستحق
وإن هذا من سوء الأدب ولكن ليس بعد الكفر ذنب
مشكور أخي ولكن لي ملحوظة بسيطة إن أمكنك كتابة جزء منه كفقرة أو أقل حتى نعرف مايقوله عن الإمام البخاري رحمه الله واسكنه فسيح جناته

جمال الشرباتي 24-07-2007 08:25 AM

السلام عليكم

أنا جاهز لكتابة جزء منه ولكن المشكلة أن يكتب ذلك الجزء بدون توضيح المغالطات التي فيه--فقد يظنّ القاريء العادي صواب كلامه --

سأقدم ما سمّاه زبدة الكتاب --على أن يعرف الجميع بأنّ جلّ ما فيه مغالطات--وقد كتبت بالأحمر بجانب بعض مواضع كفره

-------------------------------------------------------------------

الفصل الأول
زبدة الكتاب فى بدايته

-------------------------------------------

السؤال الأول: هل الحديث النبوى وحى منزل؟
الحديث النبوى ليس وحيًا منزلا "ولو كان كذلك لأصبح متنه "نصه" قرآنًا يقرأه المسلم عند أدائه فروض صلاته، وهو ظنى الثبوت، نقل بالمعنى وإن حاول البعض إقناعنا بدقة الرواة فى نقل عين لفظ الحديث، وما اختلاف متون "نصوص" رواياته الصادرة عن راو واحد واعتمادها إلا دليل على
ذلك.
والرسول الكريم لم يأمر بكتابة الحديث(2)، كما أمر بكتابة القرآن الكريم، وما جاء فى الصحيحين من حديث "اكتبوا لأبى شاه"-الذى سنورد نصه الكامل لاحقا-والذى تم الاستـناد اليه فى كتابة الحديث يتعلق بما قاله الرسول عن تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها.
وهو ما طلب أبو شاه كتابته تحديدًا ليكون بمثابة وثيقة لوصية الرسول حول مكة يظهرها لأهل اليمن ولم يطلب كتابة أى كلام غيره للمصطفى، وفيما يلى نص الحديث المذكور آنفا:
حديث ‏أَبُو هُرَيْرَةَ،‏ ‏قَالَ: ‏لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ‏ ‏(ص)‏ ‏مَكَّةَ‏، ‏قَامَ فِى النَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ‏: " ‏إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ‏ ‏مَكَّةَ‏ ‏الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهَا لا تَحِلُّ لأحَدٍ كَانَ قَبْلِى، وَإِنَّهَا أُحِلَّتْ لِى سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَإِنَّهَا لا تَحِلُّ لأحَدٍ بَعْدِى فَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلا ‏‏يُخْتَلَى‏ ‏شَوْكُهَا وَلا تَحِلُّ سَاقِطَتُهَا إِلا ‏‏لِمُنْشِدٍ‏، ‏وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ‏ ‏النَّظَرَيْنِ‏: ‏إِمَّا أن يُفْدَى وَإِمَّا أن‏ ‏يُقِيدَ".‏ ‏فَقَالَ‏ ‏الْعَبَّاسُ ‏‏إِلا‏ ‏الإِذْخِرَ،‏ ‏فَإِنَّا نَجْعَلُهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏(ص)‏: "‏إِلا‏ ‏الإِذْخِرَ".‏ ‏فَقَامَ‏ ‏أَبُو شَاهٍ‏، ‏رَجُلٌ مِنْ‏ ‏أَهْلِ الْيَمَنِ‏؛ ‏فَقَالَ اكْتُبُوا لِى يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏ ‏(ص):‏ "‏اكْتُبُوا‏ ‏لأبِى شَاهٍ". (أخرجه البخارى فى: 45-كتاب اللقطة: 7 – باب كيف تعرف لقطة أهل مكة)
أما ما رواه البخارى عن أبى هريرة فى قوله: "ليس أحد من أصحاب رسول الله (ص) أكثر حديثًا منى، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب" فقد دفعنى إلى الرجوع إلى كتب الأثر لأجد أن مجموع ما رواه عبد الله بن عمرو لا يزيد بأية حال من الأحوال عن ربع ما رواه أبو هريرة(3)، مما يجعل أحدنا يتساءل عما حل بذلك الكم من الحديث الموحى؟!
أخيرًا فإن الصحابة أنفسهم اختلفوا فى جواز كتابة الحديث النبوى حيث كرهها عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبو موسى وأبو سعيد وآخرون غيرهم(4).

------------------------------------


السؤال الثانى: هل الحديث النبوى مصدر تشريع؟
أغلب الحديث النبوى ليس مصدر تشريع "كفر الرجل "لأن معظم ما وصلنا عن طريقه لم ينفرد به النبى (ص) عن غيره من الناس لكى يتخذ شرعة ومنهاجًا من بعده، فمثلا لم يكن النبى (ص) أول إنسان يأكل باليمين أو يأكل التمر أو يستخدم العود الهندى أو يحتجم أو يبكى على وفاة ابنه أو ينام على جنبه الأيمن أو يقبل النساء... أو... أو... إلى غير ذلك ليعتبر ذلك تشريعا.
وهنا يقول قائل: ولكن النبى هو أول من صلى الصلاة التى نراها وفصل أوقاتها وعدد ركعاتها وهو أول من حدد نسبة الزكاة 2.5% للفقراء!! وتأتى الإجابة: نعم! ولذلك قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول...}(النورـ 56).
وهو ما يدل على أن هذين القولين فقط هما ما يؤخذان عنه وقد حصلنا عليهما عن طريق السنة الفعلية المتواترة (وليس السنة القولية).
وهنا لابد من إظهار الفرق بين كلمتى الرسول والنبى(5) اللتين يتم الخلط بينهما عمدًا أو سهوا! فسيدنا محمد بن عبد الله رجل يحمل صفتين معًا هما صفة الرسول (من الرسالة) وصفة النبى (من النبوة) تماما كما يحمل أحدنا اليوم صفتين فى عمله كأن يكون مهندسًا ومديرًا للعلاقات العامة.
ففى مقام النبوة يقوم محمد النبى بالاجتهاد والعمل حسب المعطيات والإمكانيات والأرضية المعرفية السائدة، ويصحح له من خلال ذلك المقام، لذلك نجد أن التصويب يكون دائما من مقام النبوة كما فى قوله تعالى: {يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم} (التحريم-1). {يا أيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين أن الله كان عليما حكيما}(الأحزاب-1). {ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض...} (الانفال-67). {لقد تاب الله على النبى والمهاجرين...} (التوبة-117). لذلك فإن الأحاديث الواردة عنه سميت بالأحاديث النبوية.
أما فى مقام الرسالة والتى تشمل كافة التشريعات والأوامر التى أمره بها الله-عز وجل-عبر جبريل الأمين فى القرآن الكريم، فهو معصوم فيها من الوقوع فى الخطأ، وقد عصمه الله من ذلك، وعليه فإن الطاعة فى القرآن الكريم هى للرسول، {قل أطيعوا الله والرسول}(آل عمران-32). {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول... واحذروا...}(المائدة-92). {من يطع الرسول فقد أطاع الله...}(النساء-80).
وقد جاء أمر الاقتداء بالرسول فى الصلاة والزكاة من مقام الرسالة كما رأينا فى الآية الكريمة السابقة، لذلك فإنه لا يوجد لدينا أحاديث رسولية، لأن رسالة سيدنا محمد (ص) هى القرآن الكريم، وقد وعى الصحابة ذلك فلم يكتبوا عنه عندما كان يحتضر على فراش الموت ما أراد أن يوصيهم به لأنه قد أدى رسالته ممثلة بالذكر الحكيم المحفوظ فى السطور والصدور(6).

----------------------------------------
السؤال الثالث: هل الحديث النبوى مقدس؟
بناء على ما سبق فإن الحديث النبوى ليس مقدسا."كفر الرجل"



وهنا أذكر أن معظم ما ورد فى الصحاح والمتون وغيرها عند أهل السنة مثلا لا يعترف به عند الأخوة الشيعة والعكس صحيح، كما أن ثقاة وعدول أهل السنة ليسوا كذلك عند أهل الشيعة وبقية الملل الإسلامية المختلفة.
السؤال الرابع: هل يفسر الحديث النبوى القرآن الكريم؟
لا يفسر الحديث النبوى معظم القرآن ولا يشرحه كما يؤكد السادة العلماء الأفاضل وغيرهم، وهنا أطلب ذكر سورة واحدة من القرآن الكريم يتجاوز عدد آياتها المائة-مثلا-قد تم شرحها من بدايتها إلى نهايتها آية آية من قبل الرسول ذاته!
مع الإشارة إلى أن الأحاديث التى تبحث فى تفسير القرآن فى صحيح البخارى-كتاب التفسيرـ لا تتجاوز نسبتها (6%) من مجمل أحاديث صحيحه، كما أننا نجد حديثًا أو حديثين لسورة كاملة فى حين نجد الكثير من الأحاديث لآية محددة واحدة.
أما الأحاديث التى تبين ما يسمى بأسباب النزول والتى يعتمد عليها فى الأحكام والفقة، فقد رواها الصحابة ولم تنسب للرسول الكريم-كما سنرى لاحقا-ونذكر هنا أن الصحابى الجليل (أبو بكر الصديق) لم يعرف ما تعنيه كلمة (أبَّا) فى قوله تعالى: {وفاكهة وأبَّا...} حسب ما جاء فى الأثر!!

------------------------------------------

السؤال الخامس: هل كل رواة الحديث من الصحابة عدول ثقاة؟
وهو من أهم الاسئلة المطروحة لأن الإجابة عنه تعنى رفض ونسف كل الأساليب والشروط والمبادئ التى اعتمدها البخارى وغيره من الأئمة فى صحاحهم أو متونهم، وذلك يعنى ببساطة نسف ظاهرة العنعنة (عن.. عن.. عن..) التى تعتمد على النقل لا على إعمال العقل، تعتمد على من قال وليس ما قال!! وإذا قلت: أن الصحابة كغيرهم من الناس يخطئون ويصيبون يضلون ويهتدون يعلمون ويجهلون وأنه نزلت فيهم آيات عديدة من الذكر الحكيم تنقدهم وتصحح مسارهم وأعمالهم حتى أن سورة التوبة سميت بالفاضحة، لأنها أظهرت حقائق الكثير منهم آنذاك(7).
فان الرد سيكون: ومن أنت لتقول؟ ومن أنت لترى؟ ومن أنت لتقيم الصحابة؟ من أنت؟!... لذلك فانى سأورد هنا آراء الصحابة حول بعضهم بعضًا حسب ما جاء فى كتب الأثر المعتمدة وعملا بالقول" أن الحديد بالحديد يفلح"
وما دام الحديث يتعلق بالحديث النبوى فإنى سآخذ أكثر الصحابة رواية عن الرسول الكريم وهم حسب ذلك التصنيف:
1-الصحابى أبو هريرة الدوسى.
2-السيدة عائشة أم المؤمنين.
3-الصحابى عبد الله بن عباس-حبر الامة.
وسأترك للقارئ التوصل إلى الاستنتاج الملائم من ذلك العرض وبالتالى معرفة الاجابة عن السؤال الخامس المطروح.

1-أبو هريرة الدوسى:
يحدثنا الصحابى أبو هريرة عن ذاته، فيقول: "نشأت يتيمًا وهاجرت مسكينًا وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطنى وعقبة رجلى... وكنيت بأبى هريرة بهرة صغيرة كنت ألعب بها"(8) وغلبت كنيته عليه ونسب إلى أمه لاختلافهم فى اسم أبيه، وهو من قبيلة دوس قدم مع قومه إلى النبى فى غزوة خيبر، وأشهر إسلامه وانضم لفقره إلى أهل الصفة؛ وأهل الصفة أناس فقراء لا منازل لهم ولا عشائر كان إذا تعشى النبى دعا طائفة منهم يتعشون معه ويفرق طائفة منهم على الصحابة ليعشوهم!
والتقى أبو هريرة بالرسول لفترة لم تزد على السنة وتسعة أشهر بأية حال من الأحوال ومع ذلك فقد كان أكثر الصحابة رواية عن الرسول، مما جعل الصحابة-وعلى رأسهم السيدة عائشة-يتهمونه وينكرون علية ذلك. وهكذا فقد كان أبو هريرة أول راوية اتهم فى الإسلام(9).
وحين توفى النبى ولاه الخليفة عمر (عام 20 هـ) على البحرين بعد وفاة العلاء بن الحضرمى وسرعان ما عزله وولى مكانه عثمان بن أبى العاص الثقفى، أما السبب فى ذلك فكان عندما أجاب الخليفة عمر بأنه-أبو هريرة-يملك عشرين ألفًا من بيت مال البحرين حصل عليها من التجارة (بقوله كنت أتجر)(10) وكان رد الخليفة عمر: "عدوا لله والإسلام،عدوا لله ولكتابه، سرقت مال الله، حين استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ما رجعت بك أميمة (أمه) الا لرعاية الحمير"(11) وضربه بالدرة حتى أدماه. وقد منعه تماما عن رواية الحديث النبوى بقوله: (لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القرود أو بأرض دوس)(12). ويؤكد أبو هريرة ذلك فيقول: "ما كنت أستطيع أن أقول قال رسول الله (ص) حتى قبض عمر" أو: لو كنت أحدث فى زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربنى بمخفقته"(13).
وقد التقى أبو هريرة كعب الأحبار (الحبر اليهودى الذى أسلم زمن عمر بن الخطاب) واختلطت بينهما المعلومات مما شوش الناس بين حديثهما، وهذا ما عبر عنه بسر بن سعد بقوله: "لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة يتحدث عن رسول الله (ص) ويحدثنا عن كعب، ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب، ويجعل حديث كعب عن رسول الله"(14).
وهنا أكتفى بما جاء فى الأثر عن أبى هريرة، وأتساءل: ألم تصل تلك المعلومات إلى الإمام البخارى قبلنا؟! وكيف أخرج الكثير من أحاديثه فى صحيحه؟!
2-السيدة عائشة (أم المؤمنين):
ولدت عائشة فى السنة الرابعة، بعد البعثة. أبوها أبو بكر الصديق وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر. وقد تزوجها الرسول بعد معركة بدر ودخل عليها وهى بنت تسع سنين أو عشر ومات عنها وهى ابنة ثمانى عشرة سنة، وتوفيت سنة (58 أو 59هـ). وكانت سيرة حياتها مليئة بالخلاف مع الآخرين، ويذكر البخارى فى صحيحه أن نساء الرسول كن حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر، أم سلمة وسائر نساء الرسول (ص).
وقد تحدثت بنفسها عن غيرتها من خديجة-زوجة الرسول الأولى-وأم سلمة وزينب بنت جحش وفيها قالت للنبى (ص): " ما أرى ربك إلا يسارع فى هواك". كما إنها تحدثت عن حادثة المغافير وسنأتى إلى ذكرها لاحقا. وقد جاء عن بن عباس أن عمر بن الخطاب أخبره عن المرأتين من أزواج النبى (ص) اللتين قال الله عنهما {أن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما... وان تظاهرا عليه فان الله مولاه}(التحريم-4) (صغت: مالت عن الحق) فقال: هما عائشة وحفصة (15).
وبعد وفاة النبى (ص) اختلفت مع الخليفة الراشدى عثمان بن عفان عدة مرات وقد جاء فى الأثر أن عثمان قال فى رهط من أهل الكوفة استجاروا ببيت عائشة: أما يجد مراق العراق وفساقهم ملجأ إلا بيت عائشة؟!
فسمعت فرفعت نعل رسول الله (ص) وقالت: تركت سنة رسول الله صاحب هذا النعل! فتسامع الناس فجاؤوا حتى ملأوا المسجد، فمن قائل: أحسنت، ومن قائل: ما للنساء وهذا! حتى تحاصبوا وتضاربوا بالنعال(16). وكانت عائشة أول من لقبت الخليفة عثمان نعثلا (يهودى يشبه عثمان فى المدينة) وقالت بصريح العبارة: "اقتلوا نعثلا فقد كفر"(17) وبعد أن قتل عثمان وكسر ضلع من أضلاعه ولم يشهد جنازته-وهو المبشر بالجنة-إلا مروان بن الحكم وثلاثة من مواليه وابنته فقط!! عادت لتطالب بدم عثمان وتقول قتل مظلوما، مما دعا بن أم كلاب للقول:
فمنك البداء ومنك الغير ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الإمام وقلت لنا إنه قد كفر...(18)
بعد ذلك قاتلت عائشة الخليفة علىّ فى موقعة الجمل الشهيرة، ولعل أفضل وصف لذلك ما جاء فى "العقد الفريد" حين دخلت أم أوفى العبدية على عائشة بعد وقعة الجمل، فقالت لها: يا أم المؤمنين، ما تقولين فى امرأة قتلت ابنًا لها صغيرا؟ قالت: وجبت لها النار! قالت: فما تقولين فى امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفًا فى صعيد واحد، قالت: خذوا بيد عدوة الله!!!
أخيرًا فإن السيده عائشة قالت نادمة: "وددت أنى إذا مت كنت نسيًا منسيًا" وقيل إنها عـندما احتــضرت جزعـت فقيل لها: أتـجزعين يا أم المؤمنـين وابنة أبى بـكر فـقالت: إن يوم الجــمل لمعـترض فى حلــقى ليتــنى مت قـبله" لذلك طلـــبت أن لا تـدفن مع النـبى قائلة: "إنى قد أحدثت بعد رسول الله (ص) فادفنونى مع أزواج النبى (ص)" (19).
بهذه العبارة أختم الحديث عن السيدة عائشة وقلبى يعتصر ألما وعينى تدمع لأنها تمثل الوجدان الحى فيها، تمثل الندم والتوبة والاستغفار التى يقبلها الله-عز وجل-من الناس جميعًا دون أن ينعتوا بصفة العدول أو الثقاة!!


3-عبد الله بن عباس-حبر الأمة:
ولد عبد الله بن عباس قبل الهجرة بسنة أو سنتين وعندما توفى الرسول كان صبيًا لم يتجاوز عمره أحد عشر ربيعًا ومع ذلك فقد روى حوالى (1660) حديثا(20)-أثبتها البخارى ومسلم فى صحيحيهما. وبالرغم مما يقال بأنه لازم الرسول (ص) خلال تلك الفترة، فإن ذلك لا يوجد ما يثبته سوى أنه أعد ماء لوضوء النبى (ص) مرة ودخل بين صفوف المصلين خلفه وهو طفل (21).
ولعل المأخذ الأول والأهم على ابن عباس هو صراعه الكلامى والفكرى مع ابن عمه الخليفة الراشدى على بن أبى طالب، وهنا نترك الكلام ونقله للطبرى (تاريخ الطبرى،ج4)(22)الذى يتحدث عن أسباب ذلك الصراع والخلاف، حيث تبدأ القضية برسالة من أبى الأسود الدؤلى صاحب بيت المال فى البصرة تصل إلى الخليفة على وفيها: "عاملك وابن عمك قد أكل ما تحت يده بغير حق!!"
وعلى الفور يرسل الخليفة رسالة يستوضح فيها من ابن عباس صحة ما جاءه ويطالبه برفع حسابه، فيأتى الجواب: "أما بعد، فان الذى بلغك باطل، وأنا لما تحت يدى أضبط وأحفظ، فلا تصدق الأظناء، رحمك الله والسلام" ثم يعاود الخليفة ويطالبه بكتابة موارده ومصاريفه من أموال الجزية، فيأتى الجواب هنا كما يلى: "والله لأن ألقى الله بما فى بطن الأرض من عقيانها ولجينها وبطلاع ما على ظهرها، أحب إلىَّ من أن ألقاه وقد سفكت دماء الأمة لأنال بذلك الملك والإمارة، فابعث إلى عملك من أحببت" ثم يأتى الخبر بأن ابن عباس قد جمع أموال بيت المال ومقدارها نحو ستة ملايين درهم، واستعان بأخواله من بنى هلال فى البصرة الذين أجاروه بعد مناوشة مع أهل البصرة وأبلغوه مأمنه فى مكة-مسقط رأسه-حيث أوسع على نفسه واشترى ثلاث جوار مولدات حور بثلاثة آلاف دينار!
الأمر الذى دفع الخليفة للكتابة برسالة-اكتفينا منها بما يلى:
"... فلما أمكنتك الفرة أسرعت العدوة، وغلطت الوثبة، وانتهزت الفرصة، واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم اختطاف الذئب الأزل دامية المعزى الهزيلة وظالعها الكبير، فحملت أموالهم إلى الحجاز رحيب الصدر تحملها غير متأثم من أخذها، كأنك لا أبَا لغيرك، إنما حزت لأهلك تراثك عن أبيك وأمك، سبحان الله! أفما تؤمن بالمعاد ولا تخاف سوء الحساب؟ أما تعلم أنك تأكل حرامًا؟ أو ما يعظم عليك وعندك أنك تستثمن الإماء وتنكح النساء بأموال اليتامى والأرامل والمجاهدين الذين أفاء الله عليهم البلاد؟ فاتق الله، وأدِّ أموال القوم فانك والله إلا تفعل ذلك ثم أمكننى الله منك لأعذرن إلى الله فيك حتى آخذ الحق وأرده، وأقمع المظالم، وأنصف المظلوم، والسلام"
ويأتى الرد الحاسم من ابن عباس للخليفة: "لئن لم تدعنى من أساطيرك لأحملن هذا المال إلى معاوية يقاتلك به". بهذا الكلام أنهى تلك الفقرة متسائلا كيف نقول عن ابن عباس: إنه حبر الأمة وربانى أمة محمد وبحر علمها الزاخر وترجمان القرآن؟!! " عليك ما تستحق من غضب الله يا اوزون "وقد قال فيه من عاصره؛ الخليفة على أمير المؤمنين: "يأكل حرامًا ويشرب حرامًا لم يؤد أمانة ربه".
----------------------------------------


السؤال السادس: هل يوافق كل ما وصلنا من الأحاديث النبوية المعطيات العلمية والنظم والاعراف السائدة اليوم؟
والجواب هنا: لا تتوافق معظم الأحاديث النبوية التى تتطرق للأمور الكونية مع الثوابت والمعطيات وهو ما سنراه لاحقًا فى أبحاث الكتاب، فالشمس تذهب كل يوم تحت عرش ربها وقد ثبت أن الأرض بدورانها حول الشمس يتعاقب الليل والنهار، وآدم طوله سبعون ذراعًا (ما يعادل بناء 12 طابقا) ولم يثبت العلم ذلك فى الإنسان القديم-ما قبل العصور التاريخية، والحبة السوداء تشفى من كل داء لكنها لم تثبت فعاليتها فى كثير من الأمراض السائدة اليوم أو حتى فى أيامهم كالطاعون مثلا.
وسبع تمرات من المدينة تقى من السم والسحر، وهنا نطلب من مؤيدى ذلك التطبيق مباشرة لمعرفة النتائج. والعظام تفنى ما عدا عجب الذنب، والقردة تزنى وترجُمها القرود عقوبة لها(23)، وملك الموت أعور فقأ موسى عينه، والحجر هرب بثياب موسى فضربه حتى ترك آثارًا فيه، وإلى غير ذلك من الأحاديث التى تدخل تحت بند الأسطورة والخرافة لا العلم ومعطياته، وهناك أحاديث تعارض بعض الأعراف السائدة كأحاديث البزازة وتداول المسواك لأكثر من شخص والذباب البصق والتف والنف والصلاة بعد أكل اللحوم والدهون دون وضوء أو غسل للفم وغيرها...

------------------------------------

السؤال السابع: هل وحدت الأحاديث النبوية المنسوبة إلى الرسول الامة الإسلامية وطورتها؟
من يدرس التاريخ الإسلامى بحياد وموضوعية ويقف على حال المسلمين اليوم ببحث وتأمل ليستنتج ما ينتظرهم من مستقبل، يدرك تماما أن الحديث النبوى لعب دورًا رئيسيًا فى تقسيم الأمة وتضارب آرائها وأفكارها ومذاهبها بحجة التعددية، تلك التى يغلب عليها طابع الطائفية والقبلية والعصبية والتى لا تقبل الطرف الآخر أو تعترف به-وإن زعمت غير ذلك.
والأحاديث المنسوبة بما فيها من معطيات على الصعيد الفكرى والسياسى والاجتماعى أدت إلى تخلف الأمة وتواكلها وإيمانها بالخرافة لحلول مشاكلها العالقة عوضًا عن العمل والعلم.
وعلى الرغم من الصيحات التى تظهر هنا وهناك فى بعض الكتب وعلى كل شاشات التلفزة لتتحدث عن مكانة العمل والعلم فى معطيات الحديث النبوى فانها لا تتعدى على أرض الواقع الشعارات والأقوال الرنانة.

----------------------------------

السؤال الثامن: ماذا نأخذ من الحديث النبوى؟
نأخذ من الحديث النبوى الحكمة والموعظة التى يمكن أن يتقبلها كل إنسان على أرض المعمورة، أمثال أحاديث " لا ضرر ولا ضرار"، "خيركم خيركم لعياله..."، "كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته..."....
أما الأحاديث التى تعارض العلم والمنطق والذوق السليم فنتركها دون حرج، كما أنه يمكن الاستفادة من الأحاديث النبوية فى دراسة الحوادث التاريخية وتحليلها ونقد سلبياتها لتجنبها فى بناء مجتمع المستقبل، مجتمع المحبة والعلم والحرية.

---------------------------------

السؤال التاسع: هل وفق الإمام البخارى فى صحيحه؟
هذا ما سنترك للأخ القارئ الحكم عليه بعد قراءة فصول الكتاب وبحوثه بعيدًا عن العصبية والانحياز وهالة تقديس الأشخاص! أخيرًا ثمة تساؤل مشروع هنا، إذا كان الحديث النبوى يمثل شرعًا ووحيًا مقدسًا فما هى حال الناس قبل أن يجمع فى الكتب والصحاح؟! ذلك أن الحديث قد جمع بعد أن مضى على وفاة الرسول الكريم ما لا يقل عن مائة وخمسين عامًا (الإمام البخارى عاش بين (194ـ 256هـ)).
وكيف عرف الناس أمور دينهم ودنياهم؟ وكيف عرفوا التابعين منهم؟ وكيف ميزوا بين طبقات الصحابة الكرام-حسب ابن سعد أم الحاكم؟!(24)
-----------------------------------------


rose3000 24-07-2007 09:39 AM


لاحول ولا قوة إلا بالله

حسبنا الله ونعم الوكيل ، اللهم اجعل كيدهم في نحورهم ياقوي ياعزيز

جزاكم الله كل خير على التنبيه





نبهان 26-07-2007 12:08 PM

شيعه الله في جهنم
أعوذ بالله مشكور أخي على الكتابة ولي طلب أن تظهر الأخطاء وتكتب الصواب حتى لا يخطلت على أحد الأمر ومشكور

جمال الشرباتي 26-07-2007 10:30 PM

السلام عليكم

أمّا بالنسبة لكلامه في السؤال الأول

(السؤال الأول: هل الحديث النبوى وحى منزل؟
الحديث النبوى ليس وحيًا منزلا "ولو كان كذلك لأصبح متنه "نصه" قرآنًا يقرأه المسلم عند أدائه فروض صلاته، وهو ظنى الثبوت، نقل بالمعنى وإن حاول البعض إقناعنا بدقة الرواة فى نقل عين لفظ الحديث، وما اختلاف متون "نصوص" رواياته الصادرة عن راو واحد واعتمادها إلا دليل على
ذلك.)


فهو كلام مغلوط يعارضه قوله تعالى

(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [النجم : 3]إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم : 4]

وإن كان المقصود القرآن لكنّ اللفظ عام ويشمل كلّ ما نطق به --وهو القرآن المتلو--والسنّة غير المتلوة

فكلامه وحي يوحى فهو منزل من عند ربّ العالمين كما القرآن ولكنّ اللفظ للرسول عليه الصلاة والسلام--

قال عليه الصلاة والسلام

(" إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحِلُّوه وما وجدتم فيه من حرام فحرّموه " )

طالبة الفردوس 12-08-2007 01:19 AM

جزاك الله خير اخى حسبنا الله ونعم الوكيل

منيع البوح 17-08-2007 05:54 PM

لاحول ولا قوة الا بالله
عليهم من الله ما يستحقون
ابناء المتعه
الروافض المجوس

ألماسة فلسطين 18-08-2007 02:08 AM

لا حول ولا قوة إلا بالله

لا إله إلا الله

جزاك الله خيرا لتوضيح الابتعاد عن هذا الكتاب

وجعله في ميزان حسناتك

دمتم ..... في حفظ الباري

أبو نور الدين 18-08-2007 04:39 AM

مشكور أخي على هذا التحذير وعلى هذه الزبدة كما سماها.....

وجزاك الله كل خير.


الساعة الآن : 05:57 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 33.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.92 كيلو بايت... تم توفير 0.45 كيلو بايت...بمعدل (1.36%)]