ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العلمي والثقافي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=54)
-   -   موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=38570)

القلب الحزين 08-11-2007 07:11 PM

موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله تم إنزال
موسوعة الاعجاز العلمى فى القران والسنه

الفهرس الكامل للموسوعة


عناوين مهمه


تطور دراسة الإعجاز القرآني على مر العصور

(
تبد من رد 1732 وتنتهي برد 1734 )


المعارضون للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

( تبد من رد 1735 وتنتهي برد 1737 )


مواضيع الموسوعة


الإعجاز الغيبي والتاريخي

وعدد المعجزات تصل إلى
90 معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد ( 4 )

صفحة رقم : (
1 2 3 4 5 6 7 8 9 )


وأنتهت عند رد ( 89 )

ـــ


الإعجاز في جسم الإنسان


وعدد المعجزات تصل إلى
99 معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد ( 90 )

ــ
  1. صفحة رقم :( 9 10 11 12 13 14 15 16 )
( 17 18 19 20 21 22 23 24 25 )

أنتهت عند رد ( 243
)

ــ

الإعجاز الطبي والدوائي

وعدد المعجزات تصل إلى
63 معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد : ( 244 )

( 25 26 27 28 29 30 31 32 )

( 33 34 35 36 37 38 39 40 )

أنتهت عند رد ( 398 )

ــ

الإعجاز فى الكائنات الحية

وعدد المعجزات تصل إلى
62 معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد ( 399 )

( 40 41
42 43 44 45 46 )

( 47
48 49 50 51 )


أنتهت عند رد ( 507 )

ــ

الإعجاز في النبات


وعدد المعجزات تصل إلى
86 معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد ( 508 )

( 51
52 53 54 55 )

( 56 57 58 59 60 )


أنتهت عند رد ( 593 )


ــ

الإعجاز التشريعي

وعدد المعجزات تصل إلى
45 معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد ( 594 )

( 60 61 62 63 64 65 )


أنتهت عند رد ( 644 )

ــ

الإعجاز اللغوي والبياني

وعدد المعجزات تصل إلى
101 معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد ( 645 )

( 65 66 67 68 69 70 71 )

( 72 73 74 75 76 77 78 79 )

أنتهت عند رد ( 781 )

ــ

الإعجاز في علوم الأرض


وعدد المعجزات تصل إلى
121 معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد
( 784 )

( 79 80 81 82 83 84 85 )

( 86 87 88 89 90 91 92 )


أنتهت عند رد ( 914 )



يتبـــع




القلب الحزين 06-12-2007 07:18 PM

فهرس الموسوعه ...
 
يتبع تكملة الفهرس



الإعجاز في الكون


وعدد المعجزات تصل إلى
60
معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد : ( 916 )

( 92 93 94 95 96 97 98 99 100 )


أنتهت عند رد : ( 992 )

ــــ


آيات الله في الآفاق



وعدد المعجزات تصل إلى
218
معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد : ( 994 )

( 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 )

( 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 )

( 121 122 123 124 )


أنتهت عند رد : ( 1240 )

ــــ


تأملات قرآنية


وعدد المعجزات تصل إلى
24
معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد : ( 1242 )

( 125 126 127 128 )

أنتهت عند رد : ( 1278 )

ـــ



شبهات وردود

وعدد المعجزات تصل إلى
164
معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد : ( 1280 )

( 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 )

( 141 142 143 144 145 146 147 148 149 )


أنتهت عند رد : ( 1481 )

ـــ


لم أسلم هؤلاء


وعدد المعجزات تصل إلى
56
معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد : ( 1483 )

( 149 150 151 152 153 154 155 156 )


أنتهت عند رد : ( 1551 )

ـــ

يتبــــع الفهرس

..




القلب الحزين 06-12-2007 07:20 PM

يتبع تكملة الفهرس

ـــ

إبداعات إسلامية

وعدد المعجزات تصل إلى

53 معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد : ( 1553 )

( 156 157 158 159 160 161 )


أنتهت عند رد ( 1602 )

ـــ

مقالات إسلامية متنوعة

طبعا هذا الموضوع يشمل مواضيع منوعه
من مما سبق ذكره من المواضيع الرئيسيه للموسوعه
لمن اراد البحث دون اللجوء لموضوع محدد


وهو أخر مواضيع الموسوعة




عدد المعجزات تصل إلى
109 معجزه ومنها بعض المقالات

تبدا من رد : ( 1604 )

( 161 162 163 164 165 166 167 168 )

( 169 170 171 172 173 174 )


أنتهت عند رد ( 1737 )

ـــــ

الحمدلله رب العالمين
بفضلاً من الله أتممت الموسوعة

معلومات سريعه عن الموسوعه

اولا .. طبعا كل موضوع مستقل بذاته
ومتصفحه عبر الروابط الرقميه

ثانيا .. لمن اراد التواصل مع العلماء و الباحثين
فلقد انزل مع كل موضوع ما يخص الباحث
من تواصل عبر الايميلات او الهواتف

ثالثا .. قد يعتقد البعض بان المواضيع مكرره هي ليست كذلك
لكن سبحان الله
فلقد اكتشف من وراء الايات آيات أعجازيه كثيره ومتعدده
وكذلك الاحاديث النبويه
سبحان الله علم الله لا يحاط به
وآيات الله فى الافاق تسبح في ملكوته




رابعا ... حقيقة مسيره علمية لا تقدر بذهب
أستفدت منها بل وزاد أيماني اكثر واكثر


عشت مع الموسوعه أجمل الايام من ذو سنة 2007
مع تشجيع شخص عزيز على قلبي
ولن انساه تحياتي إليه وإلى كل أعضاء الشفاء
:)

وكل احتـــــرامي وتحياتي
لكل باحث وقارئ ومستفيد



اتمنى لكم الاستفادة والإفادة

كل احترامي لكم جميعا

وانتظروني


مع موسوعة الاعجاز العلمي باللغة الانجليزيه

Secrets Of Quran Miracles

ــــــــــــــــــــ



ومن ثم موسوعة الاعجاز العلمي باللغة الفرنسيه



Miracles scientifiques dans le Coran et la Sunnah


دعواتكم






القلب الحزين 06-12-2007 07:22 PM


من هنــا يبدا موضوع

الإعجاز الغيبي والتاريخي


اسمه صلى الله عليه وسلم في الإنجيل البيريكليت أي أحمد


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...hi_s-salam.jpgبقلم الأستاذ هشام طلبة
الباحث في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُم مّصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيّ مِنَ التّوْرَاةِ وَمُبَشّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمّا جَاءَهُم بِالْبَيّنَاتِ قَالُواْ هَـَذَا سِحْرٌ مّبِينٌ){الصف: 6}
= لا تكاد تخلو نبوءة مسياحنية ( تتكلم عن المسيح المنتظر) في العهد القديم من ذكر الحمد أو الصحراء[1] أو كلاهما. والذي يعنينا هنا الحمد . خاصة المزامير وسفر أشعيا وهما أكثر أسفار العهد القديم ذكرا للمسيا " .. يخضع الشعوب لنا، ويطرح الأمم تحت أقدامنا .. لأن الله هو ملك الأرض كلها. رنموا له قصيدة حمد " (مزامير 47 : 3 -7 ).
" ليترأف الله علينا وليباركنا، وليضيء بوجه علينا لكي يعرف في الأرض طريقك، وبين جميع الأمم خلاصك. تحمدك الشعوب يا الله تحمدك الشعوب كلها .."(مزامير67 : 1-5) .
" قد اقبل الله من أدوم ( تيمان)[2]، وجاء القدوس من جبل فاران غمر جلاله السماوات وامتلأت الأرض من تسبيحه (حمده)[3] (حبقوق 3:3 ).
ثم في أشعيا 42، وهي أكثر النبوءات وضوحاً عن المسيا " أنا هو الرب وهذا اسمي . لا أعطي مجدي لآخر، ولا حمدي للمنحوتات .. لتهتف الصحراء ومدتها وديار قيدار المأهولة .. وليمجدوا الرب ويذيعوا حمده في الجزائر " ( 8 – 12 ) .
وقد ذكرت فقرة أن المسيا محمود من الشعوب، " اخلِّد ذكري اسمك في كل الأجيال، وتحمدك جميع الشعوب إلى الدهر وإلى الأبد "(مزامير 45: 17) .
= لعل أعجب ما ذكر في ذلك في العهد القديم هو قول حجي (2 : 7) " ولسوف أزلزل كل الأمم، وسوف يأتي " مشتهى " الأمم ... " .
وقد ذكر القس المهتدى عبد الأحد داود في كتابه " محمد في الكتاب المقدس " ص 50،51" أن أصل كلمة مشتهى العبري هو " حمدا " Himada وهي تعني كذلك " أحمد" أي " سوف يأتي أحمد ( حمدا) لكل الأمم، لكن المترجم اختار كلمة " مشتهى " . والعجيب أن نسخة القديس جيروم (vulgate) للكتاب المقدس لم تمس الصيغ العبرية (ح م د ه) المصدر السابق ص 53 .
= أما قول عيسى الذي أشار إليه النص القرآني فيوجد له نظير إنجيلي يكاد يتطابق معه – لو درسنا عدة مسائل .
" إن كنتم تحبونني فاعملوا بوصاياي وسوف أطلب من الآب أن يعطيكم " معينا "[5] آخر يبقى معكم إلى الأبد، وهو روح الحق، الذي لا يقدر العالم أن يتقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه في وسطكم، وسيكون في داخلكم، لن أترككم يتامى بل سأعود إليكم بعد قليل لا يراني العالم . أما أنتم فسوف ترونني .. وليس هذا الكلام الذي تسمعونه من عندي، بل من الأب الذي أرسلني .. وأما الروح القدس، المعين الذي سيرسله الآب باسمي فإنه يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم ( يوحنا 14 : 15 – 26 ) ...
وعندما يأتي المعين، الذي سأرسله لكم من عند الآب، روح الحق الذي ينبثق من الآب فهو يؤدي إلى الشهادة .. ( 15 : 26 ) .. من الأفضل لكم أن اذهب، لأني إن كنت لا أذهب، لا يأتيكم المعين ( 15 : 7 ) .. يرشدكم إلى الحق كله، لأنه لا يقول شيئا من عنده ( 16 / 13 )، وهو متى جاء أخزى العالم على الخطيئة والبر والدينونة، أما على الخطيئة فلأنهم لا يؤمنون بي وأما على البر فلأني ذاهب إلى الآب فلن تروني، وأما على الدينونة فلأن سيد هذا العالم قد دين " ( 16 : 8 – 16 ).
في هذا النص عدة مباحث وقبل أن نخوض فيها يجب أن نعلم أن النصارى يفسرون " المعين" أو " المعزى " على أنه الروح القدس الأقنوم الثالث أو الشخص Person الثالث في عقيدتهم. وهذه النبوءة تعنيه حين ينزل على أصحاب عيسى بعد خمسين يوما من قيامته من الأموات "ولما أتى اليوم الخمسون، كانوا مجتمعين كلهم في مكان واحد، فانطلق من السماء بغته دوى كريح عاصفة، فملأ جوانب البيت الذي كانوا فيه، وظهرت لهم ألسنة كأنها من نار فوقف على كل منهم لسان فامتلؤوا جميعا من الروح القدس، وأخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم، على ما وهب لهم الروح القدس أن يتكلموا، (أعمال الرسل 2 : 1-4)
* أول تلك المباحث لفظ "المعين " هذه الشخصية صاحبة النبوءة وقد استعيض عنه في طبعات أخرى بلفظ "المحامي"، "المعزى"، "المؤيد" "المساعد" "المدافع" . " الشفيع" (وهي في الأصل اليوناني "باراقليط")[6] وقد تركتها طبعات أخرى كما هي "باراقليط " (Paraclete) وهي تكتب باليونانية هكذا : باراكليطوس .
هذه الكلمة قريبة جدا من كلمة يونانية أخرى وهي ..
بريكليتوس وهي تعني " أحمد " كما ذكرت طبعة الآباء اليسوعيين القديمة 1969 للكتاب المقدس في هامش الفقرة سالفة الذكر. فهكذا تذكرنا تلك الكلمة بالفقرة القرآنية في أول هذا الفصل، والفرق بين الكلمتين "باركليتوس" و "بريكليتوس " كما نرى طفيف جداً، فليس ببعيد أن تكون الكلمة في الأصل " بريكليطوس " لكنها نتيجة خطأ "نسخي " تحولت إلى "باراكليطوس" يصبح ذلك مقبولا لو قرأنا قليلا في " علم نقد النصوص " أو تاريخ الكتاب المقدس . فالكتاب المقدس طبعة "الآباء اليسوعيين " 1989 " يتكلم في مدخل إلى العهد الجديد"[7]عن سبب الفوارق الكثيرة جداً (كما ذكر) بين مخطوطات العهد الجديد فيقول :
" .. واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير . فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت، .. يضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانا، عن حسن نية، أن يصوبوا ما جاء في مثالهم وبدا لهم أن يحتوي أخطاء واضحه أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي . وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد أن تكون كلها خطأ . ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن الاستعمال لكثير من الفقرات من العهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل النص أو التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عال[8].
= أما ما لم يذكره هذا " المدخل إلى العهد الجديد " وذكرته دائرة المعارف الأمريكية في باب (P.695 – 699 Bible: )أن هذه الأخطاء نتيجة أننا ليس لدينا أي من النسخ الأقدم. كما أن هناك أخطاء (اختلافات) متعمدة أدخلها الناسخ أو صاحب المخطوطة من قبله . أما الأخطاء النسخية والتي أحصاها بعض العلماء فكانت 30.000 (وذلك في أول القرن الـ 18 فما بالنا الآن ) فقسمت إلى أخطاء نتيجة تكرار كلمة أو فقرة (DITTOGRAPHY) ، أو كتابة كلمة مرة واحدة حيث يجب كتابتها مرتين (HAPLOGRAPHY) أو نتيجة فصل خطأ للكلمات لأن المخطوطات لم تكن تترك مسافات بين كلمة وأخرى بل كانت حروف السطر الواحد تتراص بدون فواصل أو تشكيل (LECITO CONTINUA) .
أما أهم الخطاء التى تعنينا هنا فهي الـ (ITACISM) وهي استبدال حرف (I) (ايوتا) بحروف أخرى قريبة في السمع وهي (E,E,AI,EI,OI) والتى تنطق كلها (I) في اليونانية الهلينية [9] أي إن هذا الحرف خاصة حدث به أخطاء نسخية أكثر من غيره .
ولو نظرنا إلى الحروف اليونانية المكونه لكلمة باراكليطوس والمكونه لكلمة بريكليطوس
لوجدنا الخلاف يكاد يكون منحصرا في الحرف (I) الموجود في الثانية والذي استبدل بـ(A) في الاولى .
- فليس ببعيد أبدا، خاصة بعدما عرضنا لكثرة الأخطاء النسخية – أن يكون حرف (I) في الكلمة هو الأساس، أي إن كلمة بريكليتوس هي الأصل ثم عن طريق خطأ قريب من الـ(itacism) تحول (I) إلى (A) أي تحولت الكلمة إلى باراكليتوس .
- يساعد على قبول ذلك بشدة معرفتنا لسبب الاختلاف الشديد في ترجمة كلمة باراكليت ألا وهو كون الكلمة غير كلاسيكية وغير معروفة في دنيا الأدب الإغريفي[10]
- ولعل أعجب ما قيل من قبل ردا على مثل ما ذهبنا إليه آنفا هو كلام المستشرق Tisdall في كتابة The Orignal Sources of Quran"" (المصادر الأصلية للقرآن)، ص 190 حيث يقول أن محمدا (صلى الله عليه وسلم)قد أغوى عن طريق جاهل مرتد عن المسيحية خلط بين كلمتي باركليطوس وبريكليطوس التى تعني "أحمد" .
"Muhammed was misled by some ignorant but zealous proselyte or other disciple , who confounded the word used in these verses (johnxiv,16,26. xv26.xvi 7) with another greek word, which might without a very great stretch of the imagination, be interpreted by the Arabic word' Ahmad " the greatly praised" (P.190)
وقد قال في موضوع آخر ص 142 (الهامش) أن الشخص الذي يخبر محمدا (صلى الله عليه وسلم)بعلم النصارى قد أخطأ في هذا الخلط عن عمد أو عن جهل في هذا الآمر. أي أنه (صلى الله عليه وسلم) قد أدرك، أو أدرك معلمه الفرق الطفيف بين الكلمتين فحرفا كلمة باراكليت تحريفا بسيطا لتصبح بريكليت فتعطي معنى الحمد ولسان حالهما يقول للنصارى لقد كتبت الكلمة في إنجيلكم خطأ أو أن جهل هذا المعلم قد صادف كون اسم النبي (صلى الله عليه وسلم)فيه معنى الحمد !!

(1)قد فهمت طائفة اليهود الاسينيين التى انعزلت عن اليهود 100عام قبل الميلاد الى صحراء البحر الميت في قمران والتى كشفت مخطوطاتها حديثا هذا الفهم عن علاقة نبي آخر الزمان بالصحراء فخرجوا لانتظاره فيها .
(2) طبعة اليسوعيين .
(3) تقول أغلب طبعات الكتاب المقدس العربية الحالية ( تسبيحه ) مع أن الأصل العبري ينطق هكذا Tehillah حمد. Young's concordance) )
(4)تذكرنا بقوله عز وجل في القرآن للنبي (صلى الله عليه وسلم)الآية الشرح 4
(5) في نص الآباء اليسوعيين (1989) " مؤيدا" وفي الطبعة القديمة " مغزى" وفي طبعات أخرى "المحامي" "المساعد" "المدافع" "الشفيع" في بعض الطبعات القديمة نجدها " البارقليط " بتحريف بسيط عن الأصل اليوناني " باركليطوس " كما نجد في هامش طبعة الآباء اليسوعيين (1989) .
(6)الكتاب المقدس – طبعة الآباء اليسوعيين (1989).
(7) ص 12، 13.
(8)المصدر السابق ص 13.
(9) دائرة المعارف الامريكية ص 696 .
(10) محمد في الكتاب المقدس " – القس عبد الاحد داود ص 51 – 216 .

القلب الحزين 06-12-2007 07:23 PM

صفاته صلى الله عليه وسلم في الكتب المقدسة


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11851478269999999.jpg
صورة لورقة من التوراة باللغة العبرية
بقلم الأستاذ هشام طلبة
الباحث في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
سنتحدث في هذه المقالة عن بعض صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكورة في كتب السابقين. فقد ذكرنا في مقالات سابقة العديد من هذه الصفات. مثل كونه من نسل إبراهيم لكنه يخرج من وسط الوثنيين الذين يكذبونه ويضطهدونه في أول الأمر ثم يتبعونه بعد ذلك مخطوطات البحر الميت. رؤيا إبراهيم وكونه وإتباعه محطمون للإمبراطورية الرابعة المذكورة في سفر دانيال في التوراة ألا وهي الإمبراطورية الرومانية راجع مقالة – "مملكة الله الدولة الإلهية" .
إلا أننا في هذا المقال نعنى بصفاته المباشرة في خلقه وخلقه وسيرته لا صفة الأشياء التي تتعلق به..
فنجد جل هذه الصفات في التوراة في سفر أشعيا وسفر المزامير ... بشكل عام ومكرر تتكلم هذه الأسفار عن أربع صفات لنبي آخر الزمان:
أولاً: كونه صاحب شريعة.
ثانياً: كونه محارب منتصر.
ثالثاً: له علاقة وثيقة بالصحراء.
رابعاً: له علاقة حميمة بالحمد.
آخر صفتين ذكرناهما – خاصة – لا تكاد تخلو منهما نبوءة مسيحانية (لها علاقة بالمسيح المنتظر، نبي آخر الزمان).
= أما عن الصحراء: فنقرأ عنها على سبيل المثال في شعيا 40 : 3 "صوت صارخ: أعدوا في الصحراء طريقاً للرب". ومثل ذلك في شعيا 42 1-15 و 21: 14 و 32: 2، 32: 16 و 35 : 1 و 43: 19. وفي المزمور 68 : 4 وغير ذلك كثير.
وقد فهمت طائفة اليهود الأسينيين التي انعزلت عن بقية اليهود 100 عام قبل.الميلاد إلى صحراء البحر الميت في قمران والتي كشفت مخطوطاتها حديثاً هذا الفهم عن علاقة نبي آخر الزمان بالصحراء فخرجوا لانتظاره فيها.
= وأما عن "الحمد" فقد أفردنا له مقالاً كاملاً سوف ننشره قريباً " اسمه صلى الله عليه وسلم" [البريكليت – الحمد].
= نبدأ هذا الباب بذكر نبوءة طويلة في سفر أشعيا....
أشعيا 42
"هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي ابتهجت به نفسي. وضعت روحي ليسوس الأمم بالعدل. لا يصيح ولا يصرخ ولا يرفع صوته في الطريق. لا يكسر قصبة مرضوضة، وفتيلة مدخنة لا يطفئ. إنما بأمانة يجري عدلاً. لا يكل ولا تثبط له همة حتى يرسخ العدل في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته. أنا الرب دعوتك لأجل البر وأخذت بيدك وحفظتك، وجعلتك عهداً للشعب ونوراً للأمم لتفتح عيون المكفوفين وتطلق سراح المأسورين في السجن... لتهتف الصحراء ومدنها وديار قيدار المأهولة. ليتغن بفرح أهل سالع وليهتفوا من قمم الجبال وليمجدوا الرب ويذيعوا حمده في الجزائر. يبرز الرب كجبار، يستثير حميته كما يستثيرها المحارب ويطلق صرخة حرب... وأقود العمى في سبيل لم يعرفوها من قبل، وأهيدهم في مسالك يجهلونها وأحيل الظلام أمامهم إلى نور والأماكن الوعرة إلى أرض ممهدة. هذه الأمور أضعها ولن أتخلى عنهم. أما المتوكلون على الأصنام، القائلون للأوثان أنت آلهتنا فإنهم يدبرون مجللين بالخزي" العهد القديم ـ سفر أشعيا 42 : 1-17.
الواقع أنى ترددت في ذكر هذه الفقرة لأنها ذكرت كثيراً من قبل في كتب علماء مقارنة الأديان. وقد تكلموا عن التشابه الواضح بين صفات الشخصية صاحبة هذه النبوءة وبين صفات النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن وسيرته. لكني وجدت ورأيت أنها من القوة بحيث لا يمكن الملل من تكرارها. كما أنها بها عدة مواضع لم يتكلم عنها من ذكرها من قبل.
= فقوله "لا يكسر قصبة مرضوضة "يذكرنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "مثل المؤمن مثل النحلة، إن أكلت طيباً، وإن وضعت وضعت طيباً، وإن وقفت على عود نخر لم تكسره..." رواه البيهقي عن ابن عمرو.
= ولقب عبدي ذكر في أول سورة الفرقان، وأول الإسراء، والجن 19، والبقرة 23، وكثير من المواضع الأخرى.
كذلك لقب "المختار" أو المصطفى وهو لقب شهير عند المسلمين للنبي عليه الصلاة والسلام.
= " لا يكل ولا تثبط له همة "ولا ينكسر" في نصوص أخرى حتى يرسخ العدل في الأرض" يذكرنا بقوله تعالى عند الدعوى الإسلامية في القرآن (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَىَ اللّهُ إِلاّ أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) { التوبة 32}.
وذكر هذه الجزئية قبلنا الأستاذ نظمي لوقا في كتابه "محمد الرسالة والرسول" ص25.
= "الشريعة" المذكورة جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ... (فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمّا جَآءَكَ مِنَ الْحَقّ لِكُلّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً وَلَـَكِن لّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىَ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ){ المائدة 48}.
والمعروف أن عيسى لم يأت بشريعة "لا تظنوا أني جئت لأنقص الناموس" متى 5 : 17 كما أن مؤلفي رسائل الرسل في العهد الجديد كانوا يتكلمون دائماً عن الشريعة على أنها أوامر موسى، وأنهم قد تحرروا منها أو تبرروا مجاناً "فهم يبررون مجاناً بنعمته بالفداء بالمسيح يسوع" روما 3 : 24.
= ".... وأخذت بيدك وحفظتك" يذكرنا بقوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم (يَـَأَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ وَإِن لّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) {المائدة 67}.
- هذا أيضاً مما ذكره الأستاذ نظمي لوقا في كتابه سالف الذكر.
= التعبير عن النبي المنتظر "بالنور"، يتفق مع التعبير القرآني عن محمد صلى الله عليه وسلم الأحزاب 46، المائدة 15، 16 ، الأعراف 157 وغير ذلك كثير.
= كذلك ذكر ديار قيدار وسالع وهي مواضع في الحجاز.
= "وليهتفوا من قمم الجبال ويمجدوا الرب" .... لا يفعل ذلك إلا حجاج المسلمين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم.... فوق جبال عرفات ويسبحون ويكبرون.
= كون النبي المنتظر يأتي بصرخة حرب لا يتفق وحياة المسيح عيسى وإن قيل إن هذا سيحدث في مجيئه الثاني. فإنه على قولهم – يتضح ذلك كثيراً في رؤيا يوحنا – سيأتي بحرب ليحطم أعداءه لا ليقود العمى في مسالك يجهلونها – كما تقول الفقرة اللاحقة.
= أما انتصار صاحب النبوءة على عبادة الأصنام كما ذكر في آخرها فلا يحتاج لتعليق. فعيسى لم يلتق في حياته بعباد أصنام. أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد ظهر في شعب يعبد الأوثان وانتصر عليه – وهذا ما أكدته مخطوطات البحر الميت – كتاب ريا إبراهيم – وقد ذكرنا ذلك في فصل الساعة 12.
= مسألة الأمم أيضاً فيها تعليق – نوراً للأمم، "يسوس الأمم" فإن المسيح عيسى قال:
= "ما أرسلت إلا إلى الخراف الضالة، إلي بيت إسرائيل" متى 15: 25 بل إن بطرس هو أول من خرج بالمسيحية عن نطاق اليهود بسبب رؤيته المذكورة في أعمال الرسل 11. أو لعله بطرس وبرنابا" ولما وصلا استدعيا الكنيسة إلى الاجتماع، وأخيراً بولس وبرنابا بكل ما فعل الله بواسطتهما، وبأنه فتح باب الإيمان لغير الهيود".أعمال الرسل 14: 27[2].
* أغلب ما ذكر آنفاً ورد في كتب سابقة، لكني أود أن ألفت النظر إلى أربع مسائل:
1- يتكرر في هذه النبوءة مثل غيرها من النبوءات المسيحانية في العهد القديم، يتكرر فيها ذكر "الصحراء" "والحمد" بشكل ملفت للنظر. والعلاقة بينهما وبين محمد صلى الله عليه وسلم واضحة. ولا علاقة لهما على الإطلاق بعيسى.
2- التماثل بين قوله: "وسنطلق سراح المأسورين في السجن" وبين قوله عز وجل: (الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الاُمّيّ الّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتّبَعُواْ النّورَ الّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) { الاعراف 157}.
3- التماثل الخطير بين قوله " وأقود العمى في سبل لم يعرفوها من قبل، وأهديهم في مسالك يجهلونها وأحيل الظلام إلى نور والأماكن الوعرة إلى أرض ممهدة"أشعيا42: 16 وبين قوله عزل وجل عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مّنِ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ { المائدة 16} .
4- ذكر الأصنام في آخر النبوة لابد أن يكون له علاقة بالنبي المنتظر الذي لابد أن سيكون محطماً لها يعضد أن يكون المقصود محمد صلى الله عليه وسلم الذي نشأ وسط عبادها ثم حطمها لا عيسى الذي لم يخالط وثنيين قط. نرجع في ذلك لآخر الفصل الأول من الباب الأول الساعة 12 حيث ذكرت مخطوطات البحر الميت المكتشفة حديثاً نفس ما ذهبنا إليه يجعل تفسيرنا قاطعاً.
خاتم النبوة
كما وجدنا من قبل ذكر في كتب أهل الكتاب لصفات للنبي صلى الله عليه وسلم معنوية، وجدنا كذلك الجسدية، مثل خاتم النبوة...
ذكر أشعيا في سفره نبوءة عن إحدى صفات النبي المنتظر فقال:
"لأنه يولد لنا ولد ويعطي لنا ابن [3] يحمل الرياسة على كتفه" أشعيا 9: 6.
كما ذكر يوحنا ذلك أيضاً: لا تسعوا وراء الطعام الفاني بل وراء الطعام الباقي إلى الحياة الأبدية، والذي يعطيكم إياه ابن الإنسان[4]، لأن هذا[5] قد وضع الله ختمه عليه" يوحنا 6: 27.
يفسر أهل الكتاب هذا الخاتم تفسيراً معنوياً لا مادياً. أي انه دليل عظمة ورياسة فقط والحق أن المعنى في الموضعين السابقين يحتمل هذا وذاك.
*** يفصل في هذا الأمر، الخاتم جسدي أم معنوي. المخطوطات الكتابية المكتشفة حديثاً ألا وهي مخطوطات البحر الميت المكتشفة عام 1947م التي كتبت في خلال القرن الأول قبل وبعد ميلاد المسيح عيسى.
ذكرت هذه المخطوطات ( 40Messq 1:2 ) أن هناك علامات على جسد النبي المنتظر تشبه حبات العدس.
كذلك ذكر في كتاب من كتب اليهود القديمة كتب المركبة Seper Assap ذكر في هذا الكتاب أن هذه العلامات الجسدية بعضها مثل حبات العدس وبعضها مثل بذور الخيار [6].
هذا يتفق تماماً مع نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام. فمن المعروف عنه وجود خاتم النبوة بين كتفيه.
ذكر ذلك الصحابي سلمان الفارسي في نهاية سرده لقصة إسلامه بعد بحثه الطويل عن الحقيقة الذي دفعه إلى ترك ثراء أبيه ودفعه للرق ثم اتبع النصارى الموحدين وعلم منهم صفات نبي آخر الزمان ثم اختبر محمد عليه الصلاة والسلام في هذه الصفحات وكان آخرها خاتم النبوة ".... ثم أتيته فوجدته في البقيع قد تبع جنازة وحوله أصحابه وعليه شملتان مؤتزراً بواحدة، مرتدياً الأخرى، فسلمت عليه، ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره، فعرف أني أريد ذلك، فألقى بردته عن كاهله، فإذا العلامة بين كتفيه... خاتم النبوة، كما وصف لي صاحبي..." رواه أحمد والطبراني وابن سعد عن ابن عباس.
ذكر ذلك أيضاً الصحابي عبد الله بن سرجس: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ناس من أصحابه، فدرت خلفه هكذا، فعرف الذي أريد، فألقى الرداء عن ظهره، فرأيت موضع الخاتم على نغض كتفه مثل الجمع حوله خيلان، كأنها الثآليل[6]" رواه مسلم والترمذي والنسائي".
= قليل من التأمل يظهر لنا التطابق بين ما ذكر في هذين الحديثين وما ذكر في كتب اليهود المذكورة قبلها خاصة كتاب Seper Assaq الذي يذكر أن خاتم النبوة مكون من جزئين كما روى عبد الله بن سرجس.

[1] الواقع أن هذا يناقض فقرة في الإنجيل بأمر فيها اتباعه أن يتلمذوا الأمم.
[2] يستخدم "اليهود لفظ ابن الله وأبناء الله على سبيل المجاز" إنكم أبناء الله تدعون.
[3] تعبير يذكر في العهد القديم لنبي آخر الزمان.
[4]أضافت طبعة كتاب الحياة للكتاب المقدس كلمة "الطعام" بعد "هذا" حتى يكون الطعام هو المقصود بالختم مخالفة بذلك الطبعات الأخرى التي تقول: إن المقصود هو ابن الإنسان.
[5]مقدمة سفر أخنوخ الثالث في كتاب:
Pseudepigrapha of The Old testament Schneemelcher P.250.
[6] نغض كتفه: أعلى كتفه وقيل هو العظم الرقيق الذي على طرفه.
الجمع: جمع الكف هو أن يجمع الأصابع وضمها.
الثآليل: الحبة في الجلد كالحمصة فما دونها.

القلب الحزين 06-12-2007 07:28 PM

وصفان لفرعون موسى من القرآن الكريم






مسلة فرعونية أمام مبعد الأقصر


الدكتور رشدي البدراوي
أستاذ بجامعة القاهرة وباحث وكاتب إسلامي

لقد تم تخصيص هذه المقال لوصفين لفرعون موسى في القرآن الكريم إذ أن شرح هذين الوصفين – وهما مرتبطان بالآثار – سيساعد على تحديد شخصية فرعون موسى أو بمعنى آخر سيكون دليلاً إضافياً على أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى هذان الوصفان هما:
1- قوله تعالى:
{وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ } [الأعراف: 137].
2- قوله تعالى: {وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ } [ص: 12].
والآن للنظر هل ينطبق هذان الوصفان على رمسيس الثاني أم لا ؟
1- الدمار الذي حاق بآثار رمسيس الثاني:
مما لا شك فيه أن الزمن يترك بصمته على المباني وتتهدم بعض أجزائها أو كلها، وقد أدرك قدماء المصريين ذلك فعملوا على أن تبقى آثارهم خالدة على مر الأزمنة والدهور، فها هي الأهرامات – وعددها يبلغ المائة – باقية وإن كان الطلاء الخارجي قد تساقط في معظمها وسقطت حجارة من بنيانها إلا أنها لا تزال قائمة رغم مرور ما يزيد عن أربعة آلاف سنة على بنائها، وكما سبق أن ذكرنا كان رمسيس الثاني أكثر الفراعين رغبة في تخليد اسمه وذكراه.
فأقام هذا العدد الهائل الآثار من معابد بها مئات الأعمدة، وأقام من المسلات عدداً يفوق ما أقامه الفراعين الآخرين مجتمعين وصنع لنفسه عدداً كبيراً ( حوالي 100) من التماثيل. منها حوالي 30 بالغة الضخامة، ووضع نفسه بين الآلهة في ما لا يقل عن 15 تمثالاً. هذا بخلاف ما تحطم وما لم يستدل عليه. بخلاف مئات بل آلاف الصور والنقوش التي تمثله في عربته وحروبه أو يستعرض الأسرى أو يعاقبهم أو تمثله في مواقف يتعبد فيها للآلهة أو يتعبد الموظفون له.
ولكننا لو فحصنا هذه الآثار لوجدنا معظمها قد تهدم ولم يبق منه إلا بعض قطع من الحجارة عليها اسم رمسيس الثاني تدل على أن أثرا ًما كان له في هذا المكان، ولعلها كانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يبقى عدد قليل من هذه الآثار سليماً بعض الشيء لندرك عِظَم ما شيّد وضخامة التماثيل التي صنعها. إذ لو دمّرت بالكامل لاندثر ذكره ولم يستدل عليه ومن هنا كان الإبقاء على معابد النوبة سليمة، بل وقيض الله لها من يعمل على إنقاذها من الغرق في بحيرة السد العالي لتظل شاهداً على أعمال هذا الفرعون .



هذا ما تبقى من مبعد الرمسيوم المحطم بفعل زلزال النوبة العنيف الذي ضربها في حياة رمسيس الثاني (صورة مأخوذة من الجو)


ولئن كان هذا الدمار قد حدث بعد وفاة رمسيس الثاني فقد كانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يريه – حال حياته – بعض الدمار في آثاره وهو ما لم يحدث لأحد من الفراعين قبله أو بعده، وحدث الدمار في أثرين كان رمسيس الثاني يعتز بهما أيما اعتزام: معبد أبي سمبل الكبير ومعبد الرمسيوم.
أ- الدمار في معبد أبي سمبل الكبير:
يقول عالم الآثار سليم حسن عن معبد أبي سمبل الكبير بأنه أعظم بناء أقامه إنسان في ذلك العصر وكان رمسيس الثاني قد بدأ في إقامته في السنة العاشرة من حكمه واحتفل بافتتاحه رسمياً في السنة 24 من حكمه، وتمر الأعوام ويحتفل رمسيس الثاني بالعيد الثلاثيني الأول وأقيمت احتفالات ضخمة في المعبد بهذه المناسبة ولم تمر بعد ذلك بضعة أشهر حتى حدث زلزال شديد ضرب منطقة النوبة واهتزت المنطقة، وما حدث بمعبد أبي سمبل الكبير كان مأساة مفجعة كما يقول العلام كتشن Kitchen( فرعون المنتصر ص 135) إذ تشققت الأعمدة الضخمة وتكسر بعضها وأنها، وكذلك انهار العمود الثاني والتمثال الملكي في الجانب الشمالي من الحجرة الأولى وتحول إلى حطام وكذلك أصاب الدمار الواجهة ذاتها – إذ انهارت الدعامة الشمالية لباب المدخل الرئيسي وسقطت ذراع التمثال الأول من الناحية الشمالية والمجاور للباب. ولكن الخسارة الكبيرة كانت في سقوط النصف العلوي بأكمله للتمثال الجنوبي: الرأس والذراعين والأكتاف، وتكسرت اللوحات على الحوائط وكان المنظر فظيعاً والموقف حرجاً بالنسبة لنائب الملك على منطقة النوبة ( باسر) ولم يكن في وسعه أن يقف مكتوف اليدين أمام هذا الدمار، وبدأ على الفور خطوات الإصلاح التي كللت بالنجاح إلى حد كبير، وأعيد بناء الأعمدة التي سقطت أو تصدعت. وتم تدعيم أعمدة القاعة الكبرى بمباني، وهذه أتاحت مساحة إضافية لنقش مباركة من الإله (بتاح) مؤرخة بالعام 23 من حكم رمسيس الثاني، وأعيدت ذراع التمثال التي سقطت وتم سندها بقطعة من الحجر كتب عليها اسم رمسيس الثاني وأعيد بناء دعامة الباب ولكنها تركت خالية من النقوش. وكان هذا أقصى ما أمكن للوزير (باسر) عمله، ولعل ذلك الترميم لم يلق قبولاً تاماً لدى رمسيس الثاني فعين بدله نائباً آخر للنوبة، وكان هذا النائب الجديد هو المبعوث الحيثي هوى huyالذي كان مرافقاً للأميرية الحثية عند حضورها إلى مصر للتزوج من رمسيس الثاني. وقد عينه نائباً له على النوبة لمدة 4 سنوات ( 24-28) ولكنه لم يفعل الكثير في ترميم معبد أبي سمبيل ثم تولى بعده هذا المنصب (سيتاو) Setauوظل فيه لمدة ربع قرن تقريباً (من 28 إلى 63) كان سيتاو نشطا ًومثابراً وكتب على لوحة: لقد عينت نائباً للملك على النوبة، وقد وجهت الفلاحين بالآلاف وعشرات الآلاف ومن النوبيين مئات الآلاف وقد أُوكلت إلى مهمة بناء معبد رمسيس الثاني في الضفة الغربية ( وهو معبد أبي سمبل ) وقد أعدت بناء معابد النوبة كلها تقريباً والتي كانت قد سقطت إلى حطام، وقد أعيدت كأنها جديدة باسم جلالته العظيم. ودوّن ذلك تذكاراً ليبقى إلى الأبد، وبالرغم من ذلك لم يستطع إعادة الرأس إلى مكانه فبقي ملقى على الأرض، وحتى لما قامت منظمة اليونسكو برفع المعبد إلى مكان أعلى من مكانه الأصلي حتى لا تغرقه مياه بحيرة السد العالي فإنها حافظت على حاله وتركت أجزاء التمثال المهشمة كما كانت.



صورة لواجهة معبد أبي سنبل لا يزال رأس أحد التماثيل الضخمة محطماً أمام المعبد بفعل زلزال النوبة


وفي العام 44 قام النائب (مستاو) ببناء باقي المعابد التي في الضفة الغربية وهي معبد السبوعة ومعبد جرف حسين، وسخّر في بنائها أسرى ليبيين، إذ وجدت لوحة كتبها ضابط اسمه (راموس) يقول فيها: السنة 44: أمر جلالته – نائبه في النوبة، المخلص (ستاو) بالإضافة إلى وحدة من جيش رمسيس الثاني – يحميه والده آمون – بأن يؤخذ أسرى من أرض الليبيين لبناء معبد رمسيس الثاني وقد أمر جلالة الملك الضابط راموس بتجريد حملة من الجنود لهذا الغرض..... وهكذا أغارت فرقة الجيش على جنوب ليبيا في الصحراء الغربية وقامت بتسخير هؤلاء الأسرى في ترميم ما تهدم وفي بناء معبد السبوعة وجرف حسين ( كتشن – فرعون المنتصر ص 138).
ب- تصدع الرمسيوم:
كان معبد الرمسيوم أسوأ حظاً، إذ لما أصابه الزلزال لم يمكن إعادته إلى حالته الأصلية كما حدث في أبي سمبل.
قلنا إن الرمسيوم وهو المعبد الجنازي – بناه رمسيس الثاني ليكون مكاناً فاخراً لحياة أخرى له حيث تقام الشعائر لتبجيله وتعظيمه إلى الأبد وكان يسمى في المصرية القديمة ( بيت ملايين السنين المتحدة مع طيبة ) ولكن الأمور لم تسر كما كان يهوى الفرعون فقد أصاب الزلزال معبد الرمسيوم هو الآخر بضرر بالغ، فقد سقط النصف العلوي من التمثال البالغ الضخامة الذي كان مقاماً في الردهة الأولى. سقط الرأس والأذرع والكتفين والصدر كتلة واحدة وتهدمت البوابة تماماً، ولا يزال نصف التمثال هذا ملقى على الأرض منذ سقوطه.
إذ يبدو أنه كانت هناك صعوبات فنية تحول دون إعادته إلى مكانه فوق الرجلين. وسقطت كذلك رؤوس التماثيل الأصغر حجماً التي كانت مقامة في الردهة الثانية ولا شك أنها قد رممت وأعيدت إلى مكانها إذ هي الرؤوس والتيجان فقط ولكنها بمضي الوقت سقطت ثانية وقد رأى الرحالة الإنجليزي شيلي (التمثال المحطم ) فقال فيه الشعر التالي:
ساقان ضخمان من الحجارة بلا جسد.... تقفان في الصحراء.
وعلى مقربة منهما جسم مهشم يرقد..... نصف مطمور في الرمال..
اسمي أوزيمندياس ( رمسيس الثاني باليونانية)... ملك الملوك..
انظر إلى أعمالي العظيمة وتحسّر... لا شيء يبقى أو يصمد للبلى..
حطام تمثال ضخم وأمامه الصحراء لا محدودة..
برمالها المستوية تمتد إلى البعيد البعيد..


رأس التمثال الضخم الذي كان مقاماً في نهاية الردهة الأولى في معبد الرمسيوم وقد سقط بفعل الزلزال



أربعة من التماثيل الأوزيرية لرمسيس الثاني التي كانت مقامه في الردهة الثانية لمعبد الرمسيوم وقد سقطت الرؤوس والتيجان. أما الأربعة المقابلة لها فقد تحطمت تماماً.

2- فرعون ذو الأوتاد:
(ذو الأوتاد) صفة وردت في القرآن الكريم عن فرعون موسى. ويهمنا أن نعرف ما هو المقصود بالأوتاد لنعرف على مَنْ مِنَ الفراعين ينطبق هذا الوصف.
وقد جاء وصف فرعون موسى بذي الأوتاد في آيتين:
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ } [ص: 12].
{وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ } [الفجر: 10-11].
وأوتاد جمع وتد، وهو ما رُزَّ في الأرض أو الحائط من خشب (المعجم الوسيط جـ 2 ص 1020) فالوتد كما هو معروف (شكل 201) قطعة من الخشب يبلغ طولها 50 سنتيمتراً تقريباً، ويبلغ عرضها عند القاعدة 5-7 سم ويقل هذا العرض تدريجياً حتى يبلغ 3-4 سم ثم ينتهي بطرف مدبب ليُسهّل اختراقه للتربة عند دقه في الأرض بالمِرزيّة وقد يكون له في أعلاه جزء أكثر عرضاً حتى يمنع الحبل المربوط عليه من الإنزلاق (ب) ويستعمل الوتد عند الفلاحين لربط البهائم أما البدو فيستعملونه لتثبيت الخيام. وكما قال الأعشى:
والبيت لا يبنى إلا على عمد.... ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
وقيل ( تفسير الألوسي جـ 23 ص 170) إن القرآن الكريم شبه هنا فرعون في ثبات ملكه ورسوخ سلطته ببيت ثابت أقيم عماده وتثبتت أوتاده، على سبيل الاستعارة، وقال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما: الأوتاد الجنود يقوون مُلكه أي فرعون ذو الجنود. مجاز للزوم الأوتاد لخيام الجند، وعن ابن عباس في رواية أخرى وقتادة: كان لفرعون أوتاد وخشب يلعب له بها وعليها، وفي رأينا أنها لو كانت بهذا المعنى الأخير فهي ليست بالأهمية التي تسجّل في القرآن الكريم، كما أن لعبة الشطرنج كانت معروفة لدى قدماء المصريين وهي أكثر فناً في صنعها وأكثر حرفة في لعبها. وقالوا أيضاً كان يشد المعذّب بضرب وتد في كل من أطرافه الأربعة في الأرض ويتركه حتى يموت، وعن الحسن ومجاهد يدقها في الأرض ويرسل عليه العقارب والحيات. وقيل ترفع صخرة فتلقى عليه فيموت ( تفسير ابن كثير جـ 4 ص 508). ولم يؤثر عن المصريين القدماء – في أعصر من عصورهم – أن كانت هذه إحدى وسائل التعذيب لديهم وكان الضرب بالعصا هو وسيلة التعذيب البسيط ( شكل 212 ص 794 ) أما القتل فكان يتم ببلطة الحرب. وفي الصورة يرى رمسيس الثاني ممسكاً بنواصي ثلاث من الأسرى الأعداء تمهيداً لقتلهم بالبلطة الممسوكة في يده اليسرى.



رمسيس الثاني ممسكاً بنواصي ثلاث من الأسرى الأعداء تمهيداً لقتلهم بالبلطة الممسوكة في يده اليسرى.


أما القول بأن ذي الأوتاد وصف لكثرة الجند، ولا يستتبع كثرة الجند إلا كثرة الحروب واتساع المملكة، وذلك غير ثابت في حق رمسيس الثاني الذي كانت آخر حروبه الكبيرة هي معركة قادش في السنة الخامسة من حكمه ولم يكن النصر حليفه فيها بالرغم مما طنطن به من كتابات عن هذه المعركة على جدران المعابد – كما أن اتساع مملكته يقل كثيراً عن الإمبراطورية التي بناها تحتمس الثالث كما أنه بعد معركة قادش وعلى مدى 62 عاماً من حكمه لم يقم رمسيس الثاني بضم أي أراضي جديدة، بل كانت حروبه كلها مجرد حملات لصد هجمات الليبيين في الغرب والنوبيين في الجنوب وأرجو ألا يسارع أحد فيستنتج من هذا أن رمسيس الثاني ليس هو فرعون موسى لعدم انطباق هذا الوصف ( ذي الأوتاد ) عليه فنحن لم نصل بعد إلى حقيقة معنى هذا الوصف.
في رأي بعض أساتذة كلية الآثار ( اتصال شخصي ) أن الأوتاد معناها الأعمدة، إلا أننا نرى أن هناك اختلافاً كبيراً بين شكل العمود وشكل الوتد، فالعمود يتساوى قطره العلوي مع قطره من أسفل إلا من حلقة عريضة على شكل زهرة اللوتس أو البردى تُحلّى الطرف العلوي وأما الوتد فهو عريض في أعلاه ويقل عرضه كلما اتجهنا إلى أسفل ولعلهم استندوا فير رأيهم هذا إلى قوله تعالى: { وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ } [الأعراف: 137].
فكلمة يعرشون تعني أعمدة عليها عريشة، والعريش ما يُستظل به، ولو أن العريشة تطلق غالباً على ما هو مصنوع من خشب، وعريش الكرم ما يدعم به الكرم من خشب ليقوم عليه ويرتفع وتسترسل أغصانه ( المعجم الوسيط جـ 2 ص 599)، إلا أنه بشيء من التجاوز – يمكن قبول هذا التفسير وهو أن الأوتاد تعني الأعمدة.
في هذه الحالة نجد أن رمسيس الثاني كان أكثر الفراعين إقامة للأعمدة ونضرب هنا بعض الأمثلة:
1- معبد سيتي الأول في أبيدوس:
والذي أشرف عليه رمسيس الثاني على بنائه، وقد وصفه علماء الآثار بأنه لا يتفق مع أي طراز موجود، بل أقرب ما يكون إلى مجموعة من أبنية مقدسة جمعت دون وحدة في التخطيط أو التناسق المعماري وهو أقرب إلى معمار يقيمه طفل ( جيمس بيكي، الآثار المصرية مترجم – جـ 2 ص 164) وفعلاً كان رمسيس الثاني قد بدأ بناءه في صباه عندما أوكل إليه والده إقامة المنشآت والمباني وهو في سن العاشرة، ثم أكمل بناءه بعد أن تولى الحكم منفرداً، في المعبد نرى أن المعبد به ما لا يقل عن 112 عموداً.



معبد سيتي الأول في أبيدوس ( أقامه رمسيس الثاني )


2- معبد رمسيس الثاني في أبيدوس (شكل 204) وبه 50 عموداً.
3- معبد الأقصر: الذي بدأه أمنحتب الثالث وأضاف إليه رمسيس الثاني فناءين بهما عدد كبير من الأعمدة يصل إلى 90 عموداً ( شكل 205).
4- قاعة الأعمدة بالكرنك: قام رمسيس الثاني بإقامة معظمها، وبها 124 عموداً مرتبة في 16 صفاً وتشغل مساحة 500 متراً مربعاً.


أعمدة معبد آمون رع الكبير بالكرنك

فإذا أخذنا بهذا التفسير – وهو أن الأوتاد تعني الأعمدة – لكان رمسيس الثاني هو صاحب أكبر عدد من الأعمدة في المباني التي أقامها.
إلا أننا نرى أن لو كان المقصود بالأوتاد أنها الأعمدة لذكرها القرآن بذلك فقد سبق ذكر وصف المدينة التي أقيمت في أرض عاد قوم هود بذات العماد أي ذات الأعمدة: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ } [الفجر: 6-8]. فلو كان المقصود هو الأعمدة لقيل: وفرعون ذي العماد أو صاحب العماد تمشياً مع وحدة الاسم إذا توحد المعنى.
وفي أرينا أن {وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ } [ص: 12]. تعني فرعون ذو المسلات، فالمسلّة هي الإبرة العظيمة ومَخيط ضخم ( لسان العرب جـ 3-2076 والقاموس المحيط جـ 3 ص 397) وإن كان جمعها في هذين المعجمين هو مَسالّ، إلا أن جمعها مسلات لا بأس به وأسهل في النطق، ولعل العرب عندما فتحو مصر ورأوا هذه القطع الصخرية الرفيعة البالغة الارتفاع في أون ( عين شمس ) أو طيبة وأرادوا تسميتها اشتقوا لها اسما مما ألفوه في حياتهم فشبهوها بالإبرة الكبيرة التي تخاط بها ركائب الغلال وسموها مِسلّة أو اشتقاقاً من المسلّة وهي جريدة النخل الرطبة وكلاهما – الإبرة العظيمة أو جريدة النخل – تكون أرفع بالقرب من طرفها، ويجدر بنا أن نذكر أنهم لما رأوا معابد طيبة ظنوها قصوراً وسموا مدينة طيبة ( الأقصر) وكانت تسمية خاطئة، ولو علما وقتها أنها معابد لسموها ( المعابد) بلداً من (الأقصر) وتبعاً لهذا التصور الخاطئ فإنهم لما رأوا المعبد الكبير شبهوه بقصر النعمان المسمى ( الخورنق) وتطور الاسم على مر الأزمنة إلى (الكرنك).
وفي رأينا أن تسمية هذه الأعمدة الحجرية الرفيعة والمدببة بالمسلات لم تكن كذلك تسمية دقيقة فالمسلة الحقيقية أي الإبرة العظيمة التي شبّهوها بها قد يبلغ طولها 15-20 سم في حين أن قطرها قد لا يزيد عن 3 مم أي أن نسبة الطول إلى القطر تكون من 50-70 مرة في حين تقل هذه النسبة في مسلات قدماء المصريين عن ذلك كثيراً، فالمسلة المقامة في باريس يبلغ ارتفاعها 22.55 متراً بينما يبلغ طول ضلع قاعدتها 2.5 متراً أي أن نسبة القاعدة إلى الارتفاع هي 9 مرات وفي مسلة لندن تبلغ النسبة 7 مرات فقط وهي نسبة تقرب من نسبة أبعاد الوتد الذي غالباً ما يكون طوله 50 سم وعرضه 7 سم عند القاعدة أي أن النسبة 7 مرات. زد على ذلك أن المسلة أي الإبرة مستديرة ولا تكون أبداً مربعة الشكل في حين أن الوتد لمكن صنعه من قطعة من الخشب مربعة الشكل بتهذيب طرفها، وإذا نظرنا إلى صورة إحدى هذه المسلات مقلوبة لوجدناها أقرب ما تكون إلى شكل الوتد، وبالمثل لو نظرنا إلى الوتد مقلوباً لوجدناه يشبه المسلة تماماً.


أ ب – وتد جـ- إبرة عظيمة أي مسلّة د- جريدة نخل رطبة أو مسلّة هـ - المسلات الصخرية و- عمود حجري

ولو كان هناك أحد يعرف الهيروغليفية عند دخول العرب مصر لأخبرهم أن هذه الأعمدة الضخمة ذات الطرف الهرمي – والذي كان يغطي بالذهب أو النحاس فيعكس أشعة الشمس لمسافات بعيدة – كانت رمزاً لعبادة الشمس، ولقرأوا هذه الجملة على قاعدة إحداها مخاطبة إله الشمس:
(أنت تلمع في هذه الأوتاد ( أي الأعمدة ) الصخرية)، إذ أن وتد باللغة الهيروغليفية اسمه بون، ومدينة هيليوبوليس – وهي مركز عبادة إله الشمس – تسمى أون اشتقاقاً من يون فهي مدينة الأوتاد وهي أول مكان أقيمت فيه المسلات في مصر القديمة، كما أن مدينة طيبة (حالياً الأقصر ) كانت ترعف بـ U.astأو Iunu Shemayit أي العمود أو الوتد الجنوبي أو هليوبوليس الجنوب ( مسلات مصر. لبيب حبشي. ص 5-6).
ولو كان العرب عند دخولهم مصر قد سألوا اليونانيين بماذا سمُّوا هذه الإبر الصخرية العظيمة لعلموا أنهم سموها Obeliskos بمعنى وتد وبمعنى عمود مدبب أيضاً، وعن اليونانية أخذت اللاتينية اسم Obltkosثم Obelisqueوفي الإنجليزية Obelisk. وكان القرآن الكريم من الدقة بحيث استعمل اللفظ الصحيح وهو ( فرعون ذو الأوتاد ) بمعنى فرعون ذو المسلات وبقي علينا أن نحدد من هو الفرعون المقصود بهذه الصفة، ويمكننا ذلك إذا استعرضنا الفراعين وعدد المسلات التي أقامها كل منهم وخير من كتب في هذا الموضوع هو الدكتور لبيب حبشي، وما يلي مشتق من كتابه (The Obelisks of Egyptمسلات مصر):
- سنوسرت الأول:
مسلتان في هليوبوليس: إحداها لا تزال قائمة للآن وهي من الجرانيت الأحمر وارتفاعها 20.4 متراً، وبقايا الأخرى موجودة في مكانها.
- تحتمس الأول:
أقام أول زوج من المسلات في طيبة وهما مصنوعتان من الجرانيت الأحمر، إحداهما لا تزال قائمة في معبد الكرنك وارتفاعها 19.5 متراً، بينما أجزاء الثانية ملقاة على الأرض بجوار قاعدها.
- حتشبسوت:
أقامت 4 مسلات في المعبد الكبير في الكرنك، واحدة فقط هي التي لا تزال قائمة في مكانها وارتفاعها 29.5 متراً، وواحدة مكسورة والجزء السفلي قائم على القاعدة، أما المسلتان الأخريان فأجزاؤهما موجودة وملقاة على الأرض، وفي أسوان أمرت بإقامة مسلتين دُمرتا ولم يبق منهما غير أجزاء متناثرة.
- تحتمس الثالث:
أقام 7 مسلات في الكرنك واثنتان في هليوبوليس ومن المسلات التي كانت في الكرنك يوجد النصف العلوي من مسلة في اسطنبول وواحدة في نيويورك وأخرى في لندن وواحدة بدون قاعدة موجودة في روما.
- أمنحتب الثاني:
أقام مسلتين أمام المعبد الذي بناه في هليوبوليس ومسلتين في جزيرة فيلة ارتفاع الواحدة 2.2 متر فقط إحداهما نقلت إلى بلدة درهام في إنجلترا والأخرى موجودة بالمتحف المصري بالقاهرة.
- تحتمس الرابع:
أقام مسلتين في جزيرة فيلة نقلت أجزاء من إحداها إلى المتحف المصري بالقاهرة.
- أمنحتب الثالث:
بالرغم من أن رئيس العمال سجل أنه أشرف على 6 مسلات إلا أنه لم يوجد إلا قاعدة مسلتين وقُدّر ارتفاع كل مسلة بـ 19 متراً.
- أمنحتب الرابع: أختانون:
وكان قد بدأ عقيدته الجديدة وأمر بإزالة أسماء الآلهة من على مسلات أسلافه، ويحتمل أنه أقام مسلة واحدة فقط لنفسه.
- حورمحب:
اقام عدة مسلات صغيرة لم يبق إلا أجزاء منها.
- رمسيس الأول:
نظراً لقصر مدة حكمه فلم يتح له إقامة أي مسلات.
- سيتي الأول:
أقام مسلتين أمام معبده.
- رمسيس الثاني: حظي بنصيب الأسد في عدد المسلات التي أقامها:
- في هليوبوليس: أقام 4 مسلات على الأقل ثلاث نقلت إلى روما والرابعة إلى فلورنسا.
- في حطام أتريب ( بنها ) وجد حطام سلتين وقاعدتيهما وكانت أجزاء بعض المسلات قد استعلمت في بعض المباني، ونقلت قاعدة إحدى المسلات إلى متحف برلين والثانية موجودة بالمتحف المصري.
- في العاصمة بررعمسيس: توجد أجزاء من 23 مسلة محفور عليها اسم رمسيس الثاني كانت كلها في المعبد الكبير عبارة عن خمسة أزواج (10 مسلات) و13 مسلة فرادى وإحدى هذه المسلات كانت سليمة وهي التي نقلت إلى القاهرة وأقيمت في جزيرة الزمالك بجوار برج القاهرة.
- في طيبة: وبها أطول مسلات لرمسيس الثاني ففي الجزء الذي أضافه إلى معبد الأقصر أقام مسلتين إحداهما نقلت إلى باريس والثانية لا تزال باقية في مكانها إلى اليوم ولعلها هي المسلة الوحيدة المقامة في مكانها منذ عهد رمسيس الثاني إلى اليوم، وكل من هاتين المسلتين كان يبلغ ارتفاعها 25 متراً وهي على ذلك تعتبر من أطول المسلات وتوجد بقايا عدد من المسلات في الكرنك كلها محطمة وتوجد قاعدة مسلتين عند البوابة الشرقية بالإضافة إلى أجزاء من مسلات أخرى.



مسلة أقامها رمسيس الثاني في الأقصر وتم أخذها إلى ساحة الكونكورد في باريس


- في أبي سمبل: أقام في المعبد مسلتين الشرقية عليها نقوش تُمثّل رمسيس الثاني بتعبد إلى حوارختى) والغربية تصف الملك بأنه (محبوب آمون).
ويمكن تلخيص ما سبق بالآتي:
سنوسرت الأول: 2 مسلة.
تحتمس الأول: 2 مسلة.
حتشبسوت : 6 مسلات.
تحتمس الثالث : 9 مسلات.
أمنحتب الثالث: 2 أو 6 مسلات.
أختانون : واحدة أو لا شيء.
حور محب : مسلات صغير.
رمسيس الأول : لا شيء.
سيتي الأول: 2 مسلة.
رمسيس الثاني: 25 مسلة على الأقل.
وهكذا نجد أن عدد المسلات التي أقيمت قبل عصر رمسيس الثاني تبلغ حوالي 30 مسلة بواقع 3 مسلات في المتوسط لكل فرعون في حين أن رمسيس الثاني وحده أقام ما لا يقل عن 35 مسلة، وكما سبق أن أوضحنا أن الاسم الصحيح الذي كان من الواجب إطلاقه على هذه الأعمدة الصخرية هو لفظ ( وتد ) بدلاً من ( مسلة) ويتضح لنا أن رمسيس الثاني هو صاحب أكبر عدد من الأوتاد وبذلك ينطبق عليه الوصف الذي أطلقه القرآن الكريم على فرعون موسى: {وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ } [ص: 12].. وهذا يضيف برهاناً آخر على أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى.




المصدر: كتاب موسى وهارون عليهما السلام من هو فرعون موسى؟ تأليف الدكتور رشدي البدراوي الأستاذ بجامعة القاهرة.

القلب الحزين 06-12-2007 07:31 PM

إدعاء رمسيس الثاني الألوهية


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...0e0510fd8d.jpg
تمثال حجري لرمسيس الثاني
الدكتور رشدي البدراوي
أستاذ بجامعة القاهرة وباحث وكاتب إسلامي
الصرح هو كل بناء عال وجمعه صروح ( مختار الصحاح طبعة 1995 – ص 151) قلنا إن فرعون ادعى أنه إله، وإمعاناً في تكذيب موسى والاستهزاء به طلب من وزيره أن يبنى له برجاً عالياً من الطوب المحروق أي الآجر، ليصعد عليه في السماء ويرى إله موسى !
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ } [القصص: 38-39].
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ } [غافر: 36-37].
كانت المباني – حتى ذلك الوقت – تقام من الطوب اللبن أو الحجارة وأن مدينة المخازن قيثوم، وكل المدن الأخرى تقريباً كانت مبنية بالطوب اللبن ما عدا المعابد والقصور فكانت بالحجارة، وفي أواخر عهد رمسيس الثاني تم اكتشاف أن حرق اللبن يجعله أكثر صلابة وأطول عمراً، ولا توجد آثار بنيت بالطوب الأحمر قبل عصر رمسيس الثاني وقد عثر (بترى) – عالم الآثار – على عدد من الطوب المحروق بنيت به قبور وأقيمت به بعض المنشآت ترجع إلى عصور الفراعين رمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني عثر عليها في نبيشة ودفنة غير بعيدين عن مدينة قنتير أ برعمسيس، (دراسات تاريخية في القرآن الكريم. د. محمد بيومي مهران جـ 2 – ص 325) ولعل السرد القرآني لبناء الصرح في سورة القصص والنص على طريقة صنع الآجر بحرق الطين فيه إشارة إلى أن الفرعون الذي عاصر موسى عليه السلام هو أول من اكتشف هذه الطريقة ويكون ذلك دليلاً آخر على أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى.
وهكذا قال رمسيس الثاني لوزيره هامان أن يبني له برجاً عالياً حتى يرى الإله الذي يقول موسى إنه إلهه وإله العالمين، وقال له إنه يعتقد أنه لو فعل ذلك فلن يجد شيئاً لأنه يظن موسى كاذباً في قوله: وقالوا إنه وقد وصل إلى هذه النتيجة فإن الصرح لم يبن، وهذا ما نعتقده، إذ أن أي بناء في عصرنا الحال يبنا بالطوب والإسمنت – حوائط حاملة – أي بدون أعمدة خرسانية لا يجب أن يزيد عن 6 أو 7 طوابق على الأكثر أي 21 متراً فهو لن يكون مرتفعاً بالنسبة لبعض المسلات التي كانت تبلغ 29 متراً أو تمثاله الذي وجدت بقاياه في صان الحجر ( تانيس ) والذي كان يبلغ ارتفاعه 28 متراً، ولم يكن الاسمنت قد عرف في عصرهم وكان الطين هو المادة اللاصقة في المباني، فلا يزيد ارتفاع بالطوب الأحمر والطين عن 5 طوابق أي 15 متراً فلا يعتبر بناء هائلاً يقنع الناس بعدم وجود إله إذا صعد عليه.
وقيل إنه بنا فعلاً بناءً عالياً وصعد عليه ثم نزل فقال للناس، لم أجد الإله الذي يقول به موسى وعليه فهو من الكاذبين، وقال لهم ما عملت لكم من إله غيري، وروى عن السدي، لما بنا الصرح ارتقى فوقه وأمر بنشابة فرمى بسهم نحو المساء فرد إليه وهو مضرج دماً فقال قتلت إله موسى ( تفسير الآلوسي جـ 20 ص 80) على أن ما نميل إله هو أن كالمه كان مجرة استهانة واستهزاء بموسى فلم يبن الصرح.
وقال فرعون في كبره وغروره هو وجنوده مع أنهم على باطل وليسوا على حق ( واستكبر هو وجنوده بغير الحق ) وفي ظنهم أنهم لن يرجعوا إلى الله فيحاسبهم على أقوالهم وأفعالهم هذه (وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ) وزين له غروره أن أفعاله هذه – من تكذيب موسى وإنكار وجود الله – هو الرأي الصحيح وصدته أوهام العظمة التي تملكته – عن تصديق موسى وإتباع السبيل الصحيح والطريق السليم ( وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ) وتبّ انقطع ومنه ( تبت يدا أبي لهب وتب ) وكذلك تب بمعنى خسر وهلك وتباً له أي أهلكه الله، ثم يقرر القرآن الكريم أن كل تدابير فرعون وأفعاله وما يكيد ليصد عن دعوة الحق كل ذلك ما له الخسران والهلاك {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ } [غافر: 37].
وتصرف فرعون من بناء صرح للصعود عليه للتدليل على عدم وجود إلهي يذكرنا بما قاله جاجارين – أول رائد فضاء – وهو سوفيتي ملحد: إذ قال بعد نزوله من دورانه حول الأرض: لم أر الإله الذي يقول بوجوده المؤمنون !
يبدو أن فرعون وقد أقنع نفسه بهذه الطريقة الساذجة – بناء الصرح والصعود فوقه – بعدم وجد إله فأرسل رسله في البلاد ينادون أن فرعون هو الرب الأعلى.
{فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى } [النازعات: 23-24].
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي } [القصص: 38].
وقد سبق أن ذكرنا في التحليل النفسي لشخصية رمسيس الثاني إشراك والده له في الحكم في سن العاشرة والمديح الذي كان المحيطون به يكيلونه له بلا حساب وفي كل وقت، كل هذا خلق في نفسه شعوراً بالتعاظم، فإذا أضفنا إلى ذلك طول مدة حكمه التي بلغت حتى ذلك الوقت 63 سنة لأدركنا لماذا ظن نفسه إلهاً، فالآلهة هم المخلدون.
ولا بأس من أن نتطرق قليلاً لموضوع العلاقة بين الملوك والآلهة في مصر القديمة.
لقد تم اندماج المقاطعات التي كانت تتكون منها مصر إلى مملكتين مملكة الدلتا أو مملكة الشمال ولها ملك يلبس تاجاً أحمر وعاصمتها بوطو ( حاليا إبطو، إحدى قرى مركز دسوق ) والأخرى في الصعيد أو مملكة الجنوب وعلى رأسها ملك يلبس تاجاً أبيض وعاصمتها نخب (حالياً عزبة الكاب مركز إدفو ) وكان لكل مملكة إلهها الخاص بها إلا أن المعبود ( حوريس) (ورمز له بالصقر ) كان يُعبد في كل من المملكين، وكان ملوك هاتين المملكتين يقلبون بـ(خدام حوريس) وقد صبغهم المصريون بصبغة دينية إذ اعتقدوا أن أرواحهم بعد الموت تكون واسطة بين الناس والآلهة، وبمرور الزمن اعتبر هؤلاء الملوك أشباه آلهة، ومن هذا يمكن أن نتصور مدى ما كان لملوك هاتين المملكتين من نفوذ وسلطان ( مصر في العصور القديمة، راجعه محمد شفيق غربال. ص 19) ثم جرت محاولات أولية لتوحيد المملكتين إلى أن تحقق التوحيد على يد الملك (نارمر ) أو (مينا) وأقام الأسرة الأولى وتلتها الأسرة الثانية.
كان الملك يعيش في قصر على ربوة يشرف منه على رعاياه ولذلك عرف المصريون القدماء قصره باسم ( برعو) أي البيت العالي ويرجع أن لفظ ( فرعون) – ومعناه صاحب البيت العالي اشتق من ذلك الاسم كما كان يطلق على سلاطين آل عثمان ( الباب العالي ) وكان لقصر الفرعون بابان عظيمان يمثلان الملكية المزدوجة – الصعيد والدلتا، وكانت الملكية – كما ذكرنا- مطلقة أساسها قدسية الملك، ويلقب بأنه (حوريس الحي) هو ليس إلهاً مثل حوريس ولكنه صورة له وهذا يعني وجوب الخضوع التام له، فالملك هو ( صورة حية للإله تعيش على الأرض ) و(الإله هو الذي يتحدث من فمه ).
ثم جاءت الأسرة الثالثة وقام الملك (زوسر ) وكان وزيره (أمحوتب) مضرب الأمثال في الحكمة وبارعاً في الهندسة فوضع تصميم الهرم المدرج وبناه في سقارة، وهو يعد أول بناء حجري كبير عرفه التاريخ وذاع صيت أمحوتب في الطب كذلك وأصبح أعظم أطباء عصره وعين في وظيفة رئيس الكهنة ومهمته خدمة الآلهة في المعبد وتلاوة الصلوات نيابة عن الملك. ثم جاءت الأسرة الرابعة ومن ملوكهما سنفرو وخوفو وخفرع ومنقرع وكل منهم بنا لنفسه مقبرة على شكل هرم. أعظمها جميعاً هرم خوفو أو الهرم الكبر وكان ارتفاعه عند بنائه 146 متراً. وجاء بعده ابنه خفرع وبنى الهرم الأوسط وارتفاعه 143 متراً. إلا أنه يبدو أكثر ارتفاعاً من الهرم الأكبر لأنه بنا على جزء من الهضبة أكثر ارتفاعاً. كما نحت تمثال(أبى الهول) المشهور. وجاء بعده منقرع (منكاورع) وبنى الهرم الصغر وارتفاعه 66 متراً. ثم توالى ملوك آخرون وبنى كل منهم لنفسه هرماً أصغر من سابقه. وكان بجوار كل هرم معبد تقام فيه الطقوس الجنازية للملك المتوفى.
من المرجح أن الكهنة بدؤوا يشعرون بعدم الرضا إذ أن فراعنة هاتين الأسرتين سخروا الشعب كله في بناء الأهرامات وهي عبارة عن مقابر للملوك. ولم يهتموا ببناء معابد تقام فيها تماثيل الآلهة وتقدم لها القرابين الكثيرة والتي تؤول في النهاية إلى الكهنة فينعمون بها. ورأى الكهنة يتهدد أرزاقهم من استمرار هذا الاتجاه لدى فراعين الأسرة الرابعة. فأزمعوا تغيير الأسرة الحاكمة. وتزعم هذه الحركة كهنة(رع) بمدينة عين شمس فأشاعوا: (أن رع ) كان غير راض عن الملك خوفو الذي بنا الهرم الكبر. وكذلك سمح لابنه وحفيده ببناء الهرمين الثاني والثالث وان(رع) أراد أن يحكم مصر من بعدهم ملوك يفوق تقديسهم للإله تفكيرهم في تشييد مقابرهم الضخم ملوك يشيدون المعابد ويقدمون القرابين على المذابح ويكدسونها ويجعلونها كثيرة وافية). ورأى كهنة رع أن يقوموا هم أنفسهم بتأسيس الأسرة التي تحكم البلاد. ولكنهم اصطدموا بالشرعية التي تقضى بأن يكون الملك من سلالة ملك. وهنا تفتق ذهنهم عن حيلة ذكية تكسب الملك الجديد ـ منهم ـ شرعية أقوى. وهو أن يكون الملك من سلالة الآلهة! وقد أصبحت هذه الأسطورة ذات أثر كبير في علاقة الملوك بالآلهة في كل الأسرات التالية وأشار كهنة هليوبوليس: ( أن الإله (رع) قد اختار زوجة كبير الكهنة وجعلها تحمل منه وتلد بمساعدة الآلهة ثلاثة أبناء هم باكورة جيل جديد من الملوك أعطاهم ختوم أعضاء قوية وأعطتهم إيزيس أسماءهم وجعلهم الآلهة ملوكاً حقيقيين سيتقلدون الملك في هذه البلاد بأجمعها، وهكذا تولى هؤلاء الملوك الثلاثة الواحد تلو الآخر الملك باسم ( أوسركاف) و(سحورع) و(كاكاي) وهم أول ملوك الأسرة الخامسة.
هذا الانقلاب الديني زاد نفوذ الكهنة كثيراً وخاصة كهنة (رع) في هليوبوليس، وعلى الغرم من أن ملوك هذه الأسرة استمروا في بناء الأهرامات كأسلافهم – ربما حتى لا يكونوا أقل شأناً – إلا أن عنايتهم بها قلت كثيراً فكانت أهراماتهم صغيرة الحجم ( هرم أوسركاف 49 متراً وهرم سحورع 48 متراً ) ولكنهم زادوا من اهتمامهم بالمعابد، وبعد أن كانت المعابد جنازية ومقامة بجوار الأهرامات محجوبة عن الشعب – أصبحت مكشوفة للناظرين وأقيمت مسلة ضخمة على هرم ناقص، وكانت المسلة هي رمز إله الشمس (رع) وارتفع نجم (رع) كثيراً وأصبح اسمه يضاف إلى أسماء الآلهة الأخرى، سويك رع – مونت رع – ختوم رع وهكذا.... وبلغ إله الشمس في شخصيته الجديدة ( ملك الآلهة ) أسمى درجات التقدير حتى إن آمون نفسه إله طيبة أصبح اسمه ( آمون رع ) وبالطبع كثرت المعابد وكثرت القرابين وزاد الكهنة ثراء وقوة وخاصة كهنة (رع).
وتكررت الأسطورة مرة ثانية ولكن في طيبة هذه المرة إذا جاء في النقوش على المعابد ما ملخصه أن الإله ( آمون) أراد أن ينجب ملكاً يقوم بتشييد (منازل) للآلهة وتكثر على يديه القرابين التي تقدم لها فكان أن اختار زوجة الملك تحوتمس، وعندئذ تقمّص آمون شكل زوجها الملك تحوتمس واضطجع مع الملكة التي قالت له: لقد أسبغت على جلالتي من عظمتك وتسرب نداك في كل أعضائي ) ثم حملت وولدت وسميت الابنة ( حتشبسوت ) كما أمر بذلك أمون رع.
وتتكررت القصة مرة أخرى مع رمسيس الثاني وكتبت بطريقة سافرة إذ تقول إن الإله (بتاح) قد أكد لرمسيس الثاني أنه قد تنبأ بالأعمال العظيمة التي سيصنعها له هذا الملك فقال تقمصت صورة ( تيس منديس ) واضطجعت بجانب أمك الجميلة لكي تلدك وأصبحت أعضاؤك كلها إلهية ! وقد دونت هذه القصة فوق جدران معبد أبي سمبل الذي بناه رمسيس الثاني، وما دام الملك قد ولد كابن للإله فلا بد أنه لا يموت ميتة الآدمي فإذا ما انتهت حياته السعيدة فهو يصعد إلى السماء ويندمج في قرص الشمس التي خرج منها، وهناك أشياء أخرى اكتسبها الملوك من تلك الحقيقة (المزعومة) التي اعتبروها من خصائصهم كأولاد للإله وكائنات إلهية، فهو يحمل فوق رأسه ( الصل ) مثله في ذلك مثل إله الشمس، والصل هو ذلك الثعبان الذي يحرق الأعداء بزفيره الناري، وأصبح الصل هو الرمز الملكي يضعه الملك فوق جبينه أو فوق تاجه وأهم من ذلك أن الملك أصبح ينظر له بأن له اتصال خاص بالآلهة فهو منهم وابنهم وهم آباؤه وكان تأليه الفرعون بعد وفاته أمراً عادياً، إذ أن الفرعون بعد وفاته أصبح روحاً وانضم إلى (آبائه ) ويجوز عندئذ عبادته والتضرع له والتوصل به لقضاء الحاجات، على أن صورة الملك نفسه في هذه الحالات لا تظهر في الرسم، بل يستدل عليها من النقوش التي كانت تدون خلف الآلهة وتدل على روح الملك ( كا ) وجاء ذلك في رسوم عديدة على جدران المعابد، إلا أن رمسيس الثاني مضى في هذا الاتجاه لدرجة البعد من سابقيه، فقد ذكرنا سابقاً أنه كان شديد الفخر بنفسه لدرجة تقرب من جنون العظمة فلم يكتف بأن يكون ابناً للآلهة، فزعم أنه هو نفسه إلها، فأقام لنفسه معابد جعل إهداءها لنفسه، والقاربين تقدم فيها لشخصه باعتباره أحد الآلهة وليس بشراً من نصل الآلهة، بل زعم أنه من كبار الآلهة !
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...ingramsses.jpg
صورة للوحة جدارية الآلهة ست وحورس وهم يتوجون رمسيس الثاني (معبد أبي سنبل)
رمسيس الثاني وقد وضع نفسه بين الإله " آمون" والإلهة " موت " في ثالوث آلهة.
{فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى } [النازعات: 23-24].
وفيما يلي أمثلة على تأليه رمسيس الثاني لنفسه ( سليم حسن – مصر القديمة جـ 6 ص 468).
1- سبق أن ذكرنا كيف تصور نفسه (ابناً حقيقياً ) للإلهة إيزيس ورضع منها فعلاً وتخيل أنها أرسلت له خطاباً تمنحه طول حياة مثل ابنها ( حورس).
2- في أحد المنحوتات الجدارية قارع الطبل يتعبد لرمسيس الثاني.
3- في أحد المنحوتات الجدارية نرى رمسيس يتعبد لنفسه إذ وضع نفسه بين آلهة وادي السبوعة.
تماثيل الآلهة الأربعة في قدس الأقداس في معبد أبي سمبل الكبير وقد سقط عليها ضوء الشمس من خلال حجرات المعبد (الآلهة هم : بتاح ـ آمون ـ رمسيس الثاني ـ رع حوارختي ) لاحظ أن رمسيس الثاني وقد وضع نفسه بين الآلهة.
4- في أحد المنحوتات الجدارية نراه صور نفسه واضعاً على رأسه الرمز الإلهي ويجلس بين الإله (مون) والإلهة (موت) ويداه متشابكتان معهما.
5- في أحد المنحوتات الجدارية تم إزاحة صورة الإلهة (موت) إلى اليمين وحشر صورته بين الآلهة ويظهر كتف أحدهم في شمال الصورة، ولم يستطع النحاتون محو المكان الأصلي للإلهة. موت، فظهر واضحاً في الصورة.
6- والعائلة المقدسة في ممفيس تتكون من الإله (بتاح) بصورة رجل والإلهة (سخمت) بهيئة لبؤة وبينهما الالن (نفرتم) وفي أحد المنحوتات الجدارية نرى أن رمسيس الثاني وضع نفسه مكان الابن ( نفرتم ) بين بتاح وسخمت بوصفه الابن الإله.
7- لوحة للوزير ( رع حتب ) محفوظة الآن في متحف ميونخ تمثل الوزير يتجه نحو تمثال رمسيس الثاني ويقول: الصلاة للإله الأكبر الذي يسمع الرجال، ليته يعطي الحياة والصحة والفطنة إلى الأمير الوراثي ( أحد ألقاب الوزير) وحامل المروحة على يمين الفرعون، الوزير رع حتب كما يوجد منقوشاً على التمثال ( رمسيس حاكم الحكام، والإله الأكبر وسيد السماء مخلداً ) وفي الجزء الأعلى من نفس اللوحة نشاهد رمسيس الثاني يقدم البخور ويصب الماء لتمثاله.
8- في معبد (أبى سمبل) تظهر صورة رمسيس الثاني مؤلها. برأس صقر. أي أنه في هذه الحالة يمثل إله الشمس. ومكتوب بجوارها: (رمسيس الإله الأكبر) ويظهر في رسم آخر في صورة إنسان ولكن على رأسه قرص الشمس ومكتوب تحتها (رمسيس الإله الأكبر رب السماء).
9- في معبد أكشة في النوبة مثل في صورة إنسان ولكن الكتابة بجواره تقول (وسر ما عت رع ستبن رع. الإله الأعظم رب النوبة).
10-في نقوش جبل السلسلة رسم لوزير يصلى لروح الإله (بتاح) ويرى الملك رمسيس الثاني واقفا بين الوزير المتضرع والإله بتاح. بما يفهم منه أن الملك كإله حى ينقل التضرع إلى الإله بتاح. وقد كتب تحت رسم الملك: الإله الكبير (رمسيس الثاني) ابن الإله (بتاح).
11-هذه الأمثلة تدل على أن رمسيس الثاني قد أله نفسه أثناء حياته وبذلك يكون هو القائل: (أنا ربكم الأعلى) والقائل (ما علمت لكم من إله غيري) وهو دليل مؤكد على أن رمسيس الثاني هو فرعون موسى.
...............................


المصدر: كتاب موسى وهارون عليهما السلام من هو فرعون موسى؟ تأليف الدكتور رشدي البدراوي الأستاذ بجامعة القاهرة.

القلب الحزين 06-12-2007 07:33 PM

حروب رمسيس الثاني وتسخير بني إسرائيل


http://www.55a.net/firas/ar_photo/1183596312clip_8.jpg
تمثال لرمسيس الثاني وهو يمسك بصولجان الحرب

الدكتور رشدي البدراوي
أستاذ بجامعة القاهرة وباحث وكاتب إسلامي
لقد تم تخصيص هذه المقالة لوصف حروب رمسيس الثاني وبالذات معركة قادش لما كان لها من انعكاسات على وضع بني إسرائيل في مصر. إذ فور أن عاد رمسيس الثاني من هذه المعركة حتى بدأت حملة ضاربة من التعذيب والتنكيل ببني إسرائيل بلغت مداها بإصدار أوامر بذبح المواليد الذكور وترك البنات، والذي أشار إليه القرآن الكريم:
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ } [البقرة: 49].
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ } [إبراهيم: 6].
وقد سبق أن ذكرنا أن ذلك التسخير هو أحد الأشياء التي يجب أن تتوافر في فرعون موسى واستبعدنا عدداً من النظريات لعدم توافر هذا الشرط وسنرى الآن أن رمسيس الثاني كان تقريباً الفرعون الوحيد الذي توافر لديه دافع قوي لإنزال هذا التعذيب الشديد ببني إسرائيل.
وذكرنا أن سياسة أخناتون أفقدت مصر إمبراطوريتها التي أسسها تحتمس الأول وتحتمس الثالث، ولما تولى حورمحب الحكم أعاد الانضباط إلى الإدارة الحكومية، وبدأت الأسرة التاسعة عشرة برمسيس الأول ثم خلفه سيتي الأول واعتبر الشعب توليه الحكم بداية عهد جديد ومن ثم أطلق عليه لقب ( مجدد الميلاد) وقاد حملات مظفرة في فلسطين والشام، ومن ثم بدأ الاحتكام بين مصر والحثيين في آسيا الصغرى الذين كانوا قد استولوا على شمال سوريا. ودارت معارك كان النصر فيها حليف سيتي الأول وعقد مع ملكهم معاهدة ودية، كما حمى مصر من غارات الليبيين في الغرب وعندما تولى رمسيس الثاني الحكم قام ملك خيتا بزيارة لمصر، ولا يُعرف السبب الحقيقي الذي كان وراء هذه الزيارة، هل هو تأكيد المعاهدة الودية التي أبرمها سيتي الأول معهم، أم هي لسبر غور الفرعون الجديد ومعرفة نواياه تجاههم، المهم أن الأموريين ( في شمال العراق ) قاموا بثورة ونقضوا ولاءهم لمملكة خيتا ( الحثيين) وولوا وجوههم شطر مصر لمعاونتهم، وتوترت العلاقات بين مصر وخيتا. وكان رمسيس الثاني يطمع في إعادة الإمبراطورية المصرية كما كانت في عهد تحتمس الثالث ومن ثم فقد قاد في السنة الرابعة من حكمه حملة لإخضاع الساحل الفينيقي ليتخذه قاعدة لتوسعاته المقبلة ووصل إلى نهر الكلب على مقربة من بيروت، ونقش على صخرة هناك ما يدل على وصوله إلى هذا المكان، وكان في هذا نقض للمعاهدة التي كانت معقودة بين سيتي الأول والده وملك خيتا، وأضمر رمسيس الثاني متابعة التوسع شمالاً، وفي العام التالي – أي العام الخامس من حكمه قاد حملة ثانية وهي الحملة التي وقعت فيها معركة قادش الشهيرة وكان ملك خيتا من جانبه قد توجس خيفة من رمسيس الثاني ولعله علم نواياه فاستعد لذلك وأعد جيشاً قوياً انخرط في سلكه كثير من المرتزقة، كما استمال إله أمراء الشام حتى لا يقوموا بطعنه من الخلف أثناء حربه مع المصريين.
معركة قادش:
وصف المعركة ( نقلاً بتصرّف عن كتاب فرعون المنتصر. كتشن، ص 53):
في يوم ربيع دافئ في أواخر شهر أبريل من عام 1287 ق.م كان هناك هرج ومرج في مدينة بررعمسيس، فكتائب المشاة تتجمع وفرق العربات الحربية كانت تثير الغبار فيما قوادها يختبرون حماس خيولها المتحفزة، وفتحت مخازن المهمات الحربية لتأخذ كل سرية حاجتها من الدروع والسيوف والخناجر، وتجمع في الأرض الواسعة حول المدينة جيش كبير قوامه عشرون ألف مقاتل مقسمين إلى أربعة فيالق، كل منها باسم أحد الأرباب المصريين الكبار، وقد اختبر أفراد كل فيلق من مكان عبادة هذه الآلهة، فمن طيبة جاء فيلق آمون، ومن منف ومصر الوسطى جاء فيلق (بتاح) ومن عين شمس جنّد فيلق ( رع) ومن بررعمسيس اختير فيلق (ست) كذلك تخير رمسيس الثاني مجموعة من صفوة الشبان الشجعان وسماهم ( فريق الفتوة ) وأمرهم بالتزام خط الساحل واللحاق به عند قادش وحماية ظهر قواته عند الحاجة ويمكن تشبيههم بفرقة صاعقة.
وسار الجيش يقوده رمسيس الثاني بنفسه على رأس فيلق آمون تتبعه الفيالق الثلاث الأخرى، وكما هو مكتوب من وصف المعركة على المعابد:
(بدأ جلالته في السير في السنة الخامسة من حكمه الشهر الثاني من الصيف، اليوم التاسع، وعبر جلالته الحدود عند Sile سيلة، وبدأ قوياً مثل ( منتو) وكانت البلاد الأجنبية ترتجف أمامه، يأتي رؤساؤها بجزاهم، والعصاة خمدوا في أماكنهم خوفاً من قوة جلالته ومر الجيش بغزة وبسرعة عبر أرض كنعان ثم الجليل الأعلى فبحيرة الحولة حيث ينبع نهر الأردن، ثم تابع السير شمالاً في سهل البقاع بين جبال لبنان الشرقية والجبال الغربية وكما كتب عنها: وكانت الجيوش تسير بسهولة كأنها تسير في شوارع مصر ومر على إحدى الحاميات المصرية في وادي الأرز ببلدة كوميدى – المركز الإداري لمقاطعة أوبي (Upi) في جنوب سوريا – وكان قد مضى على خروجه من مصر شهر بالتمام، وسار مخترقاً غابة اللبوة حتى بلغ بلدة شابتوتا ( ربلة الحالية ) على نهر الأورنت (نهر العاصي ) وعسكر على ربوة تشرف على الوادي الفسيح التي تقع مدينة قادش في شماله على مسيرة يوم واحد.
وبعد وصوله هناك دخل معكسره اثنان من الشاسو ( البدو) وادّعيا أنهما يتكلمان باسم إخوانهم رؤساء قبائل البدو وأنهم يعرضون الولاء والتحالف مع مصر بدلاً من الاستعباد الحثي، وأسلمها لرجاله فاستجوبوهما عن مكان جيوش الحثيين فأخبراهم أن حاكم خاتى ما إن سمع بمقدم فرعون حتى ارتعد وتقهقر بجيوشه إلى ما حول حلب في الشمال.
وكان هذا النبأ مفرحاً للفرعون ولاعتقاده الشديد في قوة جيشه فقد صدّقه على الفور، ومع أن هذه الأخبار كانت مبهجة أكثر من اللازم بحيث تدعو إلى الارتياب في صحتها وكان الواجب التحقق منها بإرسال العيون وفرق الكشافة، إلا أن رمسيس الثاني وقد ملأه الزهو بنفسه فإنه صدقها، وأسرع على رأس فيلق أمون يعبر مخاضة نهر العاصي إلى السهل الذي تقع في شماله مدينة قادش.
قادش: تقع قادش على الضفة الغربية لنهر العاصي جنوب بحيرة حمص بعدة كيلومترات وهناك رافد لنهر العاصي يجر في الشمال الغربي منها، وكان هذا من أسباب منعتها إذ بشق قناة تصل بين النهرين تصبح قادش وكأنها جزيرة يصعب اقتحامها ومن ثم فإن من يستولي عليها يمكنه التحكم في كل شمال سوريا.
قلنا إن رمسيس الثاني عبر نهر العاصي ثم سار إلى مرتفع شمال غربي قادش وأقام معسكره هناك في انتظار وصول باقي فيالق الجيش ليتابع السير في أثر جيش خيتا الذي كان يظن أنه في الشمال حسب ما أخبره الجاسوسان وهنا نزلت عليه صاعقة من السماء الصافية التي كان يحلق فيها، فقد وقع في أيدي فرق استطلاعه جنديان من جيش العدو كانا في مهمة لاستكشاف موقع جيش المصريين وعدده، وبالضرب استخلصوا منهما الحقيقة وهو أن جيش الحثيين في مكان شرقي قادش وهو في طريقه ليعبر نهر العاصي وأن الجاسوسيين الأولين كانا خدعة من ملك خيتا، وأدرك رمسيس الثاني هول الكارثة المتوقعة، وراح يوبخ ضباطه على إهمال فرق الاستطلاع وبسرعة أعاد ترتيب الفيلق الذي يرأسه استعداداً لهجوم العدو، كما أرسل الرسل على عجل إلى فيلق بتاح وسوتخ ليسرعا السير، وفي هذه الأثناء كان نصف الجيش الحيثي قد عبر مخاضة نهر العاصي وهاجم فيلق رع بينما الجنود يسيرون في استرخاء غير متوقعين القتال، وتشتت الفيلق ودمر تماماً، ثم تابع جيش خيتا تقدمه حتى أصبح في مواجهة فيلق آمون، وبدأ في مهاجمته ورأى جنود فيلق آمون بقايا الجنود من فيلق رع يجرون مذعورين تتبعهم عاصفة التراب التي تثيرها عربات العدو وهي تلاحقهم فدب الذعر في قلوبهم ولم يدروا ماذا يفعلون حتى أحاط جنود العدو بهم، ثم اندفعت فرقة من جنود العدو تهاجم الجناح الغربي من الفيلق وهنا أظهر رمسيس الثاني شجاعة فائقة إذا اندفع على عربته وقاتل الفرقة المهاجمة بشراسة اليائس والغاضب من تخاذل قواته ويطوف بذهنه شبح الهزيمة فيعطيه قوة مضاعفة على القتال وبهت ضباط الفرقة المهاجمة من هذه الشجاعة وقدروا أن كل جنوده سيحاربون مثله فضعفت عزيمتهم وارتبكوا، وفي نفس هذه اللحظة كان فريق الفتوة قد وصل من الغرب وبدأ في مهاجمة العدو من الخلف وظن الحثيين أن فريق الفتوة قد وصل من الغرب وبدأ في مهاجمة العدو من الخلف وظن الحيثيون أن فريق الفتوة هذا مقدمة جيش كبير فتخاذلوا في القتال كما أن الغبار الذي كان يثيره فيلق ( بتاح ) بدأ يظهر في الأفق من ناحية الجنوب، وشدد رمسيس الثاني عليهم القتال ففروا هاربين عبر النهر يلقون أنفسهم فيه طلباً للنجاة وكان من بين من ألقوا بأنفسهم فيه أمير حلب الذي لم يكن يحسن السباحة فابتلع كمية كبيرة من المياه وتم إنقاذه، وهناك رسم يصور جندوه وقد أمسكوه من رجليه مقلوباً لإفراغ ما في جوفه من مياه.
رمسيس الثاني يهزم الحيثيين، ويرى ملك حلب مقلوباً ( مشار إلهي بعلامة X ) ويحاول رجاله تفريغ ما ابتلعه من ماء.


ووصل فيلق (بتاح ) أرض المعركة وبدأ يشترك في المطاردة وفي جمع الأسرى، وذهل ملك خيتا لما آلت إليه نتيجة المعركة مع أن جزءاً كبيراً من جيشه كان لا يزال في الشرق ولم يشترك في المعركة ولو تقدم واشترك فيها لكان النصر حليفه ولكن ملك خيتا ارتد بباقي جيشه لما رأى فرار جنوده وأرسل يطلب وقف القتال والصلح وكان التعب قد حل بجيش رمسيس أيضاً فقبل الصلح.
المهم أن رمسيس الثاني في هذه المعركة خدع خدعة كبيرة كلفته فيلق رع بأكمله، كما فقد فيلق آمون عدداً كبيراً من الجنود، ولم يتمكن رمسيس الثاني من النصر الذي كان يرجوه، وكل ما حصل عليه هو وقف القتال وبقاء الحال كما هو. إذ لم يتمكن من الاستياء على قادش ولا على أرض أمورو، ولعله في قرارة نفسه أضمر أن يحقق ذلك في معركة أخرى في المستقبل، وبدأت مسيرة العودة إلى أرض الوطن... وأخيراً وصل في عربته اللامعة يتبعه طابور طويل من الأسرى ليدخل السرور على شعبه !
بعد عودة رمسيس الثاني أحكم مواتاليس ملك خيتا القبضة على قادش، واتجه غرباً نحو أرض أمورو وعزل أمريها ونصل مكانه أميراً مواليا له، واتجه جنوباً نحو دمشق وجعل من هذه المنطقة أرضاً محايدة بينه وبين مصر وكانت من قبل في حوزة مصر، أي أن النتيجة النهائية كانت في صالح خيتا، ولكن فرحة ملك خيتا لم تدم، إذ انتهز ملك آشور الظروف واستولى على مملكة ميتاني في الفرات الأعلى والتي كانت موالية لملك خيتا وأمدته بجنود في معركته مع رمسيس الثاني.
قلنا إن رمسيس الثاني قَبِل الصلح مع ملك خيتا وعاد إلى مصر يسوق بعض الأسرى، وقد أكثر رمسيس الثاني من تسجيل وصف هذه المعركة في عدة أماكن على الآثار، وإن كنا سنطيل بعض الشيء في ذكر ما جاء بالآثار عن هذه المعركة فذلك لنوضح ما سبق أن ذكرناه سابقاً من أنه فور عودة رمسيس الثاني من هذه المعركة حتى بدأ حملة ضارية من التعذيب والتنكيل ببني إسرائيل كذلك لنلحظ أنه في كل الكتابات التي أمر بها عن المعركة أرجع الفضل في الانتصار في المعركة لشجاعته ورباطة جأشه وجاء في بعضها مبالغات تبعد كثيراً عن الحقيقة ولا يقبلها العقل ولعل هذه البطولة التي نسبها لنفسه جعلته يشعر أنه فعلاً فوق مستوى البشر وأنه يقرب من مستوى الآلهة، الأمر الذي أدى به فيما بعد إلى أن يدعي الألوهية.
وفيما يلي بعض الأماكن التي سجل عليها وصف هذه المعركة: ( مصر القديمة، سليم حسن، ج6 ص 246).
1-على الجدار الغربي الخارجي من ردهة أمنحتب الثالث في معبد الأقصر.
2-على الجدار الجنوبي الشرقي لردهة رمسيس الثاني في معبد الأقصر.
3-على بوابة معبد الأقصر.
4-على الجدار الغربي لمعبد العرابة المدفونة.
5-على البوابة الأولى لمعبد الرمسيوم.
6-على الجدار الشمالي للردهة الثانية في معبد الرمسيوم.
7-على الجدار الشمالي لمعبد أبو سميل سجّل ما يسمى بأنشودة معركة قادش.
8-برديتي ( ريفا ) و(سالييه).
وسنكتفي بذكر ما جاء في اثنتين من الكتابات:
1- كان وصف المعركة والخدعة في أحد هذه الكتابات كما يلي:
في السنة الخامسة الشهر الثالث من فصل الصيف كان ابن الشمس محبوب آمون ( رعمسيس) في حملته الثانية المظفرة في أرض زاهى في سرادق جلالته على الهضبة الجنوبية من قادش، وعندما طلع الفجر أشرق جلالته كما يشرق (رع)، وهنا أتى إليه اثنان من الشاشو (البدو) وقالا لجلالته قائلين إننا سنكون خدماً لفرعون، وقد فررنا من أمير خيتا الخاسئ، وهو يقيم في أرض حلب في الشمال، وهكذا جاء هذان البدويان ليقولا هذا الكلام لجلالته، ويروا المكان الذي فيه جلالته وليروا أنسب الأوقات حتى لا يكون جيش جلالته مستعداً، وصدق جلالته ما قاله البدويان، وسار شمالاً حتى وصل إلى الشمال الغربي من قادش وضرب هناك جلالته سرادقه على الشاطئ الغربي من نهر الأورنت، وأمكن القبض على جاسوسين آخرين أخبرا جلالته بأن جنود خيتا عبروا المخاض جنوبي قادش ثم اقتحموا قلب جيش جلالته، وتخاذل مشاة جلالته أمامهم فسار جنود خيتا شمالاً نحو المكان الذي فيه جلالته، وأحاط الأعداء بحرس جلالته وحينئذ انقض عليهم جلالته، وهو شجاع القلب ووجهه جذوة نار تحرق كل بلد أجنبي باللهب وصار كالأسد الهصور وقوته ترسل عليهم شواظاً من نار وكان جلالته مثل الإله (سوتخ ) عظيم القوة ومثل الإلهة ( سخمت) في وقت غضبها، فأخذ في تذبيحهم وتقتيلهم فسقطوا على وجوههم الواحد فوق الآخر، وقتلهم جلالته مجندلين تحت سنابك خيله ولم يكن معه آخر، وأطاح جلالته بأعدائه خيتا الخاسئين، وكان وراءهم كالمارد الطائر وحيداً وقد فرّ عنه مشاته وخياله، وإني أقسم بحب ( رع ) وحظوة (آتوم) لي أن كل شيء قلته قد فعله جلالته حقاً.
2- ووصف آخر للمعركة جاء به:
كان الحثيون يقفون كامنين خلف مدينة قادش ثم خرجوا من الجهة الجنوبية في قادش واخترقوا قلب فيلق رع الذي كان يتابع السير ولم يكونوا مستعدين للحرب عندئذ تخاذل مشاة جلالته وفرسانه أمامهم، وكان جلالته قد عسكر شمالي قادش وفي هذه اللحظة جاء رجل وأخبر جلالته بذلك وظهر جلالته آنئذ مثل ( منتو) (إله الحرب) فأخذ عدة الحرب ولبس درعه فكان مثل ( بعل ) وركب جلالته مسرعاً، واندس في أعماق الأعداء، وكان وحده ولم يكن معه إنسان آخر ولما نظر خلفه وجد أن طريق مخرجه قد أحيطت بألفين وخمسمائة عربة من كل نوع من حاربي خيتا، ثم يستمر الكلام على لسان رمسيس الثاني فيقول، ولم يكن معي رئيس ولا قائد عربة ولا ضابط مشاة ولا حامل درع، ومشاتي وخيالتي قد تركوني فريسة أمامهم، وعندئذ قال جلالته: ماذا جرى يا والدي (آمون) ؟ هل من عمل الوالد أن يهمل الابن ؟ أم هل عملت شيئاً بغير علم منك ؟ هل مشيت أو وقفت إلا على حسب قولك ؟ هل تعديت الخطط التي أمرت بها من فمك، ألم أقم لك آثاراً عدة لأملا معبدك بأسلابي ؟ ووهبت لك كل أملاكي بوصية، وعملتُ على أن تعطى عشرات الآلاف من الثيران مع كل أنواع النبات الزكية.. (من المرجح أن هذا كان شب نذر نذره إن خرج سالماً من هذه المعركة ) ويستمر الكلام ( ونختصره ) وإذ ذاك وجدت (آمون) قد أتى على أثر ندائي له، ومد إليّ يده، وحينما كنت في ابتهاج كان يصيح خلفي: إلى الأمام يا رمسيس، إني معك، ويدي معك، إني أكثر نفعاً من مائة ألف رجل مجتمعين معاً في مكان واحد، وإني سيد الانتصار الذي يحب الشجاعة لقد كنتُ مثل (منتو) عندما أشد قوسي بيميني، ومثل (بعل) حينما كنتُ أحارب بيدي اليسرى وقد وجدتُ الألف وخمسمائة عربة التي كنت في وسطها وقد تحولت إلى كومة أمام خيلي، وقلوبهم سقطت في جوبهم خوفاً مني وأذرعهم قد شلت، وقد جعلتهم يتساقطون في الماء، وقد خرجوا على وجوههم الواحد فوق الآخر، وذبحت منهم من أردت ولم يلتفت منهم أحد وراءه وقد انقضضت عليهم مثل (منتو) وجعلتهم يذوقون يدي في لحظة وقد قتلتهم في مكانهم حينما كان الواحد يصيح على صاحبه قائلاً: إن الذي بيننا ليس بشراً، إنه (سوتخ) صاحب القوة العظيمة، و(بعل) في أعضائه إذ أن البشر لا يمكنهم أن يأتوا بما يأتيه من الأعمال هلموا نسرع ونولي الأدبار أمامه ونبحث لأنفسنا عن الحياة.
كان فريق الفتوة ( الصاعقة ) قد وصل ولكنه يستمر يعزو النجاح لنفسه فيقول.
وقد أعملتُ السيف فيهم دون هوادة ورفعت السوط وصحتُ على مشاتي وخيالتي قائلاً: قفوا وثبّتوا قلوبكم يا مشاتي ويا خيالتي، شاهدوا انتصاراتي عندما كنت وحيداً و(آمون) كان حامِيّ ويده معي سيتحدث الناس بترككم إياي وحيداً لا رفيق معي ولا عظيم معي ولا ضابط صف يمد يده، وكنت أحارب منفرداً، وظهرتُ أمام الأعداء مثل (منتو) عندما يكون مدججاً بآلات الشجاعة وكنت مثل (رع) عند إشارقي يحرق شعاعي أعضاء العدو وكان الواحد منهم ينادي صاحبه قائلاً: لا تقتربوا لأن( سخمت العظيمة ) معه على فرسه ويدها معه ومن يقترب منه يقابل لهيباً من نار يحرق أعضاءه ووقف رجال خيتا بعيداً، ولكن ( جلالتي ) هجم عليهم وأعملت السيف فيهم دون أن يفلتوا مني وقد صاروا كومة من الجثث أمام جيادي مضرجين بدمائهم فأرسل أمي رخيتا الخاسئ متضرعاً لاسم جلالتي العظيم كما يتضرع الإنسان لاسم (رع) ثم أرسل بعد ذلك رسوله بخطابه سار للقلب في يده باسم جلالتي العظيم يقول: هل من الخير أن تقتل عبيدك ؟ وأن يكون وجهك عابساً لهم ولا تأخذك الشفقة بهم ؟ إنك قد قمت بمذبحتك أمس وأعملت السيف في رقاب المئات، أيها الملك القوي إن السلام أكثر خيراً من الحرب، امنحنا النفس، وبعد ذلك عاد جلالتي في حياة ورضا وجمعت عظمائي لأجعلهم يسمعون السبب الذي من أجله بعث ملك خيتا رسالته.
ثم تذكر الكتابة عقد الصلح وعاد رمسيس إلى مصر، وكان الآلهة يحيونه قائلين: تعالَ تعال يا ابننا الذي نُعزّه سيد الأرضيين، يا رمسيس، ابن الشمس ومحبوب (آمون).
ونعود ثانية إلى شعور رمسيس الثاني بعد المعركة، فهو قد تعرض لخدعة كبرى كادت أن تكلفه حياته، وقد كلفته فيلقاً كاملاً من جيشه كما أن كتب التاريخ تذكر أن التنكيل ببني إسرائيل قد اشتد عقب عودة رمسيس الثاني من معركة قادش ويطرح بعضهم السؤال (د. محمد بيومي مهران، دراسات تاريخية من القرآن الكريم جـ2 ص 154) لم تغير الحال إلى هذا المصير المؤلم ؟ ويجيب ليس أمامنا سوى أن نفترض أن أمراً ما قد حدث من بني إسرائيل، ربما كان خيانة ! رما كان بداية تمرد !
ويمكننا القول بأن الخدعة التي سلبت الفرعون انتصاره في معركة قادش كان لها صلة ببني إسرائيل، وأن جنود رمسيس الثاني – بعد المعركة – أخذوا الأسيرين اللذين خدعا الفرعون وضربوهما كما هو مسجل بالصورة على الآثار ولعل الأسيرين اعترفا بأنهما من (العابيرو) وأن أنهما فعلا ذلك بتدبير من العابيرو.
والعابيرو أو الخابيرو كانوا على اتصال وثيق بالهكسوس وكما يقول عالم الآثار سليم حسن (مصر القديمة جـ 4 ص 196 ) وهم طائفة وليست جنساً وقد تطورت وأصبحت طائفة من طوائف اليهود، وهذا يؤيد ما ذُكِرَ من أنهم ذلك النفر من بني إسرائيل الذين خرجوا من مصر مع الهكسوس وأقاموا بفلسطين، ولكنهم انتشروا في الشام يثيرون القلاقل ضد مصر وذكر د. عبد العزيز صالح ( الشرق الأدنى القديم جـ 1 ص 240) أنهم قاموا بدور المخربين في فلسطين، وكانت الكتابات المصرية تشير إلهيم بوصفهم هم (العابيرو في أرض كنعان ) ثم أصبح بعد ذلك لفظ (العابيرو) يطلق على بني إسرائيل المقيمين بمصر أيضاً، وقد عثر على خطاب من رئيس عمال يقول فيه: لقد أرسلت الطعام (للعابيرو) الذين يسحبون الأحجار للصرح العظيم لمعبد رمسيس محبوب آمون ( جاردنر تاريخ مصر القديمة جـ 1 ص 134).
كذلك فإن الحرص على تسجيل ضرب الأسيرين بالصورة على جدران معبد أبي سمبل يمكن أن يكون له دلالة غير مجرد تسجيل الواقعة، ففي كل الحروب يوجد جواسيس كما كان الأليق أن تخفى واقعة خداع الفرعون لا أن تعلن على الملأ هكذا، إلا أن تكون رسالة موجهة إلى المصريين لأخذ جانب الحذر من (العابيرو) المقيمين بمصر وهم بنو إسرائيل.
ولو نظرنا إلى الأمور من جانب بني إسرائيل وتطلعهم إلى الخروج من مصر إلى (الأرض الموعودة ) ونبحث كيف يمكنهم تحقيق ذلك، فليس عندهم الأسلحة ولا الجند المدرب الذي يمكنهم من اقتحام الأرض وإخراجها من دائرة النفوذ المصري، فليس أمامهم إلا صفقة يعقدونها مع ملك (خيتا) بأن يساعدوه على هزيمة الجيش المصري، فينحسر نفوذ مصر عن فلسطين، وتعطى لهم _ وتخلّص الشام والساحل الفينيقي وأرض أمورو لملك (خيتا).
تسخير بني إسرائيل في عمل الطوب وأعمال البناء ـ يلاحظ اللون الأبيض لبشرة العمال مقارنة باللون الأسمر للملاحظين والعصا في يد الملاحظ الجالس في أقصى اليمين من الرسم الطوى(لوحة في مقبرة الوزير " رح مي رع" ). نقلاً عن الكتاب المقدس كتاريخ ـ وارنر كيللر ص 110


تسخير بني إسرائيل في مدينة المخازن " فيثوم " ويرى أحد العمال أبيض البشرة يحمل غرارة حبوب على كتفه بينما الرسم الداخلي يبين سلَّم لملأ الصومعة من فتحة في أعلاه (نقلاً عن الكتاب المقدس كتاريخ ت وارنر كيللر . ص112
ولعل رمسيس الثاني قد توصل إلى هذا الاستنتاج وشعر أنه قد طعن في ظهره ممن آوتهم مصر وأطعمتهم وأكرمتهم على مدى عدة قرون ومن هذا كان العذاب الأليم صبه الفرعون دونما رحمة أو شفقة على بني إسرائيل، لم يكتف بإنزال العذاب بهم بل وضع خطة لاستئصال شأفتهم فأعطى الأوامر إلى قتلهم عاماً وتركهم عاماً فيقل عددهم فلا يخشى بأسهم وفي نفس الوقت تبقى المنفعة من تسخيرهم في أعمال البناء.
وقد وجد في الآثار المصرية دليل على هذا التسخير عبارة عن عدة رسوم في مقبرة وزير اسمه (رخ مى رع ) سجل فيها ما قام به من أعمال كلّف بها لصالح بلاده، وأحد هذه الرسوم يبين تفاصيل صنع الطوب اللبن ثم عملية البناء وقد اكتشف هذه الرسوم عالم الآثار برسى نيوبرى Percy Newberry. وأهم ما في اللوحة هو لون البشرة الأبيض للعمال المسخرّين بينما الملاحظون المشرفون تبدو بشرتهم سمراء وهذا يشير إلى أن العمال هم من الساميين، والكتابة بجوار العمال يقول فيها: لقد أمدنا بالخبز والنبيذ وكل شيء حسن، أما الكتابة الموجودة بجوار أحد الملاحظين فتقول: السوط في يدي فلا تكونوا كسالى ! وفي هذا دليل على أن العمل يتم بالسخرة، ويرى وارنركيللر ( تاريخ الكتاب المقدس ص 110) أن هذا الرسم دليل مؤكد على صدق ما جاء في التوراة ( خروج 1: 13) فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقالهم فبنوا لفرعون مدينتي مخازن فيثوم ورعمسيس ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا فاختشوا من بني إسرائيل (أي خافوا منهم ) فاستعبد المصريون بني إسرائيل بعنف ومرّوا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل كل عملهم الذي عملوه بواسطتهم عنفاً، وفي رسم آخر في نفس المقبرة تظهر مخازن الغلال في مدينة فيثوم – وصوامع القمح الحالية تشبهها شكلاً ولكنها تفوقها في الحجم كثيراً – ويبين الرسم طريقة ملئها بالحبوب من خلال فتحه في أعلاها يُصعد إليها بسلم أو منحدر، وقد رسم عامل يحمل على كتفه غرارة حبوب ويلاحظ أيضاً بشرته البيضاء للإشارة إلى أنه من الساميين أي من بني إسرائيل، ومما يذكر أن هذه المخازن كانت تشبه المخازن التي أمر يوسف الصديق بإقامتها في مصر لتموين البلاد في سنوات المجاعة.
كذلك جاءت إشارات في الكتابات المصرية عن بناء مدينة بررعمسيس وتسخير العمال من العابيرو ( بني إسرائيل) في قطع الحجارة ونقلها وبناء منشئات المدينة.
وفضلاً عن التسخير في أعمال البناء كانت أوامر ذبح المواليد الذكور فبلغ التعذيب ذروته.
وكان لا بد أن تتدخل السماء لإيقاف هذا العذاب الذي نزل ببني إسرائيل واختير موسى ليكون هو مخلصهم من هذا العذاب المهين ويقودهم إلى الخروج من مصر.
.................................


المصدر: كتاب موسى وهارون عليهما السلام من هو فرعون موسى؟ تأليف الدكتور رشدي البدراوي الأستاذ بجامعة القاهرة.


القلب الحزين 12-12-2007 04:49 PM

رمسيس الثاني فرعون مصر




تمثال رمسيس الثاني (معبد أبو سنبل في الأقصر)


الدكتور رشدي البدراوي
أستاذ بجامعة القاهرة وباحث وكاتب إسلامي

الرعامسة وبنو إسرائيل
بعد موت حورمحب وانتهاء حكم الأسرة الثامنة عشرة، والتي بدأت عهدها بتحرير مصر من الهكسوس ومطاردتهم في فلسطين، ثم تطلع ملوك مصر إلى أرض فلسطين والشام وأدركوا الغنم الذي يأتي من الاستيلاء عليها، ومن ثم وضعت نواة الإمبراطورية المصرية في الشام وأرض كنعان، ولما تقلصت هذه الأملاك في عهد أخناون ( ص 589) أعاد حورمحب الاستيلاء عليها وأعاد نفوذ مصر إلى ما كان عليه من قبل.
ثم جاء ملوك الأسرة التاسعة عشرة وبدأ سيتي الأول توسيع رقعة الإمبراطورية وواصل رمسيس الثاني التوسيع في شمال سوريا واصطدم – مثل والده – بالحيثيين وحكم 4 ملوك من الأسرة التاسعة عشرة أولهم رمسيس الأول ثم ابنه سيتي الأول ثم رمسيس الثاني ثم مرنبتاح، ورمسيس تكتب أحياناً رعمسيس وجمعها رعامسة.
رمسيس الأول:
تولى رمسيس الأول الحكم بعد حورمحب، وهو الذي أسس الأسرة التاسعة عشرة وكان رجلاً طاعناً في السن ولم يدم حكمه سوى عامين (1308-1306ق.م).
كان رمسيس الأول قائداً حربياً ناجحاً في عهد حورمحب، وهو ينتسب إلى أسرة قوية من بلدة تانيس ( صنان الحجر ) واسمه ( بارع مسسو) اطمأن إليه حورمحب وجعله الرجل الثاني في الدولة، ثم عهد إليه بالحكم من بعده، لذلك انتقل إليه الحكم بسهولة بعد وفاة حورمحب، فاعتلى العرش عام 1308 ق.م، باسم ( بارع مسسو من بحثي رع) بمعنى رع أنجبه ودامت قوة رع ( د. عبد العزيز صالح. الشرق الأدنى القديم. جـ 1 ص 243) ثم اكتفى بالشطر الأول من الاسم (_ رعمسيس ) أو ( رمسيس)، ولما كان كبيراً في السن فقد استعان بولده ( سيتي ) على تصريف شؤون البلاد، وقد تولى الحكم من بعده، ولعل مآثرة رميس الأول هب بدؤه تشييد بهو الأعمدة العظيم في الكرنك.
سيتي الأول:
تولى سيتي الأول الحكم بعد أن تعدى سن الأربعين، فجمع بين نضج السن بالإضافة إلى مرانة في عهد أبيه، واطمأن المصريون إلى تولي مالك حازم أمر البلاد وجرى على سنّة حورمحب في القضاء على الفساد ومنع الرشوة والنهب، وشدد العقوبة على الاعتداء على أملاك المعابد والأفراد، وكان ينظر إليه على أنه هو الذي سيعيد مجد البلاد ولذلك كان من أقلابه (مجدد الولادة).
وحكم سيتي الأول أكثر من عشرين عاماً حارب في أثنائها في فلسطين والشام وزحف شمالاً على الحيثيين وكان هذا أول التحام بينهم وبين مصر، فهزم فرعون جيوشهم وعقد مع ملكهم معاهدة ودية، ولكن ما يهمنا من حروب سيتي الأول هي حربه في فلسطين مع قبائل (الشاسو) أي البدو إذ كان لهم صلة ببني إسرائيل وأنقل هنا ما ذكره عالم المصريات الشهير سليم حسن: من أهم الوثائق التي بقيت لنا منقوشة على جدران معبد الكرنك المتن الذي يحدثنا عن السبب المباشر الذي حدا بالفرعون (سيتي الأول ) لمهاجمة قبائل (شاسو) (البدو) الآسيويين بفلسطين، والظاهر أن الموقف الذي كان يواجهه هذا الفرعون من فلسطين كان موقف خداع ومناجزات، وقد كان للعايبروا ضلع في الحركة التي قام بها هؤلاء البدو، إذ كانوا يسعون لتوطيد أقدامهم في فلسطين ( سليم حسن مصر القديمة جـ 6 ص 33)، وكان هؤلاء البدو قد انتهزوا الفرصة للتخلص من البقية الباقية من النفوذ المصري في فلسطين، وقد وصلت التقارير إلى (سيتي) بأن الثورات قد اندلع لهيبها تقول الوثيقة:
(السنة الأولى من عهد مُجدد الولادة ملك الوجه القبلي والبحري، رب الأرضين ( من ماعت رع ) (سيتي الأول ) معطي الحياة لقد أتى إنسان ليخبر جلالته أن الشاسوا الخاسئين قد دبروا العصيان، فقد تجمع رؤساء قبائل فلسطين معلنين العصيان، وقد أخذوا في السلب والنهب والشجار إذ يقتل الواحد منهم جاره، وعصوا قوانين القصر، وقد قام جلالته – له الحياة والفلاح والصحة – بحربهم – وبدأ الواقعة ودخل غمارها، وكان لبه مرتاحاً لرؤية الدماء تسيل وقطع رؤوس العصاة، وقد قضى عليهم جلالته دفعة واحدة، فلم يترك ساقاً واحدة (منتصبة ) بينهم. ومن فر منهم حياً كانت تُحمل يده (كان الأسرى تقطع أيديهم )، وسار سيتي الأول بالجيش من ثارو – وهي آخر مدن مصر على الحدود الشمالية الشرقية وتقابل القنطرة في العصر الحاضر – في اتجاه فلسطين حتى وصل إلى (رفح ) – وهي مسافة تبلغ 190 كيلو متراً – وقد وقعت الواقعة بين المصريين والشاسو على طول هذا الطريق).
وتقول وثيقة أخرى:
(السنة الأولى من حكم ملك الوجه القبلي والوجه البحري (من ماعت رع )، - التخريب الذي ألحقه سيف الفرعون البتار – له لحياة والفلاح والصحة – بالشاسو الخاسئين، من قلعة (ثاروه) حتى (باكنعان) عندما سار جلالته نحوهم مثل الأسد المفترس وصيرهم أشلاء في الوديان مخضبين بدمائهم كأن لم يغنوا بالأمس، وكل من أفلت من أصابعه يقول إن قوته (الفرعون) على الممالك النائية هي قوة والده (آمون) الذي كتب له الشجاعة المظفرة في الممالك الأجنبية.
ومن المعلوم أن نفراً من بني إسرائيل قد خرجوا مع الهكسوس وكانوا يسمون( العايبرو) ولا شك أن بعضاً من هؤلاء العابيروا قد اندسوا بين (الشاسو) وجعلوهم يثورون على مصر أملاً في إقصاء النفوذ المصري عن فلسطين فيتمكن بنو إسرائيل المقيمين بمصر من الخروج إليها وتكوين دولتهم.
شيء آخر يذكر الدكتور سليم حسن ( جـ 6 ص 44/45) وهو أن ذبح الأسرى كان عادة قديمة، إذا وُجدت لوحة من العاج مرسوم عليها الملك (دن) (من الأسرة الأولى) وهو يقتل عدواً شرقياً راكعاً أمامه وفي يد الفرعون مقمعة من الحجر يضرب بها العدو، وظلّ الأسرى يذبحون بعد ذلك في عصر الأسرات القديمة، ثم أصبح منذ عهد الدولة الحديثة مجرد احتفال رمزي ولا يُنفذ القتل فعلاً – إذ نجد على البوابة السابعة في الكرنك ( تحتمس الثالث) مصوراً في الوضع التقليدي على وشك ذبح طائفة من الأسرى يبلغ عددهم نحو 30 وهو قابض على نواصيهم بينما نجد في ركن آخر من الصورة الأسرى يعاملون معاملة كريمة، دلالة على أن أمر الذبح كان لا ينفذ فعلاً، ويتساءل الدكتور سليم حسن قائلاً هل عاد سيتي الأول لارتكاب هذه الفعلة الشنعاء ثانية فقتل أسراه على الرغم من أنها عادة قديمة قد لفظها الزمن ؟ ولماذا؟
ونجد نقشاً على جدران معبد مدينة هابو على هيئة خطاب على لسان (آمون رع) رب طيبة: (يا بني الذي من صلبي، يا محبوبي، ويا رب الأرضين (من ماعت رع ) (سيتي الأول) رب القوة في كل مملكة إني والدك وإني أنا الذي أجعل الرعب منك في أرض ( رتنوا العليا والسفلى) وقبائل النوبة، كلهم قد ذبحوا تحت قدميك وإني أولي وإني أوليّ وجهي قبل الممالك الشمالية وآتي بأعجوبة لك متصدياً للعصاة في أوكارهم ببأس شديد).
ويمكننا الإجابة على التساؤل الذي أثاره الدكتور سليم حسن بأن سيتي الأول لما أدرك الصلة بين (الشاسو) الثائرين عليه و(العابيرو) أقرباء بني إسرائيل أراد بإحياء الاحتفال بذبح الأسرى وإرهاب بني إسرائيل المقيمين بمصر وإشعارهم أن الأمر جد ولا هوادة فيه، وأن الذبح قد ينالهم هم أنفسهم إذ جاءت الخيانة من جانبهم وهذا ما حدث فعلاً فيما بعد مع ابنه ( رمسيس الثاني ) وما تعرض له من خديعة من اثنين من البدو – كلفته فيلقاً كاملاً من جيشه وكادت تودي به هو نفسه – في معركة قادش فلما عاد من المعركة بعد توقيع الصلح مع الحثيين نفذ تهديد والده وبدأ التنكيل الحقيقي ببني إسرائيل بزيادة جرعة التعذيب والتسخير ثم أصدر أمر ذبح الأطفال الذكور.
فإذا عدنا إلى سيتي الأول ثانية نجد أنه كذلك قد حمى مصر من غارات الليبيين كما أظهر اهتماماً ببناء المعابد وتجديدها، وبلغت فنون النقش والتصوير في عهده ذروة عالية وخاصة في معبد شعائره في أبيدوس (العرابة المدفونة في مركز البلينا) كذلك في نقوش مقبرته في غرب طيبة.
وبنى أيضاً جزءاً كبيراً من بهو الأعمدة العظيم الذي بدأه أبوه – في الكرنك وتوسع في استغلال مناجم الذهب في الصحراء الشرقية ورسم الخرائط للطرق والحصون المنتشرة على الحدود الشمالية الشرقية، ولكن معظم هذه الإنشاءات المدنية كان القائم عليها والمنفذ لها هو ابنه رمسيس الثاني الذي كان مشاركاً له في العشر سنوات الأخيرة من حكمه.
كان أكبر أبناء سيتي الأول هو رعمسسو وهو المشهور باسم رمسيس الثاني، وكان يحمل الألقاب التالية: ابن الملك – الأمير الوراثي والوزير – عمدة المدينة والمشرف على جياد رب الأرضين ورئيس القضاة وغير ذلك من الألقاب كانت (طيبة ) هي العاصمة أيام سيتي الأول، إلا أن ( منف)، كانت العاصمة الثانية لقربها من أملاكه في آسيا التي كانت شغله الشاغل مدة حياته ولأن سيتي كان من أسرة تنسب إلى شرق الدلتا، فقد بنى لنفسه قصراً في (قنتير) كشفت عنه أعمال البحث التي أجريت مؤخراً في هذه المنطقة وكان هذا القصر نواة للمدينة الجديدة التي بناها رمسيس الثاني وسماها باسمه ( بر رعمسسو) واتخذها عاصمة له.
بنو إسرائيل:
نعود الآن إلى بني إسرائيل وقد ذكرنا أن يوسف عليه السلام قد أسكنهم أرض جاسان وكان عدد من جاء إلى مصر من أبناء يعقوب 70 نفساً، وإذا افترضنا أن نصفهم ذكور والنصف الثاني إناث لكوّنوا 35 أسرة يبدأ بهم الجيل الأول في مصر، وإذا افترضنا أن عدد المواليد لكل أسرة هو 3 أبناء وهو عدد متواضع جداً، فلنجعله 3 و 4 بالتبادل للأجيال المتتالية نجد أنه بعد 16 جيلاً:
الجيل الأول = 35 أسرة × 4 أبناء = 140
الجيل الثاني = 70 أسرة ؛ 3 أبناء = 210
الجيل الثالث = 105 أسرة × 4 أبناء = 420
الجيل الرابع = 210 أسرة × 3 أبناء = 630
الجيل الخامس = 315 أسرة × 4 أبناء = 1260
الجيل السادس = 630 أسرة × 3 أبناء = 1890
الجيل السابع = 945 أسرة × 4 أبناء = 3780
الجيل الثامن = 1890 أسرة × 3 أبناء = 5670
الجيل التاسع = 2835 أسرة × 4 أبناء = 11340
الجيل العاشر = 5670 أسرة × 3 أبناء = 17010
الجيل الحادي عشر = 8505 أسرة × 4 أبناء = 34020
الجيل الثاني عشر = 17010 أسرة × 3 أبناء = 51030
الجيل الثالث عشر = 25515 أسرة × 4 أبناء = 102060
الجيل الرابع عشر = 51030 أسرة × 3 أبناء = 153090
الجيل الخامس عشر = 76545 أسرة × 4 أبناء = 306180
الجيل السادس عشر = 153090 أسرة × 3 أبناء = 459720
وإنا افترضنا لكل جيل 30 عاماً فإن الـ 16 جيلاً تستغرق من الزمن 480 عاماً أو 500 عاماً وهي المدة التي أمضاها بنو إسرائيل في مصر منذ اول قدومهم في عام 1728 ق.م حتى الخروج في عام 1225 وإذا افترضنا أن الأجيال الإثني عشر الأولى قد توفوا جميعاً.
وتوفي من الجيل الـ 13 http://www.55a.net/firas/ar_photo/1183452516clip_7.jpgوبقي الربع وهو: 25515
وتوفي من الجيل الـ 14 http://www.55a.net/firas/ar_photo/1183452626clip_2.jpgوبقي http://www.55a.net/firas/ar_photo/1183452649clip_3.jpg = 51030
وتوفي من الجيل الـ 15 http://www.55a.net/firas/ar_photo/1183452678clip_4.jpgوبقي http://www.55a.net/firas/ar_photo/1183452678clip_4.jpg =105090
والجيل الـ 16 موجود بأكمله = 459720
نجد أنه في نهاية الخمسمائة عام يكون بنو إسرائيل كلهم = 651360 فرداً.
فإذا افترضنا الثلث نساء وثلثا آخر أطفالاً كان الرجال لا يزيدون عن 217.000 وليس 600.000 كما جاء في التوراة ( إصحاح 12 خروج: 37): فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوث نحو ست مائة ألف ماش من الرجال عدا الأولاد.
وقد ذكرنا في كتبنا بعض العوامل التي جعلت المصريين يأخذون جانب الحذر من بني إسرائيل في الفترة التي تلت طرد الهكسوس، ولكن بمضي الوقت وبزيادة التعاملات بين الجانبين بدأ المصريون ينظرون إلى بني إسرائيل كأنهم أصبحوا جزءاً من الشعب.
وبدأ الفراعنة في بناء الإمبراطورية المصرية في الشام وفلسطين مما استدعى تجنيد عدد كبير من الجنود.. وكان من غير المستحب تجنيد غير المصريين إذ أن ولاءهم مشكوك فيه، وهذا ما سجلته التوراة ( إصحاح أول خروج: 10) (فيكون إذا حدثت حرب أنهم ينضمون إلى أعدائنا ويحاربوننا ويصعدون من الأرض )، ولما كان إشراكهم في الحرب غير مقبول فقد كان من الطبيعي أن يقوموا ببعض الأعمال المدنية مثل صنع الطوب وقطع الحجارة وبناء المعابد. ولما كان بنو إسرائيل أهل بداوة لم يتعودوا على هذه الأعمال فقد رفضوها، وكان من الضروري إجبارهم عليها، وهو ما اعتبره بنو إسرائيل سخرة، وبدؤوا يتمردون في هذا الوضع ويتطلعون إلى الخروج من مصر إلى (الأرض الموعودة) ولما كان خروجهم إلى أرض فلسطين يضيف قوة إلى فلول الهكسوس الذين انتشروا في المنطقة بعد طردهم من مصر، ويحرض البلاد لاحتمال غزو جديد فقد تمسك الفراعنة بعدم خروج بني إسرائيل من مصر، وزاد هذا من تذمر بني إسرائيل، وزادت الفجوة بين الجانبين، وبدأت الهوة تتسع شيئاً فشيئاً حتى بلغت أقصاها في عهد الأسرة التاسعة عشرة وخاصة في عهد رمسيس الثاني.
رمسيس الثاني:
كانت حسابات الفلكيين في مصر القديمة تقول إن اقتران ظهور النجم الذي يحدد قدوم فيضان نهر النيل مع الكواكب التي تحدد بدء السنة الدينية وبداية السنة الزراعية أمر لا يحدث إلا مرة واحدة كل 1461 سنة وأن هذا الاقتران الثلاثي ينبئ عن حدث مهم سوف يحدث على الأرض، وكان رمسيس الثاني كثيراً ما يفتخر بأن هذا الاقتران حدث في عام 1317 ق.م وأن الحدث المهم هو مولده في عام 1315 ق.م ( كتاب رمسيس العظيم تأليف ريتافرد. ص 24) وأن فيضان العام الذي سبق مولده كان وافياً وغزيراً غمر البلاد بالرخاء، وملأ البيوت بالحبوب وعمت البهجة القلوب، كذلك سجل رمسيس الثاني افتخاره بأنه وُلِدَ من الإله (آمون) نفسه الذي تقمص جسد (سيتي الأول) فأنجبه من الملكة (تويا) والدته (طبعاً هذا زعم باطل ولكن ننقل بأمانة ما قيل عنه).
خلّف رمسيس الثاني والده سيتي الأول في الحكم في عام 1290 ق.م وساعدته عدة عوامل على أن تفرض شهرته على التاريخ:
1- مشاركته والده في الحكم فاكتسب خبرة سياسية وحربية.
2- ولى الحكم شاباً يملؤه الحماس وتحدوه آمال واسعة.
3- طول مدة حكمه التي بلغت 67 عاماً.
4- ورث عن أبيه دولة قوية ذات ثراء عريض.
5- وجد من رجاله المدنيين والعسكريين تأييداً لكل أعماله.
6- تصديه للحثيين وهم أضخم قوة عسكرية في عصره.
7- كان شغوفاً بتخليد ذكراه وتمجيد نفسه، ولذلك بنى عدداً كبيراً من المعابد والقصور والمسلات والتماثيل أكثر من أي حاكم آخر سبقه.
8- في عهده تكونت لمصر عاصمة جديدة سميت باسمه (بروعمسسو) أي دار رمسيس وأصبحت واحدة من أهم العواصم في الشرق الأدنى القديم.
طفولته:
كان المعتاد – إذا عمل تمثال لأحد الفراعين ورؤي أن يصور أبناؤه معه – أن يكونوا بحجم صغير ومكانهم واقفين بجوار أرجل والدهم، وهذا ما نراه في كثير من التماثيل وما نراه في تماثيل رمسيس الثاني على واجهة معبد أبي سمبل إلا أننا لا نجد تمثالاً لرمسيس الثاني يمثله طفلاً يقف بجوار رجلي والده (سيتي الأول ) ولعله كان يستشعر منذ طفولته أنه (أكبر) أو (أعظم) من أن يُصوَّر هكذا، والتمثال الفريد الذي وصل إلينا يمثله طفلاً جالساً القرفصاء، وخلفه الإله حورون (المزعوم) بهيئة رأس الصقر الخاصة بالإله حورس بينما رمسيس الثاني عار من الملابس ولكنه يضع قرص الشمس على رأسه والصل الملكي على جبهته، ويضع إصبع يده اليمنى على فمه ذي الابتسامة الخفيفة التي تميز معظم تماثيله بينما يمسك في يده اليسرى حزمة نبات رمزاً لمصر والنيل بينما في تمثال آخر يمثله شاباً صور نفسه وخفله الإله (سوتخ) يحميه وقد مثل الإله سوتخ على هيئة حيوان هجين برأس تمساح، وفي مرحلة أخرى من شبابه صور نفسه واقفاً ويحميه من خلفه الكبش – رمز الإله آمون.

http://www.55a.net/firas/ar_photo/6/32652252214.jpg
تمثال رمسيس الثاني وخلفه الإله حورون


ويمكننا أن نستشف من هذه التماثيل أنه كان يشعر أيضاً بأن الآلهة تؤيده وتحميه منذ الصغر.
مشاركته والده في الحكم:
في الواقع أن سيتي الأول بدأ يشرك ابنه رمسيس الثاني في شؤونه وهو لم يزل في سن العاشرة وأعلنه ولياً للعهد في سن الثالثة عشرة، ثم توجه شريكاً له في الملك بعد ذلك بسنوات قليلة، وعلى أثر ذلك كُلّف بالقيام ببعض مسؤوليات الدولة وشؤونها كإقامة المباني وغيرها، وقد تم هذا التتويج على يد الإله آمون في حضرة الفرعون والده ( سيتي الأول) ويسجل في معبد سيتي الأول بالقرنة، وسُجّل له تتويج ثان في مدينة هليوبوليس على يد الإله (أتوم) والنص الموجود على أحد جدران معبد سيتي الأول أمر رمسيس الثاني بنقشه ليفاخر بنفسه فيقول:
(رفع من شأني رب الكون نفسه – يقصد الإله رع (المزعوم) – منذ كنت طفلاً حتى أصبحت حاكماً، منحني الأرض وأنا في البيضة وقبل العظماء التراب أمام وجهي، ثم عينت بوصفي الابن الأكبر أميراً وراثياً على العرش وكنت أقدم التقارير عن حالة الأرضيين بوصفي قائداً للمشاة والعجلات، ولما بدا أبي في مجده أمام شعبه وكنت طفلاً قال للقوم: توجوه ملكاً حتى أشهد بهاءه وأنا على قيد الحياة!!.
وكان رمسيس الثاني يضيف إلى لقبه نعوتاً خاصة مثل:
(مري رع) أي محبوب رع.
(تيت رع) أي صورة رع.
(أعو رع) أي وارث رع.
(ستبن رع) أي مختار رع.



تمثال رمسيس الثاني وزوجته وأبناؤه وبناته بجوار ساقيه (واجهة معبد أبي سميل )


وبعد انفراده بالحكم بعد وفاة والده اختار لقب (وسر ماعت رع ستين رع ) أي (رع قوي العدالة ومختار رع ) ونبذ كل النعوت الأخرى.
وكان النقش على المعابد في عهد سيتي الأول وما قبله يتم بطريقة (النقش البارز) وظل رمسيس الثاني يتبع ذلك في أوائل سني حكمه إلا أنه بعد فترة وجد أن النقش الغائر يمكن إنجازه بسرعة كما أنه أبقى على الزمن من النقش البارز فاتبع هذه الطريقة ثم بعد انفراده بالحكم محا كل نقوشه وقليلاً من نقوش والده البارزة وأعادها بالنقش الغائر وهو ما يمكن الاهتداء إليه بسهولة على جدران المعابد التي أقامها.
وتوجد ثلاث مناظر في معبد سيتي بالعرابة المدفونة رُسم فيها رمسيس بوصفه ولياً للعهد بصورة أصغر من صورة والده سيتي الأول، إلا أن منظر التتويج الذي رسمه رمسيس الثاني بعد مضي سنتين على حادث التتويج نفسه والذي أراد تخليد هذا الحدث بنفسه، نجده قد رسم نفسه بنفس الحجم الذي رسم به والده سيتي وبحجم الآلهة الثلاثة الذين أقيم هذا الحفل في حضرتهم وذلك بالرغم من أن هذا الحفل قد تم وهو صغير السن (15 سنة ) ويمثل اشتراكه في الحكم مع والده لا انفراده بالحكم – مما يدل على نزعة فيها تكبر وتطلع إذ لم يسمح أن تُنحت صورته في هذا المنظر بالذات – كما هو المفروض – بحجم أصغر من حجم والده أو الآلهة الذين كانوا معه !
وتوجد لوحة مؤرخة بالسنة الثالثة من حكمه – كُتبت بإشرافه أو على الأقل بإيحاء منه – وفيها يخاطبه رجال البلاط قائلين: لقد وضعت خططاً حينما كنت لم تزل في البيضة وفي وظيفة طفل أمير، وكانت تلقى عليك شؤون البلاد حينما كنت صبياً تتحلى بالضفيرة، ولم ينفد أثر إذا لم يكن تحت سلطانك، ولم يُقطع بأمر إلا كنت تعلمه وكنت رئيس الجيش منذ أن كنت طفلاً في العاشرة.
ويوجد رسمان على الجانب الجنوبي لقاعة العمد العظيمة بالكرنك يمثلان الاحتفال بعيد الوادي السنوي،وفيه يُصوَّر رمسيس الثاني وهو يقوم بوظيفة فرعون وفي نفس الوقت كاهناً أكبر، في حين أن والده يسير في موكب السفينة المقدسة، وهذا يدل على اشتراكه في الحكم مع والده ويوحي كذلك بأن والده ترك له كثيراً من السلطات.
وأراد رمسيس الثاني أن يؤكد أنه تسلط على كل المنشآت، فهو يقول عن نفسه: ( لا يوجد أثر أنجز لم يكن تحت سلطاني ) فهو يؤكد تسلّطه على عمليات البناء وأنه كان له الدور الأساسي في تصميم المباني التي أقامها.
التحليل النفسي لشخصية رمسيس الثاني:
لئن كنا ستنناول هذه النقطة بشيء من التفصيل فذلك لأنها تقدم دليلاً إضافياً على أنه هو فرعون موسى والوثائق التي كتبت على جدران المعابد تثبت أن الفراعين جميعهم كانوا شديدي الفخر بأنفسهم ومولعين بأن ينسبوا لأنفسهم أعمالاً عظيمة وبطولات قد تكون غير حقيقية وعند دراسة ما كتبه رمسيس الثاني على جدران الجزء الذي أضافه لمعبد (سيتي) بالعرابة ) المدفونة على شكل خطابات أُرّخت بالسنة الأولى من انفراده بالحكم – وقد كتبت هذه الخطابات تحت إشرافه أو بإيحاء أو إملاء منه – تبين لنا أنه كان أكثر الفراعين فخراً بنفسه وبأعماله محباً لذاته لدرجة تقرب من جنون العظمة، وفيما يلي ننقل بعضاً من هذه الكتابات وهي على شكل خطابات متبادلة: (مصر القديمة سليم حسن جـ6).
1- خطاب أوزير الملك

يسجل فيه شكر الآلهة على إقامة المعابد لها نصه ما يلي: خطاب أوزير رب الأبدية للابنه ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسرماعت رع ستبن رع ) (أي (رمسيس الثاني) ): إن قلبي في راحة بفضل ما فعلت لي وإني لمبتهج بما قد أمرت به لي وإني لفرح لأني أعيش بأعمال الخير التي أهديتها لي، وإن أعمالك الصالحة تشبه أعمال قرص الشمس وستبقى أنت ما بقي (أتوم) لأنك تسطع على عرشه، وكذلك ما دام (رع) مزدهراً عندما يخترق السماوات العلا حينما تكون أنت ملكاً بفضل أعمالك الصالحة وخططك محببة إلى قلبي، وما فعلته في الأفق كان مقبولاً، والمحراب يكون في حبور عندما يسمعك تلقي قصة أعمالك الصالحة، والإله (تاتنن) (إله الآخرة) قد منحك مئات وآلاف السنين.
تراه في هذا الخطاب يسجل شكر الآلهة على إقامة المعابد لها، كما أنه يتمنى لنفسه طول العمر.
2- خطاب (إيزيس):
من إيزيس العظيمة والدة الإله: يا بني العزيز (رعمسيس) محبوب آمون، إن طول حياتك مثل طول حياة ابني (حور) فهكذا أنت، وهكذا سيكون من خرج من بطني، وإنك بار بنا مثله، وإن مدة أجل السماء وممالك السيد المهيمن (أوزير) جميعها وسني (حور) و(ست) ستمنح لك بوصفك ملكاً على الأرض.
وهنا نلاحظ أنه قد سجل بنوته (الحقيقية) للإلهة إيزيس فصور نفسه يرضع ثديها، وحتى في هذا الموقف لم يتنازل عن نظرته التعاظمية لنفسه فلم يشأ أن يصور نفسه طفلاً مثل حورس، بل صور نفسه يافعاً واقفاً وقد لبس التاج على رأسه وفي يده اليمنى علامة الملك وجعل إيزيس من الطول بحيث لا يحني رأسه.
3- خطاب سيتي الأول:
وهو يكتب الخطاب على لسان والده، وكان سيتي الأول قد توفى، وحسب ما كان متبعاً في أيامهم كان يعطى لقب (صادق القول ) كما نقول في أيامنا (المرحوم) ونص الخطاب ما يلي: خطاب من الملك ( من ماءت رع ) صادق القول: فليفرح قلبك يا ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسر ماعت رع ستين رع ) (أي رمسيس الثاني ) لأن رع إله الشمس يهبك الخلود، وأتون يبتهج باسمك إني لفي سرور لما فعلته لي منذ أن دعيتُ صادق القول (أي منذ أن توفيت ) وقد عظّمني (أوزير) لما فعلته لي.
4- خطاب من رمسيس الثاني إلى (أوزير):
إني أتضرع لوجهك كما كان يفعل ابنك ( حورس) وغني أفعل لك آثاراً في المكان المقدس (الجبانة) وأضاعف الأوقاف لروحك، وإني تحت تصرفك وتحت سلطانك، حتى تجعل الأرض ملكاً لي، وحتى تهبني الخلود بوصفك ملكاً والأبدية بوصفك راعياً للأرضيين وإني على استعداد لتنفيذ ما يحبه قلبك كل يوم بلا انقطاع.
5- خطاب يصف الأعمال التي قام بها تكريماً لوالده، ويفخر بها:
لقد كان ولداً باراً بأبيه مثل حورس عندما انتقم لوالده أوزير، فهو (رمسيس الثاني) الذي صوّر سواه وتحت تمثال من أنجبه و أحيا اسم من وضع بذرته هو ابن الشمس والذي يحبه (آمون) معطي الحياة مثل (رع) مخلداً مثل (أوزير) حافظ على ذكرى والده، ونحت تمثالين لوالده ويرجع الفضل في ذلك إلى (رمسيس) معطي لحياة لوالده صادق القول وقد أسس له أملاكاً، وأمدها بالأرزاق لما له من سمعة بين الملوك.
6- خطاب يصف تجديده لآثار العرابة (مع الاختصار):
وذات يوم في السنة الأولى دخل جلالته ليرى والده وليقرب القرابين وقد وجد مباني الجبانة التي من عهد الملوك الأقدمين وكذلك مقابرهم آيلة للخراب ساقطة على الأرض. وجدرانها منبوذة على الطريق ولم تكن لبناتها متماسكة ولم يكن هناك إنسان ليبنى منذ أن طار أصحابها إلى السماء ولم يكن هناك ابن يقوم بإصلاح ما تركه والده.
ومعنى منذ، طار أصحابها إلى السماء أي بعد أن توفى أصحابها – كما نقول في عصرنا (لحق بالرفيق الأعلى ).
7- وثيقة يصف فيها تولّيه على العرش في صيغة خطاب لمستشاريه:
( مع الاختصار ) تأملوا. لقد أمرت بدعوتكم عندما شاهدت مباني الجبانة ومقابر العرابة لم تنجز أعمالها منذ زمن أصحابها حتى اليوم، وإنه لجميل أن يهتم الابن بوالده، وإني سأعمل حتى يقول الناس إلى الأبد السرمدي، إنه ابنه الذي جعل اسمه يحيا، ومن أجل هذا سيخصني والدي (أوزير) بحياة ابنه (حورس) الطويلة جزاء ما سأقوم به من الأعمال الطيبة لوالدي قولوا أنتم إن (رع) و(أوزير) نفسه قد نشأني وجعلني أنمو حينما كنت لا أزال طفلاً حتى أصبحت ملكاً وأعطاني الملك ومنذ أن كنت لا أزال في البيضة، وكان العظماء يقبلون الأرض أمامي وأنا لم أزل أميراً وراثياً على العرش، وكنت قائد المشاة والخيالة، وعندما كان يظهر والدي أمام الشعب كنت طفلاً صغيراً، وكان يقول عني: توجوه ملكاً حتى أرى حاله وأنا لا أزال حياً، ضعوا التاج على رأسه حتى ينظم هذه البلاد ويدير شؤون مصر. وعلى ذلك وضعوا التيجان على جبيني، تأملوا، لقد كنت (رع) فوق الناس، فأهل الجنوب وأهل الشمال كانوا تحت نعليّ.. لقد وضع معبده تحت ملاحظتي، وكل أشغاله تحت مراقبتي منذ كنت طفلاً، وإنه أنا الذي صنعتُ تمثال والدي من الذهب وحبست القربان على روحه، ومن خمر وزيت خروع وكل أنواع الفاكهة وكل باكورات المحاصيل، ويستمر في وصف ما عمله من آثار تكريماً لوالده.
يتبع ... الموضوع

القلب الحزين 12-12-2007 04:58 PM

يتبع ... الموضوع >>>

8- جواب المستشارين ( يمدخونه ويضعونه في مصاف الآلهة ):
إنك (رع) الشمس، وجسمك جسمه، ولا يوجد قط ملك يشابهك، فأنت وحدك مثل ابن أوزير حورس ابن إيزيس، ولم يفعل أي ملك هكذا منذ عهد (رع) إلا أنت، وإن ما فعلته أعظم مما فعله أحد قبلك، لقد عملتَ ما لم يعمل من قبل، فأي مثال فضيلة يوجد في استطاعتنا أن نأتي به لنذكره أمامك، ومن ذا الذي يأتي لينصحك عندما تفكر بمحض عبقريتك!
لم يُرَ مثلك وجه، ولم يُسمع مثل قولك، ولا أحد اعتلى العرش مثلك قد حافظ بصلاح على ذكرى والده إذ كان كل واحد يعمل لما فيه فائدة اسمه إلا أنت وحورس، لذلك فأنت وابن أوزير سيان، إنك وارث ممتاز مثله إذ تدير ملكه بنفس طريقته وتفعل ما فعله الآلهة وقد نفس طول عمر الآهلة، إن قلب (رع ) في السماء لفرح والآلهة مبتهجون منذ تتويجك ملكاً على الأرضيين..
ويستمرون قائلين: إنك ستكون على الأرض مثل (آتون) لقد جددت آثاراً في الجبانة والمشروعات التي كانت مهملة قد أنجزتها على الوجه الأكمل، الأجيال تمر ويحل غيرها وجلالتك ملك الوجه القبلي والوجه البحري لأنك أنت الذي تعمل الخير وقلبك مرتاح لإقامة العدل، وعندما تُرفع إلى السماء ستصعد أعمالك الصالحة حتى الأفق، والأعين ترى أعمالك العظيمة التي أنجزت أمام الآلهة والناس.. ويبلغ النفاق مداه إذ يقولون: اسمك في كل بلد من أول بلاد النوبة جنوباً وشمالاً، من أول شواطئ البحر وكل الأماكن تعرف أنك إله لكل الموجودات والناس يسهرون ليقوموا بتقديم البخور لك على حسب أمر والدك ( آتون) !!
وتستمر الوثائق المسجلة على جدران المعابد على هذا النحو، ولا يتبادر إلى الذهن أن بعض هذه الرسائل كان يسجل دون علمه، أو أنه لم يكن راضياً تمام الرضا عن كل المديح الذي جاء بها لأن كل ما كان يسجل على جدران المعابد كان لا بد أن يعرض على الفرعون وينال موافقته وقد سبق أن ذكرنا ما قاله رجال البلاط في خطاب موجه إليه، ولم ينفذ أثر إذا لم يكن تحت سلطانك ولم يقطع بأمر إلا كنت تعلمه !! فجميع هذه الخطابات قد حظيت بموافقته قبل تسجيلها، وعرف كاتبوها سواء كانوا من رجال البلاط أو غيرهم – كيف ينفذون إلى قلبه وينالون رضاه بترديد عبارات النفاق الواضح أو المقنع، وكلهم تدور في معنيين اثنين – أنه الابن البار بوالده، فأقام المعابد تكريماً له، ثم كيف اختاره أبوه ليشركه معه في الحكم وفي هذا معنى مستتر أنه استحق ذلك لأنه كان (عبقرياً) منذ صغره بل ويمنّ على والده بما بناه له من آثار، كذلك فإنه يسجل ما معناه أنه الابن البار للآلهة يقيم لها المعابد، وأنها ترسل له الرسائل تشكره على صنعه هذا وتنظر إليه على أنه ابن لها.. بل وتعتبره نِداً لها ومساوياً لها في المكانة وطول العمر..
ويتضح ذلك أكثر ما يتضح في الخطاب التالي:
9- خطاب (رمسيس الثاني ) لوالده ( سيتي) يقول فيه:
كلام ملك الوجه القبلي والوجه البحري (وسر ما عت رع ستبن رع ) ابن الشمس، سيد التيجان. محبوب (آمون) رعمسيس معطي الحياة، عندما أعلن ما فعله لوالدك الملك ( من ماعت رع ) صادق القول: تنبه وولّ وجهك قِبَل السماء لترى (رع) يا والدي. أنت يا من أصبحت إلهاً. انظر لقد جعلت اسمك يحيا وإني أرعى صلاح ذكراك إذ أعتني بمعبدك وقربانك ثابت دائم، وإنك تثوي في العالم السفلي مثل (أوزير) في حين أني أشرق مثل (رع) على الإنسانية وأجلس على عرش ( أتوم) مثل (حورس ) ابن (أوزير) ما أجمل ما فعلته لك ! فإنه مضاعف الحسن. لأنك عدت به إلى الحياة من جديد !! فقد صنعت لك تمثالاً. وبنيت مثواك الذي كنت ترغب فيه والذي في صورتك في إقليم الأبدية (جبانة العرابة ) وإني أضع قرابين لتماثيلك. وأعين لك خدماً للمائدة ليحملوا الطعام لروحك، وليصبوا الماء على الأرض من خبز وماء، ولقد أتيت بنفسي !! مرتين لأزور معبدك الذي بجوار (وننفر) ملك الأبدية، ولقد عكفتُ على أعمال هذا المعبد فبنيتُ رقعته. وغطيتها بالبلاط. وأقمت كل مساكنك التي نبت فيها اسمك سرمدياً. ويستمر في سرد ما فعله لوالده – والمن عليه – فيقول وقد جعلتُ خزانتك فاخرة إذ ملأتها بالخيرات وإني أهديك سفينة نقل بحمولتها على البحر المتوسط مشحونة بالذخائر العظيمة من ذهب وفضة ونحاس. ودونت من أجلك قوائم حقول. وإني أمدّها بملاحظين ومزارعين لحصد الحبوب للقرابين المقدسة، وقد جمعتُ لك قطعاناً من كل نوع من الحيوان الصغير لإمداد قرابينك بطريقة منظمة وخصصت لك أوزاً مجلوباً من حظائر التسمين و.. و.. ثم يصل في النهاية إلى هدفه من كل هذا فيكتب ليتك تقول ( لرع) امنح الحياة بقلب محب وأعطِ حياة طويلة فوق حياة طويلة موحدة في أعياد ثلاثينية للملك (ورس ماعت رع ستين رع ) (أي رمسيس الثاني ) معطي الحياة وكل شيء سيصير على ما يرام لك ما دمت أحيا عمراً طويلاً بوصفي محبوب (آمون) معطي الحياة مثل (رع ) ابن (رع) !
10- ونختم هذه الخطابات بخطاب كتبه على لسان والده:
خطاب شكر من (سيتي الأول) لابنه (رمسيس الثاني) يقول فيه: إن الملك (من ماعت رع ) صادق القول (أي المرحوم سيتي الأول ) ذو روح سامية كأوزير مبتهج بالسرور من أجل كل ما فعله ابنه منفذا الأشياء الممتازة ملك الوجه القبلي والوجه البحري، ورئيس الأقواس التسعة سيد الأرضيين (وسر ماعت رع ستين رع ) ابن الشمس رب التيجان محبوب (آمون) رعمسيس، مخلداً وسرمدياً، وقد أعلن كل أعماله الصالحة أمام ( رع حوارختي) وأمام الآلهة الذين في العالم السفلي، إنه تكلم بقوة كما يتكلم والد على الأرض لابنه قائلاً: فليبتهج قلبك كثيراً يا بني العزيز، إن (رع) يمنحك ملاين السنين والأبدية على عرش (حور) الأحياء وإن أوزير يرجو لك بقاء السماء التي تشرق فيها مثل (رع) كل صباح، إن الحياة والصحة معك والصدق والقوة وابتهاج القلب هي من عمل غنى بالسنين وإن القوة والنصر ملكك أنت يا عظيم الانتصار والصحة ملك أعضائك مثل ما هي ملك أعضاء (رع) في السماء، والفرح والسرور في كل الأماكن التي توجد فيها يا أيها الملك يا حامي مصر وهازم الأقوام الأجنبية وإن الأبدية قد عملت لتكون عمرك ما قلته لرع بقلب محب امنحه الخلود على الأرض وقد كررت على (أوزير) عندما دخلت أمامه ضاعف له عمر ابنك (حور) وعلى ذلك فقد أجاب (رع ) في أفق السماء، ليت الخلود والسرمدية وملايين السنين تكون لك في صورة أعياد ثلاثينية وقد وهبك (أتوم) مدى عمره بوصفك ملكاً، وقد تجمعت القوة والانتصارات في ركابك إن (رع) في سفينته وعيناه تريان ما فعلتهُ من الأشياء الممتازة، عندما يخترق السماء في ريح رخاء كل يوم وهو في بهجة عظيمة عندما يستذكر أعمالك الصالحات، وحبك في صدره كل يوم، ويستمر الخطاب.. إن (رع) يذكر أفعالك الطيبة وسيكون لك بقاء طويل في الحياة وإن (رع) قد منحك ملكاً أبدياً، وإنك تأتي بوصفك (رع) منبع الحياة للناس، فالجنوب والشمال تحت قدميك.. والآلهة ترجوا أعياداً ثلاثينية (وسر ماعت رع ستين رع ) في خلود سرمدي.
تتويج رمسيس الثاني:
في عام 1290 ق.م تولى رمسيس الثاني الحكم منفرداً، وقد حدد البعض يوم 27 من الشهر الثالث المسمى ( شمو) (يونيو) تاريخاً للتتويج الرسمي ( كتاب رمسيس العظيم – ريتافرد. ص 29). وتم التتويج في منف عاصمة مصر السياسية والإدارية والتي تقع عند التقاء مصر العليا والسفلى، وتسلم من الآلهة العصا المعقوفة والسوط وهما رمزا الحكم ووضع التاج على رأسه ( شكل 127) والكوبرا الملكية على جبهته تحميه وتدمر أعداءه وبذلك أصبح رمسيس الثاني هو(حورس) الجديد والإله المجسد حاكم البلاد. وفي شكل 128 يرى الإله حورس والإله تحوت يربطان نبات مصر العليا والسفلى علامة على تسليمه مقاليد الحكم في مصر كلها. كما قامت الآلهة بكتابة اسمه على شجرة الخلود ) دلالة على منحة حياة خالدة (شكل 129) وفي شكل 130 يقدم رمسيس الثاني ( ماعت ) علامة الحق إلى ( حوراختي) وفي المقابل يتلقى حياة أبدية وسلطاناً دائماً وبعد ذلك أعلنت أسماء رمسيس الثاني الشرفية في كل أنحاء البلاد.
- حورس الثور القوي. محبوب (ماعت)
- سليل الآلهة. حامي مصر. قاهر البلاد الأجنبية.
- حورس الذهبي. ذو السنوات العديدة. عظيم الانتصارات.
- ملك مصر العليا والسفلى. القوي في الحق (أوسر. ماعت. رع).
- ابن (رع) رمسيس. محبوب (آمون).
وفي السنة الثانية من حكمه أضيف لفظ ستين رع أي (المختار من رع ) فصار اسمه الكامل (أوسر ماعت رع – ستين رع) وبعد ذلك أضيفت ألقاب أخرى تمجيدية تفصح عن نزعته التعاظمية (رمسيس العظيم – ريتا فرد. ص 31).
ولما تميز به من طموح ونشاط ودهاء سياسي فقد بدأ منذ توليه العرش – وحتى قبل ذلك – في أن يضع بصمته على كل مكان كما سنرى فيما بعد من إنشاءاته التي انتشرت في كل مدن مصر والنوبة.



الإلهان (حورس) و(ست) يتوجان رمسيس الثاني








الإلهحورسوالإله نحتوت يربطان نبات مصر العليا والسفلى تحت صورة رمسيس الثاني






الآلهة تكتب اسم رمسيس الثاني على شجرة الخلد بما يعني حياة أبدية


رمسيس الثاني كاهنا أكبر للإله آمون:
لم يكن قد مضى على توليه الحكم إلا شهران حتى حل موعد الاحتفال بعد ( أويت) وفيه يقام احتفال كبير إذ يقوم أتباع ( آمون) بزيارة معبد الأقصر المجاور. وكانت مدينة الأقصر. تعتبر من الوجهة الدينية المصرية القديمة هي المكان الذي بدأ منه خلق الكون، ويعبّر احتفال (أوبت) عن إحياء ذكرى لحظة الخلق هذه إذ أن الإله يجدد نفسه في هذا اليوم وكذلك فإن روح الملك الجديد تجدد نفسها،وكانت الاحتفالات تقام لمدة 3 أسابيع وفيها يقوم المغنون والراقصون والراقصات بتقديم عروض مبهجة وتزدحم الشوارع بباعة الطعام والشراب والهدايا التذكارية وعندما يعود ( آمون) إلى الكرنك يترك الفرعون طيبة وغالباً ما يكون الفرعون قد أضاف إلى المعبد بوابة ببرجين ضخمين Pylon وتمثالاً أو تماثيل ضخمة لنفسه وعدة مسلات تخليداً لهذا الاحتفال.
كان الفرعون – بصفته حاكماً للبلاد – يعتبر الكاهن الأكبر للإله ( آمون ) وباقي الآلهة، ولكن لم يكن ذلك يعدو أن يكون صفة شرفية بينما يتولى أحد الكهنة القيام بالشعائر التي تتطلبها وظيفة كاهن أول للإله ( آمون ) في الاحتفال إلا أن رمسيس الثاني قام في هذا الاحتفال بدور الكاهن الأكبر بنفسه، وهو شيء لم يفعله أحد من الفراعين من قبل فقد حدث أن كان منصب الكاهن الأكبر للإله (آمنون) خالياً، ولم يقم بتعيين أحد في الكرسي الخالي، وأدى المراسم الدينية التي يتطلبها هذا الاحتفال ولبس رداء الكهنة والفراء الخاص فوق الملابس الملكية، وعمل على تسجيل ذلك في نقش كتب فوقه: الكاهن الأول للإله (آمون) ملك الجنوب والشمال رعمسيس الثاني معطي الحياة ( سليم حسن مصر القديمة جـ 2 ص 477) وبعد أن أتم مراسم الاحتفال اختار الكاهن ( ذنب ونتف ) ليشغل منصب الكاهن الأول للإله آمون بالرغم من أنه لم يكن من طائفة آمون في طيبة بل كان كبير كهنة مصر الوسطى، وأرجع رمسيس هذا الاختيار لرغبات الإله (آمون) نفسه ثم عاد من طيبة في قاربه الملكي وتوقف ليزف الخبر بنفسه إلى الكاهن ( نب وننف ) ثم تابع سيره في النيل حتى وصل العاصمة ورعمسيس وسجل نب وننف – امتنانه في متن يقول فيه موجهاً الكلام إلى الفرعون.
لقد امتدح رجال البلاط ومجلس الثلاثين معاً تعطف جلالته وسجدوا مرات عدة أمام هذا الإله الطيب مصلين له ومتعبدين أمام وجهه، وقد مجّدوا أرواحه حتى عنان السماء قائلين: أنت يا من سيبقى حتى السرمدية ليتك تحتفل بأعياد ثلاثينية بالملايين وليت سنيك تكون عديدة مثل رمال شاطئ البحر، وإنك تولد كل صباح وتجدد لنا مثل الشمس وتصير صبياً كالقمر، وإنك تحكم بوصفك ملكاً على الأرضيين، والأقواس التسعة تحت أوامرك ونهاية حدودك تمتد حتى حدود السماء، ودائرتها تحت سلطانك وما تحيط به الشمس تحت أوامرك ونهاية حدودك تمتد حتى حدود السماء، ودارتها تحت سلطانك وما تحيط به الشمس تحت نظرك، وما يغمره المحيط خاضع لك وإنك على الأرض فوق عرش (حور) حيث تظهر بوصفك رئيساً للأحياء، وإنك كقرص الشمس في السماء ووجودك مثل وجوده.
وفي رأينا أن رمسيس الثاني. أراد بهذا التصرف – ومنذ الأيام الأولى من حكمه _ إشعار كهنة آمون بطيبة أنه عازم على أن يكون له النفوذ الديني الأول في البلاد وسيمارس سلطانه إلى أقصى حدودها، فيكون الكاهن الأكبر لمن يشاء من الآلهة، وبعين كبار الكهنة كما يشاء حتى من خارج أقاليمهم ولعل الكهنة – في طول البلاد وعرضها – قد فهموا الرسالة وآثروا السلامة وأصبحوا يمتثلون لرغباته وأوامره، ولم يعودوا يطمعون في زيارة نفوذهم عن طريق أي مؤامرات بل أصبح كل همهم إرضاؤه ليبقى عليهم في مناصبهم.
زواج رمسيس الثاني:
كان رمسيس الثاني في السادسة عشرة من عمره حين تزوج من ( نفرتاري مونموت ) وكانت من أجل جميلات مدينة طيبة يجري في عروقها الدم الملكي أو من أسرة لا تقل عراقة عن أسرة رمسيس الثاني وظلت هي الزوجة الرئيسية حتى بعد أن تزوج بغيرها، وكانت تلقب بـ( الأميرة الوراثية ) و(سيدة مصر العليا والسفلى ) و(سيدة الأرضيين ) أي على قدر المساواة بالملك الذي كان يطلق عليه لقب ( سيد الأرضيين).
وكانت زوجته تحمل وتلد ويعطى للمولد اسم ولكنه لا يلبث أن يموت، تكرر هذا عدة مرات، ففي التاسعة عشرة رزق بولد سماه ( خعموا ست الأول ) ولم يعش إلا أشهراً قليلة ثم توفى، ثم ولد له بعد عام ( آمون خرخبشف الأول ) لم يلبث إلا أن توفى أيضاً، وتكرر هذا عدة مرات.



الملكة نفرتاري زوجة رمسيس الثاني (ملحوظة: ليست هي التي تبنت موسى)


ذلك وهو لا يزال ولياً للعهد. ثم تولى الحكم رسمياً وعمره 23 عاماً، وتكررت الولادات ووفاة المواليد، ويحدث ذلك طبياً إذ كان الأم حاملة للفيروس Cytomegalo virus CMV، إذ يولد الأطفال وقد انتقل إليهم الفيروس من الأم ويتسبب في وفاة الأطفال في سن مبكرة، ومن المحتمل انه فسر ذلك بأن ( هواء طيبة ) لا يلائم زوجته ولعل ذلك كان أحد أسباب تفكيره في نقل العاصمة إلى الوجه البحري، أو أنه تصور أن ( لعنة شريرة ) قد أصابته في أولاده. وكأي أب في مثل هذه الحالة فقد لجأ إلى الآلهة يستعطفها ويركع أمامها ويقدم القرابين ويرجوها أن يعيش أبناؤه فنراه يركع أمام الإله (تحوت) يقدم له البخور، ونقارن هذا (التواضع ) بصورته أثناء تتويجه ) بواسطة الإلهين (حورس) و(ست) وقد رسم نفسه بنفس حجم الآلهة، وعمد إلى أن يجعل الآهلة تقف على قطعة حجر حتى لا يضطر لأن يحني رأسه أثناء وضع التاج عليه ! وفي أحد المنحوتات نراه يقدم الزهور للآلهة( حورس ميعام وحورس باكي وحورس بوهن ) (الإله حورس منتسباً إلى ثلاثة أقاليم مختلفة ) وفي منحوتة أخرى نراه راكعاً يقدم الخبز والطيور والنبيذ قرابين للإله (آمون ) على هيئة رجل برأس صقر. وفي منحوتة أخرى نراه يقدم تمثال ( ماعت) إلى الإله (تحوت ) رب الأشمونين، وهكذا لم يترك إلهاً في الشمال أو الجنوب إلا وطلب منه أن يحافظ عليه أبناءه.
ثم بدأت زوجته نفرتاري تتردد على المعابد تترجى الآلهة هي الآخرة كي يعيش أبناؤها. فنراها في شكل (136) تقدم الزهور والفواكه للآلهة ( خنوم وسانت وعنفت ). وفي منحوتة أخرى نرها أمام أله ( تحوت ) وفي آخر نراها تقدم الزهور للإلهة (حتحور) على هيئة البقرة وفي منحوتة أخرى رُسمت وهي تقوم برقصة طقسية ويقدم أحد الكهنة حزمة من سنابل القمح للثور ( كاحج) (أحد مظاهر الإله "مين" ) ثم تماثيل الملوك الأسلاف في أسفل الصورة والثور كاحج يمثل القوة والفتوة والشباب، وليس من تفسير لوضع هذه الرسوم في لوحة واحدة إلا أنها تترجى الآلهة أن يكون أبناؤها في مثل قوة وفتوة الثور كاحج ليعيشوا ويصبح لها من أبنائها ملوكاً مثل ما كان للأسلاف.



رمسيس الثاني يقوم بقتل أحد الأسرى بالبلطة


ونلاحظ في كل هذه الصور أن رمسيس الثاني كان يتخير هو وزوجته الآلهة التي لها علاقة بالخصوبة والأمومة والشباب والقوة وهي التي يمكن أن تحقق لهما مطلبهما، فالإله (مين) هو الإله الأكبر الذي كان يعبد في منطقة أخميم وطيبة وأرمنت، وكان يمثّل وعلى رأسه ريشتان عاليتان، رافعاً ذراعه الأيمن وقابضاً على السوط المثلث الفروع ويمثل واقفاً منتصباً إذ كان يعتبر إله الإخصاب الذي يسرق النساء وسيد العذارى كما أن الأساطير تروي أنه قد أخصب أمه !! وكان يعتبر أيضاً إلهاً لخصوبة الأرض ويُعبد ليكون المحصول وافراً، كذلك كان اختيار نفرتاري للإلهة (حاتحور) لتتعبد لها، فهي سيدة الإلهات، وهي إلهة الحب وهي الإلهة الطروب المحببة عند النساء وكانوا يسمونها (الذهبية ) ودعاها اليونانيون ( إفروديت). وكانت النسوة يحتفلن بها بإقامة حفلات الرقص والغناء واللعب بالصاجات والشخشخة بقلائدهن وبالعزف على الدفوف، وهي أم لابن إلهي هو (إيجي) بل وهي أيضاً رمز للأمومة وكثرة الأبناء، وقد أطلق الشعب على بناتها (الحاتحورات السبع) واللاتي كن يحمين الأطفال ويتنبأن بمستقبل كل مولود جديد.
كذلك كان تعبّد رمسيس الثاني للإلهين ( تحوت ) و(أمون) ولعله باختياره هذين الإلهين كان يتمثل في ذهنه قصة ولادة الملكة حتشبسوت والقصة تقول ( أدولف إرمان. ديانة مصر القديمة ص 64) إن الإله آمون أراد أن ينجب ملكاً وطلب من الآلهة أجمعين حماية الملك المرتقب.. وتخيّر آمون المرأة التي يريد الإنجاب منها وهي زوجة تحتمس الثالث فتقمص شكل زوجها الملك تحتمس وقاده تحوت إلى الملك فحبلت منه وأعلن (آمون) أن ابنته حتشبسوت ستشغل أعلى منصب في البلاد وتستمد من روحه وقوته وسوف تحكم القطرين.
وقصة أخرى مكتوبة تقول بأن (بتاح تاتنن) قد أكد لرمسيس الثاني، " لقد تقمصت صورة تيس منديس، واضطجعت بجانب أمك الجميلة لكي تلدك وأصبحت أعضاؤك كلها إلهية" ، وهذه القصة مدونة فوق جدران معبد أبي سمبل الذي بناه رمسيس الثاني، و(التيس ) هنا رمز الخصوبة ولعل رمسيس الثاني كان يطلب من الآلهة أن يتقمص أحدها جسده، حتى ينجب من زوجته نفرتاري ابناً إلهياً لا يموت ويعيش حتى يصبح الوريث للعرش ويعتليه !
مقبرة نفرتاري:
ولعل رمسيس الثاني شعر بما تعانيه زوجته المحبوبة ( نفرتاري ) من آلام نفسية نتيجة وفاة أولادها المتكرر. الواحد وراء الآخر، فأراد أن يخفف عنها ويعوضها عن ذلك فزاد من حنانه بها، وأراد أن يشعرها أن هذا الأمر لا دخل لها به ولم ينتقض من قدرها عنده فبنا لها ما يمكن اعتباره أجمل مقبرة بنيت لملكة من الملكات فهي تمثل إبداعات الفنان المصري القديم، فليس هناك مقبرة في مصر كلها على درجة من التفوق الفني تقارن بمقبرة الملكة نفرتاري، فالرسوم الرائعة تزين حوائطها، وقام الرسامون بالإبداع في استخدام الظلال وإبراز الأضواء. ورسموا الملكة في وقفة أنيقة بقوامها الرشيق ترتدي رداء شفافاً فضفاضاً، من اللون الأبيض يكشف عن ساعديها وقد ربطت الرداء بشريط معقود يتدلى طرفه أسفل صدرها، وتضع الملكة على رأسها تاجاً من الذهب على هيئة طائر، وقد تزينت بالعديد من الحلي مثل الإفراط والأساور والعقود، ووضعت مساحيق الزينة على وجهها.
وقد تم الكشف عن مقبرتها عام 1904 بواسطة الإيطالي (إسكيا باريللي) الذي حالفه الحظ بالعثور عليها بعد أن طمرت تحت الرمال بفعل الزمن وكان لصوص المقابر قد سبقوه إليها وسرقوا كنوزها ولم يتركوا وراءهم سوى غطاء التابوت الذي يحمل اسم (نفرتاري) – وقلادة الملكة وحذائها وبعض التماثيل الصغيرة، وجزءاً من جثمانها عبارة عن الساقين - ولعل الكهنة قد أهملوا في عملية التحنيط فتحللت الجثة ولم يبق منها غير الساقين إذ ليس من المعقول سرقة أجزاء من الجثة، وقد شحن هذا كله في باخرة إلى تورينو، حيث بُني هناك ما يعتبر أول متحف للآثار المصرية في العالم ( متحف تورينو) وإذا عدنا إلى المقبرة ذاتها نجد أن سقف المقبرة يمثل القبة الزرقاء، وما فيها من نجوم لامعة، وقبل الوصول إلى حجرة الدفن توجد قاعة فيها منضدة ليوضع عليها القربان، وعلى الجدران نقوش دينية من كتاب الموتى، ثم صورة الملكة راكعة تتعبد للشمس، كما يُشاهد الإله ( تحوت ) في صورة الطائر مالك الحزين، وعلى جدران أخرى نشاهد صوراً للملكة أمام عدد من الآلهة: الإله (أوزير) إله الآخرة، و(حوارختيى) إلهة الغرب. وتُرى الإلهة (إيزيس) تأخذ بيدها وتقودها أمام الإله (خبر) إله الشمس، وصورت الملكة تتعبد للعجل المقدس وللبقرات السبع الإلهية.
وفي متحف بروكسل توجد قطعة من تمثال لهذه الملكة مكتوب عليها بعض ألقاب نادرة مثل الأميرة الممدوحة كثيراً، سيدة الرشاقة، راحة الحب، ماهرة اليدين في الضرب الصاجات، الحلوة الحديث والغناء، زوجة الملك العظيمة ومحبوبته ( نفر تاري مرنموت) العائشة مثل الشمس أبداً ( مصر القديمة – سليم حسن: جـ 6 ص 433).
ثاني الزوجات:
تزوج رمسيس الثاني – بعد حوالي 8 سنوات من زواجه بنفرتاري وكان قد بلغ 24 عاماً تقريباً – تتزوج من ثاني زوجاته وهي (إست نفرت ) ولعله كان يرجو منها الولد، ولكن تكررت المأساة معها هي الأخرى، يولد الأبناء ويموتون في سن مبكرة، وليس أدل على ذلك من أن مرنبتاح كان ترتيبه الـ 13 في الأمراء، وتوفي الـ 12 الذين كانوا قبله وأصبح هو ولي العهد.
وحدث بعد 6 سنوات من زواجه الثاني – أي كان عمره حوالي 30 عاماً – وكان قد بنى عاصمته الجديدة ورعمسيس وكانت تقع غير بعيد من بعض مساكن لبني إسرائيل، وكان قصر الفرعون يقع على بحيرة متصلة بفرع النيل وتصادف أن كانت ( إست نفرت ) تلهوا على شاطئ البحيرة فرأت تابوتاً طافياً على صفحة الماء لم يلبث إلا أن توقف عند حزمة من نبات الوادي على شاطئ البحرية فأمرت جواريها بالتقاطه وفتحته فوجدت فيه طفلاً جميلاً مال قلبها إليه بشدة فتعلقت به ورجت زوجها رمسيس الثاني إعفاءه من أمر الذبح الذي كان قد أصدره { لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } [القصص: 9]. وإكراماً لخاطر زوجته ولشعوره بأنه قد حرم الولد من زوجاته لم يمانع في تبني هذا الطفل – وإن كان على كره منه إذ كان يرجو الولد من صلبه – وكان الطفل الملتقط من الماء هو ( موسى) كما سيجيء فيما بعد.
وتمر السنون حتى إذا بلغ موسى من العمر 5 سنوات زالت ( اللعنة ) التي لازمت الفرعون في السنوات الأولى بعد زواجه، ويحدث ذلك طبياً إذ زادت الأجسام المضادة في الجسم فيموت الفيروس الذي كان يسبب وفاة الأطفال الرضع، وبدأ أبناء رمسيس الثاني يعيشون. وبارك الله في أرحام نسائه: زوجتيه – نفرتاري وإست نفرت – ومحظياته وسراريه فولدن له العشرات بنيناً وبنات حتى بلغ عدد أبنائه على ما ورد في التسجيلات 111 ولداً و76 بنتاً !
لقد اتخذ البعض من هذا العدد الهائل لأبناء رمسيس للقول بأنه ليس هو فرعون موسى. لأن فرعون موسى كان (عقيماً ) وقد اضطر إلى تبني موسى عند التقاطه من النهر، وقد أوضحنا خطأ ما ذهبوا إليه إذ لم يكن رمسيس الثاني عقيماً بل كان أبناؤه يموتون فور ولادتهم ثم – بعد أن تمت إرادة الله في إعفاء موسى من الذبح وتبنّيه رُزق الكثير من الأبناء، ولعلها من سخرية القدر أن قدّر أن يكون له هذا العدد الضخم من الأبناء يضطر في أوائل عمره أن يتبنى طفلاً – وأي طفل ؟ موسى ! الذي حذرت النبوة من أن هلاكه سيكون على يديه، وتتم مشيئة الله وينقذ قدره: { وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ } [القصص: 6].
العاصمة الجديدة، بررعمسيس:
في أول حكمه كانت العاصمة في (طيبة) ولكنه بعد سنوات قليلة بدأ في إنشاء عاصمة جديدة سماها ( بررعمسيس مرى آمون) أي ( بيت رمسيس محبوب آمون).
وقد اختلف علماء المصريات حول موقع المدينة رأي يقول إنها في تانيس (صان الحجر ) على الفرع التانيسي للنيل 20 كيلو متراً جنوب بحيرة المنزلة، وقد وجد العالم ( مونتييه ) عدداً من التماثيل واللوحات تحمل خراطيش رمسيس الثاني وخلفائه، ومنها وجود نقش على قطعة حجر من معبد تانيس الكبير جاء فيه ( صاحب بررعمسيس. مرى آمون. صاحب الانتصارات العظيمة )، ولكن استقرت آراء غالبية عملماء الآثار على الرأي الثاني وهو أن بي أو بررعمسيس تشمل قنتير الحالية وأفاريس القديمة على مبعدة 9 كيلو مترات شمال شرق فاقوس على مصرف بحر فاقوس الحالي والذي كان مكانه الفرع البيلوزي للنيل وهو آخر الفروع من ناحية الشرق، وقد وجدت أدلة كثيرة تساند هذا الرأي (محمد بيومي مهران. مصر والشرق الأدنى القديم جـ 3 ص 286) مثل وجود بقايا كثيرة في الحقول والمنازل عليها اسم رمسيس الثاني. كما توجد أجزاء لقصر جميل عليها اسمه أيضاً، كما يوجد بقايا معبد للآلهة أمون وبتاح ومسوتخ، كما توجد آثار تحمل بعض أسماء كبار موظفي رمسيس الثاني مما يدل على أن الإدارة الحكومية كانت هناك، كما أن المدينتين (بررعمسيس) و(تانيس) قد ذكرتا في بعض البرديات منفصلتين مما يدل على أن المصري القديم نفسه قد فرق بينهما، أما ما وجد من آثار في تانيس فقد سبق أن قلنا إن رمسيس الثاني لا تخلو مدينة من آثار له.
موقع مدينة ( بررعمسيس عاصمة الرعامسة ).
وفي وصف هذه العاصمة الجديدة وجد خطاب كتبه أحد الأشخاص يقول فيه: إنني وصلت (بررعمسيس) وقد ألفيتها غاية في الازدهار. حقاً إن موقعها جميل منقطع النظير، وقد أقامها (رع) نفسه، ومقر الملك، تحب الإقامة فيه، فحقوله مملوءة بكل شيء طريف ومجهز بالأغذية الوفيرة يومياً. ومياهه الخلفية تزخر بالسمك، وبركه مزدحمة بالطيور ومراعيه نضرة أعشابها. وطعم فاكهته المغروسة في حقوله كالشهد بعينه، ومخازن غلاله مكدسة بالقمح والشعير وتناهض عنان السماء في ارتفاعها والبصل والكرات في الحقول، وفيها الرمان والتفاح والزيتون والتين في البستان، ويستمر في الوصف ثم يقول حقاً إن الإنسان ليبتهج بالسكنى فيه.
ويوجد وصف ثان على بردية أخرى: لقد شيد جلالته لنفسه قلعة اسمها ( عظيم الانتصارات ) بررعمسيس وتقع بين زاهى ( صحراء شرق الدلتا ) وأرض الدميرة ( مصر ) وهي تزخر بالطعام والمؤن، والشمس تشرق في الأفق منها ثم تغرب ثانية فيها، وقد هجر كل إنسان بلدته وسكن في أرجائها، وحيها الغربي هو ( بيت آمون ) وحيها الجنوبي هو ( بيت سوتخ ) والإله (رع) في شرقها والإله ( بوتو) في حيها الشمالي أي أن المدينة كان بها أربعة أحياء وفي كل حي معبد لكل من الآلهة الأربعة السابق ذكرها وفي منتصف المدينة يوجد قصر الملك وبجوراه بحيرة تتصل بقناة تأخذ مياهها من الفرع البيلوزي للنيل وكانت البحيرة خاصة بعائلة الفرعون، وكان القصر الملكي يرتفع فوق ما حوله من أرض وله أعمدة حجرية وحوائطه مبنية بالطوب اللبن ولكنها مغطاة ببلاط من خزف عليه زخارف ورسومات وكانت الرسومات في قاعة العرش تصور الأسرى من الأعداء والوفود الأجنبية وهي تقدم الجزية وأسود تأكل المساجين كل ذلك مما يبعث الرهبة في نفوس الزائرين أما الجزء المخصص للحريم فكانت زخارفه مناظر مبهجة مثل الأزهار والأسماك الملونة وعذارى مسترخيات كل ذلك بألوان جميلة مثل التركواز واللازورد والقرمزي وحول القصر وإلى الشمال الغربي يوجد حي لعظماء القوم من الأفراد والكهنة والوزراء. وكان بالمدينة حديقة حيوان وقد وجدت عظام أسود وغزلان وزراف وفيلة، ثم خارج ذلك كله توجد ساحات لمران الجند وثكنات لإقامتهم ومباني الإداريين ومباني للمخطوطات والسجلات ومساحات للأسواق وميناء ومخازن للقمح ومستودعات للأغذية والنبيذ. كل ذلك يعكس النشاط والازدهار التي كانت عليه المدينة وقد بقيت فترة الازدهار مدة طويلة بعد رمسيس الثاني ولكن بعد ذلك بدأ فرع النيل البيلوزي يغيّر مجراه في اتجاه الشمال وبَعُد عن المدينة ففقدت بررعمسيس رونقها وأهميتها، واتخذ ملوك الأسرة 21 من تانيس عاصمة لهم وبدلاً من قطع أحجار جديدة من المحاجر البعيدة نسبياً فإنهم أخذوا أحجاراً لمبانيهم من المباني التي كانت مقامة في بررعمسيس واستعملوها في بناء معابد عاصمتهم الجديدة ولعل ذلك هو سبب الخلط بين المدينتين وأيهما بررعمسيس التي كانت عاصمة رمسيس الثاني، إذ أن الأحجار التي أخذت لبناء تانيس كان على كثير منها اسم رمسيس الثاني. بل إن فراعين الأسرة 21 نقلوا عدداً كبيراً من المسلات التي كان رمسيس الثاني قد أقامها في بررعمسيس وكانت تبلغ 24 مسلة أو تزيد وكذلك نقلوا عدداً كبيراً من تماثيله وتكسر بعضها أثناء نقله فتُرك مكانه. ولذلك فإن ما بقي من آثار في قنتير هو عبارة عن حطام معابد ومسلات وقصور ولكنه يشير إلى العز الذي رأته هذه المدينة في عهد رمسيس الثاني.



تخطيط لمدينة بر رعمسيس (نقلاً عن كتاب فرعون المنتصر ـ تأليف كتشن ـ مع بعض التعديلات)


وإلى الجنوب الشرقي من المدينة كانت تقع أفاريس القديمة وهي تقع على حافة أرض جوشن ( جاسان) التي كان يقطنها بنو إسرائيل، وكان في أفاريس بعض بيوت للعمال من بني إسرائيل الذين كانوا يعملون في المباني والإنشاءات في بررعمسيس.
وأفاريس القديمة هي المعروفة في التوراة باسم صوعن Zoan والمذكور ( عدد 12: 22) أن مدينة حبرون بنيت قبلها بسبع سنين وكانت من مراكز عبادة الإله ست ( مسوتخ ) وقد أقام سيتي الأول فيها معبداً للإله ست وسّه فيما بعد رمسيس الثاني ولما بنيت بررعمسيس لتشمل المنطقة من شمال قنتير إلى أفاريس أصبح معبد سوتخ في جنوب القصر الملكي.
وفي أسباب اختياره لهذا المكان للعاصمة الجديدة قالوا إنها تقع في موطن أسرته الأصلي، وفي موضع قريب من بقية أملاك الإمبراطورية في آسيا. ومنها البعد عن نفوذ كهنة آمون في طيبة بعد أن زاد سلطانهم، وأخذوا يتدخلون في شؤون الدولة السياسية والاقتصادية وقد أصاب ذلك طيبة بهزة عنيفة في مركزها السياسي وإن ظلت تحتفظ بمكانتها الدينية.
ولما كانت العاصمة الجديدة قريبة من أرض جوشن – مكان إقامة بني إسرائيل فقد كان من الطبيعي أن يستخدمهم في بناء المدينة، وهذا ما أشارت إليه التوراة ( إصحاح أول خروج: 11) إذ تقول: فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقالهم فبنوا لفرعون مدينتي مخازن فيثوم ورعمسيس وجاء في تفسير الكتاب المقدس ( ص 406) عن بررعمسيس: هي مدينة في أخصب منطقة في البلاد، وهذه المنطقة اسمها أرض جاسان سكنها بنو إسرائيل بأمر من فرعون ( أيام يوسف عليه السلام ) وبنى رمسيس الثاني في حدود مصر الشرقية وسماها باسمه.

القلب الحزين 15-12-2007 03:07 PM

المخلص الذي ينتظره اليهود ليحكم العالم





هومحمد صلى الله عليه وسلم!http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...7240ac10d5.jpg
د محمد عبد الخالق شريبة
يؤمن اليهود بقدوم نبي يأتي في آخر الزمان لكي يدمر كل أعداء اليهود ويحكم العالم ويقيم مملكة اليهود في فلسطين.. وهم يؤمنون بأن ذلك النبي سوف يؤيده الله بالقوة الروحية والمادية فكما أنه نبي فإنه سيكون أيضا رجل حروب يقاتل الأعداء وينتصر عليهم، وهم يستمدون ذلك الإيمان من بعض النصوص التي لا تزال موجودة في التوراة وتتحدث عن قدوم ذلك المخلص الذي سيأتي في آخر الزمان وتتحدث تلك النصوص عن صفته وعن الأرض التي سيخرج منها وعن وصف قومه وأمته وخصائص دعوته، ومن النصوص التوراتية التي يبني عليها اليهود تلك العقيدة هوما ورد في سفر أشعياء الإصحاح 59 – 63 ( أشعياء أحد أنبياء بني إسرائيل ولد قبل ميلاد المسيح بحوالي ثمانمائة عام )، والنص بالفعل يتحدث عن نبي سيبعثه الله في آخر الزمان ليصلح الأرض بعد فسادها وليبشر المساكين والضعفاء ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، ولكي ينتقم به الله من أعدائه ويكون وسيلته للتعبير عن سخطه وغضبه على الأمم التي تنكرت لربها واتبعت الباطل والإثم وزاغت عن طريق الحق.. لكن المتأمل لهذا النص جيدا سوف يدرك بسهولة أن كل النبوءات التي وردت في النص وكل الإشارات التي تضمنها لا تشير لمخلص يهودي كما يزعم اليهود وإنما تشير لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ومكان دعوته ووصف أمته.. والنص يبدأ بإيضاح أن الظلم قد انتشر في الأرض، وأن الخراب قد عم ربوعها، ولم يبق بها إلا الشر والفساد، وأن الله قد غضب على الناس وعلى بني إسرائيل الذين حادوا عن الحق، واتكلوا على الباطل والإثم، وكذبوا على الله.. ولذلك كان لابد من ظهور شمس أخرى، وبزوغ فجر جديد لإعلاء الحق في الأرض.. وفي وسط ذلك الجوالعام من السخط الإلهي والغضب على شعب إسرائيل وعلى ما صار إليه حال الأمم نجد إقحاما غريبا يفيد بأن الله راض عليهم وعلى نسلهم من بعدهم للأبد..هكذا بدون مقدمات!!.
ثم يبدأ النص في الحديث عن الأرض التي سيأتي نورها ويشرق عليها مجد الله بينما الظلام الدامس يغطي باقي الأرض.. ويستفيض النص بما لا يدع مجالاً للشك أن الكلام عن مكة، وفجأة أيضا بدون مقدمات تجد إقحاماً غريباً للفظ ابنة صهيون أوأورشليم!!.. وبرغم ذلك الإقحام المتعمد الذي قام به اليهود على النص لصرف الكلام عن النبي وعن مكة وحمله على القدس وعن مخلصهم المنتظر فإن الصفات الواردة في النص والتي يتبين بوضوح شديد أنها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبمكة المكرمة تكشف التزييف الذي قام به اليهود ليخدم أغراضهم ويؤكد عقيدتهم في أن النص يتحدث عن ذلك المخلص الذي ينتظرونه.. والنص كله يظهر بوضوح أنه يتحدث عن الأرض الجديدة التي ستصبح معقلاً للإيمان والصلاح على الأرض بعد خرابها وما حل عليها من ظلم وفساد وبعد عن طريق الله، وعن الشعب الذي سيرث الأرض، وعن نبي آخر الزمان الذي سيرسله الله مدعماً بالقوة الروحية والمادية لكي يقيم الحق والإيمان في الأرض وينتصر على أعداء الله.. وسوف نعرض لكم النص كاملاً ثم نعلق عليه لنبين صدق ما نقول:
59:1 ها أن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع
59: 2 بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع
59: 3 لأن أيديكم قد تنجست بالدم وأصابعكم بالآثم شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر
59: 4 ليس من يدعوبالعدل وليس من يحاكم بالحق يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب قد حبلوا بتعب وولدوا اثما
59: 5 فقسوا بيض أفعى ونسجوا خيوط العنكبوت الأكل من بيضهم يموت والتي تكسر تخرج أفعى
59: 6 خيوطهم لا تصير ثوبا ولا يكتسون بأعمالهم أعمالهم أعمال إثم وفعل الظلم في أيديهم
59: 7 أرجلهم إلى الشر تجري وتسرع إلى سفك الدم الزكي أفكارهم أفكار إثم في طرقهم اغتصاب وسحق
59: 8 طريق السلام لم يعرفوه وليس في مسالكهم عدل جعلوا لأنفسهم سبلا معوجة كل من يسير فيها لا يعرف سلاما
59: 9 من اجل ذلك ابتعد الحق عنا ولم يدركنا العدل ننتظر نوراً فإذا ظلام ضياء فنسير في ظلام دامس
59: 10 نتلمس الحائط كعمي وكالذي بلا أعين نتجسس قد عثرنا في الظهر كما في العتمة في الضباب كموتى
59: 11نزار كلنا كدبة وكحمام هدرا نهدر ننتظر عدلا وليس هووخلاصا فيبتعد عنا
59: 12 لان معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا لان معاصينا معنا واثامنا نعرفها
59: 13 تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء الهنا تكلمنا بالظلم والمعصية حبلنا ولهجنا من القلب بكلام الكذب
59: 14 وقد ارتد الحق إلى الوراء والعدل يقف بعيدا لان الصدق سقط في الشارع والاستقامة لا تستطيع الدخول
59: 15 وصار الصدق معدوماً والحائد عن الشر يسلب فرأى الرب وساء في عينيه انه ليس عدل
59: 16 فرأى انه ليس إنسان وتحير من انه ليس شفيع فخلصت ذراعه لنفسه وبره هوعضده
59: 17 فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على رأسه ولبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء
59: 18 حسب الأعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطا وأعداءه عقابا جزاء يجازي الجزائر
59: 19 فيخافون من المغرب اسم الرب ومن مشرق الشمس مجده عندما يأتي العدوكنهر فنفخة الرب تدفعه
59: 20 ويأتي الفادي إلى صهيون وإلى التائبين عن المعصية في يعقوب يقول الرب(!!!)
59: 21 أما أنا فهذا عهدي معهم قال الرب روحي الذي عليك وكلامي الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك ولا من فم نسلك ولا من فم نسل نسلك قال الرب من الآن والى الأبد
60: 1 قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك
60: 2 لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يرى
60: 3 فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك
60: 4 ارفعي عينيك حواليك وانظري قد اجتمعوا كلهم جاءوا إليك يأتي بنوك من بعيد وتحمل بناتك على الأيدي
60: 5 حينئذ تنظرين وتنيرين ويخفق قلبك ويتسع لأنه تتحول إليك ثروة البحر ويأتي إليك غنى الأمم
60: 6 تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تأتي من شبا تحمل ذهبا ولبانا وتبشر بتسابيح الرب
60: 7 كل غنم قيدار تجتمع اليك كباش نبايوت تخدمك تصعد مقبولة على مذبحي وازين بيت جمالي
60: 8 من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها
60: 9 إن الجزائر تنتظرني وسفن ترشيش في الأول لتأتي ببنيك من بعيد وفضتهم وذهبهم معهم لاسم الرب إلهك
60: 10 وبنو الغريب يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك لأني بغضبي ضربتك وبرضواني رحمتك
60: 11 وتنفتح أبوابك دائما نهاراً وليلاً لا تغلق ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم
60: 12 لان الأمة والمملكة التي لا تخدمك تبيد وخراباً تخرب الأمم
60: 13 مجد لبنان إليك يأتي السرو والسنديان والشربين معا لزينة مكان مقدسي وامجد موضع رجلي
60: 14 وبنو الذين قهروك يسيرون اليك خاضعين وكل الذين اهانوك يسجدون لدى باطنقدميك ويدعونك مدينة الرب صهيون قدوس اسرائيل(!!!)
60: 15 عوضا عن كونك مهجورة ومبغضة بلا عابر بك اجعلك فخرا ابديا فرح دور فدور
60: 16 وترضعين لبن الأمم وترضعين ثدي ملوك وتعرفين أني انأ الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب(!!!)
60: 17 عوضا عن النحاس آتي بالذهب وعوضا عن الحديد آتي بالفضة وعوضا عن الخشب بالنحاس وعوضا عن الحجارة بالحديد واجعل وكلاءك سلاما وولاتك برا
60: 18 لا يسمع بعد ظلم في أرضك ولا خراب أو سحق في تخومك بل تسمين أسوارك خلاصا وأبوابك تسبيحا
60: 19 لا تكون لك بعد الشمس نورا في النهار ولا القمر ينير لك مضيئا بل الرب يكون لك نورا ابديا والهك زينتك
60: 20 لا تغيب بعد شمسك وقمرك لا ينقص لان الرب يكون لك نورا ابديا وتكمل ايام وحك
60: 21 وشعبك كلهم ابرار الى الابد يرثون الأرض غصن غرسي عمل يدي سأتمجد
60: 22 الصغير يصير الفا والحقير امة قوية انا الرب في وقته أسرع به
61: 1 روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لاعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق
61: 2 لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين
61: 3 لأجعل لنائحي صهيون لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد ودهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون اشجار البر غرس الرب للتمجيد
61: 4 ويبنون الخرب القديمة يقيمون الموحشات الاول ويجددون المدن الخربة موحشات دور فدور
61: 5 ويقف الاجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم
61: 6 اما انتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام الهنا تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون
61: 7 عوضاً عن خزيكم ضعفان وعوضاً عن الخجل يبتهجون بنصيبهم لذلك يرثون في أرضهم ضعفين بهجة أبدية تكون لهم
61: 8 لأني أنا الرب محب العدل مبغض المختلس بالظلم واجعل أجرتهم أمينة واقطع لهم عهدا أبدياً
61: 9 ويعرف بين الأمم نسلهم وذريتهم في وسط الشعوب كل الذين يرونهم يعرفونهم انهم نسل باركه الرب
61: 10 فرحاً افرح بالرب تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة ومثل عروس تتزين بحليها
61: 11 لأنه كما أن الأرض تخرج نباتها وكما أن الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت برا وتسبيحا أمام كل الأمم
62: 1 من اجل صهيون لا اسكت ومن اجل أورشليم لا اهدأ (!!!)حتى يخرج برها كضياء وخلاصها كمصباح يتقد
62: 2 فترى الأمم برك وكل الملوك مجدك وتسمين باسم جديد يعينه فم الرب
62: 3 وتكونين أكليل جمال بيد الرب وتاجا ملكيا بكف إلهك
62: 4 لا يقال بعد لك مهجورة ولا يقال بعد لأرضك موحشة بل تدعين حفصيبة وارضك تدعى بعولة لان الرب يسر بك وأرضك تصير ذات بعل
62: 5 لأنه كما يتزوج الشاب عذراء يتزوجك بنوك وكفرح العريس بالعروس يفرح بك الهك
62: 6 على اسوارك يا اورشليم(!!!)اقمت حراسا لا يسكتون كل النهار وكل الليل على الدوام يا ذاكري الرب لا تسكتوا
62: 7 ولا تدعوه يسكت حتى يثبت ويجعل أورشليم تسبيحه في الأرض
62: 8 حلف الرب بيمينه وبذراع عزته قائلا إني لا ادفع بعد قمحك ماكلا لاعدائك ولا يشرب بنو الغرباء خمرك التي تعبت فيها
62: 9 بل ياكله الذين جنوه ويسبحون الرب ويشربه جامعوه في ديار قدسي
62: 10 اعبروا اعبروا بالابواب هيئوا طريق الشعب اعدوا اعدوا السبيل نقوه من الحجارة ارفعوا الراية للشعب
62: 11 هوذا الرب قد اخبر إلى اقصى الأرض قولوا لابنة صهيون هوذا مخلصك ات ها اجرته معه وجزاؤه امامه
62: 12ويسمونهم شعبا مقدسا مفديي الرب وانت تسمين المطلوبة المدينة غير المهجورة
63: 1 من ذا الاتي من ادوم بثياب حمر من بصرة هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته انا المتكلم بالبر العظيم للخلاص..
63: 2 ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة
63: 3 قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي احد فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كل ملابسي
63: 4 لان يوم النقمة في قلبي وسنة مفديي قد اتت
63: 5 فنظرت ولم يكن معين وتحيرت اذ لم يكن عاضد فخلصت لي ذراعي وغيظي عضدني
63: 6 فدست شعوبا بغضبي واسكرتهم بغيظي واجريت على الارض عصيرهم.
والنص كله كما ترون يتكلم عن أرض الله الجديدة، وعن نبي آخر الزمان الذي سيبعثه الله ليرث الأرض هو وأمته ويقيم الحق فيها بعد انتشار الظلم والفساد.. ويخرج الناس من الظلمات إلى النور.. وينتقم به الله من أعدائه ..
والنص يستفيض في شرح الأحوال والظروف التي كانت تسود الأرض والتي سبقت بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – ( آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم.. أيديكم تنجست بالدم..حبلوا بتعب وولدوا إثما.. فقسوا بيض أفعى..أعمالهم أعمال إثم وفعل الظلم في أيديهم..ليس من يدعو بالعدل ويحاكم بالحق..أرجلهم إلى الشر تجري وتسرع إلى سفك الدم الزكي..طريق السلام لم يعرفوه..تعدينا وكذبنا على الرب..ارتد الحق إلى الوراء.. وصار الصدق معدوماً.. معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا.. ننتظر نورا فإذا ظلام ضياء فإذا ظلام دامس.. فرأى أنه ليس إنسان وتحير من أنه ليس شفيع… ) وتلك الأحوال والظروف لم تجتمع كلها معا، ولم تكن بهذا السوء إلا قبل بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بعد فترة من انقطاع الرسل على الأرض.
وفي النص إشارة واضحة لما قام به علماء بني إسرائيل من تحريف الكتاب والكذب على الله 59: 13(تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء إلهنا تكلمنا بالظلم والمعصية حبلنا ولهجنا من القلب بكلام الكذب)..
وفي النص إشارة إلى النور الذي سيشرق على الأميين في هذه الأرض 60: 3 ( فتسير الأمم في نورك ) والأمم هنا ليست ترجمة لكلمة nations كما هو متوقع ولكن ترجمة لكلمة gentiles وتترجم بالعربية إلى الأميين، ويقول قاموس الكتاب المقدس عن هذا اللفظ( أن اليهود يستخدمونه على الأمم الأخرى من غيرهم، فهم يعتبرون أنفسهم حملة الرسالات وشعب الله المختار، ويقول أيضا أن اليهود يستخدمونه كمصطلح لاحتقار الأمم الأخرى من غير اليهود باعتبارها أمم وثنية )..
وهذا اللفظ ( الأميين ) كان يستخدم لوصف الأمم من غير أهل الكتاب قبل ظهور الإسلام كما يخبرنا القرآن الكريم:
(وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا). آل عمران 20.. (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) آل عمران: 75..وهم الذين بعث فيهم النبي –صلى الله عليه وسلم- ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوعليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) الجمعة 2..(الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل)..الأعراف 157.. (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) الأعراف 158..
ونجد في النص أيضا إشارة واضحة إلى قوافل الإبل التي كانت تأتي من جنوب الجزيرة العربية ومشار إليه بمملكة سبأ (شبا) ومن شمال الجزيرة العربية ومشار إليه بمديان وعيفة وهما إسمان لمكانين في شمال الجزيرة العربية قديما 60: 6 ( تغطيك كثرة الجمال: بكران مديان وعيفة.. كلها تأتي من شبا ) وهذه النبوءة لم تتحقق للقدس، بل تحققت لمكة التي تقع بين شمال الجزيرة وجنوبها، ولابد لهذه النبوءة أن تكون قد حدثت بالفعل في الماضي ؛ فقد انتهى عصر الإبل وعصر القوافل..إذن فهذه النبوءة لابد أن تكون تحققت وهذا يدحض الأكذوبة اليهودية التي تقول أن هذه النبوءة سوف تتحقق عند قدوم مخلصهم المنتظر.
وكذلك نجد في نص أشعياء السابق إشارة واضحة إلى الأضاحي ونحر الذبائح التي تعتبر خاصية إسلامية وشعيرة أساسية من شعائر الحج (كل غنم قيدار تجبى إليك،كباش نبايوت تخدمك، تصعد مقبولة على مذبحي). وذلك يؤكد أن الكلام عن مكة وليس بيت المقدس؛ لأن القدس ليس لها علاقة بغنم قيدار بن إسماعيل الذي تنسب إليه قبائل مكة كما تخبرنا المصادر التاريخية الإسلامية، والذي يخبرنا الكتاب المقدس أيضاً في موضع آخر في نفس السفر أنه قد سكن في بلاد العرب ( وحي من جهة بلاد العرب…يفنى كل مجد قيدار ).. كما أن نبايوت وهو أحد أبناء إسماعيل سكن في شمال الجزيرة..
وفي النص السابق نجد إشارة واضحة إلى الطرق التي يسلكها الحجاج لأداء فريضة الحج:
60: 6 تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تأتى من شبا تحمل ذهبا ولبانا وتبشر بتسابيح الرب.
60: 8 من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها.
60: 9 إن الجزائر تنتظرني وسفن ترشيش في الأول لتأتي ببنيك من بعيد وفضتهم وذهبهم معهم لاسم الرب إلهك.
فالأولى تتحدث عن الجمال، والثانية يتعجب المتحدث من هؤلاء الطائرين كسحاب أو حمام ولا يعرف ما هم وهو إشارة واضحة إلى الطائرات، والثالثة تشير إلى السفن.. و(ترشيش) كما يقول قاموس الكتاب المقدس اسم كان يطلق على مكان في أسبانيا أثناء الحكم الإسلامي..
وفي النص أيضا إشارة لصفة الصحابة رضي الله عنهم
61: 9( ويعرف بين الأمم نسلهم وذريتهم في وسط الشعوب كل الذين يرونهم يعرفونهم انهم نسل باركه الرب )
61: 11 ( لأنه كما أن الأرض تخرج نباتهاً وكما أن الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت برا وتسبيحا أمام كل الأمم) وهي الصفة التي ذكرها القرآن في سورة الفتح: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ، كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه )..
ونجد في النص إشارة إلى حدوث النصر والفتح على يد آبائنا الأوائل من المسلمين، وإلى ما فعلوه من تطهير الأرض وتنقيتها من الحجارة والأصنام
62: 10(اعبروا اعبروا بالأبواب هيئوا طريق الشعب أعدوا أعدوا السبيل نقوه من الحجارة ارفعوا الراية للشعب)..
ونجد في النص إشارة إلى غير العرب الذين يبنون أسوار مكة
60:10 ( وبنو الغريب يبنون أسوارك )، وكم من الأيدي العاملة الآن وذوي الخبرات من مختلف الأقطار يعملون فيها، ويشيدون قلاعها تحت الأرض وفوق الأرض..
ونجد إشارة واضحة إلى كثرة الثروات والكنوز التي سيمن الله بها على هذه الأرض
60: 5 ( تتحول إليك ثروة البحر ويؤتى إليك غنى الأمم )، والثروات والكنوز لم تكن للقدس أبداً، وإنما لمكة التي تعد من أغنى بقاع الأرض.. وأحسب أن ثروة البحر يقصد بها الثروة البترولية الضخمة النائمة في قاع البحر الأحمر والخليج العربي، والتي حولت الجزيرة العربية من صحراء قاحلة إلى بقعة تعج بالكنوز والثروات..
وفي النص السابق أيضا إشارة إلى انتشار دولة الإسلام وتحولها من الضعف والقلة إلى القوة والكثرة ؛ فالأمة التي بدأت برجل ضعيف يدعو إلى ربه سراً متخفياً من أعدائه قد صار أمة قوية وملك الأرض من مشرقها إلى مغربها.. وبشر المساكين وأخرج من الحبس المأسورين.. وأخرج الناس جميعا من ظلمات الكفر والشرك إلى عبادة الله الحق.. وانتقم به الله من أعدائه وعزى به كل النائحين..
60: 22 ( الصغير يصير ألفا والحقير أمة قوية أنا الرب في وقته أسرع به، روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي المسبيين بالعتق والمأسورين بالإطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين)..
وليخبرنا أهل الكتاب عن نبي اجتمعت فيه صفات التحول إلى القوة والكثرة بعد الضعف والقلة وجمع بين القوة الروحية المتمثلة في تبشير المساكين وتعزية النائحين وبين القوة المادية المتمثلة في الانتقام من أعداء الله غير نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم..
ونجد إشارة إلى ميراث أمة الإسلام للأمم الأخرى
61: 6 (أما انتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتآمرون)..وليس أدل على ميراث أمة الإسلام للأمم الأخرى من أن أرض المشرق التي تشمل بلاد الشام والبلاد العربية وبلاد فارس ؛ تلك الأرض التي كانت معقلا لنشأة وانتشار الرسالات السابقة، وتكاد تخلو الأرض الآن من عبادة الله إلا منها، وتكاد تغطي الأرض نزعات الإلحاد والمادية والطبيعية فيما سواها، والتي يكاد ينحصر كلام الكتاب المقدس نفسه بعهديه القديم والجديد عليها وعلى تاريخ الأمم والأنبياء بها.. قد صارت كلها إسلامية!!!..
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )!!
وفي النص أيضاً إشارة واضحة إلى أن الناس سوف يقصدون هذه الأرض ويطلبون زيارتها، وأنها ستكون الأرض المعمورة !
62: 12(وأنت تسمين المطلوبة المدينة غير المهجورة)..
وليخبرنا الذين يحملون النبوءة على القدس: متى تحققت تلك الصفات للقدس في يوم من الأيام؟!!
وهذه الصفات لا بد أن تكون قد تحققت بالفعل كما أوضحنا.. ولا معنى لما يدعيه اليهود من أن هذه النبؤة لم تتحقق بعد، وأن هذا المخلص الذي سينتصر لهم، ويهزم العالم، ويحكم الأرض، لم يأت بعد!!..وما زالوا منتظرين!!
ويعتقد اليهود أن هذا المخلص سوف يخرج من أرض إدوم وذلك وفقا لما جاء في النص (من ذا الآتي من إدوم، بثياب حمر من بصرة، هذا البهي بملابسه المتعظم في كثرة قوته )

يتبع >>

القلب الحزين 15-12-2007 03:10 PM

يتبع موضوع >>> المخلص الذي ينتظره اليهود ليحكم العالم

ولكن ما هي إدوم ؟
يقول معجم الطرق القديمة (إنشنت تراد روتس)تحت عنوان إمبراطوريات(إمبيرز):
(إدوم بدأت من النهاية الجنوبية للبحر الميت إلى مساحات من الصحراء العربية إلى الشرق، ومن هذا الخط امتدت إدوم لتشمل كل الأراضي جنوب البحر الأحمر والأراضي على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر..والجزء الجنوبي من إدوم كان عبارة عن أرض صحراوية ممتدة واشتملت إدوم على جزء من طريق البخور يمتد جنوبا إلى شيبا والتي تمثل منطقة اليمن حاليا).
إذن فمملكة إدوم كانت تشمل أجزاء من الجزيرة العربية، كما أن ( بصرة ) الواردة في النص ( وتقرأ بضم الباء ) هي مدينة بالشام كان يستورد منها أهل مكة الملابس والبضائع كما تخبرنا كتب السير..
وتجمع كتب الحديث على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يلبس حلة حمراء لم ير أجمل منه ولا أبهى منه أحد قط، بل لم ير أجمل منه شيء قط!!..فقد روي عن البراء رضي الله عنه أنه قال في صفة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (لقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه) متفق عليه..
ولا يختلف أحد من الأولين والآخرين في أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يخرج في غزواته بنفسه وحوله قوته من الصحب الكرام رضي الله عنهم..
وبذلك فإذا عدنا لطرح نفس الأسئلة التي وردت في النص: من ذا الآتي من ادوم ؟ بثياب حمر من بصرة ؟ من هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته ؟ فإن الإجابة بوضوح هو نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم ! ؛ فهو قد أتى من الجزيرة العربية، كما أنه كان يلبس ملابس من بصرة مثل باقي أهل مكة، كما أنه كان يخرج في قواته بنفسه لقتال أعداء الله..
كما أن النص يؤكد أن الأمن والسلام هما شعار هذه الأرض ؛ فيخبر أن أبوابها تفتح ولا تغلق، وأنها لا يظلم فيها أحد ولا يحل بها خراب:
60: 11 وتنفتح أبوابك دائماً نهارا وليلا لا تغلق ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم.
60: 18 لا يسمع بعد ظلم في أرضك ولا خراب أو سحق في تخومك بل تسمين أسوارك خلاصاً وأبوابك تسبيحاً.
وهذا الكلام لا ينطبق أبدا علي القدس.. أليست القدس هي أرض الظلم، وأرض الخراب، وأرض الحروب والنزاعات إلى اليوم؟!!
أليست تهدم البيوت بالدبابات، ويقتل الغلمان بالرشاشات، ولا تكاد تسمع فيها سوى صوت الانفجاريات ؟!!
أليست القدس حتى الآن تعاني الجراح وتشتكي الآلام ولا زال الشعار المرفوع دائما هو الأرض ( مقابل السلام ) ؟!!
أما مكة المكرمة: فهي الأرض المطمئنة، والبلد المعمورة، التي لا تقام فيها الحروب، ولا تسفك فيها الدماء، ولا تغلق أبوابها.. ولن تغلق أبدا ؛ لأنها الأرض التي وطأتها خير قدم، واستظل بسمائها أكرم بشر، وعاش عليها النبي المحمد، الذي رفع الله قدره، وأعلى شأنه.. حتى قبل أن يبعثه..حتى قبل أن يخلقه ..حتى قبل أن يخلق العالم.. http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...ecb0794361.jpg
ومن النصوص التوراتية التي تتحدث أيضا عن قدوم نبي آخر الزمان مدعما بالقوة الروحية والمادية لكي يقيم الحق في الأرض هو ما ورد في سفر أشعياء الإصحاح 41: 29 والإصحاح 42: 1 – 17، والمتأمل في النص أيضا يجد أن صفات ذلك النبي مطابقة تماماً لصفات النبي صلى الله عليه وسلم ولا تشير لواحد سواه.. بل إن الصفات الواردة في ذلك النص أشد وضوحا من سابقه لأن يد التحريف اليهودية قد غفلت عنه فبقى كما هو برهان ساطع ودليل قاطع على أن المقصود في هذا النص هو نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم:
41:29 ها هم كلهم باطل وأعمالهم عدم ومسبوكاتهم ريح وخواء (يتحدث الله عن قوم يصفهم ويصف أعمالهم بالباطل والضلال و( المسبوكات ) إشارة إلى الأصنام التي يصنعوها بأيديهم).
42: 1 هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم.( يتحدث الله عن عبده ومختاره الذي سيؤيده ويؤازره حتى يخرج الحق للأمم )
42: 2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته.(إشارة إلى حسن أخلاقه وأنه لا يتحدث بصوت مرتفع )
42: 3 قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفيء إلى الأمان يخرج الحق ( إشارة إلى رحمته بالضعيف وتواضعه ).
42: 4 لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته (الجزائر جمع جزيرة ويقصد بها القرى في نصوص الكتاب المقدس ويقول قاموس الكتاب المقدس عنها أنها تعني الأراضي الجافة التي تطل على مياه).
42: 5 هكذا يقول الله الرب خالق السماوات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين عليها روحا.
42: 6 أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم.
42: 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة.
42: 8 أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات ( المنحوتات هي الأصنام المنحوتة ).
42: 9 هو ذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبر بها قبل أن تنبت أعلمكم بها ( يبين الله أنه هنا يتكلم عن أشياء مستقبلية يخبر بها قبل أن تحدث ).
42: 10 غنوا للرب أغنية جديدة تسبيحة من أقصى الأرض أيها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر وسكانها.( إشارة إلى رسالة جديدة تخرج من أقصى الأرض ( بالنسبة للقدس ).
42: 11 لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا. (البرية هي الصحراء وقيدار أحد أبناء إسماعيل ووفقا للتأريخ العربي كان يسكن مكة وهو الذي تنسب إليه القبائل المكية -راجع كتاب الرحيق المختوم باب الحكم والإمارة في بلاد العرب وباب نسب النبي أو أي مصدر تاريخي يتحدث عن الجزيرة العربية قبل الإسلام- وسالع هو جبل بالمدينة ذكر في كتب السيرة ومازال موجوداً حتى الآن بالمدينة)
42: 12 ليعطوا الرب مجداً ويخبرواً بتسبيحه في الجزائر.
42: 13 الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه.
42: 14 قد صمت منذ الدهر((في النسخة الإنجليزية: أمسكت (سلامي) منذ زمن طويل، ويقول القاموس الإنجليزي للكتاب المقدس أنها مكتوبة في النسخة العبرية (شيلاميم)، ومن المعلوم أن حروف كلمة شيلاميم أوشالوم بالعبرية هي نفس الحروف التي تشتق منها كلمة الإسلام )).
42: 15 اخرب الجبال والآكام وأجفف كل عشبها واجعل الأنهار يبسا وانشف الآجام.
42: 16 وأسير العمي في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها أمشيهم اجعل الظلمة أمامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الأمور افعلها ولا اتركهم.
42: 17 قد ارتدوا إلى الوراء يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتن آلهتنا.( يؤكد الله مرة أخرى أن هؤلاء العمي كانوا قبل هدايتهم من عبدة الأصنام ).
والنص كما ترون قد بدأ بالحديث عن قوم من عبدة الأصنام(ها هم كلهم باطل وأعمالهم عدم ومسبوكاتهم ريح وخواء ) ثم بدأ النص يتحدث عن عبد الله ومختاره الذي سيخرج الحق للناس ويقيم العدل في الأرض وكل الصفات كما قلنا منطبقة تمام الانطباق على النبي صلى الله عليه وسلم:
فهو عبد الله ومختاره الذي أخرج الحق للأمم، ولم يكل ولم ينكسر حتى وضع الحق في الأرض وأرشد الناس إلى جميع الحق، فهوصاحب الشريعة الكاملة التي أتمها الله في عهده، ولم يقبضه إلا بعد اكتمالها( لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض )، ولذلك يقول الله تعالى في سورة المائدة (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
والنبي- صلى الله عليه وسلم-هو الذي أخرج الحق لكل الأمم فهو صاحب الرسالة العالمية لجميع أهل الأرض، ولذلك يقول الله تعالى للنبي في قرآنه (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا)…ويقول أيضا (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).. وهو الذي عصمه الله من المشركين حتى بلغ رسالته، وأدى أمانته (فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم).. ولذلك يقول الله في قرآنه مخاطبا نبيه(والله يعصمك من الناس).. والنبي-صلى الله عليه وسلم- هوالذي أخرج الناس من ظلمة الشرك وعبادة الأصنام والمنحوتات إلي عبادة الله الواحد (أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات).
وكلمة (وضعت روحي عليه) تعنى النصرة والتأييد من الله، وهى عامة لجميع الأنبياء، ومثال ذلك ما جاء في الكتاب المقدس (وكان روح الله على عزريا بن عوديد)، (يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذا وضع الله روحه عليهم)..والمفاجأة التي وجدناها في النص عند قراءته في النسخة الإنجليزية هو أن كلمة ( الأمم ) الواردة في هذا النص أيضا ليست ترجمة لكلمةnations ولكنها ترجمة لكلمة gentiles والتي تعني الأميين في اللغة العربية كما ذكرنا، ومن المعلوم أن صفة النبي الأمي خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم بل إن القرآن الكريم يؤكد أن هذه هي صفته التي ذكر بها في التوراة والإنجيل..(الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) الأعراف 157 ..والصفات السابقة هي تقريبا نفس الصفات التي وردت في النص الذي رواه الإمام البخاري في صحيحة عن عطاء بن ياسر أنه قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرني عن صفة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ).
وتحدث النص أيضا عن العمى الذين سيخرجهم ذلك النبي من الظلمات إلى النور، هؤلاء الذين أبصروا في نور الإسلام، بعد أن كانوا عميا في الجاهلية التي زاغوا فيها عن التوحيد، وعبدوا فيها المنحوتات(الأصنام)..( لتفتح عيون العمى لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة. أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات ).
وبعد أن تحدث النص عن ذلك النبي الذي سيبعث في قوم من عبدة الأصنام بدأ يتحدث عن الرسالة الخاصة بذلك النبي معلنا أنها رسالة جديدة مكانها هو أقصى الأرض ( تسبيحة من أقصى الأرض ).. وأقصى الأرض بالنسبة للقدس هو الجزيرة العربية، إذ أن أقصى القدس جزيرة العرب، وأقصى جزيرة العرب القدس، لذلك يقول الله تعالى في كتابه الكريم (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا).. وأقصى الأرض كما هو واضح من النص هو مكان خروج هذه الرسالة وليس مجرد مكان تصل إليه.
ثم يتحدث النص عن أماكن عربية ( لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع ) والبرية هي الصحراء، والديار التي سكنها قيدار هي مكة، وسكان سالع هم سكان جبل سلع بالمدينة المنورة(لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال)..وذلك وفقا للتأريخ العربي..ووفقا لقاموس الكتاب المقدس فقيدار وسالع شمال الجزيرة وفي كلتا الحالتين تشيران لأماكن إسلامية.. والنص أيضا يشير إلى رفع الصحراء صوتها (لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من رءوس الجبال ليهتفوا ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر ) ورفع الصحراء صوتها لم يحدث إلا من خلال الأذان، والنداء (الله اكبر الله اكبر) يسمعها سكان الصحراء وما حولها..و( الجزائر ) كما ذكرنا هي الأراضي الجافة التي تطل على مياه، وهذا يتوافق مع أراضي الجزيرة العربية التي يحيط بها البحر الأحمر والخليج العربي، ومن سياق الكلام لابد أن تكون هذه الجزر عربية لأن الصوت سيصلها من أماكن عربية أيضا (قيدار وسالع)..كما أن الهتاف والتكبير من رءوس الجبال لم يعرف في أي رسالة سوى الإسلام.
ثم يتحدث النص عن الحروب والغزوات وعن فتح البلدان عن طريق هؤلاء العمى ( الرب كالجبار يخرج كرجل حروب... اخرب الجبال والآكام وأجفف كل عشبها واجعل الأنهار يبسا وانشف الآجام, وأسير العمى في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها أمشيهم اجعل الظلمة أمامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الأمور افعلها ولا اتركهم) والحروب والغزوات والفتوحات كلها خصائص مميزة للرسالة الإسلامية دون سواها..
ونجد في النص أيضا إشارة إلى عودة الإسلام مرة أخرى بعد انقطاعه من الأرض زمنا طويلا ( أمسكت سلامي (شيلاميم) منذ زمن طويل ) والإسلام هو دين التوحيد الذي بعث الله به جميع الأنبياء إلى البشر، فزاغوا عنه، وأشركوا مع الله آلهة أخرى ؛ فكان لابد من بعثه ونشره مرة أخرى بعد ضلال الناس عنه، وانقطاعه من على الأرض زمنا طويلا..وحمل كلمة (شيلاميم ) التي وردت في النص على ( الإسلام ) هو الأظهر للنص، والأوضح للمعنى، ولا يستقيم السياق إلا به ؛ فالله يقول: أمسكت الإسلام منذ زمن طويل وغاب التوحيد عن الأرض، لذلك سأخوض الحروب وأخرب الجبال والآكام من أجل إظهاره مرة أخرى، وأما حملها على (السلام) فإنه يكون مناقضا للمعنى، ومخالفا للنص ؛ فكيف يقول الله: أمسكت السلام منذ زمن طويل لذلك سأخوض الحروب وأخرب الجبال والآكام ؟!!
ثم يعود النص في النهاية ليؤكد أن هؤلاء العمي أوالأميين الذين ستخرجهم هذه الرسالة من الظلمات إلى النور كانوا قبلها من عبدة الأصنام ( قد ارتدوا إلى الوراء يخزي خزيا المتكلون على المنحوتات القائلين للمسبوكات أنتن آلهتنا )..
وهناك نص آخر يتحدث عن مخلص آخر الزمان الذي سيأتي مدعما بالقوة الروحية المتمثلة في هداية الناس وبالقوة المادية المتمثلة في الحروب والغزوات والفتوحات، وهو ما ورد في سفر حبوق (حبوق أحد أنبياء بني إسرائيل ولد قبل ميلاد المسيح بحوالي ستمائة عام) الإصحاح الثالث:
3:3 الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران، جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه.( تيمان كلمة عبرية معناها الجنوب ومن المعلوم أن الجنوب بالنسبة للقدس الذي نزل فيها هذا النص هو الجزيرة العربية، وفاران يقول عنها معجم البلدان الذي وضعه ياقوت الحموي وهو أقدم مصدر تاريخي للأماكن أنها كلمة عبرانية معربة وهي من أسماء مكة المكرمة ).
3: 4 وكان لمعان كالنور له من يده شعاع ( في النسخة الإنجليزية في يده قوة عظيمة ) وهناك استتار قدرته.
3: 5 قدامه ذهب الوبا وعند رجليه خرجت الحمى.
3: 6 وقف وقاس الأرض نظر فرجف الأمم ودكت الجبال الدهرية وخسفت آكام القدم مسالك الأزل له.
3: 7 رأيت خيام كوشان تحت بلية، رجفت شقق أرض مديان ( يقول قاموس الكتاب المقدس أن خيام كوشان هو إشارة لقبائل كوش العربية، ومن المعلوم أنها قبائل كانت تستوطن إثيوبيا وبلاد النوبة وامتدت لتشمل أجزاء واسعة من الجزيرة العربية، وأرض مديان كانت تقع في شمال الجزيرة العربية، والفقرة كلها إشارة صريحة لجنوب وشمال الجزيرة )
3: 8 هل على الأنهار حمى يا رب، هل على الأنهار غضبك أو على البحر سخطك، حتى أنك ركبت خيلك، مركباتك مركبات الخلاص
3: 9 عريت قوسك تعرية، سباعيات سهام كلمتك، شققت الأرض أنهارا
3: 10 أبصرتك ففزعت الجبال، سيل المياه طما، أعطت اللجة صوتها، رفعت يديها إلى العلاء
3: 11 الشمس والقمر وقفا في بروجهما، لنور سهامك الطائرة، للمعان برق مجدك ( للمعان برق رماحك في النسخة الإنجليزية )
3: 12 بغضب خطرت في الأرض، بسخط دست الأمم ( بسخط دست الوثنيين في النسخة الإنجليزية )..
والنص السابق واضح وقاطع في أن النبي المقصود هو محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أشار في البداية إلى أرض ذلك النبي ( تيمان وفاران ) وتيمان كما قلنا تعني الجنوب بل إن اليهود يطلقون هذا الاسم حاليا على اليمن لأنها تقع في جنوب الجزيرة العربية.
وفي إنجيل متى 12: 42 عندما تحدث عن ملكة سبأ (ملكة التيمان ستقوم في الدين مع هذا الجيل وتدينه لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان ).. ومن المعلوم أن سبأ كانت في جنوب الجزيرة العربية إذن فتيمان التي وردت في هذا النص وأقصى الأرض التي وردت في النص السابق (غنوا للرب أغنية جديدة تسبيحة من أقصى الأرض ) كلاهما يشير لأرض الجزيرة العربية.. ثم بدأ في الحديث عن خصائص هذا النبي وأشار إلى القوة الروحية التي أشار إليها النص بقوله ( جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه ) وإلى القوة المادية التي أشار إليها باقي النص بالحديث عن السهام والرماح والحروب وسحق الوثنيين ..ومن المعلوم أن كل هذه الصفات لا يمكن أن تشير سوى لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم..
من كل ما سبق نجد أنفسنا أمام نصوص قاطعة في إشارتها للنبي صلى الله عليه وسلم على أنه نبي ومخلص آخر الزمان الذي سيؤيده الله بالقوة الروحية المتمثلة في إخراج الناس من ظلمات الكفر والشرك إلى نور الإيمان والتوحيد وبالقوة المادية المتمثلة في قتاله لأعداء الله وظهوره عليهم وانتصاره على الباطل والضلال، ومن هنا يتبين لنا زيف الفرية اليهودية الكبرى التي يبنون عليها أحلامهم الكاذبة، ويقيمون عليها أمانيهم الباطلة، تلك الأحلام التي لن تتحقق أبدا، فالمخلص الذي لا زالوا ينتظرونه قد أتى بالفعل.. أتى ليخلص العالم من شرورهم، ويرحم المساكين من ظلمهم .. أتى ليعلن لكل الأمم أن الإسلام صرح عال لا ينهدم.. وملك باق لا يزول.. أتى ليعلن أن أمة الإسلام.. أمة لا تموت..
( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون ) التوبة 32، 33

القلب الحزين 15-12-2007 03:12 PM

البشارات بالإسلام في الكتب المقدسة مملكة الله


صورة لمخطوط من التلمود

بقلم الأستاذ هشام طلبة
الباحث في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
ذكر في آخر النبوءة السابقة المدونة في كتاب "عهد موسى" .. "ثم تظهر مملكته (مملكة الله) في كل مكان من خلقه".
فما هي مملكة الله ؟
وما هي علاماتها؟
مملكة الله أو مملكة الرب أو مملكة السماء في التوراة كل هذا يعني بلا ريب الدولة التي تحكم بشرع الله ويعيش فيها المؤمنون به وبكتبه وأنبيائه ويقتفون أثرهم، هي إذن الدولة الإلهية .. يؤيد ذلك النصوص الآتية : " ... أصطفى سليمان ابني ليجلس على عرش ملك الرب على إسرائيل (أخبار أيام أول 28 : 5) .
"عرشك يا الله إلى دهر الدهور وصولجان ملكك عادل ومستقيم (مزامير 45:6).
ومثل ذلك كثير في العهد القديم (التوراة). وقد وردت في الأصل بصيغة "مملكة" كما وردت بصيغة "ملكوتا" الآرامي [1] . وصيغة "ملكوت".
أما في العهد الجديد (الأناجيل والرسائل الملحقة) فلم ترد إلا بصيغة المبالغة "ملكوت" في الترجمات العربية ذلك لأن مفهوم مملكة السماء عندهم أنها روحية غير مادية في تناقض واضح مع العهد القديم... ويدعون أن المسيح عيسى "طلب من تلاميذه ومن غيرهم ألا يظهروه لوجود الفرق بين الهوة السحيقة بين ما كان يعتقده اليهود عن المسيا وبين ما يفهمه هو من عمل المسيا ... وعندما يموت ويقدم من مجد عندئذ يستطيع التلاميذ أن يعلنوه أنه هو المسيا المخلص [2] ويا له من رأى عجيب أليس من عمل الأنبياء توضيح الأمور المبهمة للناس أم العكس. وأليس من عمل الكتب السماوية ذلك أيضاً؟ ثم لماذا يقبل النصارى هذا التناقض الواضح في العهد القديم (التوراة) ومع ذلك يقدسونه ويضمونه لكتابهم المقدس؟ والأعجب أنهم يتكلمون بعد ذلك عن فقرات في العهد القديم تتكلم عن مسيح متألم (شعيا 52: 13، 53: 12) ويقولون هذه إشارة لصلبه وتألمه ؟! أليس هناك معنى للألم إلا الصلب .. ثم لماذا الآن توضح التوراة هذا وتناقض أن مملكة الله روحية حسب زعمهم؟
يجدر بنا أن نشير إلى أن قول النصارى في ملكوت السماوات ليس واحداً .. بل هناك ما لا يقل عن خمسة أقوال:
فمنهم من قال: أن المسيح عيسى لم يظهر الملكوت بل تنبأ به ومنهم من يقول أنه أعلنه كحقيقة واقعة [3]
ومنهم من يراه سلطان المسيح المستمر بالصليب ومنهم من يراه الضمير ، ومنهم من يراه نزول الروح المقدس على جماعتهم في اليوم الخمسين لرفع المسيح، ومنهم من يرى أنه لم ينو إقامة مجتمع أرضي "ملك أرضى" ومنهم من يرى (سابقي الألف سنة) أنه جاء ليقيم ملكوت الله على الأرض "وحاول ذلك بكل جهده، ولكن لأسباب دينية واجتماعية كف عن هذه المحاولات لأنه لم يستطع اقامته، فأجل الملكوت إلى حكم الألف سنة عند مجيئه الثاني وأقام الكنيسة بدلاً منه" [4]
ثم يختلفون في هذا الرأى الأخير .. هل يأتي المسيح بعد الألف سنة أم قبلها؟! [5]
أما الاختلاف الأكبر فيأتي من طائفة اليسوعيين الذين يروا – وحدهم – أن الملكوت مادي وقد تحقق وهو الدولة البيزنطية.
يتضح مما سبق كم تلبس الأمر على النصارى في هذا المجال (تفسير "مملكة الله" وكم هو غامض ذلك لأنهم بعدوا عن التفسير الحق. فهي الدولة الإلهية التى يقيمها نبى آخر الزمان وتلتزم بشرع الله ويعيش فيها الموحدون لله توحيداً خالصاً.
أما عن علامات وتاريخ هذا الملك الرباني، وهو السؤال الذي بدأنا به هذا الفصل. وقد تكلمنا قبله مباشرة عن تاريخ ميلاد نبي آخر الزمان ونبوءات ذلك.. ونتكلم الآن عن نبوءات تاريخ ملك نبي آخر الزمان.
وهو أوضح ما يكون في التوراة في سفر دانيال.
الفصل الثاني، الأعداد 31-45 : "رأيت أيها الملك وإذا بتمثال عظيم ضخم كثير البهاء واقفاً أمامك وكان منظره هائلاً. وكان رأس التمثال من ذهب نقى، وصدره وذراعاه من فضة، وبطنه وفخذاه من نحاس، وساقاه من حديد، وقدماه خليط من حديد ومن خزف. وبينما أنت في الرؤيا انقض حجر لم يقطع بيد إنسان، وضرب التمثال على قدميه المصنوعتين من خليط الحديد والخزف فسحقهما فتحطم الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً، وانسحقت وصارت كعصافة البيدر في الصيف، فحملتها الريح حتى لم يبق لها أثر. أما الحجر الذي ضرب التمثال فتحول إلى جبل كبير وملأ الأرض كلها. هذا هو الحلم.
صورة للتلمود على شكل مجلدات

فما تفسيره فهذا ما نخبر به الملك: أنت أيها الملك هو ملك الملوك ، لأن إله السماوات أنعم عليك بمملكة وقدرة وسلطان ومجد، وولاك وسلطك على كل ما يسكنه أبناء البشر ووحوش البر وطيور السماء. فأنت الرأس الذي من ذهب. ثم لا تلبث أن تقوم من بعدك مملكة أخرى أقل شأنا منك، وتليها مملكة ثالثة أخرى ممثلة بالنحاس فتسود على كل الأرض. ثم تعقبها مملكة رابعة صلبة كالحديد الذي يدق ويسحق كل شيء. وكا رأيت أن القدمين والأصابع هي خليط من خزف وحديد، فإن المملكة تكون منقسمة فيكون فيها من قوة الحديد، بمقدار ما شاهدت فيها من الحديد مختلطاً بالخزف.
وكما أن أصابع القدمين بعضها من حديد والبعض من خزف، فإن بعض المملكة يكون صلباً والبعض الآخر هشاً. وكما رأيت الحديد مختلطاً بخزف الطين، فإن هذه المملكة تعقد صلات زواج مع ممالك الناس الأخرى، إنما لا يلتحمون معاً، كما أن الحديد لا يختلط بالخزف . وفي عهد هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لا تنقرض إلى الأبد، ولا يترك ملكها لشعب آخر، وتسحق وتبيد جميع هذه الممالك. أما هي فتخلد إلى الأبد".
يشرح النبى دانيال هنا ويفسر حلماً للملك نبوخذ نصر البابلي الذي خرب أورشليم – بيت المقدس – في القرن السادس قبل الميلاد وأخذ اليهود سبايا، لم يختلف مفسر قديم أو حديث على أن المملكة الأولي هي مملكة بابل أما الخلاف فسيكون بين المتأخرين والمحدثين في تفسير الممالك الأخرى. حيث يفسر علماء الكتاب الحاليين المملكة الثانية بمملكة فارس والثالثة مملكة ميديا [6] (مع أن فارس وميديا مملكة واحدة) والمملكة الرابعة مملكة اليونان. اختلف مع هذا التفسير من المحدثين الطبعة القديمة لطبعة اليسوعيين للكتاب المقدس، حيث ترى المملكة الثانية هي مملكة فارس وميديا [7] والمملكة الثالثة اليونان والرابعة الرومان .. وهذا التفسير الأخير يتفق وكتب الآباء الأولين [8] وكتب السوديبيجرافا(*)، ففي سفر عزرا الرابع [9]، وهو سفر هام دخل في نص من أهم نصوص العهد القديم (الفولجاتا – النص اللاتيني) – كملحق – لكنه اختفى في النصوص اللاحقة [10]
في هذا السفر، تفسر لنا رؤيا رآها عزرا نفسه حيث رأى نسراً يخرج من البحر، هذا النسر فسر على أنه المملكة الرابعة التي تكلم عنها دانيال (سفر عزرا الرابع – الفصل 12 العدد 11-13) والنسر كما نعلم هو رمز الإمبراطورية الرومانية.
وهذا أيضاً تفسير العلامة "تشارلز" الذى استعرنا من كتابه نصوص سفر عزرا الرابع (ص 569).
بل إن التلمود نفسه “T.B. Aboda Zara Ib”أول تلك المملكة الرابعة على أنها الإمبراطورية الرومانية [11] .
ومن الكتب الأخرى التي تذكر أن المملكة الرابعة هي الإمبراطورية الرومانية التي سيحطمها النبى المنتظر "الميدراش" "بسكيتا رباتي" (88، 5 – 6) وكتاب المؤرخ اليهودى القديم "بوسيفوس" "العاديات اليهودية" الجزء الثاني (5/2) .
كذلك "ترجوم يروشالمي" (تكوين 40 ، 20) .
[IMG]http://www.55a.net/firas/ar_photo/1182130106300px-********romanempire.png[/IMG]
خريطة للدولة الرومانية في أقصى أتساعها عام 117قبل الميلاد

(Vol. II. P. 62. The legends Of The Jews)
· لماذا إذن يفسر مفسرو العصر الحالي من علماء أهل الكتاب المملكة الرابعة على أنها المملكة اليونانية مخالفين في ذلك كتبهم المقدسة وشبه المقدسة؟
·يتضح من نص دانيال (2/31 – 45) أن المملكة الرابعة ستتحطم على يد مملكة السماء (دولة النبي المنتظر) فلما رأى اليهود المعاصرون لنهاية الإمبراطورية الرومانية وما بعدها أن الإمبراطورية قد تحطمت دون أن يظهر المسيا (حسب اعتقادهم) قالوا: المملكة الرابعة لم تأت بعد. كذلك النصارى قبل تحطيم الإمبراطورية قالوا: سيأتي يسوع (المسيح عيسى) مرة أخرى ليحطم الإمبراطورية الرومانية (المملكة الرابعة حسب دانيال 2 و 7).
مثل هذا القول نجده في كتابات الآباء الأقدمين، كيرلس الأورشليمي على سبيل المثال – فلما انتهت الإمبراطورية دون المجيء الثاني للمسيح عيسى لم يعد مقبولاً أن تكون الدولة الرومانية هي مملكة دانيال الرابعة وإلا صار محطموها – وهم غير المسيحيين – أتباع النبى المنتظر ولم يعد يسوع نفسه المسيا المنتظر فقالوا بتفسيرين:
التفسير الأول: المملكة الأولى عند دانيال هي بابل والثانية فارس والثالثة ميديا (وفرقوا بين فاس وميديا مع أنهما مملكة واحدة). والرابعة اليونان – وهذا التفسير هو الأشهر الآن.
التفسير الثاني:المملكة الرابعة هي فعلا الدولة الرومانية .
وتحطمت فعلاً على يد أتباع يسوع .. ولكن كيف؟
بأن تحطمت الوثنية وانتصرت المسيحية في تلك الدولة ... ذلك الرأي نجده في هامش دانيال 2:44-45 في الكتاب المقدس طبعة دار المشرق 1986 – وهذا التفسير يكاد ينقرض الآن اللهم إلا طبعة التفسير التطبيقي 1997 التي رأت أن الخزف والحديد يمثلان انهيار الإمبراطورية الرومانية.
= الواقع والتاريخ يقولان إذن أن المملكة الرابعة التي تكلم عنها دانيال هي الإمبراطورية الرومانية.
فمن تكون مملكة إله السماء التي تكلم عنها دانيال في نهاية النبوءة؟
إنها الدولة التي حطمت الدولة الرومانية. فمن تكون؟
التاريخ يقول إنها الدولة الإسلامية. على ذلك هي دولة النبي المنتظر الذي يجب أن يكون إذن محمداً صلى الله عليه وسلم.
** = نبوءة دانيال هذه وبتفسيرها الذي فسرنا له ما يؤيده في كتاب آخر من الكتب السابقة للإسلام، الزندافستا (الكتاب المقدس عند الزرادشتيه – المجوس).
حيث يمثل تطور مستقبل الإمبراطورية الفارسية والديانة الزرادشتية بفروع شجرة مكونة من معادن مختلفة (مثل نبوءة دانيال). الفرع الأول من ذهب يمثل العصر الذهبي وهو تحت حكم الملك Gushtaspالفروع الفضية والفولاذية ترمز لهرم (انحدار) الإمبراطورية. أما الفرع الحديدى فيرمز للكارثة العظيمة التى ستغمر ليس الإمبراطورية الفارسية وديانتها وحدها بل العالـم كلـه سوى انتصار الحق والفضيلة في آخر الزمـان . [12] أي أن الحق والفضيلة سينتصران في آخر الزمان على الديانة الزرادشتيه وامبراطوريتها والممالك الأخرى.
الغريب أن يصف كتاب الزرادشتية المقدس محطم إمبراطوريتها بالحق والفضيلة.
من حطم الإمبراطورية الفارسية تماماً والممالك الكبرى المعاصرة لها؟ إنه جيش العرب، أنه جيش محمد صلى الله عليه وسلم.
انه جيش الحق والفضيلة (كما تصفه كتب الزرادشتية).
كما أن نبوءة خلافة العرب لملوك الفرس قد وردت في كتاب الصابئة المقدس، "الكنزه ربه" في الكتاب الثامن العشر [13] . كما ذكر في نفس الكتاب، كنزه ربه أن ملك العرب المسمى (سيهولدايو) أي تالي الأنبياء يخرج في زمن ملك الفرس أزدجر[14].


(*) السوديبيجرافا: الترجمة الحرفية للكلمة تعنى الكتابات الكاذبة. ويقصد بها تلك الكتب التي نسبت إلى العهد القديم (التوراة) ولم يعترف بها فيما بعد مجمع "جمنيا" (في أواخر القرن الأول الميلادي) بالرغم من أن عدداً كبيراً منها قبل هذا التاريخ – بل وبعده أيضاً – كان ذا أثر بالغ وقداسة قاطعة عند طوائف عديدة ففي المجمع المذكور آنفاً اعتمدت بشق الأنفس أسفاراً متنازع عليها مثل (استير – حزقيال – نشيد الإنشاد) وكذلك سفر دانيال الذي اعترفت بسلطته طائفة الفريسيين اليهودية، أما طائفة الصدوقيين اليهودية أيضاً فلم يعترفوا به دون شك (المصدر السابق – المجلد الأول ص 49) أما بالنسبة لكتب التوراة عند النصارى (العهد القديم) فلم يسلموا بمجمع "جمنيا" اللهم إلا البروتوستانت. أما الغربيون منهم وشمال إفريقيا فانتظروا حتى القرن الرابع وأقروا ما في مجمع قرطاجنة المذكور من قبل. وأما الشرقيون منهم (الكنائس الشرقية الناطقة باليونانية) فلم يكن لها تنظيم شرعي على مر العصور إلى يومنا هذا. (المصدر السابق) .
وعلى الجانب الآخر هناك كتب كانت ذات شأن عظيم نسبت للتوراة وحذفت من القانون(مجموع الكتب المعتمدة) (سوديبجرافا) وإن اعترف أن لها شأنا عظيماً لبنيان المؤمن (المصدر السابق) هذه الكتب أمثال: (سفر أخنوخ – اليوبيلات – رؤيا باروك – عهود الأسباط – عهد إبراهيم – عهد موسى – رؤيا إبراهيم – كتاب آدم وحواء).
هي كتب إذن يعتد بها وإن لم يسمح بالتعبد بها. ولم يدع أحد مطلقاً أنها دست على أهل الكتاب من غيرهم.
[1]"ملكوت الله" د. فهيم عزيز ص10.
[2] المصدر السابق : ص 168 – 169 .
[3]المصدر السابق : ص 33.
[4]المصدر السابق : ص 205
[5]المصدر السابق : ص 248
[6] حواشي الكتاب المقدس – دار المشرق – الطبعة 1989.
[7] حواشي الكتاب المقدس – دار المشرق 1986.
[8] "كيرلس الأورشليمي 314م -387م- العظات – رابطة معاهد اللاهوت في الشرق الأوسط – تعريف الأب جورج نصور. ص 196 العصا من حديد من 2/7 – 9 ترمز بوضوح إلى المملكة الرومانية التى يتحدث عنها دانيال أيضاً.
[9] “The Apocrypha and Pseudepigrapha of the old testament” Charles
أهم نصوص سفر عزرا الرابع النص اللاتينى ويوجد كذلك السرياني والأثيوبي والعربي والأرامي. أقدم مخطوطاته ترجع للقرن التاسع وقد كتب في الأصل بالعبرية عام 100م مقدمة هذا السفر في الكتاب سالف الذكر.
[10] االمرجع السابق – ص 542
[11] المرجع السابق – ص 613 هامش.
[12] P. 423: Dhalla: History of Zoroastrianism By t. 1.2-5;2.14 Zend Avesta
[13]"الصابئة المندائيون" ص 65 – الليدى دراور.
[14] مندالى" ص 26 – عبد الحميد بن بكر.
مصدر الصور: موقع الموسوعة الحرة

القلب الحزين 15-12-2007 03:15 PM

آزر أبا إبراهيم


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...of_babylon.jpg
صور للحدائق المعلقة في بابل

إعداد ناصر المنشاوي
باحث وكاتب إسلامي
تَنُصُّ التوراة على اسم أبى إبراهيم فتسميه «تَارَحْ» أو «تِيرَحْ» خلافاً للقرآن الذي يُسميَّه «آزَرَ» بالنص الصريح في قولهِ تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَر) {الأنعام:74}.
وقد حار مفسرو القرآن في «آزَرَ» [1] لمخالفتها الصريحة لما هو معلوم عند أهل الكتاب من التوراة. وطنطن بها المستشرقون الذين وَهِمُوا أن «آزَرَ» من أفدحِ أخطاء القرآن في اقتباسه من التوراة .
ونقولُ : وما كان أغنى القرآن عنها، على علمه المحيط بدقائق المكتوب في التوراة ! وهل ينتقصُ شيئاً من جلالِ القرآن أن يسكت عن اسم أبى إبراهيم فلا يُسميَّه ؟ قد تناول القرآن جدال إبراهيم أباهُ في أكثر من آيةِ فلم يُسَمِّهِ، فلماذا النصُ على اسم أبى إبراهيم في هذه الآية وحدها من سورة الأنعام ؟
أفقد جَهِلَ القرآن اسم أبى إبراهيم في التوراة ؟ فلماذا يَزُجُّ بنفسهِ في المزالق فيخترع من عنده اسماً لأبى إبراهيم، غيرَ عابئ بما يسمعه من أهل الكتاب في مكة ويثرب ونجران ؟
وإذا كان مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم يَفترى القرآن من عنده كما يَدَّعون، فلماذا لم يستوثق من رجال كورقة بن نوفل عم زوجه خديجة وقد كان كما يقولُ أصحاب السِيَّرِ من أنه من حنفاء إحدى الملتين، يقرأ من الكتاب العبرانى ما شاء له الله أن يقرأ؟ ولماذا لم يُصَحِحَهُ له أمثالُ الحَبْرِ اليهودى ابن سلام وقد أسلم في المدينة لهذا النبى الذي «يُخْطِئُ» في اسم أبى إبراهيم ؟ أفَلم يَرَ ابنُ سلام في هذه وحدها دليلاً كافياً على «كَذِبِ» هذا النبى ؟
ولماذا لم «يُسْقِط» المسلمون من بعد النبى «آزَرَ» هذه من القرآن تنقية للقرآن من خطأ لا تجوز المماحكة فيه ؟
تستخلِصُ من هذا أن القرآن أعظم وأجَلُّ من أن يُفْتَرَى من دون الله تعالى، وتستخلصُ منه أيضاً أن القرآن عند الذين آمنوا به أعظمُ وأجَلُّ من أن يُكذَّبَ بالتوراة أو يُصَحَّحَ بما في التوراة، وتستخلِصُ منه كذلك أن القرآن في المصحف الذي بين يديك قد عَصِمَه الله سبحانه وتعالى من التغيير والتبديل، ولو بقصد «التصويب» و «الاستدراك»، فهو إلى قيام الساعة محفوظ بحفظ الله تعالى على الحَرْفِ الذي به نَزَل . وتستخلِصُ منه أخيراً أن القرآن ـ وكان أيسر عليه استبقاء اسم «تَارَحْ» في القرآن على أصلها في التوراة ـ إنما أراد عامداً متعمداً تَحَدىَّ المتقولين عليه أصحاب دعوى النقل والاقتباس، فجَابَهَهُم بما يَنْقُضُ دعواهم . والقرآنُ هاهنا يريد المخالفة لذاتها، لا يريد منها تأصيلُ منهج أو إثبات عقيدة، وإنما يأتى بها للدلالة على إعجازه فحسب .
نعم، «آزَرَ» في القرآن من دلائل إعجازه . كما سنرى بإذن الله على التَّوِ معاً ...
من بين ما يستوقفك في القرآن ـ والذى يستوقفك في القرآن كثيرُ ـ أنه لا يجئُ قط اسم نبى من الأنبياء على النسب لأبيه، كأن يقول مثلاً : موسى بن عمران، وإنما يقولُ موسى فقط، أو هوداً فحسب، لا ينسب هذا أو ذاك، لأن النبى أشهرُ من أن يُعْرَفَ بأبيهِ، ولأن القرآن لا يهتم أصلاً بالنسب، خِلافاً لما تقرأ في العهد القديم، إلا أن تعلم من القرآن اسم الأب في سياق حديث الابنُ فيه نبىُّ صِنْو أبيه كما في داوود وسليمان، وكما في إبراهيم وبنيه، إلا أن يريد القرآنُ الإدلال بعلمه وإعجازه، فيسمى لك «آزَرَ» أبا إبراهيم، وما كان أغناهُ عن «آزَرَ» هذه، ولو أسقطها من سياق الآية لجاز، ولما اختلَّ وزن أو نظم، ولكنه أراد منها إعلام أهل الكتاب ما لم يعلموه، أو يُفسِّرُ لهم بها «تَارَحْ» اسم أبى إبراهيم في سِفْرِ التكوين . ومن هذا أيضاً قوله : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ) {التحريم:12}، لا يريد إلا الإدلال بعلمه وإعجازه، يُسَمِّى لهم أبا مريم ـ جَدَّ المسيح عليه السلام ـ غير المذكور بالاسم في الأناجيل .
أما المسيح عليه السلام فهو استثناء وحيد من كل هذا الذي قلناه : قَلمَا يجئ به القرآن منسوباً إلى والدتهِ، وما ذاك إلا على التشريف لمريم عليها السلام، التى صَدَّقت بكلماتِ ربها يوم نَفَخَ فيها جبريل، وإذكاراً بإعجاز مولد عيسى : أنه ابن مريم فحسب، لا أب له سواها ولا أم .
وردت «آزَرَ» مرة واحدة في القرآن اسماً لأبى إبراهيم وهو في التوراة «تَارَحْ» وقد تَوَقَّف فيها مفسرو القرآن لما يعلمونه من مخالفتها الصريحة لاسم أبى إبراهيم في التوراة، وعَالَجَ بعضهم التصدى لها محاولين التوفيق بين «آزَرَ» و«تَارَحْ» بإسقاط أحد طرفى التناقض : منهم من قال أن «آزَرَ» في القرآن ليس هو أبا إبراهيم، وإنما هو عَمُّه والعرب تُسمى العمَّ أباً . وليس بشئ، لأن المعنى في القرآن هو أبو إبراهيم، لا عَمُّه . وقال الآخرون إن «تَارَحْ» كان له اسمان، أحدُهُما «آزَرَ» وهو ضعيف، لأنه لا دليل عليه من القرآن أو الحديث، ولا مقنع به لأصحاب التوراة الذين لا يعلمون لأبى إبراهيم اسماً آخر، أو كُنيَّة تَكَنَّى بها . وتَصَدَّى لآزَرَ أيضاً باحثون كبار، كان منهم في هذا العصر الأستاذ عباس العقاد رَحِمهُ الله، في كتابه «إبراهيم أبو الأنبياء» الذي قال ما معناه أن «آزَرَ» ليست تعريباً لـ «تَارَحْ» وإنما هى تصويب قرآنى لنطق «تَارَحْ» على أصلها في لغة صاحب هذا الاسم «وكأنه يقصد البابلية أو الآشورية»، وليس هذا بقوى رغم ضخامة الجهد ونُبْلِ القَصد، وأقرب ما يُرَدُّ به على هذا أن العبرانيين لم يقرأوا اسم أبى جَدهم إبراهيم في صحيفة أو نقش، وإنما سَمِعوه من إبراهيم شفاهة، وهم قد سمِعوها «تَارَحْ» ولم يسمعوها «آزَرَ» .
أفتكون «آزَرَ» في القرآن ترجمة لـ «تَارَحْ» في التوراة ؟
نعم . ولكن هذا يقتضى أولاً تأصيل لفظة «تَارَحْ» في اللسان العبرانى، ومعناه واشتقاقه في اللسان الآرامى، لغة إبراهيم «الآرامى» الوافِد على فلسطين من حاران في شمالى سورية كما يقول سِفْر التكوين .
إذا علمت أن تَارَحْ أبا إبراهيم وُلِدَ في أور الكلدانيين ببابلِ حوالي مطلع القرن العشرين قبل الميلاد حسبما تستخلص من حسابات سِفْرِ التكوين ـ بعد انقضاء حوالى ألف سنة على تَوَّطن أسلافه الساميين في بابل ـ فقد عَلِمتَ يقيناً أن لغة تَارَحْ هذا وآبائه كانت هي بالقطع تلك اللغة السامية البابلية التي تأثَرت بمخارج ألفاظ السومريين على مدى ألف سنة سبقت، فهي لا تجد حَرَجاً على سبيل المثال في وضع «التاء» موضِع «الطاء» نطقاً وكتابة.
من هنا تقول إن تَارَحْ ـ اسم أبى إبراهيم في التوراة ـ إما هو على أصلهِ بالتاء وإما يكون أصله بطاءٍ تَحَوَّرت في البابلية إلى تاء، فيكون مشتقاً من الجِذِر السامى «طَرَحْ» الذي يفيد في العربية الهَمَّ والحَزَّن وأيضاً قِلة الخير، إن صَدَّقت التوراة في «تَارَحْ» تصديقك القرآن في «آزَرَ» فلا سبيل أمامك لتفسير معنى «تَارَحْ» إلا بأحد هذين الفرضين لا ثالث لهما .
وقد كان الأضبط ـ والأثبت ـ التماس معنى «تَارَحْ» البابلية هذه في المعجم البابلى نفسه، ولكن المعجم البابلى للأسف معجم أبتر، يقتصر على مفردات قلائل ليس من بينها «تَارَحْ» أو «طَارَحْ» .
«تَارَحْ» إذن ـ أو بالأحرى «طَارَحْ» ـ اسم أبى إبراهيم في التوراة، هو من العَلَم الأعجمى الذي فَسَرَّه القرآن بالترجمة، فجاء به على «آزَرَ» . فإلى أى مدى أصاب القرآن وسَفِهَ خُصومهُ ؟
جَهِل أحبارُ العبرية معنى «تَارَحْ» وحَقَّقَهُ القرآن كما سوف ترى، فأىُّ إعجاز وأىُّ عِلْم !!
وَزَرَ، يَزِرُ، وَزْراً فهو وازِر «راجع معجمك العربى مادة وَزَرَ» يعنى حَمَلَ ما يُثقِلُ ظهره، ومنه في القرآن :(وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) {الإسراء:15} أى لا تحمل نفس عن نفس شيئاً، بل كُلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة. ومنه «الوِزْر» أى الحِمْلُ الثقيل كما في قولهِ تعالى : (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) {مُحَمَّدٌ:4} أى أثقالها من سلاح وعَتَاد .
أما «الوِزْر» على أصل معناه في العربية، أى الحمل الثقيل فهو في العبرية ـ الآرامية «طورَح» أخذاً من الجِذِر العبرى ـ الآرامى «طَرَحْ» أى حَمَلَ ما يُثقِلُ ظهره . ولا تستعمل عبرية التوراة من الجِذِر «طَرَحْ» إلا «طورح» بمعنى الحمل الثقيل، أى الوِزْر «طارح» إذن «أى تَارَحْ»، إن اشتققتها من الجِذِر العبرى ـ الآرامى «طَرَحْ» معناها «الوازِر» على التطابق لا على المجاز بمعنى الحَمول المُحَمَّل.
«الأزْرُ» عربياً ليس أصل معناها «القوة» كما وَهِمت بعض المعاجم [2]، وإنما أصل معناها «الظهر» . والظهر يُكَنَّى به عن القوة، لا العكس . والإزارُ منه، لأنه يُشَدَّ به على الظهر، أى على «الأزْر» .
أما أن «الأزْر» معناها «الظهر» لا القوة، فهذا يتضح لك من قولهِ تعالى على لسان موسى : (وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) {طه:29 ـ 31} والمعنى «اشدد به ظهرى» لا اشدد به قوتى كما وقع في بعض التفاسير، وكما وقع في المعجم الوسيط استشهاداً على معنى «الأزر» بأنه القوة. وليس بشئ .
وقد فَسَّرَ القرطبى رحمه الله «الأزْر» بمعنى «الظهر» في تفسيره للآية 31 من سورة طه، فارجع إليه .
والوزر من «الأزر» قريب، لا في مادته فحسب ولكن لأن «الوِزْر» بمعنى الحمل الثقيل لا يكون إلا على «الظهر» أى على «الأزْر» . تجد هذا فصيحاً بيناً في قولهِ تعالى يُسَلِّى بهِ نبيه : (وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ) {الشرح:2 ـ 3} .
وقد عَدَلَ القرآن عن «وازِر» إلى «آزَرَ» دفعاً لشبهة فهمها بمعنى الآثم الخاطئ ولا سبيل أمامك إلى تفسير معنى «تَارَحْ» البابلية اسم أبى إبراهيم في التوراة إلا بِرَّدِها إلى «طاَرَحْ» العبرية ـ الآرامية أبدلَ البابليون من طائها تاء .
ولا ترجمة إلى العربية لهذا الاسم البابلى أدَقَّ من «آزَرَ» التى في القرآن بمعنى «الوازِر» على أصلها، لا مجازها .
قد أصاب القرآن إذن في «آزَرَ» وسَفِهَ خصومهُ . فهل رَغِمَتْ أنوف ؟
جَهِلَ خصوم القرآن معنى اسم أبيهم «تَارَحْ»، وما زالوا يجهلونه، وعَلِمَهُ القرآن . فأىُّ إعجاز وأىُّ عِلم !!
كان أولى بالذين طعنوا على القرآن في «آزَرَ» أن يتعلموا منه، ولكنهم لم يفعلوا . وصَدَقَ سبحانه إذ يقول في تقريعهم : (هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) {آل عمران:66} .
إعداد
ناصر المنشاوي
باحث وكاتب إسلامي

القلب الحزين 15-12-2007 03:17 PM



قصة موسى عليه السلام في التوراة والقرآ
ن

http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...5faf7319_m.jpgالدكتور منصور العبادي

جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

إن محاسن الأشياء تظهر جلية واضحة عند مقارنتها بأضدادها أي تلك الأشياء التي تفتقد إلى مثل هذا الحسن وذلك كما قال الشاعر "والضد يظهر حسنه الضد". وينطبق هذا الحال على القصة القرآنية فإن حسن بيانها وصدق ما ورد فيها من حقائق يتجلى بشكل واضح عند مقارنتها بقصة مماثلة لها ورد ذكرها في مصدر آخر كالتوراة مثلا. ولقد أكد الله في كتابه الكريم أن قصص القرآن هو أحسن القصص وهو كذلك القصص الحق وذلك في قوله تعالى "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ" يوسف 3 وقوله تعالى "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ" آل عمران 62. وعند مقارنة القصة القرآنية مع مثيلاتها في التوراة نجد أنها تتفق معها في بعض الحقائق وتقوم بتصحيح الأخطاء الواردة في البعض الأخر وغالبا ما تضيف القصة القرآنية حقائق جديدة لم تأتي القصة التوراتية على ذكرها أبدا. ونجد كذلك أن القصة القرآنية تأتي على ذكر تفصيلات دقيقة لا يمكن للقاص البشري أن يلاحظها كالخواطر التي تدور في عقول أشخاص القصة والأحداث التي تجري في غياب الشاهد البشري عليها وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم "فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ"الأعراف 7 والقائل سبحانه "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ"الكهف 13. وفي هذه المقالة سنقارن قصة موسى عليه السلام في الفترة الممتدة ما بين مولده وهجرته إلى مدين والعيش فيها بجوار كاهن مدين بعد أن زوجه إبنته وذلك كما وردت في نص التوراة ونص القرآن. وسنبين أن هناك فرقا شاسعا بين مستوى النصين من حيث الفصاحة ومن حيث صحة الحقائق الواردة فيها. وأنصح القاريء بأن يقرأ نص التوراة أولا ويتدبره ليكتشف بنفسه التناقض الموجود في بعض الحقائق المذكورة فيه ثم يقوم بقراءة النص القرآني ويتدبره ويقارن الحقائق الواردة فيه مع الحقائق الواردة في النص التوراتي ليجد أنها هي الحقائق الصحيحة. ولو أن هذا القرآن الكريم من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم وأنه قد أخذ محتويات القرآن الكريم من كتب من سبقه من الرسل كما يزعم المبطلون لتقيد بالحقائق الواردة فيها ولما قام بتصحيحها ولكن هذا القرآن هو تنزيل من رب العالمين القائل سبحانه "وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْقَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"القصص 44-46.
جاء ذكر قصة موسى عليه السلام منذ مولده إلى وصوله إلى مدين في الأصحَاحُ الثَّانِي من سفر الخروج بما نصه "وَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لاَوِي وَأَخَذَ بِنْتَ لاَوِي، 2فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا. وَلَمَّا رَأَتْهُ أَنَّهُ حَسَنٌ، خَبَّأَتْهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. 3وَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُخَبِّئَهُ بَعْدُ، أَخَذَتْ لَهُ سَفَطًا مِنَ الْبَرْدِيِّ وَطَلَتْهُ بِالْحُمَرِ وَالزِّفْتِ، وَوَضَعَتِ الْوَلَدَ فِيهِ، وَوَضَعَتْهُ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ عَلَى حَافَةِ النَّهْرِ. 4وَوَقَفَتْ أُخْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ لِتَعْرِفَ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 5فَنَزَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ إِلَى النَّهْرِ لِتَغْتَسِلَ، وَكَانَتْ جَوَارِيهَا مَاشِيَاتٍ عَلَى جَانِبِ النَّهْرِ. فَرَأَتِ السَّفَطَ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ، فَأَرْسَلَتْ أَمَتَهَا وَأَخَذَتْهُ. 6وَلَمَّا فَتَحَتْهُ رَأَتِ الْوَلَدَ، وَإِذَا هُوَ صَبِيٌّ يَبْكِي. فَرَقَّتْ لَهُ وَقَالَتْ: «هذَا مِنْ أَوْلاَدِ الْعِبْرَانِيِّينَ». 7فَقَالَتْ أُخْتُهُ لابْنَةِ فِرْعَوْنَ: «هَلْ أَذْهَبُ وَأَدْعُو لَكِ امْرَأَةً مُرْضِعَةً مِنَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لِتُرْضِعَ لَكِ الْوَلَدَ؟» 8فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي». فَذَهَبَتِ الْفَتَاةُ وَدَعَتْ أُمَّ الْوَلَدِ. 9فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي بِهذَا الْوَلَدِ وَأَرْضِعِيهِ لِي وَأَنَا أُعْطِي أُجْرَتَكِ». فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الْوَلَدَ وَأَرْضَعَتْهُ. 10وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوسَى» وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ». 11وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي أَثْقَالِهِمْ، فَرَأَى رَجُلاً مِصْرِيًّا يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيًّا مِنْ إِخْوَتِهِ، 12فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ، فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ. 13ثُمَّ خَرَجَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَإِذَا رَجُلاَنِ عِبْرَانِيَّانِ يَتَخَاصَمَانِ، فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: «لِمَاذَا تَضْرِبُ صَاحِبَكَ؟» 14فَقَالَ: «مَنْ جَعَلَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟ أَمُفْتَكِرٌ أَنْتَ بِقَتْلِي كَمَا قَتَلْتَ الْمِصْرِيَّ؟». فَخَافَ مُوسَى وَقَالَ: «حَقًّا قَدْ عُرِفَ الأَمْرُ». 15فَسَمِعَ فِرْعَوْنُ هذَا الأَمْرَ، فَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَ مُوسَى. فَهَرَبَ مُوسَى مِنْ وَجْهِ فِرْعَوْنَ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ مِدْيَانَ، وَجَلَسَ عِنْدَ الْبِئْرِ. 16وَكَانَ لِكَاهِنِ مِدْيَانَ سَبْعُ بَنَاتٍ، فَأَتَيْنَ وَاسْتَقَيْنَ وَمَلأْنَ الأَجْرَانَ لِيَسْقِينَ غَنَمَ أَبِيهِنَّ. 17فَأَتَى الرُّعَاةُ وَطَرَدُوهُنَّ. فَنَهَضَ مُوسَى وَأَنْجَدَهُنَّ وَسَقَى غَنَمَهُنَّ. 18فَلَمَّا أَتَيْنَ إِلَى رَعُوئِيلَ أَبِيهِنَّ قَالَ: «مَا بَالُكُنَّ أَسْرَعْتُنَّ فِي الْمَجِيءِ الْيَوْمَ؟» 19فَقُلْنَ: «رَجُلٌ مِصْرِيٌّ أَنْقَذَنَا مِنْ أَيْدِي الرُّعَاةِ، وَإِنَّهُ اسْتَقَى لَنَا أَيْضًا وَسَقَى الْغَنَمَ». 20فَقَالَ لِبَنَاتِهِ: «وَأَيْنَ هُوَ؟ لِمَاذَا تَرَكْتُنَّ الرَّجُلَ؟ ادْعُونَهُ لِيَأْكُلَ طَعَامًا» 21فَارْتَضَى مُوسَى أَنْ يَسْكُنَ مَعَ الرَّجُلِ، فَأَعْطَى مُوسَى صَفُّورَةَ ابْنَتَهُ. 22فَوَلَدَتِ ابْنًا فَدَعَا اسْمَهُ «جَرْشُومَ»، لأَنَّهُ قَالَ: «كُنْتُ نَزِيلاً فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ»".
أما قصة موسى عليه السلام فقد وردت متفرقة في سور كثيرة من القرآن الكريم ولكن القصة التي تغطي الفترة المذكورة آنفا فقد وردت في أول سورة القصص وذلك في قوله تعالى "طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوَسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)".
إن الذي يقرأ النص التوراتي والنص القرآني يلاحظ على الفور الفرق الشاسع بين مستوى النصين من حيث قائل النص ومن حيث فصاحة النص. فعند قراءة النص التوراتي تكتشف أن الذي كتبه أحد أفراد البشر فالركاكة واضحة فيه من أول جملة فيه "وَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لاَوِي وَأَخَذَ بِنْتَ لاَوِي، فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا"وقد تثير هذه الجملة الضحك لقلة ما تحمله من معاني بل إن بعض كتاب البشر أقدر على الإتيان بنص أرقى منه من حيث المحتوى والفصاحة. أما عند قراءة النص القرآني فتحسن أن المتكلم لا يمكن أن يكون من البشر ولك أن تقارن قول الله سبحانه وتعالى "طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" مع تلك البداية التي بدأ بها كاتب نص التوراة. وسنقارن فيما يلي الحقائق الواردة في النصيين ليتبين للقاريء أن النص القرآني أصدق قيلا من النص التوراتي وصدق الله العظيم القائل "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا" النساء 122.
فالحقيقة الأولى هي أن الكتب المقدسة أنزلها الله على البشر للتدليل على وجوده سبحانه ولتعريفهم بصفاته وأنه هو الذي يسير كل جزيئة في هذا الكون بمشيئته ولا يتم أمر فيه إلا بإذنه سبحانه. وعند تفحص نص القصة في التوراة نجد أنها تخلو تماما من أي ذكر لله وهي مجرد سرد لأحداث مليئة بالتناقضات علاوة على أنها قد كتبت بلغة غير فصيحة. أما القصة في القرآن فإنها تزخر بذكر الله وتظهر أن يد الله هي التي كانت تسير جميع أحداث هذه القصة وبهذا فهي ترسخ مبدأ الإيمان بالله في نفس القارئ لها. فالله هو الذي أوحى لأم موسى بأن تلقيه في النهر وهو سبحانه الذي وعدها بإرجاعه إليها وهو الذي بشرها بأنه سيكون نبيا من المرسلين والله هو الذي جعل التابوت الذي وضع فيه موسى عليه السلام يرسو على ساحل النهر المحاذي لقصر فرعون وهو الذي ألقى محبة إمرأة فرعون له لكي لا يقتله فرعون وهو سبحانه الذي حرم عليه المراضع وذلك لكي لا ترضعه إلا أمه وإلى غير ذلك من الأحداث. والنص التوراتي كذلك لا يعلق على الأحداث أبدا بينما نجد أن النص القرآني يقيم الأحداث فيمتدح الأعمال الصالحة ويذم الأعمال السيئة فعندما قتل موسى عليه السلام الرجل المصري لم يذكر النص التوراتي أن هذا الفعل فعل خاطيء بينما نجد أن النص القرآني لم يقر مثل هذا الفعل وذلك من خلال ندم موسى عليه السلام على فعلته وطلبه المغفرة من الله.
أما الحقيقة الثانية فهي أن الذي كتب نص القصة التوراتيه لا بد أن يكون من البشر فقد كان جل إهتمامه أن يذكر أن أب موسى وكذلك أمه كانا من قبيلة لاوي اليهودية "وَذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لاَوِي وَأَخَذَ بِنْتَ لاَوِي، فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا" وأن يبين كذلك مواصفات التابوت الذي وضع فيه موسى عليه السلام "وَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُخَبِّئَهُ بَعْدُ، أَخَذَتْ لَهُ سَفَطًا مِنَ الْبَرْدِيِّ وَطَلَتْهُ بِالْحُمَرِ وَالزِّفْتِ، وَوَضَعَتِ الْوَلَدَ فِيهِ". أما نص القصة القرآنية فقد كتبها من أحاط علمه بكل شيء فبدأ القصة بذكر الجو العام والظروف التي تمت في أجوائها هذه القصة فذكر الحال الذي كان عليه بنو إسرائيل قبل مولد صاحب القصة موسى عليه السلام حيث أن فرعون قد تسلط عليهم وقام بإذلالهم وكان يقوم بفتل أطفالهم الذكور ويبقي على إناثهم فقال عز من قائل "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ". وذكر النص أن الله أراد أن يمن على بني إسرائيل فينجيهم من هذا الذل ويجعلهم أئمة للناس فقال عز من قائل "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ". ولو أن هذا القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم كما يدعي اليهود لما قال أن الله قد جعل منهم أئمة للناس وأنهم هم الوارثين خاصة وأنهم ناصبوه العداء منذ ظهور دعوته عليه الصلاة والسلام.
أما الحقيقة الثالثة فهي أن نص التوراة لم يذكر السبب الذي دعا فرعون لقتل المواليد الذكور من بني إسرائيل واستبقاء إناثهم بينما أشار نص القرآن إلى هذا السبب وذلك في قوله تعالى "وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ" وقد شرح رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه ما الذي كان بحذر منه فرعون وقومه حيث أن الكهنة والمنجمين قد أخبروا فرعون بأن ملكه سيزول على يد فتى من بني إسرائيل فأمر جنوده بقتل كل مولود ذكر منهم. وتؤكد الآية على أنه مهما كانت الاحتياطات التي يتخذها البشر لصرف المكروه عنهم فإن قدر الله عليهم لا بد وأن ينفذ ومهما مكروا فإن مكر الله بهم أشد ولذلك فقد قدر الله أن يعيش الطفل الذي سيزول ملك فرعون على يديه في بيت فرعون وتحت سمعه وبصره فقال عز من قائل "فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ".
أما الحقيقة الرابعة فهي التناقض الواضح في نص التوراة حول الطريقة التي تمت بها عملية إنقاذ موسى عليه السلام من القتل حيث قررت أمه أن تبقيه في بيتها عندما رأت أنه حسن وبعد أن خافت عليه أمرت أخته أن تضع التابوت الذي وضع فيه الطفل بين أشجار الحلفاء على حافة النهر المحاذي لقصر فرعون وأن تراقبه من بعيد وبمجرد أن عثرت إبنة فرعون على التابوت وقامت بفتحه حيث وجدت فيه طفلا صغيرا عرضت أخته عليها أن تدلها على مرضعة له فوافقت على الفور دون إستشارة أبيها فرعون. ويمكن لأي أحد أن يكتشف التناقض في هذا السيناريو فالتناقض الأول أن الأم تخاف على طفلها سواء أكان جميلا أم قبيحا والتناقض الثاني أن أخت موسى عليه السلام قامت بوضع أخيها بجانب فصر القاتل الأكبر فرعون وكان الأجدر به أن تضعه في مكان بعيد عن قصر فرعون فربما وقع الطفل في يد شخصا أرق قلبا من فرعون أما التناقض الثالث فهو أنه لا لزوم للتابوت المطلي بالزفت حيث كان بإمكان أخته أن تضعه على البر بجانب القصر طالما أنها كانت قادرة للوصول إلى حمى القصر بمثل هذه السهولة أما التناقض الرابع فهو أن أخت موسى كانت تراقب التابوت من بعيد ولكن النص يظهرها فجأة واقفة مع إبنة فرعون فور العثور على الطفل تعرض عليها مرضعة للطفل وهذا مدعاة للشك بأنها هي التي قامت بوضع الطفل في هذا المكان ولا بد أنه يخصها فيقومون بقتله.
أما السيناريو في القصة القرآنية فهو من الإحكام بحيث لا يمكن أن تجد فيه أي خلل حيث أن أم موسى قد وضعت طفلها في التابوت وألقته في النهر بعد أن خافت عليه من القتل مصداقا لقوله تعالى في سورة أخرى من القر’ن "إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي" طه 38-39. ولقد طلبت أم موسى من إبنتها أن تراقب عن بعد دون أن يشعر بها أحد حركة التابوت في النهر لتعرف ما سيكون مصيره وقد رأت البنت أن التابوت قد جنح واستقر على ساحل النهر أمام قصر فرعون فقام آل فرعون بالتقاطه وأحضروه إلى القصر ليجدوا فيه طفلا رضيعا لم يشكوا أبدا أنه من أولاد بني إسرائيل. لقد ألقى الله سبحانه وتعالى محبته على موسى ولذلك فقد أحبته إمراة فرعون وليس إبنته كما جاء في نص التوراة فليس من المعقول أن تتبنى البنت إبنا وهي في بيت أبيها. ولقد ألحت إمرأة فرعون على زوجها أن لا يقتل هذا الطفل العبراني بعد أن تعلقت به وعرضت عليه أن يتخذوه ولدا لهم دون أن يشعر بذلك العبرانيون فوافق فرعون على مضض فربما أن هذا الطفل هو من سيزول ملكه على يديه ولكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. ولكي يعيد الله هذا الطفل إلى أمه كما وعدها سبحانه فقد أبى الطفل بتدبير من الله أن يرضع من جميع المرضعات اللاتي أحضرتهن إمرأة فرعون وبعد بحث مضني من آل فرعون عن مرضعة جديدة دلتهم أخت موسى على أمها لكي ترضعة لهم فقبل الطفل ثديها فأعادوه إليها لكي تكون مرضعة له.
أما الحقيقة السادسة فهي أن النص التوراتي جعل من موسى عليه السلام مجرما محترفا من خلال الطريقة التي قتل بها الرجل المصري حين وجده يقتتل مع الإسرائيلي فقد تلفت موسى عليه السلام يمينا وشمالا وبعد أن تأكد أنه لا يوجد من يشاهده قام بقتل المصري وطمره في التراب أي أن موسى قام بقتل المصري مع سبق الإصرار كما يقولون. أما النص القرآني فقد ذكر أن موسى عليه السلام قد انتصر للإسرائيلى في شجاره مع المصري وقام بضرب المصري بقضبة يده دون أن يقصد أن يقتله ولكن كانت الضربة من القوة بحيث أدت إلى موت المصري. والدليل على ذلك أنه عليه السلام قال على الفور إن هذا الفعل من عمل الشيطان واستغفر الله من هذا الذنب الذي اقترفه دون قصد فغفر الله له. وربما يقول قائل أن الفراعنة كانوا يقتلون أبناء الإسرائيليين ويسومونهم سوء العذاب فلا ضير أن يقوم موسى عليه السلام أو غيره بقتل من يقع تحت أيديهم من المصريين ولكن هذا منطق البشر أما هدي رب العالمين فإن هذا المصري البريء لا يجوز أن يقتل بجريرة أفعال فرعون الظالم إلا إذا كان هذا الرجل مع فرعون في ساحة معركة. ويذكر النص التوراتي أن الرجلين الذين كانا يقتتلان في اليوم التالي هما من بني إسرائيل "ثُمَّ خَرَجَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَإِذَا رَجُلاَنِ عِبْرَانِيَّانِ يَتَخَاصَمَانِ، فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: «لِمَاذَا تَضْرِبُ صَاحِبَكَ؟» فَقَالَ: «مَنْ جَعَلَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟ أَمُفْتَكِرٌ أَنْتَ بِقَتْلِي كَمَا قَتَلْتَ الْمِصْرِيَّ؟» " بينما يؤكد النص القرآني على أن أحدهما كان مصريا حيث لا مصلحة لموسى عليه السلام لأن ينتصر لإسرائيلي على إسرائيلي كما جاء في قوله تعالى "فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوَسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ".
أما الحقيقة السابعة فهي أن النص التوراتي ذكر أن لكاهن مدين سبع بنات وقد قمن كلهن بالذهاب إلى بئر مدين لسقي غنم أبيهن وبعد أن قمن بملء الأجران بالماء أتى الرعاة فقاموا بطردهن فقام موسى عليه السلام الذي كان جالسا بالقرب من البئر بنجدتهن وسقى لهن غنمهن. والتناقضات في النص التوراتي واضحة جدا فإنه من غير المعقول أن تذهب جميع بنات كاهن مدين السبع لسقي غنم أبيهن فيكفي أن تذهب واحدة أو إثنتان أو ثلاثة على الأكثر للقيام بهذه المهمة وتبقى الأخريات في خدمة أبيهن الشيخ الكبير وتدبير شؤون المنزل وكذلك فإن هذا النص يظهر أن بنات الكاهن كن في غاية الغباء فهذه ليست المرة الأولى التي يقمن فيها بسقي غنمهن ولا بد أن الرعاة قد قاموا بطردنهن في السابق ومن الغباء أن تقوم البنات بتكرار الخطأ كل يوم فيقمن بملء الأجران ثم يقوم الرعاة بطردهن ثم يعدن لملئها بعد أن يصدر الرعاة عن البئر.
أما النص القرآني فيقول أنه عند وصول موسى عليه السلام إلى بئر مدين وجد الرعاة عليه يقومون بسقي أغنامهم وقد رأى فتاتين على مقربة من البئر يحاولن بعناء منع غنمهن من الوصول إلى البئر فالغنم العطشى بعد يوم من الرعي تتفلت تفلتا شديدا لكي تصل إلى الماء ولقد أثر منظر الفتاتين وهن يتراكضن أمام الغنم لصدها عن الماء في نفس موسى فذهب عليه السلام إليهن وسألهن عن شأنهن فقلن أنهن لا يسقين غنمهن إلا بعد أن يصدر الرعاة عن البئر وأخبرنه أن الذي دفعهن لرعي الغنم أن أبيهن شيخ كبير لا يمكنه أن يرعى ولا أن يسقى الغنم فقام عليه السلام بسقى الغنم لهن. إن السبب الذي منع البنتين من سقي غنمهن مع بقية الرعاة ليس لخوفهن من أن يقوموا بطردهن فلا مصلحة للرعاة بمنعهن عن البئر فجميع أغنام مدين تشرب منه ولكن السبب هو أن البنتين لم يكن يرغبن بمخالطة الرعاة والاحتكاك بهم ومدافعتهم على البئر وذلك بسبب صلاحهن وكذلك حيائهن ويظهر هذا الحياء عندما ذهبت إحداهن لدعوة موسى عليه السلام إلى بيت أبوها ليجزيه على عمله فقد كانت تمشي على استحياء وهي متوجهة إليه.
أما الحقيقة الثامنة فهي أن نص التوراة وذلك على عكس النص القرآني لم يحدد المدة التي مكثها موسى عليه السلام في مدين ولم يذكر أن موسى عليه السلام قد قص على كاهن مدين كل ما جرى معه من أحداث في مصر وأنه جاء هاربا من بطش فرعون فقام الكاهن بطمأنته في أنه قد أصبح في مكان آمن. وبعد أن تبين لكاهن مدين أن موسى عليه السلام رجل صالح وكذلك قوي وأمين كما شهدت له بذلك إبنته عرض عليه أن يزوجه إحدى ابنتيه مقابل أن يعمل عنده ثمان سنوات وإذا ما أتمهن عشرا فسيكون ذلك تفضلا منه. وكما ذكرنا سابقا فإن نص التوراة يسرد الأحداث دون أن يبرز الخصائص الإيمانية في أشخاصها بينما أظهر النص القرآني صلاح البنتين من خلال عدم مخالطتهن للرعاة وصلاح أبيهما وهو يرسل إبنته وراء موسى عليه السلام ليرد له المعروف الذي صنعه مع ابنتيه وصلاح ومروءة موسى عليه السلام عندما ساعد البنتين على سقي غنمهن رغم أنه رجل غريب على أهل مدين وكذلك تعلقه بربه حين قال وهو جالس تحت ظل الشجرة "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موضوع جديد


البشارة بالقرآن الكريم وهيمنته على كتب السابقين



http://www.55a.net/firas/ar_photo/1186332966clip_26.jpgبقلم الأستاذ هشام طلبة
الباحث في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
هذه المحاضرة ألقيت في مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي أقيم في الكويت في عام 2006م تناول فيها الباحث بعض جوانب هيمنة القرآن الكريم على الكتب المقدسة.
حجم الملف 684 كيلوا بايت نوعه ملف بور بوينت شرائح684
أضغط هنا للتحميل

ــــ

موضوع جديد
مشارق الأرض ومغاربها


د.عاطف الهندي
طبيب وباحث إسلامي أردني
عَنْ مَسْعُودِ بْنِ قَبِيصَةَ أَوْ قَبِيصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ يَقُولُ صَلَّى هَذَا الْحَىُّ مِنْ مُحَارِبٍ الصُّبْحَ فَلَمَّا صَلَّوْا قَالَ شَابٌّ مِنْهُمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّهُ سَيُفْتَحُ لَكُمْ مَشَارِقُ الأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا وَإِنَّ عُمَّالَهَا فِى النَّارِ إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَدَّى الأَمَانَةَ ». رواه بخاري. فلينظر العالم لهذه البشارة ويفندها إن استطاع فدول العالم الإسلامي معظمها شرق أو غرب الأرض(الكرة الأرضية أو بيت المقدس أو المسجد الحرام).
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...slim_world.jpg
خريطة للعالم الإسلامي لاحظ التمدد الأفقي للدول الإسلامي أي من المشرق إلى المغرب
حسب الخريطة العالم الدينية امتداد العالم الاسلامي بالعرض شرقاً وغرباً وليس شمالاً وجنوباً فدول العالم الإسلامي تقع ضمن خط عرض 40 ْ شمالاً وخط الاستواء جنوباً باستثناء بعض الدول حولهما مثل كازخستان وقيرغزستان والجمهوريات الروسية المسلمة الجنوبية والبوسنة وألبانيا وكوسوفو وشمالاً وتنزانيا و موزامبيق والجزر الافريقية (كجزر القمر) وبعض الجزر الهندية المسلمة ويمتد العالم الاسلامي شرقاً من خط طول 140ْ شرق والغريب أن هذا خط الطول(140ْ) هو حدود طبيعية بين بابوا نيو غينيا واندونيسيا (أكبر دولة مسلمة شعبياً) ويمتد العالم الاسلامي غرباً لغاية خط طول 60ْ غرب منتهياً بدولة سورينام وبعض الجزر الكاريبية المسلمة ( بعض جزر ترينداد)
ولا يزال الشمال(اليابان وروسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية)والجنوب ( استراليا وجنوب افريقيا وأمريكا اللاتينية) محرومين من نعمة الاسلام إلى أن يشاء الله أمراً كان مفعولا.
وانظروا لهذا الحديث
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَلاَ تَحَيَّنُوا بِصَلاَتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلاَ غُرُوبَهَا ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ » رواه بخاري وفي رواية لمسلم « لاَ تَحَرَّوْا بِصَلاَتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلاَ غُرُوبَهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بِقَرْنَىْ شَيْطَانٍ ».وفي رواية قرني الشمس وقال ابن شهاب: إنما سمي ذو القرنين أنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها فسمي ذا القرنين.
المهم في الحديث أن الشيطان يتربص بالعالم الاسلامي الدوائر فهو يتابع شرق الأرض وغربها ولا تشرق شمس أو تغرب إلا وهو يتابع الأرض التي تشرق الشمس عليها أو تغرب ويتابع أهلها الذين عليها والعياذ بالله لأن معظمهم مسلمين .
وجه الإعجاز:
الإشارة النبوية الواضحة أن الإسلام سوف ينتشر في أغلبه انتشاراً أفقياً من الشرق إلى الغرب وليس عمودياً وهذا حدث بدون شك.

القلب الحزين 15-12-2007 03:18 PM

وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...led_resize.jpgبقلم الأستاذ هشام طلبة
الباحث في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
ليست النبوءة السابقة هي البشارة الوحيدة لزمان ميلاد أو مجيء النبي المنتظر. بل هناك نبوءة أخرى نجدها في كتاب آخر من كتب "السوديبيجرافا" [1]هو كتاب "عهد موسى" The Testament Of Mosesيحكى هذا الكتاب عن إعطاء موسى لتابعه يوشع بن نون كتاباً قبل موته ينبىء بما سيحدث لليهود في العصور اللاحقة. فيتحدث عن خراب أول لليهود نتيجة فساد على يد ملك من المشرق حيث يحرق معبدهم العظيم ويسبيهم لبلاده. ثم يعيدهم الله للأرض الموعودة على يد ملك يرأف بهم ويعاد بناء الهيكل ويمدهم الله بالبنين والنفير. لكن الإسرائيليين يعودون لمعصية الله فيبعث عليهم ملكاُ من المغرب فيخرب بيت المقدس خراباً ثانياً ويحرق جزءاً من الهيكل المقدس. وهذا الخراب الثاني أشد من الخراب الأول. ثم تمر بعض الأحداث ثم يظهر النبي المنتظر ومملكته (دولته) الإلهية بعد 250 أسبوعاً [2]من وفاة موسى عليه السلام.
اكتشف هذا الكتاب عام 1861م في مدينة "ميلانو" الإيطالية داخل مكتبة "Ambrosian Library" تعود مخطوطته إلى القرن السادس الميلادي – أي أنه ظل مجهولاً عن أصحابه أكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمان – ولم نجد حتى الآن سوى هذه المخطوطة لهذا الكتاب. وقد كتبت باللاتينية عن أصل عبري أو آرامي كتب في القرن الأول الميلادي. ويرجح العلماء أن يكون تابعاً لطائفة اليهود الأسينيين. (نقلاً عن مقدمة هذا الكتاب في: "The Old Testament Pseudepigrapha"
يفهم من تاريخ هذا الكتاب أنه يستحيل على محمد eأن يكون قد اطلع على هذه المخطوطة الوحيدة التي افتقدها أهل عقيدتها من ثلاثة عشر إلى ثمانية عشر قرناً من الزمان فقرأها بلغتها أو قرأت له فاكتشف هذه الصدفة العجيبة والآية الرهيبة في زمان خروج هذا النبي عند أهل الكتاب وزمانه فادعى النبوة وأخبـر اليهود والنصـارى أن ذلك مكتـوباً عندهم !!!
هذه النبوءة فيها الكثير من المباحث. أولها وقبل الخوض في أية تفاصيل بشائرية أنها تذكرنا تماماً بأوائل سورة الإسراء:
(وَقَضَيْنَآ إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً(4) فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَآ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً (5) ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً(6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الاَخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً (7) عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) { الإسراء 4-8 }.
وقد اختلف المفسرون في هذه الآيات: فريق فسرها تفسيراً مستقبلياً أي أن المسلمين هم عباد الله الذين دخلوا المسجد (بيت المقدس) أول مرة وسوف يدخلونه مرة أخرى قرب الآخرة. وفريق آخر فسرها على أنها أحداث مضت لكنهم اختلفوا في الفرق المنتصرة على اليهود.
قبل الخوض في أي التفسيرين أقرب للصواب يجب علينا تفسير نبوءة الكتاب الأول "The Testament Of Moses" من التوراة نفسها. الخراب الأول الذي حدث على يد ملك من الشرق لن يعدو خراب المملكة الإسرائيلية الشمالية على يد الملك الأشورى شلمنأسر (ملوك ثاني 17: من التوراة) أو خراب مملكة يهوذا الجنوبية على يد نبوخذ نصر البابلي (ملوك ثاني 21: من ا لتوراة) كلا الملكين من الشرق (شرق فلسطين لكن المرجح جداً هو الملك البابلي لأن تلك الحادثة أعظم وأشهر وهي التي خرب فيها الهيكل كما ذكرت النبوءة (لم نذكر في ملخصنا لكتاب عهد موسى أن السبي قد حدث لسبط بهوذا – وهذا يؤيد أن الملك البابلي هو المقصود).
وأما الخراب الثاني فلا يمكن أن يكون إلا ذلك الذي حدث على يد قياصرة الروم عام 70م القيصر طيطس وعام 135 م القيصر هادريان[3] وهم ملوك من الغرب كما ذكرت النبوءة وقد هدموا الهيكل مرة أخرى كما ذكرت النبوءة وقد هدموا الهيكل مرة أخرى كما ذكرت أيضاً. (ينظر "جدول تاريخي" في مقدمة الكتاب المقدس طبعة دار الشرق).
صورة لكتاب سوديبيجرافا

نعود مرة أخرى إلى تفسير الفقرة القرآنية سالفة الذكر. فقد رأينا أن التوراة وكتب التاريخ تقول بأن الخراب الأول قد حدث على يد البابليين وأن الثاني حدث على يد الرومان. والعجيب أن التوراة أطلقت لقب عبد الله [4] على القاتح البابلي وهذا يتوافق مع وصف القرآن بالمنتصرين أول مرة على اليهود (عباداً لنا أولى باس شديد ) بل لقد طلب النبي أرميا من اليهود عدم مقاومة [5]الفاتح البابلي لأن الله هو الذي بعثه. لعل هذا يرد على بعض المفسرين المسلمين الذين رأوا في إطلاق لفظ ﴿ عباداً لنا﴾ = "عباد الله" على أن المنتصرين أول مرة على اليهود كانوا هم المسلمون إذ إن لفظ عباد الله أو عباد الرحمن [6]لا يطلق إلا على المنقادين لطاعة الله. وقد أطلق القرآن هذا اللفظ على الكافرين في الآخرة [7]إذ أنهم لا يملكون آنئذ إلا طاعة الله. فما المانع أن يكون "نبوخذ نصر" قد خرج لحرب اليهود بأمر من الله وإن كان كافراً لتأديب اليهود. عندئذ يصح إطلاق لقب عباد الله على أفراد جيشه. هذا عن استخدام لفظ ﴿ عباداً لنا﴾ = "عباد الله" للمنتصرين أول مرة على اليهود.
العجيب في الفقرة القرآنية ذكر أن اليهود بعد انتصارهم على هازميهم أول مرة قد صاروا أكثر نفيراً أي معيناً وقد ذكرت التوراة أن اليهود قد عادوا من سبى بابل بمعونة الملك الفارسي "كورش" [8]هذا يجعلنا نرجح تماماً التفسير القائل بأن الحدثين قد مضيا وأن المخرب الأول هم البابليون والمخرب الثاني هم الرومان عام 70م [9].يؤيد ذلك أيضاً قوله تعالى بعد سرده تلك القصة (عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) أي: إن الله تعالى قد يعود بخراب جديد لهم غير الخرابين المذكورين. في تلك الفقرة بالذات (عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ).. لعله يريد أن يقول لهم: إن لم تؤمنوا بالنبي المنتظر المكتوب عندكم الذي يخرج بعد الخرابين (كما ذكر كتاب"The Testament Of Moses" سوف نعود لعذابكم. ومن الغريب أن يقول القرآن: (وَقَضَيْنَآ إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ) ثم نقرأ في كتاب عهد موسى أن تلك النبوءة قد تركها موسى ليوشع مكتوبة في كتاب.
إذن هذه الفقرة القرآنية آية 4-8 من سورة الإسراء تكاد تتطابق مع كتاب "عهد موسى" الذي لم نجده إلا في القرن التاسع عشر.
أما عن ذكر زمن خروج النبي المنتظر – وهذا هو موضوعنا – فكتاب عهد موسى يذكر أولاً أن النبي المنتظر لن يخرج قبل الخراب الثاني أي بعد عام 135 م كما ذكرنا [10]
بل إن كتاب "عهد موسى" قد حدد "السبع سنين التي يولد فيها ذلك النبي إذ يقول موسى ليوشع إن نبي آخر الزمان لن يظهر قبل مرور "250 أسبوعاً" من وفاته – أي وفاة موسى – والأسبوع في كتب نبوءات اليهود تعني سبع سنين [11]يكون المجموع لإذن 1750 سنة.
وقد قالت النبوءة إنه سيمر 250 أسبوعاً (من السنين) بعد موت موسى حتى يظهر نبى آخر الزمان أي إن نبي آخر الزمان سيولد في الأسبوع الـ 251 أي خلال الفترة 1750-1757 من وفاة موسى عليه السلام.
وقد حاولت إيجاد تاريخ وفاة موسى من ميلاد المسيح عيسى فلم أجده محسوباً لكنى وجدت مفتاحاً لحسابه ألا وهو تاريخ وفاة الفرعون رمسيس الثاني الذي لا يكاد يختلف فيه المؤرخون المسيحيون واليهود على أنه هو فرعون موسى – لينظر على سبيل المثال "جدول تاريخي" في مقدمة الكتاب المقدس طبعة دار المشرق – كما وجدت في دائرة المعارف اليهودية "Judaica" في باب Ramses II" تاريخ وفاة الفرعون وهو 1223 ق.م. ولا بد أن يكون موسى قد مات بعد ذلك بأربعين عاماً على الأقل (زمن التيه كما ذكر في القرآن (المائدة: 26) وسفر العدد في التوراة 14:33) إذن 1223 – 40 = 1183.
إذن فقد مات موسى عليه السلام عام 1183 ق.م أو بعده بقليل ولو أردنا حساب تاريخ ميلاد النبي المنتظر من ميلاد المسيح عيسى. نطرح تاريخ وفاة موسى (1183) من تاريخ الميلاد للنبي المنتظر في النبوءة 1750-1757 فيكون ميلاد ذاك النبي:
1750-1183 = 567م
1757-1183= 574م
بين عام 567م إلى 574م
والمعلوم أن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام قد ولد عام 570م. أي خلال تلك الفترة.
النص الإنجليزي
"then Moses spoke to Joshua this word …,but (you) take this writing so that later you will remember how to preserve the books which I shall entrust to you…(ghapter 1:10, 16)… they will offer their some to foreign gods and they will set up idols in the temple … (chapter 2:8) … In those days a king against them from the east and (his) cavalry will over run their land. And with fire he will burn their city with the holy temple of the lord and he will carry off all the holy vesssels. And he will exile all the people and will lead them to his own land, yea the two tribes he will take with him.
(chapter 31 1-3)… then God will remember them because of the covenant which he made with their father.. And in those times he will inspire a king to have pity on them and send them home to their own land… But the ten tribes will grow and spread out among the nations during the time of their captivity.
(chapter: 5-9) And when the times of exposure come near and punishment arises through kings who (though) sharing their crimes yet punish them … consequently the word was fulfilled that they will avoid justice and approach iniquity (chapter 5:1-3).. and a powerful king of the west shall come, who shall conquer them, and he shall take them captives, and a part of their temple he will burn with fire. He will crucify some of them around their calony. (chapter 6: 8,9) … And there shall come upon them a second visitation and warth.. He will stir up against them the king of the kings of the west..(ch.8:1,2) …behold a second punishment has befallen the people.. exceeding the former one. (ch. 9:2) then his kingdom will appear throughout his shole creation, then the evil will have an end …(ch.10:1)…for from my death and burial until his coming there will pass 250 times (c c I times) (i.e. 250 year weaks, or 1750 years) (ch. 10:11-page 422,423)[12]
" ثم تكلم موسى ليوشع... خذ هذا الكتاب حتى تتذكروا فيما بعد كيف تحفظوا الكتب التي أعهد بها إليكم... (فصل 1: 10، 16)... سوف يقدمون أبناءهم قرابين لآلهة غريبة وسوف يقيمون أوثاناً في المعبد... (فصل 2:8)... في هذه الأيام سيقوم عليهم ملك من الشرق وسوف تجتاح جيوشه أراضيهم. وبالنار سوف يحرق مدينتهم مع معبد الرب المقدس. وسوف يحمل معه الآنية المقدسة. وسوف يجلى كل الشعب ويقودهم لأرضه.. القبيلتان سوف يأخذهم معه. (فصل 3:1-3)... ثم يتذكرهم الرب بسبب عهده مع آبائهم... وفي هذه الأيام سيلهم الرب ملكا ليعطف عليهم ويعيدهم لأرضهم... لكن القبائل العشرة سوف تكبر وتنتشر في الأمم خلال وقت السبي (فصل 4:5-9) وجيش يقترب زمن التخلي (عنهم) ويتصاعد العقاب من خلال ملوك يشاركونهم جرائمهم... تباعاً تتحقق الكلمة من أنهم سوف يتجنبون العدل ويصلون للظلم (فصل 5: 1-3).
وسوف يأتي ملك قوى من الغرب، يغزوهم ويأخذهم أسرى، وسوف يحرق جزءاً من معبدهم. سوف يصلب بعضهم أمام قبائلهم (فصل 6: 8، 9)... ثم تأتي عليهم زيارة ثانية وغضب إلهي... سوف يثير عليهم ملك ملوك الأرض.. (فصل 8: 1، 2)... انظروا، عقاباً ثانياً سوف يقع للشعب.. يفوق العقاب الأول (فصل 9: 2) ثم تظهر مملكته (مملكة الله) في كل مكان من خلقه. ثم ينتهي الشر.. (فصل 10:1)... لأنه من دفني (دفن موسى) حتى مجيئه (مجيء نبي آخر الزمان) سوف يمر مئتان وخمسون زمناً (أي 250 أسبوعاً من السنين أي 1750 سنة:التعليق من كتاب "Charles" نفسه) (فصل 10:11- ص 422 -423) [13] (الترجمة من عندنا).
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...seascrolls.jpg
صورة لبعض مخطوطات البحر الميت معروضة في متحف الآثار في العاصمة الأردنية عمان
في مخطوطات البحر الميت:
وجدت نسخة من هذا الكتاب "عهد موسى" أو "وصية موسى" في مخطوطات البحر الميت والتي أفرج عنها منذ عام 1992م.
والنص لا يختلف كثيراً عن المخطوطة التي وجدت في المكتبة الأمبروزية في ميلانو بإيطاليا والتي ذكرناها آنفاً. منها..
1، 2 – وصية موسى التي كتبها في السنة المائة والعشرين من حياته... والآن سيدخلون بفضلك إلى الأرض التي قرر ووعد أن يعطيها لآبائهم. وستنشيء لهم مملكة.. (وخلال أربع) سيعملان ضد ميثاق الرب ويدنسان القسم الذي عقده الرب معهما. وسيضحيان بأبنائهما لآلهة غريبة وسينصبان أصناماً في الخيمة ويخدمانهما.
3- وفي هذه الأيام سيأتي ملك من الشرق ضدهم، وسيغطي فرسانه بلدهم. ويحرق مستعمراتهم مع هيكل الرب المقدس، وسينهب الآنية المقدسة كلها.
5- وعندما ستقترب أزمنة الدينونة... يذلون خلف الآلهة الغريبة.
6- .. وستجتاح أراضيهم كتائب ملك قوى من الغرب سيبغضهم ويسخطهم في الأسر وسيحرق جزء من هيكلهم وسيصلب بعضاً حول مستعمرتهم..
10-... وأنت يا يشوع يا ابن نافي، أحفظ هذه العبارات وهذا الكتاب: لأنه منذ موتي واستقبالي، وحتى مجيئه سيمر مائتان وخمسون زمناً، (يقول مترجم النص موسى ديب الخوري: 250 أسبوعاً من السنوات أي 1750 سنة: نقلاً عن كتاب "مخطوطات قمران – البحر الميت" الجزء الثاني).



[1] الترجمة الحرفية للكلمة تعنى الكتابات الكاذبة. ويقصد بها تلك الكتب التي نسبت إلى العهد القديم (التوراة) ولم يعترف بها فيما بعد مجمع "جمنيا" (في أواخر القرن الأول الميلادي) بالرغم من أن عدداً كبيراً منها قبل هذا التاريخ – بل وبعده أيضاً – كان ذا أثر بالغ وقداسة قاطعة عند طوائف عديدة ففي المجمع المذكور آنفاً اعتمدت بشق الأنفس أسفاراً متنازع عليها مثل (استير – حزقيال – نشيد الإنشاد) وكذلك سفر دانيال الذي اعترفت بسلطته طائفة الفريسيين اليهودية، أما طائفة الصدوقيين اليهودية أيضاً فلم يعترفوا به دون شك (المصدر السابق – المجلد الأول ص 49) أما بالنسبة لكتب التوراة عند النصارى (العهد القديم) فلم يسلموا بمجمع "جمنيا" اللهم إلا البروتوستانت. أما الغربيون منهم وشمال إفريقيا فانتظروا حتى القرن الرابع وأقروا ما في مجمع قرطاجنة المذكور من قبل. وأما الشرقيون منهم (الكنائس الشرقية الناطقة باليونانية) فلم يكن لها تنظيم شرعي على مر العصور إلى يومنا هذا. (المصدر السابق) .
وعلى الجانب الآخر هناك كتب كانت ذات شأن عظيم نسبت للتوراة وحذفت من القانون(مجموع الكتب المعتمدة) (سوديبجرافا) وإن اعترف أن لها شأنا عظيماً لبنيان المؤمن (المصدر السابق) هذه الكتب أمثال: (سفر أخنوخ – اليوبيلات – رؤيا باروك – عهود الأسباط – عهد إبراهيم – عهد موسى – رؤيا إبراهيم – كتاب آدم وحواء).
هي كتب إذن يعتد بها وإن لم يسمح بالتعبد بها. ولم يدع أحد مطلقاً أنها دست على أهل الكتاب من غيرهم [1].
[2] هذه النبوءة الرقمية نجدها أيضاً في التلمود (سنهدرين 97) وفي كتاب (11:12) (The assumptions of Moses)
[3] خراب هادريان هو المرجح لأنه كـان أشـد وسيـق اليهود فيه أسرى. ذلك هـو أيضاً رأى د. على عبد الواحد وافي في كتابه "اليهودية واليهود" إذ يرى أن الخراب الأول الذى يعنيه القرآن هو خراب بختنصر وأن الثاني خراب هادريان ص 11، ص 117
[4] "لذلك هكذا يقول الرب القدير: لأنكم عصيتم كلامي، فها أنا أجند جميع قبائل الشمال بقيادة نيوخذ نصر عبدى" (أرميا 9:25).
[5] أرميا 27.
[6] سورة الفرقان 63.
[7] وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلّوا السّبِيلَ ( { الفرقان : 17 }
[8] "التوراة – أنباء الأيام الثاني (36 : 22 – 23).
[9] يتوافق هذا مع رأى الدكتور على عبد الواحد وافي في كتابه.ٍ
[10] يفهم ذلك أيضاً من إنجيل متي 24:15 -35 حيث ينبيء المسيح عيسى بخراب آخر لهيكل اليهود ثم بوضع رجسة في الهيكل وهي أصنام الرومان (تفسير جون وسلي) ثم ظهور ابن الإنسان (تفسيره النبي المنتظر في التوراة) لكن المسيحيين يفسرونه على أنه المجيء الثاني للمسيح عيسى (حسب اعتقادهم) مع أن رجسة الخراب هذه قد ذكرت في التوراة (دانيال 9) في معرض الكلام عن زمن خروج النبي المنتظر,
[11] The Apocrypha and Pseudepigrapha of the old Testament, (Charles) P. 423 (تفسير جون ورسلي).
[12] The Apocrypha and Pseudepigrapha of the old testament" (Charles)
[13] The Apocrypha and Pseudepigrapha of the old testament" (Charles)

القلب الحزين 15-12-2007 03:20 PM

دومة الجندل .. إنها النبوة


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...7127876565.jpgبقلم د. عبد الرحيم الشريف
دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم
الزمان والمكان:
في شهر ربيع الأول 5هـ الموافق آب / أغسطس / أوت 626م، تحركت القوات الإسلامية بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو قبيلة قضاعة التي كانت تنزل شمال قبائل أسد وغطفان، في حدود قبائل الغساسنة الموالين للدولة الرومية (بيزنطة)، ولها إشراف على سوق (دُومة الجندل) الشهير.
وتقع دُومة على بعد 450 كيلومترًا شمال المدينة النبوية.
وذكر الحموي في معجم البلدان أنها سُميت بذلك نسبة إلى حصن بناه دوماء بن إسماعيل. [1]
أما الجندل: فهي الحجارة، ومفرده: جندلة. [2]
وعلى هذا يكون معناه: الحصن الذي بناه دوماء في منطقة مليئة بالحجارة.
وكان يُضرب المثل بمناعة حصن دُومة وشدته.
سبب الغزوة:
وصلت الأنباء إلى المدينة النبوية المشرَّفة بتجمع بعض قبائل المشركين عند دُومة الجندل للإغارة على القوافل التي تمر بهم، والتعرض لمن في القافلة بالأذى والظلم، ثم الاعتداء على المدينة لاحقاً.
ومن الملاحَظ أن دُومة الجندل تعَدُّ بلادًا نائية بالنسبة للمدينة النبوية؛ لأنها تقع على الحدود بين الحجاز والشام، وفي منتصف الطريق بين البحر الأحمر والخليج العربي، وهي على مسيرة ست عشرة ليلة من المدينة.
فحتى لو أن المسلمين أغفلوا أمرها وسكتوا على وجود هذا التجمع فيها، ما لامهم أحد ولا ضرهم هذا التجمع في شيء على المدى القريب، ولكن النظرة السياسية البعيدة والعقلية العسكرية الفذة أوجبت على المسلمين أن يتحركوا لفض هذا التجمع فوراً لما يلي:
1- السكوت على هذا التجمع وما شاكله يؤدي بلا شك إلى تطوره واستفحاله، ثم يؤدي بعد ذلك إلى إضعاف قوة المسلمين وإسقاط هيبتهم، وهو الأمر الذي يجاهدون من أجل استرداده.
2- وجود مثل هذا التجمع في الطريق إلى الشام قد يؤثر على الوضع الاقتصادي للمسلمين، فلو أن المسلمين سكتوا على هذا التجمع لتعرضت قوافلهم أو قوافل القبائل التي تحتمي بهم للسلب والنهب، مما يضعف الاقتصاد، ويؤدي إلى حالة من التذمر والاضطراب.
3- فرض نفوذ المسلمين على هذه المنطقة كلها، وإشعار سكانها بأنهم في حمايتهم وتحت مسئوليتهم، لذلك فهم يؤمنون لهم الطرق، ويحمون لهم تجارتهم، ويحاربون كل إرهاب من شأنه أن يزعجهم أو يعرضهم للخطر.
4- حرمان قريش من أي حليف تجاري قد يمدها بما تحتاج من التجارة، وصرف أنظارهم عن هذه المنطقة التجارية الهامة؛ لأن ظهور الدولة الإسلامية بهذه القوة يؤثر على نفسية قريش العدو الأول للدولة الإسلامية، ويجعلها تخشى المسلمين على تجارتها.
5- الحرص على إزالة الرهبة النفسية عند العرب الذين ما كانوا يحلمون بمواجهة الروم، والتأكيد عمليًا للمسلمين بأن رسالتهم عالمية وليست مقصورة على العرب.
الخروج إلى الغزوة:
ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين للخروج وخرج في ألف من أصحابه، وكان يسير الليل، ويكمن النهار؛ حتى يخفي مسيره، ولا تشيع أخباره وتنقل أسراره، وتتعقبه عيون الأعداء.
وسار حتى دنا من القوم، عندئذ تفرقوا، ولم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أحدًا فقد ولوا مدبرين، وتركوا أنعامهم وماشيتهم غنيمة باردة للمسلمين، وأسر المسلمون رجلاً منهم، وأحضروه إلى الرسول فسأله عنهم، فقال: هربوا لما سمعوا بأنك أخذت نعمهم. فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلم وأقام بساحتهم أيامًا، وبعث البعوث، وبث السرايا، وفرق الجيوش، فلم يصب منهم أحداً، وعاد المسلمون إلى المدينة. وفي أثناء عودتهم وادعَ الرسولُ عيينةَ بن حصن الفزاري، واستأذن عيينة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في أن ترعى إبله وغنمه في أرض قريبة من المدينة على ستة وثلاثين ميلاً منها.
دلالات هذه الغزوة:
1. إن وصول جيوش المسلمين إلى دُومة الجندل، وهي على هذه المسافة البعيدة من المدينة وموادعة عيينة بن حصن للمسلمين، واستئذانه في أن يرعى بإبله وغنمه في أرض بينها وبين المدينة ما يقرب من خمسة وستين كيلومترًا، لدليل قاطع على ما وصلت إليه قوة المسلمين، وعلى شعورهم بالمسئولية الكاملة تجاه تأمين الحياة للناس في هذه المنطقة، وأَن هذه المناطق النائية كانت ضمن الدولة الإسلامية، وإن الدولة أصبحت منيعة، ليس في مقدور أحد أن يعتدي عليها، ولو كان ذلك في استطاعة أحد لكان هو عيينة بن حصن الذي كان يغضب لغضبه عشرة آلاف فتى.
2. كانت غزوة دُومة الجندل بمثابة إعلان عن دعوة الإسلام بين سكان البوادي الشمالية وأطراف الشام الجنوبية.
3. كان في سير الجيش الإسلامي هذه المسافات الطويلة تدريب له على السير إلى الجهات النائية، وفي أرض لم يعهدها من قبل، ولذلك تعتبر هذه الغزوة فاتحة سير الجيوش الإسلامية للفتوحات العظيمة في بلاد آسيا وأفريقيا فيما بعد.
المستفاد من هذه الغزوة:
هي غزوة، وحرب استطلاعية تمسح الجزيرة العربية، وتتعرف على مراكز القوى فيها، وهي حرب إعلامية، وهي حرب عسكرية تريد أن تصد هجومًا محتملاً على المسلمين حيث ضوى إليها قوم من العرب كثير يريدون أن يدنوا من المدينة، وهي حرب سياسية تريد أن تجهض من تحركات القبائل المحتمل أن تتحرك بعد أنباء غزوة أحد لتقصد المدينة وتسبيحها.
كانت هذه الغزوة دورة تربوية رائعة وقاسية وشاملة يقودها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه ألف من أصحابه، فيتلقون فيها كل لحظة دروسًا في الطاعة والانضباط، ودروسًا في التدريب الجسمي والعسكري والتحمل لمشاق الحياة وصعوباتها، وأحكامًا وفقهًا في الحلال والحرام، وعمليات صهر وتذويب لقواعد الجيش الإسلامي في بوتقة واحدة خارج إطار العشيرة، وخارج كيان القبيلة، حيث أخذت تفد إلى المدينة عناصر كثيرة من أبناء القبائل المجاورة، والتخلي عن الأطر القبلية وعصاباتها للانصهار في بوتقة الأمة الواحدة التي تجعل الولاء لله ورسوله، وفوق هذا كله تتيح الفرصة لجيل بدر الرائد أن يقوم بمهمة التربية للوافدين الجدد وتعليمهم وتثقيفهم، كما تتيح الفرصة لكشف ضعاف النفوس، ومن له صلة بمعسكر النفاق من خلال مراقبة تصرفاته وسلوكه.
إنها ليست ساعات محدودة أو أيامًا معدودة، بل هي دورة قرابة شهر، لا يمكن إلا أن تبرز فيها كل الطبائع وكل النوازع، فيتلقاها عليه الصلاة والسلام ليصوغها على ضوء الإسلام ويعلم الجيل الرائد فن القيادة وعظمة السياسة.
كانت معركة صامتة، وتربية هادئة، وكان الجيش مع قائده يقطع ما ينوف عن ألف ميل في هذه الصحراء، يتربى ويتثقف ويتدرب ويمتحن ويقوم، ليكون هذا استعدادًا لمعارك قادمة.
وأعجب من هذا كله:
عيَّنَ رسول صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل سباع بن عرفطة الغفاري رضي الله عنه واليًا على المدينة في تجربة جديدة، فهو ليس أوسيًّا ولا خزرجيًّا ولا قرشيًا، بل من قبيلة غفار التي كانت تمارس قطع الطريق والسطو المسلح على القوافل التجارية، حتى إنها كانت تشتهر بـ(سُرَّاق الحجيج) عند العرب!!!
- عجباً لمحمد صلى الله عليه وسلم كيف يثق بمَن كان حاله كذلك قبل بضع سنوات، يأمنه على عاصمة دولة الخلافة وبيت مال المسلمين ونسائهم وذراريهم؟!!
- عجباً لهذا الدين العظيم الذي أعاد صياغة بني غفار ونقلهم من حال سرقة حتى الحجيج إلى حمل مفاتيح بيت مال الدولة الإسلامية وصيانتها، في زمن قياسي، ودون الحاجة إلى انتظار موت ذاك الجيل!
- عجباً لأولئك الصحابة الذين لم يعترضوا على اختيار رجل من قبيلة غفار ليكون أميناً على بيوتهم وعوراتهم!
إنها النبوة ولا شيء سوى النبوة:
لا بد لهذا الجيل أن يتربى على الطاعة والانضباط للأمير أيا كان شأن هذا الأمير، وهذا يدل على عظمة المنهج النبوي في تربية الأمة والارتقاء بها، وعلى عظمة قيادة النبي صلى الله عليه وسلم وفراسته في أتباعه وثقته فيهم ومعرفته لمواهبهم، فهو صلى الله عليه وسلم على معرفة بكفاءة سباع بن عرفطة الغفاري وعبقريته وقدرته على الإدارة الحازمة، فكان صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه وهو غائب عن المدينة لكي يهيمن منهج رب العالمين على المسلمين، ويصنع منها أمة واحدة تسمع وتطيع لكتاب ربها وسنة نبيها. [3]
ما كان لقائد عسكري ذي أهداف دنيوية، أن يغامر تلك المغامرة بالابتعاد عن بلده مسافة بعيدة جداً، تاركاً مدينته وأهله ومُلكَه معرضين لاحتمالات الأذى ممَن يترصدها من المنافقين والأعراب والمشركين واليهود.. وفي حراسة شخص ليس من زعماء المدينة، ولا من كبار المهاجرين!! فضلاً عن كونه من بني غفار.[4]
ولكنها النبوة.
للتواصل:
د. عبدالرحيم الشريف
__________________________
[1] معجم البلدان، ياقوت الحموي 2/252.
[2] لسان العرب، ابن منظور 11/128.
[3] انظر: السيرة النبوية، علي بن محمد الصلابي 2/226-230.
[4] ويظهر أن بني غفار أظهروا براعة في إدارة وسياسة المدينة، فحين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحاً، استعمل على المدينة: أبا رهم، كلثوم بن حصين بن عتبة بن خلف الغفاري رضي الله عنه.

القلب الحزين 15-12-2007 03:21 PM

ماذا حل ببني شيبان ؟


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...20px-kabaa.jpgبقلم: د. عبد الرحيم الشريف
دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج وأنا معه.. حتى جئنا عشيرة شيبان بن ثعلبة وفيهم (مفروق) قد غلبهم لسانًا وجمالاً، فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم؟
قال مفروق: إنا لا نزيد على الألف، ولن تُغلب ألف من قلة.
قال أبو بكر: وكيف المَنَعة فيكم؟
فقال مفروق: إنا لأشد ما نكون غضبًا حين نلقى. وأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد.. لعلك أخو قريش؟
قال أبو بكر: إن كان بلغكم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فها هو ذا.
قال مفروق: إلام تدعونا يا أخا قريش؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني عبد الله ورسوله، وإلى أن تؤووني وتنصروني، فإن قريشًا قد تظاهرت على الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد ".
قال مفروق: وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فو الله ما سمعت كلامًا أحسن من هذا.
فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُم مِّنْ إِمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "[الأنعام: 151].
قال مفروق: دعوت والله إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك.
ثم ردَّ الأمر إلى هانئ بن قبيصة فقال: وهذا هانئ شيخنا وصاحب ديننا.
قال هانئ: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، وإني أرى تركَنا ديننا واتِّباعَنا دينك، لمجلس جلست إلينا لا أول له ولا آخر؛ لذل في الرأي، وقلة نظر في العاقبة أن الزلة مع العجلة، وإنا نكره أن نعقد على من وراءنا عقدًا، ولكن نرجع وترجع وننظر.
ثم قال: وهذا المثنى [يقصد الصحابي الجليل المثنى بن حارثة الشيبانيالذي لم يكن أسلمَ بعد] شيخنا وصاحب حربنا.
قال المثنى: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش، والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتنا دينك.. وإنَّا إنما نزلنا على عهدٍ أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثًا، ولا نؤوي محدِثًا، وإني أرى هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا أخا قريش مما تكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فَعَلنا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله عز وجل لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه، أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم..".[1]
تعقيب:
اشترط بنو شيبان لإسلامهم ـ أو على الأقل: التحالف مع المسلمين ـ شرطاً واحداً هو عدم مشاركتهم للمسلمين مستقبَلاً في قتال يلي مياه خليج العرب، فهم يخشون محارَبة الفرس الذين يقعون في الضفة الأخرى من الخليج.
ولأجل هذا الشرط توقف حوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع بني شيبان، رغم حاجته الشديدة لهم ولقوتهم وشدة بأسهم التي ملأت شهرتها الآفاق؛ فلو كان محمد صلى الله عليه وسلم طالب هوىً ودنيا، لفرح بهم فرحاً شديداً، ولوافق فوراً على شرطهم الشكلي، مبرراً ذلك بالضرورة السياسية و(التكتيكات) المطلوبة من سياسي محنك!
إن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ أول من يعلم أن الدعوة الإسلامية دعوة عالمية، ومن الممكن أن يخوض المسلمون حرباً ضد كسرى.
ورسول الله متيقن أن دعوة الإسلام ستتجاوز الخليج قريباً، وسيشهد ذلك كثير ممن يسمعه من بني شيبان.
وفي الحديث الشريف قاعدة ربانية وسنة كونية ثابتة: " إن دين الله عز وجل لن ينصره إلا مَن حاطَهُ من جميع جوانبه" ودلَّت أحداث التاريخ على صدق هذه القاعدة، وبُعد نظر قائلها المعصوم صلى الله عليه وسلم.
فحدثت المفاجأة بعد أقل من عشر سنين من تلك الجلسة بين رسول الله وبني وشيبان، حين أسلم بنو شيبان بعد أن ظهَرَت دولةَ الإسلام، وأخذوا الإسلام (طبقوه) من جميع جوانبه، فقادالمثنى بن حارثة الشيبانيأول فاتح للعراق وبلاد فارس، وصاحب الخطط العسكرية الناجحة في التعامل مع جيش الفرس المدجج بأفضل أنواع الأسلحة والجياد والفيلة، وأنسب خطط التعامل مع مستنقعات (أهوار) وأنهار العراق، وكان قومه مِن أجرأ المجاهدين في قتال الفرس!!
وهذا مصداق بشرى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهم: " أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله تعالى أرضهم وديارهم..".
وهنا يعود السؤال: ما الذي حلَّ ببني شيبان فقلب خوفهم من الفرس: شجاعة؟!
للتواصل: د. عبد الرحيم الشريف

ـــــــــــــ
[1] انظر: البداية والنهاية، ابن كثير 3/143 وعيون الأثر لابن سيد الناس 1/204.

القلب الحزين 15-12-2007 03:23 PM

أكتشافات مذهلة تثبت صدق النبي محمد؟؟؟


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...1556188133.jpg
صورة للتوراة

قال تعالى: (مّحَمّدٌ رّسُولُ اللّهِ وَالّذِينَ مَعَهُ أَشِدّآءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكّعاً سُجّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ اللّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مّنْ أَثَرِ السّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىَ عَلَىَ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفّارَ وَعَدَ اللّهُ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ مِنْهُم مّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)[الفتح 29].
قبل أن نخوض فى المثلين يستلفت نظرنا المصطلح الذى عبر عن الدولة الإلهية(مّحَمّدٌ رّسُولُ اللّهِ وَالّذِينَ مَعَهُ) فهذا المصطلح استعمل فى كتب اليهود القديمة. على سبيل المثال, كتاب عزرا الرابع (4:28) (المسيا ... (الذين معه ), بل فى إنجيل متى (31:25) : " وإذا جاء ابن الإنسان فى مجده تواكبه جميع الملائكة" (أى أتباعه الملائكيين), وهو نفس المصطلح المستخدم فى نبوءة
(تثنية33:2):" ومعه عشرات الألوف من الملائكة " , كذلك فى كتاب "الزندافتسا" المقدس عند الزرادشتية (المجوس) نجد دائما كلاما كثيرا عن "النبى المنتظر ورفاقه"..” Soshyos And his Companions. ـ(1)
تتكلم الآية السابقة عن مثلين للنبى (صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه (الدولة الإلهية) يتحدى الله بوجودهما فى كتب السابقين :التوراة والإنجيل.
أما المثل الأول فنجده بالفعل فى كتاب من كتب التوراة (العهد القديم) ألا وهو المزمور (149) فى نبوءة عن أتباع المسيح المنتظر (باتفاق مفسرى الكتاب المقدس) "ليسبحوا اسمه بالرقص ليرنموا له على عزف الدف والعود(2) : الرب يسر بشعبه, يجمل الودعاء بالخلاص ليبتهج الأتقياء بهذا المجد .
يرنمون على أسرتهم (3) . ليهتفوا مسبحين الرب ملئ أفواههم وليتقلدوا بسيف ذى حدين فى أيديهم , لتنفيذ الإنتقام فى الأمم , ومعاقبة الشعوب "(3:149-7) أولئك "المسبحين الرب ملئ أفواههم " وفى نفس الوقت" يتقلدون بسيف ذى حدين "(4) هم "الأشداء على الكفار" وفى نفس الوقت "رحماء(5) بينهم تراهم ركعًا سجدًا " .
أما المثل الثانى فى الآية القرآنية السابقة (وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) فكنا نرى مثلا قريباً منه في أناجيل متى ومرقص ولوقا, ألا وهو مثل بذرة الخردل,"و قال الرب: ماذا يشبه ملكوت الله (6) ؟ و بماذا أشبهه؟ اٍنه يشبه بذرة خردل أخذها إنسان وألقاها في بستانه, فنبتت وصارت شجرة عظيمة, وآوت طيور السماء في أغصانها" (لوقا 13:18,19).
http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...47dsc08486.jpgكتاب باللغة الإنكليزية يتكلم عن مكتبة نجع حمادي المكتشفة في الصعيد والتي دفنت في القرن الرابع الميلادي وتتبع طائفة الغنوص المسيحية المنقرضة
·أما الآن و بعد اكتشاف مخطوطات نجع حمادي عـام 1945م (مخطوطات نجع حمادى دفنت فى القرن الرابع الميلادى وتتبع طائفة الغنوص المسيحية المنقرضة )(7). (أي بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) بأكثر من 13 قرناً) فقد وجدنا في إحدى تلك المخطوطات تشبيهاً يكاد يتطابق مع المثل القرأني. تلك المخطوطة هي "رسالة جيمس السرية" The Apocryphon Of Jamesـ (8) (حيث يشبه المؤلف مملكة السماء-و هي دولة المسيح المنتظر, يشبهها بنخلة خرج منها برعم (شطأ-فراخ)ثم تدلي من هذا البرعم ثمار حوله, وأخرجت هذه الثمار ورقاً.و حين شبت استغلظت هذه الثمار تسببت في جفاف منبعها. و أصبحت هذه الثمار (الخارجة من البرعم) مع تلك الخارجة من الشجرة الأصلية.
Do not allow the kingdom of heaven to wither; for it is like a palm shoot whose fruit has dropped down around it . they (I.E, the fallen fruits) put forth leaves, and after they had sprouted , they caused their womb to dry up. So it is also with the fruit which had grown from this single root.
يختلف هذا التشبيه عن مثل حبة الخردل في أنه بدأ بالزرع (الشجرة) كما بدأ المثل القرأني و لم يبدأ ببذرة. كما أنه يذكر الشطأ (البرعم) و قد ذكر الكتاب (رسالة جيمس السرية) أمثلة أخرى لملكوت السماء عدا مثل "برعم الشجرة", وعد منها مثل الحبة أى أن الكتاب فرق تماماً بين المثلين.
بقلم الأستاذ هشام طلبة
الباحث في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
الهوامش والمراجع:

(1)History of Zoroastrianism, P.423-431
(2) هذه الفقرة لا نجدها فى القرآن بالطبع .
(3) تذكرنا بقوله تعالى (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ... ) آل عمران:191 .
(4) ذلك السيف كان مشهورا عند العرب .
(5) الرحماء هم الودعاء حسب النص التوراتى ( المزامير149) .
(6)مع أن العهد القديم يفهم منه تماماً أن مملكة الله أو ملكوت الله هو دولة الله أو الدولة الاٍلهية" .. لأن الرب رزقني بنين كثيرين اصطفي سليمان ابني ليجلس على عرش ملك الرب علي اٍسرائيل " ( أخبار أيام أول 28:5),واٍذا ذكرت مملكة الله في صيغة نبوءة قصد بها تلك الدولة التى يقيمها نبى آخر الزمان,مزامير 45:6و 145 :11-13 وغيرها . ورغم ذلك يفسرها النصارى (على أنها جنة سماوية لا مجال للمجتمع فيها بينما يفسرها فريق آخر (الألفيين-Premillennium) على أنها مملكة أرضية سوف يقيمها المسيح عيسى عندما يجيئ ثانية حسب أعتقادهم (ملكوت الله) : د . فهيم عزيز ص204,205بتصرف.
(7) مخطوطات نجع حمادى دفنت فى القرن الرابع الميلادى وتتبع طائفة الغنوص المسيحية المنقرضة . تلك الطائفة كان عندها تثليث يختلف عن تثليث النصارى الحالى . إذ كان عندهم الآب والإبن والأم لا الروح القدس (The nag hammadi library-J.M.Robinson P.208وقد كتبت تلك المخطوطات فى القرن الأول والثانى الميلادى فى الأصل باليونانية ثم ترجمت إلى القبطية (اللغة التى وجدت مكتوبة بها ) فى عدد من الأماكن فى مصر وقد استغرقت عملية الترجمة هذه أكثر من قرن من الزمان (المرجع السابق ص14) وقد دفنت هذه المخطوطات في تلال نجع حمادي في صعيد مصر مخافة بطش الرومان الذين كان لهم عقيدة نصرانية مخالفة(المرجع السابق ص5 _ 23).
(8) كلمة Apocryphon تعني كتاب سري _ المرجع السابق ص29 _ أي يمنع أي فرد من غير طائفة القنوص الإطلاع عليها .
العجيب أيضاََ أن تكون الشجرة التي يخرج منها البرعم نخلة وهي الشجرة التي يشبه النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن بها " مثل المؤمن مثل النخلة, ما أخذت منها من شيئ ينفعك "(1)

ومن الطريف أيضاً أن سفرأ شعيا (4:2) في نبوءة مسيحانية يعبر عن المسيا بالشطأ : " في ذلك اليوم يكون نبت الرب بهاءً " . فالكلمة الأصلية في العبرية لنبت هي " صمح " وهي تعني أولاً الشطأ أو البرعم !!.
__________________
(1) حديث صحيح رواه الطبراني عن ابن عمر ( صحيح الجامع الصغير و زيادته –للألبانى المجلد الثانى ص1018) .

القلب الحزين 15-12-2007 03:25 PM

القرآن الكريم وهيمنته على كتب السابقين







http://www.55a.net/firas/ar_photo/11774077606565656.gif
محاضرة لفضيلة الأستاذ هشام طلبة القرآن الكريم وهيمنته على الكتب السابقين ألقيت في أثناء المؤتمر العالمي الثامن للإعجاز العلمي في القرآن والسنة والذي عقد في الكويت تحت إشراف الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

المحاضرة عبارة عن ملف فيدوا (14ميكا بايت)
لتحميل المحاضرة أضغط هنا


أو اضغط على الزر الأيمن ثم اخترSave Target as
المصدر : موقع الهيئه العلميه



القلب الحزين 15-12-2007 03:26 PM

من بديع الإعجاز بالغيب في السنة النبوية / قصة إسلام عمرو بن عبسة


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...1200px-azi.jpgبقلم: د. عبدالرحيم الشريف
دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم
جاء في صحيح مسلم / باب إسلام عمرو بن عبسة
قال عمرو بن عَبَسَة السلمي: " كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ـ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَوْثَانَ ـ. فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا، فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَخْفِيًا جُرَآءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ؟
قَالَ: أَنَا نَبِيٌّ.
فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟
قَالَ: أَرْسَلَنِي اللَّهُ.
فَقُلْتُ: وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ؟
قَالَ: أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ، وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ.
قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟
قَالَ: حُرٌّ وَعَبْدٌ ـ قَالَ وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ ـ.
فَقُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ.
قَالَ: إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، أَلَا تَرَى حَالِي وَحَالَ النَّاسِ! وَلَكِنْ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنِي.
قَالَ [عمرو بن عبسة] فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ. وَكُنْتُ فِي أَهْلِي فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ وَأَسْأَلُ النَّاسَ حِينَ قَدِمَ [رسول الله صلى الله عليه وسلم ] الْمَدِينَةَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيَّ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةَ،[1] فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدِمَ الْمَدِينَةَ؟
فَقَالُوا النَّاسُ إِلَيْهِ سِرَاعٌ، وَقَدْ أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ.
فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَعْرِفُنِي؟
قَالَ نَعَمْ، أَنْتَ الَّذِي لَقِيتَنِي بِمَكَّةَ؟
قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى... ".
تعقيب:
مما يستفاد من هذه القصة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم متيقن من أن الإسلام سيقوى وتكون له شوكة ودولة، وأن ذلك سيكون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وما يهم هنا: أن عمرو بن عبسة سيمتد به العمر حتى يُسلِمَ بعد ظهور الإسلام، وإلا لما كان محمد صلى الله عليه وسلم سيتركه دون أن يخبره بتعاليم الإسلام، مع احتمال وفاته على غير إسلام كامل، بل يؤجل ذلك إلى ما بعد الهجرة.
أما طلبُ تأجيل إشهار إسلام عمرو بن عبسة فمن باب السياسة الشرعية، والأخذ بالأسباب.
فقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأفضل لعمرو بن عبسة تأخير إعلان إسلامه والالتحاق بالسابقين الأولين من المسلمين؛ رحمة به، وادخاره للمستقبل، وإبعاداً له عن مظان الخطر.

د. عبدالرحيم الشريف

ــــــــــــــــ
[1] ورد في صحيح البخاري حديث رقم (2134) باب جوار أبي بكر الصديق.. عن أم المؤمنين عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألمح في مكة إلى أن دار الهجرة الموعودة هي المدينة المنورة، وذلك في قصة رد ابن الدغنة جوار أبي بكر الصديق، ومما قال صلى الله عليه وسلم: " قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ: رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ ـ وَهُمَا الْحَرَّتَانِ ـ فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ ".

القلب الحزين 15-12-2007 03:30 PM

ذكر النبي الخاتم ووصف أمته ومكان




دعوته ما زال بين سطور التوراة


بقلم الدكتور محمد عبد الخالق شريبة
قال الله تعالى( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ
النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[سورة الأعراف:157].
في نسخ التوراة الحالية في سفر أشعياء الإصحاح 59 - 63 ، تحكي لنا التوراة عن صفات الأرض الجديدة التي ستكون موطنا للإيمان على الأرض ويستفيض النص في شرح صفات هذه الأرض ووصف النبي الخاتم الذي سيبعث فيها ووصف أمته .. وهذه الصفات قاطعة أنها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وموطن دعوته ووصف أمته ..وبالرغم من بعض الألفاظ الواضح إقحامها على النص إقحاما ؛ فإنه ما زال يشتمل على الصفات التي لا يمكن حملها إلا على مكة وعلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته .. والنص يبدأ بإيضاح أن الظلم قد انتشر في الأرض ، وأن الخراب قد عم ربوعها ، ولم يبق بها إلا الشر والفساد ، وأن الله قد غضب على الناس وعلى بني إسرائيل الذين حادوا عن الحق ، واتكلوا على الباطل والإثم ، وكذبوا على الله .. ولذلك كان لابد من ظهور شمس أخرى ، وبزوغ فجر جديد لإعلاء الحق في الأرض.. وفي وسط ذلك الجو العام من السخط الإلهي والغضب على شعب إسرائيل وعلى ما صار إليه حال الأمم نجد إقحاما غريبا يفيد بأن الله راض عليهم وعلى نسلهم من بعدهم للأبد..هكذا بدون مقدمات!!،ثم يبدأ النص في الحديث عن الأرض التي سيأتي نورها ويشرق عليها مجد الله بينما الظلام الدامس يغطي باقي الأرض.. ويستفيض النص بما لا يدع مجالا للشك أن الكلام عن مكة ، وفجأة أيضا بدون مقدمات تجد إقحاما غريبا للفظ ابنة صهيون أو أورشليم!!.. والنص كله يظهر بوضوح أنه يتحدث عن الأرض الجديدة التي ستصبح معقلا للإيمان والصلاح على الأرض بعد خرابها وما حل عليها من ظلم وفساد وبعد عن طريق الله ، وعن الشعب الذي سيرث الأرض ، وعن نبي آخر الزمان الذي سيرسله الله ليصلح الأرض بعد فسادها وليبشر المساكين ويخرج الناس من الظبلمات إلى النور ، ولكي ينتقم به الله من أعدائه ويكون وسيلته للتعبير عن سخطه وغضبه على الأمم التي اتبعت الباطل والإثم وزاغت عن طريق الحق ..
59 :1 ها ان يد الرب لم تقصر عن ان تخلص و لم تثقل اذنه عن ان تسمع
59 : 2 بل اثامكم صارت فاصلة بينكم و بين الهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع
59 : 3 لأن ايديكم قد تنجست بالدم و اصابعكم بالاثم شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر
59 : 4 ليس من يدعو بالعدل وليس من يحاكم بالحق يتكلون على الباطل ويتكلمون بالكذب قد حبلوا بتعب وولدوا اثما
59 : 5 فقسوا بيض افعى و نسجوا خيوط العنكبوت الاكل من بيضهم يموت والتي تكسر تخرج افعى
59 : 6 خيوطهم لا تصير ثوبا و لا يكتسون باعمالهم اعمالهم اعمال اثم و فعل الظلم في ايديهم
59 : 7 ارجلهم إلى الشر تجري و تسرع إلى سفك الدم الزكي افكارهم افكار اثم في طرقهم اغتصاب وسحق
59 : 8 طريق السلام لم يعرفوه و ليس في مسالكهم عدل جعلوا لانفسهم سبلا معوجة كل من يسير فيها لا يعرف سلاما
59 : 9 من اجل ذلك ابتعد الحق عنا و لم يدركنا العدل ننتظر نورا فاذا ظلام ضياء فنسير في ظلام دامس
59 : 10 نتلمس الحائط كعمي و كالذي بلا اعين نتجسس قد عثرنا في الظهر كما في العتمة في الضباب كموتى
59 : 11نزار كلنا كدبة و كحمام هدرا نهدر ننتظر عدلا و ليس هو وخلاصا فيبتعد عنا
59 : 12 لان معاصينا كثرت امامك و خطايانا تشهد علينا لان معاصينا معنا واثامنا نعرفها
59 : 13 تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء الهنا تكلمنا بالظلم والمعصية حبلنا و لهجنا من القلب بكلام الكذب
59 : 14 وقد ارتد الحق الى الوراء و العدل يقف بعيدا لان الصدق سقط في الشارع والاستقامة لا تستطيع الدخول
59 : 15 وصار الصدق معدوما والحائد عن الشر يسلب فراى الرب وساء في عينيه انه ليس عدل
59 : 16 فراى انه ليس انسان و تحير من انه ليس شفيع فخلصت ذراعه لنفسه و بره هو عضده
59 : 17 فلبس البر كدرع و خوذة الخلاص على راسه و لبس ثياب الانتقام كلباس واكتسى بالغيرة كرداء
59 : 18 حسب الاعمال هكذا يجازي مبغضيه سخطا واعداءه عقابا جزاء يجازي الجزائر
59 : 19 فيخافون من المغرب اسم الرب و من مشرق الشمس مجده عندما ياتي العدو كنهر فنفخة الرب تدفعه
59 : 20 و ياتي الفادي الى صهيون و الى التائبين عن المعصية في يعقوب يقول الرب(!!!)
59 : 21 اما انا فهذا عهدي معهم قال الرب روحي الذي عليك و كلامي الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك و لا من فم نسلك و لا من فم نسل نسلك قال الرب من الان و الى الابد
60 : 1 قومي استنيري لانه قد جاء نورك و مجد الرب اشرق عليك 60 : 2 لانه ها هي الظلمة تغطي الارض و الظلام الدامس الامم اما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يرى
60 : 3 فتسير الامم في نورك و الملوك في ضياء اشراقك
60 : 4 ارفعى عينيك حواليك و انظري قد اجتمعوا كلهم جاءوا اليك ياتي بنوك من بعيد و تحمل بناتك على الايدي
60 : 5 حينئذ تنظرين و تنيرين و يخفق قلبك و يتسع لانه تتحول اليك ثروة البحر و ياتي اليك غنى الامم
60 : 6 تغطيك كثرة الجمال بكران مديان و عيفة كلها تاتي من شبا تحمل ذهبا ولبانا وتبشر بتسابيح الرب
60 : 7 كل غنم قيدار تجتمع اليك كباش نبايوت تخدمك تصعد مقبولة على مذبحي و ازين بيت جمالي
60 : 8 من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام الى بيوتها
60 : 9 ان الجزائر تنتظرني وسفن ترشيش في الاول لتاتي ببنيك من بعيد و فضتهم و ذهبهم معهم لاسم الرب الهك
60 : 10 وبنو الغريب يبنون اسوارك وملوكهم يخدمونك لاني بغضبي ضربتك وبرضواني رحمتك
60 : 11 و تنفتح ابوابك دائما نهارا وليلا لا تغلق ليؤتى اليك بغنى الامم وتقاد ملوكهم
60 : 12 لان الامة و المملكة التي لا تخدمك تبيد و خرابا تخرب الامم
60 : 13 مجد لبنان اليك ياتي السرو والسنديان و الشربين معا لزينة مكان مقدسي و امجد موضع رجلي
60 : 14 و بنو الذين قهروك يسيرون اليك خاضعين و كل الذين اهانوك يسجدون لدى باطن قدميك و يدعونك مدينة الرب صهيون قدوس اسرائيل(!!!)
60 : 15 عوضا عن كونك مهجورة ومبغضة بلا عابر بك اجعلك فخرا ابديا فرح دور فدور
60 : 16 و ترضعين لبن الامم و ترضعين ثدي ملوك و تعرفين اني انا الرب مخلصك ووليك عزيز يعقوب(!!!)
60 : 17 عوضا عن النحاس اتي بالذهب و عوضا عن الحديد اتي بالفضة و عوضا عن الخشب بالنحاس و عوضا عن الحجارة بالحديد و اجعل وكلاءك سلاما وولاتك برا
60 : 18 لا يسمع بعد ظلم في ارضك و لا خراب او سحق في تخومك بل تسمين اسوارك خلاصا وابوابك تسبيحا
60 : 19 لا تكون لك بعد الشمس نورا في النهار ولا القمر ينير لك مضيئا بل الرب يكون لك نورا ابديا والهك زينتك
60 : 20 لا تغيب بعد شمسك و قمرك لا ينقص لان الرب يكون لك نورا ابديا و تكمل ايام وحك
60 : 21 و شعبك كلهم ابرار الى الابد يرثون الارض غصن غرسي عمل يدي سأتمجد
60 : 22 الصغير يصير الفا والحقير امة قوية انا الرب في وقته اسرع به
61 : 1 روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق و للماسورين بالاطلاق
61 : 2 لانادي بسنة مقبولة للرب و بيوم انتقام لالهنا لاعزي كل النائحين
61 : 3 لاجعل لنائحي صهيون لاعطيهم جمالا عوضا عن الرماد و دهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة فيدعون اشجار البر غرس الرب للتمجيد
61 : 4 و يبنون الخرب القديمة يقيمون الموحشات الاول ويجددون المدن الخربة موحشات دور فدور
61 : 5 و يقف الاجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم
61 : 6 اما انتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام الهنا تاكلون ثروة الامم وعلى مجدهم تتامرون
61 : 7 عوضا عن خزيكم ضعفان و عوضا عن الخجل يبتهجون بنصيبهم لذلك يرثون في ارضهم ضعفين بهجة ابدية تكون لهم
61 : 8 لاني انا الرب محب العدل مبغض المختلس بالظلم و اجعل اجرتهم امينة و اقطع لهم عهدا ابديا
61 : 9 و يعرف بين الامم نسلهم و ذريتهم في وسط الشعوب كل الذين يرونهم يعرفونهم انهم نسل باركه الرب
61 : 10 فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالهي لانه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس يتزين بعمامة و مثل عروس تتزين بحليها
61 : 11 لانه كما ان الارض تخرج نباتها وكما ان الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت برا و تسبيحا امام كل الامم
62 : 1 من اجل صهيون لا اسكت و من اجل اورشليم لا اهدا (!!!)حتى يخرج برها كضياء وخلاصها كمصباح يتقد
62 : 2 فترى الامم برك و كل الملوك مجدك و تسمين باسم جديد يعينه فم الرب 62 : 3 وتكونين اكليل جمال بيد الرب و تاجا ملكيا بكف الهك
62 : 4 لا يقال بعد لك مهجورة و لا يقال بعد لارضك موحشة بل تدعين حفصيبة وارضك تدعى بعولة لان الرب يسر بك وارضك تصير ذات بعل
62 : 5 لانه كما يتزوج الشاب عذراء يتزوجك بنوك وكفرح العريس بالعروس يفرح بك الهك
62 : 6 على اسوارك يا اورشليم(!!!)اقمت حراسا لا يسكتون كل النهار وكل الليل على الدوام يا ذاكري الرب لا تسكتوا
62 : 7 ولا تدعوه يسكت حتى يثبت و يجعل اورشليم تسبيحة في الارض
62 : 8 حلف الرب بيمينه و بذراع عزته قائلا اني لا ادفع بعد قمحك ماكلا لاعدائك ولا يشرب بنو الغرباء خمرك التي تعبت فيها
62 : 9 بل ياكله الذين جنوه و يسبحون الرب و يشربه جامعوه في ديار قدسي
62 : 10 اعبروا اعبروا بالابواب هيئوا طريق الشعب اعدوا اعدوا السبيل نقوه من الحجارة ارفعوا الراية للشعب
62 : 11 هوذا الرب قد اخبر الى اقصى الارض قولوا لابنة صهيون هوذا مخلصك ات ها اجرته معه و جزاؤه امامه
62 : 12و يسمونهم شعبا مقدسا مفديي الرب وانت تسمين المطلوبة المدينة غير المهجورة
63 : 1 من ذا الاتي من ادوم بثياب حمر من بصرة هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته انا المتكلم بالبر العظيم للخلاص..
63 : 2 ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة 63 : 3 قد دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي احد فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي فرش عصيرهم على ثيابي فلطخت كل ملابسي
63 : 4 لان يوم النقمة في قلبي وسنة مفديي قد اتت
63 : 5 فنظرت ولم يكن معين و تحيرت اذ لم يكن عاضد فخلصت لي ذراعي و غيظي عضدني
63 : 6 فدست شعوبا بغضبي واسكرتهم بغيظي و اجريت على الارض عصيرهم
والنص كله كما ترون يتكلم عن مدينة الله الجديدة ، وعن نبي آخر الزمان الذي سيبعثه الله ليرث الأرض هو وأمته ويقيم الحق فيها بعد انتشار الظلم والفساد .. ويخرج الناس من الظلمات إلى النور .. وينتقم به الله من أعدائه ..
يتبع
....

القلب الحزين 15-12-2007 03:32 PM

يتبع >>> موضوع ... ذكر النبي الخاتم ووصف أمته ومكان


والنص يستفيض في شرح الأحوال والظروف التي كانت تسود الأرض والتي سبقت بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – ( آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم.. أيديكم تنجست بالدم..حبلوا بتعب وولدوا إثما..فقسوا بيض أفعى..أعمالهم أعمال إثم وفعل الظلم في أيديهم ..ليس من يدعو بالعدل ويحاكم بالحق..أرجلهم إلى الشر تجري وتسرع إلى سفك الدم الزكي..طريق السلام لم يعرفوه..تعدينا وكذبنا على الرب..ارتد الحق إلى الوراء.. وصار الصدق معدوما..معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينا..ننتظر نورا فإذا ظلام ضياء فإذا ظلام دامس.. فرأى أنه ليس إنسان وتحير من أنه ليس شفيع… ) وتلك الأحوال والظروف لم تجتمع كلها معا ، ولم تكن بهذا السوء إلا قبل بعثة النبي-صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بعد فترة من إنقطاع الرسل على الأرض ، وهذه الظروف لم تكن هكذا قبل بعثة المسيح عليه السلام ، كما أن قوله (فرأى أنه ليس إنسان) متوافق مع حال البشرية قبل بعثة الرسول-صلى الله عليه وسلم- ، ولا يتوافق مع حالها قبل بعثة المسيح ؛ فالأرض لم تكن تخلو من الصالحين والمؤمنين الذين يدعون إلى الخير ، بل إن المسيح قد بعث في وجود يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا) عليهما السلام.
وفي النص إشارة واضحة لما قام به علماء بني إسرائيل من تحريف الكتاب والكذب على الله 59 : 13(تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء إلهنا تكلمنا بالظلم والمعصية حبلنا ولهجنا من القلب بكلام الكذب)..
وفي النص إشارة إلى النور الذي سيشرق على الأميين في هذه الأرض 60 : 3 ( فتسير الأمم في نورك ) والأمم هنا ليست ترجمة لكلمة nations كما هو متوقع ولكن ترجمة لكلمة gentiles وتترجم بالعربية إلى الأميين وهم الأمم من غير أهل الكتاب ..ويقول قاموس الكتاب المقدس عن هذا اللفظ أن اليهود يستخدمونه على الأمم الأخرى من غيرهم ، فهم يعتبرون أنفسهم حملة الرسالات وشعب الله المختار ، ويقول أيضا أن اليهود يستخدمونه كمصطلح لاحتقار الأمم الأخرى من غير اليهود باعتبارها أمم وثنية .. وبالطبع يرفض النصارى هذا التقسيم باعتبارهم أيضا من أهل الكتاب ، وهذا هو الحق عند المسلمين وهو أن هذا اللفظ كان يستخدم لوصف الأمم من غير أهل الكتاب قبل ظهور الإسلام كما يخبرنا القرآن الكريم :
(وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا). آل عمران 20.. (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل) آل عمران : 75 ..وهم الذين بعث فيهم النبي –صلى الله عليه وسلم- ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) الجمعة 2 ..(الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) ..الأعراف 157.. (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) الأعراف 158 ..
ونجد في النص إشارة واضحة إلى قوافل الإبل التي كانت تأتي من جنوب الجزيرة العربية والمشار إليها بمملكة سبأ 60 : 6 ( تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تأتي من شبا ) وهذه النبؤة لم تتحقق للقدس ، بل تحققت لمكة ، ولابد لهذه النبؤة أن تكون قد حدثت بالفعل في الماضي ؛ فقد انتهى عصر الإبل وعصر القوافل..
وكذلك نجد في نص أشعياء السابق إشارة واضحة إلى نحر الذبائح (كل غنم قيدار تجبي إليك ،كباش نبايوت تخدمك ، تصعد مقبولة على مذبحي).
وذلك يؤكد أن الكلام عن مكة وليس بيت المقدس ؛ لأن القدس ليس لها علاقة بغنم قيدار بن إسماعيل الذي تنسب إليه قبائل مكة ، والذي يخبرنا الكتاب المقدس أنه قد سكن في بلاد العرب ( وحي من جهة بلاد العرب…يفنى كل مجد قيدار ).. كما أنه لا يخفى على أحد أن نحر الذبائح هو أحد مناسك الحج في الإسلام .
وفي النص السابق نجد إشارة واضحة إلى الطرق التي يسلكها الحجاج لأداء فريضة الحج :
60: 6 تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تأتى من شبا تحمل ذهبا ولبانا وتبشر بتسابيح الرب.
60: 8 من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلى بيوتها.
60: 9 إن الجزائر تنتظرني و سفن ترشيش في الأول لتأتي ببنيك من بعيد و فضتهم و ذهبهم معهم لاسم الرب إلهك.
فالأولى تتحدث عن الجمال ، والثانية يتعجب المتحدث من هؤلاء الطائرين كسحاب أو حمام ولا يعرف ما هم وهو إشارة واضحة إلى الطائرات ، والثالثة تشير إلى السفن.. و(ترشيش) لم يحدد قاموس الكتاب المقدس ما المقصود بها فقال أن هذا الإسم كان مشهورا أيام سليمان عليه السلام ، وقال أيضا أنه اسم كان يطلق على مكان في أسبانيا أثناء حكم العرب ، ورجح في النهاية أنه لفظ يطلق على كل السفن الضخمة .
وفي النص أيضا إشارة لصفة الصحابة رضي الله عنهم 61 : 9( و يعرف بين الأمم نسلهم و ذريتهم في وسط الشعوب كل الذين يرونهم يعرفونهم انهم نسل باركه الرب )61 : 11 ( لأنه كما أن الأرض تخرج نباتها وكما أن الجنة تنبت مزروعاتها هكذا السيد الرب ينبت برا و تسبيحا أمام كل الأمم)وهي الصفة التي ذكرها القرآن في سورة الفتح : (محمد رسول الله ، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ، تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل ، كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ) ..
ونجد في النص إشارة إلى حدوث النصر والفتح على يد آبائنا الأوائل من المسلمين ، وإلى ما فعلهوه من تطهير الأرض وتنقيتها من الحجارة والأصنام 62 : 10(اعبروا اعبروا بالأبواب هيئوا طريق الشعب أعدوا أعدوا السبيل نقوه من الحجارة ارفعوا الراية للشعب)..
ونجد في النص إشارة إلى غير العرب الذين يبنون أسوار مكة 60 :10 ( وبنو الغريب يبنون أسوارك ) ، وكم من الأيدي العاملة الآن وذوي الخبرات من مختلف الأقطار يعملون فيها ، ويشيدون قلاعها تحت الأرض وفوق الأرض ..
ونجد إشارة واضحة إلى كثرة الثروات والكنوز التي سيمن الله بها على هذه الأرض60 : 5 ( تتحول إليك ثروة البحر ويؤتى إليك غنى الأمم ) ، والثروات والكنوز لم تكن للقدس أبدا ، وإنما لمكة التي تعد من أغنى بقاع الأرض..(1) لا أرى تفسيرا لجملة ( تتحول إليك ثروة البحر ) إلا تلك الكنوز البترولية الضخمة النائمة في قاع البحر الأحمر والخليج العربي والتي حولت الجزيرة العربية من صحراء قاحلة إلى بقعة تعج بالأموال والثروات .
وفي النص السابق أيضا إشارة إلى انتشار دولة الإسلام وتحولها من الضعف والقلة إلى القوة والكثرة ؛ فالأمة التي بدأت برجل ضعيف يدعو إلى ربه سرا متخفيا من أعدائه قد صار أمة قوية وملك الأرض من مشرقها إلى مغربها.. وبشر المساكين وأخرج من الحبس المأسورين .. وأخرج الناس جميعا من ظلمات الكفر والشرك إلى عبادة الله الحق .. وانتقم به الله من أعدائه وعزى به كل النائحين .. 60 : 22 ( الصغير يصير ألفا والحقير أمة قوية أنا الرب في وقته أسرع به ، روح السيد الرب علي لأن الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي المسبيين بالعتق والمأسورين بالإطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب و بيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين)..
وليخبرنا أهل الكتاب عن نبي اجتمعت فيه صفات التحول إلى القوة والكثرة بعد الضعف والقلة وجمع بين تبشير المساكين وتعزية النائحين وبين الانتقام من أعداء الله غير نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
ونجد إشارة إلى ميراث أمة الإسلام للأمم الأخرى61 : 6 (اما انتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام الهنا تاكلون ثروة الامم وعلى مجدهم تتآمرون) .. وليس أدل على ميراث أمة الإسلام للأمم الأخرى من أن أرض المشرق التي تشمل بلاد الشام والبلاد العربية وبلاد فارس ؛ تلك الأرض التي كانت معقلا لنشأة وانتشار الرسالات السابقة ، وتكاد تخلو الأرض الآن من عبادة الله إلا منها ، وتكاد تغطي الأرض نزعات الإلحاد والمادية والطبيعية فيما سواها ، والتي يكاد ينحصر كلام الكتاب المقدس نفسه بعهديه القديم والجديد عليها وعلى تاريخ الأمم والأنبياء بها..قد صارت كلها إسلامية!( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )!!
وفي النص أيضا إشارة واضحة إلى أن الناس سوف يقصدون هذه الأرض ويطلبون زيارتها ، وأنها ستكون الأرض المعمورة !! 62 : 12(وأنت تسمين المطلوبة المدينة غير المهجورة)
وليخبرنا الذين يحملون النبوءة على القدس : متى تحققت تلك الصفات للقدس في يوم من الأيام ؟!!
وهذه الصفات لا بد أن تكون قد تحققت بالفعل كما أوضحنا .. ولا معنى لما يدعيه اليهود من أن هذه النبؤة لم تتحقق بعد ، وأن هذا المخلص الذي سوف ينتصر لهم ، ويدوس العالم بقدمه ، ويلطخ بعصير الناس من غير اليهود ملابسه لم يأت بعد!!..وما زالوا منتظرين!!
ويخبرنا معجم الطرق القديمة ( إنشنت تراد روتس ) أن إدوم بدأت من النهاية الجنوبية للبحر الميت إلى مساحات من الصحراء العربية ، وأنها امتدت من هذا الخط لتشمل كل الأراضي على الساحل الشرقي للبحر الأحمر ..
وتجمع كتب الحديث على أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يلبس حلة حمراء لم ير أجمل منه ولا أبهى منه أحد قط ، بل لم ير أجمل منه شيء قط!!..فقد روي عن البراء رضي الله عنه أنه قال في صفة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (لقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه) متفق عليه..
ولا يختلف أحد من الأولين والآخرين في أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يخرج في غزواته بنفسه وحوله قوته من الصحب الكرام رضي الله عنهم..
وتخبرنا كتب السير أن مدينة بصرى بالشام (بصرة كما ورد في النص ) وهي تنطق بضم الباء وهي مكتوبة في النسخة الإنجليزية هكذا :
) BUZRA)
تخبرنا كتب السير أنها كانت مركز تجاري هام يحصل منه أهل مكة على الملابس والبضائع وذلك عن طريق القوافل التجارية..
وأعود الآن لأطرح نفس التساؤل عن ذلك النبي الذي سيبعثه الله ويأتي آخر الزمان لكي يقيم الحق في الأرض ، ويستمر مجده ومجد مدينته إلى قيام الساعة ، وأكرر نفس السؤال الذي ورد في النص: من ذا الآتي من ادوم بثياب حمر من بصرة ؟ من هذا البهي بملابسه المتعظم بكثرة قوته؟
هل يكون ذاك النبي هو موسى عليه السلام ؟!
بالطبع لا.. فموسى لم يأت من إدوم ، كما أن النص يشير لنبي يأتي بعد أن يعم الخراب في الأرض ، وينتشر الفساد في ربوعها ؛ فيبعثه الله لإصلاحها ، ويخبر النص أيضا أن مجده ومجد أمته يستمر إلى الأبد ، ولم يدع أحد أن موسى كان آخر الأنبياء ، مما يجعل حمل النص على موسى غير وارد على الإطلاق ..
هل يكون المسيح عليه السلام ؟!
بالطبع لا أيضا .. فالمسيح لم يأت من إدوم ، ولم يكن عليه السلام يرتدي ملابس مستوردة من بصرى ! ولم يكن له أيضا قوة عظيمة يخرج فيها..كما أن تلك الصفات لم يتحقق منها شيء على القدس بعد بعثة المسيح عليه السلام ؛ فلم تأت إليها الإبل من جنوب الجزيرة العربية!!! ولم تجتمع إليها أغنام قبائل مكة!!! ولم يحل بها أمن أو أمان ، بل إن أول ما حدث بعد رحيل المسيح عليه السلام هو اضطهاد تلاميذه وفررارهم في ربوع الأرض! ، وتاريخ القدس على مر العصور خير شاهد على الظلم والدمار وسفك الدماء ، ولا زالت القدس حتى الآن تعاني الجراح ، وتشتكي الآلام ، ولازال شعارها المرفوع دائما هو الأرض ( مقابل السلام!!) ..كما لم يزعم أحد من الأولين أو الآخرين أن الله قد بعث المسيح عليه السلام لكي ينتقم به من أعدائه أو ليدوس الشعوب المتمردة على ربها بقدمه ويرش عصيرهم على ثيابه ويلطخ كل ملابسه !! ، وبذلك فلا يمكن حمل النص أيضا على المسيح عليه السلام..
إذن فمن يكون ذلك الأخير الذي بعثه الله لإصلاح الأرض بعد إفسادها ؟!!
من يكون ذاك الذي أيده الله بالقوة الروحية فبشر المساكين وعصب منكسري القلب ونادى المسبيين بالعتق والمأسورين بالإطلاق وعزى النائحين ، وأيده بالقوة المادية فانتقم من أعداء الله وداس الشعوب المتمردة على ربها بقدمه ورش عصيرهم على ثيابه ولطخ كل ملابسه ؟!!!
من يكون ذلك البهي المتعظم في كثرة قوته ؟!!
من يكون إذن يا ترى ؟!!!!
ويعود النص ليؤكد أن الأمن والسلام هما شعار هذه الأرض ؛ فيخبر أن أبوابها تفتح ولا تغلق ، وأنها لا يظلم فيها أحد بعد اليوم ولا يحل بها خراب :
60: 11 وتنفتح أبوابك دائما نهارا وليلا لا تغلق ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم.
60: 18 لا يسمع بعد ظلم في أرضك و لا خراب أو سحق في تخومك بل تسمين أسوارك خلاصا وأبوابك تسبيحا .
وهذا الكلام لا ينطبق أبدا علي القدس كما قلنا.. أليست القدس هي أرض الظلم ، وأرض الخراب ، وأرض الحروب والنزاعات إلى اليوم؟!!
أليست تهدم البيوت بالدبابات ، ويقتل الغلمان بالرشاشات ، ولا تكاد تسمع فيها سوى صوت الانفجارات ؟!!
ثم إن أبوابها تغلق أكثر مما تفتح !!.
هل يصر الآن عاقل أن هذا النص يتحدث عن القدس؟!!
إذا أصر على رأيه فإن عليه أن يقتل التاريخ ، وإن لم يستطع أن يقتل التاريخ فليقتل حتى آرييل شارون!!!
أما مكة فهي الأرض المطمئنة ، والبلد المعمورة ، التي لا تقام فيها الحروب ، ولا تسفك فيها الدماء ، ولا تغلق أبدا أبوابها ، ولن تغلق أبدا ؛ لأنها الأرض التي وطأتها خير قدم ، واستظل بسمائها أكرم بشر ، وعاش عليها النبي المحمد ، الذي رفع الله قدره ، وأعلى شأنه .. حتى قبل أن يبعثه ..حتى قبل أن يخلقه ..حتى قبل أن يخلق العالم ..
EDOM
e-dom
GEOGRAPHY
The country of Edom began at a line from the south end of the Dead Sea stretched to the Arabian desert areas to the east. From this line, Edom claimed all the land south to the Red Sea, and farther along the east coast of the Red Sea. How far south depended on daily politics, since it is nothing but desert for the most part. However,it included part of the Incense Route which extends farther south to Sheba the Yemen area today.
نسخة مما ذكره معجم الطرق القديمة عن مملكة إدوم
وترجمته بالعربية (إدوم بدأت من النهاية الجنوبية للبحر الميت إلى مساحات من الصحراء العربية إلى الشرق ، ومن هذا الخط امتدت إدوم لتشمل كل الأراضى جنوب البحر الأحمر والأراضي على طول الساحل الشرقى للبحر الأحمر..والجزء الجنوبى من إدوم كان عبارة عن أرض صحراوية ممتدة واشتملت إدوم على جزء من طريق البخور يمتد جنوبا إلى شيبا والتي تمثل منطقة اليمن حاليا)) .

القلب الحزين 15-12-2007 03:33 PM

هـل بشَّر الكتاب المقدس بمـحـمـّد




صلى الله علـيه وسلم؟

بقلم الدكتور منقذ السقار

أهم عناوين الكتاب
مدخل لنبوءات الكتاب المقدس
الملك المنتظر
عدم فهم التلاميذ لنبوءات المسيح
هل ادعى المسيح أنه المسيح المنتظر
هل قال محمد صلى الله عليه وسلم عن نفسه أنه النبي المنتظر
ذرية إسماعيل المباركة
هل الاصطفاء في بني إسرائيل فقط؟
صفات أمة الملكوت الجديد
بشارة يعقوب عليه السلام بشيلون
موسى عليه السلام يبشر بنبي ورسول مثله
نبوءة موسى عن البركة الموعودة في أرض فاران
المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان
البشارة بالملكوت
النبي دانيال يتنبأ بزمان الملكوت
البشارة بـ(محمادا) مشتهى الأمم
البشارة بإيليا
الأصغر في ملكوت الله
المسيح يبشر بالبارقليط
يمكن تحميل الكتاب


أضغط هنا لتحميله
http://www.55a.net/firas/ar_photo/icon/rar_2.jpg.jpg

القلب الحزين 15-12-2007 03:36 PM

البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم




بقلم الشيخ عبد المجيد الزنداني http://www.55a.net/firas/ar_photo/11752139512001.jpg
لقد أخذ الله تعالى الميثاق على الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وينصروه إذا بعث وهم أحياء، وأن يبلغوا أقوامهم بذلك ليشيع خبره بين جميع الأمم .قال تعالى:﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾(آل عمران:81).وذلك لأن الرسل كانوا يبعثون في أقوامهم خاصة ، وبعث محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة،فبشر به جميع الأنبياء، وكان مما قاله عيسى عليه السلام لقومه كما ذكر الله تعالى عنه﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾(الصف:6)(2) .والبشارات في الكتب السابقة(3) هي تلك الأنباء والأوصاف التي وردت عن مقدم محمد صلى الله عليه وسلم مبينة اسمه وصفاته البدنية والمعنوية ونسبه ومكان بعثته، وصفة أصحابه وصفة أعدائه ، ومعالم الدين الذي يدعو إليه، والحوادث التي تواجهه، والزمن الذي يبعث فيه، ليكون ذلك دليلاً على صدقه عند ظهوره بانطباق تلك الأوصاف عليه ، وهي أوصاف وبشارات تلقاها أهل تلك الأديان نقلاً عن رهبانهم وأحبارهم وكهنتهم قبل ولادة محمد صلى الله عليه وسلم بقرون كثيرة. وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك البشارات، ودلل بها على صدق محمد صلى الله عليه وسلم . فقال تعالى﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾(الرعد:43).وقال تعالى﴿ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ ءَايَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾(الشعراء:197).وقال تعالى﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴾(الشعراء:196).وقال تعالى عن محمد صلى الله عليه وسلم :﴿الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ﴾(البقرة:146).وهذا يعني أن انطباق البشارات على محمدصلى الله عليه وسلم يدل على أنه المقصود بها ، وأنه الرسول الذي أخبر الله بمقدمه ، ومن هذه البشارات ما يأتي:
1- النبي الأمي:
لقد أشار القرآن الكريم إلى أمية الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها مذكورة عند أهل التوراة والإنجيل.قال تعالى ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ﴾(الأعراف:157). إن أمية النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية بدء الوحي إليه لأول مرة موجود عند أهل الكتاب إلى يومنا هذا .فقد جاء في سفر أشعيا: " ويدفع الكتاب للأمي ويقال له : اقرأ هذا أرجوك فيقول: أنا أمي " (4) أي لست بقارئ . (أ) وهذا ترجمة للنص الذي ورد في نسخة الملك جيمس للكتاب المقدس المعتمدة عند النصارى وهي أوثق النسخ للتوراة والإنجيل عندهم(5) . وفي النسخة المسماة Bible Good Newsورد ما ترجمته كالآتي:
" إذا تعطيه إلى شخص لا يستطيع القراءة وتطلب إليه أن يقرأه عليك سيجيب بأنه لا يعرف كيف ." (ب) وبينما نجد هذا النص الواضح في الطبعات الإنجليزية نرى أن القسس العرب قد حرفوا هذا النص في نسخته العربية فجعلوا العبارة كالآتي :
"أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له: اقرأ هذا فيقول : لا أعرف الكتابة" (6).(ت) فانظر كيف حرفوا النص ! فالسائل يطلب القراءة والنبي ينفي عن نفسه معرفة الكتابة ! وهذا التحريف مقصود لئلا تتطابق الحادثة المذكورة في النص السابق مع قصة نزول جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ومطالبته له بالقراءة فنفى النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه القدرة على القراءة. قال الحافظ ابن حجر : وقد وقع في مرسل عبيد بن عمير عند ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل بنمط من ديباج فيه كتاب قال : اقرأ ، قلت : ما أنا بقارئ" (7) .وكم من الزمن قد مر بعد عيسى عليه السلام ، وما نزل وحي على نبي أمي إلا على النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يجدون أميته مكتوبةً عندهم حتى يومنا هذا .
2- اسم النبي:
أ - لا تزال نسخ التوراة باللغة العبرية تحمل اسم محمد جلياً واضحاً إلى يومنا هذا. ففي نشيد الأنشاد من التوراة في الاصحاح الخامس الفقرة السادسة عشر وردت هذه الكلمات: حِكو مَمْتَكيم فِكلّو محمديم زيه دُودي فَزيه ريعي.(ث) ومعنى هذا : "كلامه أحلى الكلام إنه محمد العظيم هذا حبيبي وهذا خليلي". فالفظ العبري يذكر اسم محمد جلياً واضحاً ويلحقه بـيم التي تستعمل في العبرية للتعظيم. واسم محمد مذكور أيضاً في المعجم المفهرس للتوراة8))(ث) عند بيانه هذا اللفظ المتعلق بالنص السابق "محمد يم"(9) . لكن يد التحريف عند اليهود والنصارى تأبى التسليم بأن لفظ "محمد" هو اسم النبي وتصر على أنه صفة للنبي وليس اسماً له . فيقولون إن معنى لفظ "محمد يم" هو "المتصف بالصفات الحميدة" كما جاء في نسخة الملك جيمس المعتمدة عند النصارى .(ج) وعليه فيكون المعنى لهذه الإشارة عندهم "كلامه أحلى الكلام(10)إنه صاحب الصفات الحميدة ". (ح)
فمن هو ، يا أهل الكتاب ، غير "محمد يم" محمد العظيم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كلامه أحسن الكلام وهو المحمود في صفاته كلها ، وهو حبيب الله وخليله كما جاء ذلك في نفس النشيد عقب ذكر اسمه . "هذا هو حبيبي وهذا هو خليلي".(ج،ح)
ب- وأما ما جاء عن اسمه عند النصارى ، فقد ورد في عدة أماكن، منها ما جاء في إنجيل يوحنا(11) في قول عيسى عليه السلام وهو يخاطب أصحابه : "لكني أقول لكم إنه من الخير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي الفارقليط."(خ)
وكلمة "المعزي" أصلها منقول عن الكلمة اليونانية باراكلي طوس المحرفة عن الكلمة بيركلوطوس التي تعني محمد أو أحمد. "إن التفاوت بين اللفظين يسير جداً ، وإن الحروف اليونانية كانت متشابهة ، وإن تصحيف "بيركلوطوس" إلى "باراكلي طوس" من الكاتب في بعض النسخ قريب من القياس ، ثم رجح أهل التثليث هذه النسخة على النسخ الأخرى."(12)
جـ وهناك إنجيل اسمه إنجيل "برنابا" استبعدته الكنيسة في عهدها القديم عام 492م بأمر من الباباجلاسيوس ، وحرّمت قراءته وصودر من كل مكان، لكن مكتبة البابا كانت تحتوي على هذا الكتاب. وشاء الله أن يظهر هذا الإنجيل على يد راهب لاتيني اسمه "فرامرينو" الذي عثر على رسائل "الإبريانوس" وفيها ذكر إنجيل برنابا يستشهد به، فدفعه حب الاستطلاع إلى البحث عن إنجيل برنابا وتوصل إلى مبتغاه عندما صار أحد المقربين إلى البابا "سكتش الخامس" فوجد في هذا الإنجيل أنه سَيُزعم أن عيسى هو ابن الله وسيبقى ذلك إلى أن يأتي محمد رسول الله فيصحح هذا الخطأ. يقول إنجيل برنابا في الباب "22":" وسيبقى هذا إلى أن يأتي محمد رسول الله الذي متى جاء كشف هذا الخداع للذين يؤمنون بشريعة الله".وقد اسلم فرامرينو وعمل على نشر هذا الإنجيل الذي حاربته الكنيسة بين الناس(13) .
د- هذا وقد كان اسم النبي صلى الله عليه وسلم موجوداً بجلاء في كتب اليهود والنصارى عبر التاريخ ، وكان علماء المسلمين يحاجون الأحبار والرهبان بما هو موجود من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم،قال تعالى :
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (لأعراف:157)
ومن ذلك:
• جاء في سفر أشعيا :" إني جعلت اسمك محمداً ، يا محمد يا قدوس الرب ، اسمك موجود من الأبد " ذكر هذه الفقرة علي بن ربّن الطبري الذي كان نصرانياً فهداه الله للإسلام في كتابه : الدين والدولة ، وقد توفي عام 247هـ(14) .
• وجاء في سفر أشعيا أيضاً :" سمعنا من أطراف الأرض صوت محمد "(15)
• وجاء في سفر حبقوق :" إن الله جاء من التيمان ، والقدوس من جبل فاران ، لقد أضاءت السماء من بهاء محمد ، وامتلأت الأرض من حمده " ذكره علي بن ربن الطبري في كتابه الدين والدولة(16) وذكره إبراهيم خليل احمد ، الذي كان قساً نصرانياً فاسلم في عصرنا ونشر العبارة السابقة في كتاب له عام 1409هـ .
• وجاء في سفر أشعيا أيضاً : "وما أعطيه لا أعطيه لغيره ، أحمد يحمد الله حمداً حديثاً ، يأتي من أفضل الأرض ، فتفرح به البَرّية وسكانها ، ويوحدون الله على كل شرف ، ويعظمونه على كل رابية"(17) . وذكره عبد الله الترجمان الذي كان اسمه : انسلم تورميدا ، وكان قساً من أسبانيا فأسلم وتوفي عام 832هـ . ولقد روى جبير بن مطعم قال : سمعت رسول الله eيقول : إِنَّ لِي أَسْمَاءً ، أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي،وَأَنَا الْعَاقِبُ(18) .قال الله تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِين﴾(الصف:6).
• ويقول مطران الموصل السابق الذي هداه الله للإسلام ، وهو البروفيسور عبد الأحد داود الآشوري في كتابه : محمد في الكتاب المقدس(19) : إن العبارة الشائعة عند النصارى : " المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة " لم تكن هكذا ، بل كانت: " المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض إسلام ، وللناس أحمد "
هـ و لقد جاء ذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب المقدسة عند الهندوس فقد جاء في كتاب "السامافيدا"(20)ما نصه " أحمد تلقى الشريعة من ربه وهي مملوءة بالحكمة وقد قبست من النور كما يقبس من الشمس ".. (د)
و- وجاء في كتاب أدروافيدم أدهروويدم وهو كتاب مقدس عند الهندوس(21) " أيها الناس اسمعوا وعوا يبعث المحمد بين أظهر الناس ... وعظمته تحمد حتى في الجنة ويجعلها خاضعة له وهو المحامد"(22) . (ذ)
ز- وجاء في كتاب هندوسي آخر هو بفوشيا برانم "بهوشى بهوشى برانم"(23): " في ذلك الحين يبعث أجنبي مع أصحابه باسم محامد الملقب بأستاذ العالم(24) ، والملك يطهره بالخمس المطهرات" . (ر) وفي قوله الخمس المطهرات إشارة إلى الصلوات الخمس التي يتطهر بها المسلم من ذنوبه كل يوم(25)
3- نسبه صلى الله عليه وسلم
لقد دعا سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام الله وهما بمكة أن يجعل من ذريتهما أمة مسلمة له ، وأن يبعث فيهم رسولاً منهم ، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى دعاءهما في قوله تعالى﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ128رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ129﴾(البقرة:128-129).
أ- وقد جاء في التوراة ذكر للوعد الإلهي لإبراهيم أن يجعل من ذرية إسماعيل أمة هداية عظيمة ، فقد ورد في سفر التكوين(26) مايأتي:" وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه، هاأنا أباركه وأثمّره وأكثّره كثيراً جداً. اثنى عشر رئيساً يلد ، واجعله أمة كبيرة ." (ز)
ب- وورد فيه أيضاً: "وابن الجارية أيضاً سأجعله أمة لأنه نسلك"(27).(س) ولم تكن هناك أمة هداية من نسل إسماعيل إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي قال الله عنها :﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾(آل عمران:110).
ج- وقد جاء في التوراة في سفر التثنية(28)على لسان موسى عليه السلام :" قال لي الرب : قد أحسنوا فيما تكلموا. أقيم لهم نبياً من وسط أخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه. "(ش)والمقصود باخوتهم أبناء إسماعيل عليه السلام لأنه أخو إسحاق عليه السلام الذي ينسب إليه بنو إسرائيل، حيث هما ابنا إبراهيم الخليل عليه السلام، ومحمد صلى الله عليه و سلم من ذرية إسماعيل ولو كانت البشارة تخص أحداً من بني إسرائيل لقالت: "منهم"(29) . فمحمدصلى الله عليه وسلم هو من وسط أخوتهم ، وهو مثل موسى عليه السلام نبي ورسول وصاحب شريعة جديدة ، وحارب المشركين وتزوج وكان راعي غنم ، ولا تنطبق هذه البشارة على يوشع كما يزعم اليهود لأن يوشع لم يوح إليه بكتاب ، كما جاء في سفر التثنية : " ولم يقم بعُد نبي في إسرائيل مثل موسى. "(30) (ض) كما أن البشارة لا تنطبق على عيسى عليه السلام كما يزعم النصارى، إذ لم يكن مثل موسى عليه السلام من وجوه ، فقد ولد من غيرأب وتكلم في المهد ولم تكن له شريعة كما لموسى عليه السلام ، ولم يمت بل رفعه الله تعالى إليه .
د- وفي إنجيل متى(31)جاء ما يلي:" قال لهم يسوع(32)

يتبع
...

القلب الحزين 15-12-2007 03:38 PM

يتبع موضوع >> البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم


أما قرأتم قط في الكتب.الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية.من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا.لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره ".(ط)وهذا معناه أن الرسالة تنتقل من بني إسرائيل إلى أمة أخرى ، فيكون الرسول المبشر به من غير بني إسرائيل .
4- مكان بعثته صلى الله عليه وسلم :
أ- تذكر التوراة المكان الذي نشأ فيه إسماعيل عليه السلام، فقد جاء في سفر التكوين(33):"وفتح الله عينيها(34)فأبصرت بئرماء(35)فذهبت وملأت القربة ماءً وسقت الغلام(36)وكان الله مع الغلام فكبر. وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس. وسكن في برية فاران"(ظ)وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن إسماعيل عليه السلام كان رامياً، فقد مر على نفر من قبيلة أسلم يرمون بالسهام فقال لهم:( ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا )(37).
ب- كما جاء في التوراة في سفر أشعيا(38): " وحي من جهة بلاد العرب " (ع) وهذا إعلان عن المكان والأمة التي سيخرج منها الرسول حاملاً الوحي من الله إلى الناس .
ج- ويأتي تحديد آخر للمكان الذي سترتفع فيه الدعوة الجديدة بشعاراتها الجديدة التي ترفع من رؤوس الجبال ويهتف بها الناس، فتقول التوراة في سفر أشعيا(39):" غنوا للرب أغنية جديدة ، تسبيحهُ من أقصى الأرض ، أيها المنحدرون في البحر وملؤه، والجزائر وسكانها ، لترفع البرّية ومدنها صوتها(40)الديار التي سكنها قيدار(41). لتترنم سكان سالع(42)من رؤوس الجبال ليهتفوا(43)"(غ) والأغنية عندهم هي الهتاف بذكر الله الذي يرفع به الصوت من رؤوس الجبال ، وهذا لا ينطبق إلا على الأذان عند المسلمين ، كما أن سكان سالع ، والديار التي سكنها قيدار هي أماكن في جزيرة العرب،وكل ذلك يدل على أن مكان الرسالة الجديدة والرسول المبشر به هو جزيرة العرب.
د- وجاء في التوراة في سفر التثنية(44):"جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلالأ من جبل فاران".(ف)
ويرى بعض شراح التوراة ممن أسلم أن هذه العبارة الموجودة في التوراة تشير إلى أماكن نزول الهدى الإلهي إلى الأرض
فمجيئه من سيناء : إعطاؤه التوراة لموسى عليه السلام . وإشراقه من ساعير : إعطاؤه الإنجيل للمسيح عيسى عليه السلام. وساعير : سلسلة جبال ممتدة في الجهة الشرقية من وادي عربة في فلسطين وهي الأرض التي عاش فيها عيسى عليه السلام .وتلألؤه من جبل فاران : إنزاله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم . وفاران هو الاسم القديم لأرض مكة التي سكنها إسماعيل عليه السلام .
هـ وجاء في التوراة أن داود عليه السلام يترنم ببيت الله ويتمنى أن يكون فيه ، ويعلل ذلك بمضاعفة الأجر هناك(45)
وتقول التوراة نقلاً عنه(46): " ما أسعد أولئك الذين يتلقون قوتهم منك، الذين يتوقون لأداء الحج إلى جبل المجتمع الديني الذي خَلُصَ لعبادة الله(47)وهم يمرون عبر وادي بكه الجاف فيصبح مكاناً للينابيع"(48).(ق) وفي نسخة أخرى : " فيصيرونه بئراً(49)أو ينبوعاً(50)" ووادي بكة قد ورد ذكره في القرآن الكريم وأنه هو الذي فيه البيت الحرام قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ96فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ97﴾ (آل عمران:96-97). وقد ذكر الله جفاف هذا الوادي بقوله سبحانه وهو يذكر دعاء إبراهيم عليه السلام:﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ …﴾ (إبراهيم:37).ومعلوم أن هذا الوادي الجاف قد جعل الله فيه بئر زمزم عندما سكنت هاجر فيه مع ابنها إسماعيل عليه السلام .
وقد أُحرج النصارى العرب بالنص على وادي بكة ! فحرفوه كما في الكتاب المقدس عندهم في الطبعة العربية فقالوا :
" عابرين في وادي البكاء "(ل) وحذفوا أيضاً لفظ "الحجاج" الذي ورد في النص الإنجليزي المذكورة ترجمته سابقاً . ولا توجد صلة بين وادي بكة والبكاء ، وقد ورد اسم "بكة" في النص الإنجليزي مبتدئاً بحرف كبير مما يدل على أنه علم غير قابل للترجمة Baca. و كما جاء في الكتب الزرادشتية(51)بشارات تشير إلى المكان الذي تظهر فيه دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك : "إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون وينهض رجل في بلاد العرب يهزم أتباعه فارس ويخضع الفرس المتكبرين، وبعد عبادة النار في هياكلهم يولون وجوههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت من الأصنام "(52) (ن)
5- صفاته صلى الله عليه وسلم :
من صفاته صلى الله عليه وسلم أنه أمي ، وقد سبق بيانه .
أ- كما وصف في سفر أشعيا(53) بأنه راكب الجمل وفي هذا إشارة إلى أنه من الصحراء وهكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم .
ب- ووصف في المزامير(54)بـأن : " ملوك شبا وسبأ يقدمون هدية "(هـ)، وقد انتهى ملوك اليمن ولم يظهر نبي دان له ملوك اليمن إلا محمد صلى الله عليه وسلم .
جـ ووصف فيها أيضاً(55)بأنه " يصلى عليه ويبارك عليه كل وقت" وهكذا شأن محمد صلى الله عليه وسلم فالمسلمون يباركون عليه كل يوم عدة مرات في صلاتهم .
د- ووصف فيها أيضاً(56)بأنه "متقلد سيفاً" ، وفيها أيضاً(57)مايلي: " وأنه يرمي بالنبل " .
هـ وجاء في إنجيل متى(58) وصفه بأنه الحجر الذي أتم بناء النبوة ، ففيه : " قال لهم يسوع(59)أما قرأتم قط في الكتب. الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية. من قِبَل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره "(ط) وأمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة أمية ، لم يكن لها شأن بين الأمم ، وكان من العجيب أن يكون الرسول الذي يخرج منها هو رأس الزاوية في بناء النبوة. وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ )(60)وتذكر هذه البشارة على لسان عيسى عليه السلام أن صاحب هذا الوصف ليس من بني إسرائيل ، وأن النبوة ستنزع من بني إسرائيل وتعطى لأمة أخرى "تعمل أثماره" أي تحقق ثماره، فكانت هذه الأمة التي كانت مزدراة في أعين الناس هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،وهي الأمة الجديدة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس
و- وجاء في سفر أشعيا(61): "وحي من جهة بلاد العرب. في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين(62). هاتوا ماءً لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه. فإنهم من أمام السيوف قد هربوا. من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة الحرب. فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد قِسِيّ أبطال بني قيدار تقل، لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم ".(ع) تفيد هذه البشارة أن الله أوحى إلى أشعيا :" لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم " بأن وحياً سيأتي من جهة بلاد العرب : " وحي من جهة بلاد العرب " وأن تلك الجهة من بلاد العرب هي الوعر التي تبيت فيها قوافل الددانيين ، وددان قرب المدينة النبوية المنورة كما تدل على ذلك الخرائط الكنسية القديمة . ويأمر الوحي الذي تلقاه أشعيا أهل تيماء أن يقدموا الشراب والطعام لهارب يهرب من أمام السيوف ، ومجيئ الأمر بعد الإخبار عن الوحي الذي يكون من جهة بلاد العرب قرينة بأن الهارب هو صاحب ذلك الوحي الذي يأمر الله أهل تيماء بمناصرته : " هاتوا ماءً لملاقاة العطشان ، يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه " وأرض تيماء منطقة من أعمال المدينة ، وفيها يهود تيماء الذين انتقل معظمهم إلى يثرب. ويذكر المؤرخون الإخباريون العرب نقلا عن اليهود في الجزيرة العربية أن أول قدوم اليهود إلى الحجاز كان في زمن موسى عليه السلام عندما أرسلهم في حملة ضد العماليق في تيماء، وبعد قضائهم على العالميق وعودتهم إلى الشام بعد موت موسى منعوا من دخول الشام بحجة مخالفتهم لشريعة موسى لاستبقائهم إبناً لملك العماليق. فاضطروا للعودة إلى الحجاز والاستقرار في تيماء(63)ثم انتقل معظمهم إلى يثرب(64). فأهل يثرب من اليهود هم من أهل تيماء المخاطبين في النص. وكان تاريخ مخاطبة اشعياء لاهل تيماء في هذا الاصحاح هو النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد. ويفيد الوحي إلى أشعيا أن الهارب هرب ومعه آخرون:"فإنهم من أمام السيوف قد هربوا".ثم يذكر الوحي الخراب الذي يحل بمجد قيدار بعد سنة من هذه الحادثة ، مما يدل على أن الهروب كان منهم ، وأن عقابهم كان بسبب تلك الحادثة : " فإنه هكذا قال لي السيد الله : في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار ، وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل " وتنطبق هذه البشارة على محمد صلى الله عليه وسلم وهجرته تمام الانطباق ، فقد نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم في بلاد العرب ، وفي الوعر من بلاد العرب، في مكة والمدينة. وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة من أرض بني قيدار(65)قريش الذين كانوا قد عينوا من كل بطن من بطونهم شاباً جلداً ليجتمعوا لقتل محمد صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته ، فجاء الشباب ومعهم أسلحتهم فخرج الرسول مهاجراً هارباً ، فتعقبته قريش بسيوفها وقسيها كما تذكر العبارة : " فإنهم من أمام السيوف قد هربوا ، من أمام السيف المسلول ، ومن أمام القوس المشدودة ". ثم عاقب الله قريشاً أبناء قيدار بعد سنة ونيف من هجرته صلى الله عليه وسلم بما حدث في غزوة بدر من هزيمة نكراء أذهبت مجد قريش ، وقتلت عدداً من أبطالهم : " كما قال لي السيد الله : في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار ، وبقية عدد قسي أبطال بني قيدار تقل " .وتؤكد العبارة أن هذا الإخبار وأن هذا التبشير بنزول الوحي في بلاد العرب ، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما يجري له من هجرة ونصر هو بوحي من الله : " لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم " إن ما حملته هذه البشارة من معانٍ لابد أن يكون قد وقع ، لأنه يقع في عصرٍ آلة الحرب فيه السيف والنبل ، وقد انتهى عصر الحرب بالسيف والنبل .‍‍‍‍
• فهل نزل وحي في بلاد العرب غير القرآن ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
•‍‍‍ و هناك نبي هاجر من مكة إلى المدينة واستقبله أهل تيماء غير محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
• وهل هناك هزيمة لقريش بعد عام من الهجرة إلا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ؟! إن هذه البشارة تدل على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنها إعلان إلهي عن مقدمه ينقلها أحد أنبياء بني إسرائيل أشعيا(66) ، وبقي هذا النص إلى يومنا هذا على الرغم من حرص كفرة أهل الكتاب على التحريف والتبديل .
ز- وجاء في صفته في المزامير(67):" انسكبت النعمة على شفتيك،لذلك باركك الله إلى الأبد تقلد سيفك " (و)
ح- وجاء في التوراة في سفر أشعيا(68)في وصفه: " هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي ، وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم. لا يصيح ولا يرفع ولا يُسمع في الشارع صوته " (ي) وهذا يتطابق مع ما نقله الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضي الله عنه من التوراة التي قرأها في زمنه ، فقد قال عطاء بن يسار له : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي،سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ(69)فِي الْأَسْوَاقِ ، وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ،وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا:لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا(70).
ط- وجاء في صفة الدين الذي يأتي به ما يأتي :
أولاً : الأذان للصلاة كما سبق بيانه .
ثانياً : الصلاة كتفاً إلى كتف : فقد جاء في التوراة في سفر صفنيا(71)ما يأتي:
"لأني حينئذ أحول الشعوب إلى شَفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة"(أً)
وبالإسلام توحدت لغة العبادة لله ، فيقرأ القرآن في الصلاة بلغة واحدة هي العربية، ويصفون كتفاً إلى كتف .
ثالثاً : تحويل القبلة : فقد جاء في إنجيل يوحنا(72)ما يأتي : إن امرأة سامرية تقول لعيسى عليه السلام : " آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون إن في أورشليم(73)الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه ، قال لها يسوع(74)يا امرأة صدقيني أنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون " (بً) وهذا إعلان بأن القبلة ستتحول من بيت المقدس. ولا يكون ذلك إلا على يد رسول، كما حدث على يد النبي صلى الله عليه وسلم وفقاً لأمر الله القائل﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ (البقرة:144).
رابعاً : الهداية إلى جميع الدين الحق : فقد جاء في إنجيل يوحنا(75)ما يأتي: يقول عيسى عليه السلام :" إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتيه " (تً) قال الله تعالى:﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ (النحل:89). وقال تعالى﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى3إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى4﴾(النجم:3-4).
خامساً : ذكر بعض شعائر دينه صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة :فقد جاء في كتاب: بفوشيا برانم(76)وصف لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بأنهم: "هم الذين يختتنون ، ولا يربون القزع، ويربون اللحى ،وهم مجاهدون وينادون الناس للدعاء(77)بصوت عال، ويأكلون أكثر الحيوانات إلا الخنزير، ولا يستعملون الدرباء(78)للتطهير بل الشهداء هم المتطهرون ، ويسمون"بمسلي"(79)بسبب أنهم يقاتلون من يلبس الحق بالباطل ، ودينهم هذا يخرج منا وأنا الخالق".(ثً) وجاء في كتاب "محمد في الأسفار العالمية" ما ترجمه الأستاذ عبد الحق من كتب الزرادشتية بشأن محمد وأصحابه" إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم يتضعضعون، وينهض رجل في بلاد العرب يهزم أتباعه فارس، ويخضع الفرس المتكبرين، وبعد عبادة النارفي هياكلهم يولون وجوههم نحو كعبة إبراهيم التي تطهرت من الأصنام،ويومئذ يصبحون هم أتباع النبي رحمة للعالمين،وسادة لفارس ومديان وطوس وبلخ. (80)وإن نبيهم ليكونن فصيحاً يتحدث بالمعجزات" (81). (ن)
المراجع :
( 1 ) زبر الأولين أي كتبهم . ( 2 ) وقد كان عيسى عليه السلام يرسل المبشرين للتبشير بمقدم محمد صلى الله عليه وسلم ، بل إن معنى الإنجيل : البشارة ، وبقي المبشرون إلي يومنا هذا يحملون هذا الاسم .( 3 ) هي الكتب الدينية المقدسة عند أصحابها مثل التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى. ( 4 ) الإصحاح 29 الفقرة 12.( 5 ) تجد في نهاية المبحث النصوص التوارتية والإنجيلية وغيرها المقتبسة مصورة من مراجعها المشار إليها ، ومتسلسلة حسب ورودها في المبحث ومعلمة بالحروف العربية .( 6 ) النصوص العربية كلها مقتبسة من "الكتاب المقدس" / دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط.( 7 ) فتح الباري ك/ التفسير ب/ تفسير سورة "اقرأ باسم ربك الذي خلق" .( 8 )
The New Stصلى الله عليه وسلم ong Exhaustive Concoصلى الله عليه وسلم dance of the Bible, James Stصلى الله عليه وسلم ong, LL.D. 5.T.D, Thomas Nelson Publisheصلى الله عليه وسلم s, Nashville , USA ,1984, p.64 (Hebصلى الله عليه وسلم ew Dictionaصلى الله عليه وسلم y)
( 9 )عند كتابة هذا اللفظ باللغة الإنجليزية يكتبونه كما يلي:machmad. ولإفتقار اللغة الإنجليزية للحرف "ح"فإنهم يعبرون عنه بالحرفين "ch" ويجعلونه أقرب إلى حرف الخاءكما ورد ذلك في المعجم المفهرس المذكوربأن هذا الحرف المكون من "ch" أقرب ما يكون للخاء الألمانية،أي أن استعمال "ch" جاء بدلاً عن حرف الحاء، فيكون الاسم هو محمد، اسم النبيصلى الله عليه وسلم . ( 10) كما جاء في النسخة القياسية المنقحة صلى الله عليه وسلم evised Standaصلى الله عليه وسلم d Veصلى الله عليه وسلم sion of the Bible ,The Inteصلى الله عليه وسلم national Council of Chuصلى الله عليه وسلم ches of Chصلى الله عليه وسلم ist in the United States, 1971
( 11 ) الإصحاح :16 ، الفقرة : 7( 12 ) إظهار الحق لمؤلفه رحمة الله بن خليل الهندي ، ط الدار البيضاء جـ2 ص280 ، وأشار إلى هذا التحريف مطران الموصل الذي أسلم ، وسمى نفسه عبد الأحد ، وهو عبد الأحد داود الآشوري ، وذلك في كتابه : محمد في الكتاب المقدس ص216 .( 13 ) خليل سعادة في مقدمته لترجمته لإنجيل برنابا إلى اللغة العربية ، وقد نقل قصة فرامرينو مما هو مدون في مقدمة النسخة الأسبانية كما رواها المستشرق سايل، في مقدمة له لترجمة القرآن .( 14 ) وذكرها صالح بن حسين الهاشمي المتوفى عام 668هـ في كتابه : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل، وذكرها القرافي المتوفى عام 682هـ في كتابه : الأجوبة الفاخرة ، وذكرها ابن تيمية المتوفى عام 728هـ في كتابه : الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح؛ وذكرها ابن قيم الجوزية المتوفي عام 751هـ في كتابه : هداية الحيارى من اليهود والنصارى .( 15 ) ذكره الأئمة : صالح الهاشمي والقرافي وابن تيمية وابن القيم في كتبهم السابق ذكرها.( 16 ) وذكره علي بن محمد الماوردي المتوفى عام 450هـ في كتابه : أعلام النبوة ، وأبو عبيده الخزرجي المتوفى عام 582هـ في كتابه : مقامع هامات الصلبان ومراتع روضات الإيمان؛ وذكره القرطبي المتوفى عام 671هـ في كتابه الإعلام؛ وكذلك ذكره الهاشمي والقرافي وابن تيمية وابن القيم في كتبهم التي سبق ذكرها .( 17 ) ذكره الأئمة : الخزرجي والهاشمي والقرطبي والقرافي وابن تيمية وابن القيم في كتبهم التي سبق ذكرها.( 18 ) أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومسلم ك/ الفضائل ب/ في أسمائه صلى الله عليه وسلم ، والترمذي ك/ الأدب ب/ ما جاء في أسماء النبي ، والنسائي في السنن الكبرى 6/489 وأحمد في المسند 4/80 وغيرهم .( 19 ) فصل : الإسلام والأحمديات التي أعلنتها الملائكة ص 145- 154 .( 20 ) في الفقرتين 6 وَ 8 من الجزء الثاني .( 21 ) الجزء العشرين ، الفصل 127، الفقرة 1-3 .( 22 ) محامد : محمد .( 23 ) الجزء3 ، الفصل 3 ، العبارة 5 وما بعدها . ( 24 ) أستاذ العالم أي رسول للعالم.( 25 ) مأخوذ من كتاب التيارات الخفية في الديانات الهندية القديمة لمؤلفه "تى محمد" . أما النصوص الفارسية والهندية في نهاية هذا المبحث فمأخوذة من كتاب Muhammad in Paصلى الله عليه وسلم si , Hindoo and Buddhist Scصلى الله عليه وسلم iptuصلى الله عليه وسلم es , A.H. Vidyaصلى الله عليه وسلم thi and U.Ali.
( 26 ) الإصحاح 17 العبارات من 19-1 .( 27 ) الإصحاح.21 فقرة 12وَ 13.( 28 ) الإصحاح 18 الفقرة 17 .
( 29 ) لقد تنبه المحرفون لهذا فبدلوا العبارة التي تعني "من وسط اخوتهم" في النسخة الإنجليزية الحديثة Good News Bibleإلى عبارة تعني "من بين قومهم" (fصلى الله عليه وسلم om among theiصلى الله عليه وسلم own people) ص ( 30 ) الإصحاح 34 ، الفقرة 10.
( 31 ) الإصحاح 21 الفقرة 41 – 42 .( 32 ) هو عيسى عليه السلام .( 33 ) الإصحاح 21 الفقرات 21 –22 .
( 34 ) هاجر أم إسماعيل .( 35 ) بئر زمزم .( 36 ) إسماعيل عليه السلام .( 37 ) أخرجه البخاري ك/ الجهاد والسير ب/ التحريض على الرمي ، وابن ماجه في السنن ك/ الجهاد ب/ الرمي في سبيل الله ، وأحمد في مسنده 1/364 و 4/50 وابن حبان في صحيحه 10/ 548 وغيرهم .( 38 ) الإصحاح 21الفقرة 12.( 39 ) الإصحاح 42 الفقرة 10-11.
( 40 )رفع الصوت بالأذان.( 41 )هو أحد أبناء إسماعيل عليه السلام كما تذكر ذلك التوراة في سفر التكوين إصحاح 25 فقرة 12-13
( 42 ) جبل سلع بالمدينة .( 43 ) رفع الصوت بالأذان .( 44 ) الإصحاح 33 الفقرة 2.( 45 ) المزمور 84 الفقرة 1-2-3-4 وَ 10 .( 46 ) المزمور 84 الفقرة 6 .( 47 ) هو بالنص الإنجليزي جبل Zion، ومعنى Zion: المجتمع الديني الذي خلص لعبادة الله ، أو المدينة الفاضلة كما جاء ذلك في قاموس : Websteصلى الله عليه وسلم s Seventh New Collegiate Dictionaصلى الله عليه وسلم y، وقد ذكر معاني أخرى لا تستقيم مع الموضع الجغرافي المذكور في النص. وعند الرجوع إلى أصل الكلمة (Zion) العبري تبين أنها مقتبسة من جذر يعني : جفاف ، صحراوي ، أجرد (أرض أو مكان) جاف ، مكان مقفر ، برية. وهذا كله يشير إلى أن المكان المعبر عنه بكلمه Zionفي النص الإنجليزي هو برية مكة الجرداء المقفرة الجافة، راجع كتاب The New Stصلى الله عليه وسلم ong Exhaustive Concoصلى الله عليه وسلم dance of the Bible, James Stصلى الله عليه وسلم ong, LL.D. 5.T.Dوالمعجم العبري ص99 فقره: رقم 6723 . أنظر نهاية المبحث ( 48 ) ص585 Good News Bible.
(49) وادي بكه يصيرونه بئراً من المعجم سترونغ المفهرس الشامل للكتاب المقدس ص95 . ( 50 ) الكتاب المقدس الذي تصدره جمعية الكتاب المقدس بالشرق الأدنى .( 51 ) يذهب بعض الباحثين إلى أن الزرادشتية هي المجوسية ، وقيل بل المجوسية أسبق من الزرادشتية ، وإنما زرادشت أظهر المجوسية وحددها في القرن الثالث الميلادي . قال النبي صلى الله عليه وسلم "سنوا بالمجوس سنة أهل الكتاب" أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 2/435 ومالك في الموطأ 1/278 ومن طريقه الشافعي في مسنده 1/209 ومن طريق الشافعي البيهقي في السنن الكبرى ، وكذلك رواه الطبراني في المعجم الكبير 19/437 قال في مجمع الزوائد 6/13 : رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم ، وقال في تلخيص الحبير : ورواه (يعني الحديث) ابن أبي عاصم في كتاب النكاح بسند حسن . أنظر الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة 2/1149 . ( 52 ) من كتاب " محمد في الأسفار العالمية " للأستاذ عبدالحق.( 53 ) الإصحاح : 21 الفقرة : 6.( 54 ) في مزمور : 72 الفقرة :10 .( 55 ) مزمور :72 الفقرة :15.( 56 ) مزمور :45 الفقرة :3 .( 57 ) الفقرة : 5 من المزمور السابق .( 58 ) الإصحاح : 21 الفقرات : 41-44 .( 59 ) هو عيسى عليه السلام .( 60 ) أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ خاتم النبيين ، ومسلم ك/ الفضائل ب/ ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وابن حبان في صحيحه 14/315 .( 61 ) الإصحاح 21 الفقرة 13-17 .( 62 ) ددان : بلد أقرب من تيماء إلى المدينة النبوية المنورة .( 63 ) كان ذلك منذ اثني عشر قرناً قبل الميلاد .( 64 ) الروض المعطار في خبر الأقطار ، معجم جغرافي ، محمد بن عبدالمنعم الحميري ، مكتبة لبنان ، 1984م ص 146-147. وجاء مثل ذلك في : وفاء الوفاء بأخبار المصطفى ، للسمهودي ، دار احياء التراث العربي بيروت ج1 ص 159. ( 65 ) سبق البيان أن قيدار أحد أبناء إسماعيل الذي سكن برية فاران (مكة) .( 66 ) عاش في النصف الأخيرمن القرن الثامن قبل الميلاد.كماورد في Good News Bibleص665( 67 ) المزمور 45 الفقرة 3 .( 68 ) الإصحاح 42 الفقرة 1.( 69 ) السخب ويقال فيه الصخب هو رفع الصوت بالخصام .( 70 ) أخرجه البخاري ك/ البيوع ب/ كراهية السخب في الأسواق ، والبيهقي في السنن الكبرى 7/45 وأحمد في المسند 2/678 .( 71 ) الإصحاح 3 الفقرة 9-10 .( 72 ) الإصحاح 4 الفقرة 20-21 .( 73 ) هي القدس .( 74 ) هو عيسى عليه السلام .( 75 ) الإصحاح 16 الفقرة 12-13 .( 76 ) الجزء 3 - فصل 3 ، وهو من كتب الهندوس كما سبق ذلك .( 77 ) ينادون للدعاء : أي ينادون للصلاة لأن الصلاة دعاء. ( 78 ) الدرباء نبات يخرج به الهنود الدم من جسم الإنسان ويعدون هذا العمل تطهيراً من الخطايا. ( 79 )" مسلي" أي يسمون بالمسلمين، دخل عليها شئ من التحريف.( 80 ) وهي الأماكن المقدسة للزرادشتيين ومن جاورهم.( 81 )"محمد في الأسفار العالمية"ص 47

القلب الحزين 15-12-2007 03:40 PM

ظاهرة طبيَّة تحيّر علماء أمريكا


http://www.55a.net/firas/ar_photo/11...813n_brain.jpg
طالما حاول المشككون انتقاد القرآن الكريم وطالما حاولوا أن يثبتوا لأتباعهم أن القرآن متناقض علمياً، و"يعجّ" بالخرافات والأساطير البعيدة عن المنطق العلمي، ويسوقون الأمثلة لتأييد وجهة نظرهم الواهية، ومن هذه الأمثلة قصة أصحاب الكهف.
يقولون من على مواقعهم التشكيكية كيف يمكن أن ينام أناس لسنوات طويلة وعيونهم مفتوحة، ثم يستيقظوا؟ ويقولون إن هذا يخالف قوانين الطب إذ لا يمكن تحقيق هذه الظاهرة أي ظاهرة النوم الطويل مع بقاء العيون مفتوحة لا يمكن تحقيقها طبياً.
وسبحان الله العظيم! كلما قرأتُ انتقاداً للقرآن وجدتُ في اكتشافات العلماء ما يؤكد صدق القرآن ويدحض حجة المعارضين للقرآن. لأن الله تعالى هو القائل في كتابه المجيد: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141].
لقد اكتشف العلماء ظاهرة حديثة نسبياً في عام 1940 من قبل Ernst Kretschmer ثم جاء العالم الإسباني Bryan Jennett والعالم الأمريكي Fred Plum ليصفا هذه الظاهرة بدقة ويطلقا عليها مصطلح vegetative state أي حالة الخمول، وفي هذه الحالة يدخل المريض في حالة سُبات ونوم ولكن عيناه مفتوحتان، ويمكن أن يبتسم أحياناً ويحسّ قليلاًُ ما يجري حوله، ويمكن أن يبتلع ريقه وهو في حالة وعي جزئي، ويبدو وكأنه مستيقظ ولكنه في الحقيقة خامل. وتحدث مثل هذه الحالة نتيجة إصابة أو مرض ما.
تدل الدراسة بواسطة جهاز fMRIالتصوير بواسطة الرنين المغنطيسي الوظيفي، على أن الدماغ يكون في حالة نشاط أثناء الغيبوبة أو الخمول الذي يمر به المصاب ويبقى لسنوات نائماً، ومن هنا يحتار العلماء: مَن الذي يحرك هذا الدماغ، ومَن الذي يلهم هذا المصاب أن يبقى على قيد الحياة على الرغم من أنه غائب تماماً عن الحياة؟ ومن الذي يجعل هذا المصاب يستيقظ فجأة فيتحدث وكأن شيئاً لم يكن؟
وقد ظنَّ العلماء في البداية أن هذه الظاهرة هي عبارة عن نوم عميق ولكن تبين أنها غير النوم بل هي ظاهرة فريدة من نوعها، وهي محيرة للعلماء لم يجدوا لها تفسيراً، ونود أن نشير إلى أن المريض في هذه الحالة بحاجة إلى المغذيات التي يتم حقنها بوسائل خاصة.
ويقول العلماء إن الدماغ يطلق إشارات تدل على تفاعله مع محيطه، ويستطيع المصاب أن يتحرك ويستجيب للمؤثرات الخارجية، ولكنه في حالة لا شعورية. وإذا ما نظرت إلى هذا المصاب بحالة الخمول فإنه يبدو لك مستيقظاً، فعندما تحدثه يستجيب دماغه للتعليمات، ولكنه خامل وراقد وفي حالة لا شعورية.
أصحاب الكهف
يحدثنا رب العزة تبارك وتعالى عن فتية آمنوا بربهم وهربوا من الملك الظالم ليفوزوا بدينهم وآخرتهم ولجأوا إلى كهف فأكرمهم الله بمعجزة عظيمة وليكونوا آية لقومهم في ذلك الزمن، يقول تعالى: (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا) [الكهف: 10-12].
ولو تأملنا هذه القصة وجدناها تطابق الظواهر الطبية العلمية، في طريقة نوم أصحاب الكهف وطريقة تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال. ويقول العلماء الذين أجروا مسحاً لدماغ مثل هؤلاء المصابين بحالة النوم الطويل أو (الخمول) أن نتائج المسح أظهرت أن الدماغ لديهم يشبه تماماً الدماغ الطبيعي السليم في نشاطه. إن هؤلاء المرضى يبدون طبيعيين جداً ويحسبهم الإنسان في حالة صحيحة ويقظة.
وهنا نتذكر قول الله تعالى عندما وصف أصحاب الكهف: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ) [الكهف: 18]. ويصف تقلبهم وهذه ردود أفعال يستجيب لها الراقد بشكل طبيعي، يقول تعالى: (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) [الكهف: 18].
من هنا نستنتج أن القرآن منطقي جداً في وصفه لهذه القصة، ولكن المعجزة هنا تكمن في رقود هؤلاء الفتية لفترة طويلة جداً تبلغ 309 سنوات، بدون طعام أو شراب. وهذه معجزة إلهية ينبغي علينا كمؤمنين أن نستيقن بها، ولكن موضوع النوم لسنوات طويلة فهذه حالة طبية عادية جداً.
العلماء يحتارون
منذ أيام من تاريخ كتابة هذه المقالة كانت مصابة أمريكية بحالة الخمول vegetative state بقيت لمدة ست سنوات في هذه الحالة، وفجأة استيقظت وتحدثت مع أهلها وكأن شيئاً لم يكن، وبقيت مستيقظة ثلاثة أيام تكلم من حولها ثم عادت إلى حالتها الأولى! ويقول الأطباء إنها استيقظت أربع مرات خلال فترة سُباتها، وأن أكثر ما يحير في هذه الظاهرة أنها ليس نوماً وليست غيبوبة، وهذا ما يزيد من حيرتهم. والعجيب أخي القارئ أن الله تعالى سمَّى ظاهرة شبيهة حدثت مع أصحاب الكهف بالرقاد فقال: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ).
كما أن الأطباء يعتبرون أن عودتها للحياة تمثل معجزة!! وقد حيَّرت هذه الظاهرة علماء أمريكا لأنهم لم يجدوا لها تفسيراً، ويعتبرون هذه الحالات شبه معجزة، والسؤال: إذا كان علماء الغرب يرون بأعينهم أناساً ينامون سنوات طويلة فلماذا لا يقتنعون بصدق كتاب الله تعالى عندما يحدثهم عن أصحاب الكهف؟
والسؤال الثاني: كيف استطاع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لو لم يكن رسولاً من عند الله أن يصِف لنا بدقة حالة هؤلاء النائمين ويقول: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ)؟ إنه كلام الله تعالى أودع فيه من البراهين ما يثبت صدقه (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) [النساء: 87].
مراجع
1- Major Brain Activity Found in Vegetative Patient, www.foxnews.com, September 08, 2006.
2- Coma and Persistent Vegetative State, www.healthlink.mcw.edu.
3- http://arabic.cnn.com/2007/scitech/3...lly/index.html
ــــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

القلب الحزين 15-12-2007 03:42 PM

وباركنا عليه وعلى إسحاق


http://www.55a.net/firas/ar_photo/1173307019556611.jpgالدكتور منصور العبادي
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
لقد كانت التهمة الأولى التي وجهها كفار العرب لمحمد صلى الله عليه وسلم عندما نزل عليه القرآن الكريم هي أن هذا القرآن من تأليفه وليس من عند الله كما جاء ذلك في قوله سبحانه وتعالى "أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين" الطور 33-34. ولكي يثبت الله لهم أن القرآن ليس من قول محمد صلى الله عليه وسلم فقد تحدى الإنس والجن بأن يأتوا بمثل هذا القرآن أو حتى بسورة من مثل سوره وقد أكد سبحانه وتعالى مسبقا على أنهم لن يستطيعوا فعل ذلك فقال عز من قائل "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين" البقرة 23-24 والقائل سبحانه "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" الإسراء 88. إن في القرآن الكريم من الدلائل ما يثبت أنه ليس من تأليف البشر بل هو من تأليف من أحاط علمه بكل شيء وكلما تدبر البشر آيات القرآن الكريم ودرسوها دراسة مستفيضة كلما تأكدت لهم هذه الحقيقة وصدق الله العظيم القائل "أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" النساء 82.
ولقد قام العلماء والباحثين بدراسة كثير من أوجه إعجاز القرآن الكريم كالإعجاز اللغويوالبيانيوالتشريعي والغيبي والعلمي والعددي وإلى غير ذلك من أوجه الإعجاز والتي أثبتوا من خلالها أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من تأليف البشر.
ولكن هنالك وجها من وجوه الإعجاز لم يعطه العلماء الإهتمام الكافي وهو الذي يتعلق بموضوعية وتجرد القرآن الكريم عند طرحه لمختلف أنواع القضايا المتعلقة بالمسلمين وأهل الكتاب.
والمقصود بموضوعية القرآن أو تجرده هو أن القرآن الكريم يورد الحقائق دون التحيز للنبي الذي أنزل عليه هذا القرآن أو للعرب الذين أرسل إليهم هذا النبي العربي.
فالبشر مهما بلغت درجة موضوعيتهم لا بد أن يبدر منهم عند طرحهم للقضايا المختلفة ما يشير لتحيزهم لأنفسهم أو لأهليهم أو لأقوامهم.
وهذا الأمر ينطبق على جميع البشر بما فيهم الأنبياء والرسل إذا ما تركوا لبشريتهم فها هو سيدنا نوح عليه السلام يطلب من الله أن ينجي إبنه من الغرق رغم علمه بكفره فقال عز من قائل "ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين" هود 45. وهاهو سيدنا إبراهيم عليه السلام يطلب من الله أن يجعل من ذريته أئمة للناس كما جعله إماما للناس فقال عز من قائل "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين" البقرة 124.
وهاهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك أصحابه يطلبون المغفرة من الله لأقربائهم الذين ماتوا على الشرك فنهاهم الله عن ذلك في قوله سبحانه "ما كان للنبي والذين ءامنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم" التوبة 113. وقد أورد القرآن كثيرا من القضايا التي كان القرار فيها على عكس ما يتمنى أتباع الدين الجديد من العرب كما حدث مع اختيار بيت المقدس لتكون القبلة الأولى التي يتجه إليها المسلمون في صلاتهم مصداقاً لقوله "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه" البقرة 143. لقد جاء هذا الدين الجديد ليغرس في قلوب المؤمنين بالله مبدأ التوحيد الخالص لله رب العالمين بحيث لا يبقى فيها مكانة للمخلوقات مهما عظم شأنها بجانب مكانة الخالق سبحانه وتعالى. فالمؤمن الذي يعرف الله حق معرفته تتلاشى هيبة المخلوقات في قلبه أمام هيبة الخالق ولا يعظم هذه المخلوقات إلا بالقدر الذي أمره الله به.
ورضي الله عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي قال عند تقبيله الحجر الأسود "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك". ولم تكن مسألة القبلة هي الإختبار الوحيد الذي استخدمه الله سبحانه وتعالى لتمحيص إيمان المؤمنين بل ورد في القرآن الكريم كثير من القضايا التي دل رضى المؤمنين بها على الإيمان الخالص بالله سبحانه وتعالى على الرغم من أنها كانت على عكس ما يتمنون.
ومن هذه المسائل تلك المتعلقة بابني سيدنا إبراهيم عليه السلام وهما إسماعيل وإسحاق عليهما السلام. فلو كان هذا القرآن من تأليف محمد عليه الصلاة والسلام لوجدنا فيه ما يظهر التحيز لجد العرب سيدنا إسماعيل عليه السلام فالبشر مهما بلغت درجة موضوعيتهم لا بد وأن ينحازوا لما يحبون.
إن إسماعيل عليه السلام هو جد العرب المستعربة فقد تزوج عليه السلام بإمرأة من قبيلة جرهم وهي من العرب العاربة وذلك بعد أن أسكنه أبوه إبراهيم عليه السلام مع أمه في مكة المكرمة بأمر من الله سبحانه وتعالى. وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي الوحيد الذي ظهر من ذرية إسماعيل عليه السلام وذلك بعد مرور ما يزيد عن ألفين وخمسمائة عام من عهد سيدنا إسماعيل عليه السلام. أما إسحاق عليه السلام فهو جد اليهود وقد بقي مع أبيه في فلسطين وبعد موته خرج إبنه يعقوب عليه السلام مع أبنائه إلى مصر بعد أن أصبح يوسف بن يعقوب عليهما السلام أمينا على خزائن مصر. وعلى العكس من سيدنا إسماعيل عليه السلام فقد ظهر من ذرية إسحاق عليه السلام عدد كبير من الأنبياء والرسل يعدون بالآلاف كان أولهم يعقوب (إسرائيل) عليه السلام وآخرهم عيسى عليه السلام. وبما أن إسماعيل عليه السلام هو جد العرب وجد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان من المتوقع أن يكون ذكره ومكانته في القرآن أكثر من ذكر ومكانة أخيه إسحاق عليه السلام. ولكننا نجد الأمر على العكس من ذلك فقد ورد ذكر إسحاق عليه السلام في القرآن أكثر من ذكر أخيه حيث تكرر اسم إسماعيل عليه السلام إثنتا عشرة مرة بينما تكرر اسم إسحاق سبعة عشر مرة. ويوجد في القرآن الكريم عدة آيات تتعلق بإسماعيل وإسحاق عليهما السلام تؤكد على أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من تأليف البشر وتؤكد كذلك على أن القرآن لم يتعرض للتحريف أبدا ولو حدث هذا لكانت هذه الآيات أول ما تعرض للتحريف.
ومن هذه الآيات القرآنية قوله سبحانه وتعالى "فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا" مريم 49. ومن المعروف أن إبراهيم عليه السلام اعتزل قومه في العراق وهاجر إلى فلسطين ولم يكن له ولد في ذلك الوقت وقد رزق بإسماعيل عليه السلام من هاجر المصرية وكان عمره ست وثمانين سنة ومن ثم رزق بإسحاق عليه السلام من سارة وعمره مائة سنة وذلك مصداقا لقوله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام "الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحق إن ربي لسميع الدعاء" إبراهيم 39. لقد كان من المؤكد لو أن هذا القرآن من قول البشر أن تكون الآية على النحو التالي (فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسماعيل وإسحق وكلا جعلنا نبيا) ولن تجد من يعترض عليها فهذه حقيقة يعترف بها أهل الكتاب من اليهود والنصارى مع التنويه على أن يعقوب هو حفيد إبراهيم عليهما السلام.
ولقد تكرر هذا الأمر في آية أخرى وهي قوله تعالى "ووهبنا له إسحق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وءاتيناه أجره في الدنيا وإنه في الأخرة لمن الصالحين" العنكبوت 27. أما الآية الثانية التي تؤكد أن هذا القرآن منزل من لدن عليم خبير لا ينحاز لإحد من خلقه فهي قوله تعالى "واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار" ص 45-48. ومرة أخرى لو أن هذا القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم لوضع اسم جده الأكبر إسماعيل عليه السلام بعد اسم أبيه إبراهيم عليه السلام مباشرة في هذه الآية الكريمة ولطاله ما طال أبيه وأخيه وابن أخيه عليهم السلام من الثناء العظيم وخاصة أن اسم إسماعيل قد جاء ذكر اسمه بعد اسم أبيه في آيات أخرى حيث أنه بكر أبيه كما في قوله تعالى "وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب" النساء 163.
أما الآية القرآنية التي تظهر بشكل واضح موضوعية هذا القرآن فهي قوله تعالى "وباركنا عليه وعلى إسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين" الصافات 113.
إن مباركة الله للأشخاص والأشياء هو شرف عظيم لها يدل على سمو مكانتها عند الله. فقد بارك الله بعض الأماكن كمباركته لبيته الحرام في مكة المكرمة في قوله سبحانه "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين" آل عمران 96 وكمباركته للأرض التي حول المسجد الأقصى في خمس آيات منها قوله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" الإسراء 1. وبارك الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم في ثلاث آيات منها قوله سبحانه "وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون" الأنعام 155. وبارك سبحانه شجرة الزيتون في قوله تعالى "يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية" النور 35 وبارك سبحانه الماء النازل من السماء في قوله تعالى "ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد" ق 9 وبارك سبحانه ليلة القدر في قوله سبحانه "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين" الدخان 3. أما من الأشخاص فقد بارك سبحانه وتعالى على نوح عليه السلام وممن معه من المؤمنين في قوله تعالى "قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك" هود 48 وبارك على إبراهيم عليه السلام وعلى أهل بيته في قوله تعالى "رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد" هود 73 وبارك على عيسى عليه السلام في قوله سبحانه "قال إني عبد الله ءاتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا" مريم 30-31. وقد أمر الله المسلمين أن يدعوه في صلاتهم في التشهد الأخير بأن يبارك على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بقولهم "وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد". ولو كان هذا القرآن من تأليف محمد عليه الصلاة والسلام لأضاف ولو آية واحدة في القرآن تباركه وآله مع التأكيد على أن عدم ذكر مباركة الله لبقية الأنبياء والرسل في القرآن لا يعني أنهم غير مباركين.
ونعود الآن لتدبر قوله سبحانه وتعالى "وباركنا عليه وعلى إسحق" والتي تشير إلى أن الله قد بارك على إبراهيم وعلى إبنه إسحاق عليهما السلام حيث أن الضمير في كلمة "عليه" تعود على إبراهيم عليه السلام كما هو واضح من الآيات التي سبقت هذه الآية. ومما يؤكد على ما ذهبنا إليه من أن البشر قد ينحازوا لما فيه هواهم أن بعض مفسري القرآن قالوا أن الضمير في الآية يعود على إسماعيل وليس على إبراهيم عليهما السلام رغم أن جميع الآيات التي سبقت هذه الآية تتكلم عن إبراهيم عليه السلام ولم يرد اسم إسماعيل عليه السلام في هذه الآيات أبدا. ولو كان هذا القرآن عرضة للتحريف لكان من السهل استبدال اسم إسحاق باسم إسماعيل عليهما السلام مع وجود الدافع على ذلك ولكن هيهات هيهات فقد تكفل الله بحفظ هذا القرآن من التحريف مصداقا لقوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" الحجر 9 وقوله تعالى "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" فصلت 42. لقد ورد ذكر مباركة إبراهيم عليه السلام في التوراة بعد أن قام الله سبحانه باختبار إيمانه عليه السلام من خلال أمر الله له بذبح إبنه الوحيد آنذاك إسماعيل عليه السلام حيث جاء ما نصه: (وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».) سفرالتكوين 22: 16-18.أما مباركة إسحاق عليه السلام فقد وردت في التوراة في عدة نصوص منها: (وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ، تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي) سفرالتكوين 26: 2-6. وبغض النظر عن صحة محتوى نصوص التوراة التي أوردناها والتي هي من أكثر نصوص التوراة عرضة للتحريف فإن فيها ما يشير للمباركة التي جاء ذكرها في الآية القرآنية.
ومما يلفت النظر أن القرآن الكريم لم يذكر مباركة الله لإسماعيل عليه السلام رغم أن التوراة قد أتت على ذكر هذه المباركة كما جاء نصه: (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!» فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً.) سفر التكوين 17: 18-21. وفي عدم ذكر مباركة إسماعيل عليه السلام في القرآن رغم ذكرها في التوراة حجة مفحمةللذين يقولون أن هذا القرآن أخذ معلوماته من التوراة والإنحيل فلو كان الأمر كذلك لكانت مباركة إسماعيل أول ما أخذه القرآن. ولكن الله أراد أن يربي أتباع محمد صلى الله عليه وسلم على الإيمان الخالص بالله رب العالمين والذي لا مكان فيه للعصبية للأماكن والأشخاص فحب المؤمنين للأشخاص هو بقدر حب هؤلاء الأشخاص لله ولنا في سيدنا إبراهيم عليه السلام أسوة حسنة كما قال سبحانه وتعالى "لقد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده" الممتحنة 4. ورغم العداوة الشديدة التي أبداها اليهود لمحمد عليه الصلاة والسلام وأتباعه فقد خلت قلوب المؤمنين من ذرية إسماعيل عليه السلام من أي حسد لذرية إسحاق عليه السلام لما أنعم الله عليهم من كثرة الأنبياء الذين بعثوا فيهم مصداقا لقوله تعالى "وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وءاتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين" المائدة 20. وفي المقابل نجد أن اليهود قد حسدوا بني إسماعيل عليه السلام على نبي واحد فقط بعثه الله فيهم بعد مرور ما يزيد عن ألفين وخمسمائة عام على دعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام التي جاءت في قوله تعالى "ربنا وأبعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم ءاياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم" البقرة 129.
لقد بلغ الحسد باليهود أن تمنوا أن يعود العرب عن عبادة الله الواحد الأحد الذي يؤمن به هؤلاء اليهود إلى عبادة الأصنام فقال عز من قائل "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير" البقرة 109 والقائل سبحانه "ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين" البقرة 89. ولقد بلغ الحسد مبلغه من اليهود حتى قالوا عن كفار قريش الذين يعبدون الأصنام ويعملون مختلف أنواع الفواحش والمنكرات أنهم أهدى من المسلمين الذين يعبدون إلها واحدا ويسارعون في عمل الطاعات والخيرات وذلك في قوله تعالى"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين ءامنوا سبيلا" النساء 51. وختاما أتمنى على الأخوة المشتغلين في مجال الإعجاز القرآني أن يهتموا ويبحثوا في هذا النوع من أنواع الإعجاز والذي يتعلق بموضوعية القرآن الكريم عند طرحه لمختلف القضايا.


المراجع
1- .القرآن الكريم
2- التوراة
3- تفسير القرطبي

القلب الحزين 15-12-2007 03:43 PM

ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون

الدكتور منصور العبادي
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
كنت أقرأ في أحد الكتب القيمة للأستاذ هارون يحيى وهو كتاب "الأمم البائدة" وعندما قرأت هذه الفقرة في حديثه عن قوم لوط "تبدو آثار قوم لوط واضحة عندما تبحر في قارب عبر بحيرة لوط إلى أقصى نقطة جنوبا وعندما تكون الشمس مرسلة أشعتها باتجاه اليمين سترى شيئا مذهلا على بعد معين من الشاطيء وتحت ماء البحر الصافي تظهر حدود الغابات التي حفظتها ملوحة البحر الميت بشكل واضح أغصان قديمة جدا وجذور ضاربة في القدم تحت المياه الخضراء المتلألئة" دفعني الفضول لمشاهدة البحر الميت من خلال برنامج جوجل إيرث"Google earth" ولقد أصايتني الدهشة عندما دققت النظر في مياه الطرف الجنوبي من البحر الميت الحالي فوجدت أن هنالك منطقة محددة بشكل واضح يميل لون المياه فيها إلى السواد. فهل يمكن أن تكون هذه المنطقة هي بعض معالم القرى التي خسف الله بها الأرض ومن ثم غمرتها مياه البحر الميت؟ وقد يظن البعض أن إختلاف لون المياه قد يعود إلى اختلاف وقت تصوير المنطقتين فالأقمار الصناعية تأخذ صور التضاريس الأرضية أثناء دورانها حول الأرض في أوقات مختلفة وعلى شكل لقطات متتالية ثم يتم تركيب هذه الصور مع بعضها البعض كما هو واضح في صور الجوجل إيرث. ولكن الذي يدقق النظر في الحد الفاصل بين المياه الزرقاء الشمالية والمياه السوداء الجنوبية يجد تعرجات كثيرة فيه تبين تضاريس المنطقة المغمورة تحت الماء.
والملفت للنظر أن بعض التضاريس قد ظهرت في الصورة السفلى ولكن امتدادها لم يظهر في الصورة العليا وتبدو وكأنها مقصوصة وهذا يؤكد على أن اختيار وقت التصوير مهم جدا في إظهار التضاريس الأرضية تحت ماء البحر الميت. وأرجو من الأخوة القراء التأكد من ذلك بأنفسهم من خلال برنامج جوجل إيرث وكذلك أتمنى على الأخوة المختصين في مجال تحليل الصور الجوية تفسير هذه الظاهرة.
لقد لفت القرآن الكريم أنظار الناس إلى وجود علامات واضحة تدل على الدمار الذي حل بالقرية أو القرى التي كان يسكنها قوم لوط بعد أن عاقبهم الله على الأعمال الشاذة التي كانوا يمارسونها.فقد حذر لوط عليه السلام قومه من عاقبة تمردهم على الله وإتيانهم مختلف أنواع الفواحش والمنكرات كما جاء ذلك في قوله تعالى "ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين" العنكبوت 28-29. وعندما أراد الله أن يعاقب هؤلاء القوم المجرمين أرسل ملكين على صورة رجلين إلى لوط عليه السلام ليخبراه أن يخرج من القرية مع أهله قبل أن يحل عليها عذاب الله في الصباح الباكر فقال عز من قائل "فلما جاء ءال لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق وإنا لصادقون فأسر بأهلك بقطع من الليل وأتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين" الحجر 61-66. لقد مر هاذان الملكان على إبراهيم عليه السلام قبل أن يذهبا إلى لوط عليه السلام حيث كان يسكن في مدينة الخليل التي تقع إلى الغرب من قرى قوم لوط وعلى بعد ما يقرب من ثلاثين كيلومترا ويمكن مشاهدة جنوب البحر الميت من فوق جبالها. لقد أخبر الملكان سيدنا إبراهيم أن الله سيوقع العذاب بقوم لوط وذلك لكي لا يتفاجأ بوقوع الكارثة على القرى التي يعيش فيها إبن أخيه لوط عليه السلام وأهله. وقد ألح إبراهيم عليه السلام في الطلب من الله أن لا يوقع العذاب بهذه القرى معتقدا أنه قد يكون فيها عددا كافيا من المؤمنين ما يدفع بهم العذاب عن بقية القوم مصداقا لقوله تعالى "فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم ءاتيهم عذاب غير مردود" هود 74-76. ولقد طمأن الملكان إبراهيم عليه السلام أن الله سينجي لوط وأهله من هذا العذاب فقال عز من قائل "ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين" العنكبوت 31-32.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/3/satellite2_2.jpgقامت الأقمار الصناعة الأمريكية بتصوير قاع البحر فكشفت الصور ست نقاط على شكل مستطيل هي عبارة عن قرى مغمورة تحت البحر الميت يعتقد أنها قرى نبي الله لوط عليه السلام

http://www.55a.net/firas/ar_photo/3/amora.jpgكما قامت إحدى الغواصات البريطانية الصغيرة بمسح قاع البحر الميت فكشفت وجود عدة بروزات كبيرة مغمورة بطبقة سميكة من الملح يعتقد أنها قرى نبي الله لوط عليه السلام

http://www.55a.net/firas/ar_photo/3/tree.jpgبقايا من الأشجار القديمة عليها ترسبات ملحية تمتد في إحدى أطراف البحر الميت الضحلة
لقد حدد الله نوع العقاب الذي حل بهؤلاء القوم المجرمين في قوله تعالى "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد" هود 82-83 وفي قوله تعالى "فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل إن في ذلك لآيات للمتوسمين وإنها لبسبيل مقيم" الحجر 73-76. كانت قرى قوم لوط تقع على تلال تحاذي الشاطيء الجنوبي للبحر الميت وهي تقع فوق بؤرة الصدع القاري الذي كون غور الأردن وكذلك البحر الأحمر وهو صدع شهد كثيرا من الأنشطة البركانية كما هو مشاهد من الحجارة البازلتية في الجبال المحيطة به.
وينخفض سطح البحر الميت عن سطح البحر بحوالي أربعمائة متر ولولا سلسلة جبلية قصيرة تقع شمال حليج العقبة لكان غور الأردن جزءا من البحر الأحمر. لقد عاقب الله قوم لوط بعقاب شديد لم يعاقب قوما آخرين بمثله فقد خسف الله الأرض بهذه القرى فبعد أن كانت مرتفعة عن مستوى مياه البحر الميت أصبحت أسفل منه "فجعلنا عاليها سافلها". ومع هبوط أرض هذه القرى تفجرت البراكين من الشقوق المحيطة بمكان الخسف فقذفتهم بالحمم البركانية من كل مكان "وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود" ثم فاضت عليهم مياه البحر الميت لتملأ هذه الأرض المخسوفة لتصبح جزءا منه. لقد كان مشهد العذاب مرعبا جدا بحيث أن الله أمر لوط عليه السلام وأهله أن لا يلتفت أحد منهم فيرى هذا المشهد المرعب فقال عز من قائل "فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم" هود 81. وسيتضح لنا لماذا أمر الله لوط عليه السلام وأهله أن لا يلتفتوا إلى الوراء فقد خرجت امرأة لوط عليه السلام معهم رغم كفرها إلا أنها التفتت إلى الوراء عندما سمعت دوي الانفجارات البركانية (الصيحة) فتسمرت في مكانها فأصابها ما أصاب القوم من العذاب حيث قذفها الله بإحدى الحمم البركانية. ويقال والله أعلم أن النصب الصخري الذي يقف منتصبا على السفح الشرقي للبحر الميت هو القذيفة البركانية التي غلفت امرآة لوط عليه السلام. ولقد نجا الله لوط عليه السلام وابنتيه من هذا العذاب الأليم وكان من لطف الله بهاتين البنتين أن الله أمر أبيهما عليه السلام أن يمشي خلفهما ليمنعهما من الإلتفات إلى الوراء عند سماع صوت الإنفجارات المدوية والذي قد يحدث بطريقة لاإرادية "وأتبع أدبارهم".
http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/...d_Gomorrah.jpg
لوحة تخيلية تبين كيفية دمار قرى سدوم وعمورة

http://www.55a.net/firas/ar_photo/7/deadsea.jpg
صورة بالأقمار الصناعية للبحر الميت
لقد أكد القرآن الكريم على أن الله قد ترك في تلك المنطقة ما يدل على هذا الدمار الذي حل بتلك القرى العاصية رغم أن هذه القرى قد اختفت تماما تحت مياه البحر الميت فقال عز من قائل "ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون" العنكبوت 35 والقائل سيحانه"وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم" الذاريات 37.ومن الواضح من هاتين الآيتين أن هناك علامات بارزة قد تركها الله لتدل على وجود هذه القرى المخسوفة تحت مياه البحر الميت وذلك تذكرة لقوم يعقلون وللذين يخافون العذاب الأليم. ففي الآية الأولى يخبرنا الله سبحانه أنه ترك من تلك القرى بعض الآثار التي تدل على حدوث هذا الخسف وقد أكد الله سبحانه وتعالى أن هذه العلامة بينة أي واضحة لمن يبحث عنها. أما الآية الثانية فيخبرنا سبحانه فيها أنه قد ترك في منطقة تلك القرى علامة أخرى تذكر الناس بمصير هؤلاء القوم المجرمين ونلاحظ أن الله قال في الآية الأولى تركنا منها بينما قال في الثانية تركنا فيها. وعلى المتوسمين الذين قال الله فيهم عند ذكر هذه قصة قوم لوط"إن في ذلك لآيات للمتوسمين وإنها لبسبيل مقيم" الحجر 76 أن يبحثوا عن هذه العلامات التي تركها الله لقرى قوم لوط. إن هذه العلامات لا بد وأن تكون واضحة لمن يمر بتلك المنطقة ويمعن النظر إليها فقد نبه الله كفار قريش إلى مصير تلك القرى من خلال تذكير من كان منهم يذهب مع القوافل إلى بيت المقدس بما شاهدوه عند المرور بجانب الشاطيء الجنوبي للبحر الميت فقال عز من قائل "ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا" الفرقان 40. وعندما يقول الله سبحانه وتعالى أن تجار قريش كانوا قد مروا على قرى قوم لوط فلا يعني أن هذه القرى كانت قائمة وشاهدة للعيان بل كانت غارقة في مياه البحر الميت ولكنهم مروا على مواقع تلك القرى. وقد يكون في الاستفهام الوارد في قوله تعالى "أفلم يكونوا يرونها" تأكيد على أن هذه القرى لم تكن ظاهرة للعيان فلو كانت كذلك لرأوها جميعا طالما أنهم مروا بها ومن المحتمل أن تكون رؤية تلك القرى تحت سطح الماء قبل أربعة عشر قرنا أيسر منه اليوم. وقد يكون في قول الله سبحانه وتعالى "وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون" الصافات 137-138 إشارة لطيفة إلى أن النظر إلى مياه البحر الميت من الحهة الجنوبية عند وقت الصباح قد تظهر بعض معالم هذه القرى الغارقة في الماء بسبب سقوط أشعة الشمس بشكل مائل عليها وكذلك فإنه من المحتمل أن النظر إلى هذه المياه في الليل تحت ضوء القمر قد يظهر بعض هذه المعالم. ولقد قامت بعثات أجنبية كثيرة بالبحث والتنقيب عن قرى قوم لوط لإثبات صحة ما جاء في الكتب المقدسة وكان الأولى بنا نحن المسلمون أن نقوم بهذه المهمة التي طالما ذكرنا القرآن الكريم بوجود علامات واضحة في المنطقة تثبت للناس ما حل بهذه القرى من عذاب. وإن أقل ما يطلب من الأخوة المختصين في هذا المجال من العرب أن يقوموا بتتبع نتائج هؤلاء الباحثين الأجانب وترجمتها ونشرها في الصحف والمجلات وعلى المواقع الإلكترونية.

المراجع
1-الأمم البائدة، الاستاذ هارون يحيى، موقع هارون يحيى على الانترنت.
الكاتب: الأستاذ الدكتور منصور ابراهيم أبوشريعة العبادي
قسم الهندسة الكهربائية-جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، اربد – الأردن

القلب الحزين 15-12-2007 03:45 PM

رسالة النبي الأمي لا زالت مذكورة في التوراة


د محمد عبد الخالق شريبة
في التوراة (في النسخ الموجودة حاليا) في سفر أشعياء الإصحاح 41: 29 و 42 من 1 إلى 17 :
41 :29 ها هم كلهم باطل وأعمالهم عدم ومسبوكاتهم ريح وخواء (يتحدث الله عن قوم يصفهم ويصف أعمالهم بالباطل والضلال و ( المسبوكات ) إشارة إلى الأصنام التي يصنعوها بأيديهم )
42: 1 هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم.( يتحدث الله عن عبده ومختارة الذي سيؤيده ويؤازره حتى يخرج الحق للأمم )
42: 2 لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته.(إشارة إلى حسن أخلاقه وأنه لا يتحدث بصوت عال )
42: 3 قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة خامدة لا يطفيء إلى الأمان يخرج الحق (إشارة إلى رحمته بالضعيف وتواضعه ).
42:4 لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته (الجزائر جمع جزيرة ويقول قاموس الكتاب المقدس عنها أنها تعني الأراضي الجافة التي تطل على مياه).
42 : 5 هكذا يقول الله الرب خالق السماوات وناشرها باسط الأرض ونتائجها معطي الشعب عليها نسمة والساكنين عليها روحا .
42: 6 أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم.
42: 7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة.
42: 8 أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات ( المنحوتات هي الأصنام المنحوتة ).
42: 9 هوذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبر بها قبل أن تنبت أعلمكم بها ( يخبر الله أنه هنا يتكلم عن أشياء مستقبلية يخبرنا بها قبل أن تحدث ).
42: 10 غنوا للرب أغنية جديدة تسبيحة من أقصى الأرض أيها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر(جمع جزيرة) وسكانها.
42: 11 لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا.(البرية هي الصحراء وقيدار أحد أبناء إسماعيل ووفقا للتأريخ العربي كان يسكن مكة وينسب له قبائل مكة –راجع الرحيق المختوم باب الحكم والإمارة في بلاد العرب وباب نسب النبي – وسالع هو جبل بالمدينة ذكر في كتب السيرة ومازال موجودا حتى الآن بالمدينة .
42: 12 ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر.
42: 13 الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه.
42: 14 قد صمت منذ الدهر((في النسخة الإنجليزية: أمسكت (سلامي) منذ زمن طويل، ويقول القاموس الإنجليزي للكتاب المقدس أنها مكتوبة في النسخة العبرية (شيلاميم)، ومن المعلوم أن حروف كلمة شيلاميم أو شالوم بالعبرية هي نفس الحروف التي تشتق منها كلمة الإسلام )).
42: 15 أخرب الجبال و الآكام و أجفف كل عشبها واجعل الأنهار يبسا وأنشف الآجام.
42: 16 وأسير العمي في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها أمشيهم اجعل الظلمة أمامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الأمور افعلها ولا اتركهم.
42: 17 قد ارتدوا إلى الوراء يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتن آلهتنا.( يؤكد الله مرة أخرى أن هؤلاء العمي كانوا قبل هدايتهم من عبدة الأصنام )
من هو عبد الله ومختاره الذي يتحدث عنه النص السابق ؟!
النص السابق لا يمكن أن ينطبق إلا على النبي –صلى الله عليه وسلم-، فهو عبد الله ومختارة الذي أخرج الحق للأمم وانتظرت الجزر شريعته، ولم يكل ولم ينكسر حتى وضع الحق في الأرض وأرشد الناس إلى جميع الحق، فهو صاحب الشريعة الكاملة التي أتمها الله في عهده، ولم يقبضه إلا بعد اكتمالها( لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض )، ولذلك يقول الله تعالى في سورة المائدة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا). والنبي-صلى الله عليه وسلم-هو الذي أخرج الحق لكل الأمم فهو صاحب الرسالة العالمية لجميع أهل الأرض، ولذلك يقول الله تعالى للنبي في قرآنه (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)…ويقول أيضا (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)..
وهو الذي عصمه الله من المشركين حتى بلغ رسالته، وأدى أمانته (فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم).. ولذلك يقول الله في قرآنه مخاطبا نبيه (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ)..
والنبي-صلى الله عليه وسلم- هو الذي أخرج الناس من ظلمة الشرك وعبادة الأصنام والمنحوتات إلي عبادة الله الواحد (أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أعطيه لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات).
والنص السابق لا ينطبق على المسيح عليه السلام الذي لم يدع أنه قد أخرج كل الحق للأمم؛ بل قال قبل رحيله ( إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم لكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق )كما ورد في إنجيل يوحنا..
كما أن المسيح أخبرنا أنه لم يأت إلا لهداية بني إسرائيل كما جاء في إنجيل متى( لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة)..
وكلمة (وضعت روحي عليه) تعنى النصرة والتأييد من الله ، وهى عامة لجميع الأنبياء ، ولا يختص بها المسيح من دونهم ، ومثال ذلك ما جاء في الكتاب المقدس (وكان روح الله على عزريا بن عوديد)، وأيضا ما جاء في الكتاب المقدس في سفر العدد(يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذا وضع الله روحه عليهم).
ومن المعلوم أيضا أن دعوة المسيح لم تظهر في الديار التي سكنها قيدار وهي مكة !! ولا رفعت بها الصحراء صوتها!!… كم أنها قد ظهرت في بني إسرائيل، وهي أمة كتابية ليست من عبدة الأصنام مثل أهل مكة الذين بعث فيهم النبي-صلى الله عليه وسلم-.. بل إن المسيح قد بعث في بني إسرائيل في وقت كانوا قد تخلصوا فيه من الوثنية وعبادة الأصنام تماما..
ولو افترضنا أن النص يتحدث عن المسيح عليه السلام؛ فهو بذلك يثبت أن المسيح عليه السلام هو عبد لله، وليس ابنا له أو شريكا معه في الألوهية(هو ذا عبدي الذي أعضده).
والمفاجأة التي وجدناها في النص عند قراءته في النسخة الإنجليزية ( وما أكثر المفاجآت عند مقارنة النسخة العربية بالنسخة الإنجليزية ! ) هو أن كلمة ( الأمم ) الواردة في النص ليست ترجمة لكلمة(nations) كما هو متوقع ، ولكن الكلمة الواردة في النسخة الإنجليزية هي(gentiles) ، وتترجم بالعربية إلى الأمميين .. ويقول قاموس الكتاب المقدس عن هذا اللفظ أن اليهود يستخدمونه على الأمم الأخرى من غيرهم، فهم يعتبرون أنفسهم حملة الرسالات وشعب الله المختار، ويقول أيضا أن اليهود يستخدمونه كمصطلح لاحتقار الأمم الأخرى من غير اليهود باعتبارها أمم وثنية.. وبالطبع يرفض النصارى هذا التقسيم باعتبارهم أيضا من أهل الكتاب، وهذا هو الحق عند المسلمين وهو أن هذا اللفظ كان يستخدم لوصف الأمم من غير أهل الكتاب قبل ظهور الإسلام كما يخبرنا القرآن الكريم:
(وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ).آل عمران 20.. (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ)آل عمران: 75..
وهم الذين بعث فيهم النبي –صلى الله عليه وسلم- ( هو الذي بعث في الإنجيل)..(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ) ..الأعراف 157.. (فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)الأعراف 158..والصفات السابقة هي تقريبا نفس الصفات التي وردت في النص الذي رواه الإمام البخاري في صحيحة عن عطاء بن ياسر أنه قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرني عن صفة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في التوراة، قال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ).
ما هي التسبيحة الجديدة التي من أقصى الأرض ؟
إنها إعلان برسالة جديدة مكان خروجها هو أقصى الأرض بالنسبة للقدس وهو الجزيرة العربية، إذ أن أقصى القدس جزيرة العرب، وأقصى جزيرة العرب القدس، لذلك يقول الله تعالى في كتابه الكريم (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا).. وأقصى الأرض كما هو واضح من النص هو مكان خروج هذه الرسالة وليس مجرد مكان تصل إليه.
ما هي البرية ومدنها، وما هي الديار التي سكنها قيدار ومن هم سكان سالع؟
البرية هي الصحراء، والديار التي سكنها قيدار هي مكة، وسكان سالع هم سكان جبل سلع بالمدينة المنورة(لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال).. كما أن ذكر هذه الأماكن لا يمكن أن يكون إشارة إلى أماكن ستنتشر فيها المسيحية لأن المسيحية انتشرت في اليمن أي في جنوب الجزيرة العربية وليس في هذه الأماكن..
من هم العمي الذين ساروا في طريق لم يعرفوها، وكان الله معهم ولم يتركهم ؟
إنهم المؤمنون بالدين الجديد، ومتبعي الرسالة، الذين أبصروا في نور الإسلام، بعد أن كانوا عميا في الجاهلية التي زاغوا فيها عن التوحيد، وارتدوا فيها إلى الوراء، وعبدوا المنحوتات، وقالوا للمسبوكات أنتن آلهتنا..
وكيف ترفع البرية صوتها، وتخبر بالتسبيح في الجزائر ؟
إنما يكون ذلك برفع الآذان، والنداء (الله اكبر الله اكبر) يسمعها سكان الصحراء وما حولها…و ( الجزائر ) كما ذكرنا هي الأراضي الجافة التي تطل على مياه، ولابد أن تكون بالجزيرة العربية لأن الصوت سيصلها من أماكن عربية أيضا..
ما المقصود بقوله الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ؟
إنها عشرات الحروب التي تم خوضها لإخراج الناس من الكفر إلى الإسلام، وليس أدل على ذلك من أن صاحب الرسالة قد وصل عدد الغزوات التي خرج إليها بنفسه-صلى الله عليه وسلم- كان سبعا وعشرين غزوة في سبع سنوات فقط من أجل نشر التوحيد وإعلاء الحق في الأرض.
وماذا يكون شيلاميم الذي أمسكه الله منذ زمن طويل ؟
إنه دين التوحيد –الإسلام- الذي بعث الله به جميع الأنبياء إلى البشر، فزاغوا عنه، وأشركوا مع الله آلهة أخرى؛ فكان لابد من بعثه ونشره مرة أخرى بعد ضلال الناس عنه، وانقطاعه من على الأرض زمنا طويلا !!.. وحمل الكلمة على ( الإسلام ) هو الأظهر للنص، والأوضح للمعنى، ولا يستقيم السياق إلا به؛ فالله يقول: أمسكت الإسلام منذ زمن طويل وغاب التوحيد عن الأرض، لذلك سأخوض الحروب وأخرب الجبال والآكام من أجل إظهاره مرة أخرى، وأما حملها على (السلام) فإنه يكون مناقضا للمعنى، ومخالفا للنص؛ فكيف يقول الله إذن أمسكت السلام منذ زمن طويل لذلك سأخوض الحروب وأخرب الجبال والآكام ؟!!
من كانت عنده إجابة لهذه الأسئلة غير تلك الإجابات فليأت بها؛ مثل أن يكون هناك نبي قد أخرج الحق للأمم وانتظرت الجزر شريعته وحفظه الله وعصمه من الناس حتى وضع الحق في الأرض وقضى على عبادة الأصنام والمنحوتات وجعله الله نورا للأمميين وخرجت دعوته من الصحراء، في الديار التي سكنها قيدار وهي مكة، ورفعت بها الصحراء صوتها، وهتف بها من الجبال سكان سالع بالمدينة، بعد أن عبدوا الأصنام والمنحوتات، واشتهر بكثرة حروبه وغزواته – غير محمد صلى الله عليه وسلم !!!!!!!!!! ( كما أن النص السابق ينطبق على النبي – صلى الله عليه وسلم- ورسالته إذ أن كل الصفات منطبقة عليه تماما ولا يمكن حملها على أحد غيره، فبنفس القوة أيضا ينتفي أن يكون النص يشير للمسيح عليه السلام إذ لا يمكن بحال من الأحوال حمل الصفات الواردة في النص عليه.. وبرغم ذلك فقد ورد في الإنجيل أن النص السابق يخص المسيح عليه السلام !! ، فقد ورد في إنجيل متى 12 : 17 (لكي يتم ما بإشعياء النبي القائل هو ذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم).. ويبدو أن كاتب الإنجيل تحرج من استخدام كلمة (عبدي) التي وردت في سفر أشعياء فاستبدلها في إنجيل متى بكلمة (فتاي) !! ...... فهل يخرج علينا بعد ذلك من أهل الكتاب من ينكر تحريف الأناجيل ؟!! .. وبعد قراءة النص السابق القاطع بنبوة الرسول –صلى الله عليه وسلم-.. هل سيتدبرون القرآن ؟! .. أم ما زالت على قلوب أقفالها ؟!! )

القلب الحزين 15-12-2007 03:48 PM

النبؤات عن النبي محمد في التوراة والإنجيل


بقلم الدكتور وديع أحمد (شماس مصري سابق)
من توراة موسى عليه السلام :
* جاء في كتاب ( تثنية 18:18) أن الله سبحانه وتعالى قال للنبي موسى ( أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم، مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به)
التعليق :
*هذا الكلام بشارة بمولد نبي من أخوة بنى إسرائيل- أي من بنى إسماعيل ولو كان المقصود نبي يهودي مثل المسيح لقال ( نبي منكم).
* وهذا النبي يكون مثل النبي موسى عليه السلام في كل شيء: يتزوج وينجب ويهاجر بشعبه من أرض الكفر بعد أن يتعرضوا للأذى منهم ويحارب الكفار ويهزمهم وتنزل عليه رسالة من السماء على فترات طويلة وقد كانت أربعين سنة للنبي موسى عليه السلام وأخيراً يموت ويدفن.
* وكل هذا ينطبق على النبي محمد ولا ينطبق على المسيح عيسى كما يحاول النصارى أن يؤكدوا، لأن المسيح لم يتزوج ولم يحارب ولم يهاجر ولم يدفن، بل رفعه الله إليه.
* كذلك يكون كلام الله في فم هذا النبي أي أنه نبي أمي يحفظ رسالته بينما المسيح كان معه إنجيلا كما قال عدة مرات مشيراً إليه بقوله ( هذا الإنجيل) في ( انجيل مرقص) بالذات.
******************
من مزامير داود النبي عليه السلام:
(مزمور 45) يتكلم النبي داود عن أعظم نبي سوف يأتي وقد أعلمه الله بصفات هذا النبي بالوحي فقال: ( فاض قلبي بكلام صالح، أتكلم بانشائى للملك، أنت أبرع جمالاً من بني البشر، انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد، تقلد سيفك أيها الجبار، بجلالك اقتحم، اركب من أجل الحق والدعة فتريك يمينك مخاوف، وشعوب تحتك يسقطون، كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك، بنات الملوك بين محظياتك)
تعليق :
* قال النصارى أن كل هذا الكلام أيضا عن المسيح، بينما هو لا يوافق عقيدتهم في عبادة المسيح لقول داود النبي( الله إلهك).
* أيضا هذا الكلام عن نبي يحارب أعداءه ويهزمهم بالسيف، ولم يظهر نبي بعد داود عليه السلام يحارب أعداءه بالسيف ويهزمهم شعوباً أخرى كثيرة سوى محمد صلى الله عليه وسلم.
* وأعطى تفسيراً سريعا لكلام النبي (داود) عن النبي (محمد) عليهما الصلاة والسلام :-
1- (الملك) هو أعظم نبي وخاتم الأنبياء ومثلها ( مسحك الله أكثر من رفقائك) أكثر من الأنبياء.
2- ( انسكبت النعمة على شفتيك) يحفظ رسالته من الوحي لأنه أمي ولا ينطق إلا حقاً ويعلم الناس القرآن بالحفظ أيضاً.
3- حارب الكفار ونصره الله بالرعب مسيرة شهر ( بجلالك اقتحم) وذلك لأجل نشر الدعوة إلى دين الله (الحق).
4- وتزوج من بنات العظماء والملوك (بنات الملوك من محظياتك).
5- رسالته تنمو دائماً (بارك الله إلى الأبد).
*********************
والنبي سليمان عليه السلام قال في مزمور (72) وأختصر منه بعض الكلمات:-
" تحمل الجبال سلاماً للشعب.. يقضى لمساكين الشعب .. يسحق الظالم .. يشرق في أيامه الصديق وكثرة السلام. يملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض. أمامه تجثو أهل البرية. ملوك يقدمون هدية له. ويصلى لأجله دائماً. اليوم كله نباركه."
تعليق :
* هذا أيضاً حاولوا أن يجعلوه عن المسيح بزعم أن ( ملوك يقدمون هدية له ) تتكلم عن (المجوس) الذين قدموا هدية للمسيح بعد مولده . مع أنهم عبدة النار وليسوا ملوكاً ولكن كلام النبي سليمان- عن نبي يأتي في أرض الجبال والصحراء البرية ( ويملك ) أي يكون له نظام حكم وجيش وأمراء جيوش.
*كما أنه ( يقضى لمساكين الشعب ويسحق الظالم) بينما المسيح كان يرفض أن يحكم بين الناس وينصف الظالم ( انجيل لوقا 12/14).
* وفى أيامه أشرق ( الصديق) أبو بكر، وكانت تحيته (السلام) بينما تحية اليهود ( النعمة) وتحية النصارى ( سلام) وأمر أتباعه ( أفشوا السلام بينكم).
* كما امتد سلطانه في حياته من بحر العرب إلى البحر الأحمر، ودعوته انتشرت بعد موته بلا نهاية (إلى أقاصي الأرض)
* وصلاة أتباعه – تتكون من ركوع والسجود ( أمامه تجثو أهل البرية) وكانوا ومازالوا يتبعون تعاليمه بكل احترام وخضوع ولا يجرؤ أحد أن يدعى أنه يتكلم بسلطان مثلما يفعل بطاركة وقساوسة النصارى واليهود .
* وقدم له الملوك في حياته الهدايا – ومنهم ملك مصر الذي أهداه ابنته وجاريتين.
* وكل لحظة يقول المسلمون – والى يوم القيامة ( اللهم صلى وسلم وبارك على محمد) – مثلما يقول النبي سليمان هنا ( ويصلى لأجله دائماً. اليوم كله يباركه)
* هل يوجد أهل دين – غير الاسلام – يقولون هذا عن نبيهم ؟ لا يوجد.
*******************
( اشعياء 21/13) كتب :
" وحى من جهة بلاد العرب : في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين. هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء. فإنهم من أمام السيف قد هربوا من أمام السيف المسلول. فانه هكذا قال لي السيد الرب: في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار لأن الرب تكلم"
الشرح والتعليق :
هذه النبؤة تتكلم عن العرب فلم يجرؤ النصارى أن يجعلوها عن المسيح، ولكن أهملوها ولم يحاولوا التفكير فيها – بينما هي تتكلم عن حادث عظيم يحدث في بلاد العرب والا ما استحق أن يتنبأ عنه اشعياء – أعظم أنبياء اليهود – وصاحب الإنجيل الخامس كما يقول علماء المسيحية.
1-( وحى من جهة بلاد العرب) يأتي الوحي إلى رجل من العرب ؛ أي يظهر نبي عربي.
2- ( الددانيين) هم نسل إبراهيم عليه السلام ( تكوين 25)
يذهبون في ( قوافل ) للحج إلى ( تيماء) مكان مولد النبي الجديد، وأهلها يقابلون الحجاج العطشان بالماء. وهذه إشارة إلى انتشار الإيمان من هذه الأرض .
3- ( يفنى مجد قيدار) و( قيدار) هو ابن إسماعيل عليه السلام. وهم سكان مكة وهذا دليل انتصار هذا النبي على قومه وخضوعهم له ويصير رئيسهم.
4- ( لأن الرب تكلم) لأن رسالة هذا النبي من عند الله، وتنتشر دعوة هذا النبي وينتصر لأن هذا أمر الله.
**********************
النبي (حبقوق 3/2 ) يقول :
"يا رب قد سمعت خبرك فجزعت : الله جاء من تيمان. والقدوس من جبل فاران "
وسبب ( جزع) النبي اليهودي أنه علم أن خاتم الأنبياء سوف يأتي من نسل إسماعيل عليه السلام ( القدوس) من جبل فاران لأن ( فاران) هي أول أرض سكنها إسماعيل ( تكوين 21/21) و ( تيمان) هي أرض ابن إسماعيل ( تكوين 25/13) أو هي نسله فلما علم النبي اليهودي بأن خاتم الأنبياء وخاتم الرسالات يكونان من نسل إسماعيل عليه السلام جزع خوفا على اليهود وحزنا لأن النبي الخاتم ليس منهم
المصدر :
موقع الدكتور وديع أحمد (الشماس سابقا)

القلب الحزين 15-12-2007 03:50 PM

الكعبة في المخطوطات المكتشفة حديثا


بقلم هشام محمد طلبة
كلما تهب نسائم الحج إلي بيت الله الحرام تهفو القلوب إلي رؤية الكعبة والطواف بها والتعلق بأستارها، وتطهير النفوس من أدران همومها بذرف العبرات عند بابها؟ لَكَمْ تشتاق النفس إلي إسناد الظهر إلي اتجاه باب السلام وطول النظر إلي أجمل زوايا الكعبة، حيث تري الحِجْر والملتزم والحَجَر الأسعد، ولَكَمْ تصبو الأفئدة إلي الارتواء بل التضلع من ماء زمزم، وإلي سماع صوت المؤذن العذب يشق عنان سماء مكة ويدخل من مسامعنا لتتشبع منه جوارحنا. كم يحتاج كل منا ساعات التقشف والتأمل في مِني، والتعرض إلي رحمات الله المنزلة في عرفات، واستحضار مباهاة الله بعباده الفقراء إليه؛ المتضرعين المتوسلين أن يكشف هَمّ الأمة وهمهم. ذاهبين ملبين النداء، عائدين مكبرين حامدين علي نعمة العون علي القضاء والتطهير من الذنوب وذهاب رجس الشيطان بإذن الله.
·من آيات الله لهذا المكان كذلك أنه مذكور في كتب أهل الكتاب بوضوح. وقد تحدي القرآن بذلك في قوله تعالي: {وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم} (البقرة:441)، وقد توسطت هذه الآية فقرة طويلة عن تحويل القبلة، من أول قوله تعالي: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}. إذن الحق الذي يعلمه أهل الكتاب (في الآية 441 من سورة البقرة) هو تحويل القبلة إلي الكعبة. وقد أدرك العديد من العلماء أن هناك بالفعل في إنجيل يوحنا إشارة إلي ذلك وهي قول المسيح عيسي للمرأة السامرية أن مكان السجود لن يكون في القدس (أورشليم) أو جبل جرزيم (يوحنا 4:91 ـ 32).وقد وجد في مخطوطات البحر الميت المكتشفة في منتصف القرن العشرين كلامًا يكاد يكون مباشرًا عن الكعبة. ففي إحدي مخطوطاتها (كتاب آدم وحواء) نقرأ الآتي:
يقول آدم لابنه شيث: إن الله سوف يدل الناس الأمناء علي المكان الذي يبنون فيه بيته (بيت الله). (كتاب آدم وحواء ـ 29: 5 ـ 7) وقد علق العلامة (تشارلز) ـ صاحب الكتاب الذي حوي الترجمة الإنجليزية لهذا الكتاب علق علي هذه الفقرة قائلا [1]: عدم ذكر معبد أورشليم في الفصل 29 (المذكور فيه بيت الله) يدل علي أن هذا الكتاب كتب في مدينة غربية. واكتفاء الكتاب بقوله: المكان الذي اعتاد الصلاة فيه هو الذي تعلم المسلمون أن يبنوا عليه احترامهم للكعبة.
أي أن هذا العلامة رأي فعلاً هذا التشابه بين الكعبة في القرآن والفقرة المذكورة في كتاب آدم وحواء فادعي أن المسلمين (لابد أنه يقصد النبي عليه الصلاة والسلام) اقتبسوها.
* والحق أن هذا التشابه قائم بوضوح. يتبين ذلك في قوله تعالي: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ...} [الحج:26]. أي أن الله عز وجل بين لإبراهيم المكان الذي يبني فيه الكعبة. وهذا يكاد يتطابق مع الفقرة المذكورة في كتاب (آدم وحواء).
وتفسيرنا لكلمة {بوأنا} بأنها بيّنا أو دللنا هو ما ذهب إليه ابن كثير (أي أرشده إليه وسلمه له وأذن له في بنائه) وتبعه في ذلك أكثر المفسرين، كما يقول ابن منظور في لسان العرب: (تبوّأ فلان منزلاً إذا نظر إلي أسهل ما يري وأشده استواءً وأمكنه لمبيته فاتخذه).
* توجد إشارة أخري قوية في كتاب من كتب (السوديبيجرافا) أيضًا كتاب (اليوبيلات) "The Book Of The Jubilees"علي لسان إبراهيم الخليل (لقد بنيت هذا البيت لنفسي لأضع اسمي علي الأرض وسوف يسمي (بيت إبراهيم) (22: 24).
* آخر القرائن التي وجدناها في هذا الباب. حوار دار بين إبراهيم والنمرود. قدم فيه إبراهيم نفسه علي أنه سادن بيت الله
"The Steward Of God's House": The Legends Of The Jews.
* ولم نذهب بعيدًا إن التوراة نفسها تذكر (مكة) لكن باللفظ الذي ذكر في القرآن (بكة) ولعل القرآن اختار هذا اللفظ دون الأول حتي يتذكره أهـل الكتاب... إذ تتكلم التوراة (مزامير 84: 5، 6) عن فرحة حاج يؤدي مناسك حجه (هو في تفسيرهم داود) إلي بيت الله. وكيف أن هناك عيون ماء لسقيا الحجيج (يذكرنا ذلك ببئر زمزم في المسجد الحرام).
(طوبي لأناس أنت قوتهم. المتلهفون لاتباع طرقك المفضية إلي بيتك المقدس وإذ يعبرون في (وادي البكاء) الجاف، يجعلونه ينابيع ماء، ويغمرهم المطر الخريفي بالبركات) (مزامير 84:5، 6)
لفظ (وادي البكاء) هنا ترجمة لاسم مكان، والأسماء لا تترجم فإن العالم الشهير (أينشتاين) لا نترجمه إلي العربية فيصبح (الصخرة الواحدة) بل ندعه كما هو. لذلك الترجمات الإنجليزية لهذه الفقرة تقول The Valley Of Bacaأي (وادي بكة) وهذا أقرب إلي الأمانة العلمية في الترجمة .. لكن يبدو أن الترجمات العربية خشيت من هذا التشابه بل التطابق بين تلك الكلمة ومدينة الإسلام المقدسة. الغريب أننا لا نعرف حتي الآن في القدس (وهي المدينة التي يحج إليها أهل الكتاب) واديًا يسمي وادي البكاء أو وادي بكة. هذا ما نقرأه في المرجع التالي

P.67Young's Concordance).
(Baca : weeping valley near Jerusalem , and the valley of Rephaim whose exact locality is uncertain).
= كذلك نجد تلميحًا واضحًا عن الكعبة في كتاب مهم من كتب النصاري وهو كتاب (الراعي (هرمس) الذي [لاقي نجاحًا كبيرًا ورواجًا منقطع النظير بحيث أن إيريناوس وإقليمندس الإسكندري و (أوريجينوس) كانوا يضعونه في مستوي الكتب المقدسة. وفي أوائل القرن الرابع ذكر أوسابيوس أن (الراعي) يتلي في بعض الكنائس ويستخدم في تعليم الموعوظين أو طالبي العماد] [2].حيث يصف هرماس كيف أخذه الملاك فوق جبل وأراه سهلاً حوله اثنا عشر جبلاً. وفي وسط السهل [صخرة كبيرة بيضاء كانت تقوم مرتفعة، وكانت أعلي من الجبال ومربعة، ومن الوسع بحيث يمكنها أن تحوي العالم بأسره. كانت هذه الصخرة قديمة وبها باب محفور، ويبدو أن الباب كان حديث الحفر، وكانت تسطع أكثر من الشمس وكنت أعجب لضيائها. وكانت تقف حول الباب اثنتا عشرة عذراء ... كن يرتدين أقمصة من كتان بزنار ظريف، ويظهرن أكتافهن اليمني كما لو كن يتأهبن لرفع حمل ثقيل] [3].البناء المربع وسط الجبال له باب حوله الطوافين الذين يكشفون كتفًا واحدًا. ألا يذكرنا ذلك بالكعبة المشرفة?.
الكلام عن البيت الحرام يستدعي الكلام عن البيت المعمور وهو في عرف الإسلام في السماء السابعة يقابل الكعبة في الأرض. ففي حديث النبي عليه الصلاة والسلام عن المعراج.
(... ثم عرج بنا إلي السماء السابعة، فاستفتح جبريل، قيل: من هذا? قال: جبريل. قيل ومن معك? قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه? قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإبراهيم مسندًا ظهره إلي البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه).(رواه أحمد ومسلم عن أنس).
وقد كنت أقرأ في سفر الرؤيا 21 (العهد الجديد) وصفًا لأورشليم الجديدة ولو أنه يتكلم عن مدينة لا بيت عبادة فأقول في نفسي: هذا الكلام كان في أصله عن البيت المعمور.
* فقول رؤيا يوحنا إن هذه المدينة الجديدة متساوية الطول والعرض والارتفاع (21: 16)?! يدعونا للدهشة فهذا لا ينطبق إلا علي بناء مكعب لا مدينة.
* وقد وجدت في كتاب من كتب السوديبيجرافا، وهو كتاب أخنوخ وصفًا لبيت عبادة سماوي يكاد يتطابق مع الوصف الإسلامي وفي نفس الوقت له قرائن مع أورشليم الجديدة في سفر الرؤيا.
يصف هذا الكتاب معراجًا للنبي أخنوخ (لعله إدريس) وحين يصل إلي سماء السماوات (السماء السابعة) يجد بناءً من البللور.
هذا البيت له أربعة أركان يدخله الملائكة ويطوفون حوله (LxxT 71:5 - 9).
ـ هذه الفقرة تختلف مع تلك في رؤيا يوحنا في وصفها بيتًا (بناءً) بينما تقول رؤيا يوحنا لا يوجد هيكل في أورشليم (القدس) الجديدة (21: 22) وهذا الذي اتفقت فيه مع الرؤية الإسلامية إلي جانب ذكر المكان الذي ـ يوجد فيه البيت (السماء السابعة) وأن الملائكة هم الذين يدخلون هذا البيت ويطوفون حوله ..
عبادة الطواف لا توجد إلا عند المسلمين.
ـ أما الذي لم يذكره كتاب أخنوخ فهو شكل هذا البناء وذكرته رؤيا يوحنا (مكعب الشكل). إذن الوصف الإسلامي فيه من هذين السفرين.
ـ وقد ذكر المعبد السماوي (Heavenly Temple) هذا في كتب أخري من كتب اليهود القديمة (والكتب المخفية) "Apocrypha" راجع في ذلك:
"The legends of the jews" ginzberg / Adam 49".


[1] مقدمة كتاب آدم وحواء: P. 152. Apocrypha and Pseudepigrapha Of The Old Testament.
[2] (أقدم النصوص المسيحية) ـ أقلميندس الروماني ـ راعي هرماس/ تعريب الأب جورج نصّور ـ رابطة الدراسات اللاهوتية في الشرق الأوسط. 1975 ـ ص80.
[3] المصدر السابق ص205

القلب الحزين 15-12-2007 03:59 PM

إخبار الرسول الكريم لرجل يدعي الإسلام بأنه من أهل النار


إعداد المهندس عمار شيت خطاب
مهندس كهرباء عراقي مقيم في الموصل
(حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ شَهِدْنَا خَيْبَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ قُمْ يَا فُلَانُ فَأَذِّنْ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ)رواه البخاري 3882والأمام احمد في مسنده 16586
معنى الكنانة: هو وعاء من الجلد الذي توضع فيه السهام.
- في هذا الحديث الشريف يخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن أحد مدعي الإسلام بأنه من أهل النار، والمسلمين يخوضون غزوة خيبر، وهذا إخبار من الله تعالى إلى نبيه الكريم عن مصير هذا الرجل الذي انتحر ليثبت المؤمنين ويعطيهم يقينا على يقينهم، وليثبت لنا وللعالم في هذا العصر وكل العصور على أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى من عند العلي القدير، فكيف للرسول العظيم والذي هو من عباقرة الزمان حسب ادعاء غير المسلمين أن يقع في مثل هذا الخطأ وهو يرى هذا الرجل يقاتل وقد يقتل شهيداً ويسبب في ارتياب المسلمين كما حدث قبل مجيء من رأى الرجل وهو ينتحر، فهذا الحديث أثبات على صدق الرسول الكريم وأنه مرسل من عند الله.
- ويصنف هذا الحديث من الإعجاز الغيبي الذي تحقق في حياة الرسول الكريم وليس بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.

القلب الحزين 15-12-2007 04:04 PM

لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً لاثنى عشر خليفة

بقلم الأستاذ طارق عبده إسماعيل
باحث ومعالج في الطب النبوي
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): (لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً لاثنى عشر خليفة كلهم من قريش) صحيح مسلم. وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : (لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم إثنى عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة وكلهم من قريش) ( صحيح بن داود ). فرسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن خلفاءه من بعده الذين تجتمع عليهم الأمة في إمامتهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمُ كل المسلمين هم إثنى عشر خليفة من قريش وكما سموهم الفقهاء بالأئمة العظماء – أئمة جماعة المسلمين كافة. وذكر بن كثير في تفسيره الجزء الثاني الصفحة اثنين وثلاثون أن هؤلاء الأئمة الإثنى عشر الذين تجتمع عليهم الأمة قد بشر بهم الله سبحانه في التوراة 0 ففي التوراة (( إن الله يقيم من صلب إسماعيل أثنى عشر عظماً أي عظيماً )) ومعلوم أن قريش هي من نسل إسماعيل عليه السلام وإسماعيل عليه السلام لم يكن من نسله أنبياء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أما العظماء فلا شك أنهم هم الأنثى عشر خليفة القرشيين المذكورين بالأحاديث الذين ملكوا الدنيا كلها ودانت لهم بمسلميها وكافريها حتى خضع لهم ملوك أهل الكتاب أيضا ولهذا ذكرتهم التوراة بالعظماء. وفي كتب التاريخ والسير والتفاسير نجد أن هناك إجماع على أن الأئمة الخلفاء الذين اجتمعت عليهم الأمة المسلمة ( جماعة المسلمين ) هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ثم أفترق المسلمين حتى تنازل عن الأمر الحسن بن علي رضي الله عنهما لمعاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما واجتمع المسلمين مرة أخرى على إمام أعظم وخليفة جامع وسُمي هذا العام بعام الجماعة كما في صحيح البخاري ثم بعد موت معاوية رضي الله عنه لم يجتمع المسلمون على إمام واحد فكان يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير ثم بعد موت يزيد وقتل ابن الزبير وموت مروان بن الحكم أجتمع المسلمين مرة أخرى علي يد عبد الملك بن مروان ومن بعده الوليد بن عبد الملك ثم سليمان بن عبد الملك ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام بن عبد الملك. وبهذا يسير العدد إحدى عشر خليفة إمام جامع لكافة المسلمين في الأرض ثم بعد ذلك أفترق المسلمين ولم يجتمعوا على إمام واحد. فبعد موت هشام بن عبد الملك ظهرت الدولة العباسية وأمرائها إلى جانب الدولة الأموية التي تقلصت بعد ذلك بالأندلس ثم دويلات هنا وهناك ولم يجتمع المسلمين على إمام واحد وتوالت قرون التفرق والاختلاف والشقاق حتى الدولة العثمانية أيضاً، كان هناك دول ورؤؤس للمسلمين هنا وهناك في وجودها كالمغرب والهند وإفريقيا وغيرها وإلى يومنا هذا لم يحدث اجتماع للمسلمين كافة على إمام وخليفة جامع. ولن يكون ذلك إلا في آخر الزمان كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خليفة وأمير آخر الزمان الذي سيصلي خلفه المسيح عليه السلام هو بلا شك الخليفة الثاني عشر الذي تتم وتختم به هذه المنظومة العظيمة في إمامة المسلمين والأرض كافة بحكم السماء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال فينزل عيسى بن مريم فيقوم أميرهم تعال صلي لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمة)) (156) صحيح مسلم.
فهذه هي طائفة الخلفاء الظاهرين على الحق المقاتلين في سبيل الله إلى يوم القيامة لأن أخرهم الثاني عشر سيكون في أواخر ظهور علامات الساعة وأحداث آخر الزمان ونزول المسيح عليه السلام. وهذه هي ما تعنيه كلمة لا تزال في الكلام عن الطائفة المنصورة من بداية الخلافة من بعد رسول الله صلى الله إلى أحداث آخر الزمان ونزول المسيح عليه السلام ستكون - اثنى عشر خليفة من قريش كلهم تجتمع عليهم الأمة يقاتلون على الحق ظاهرين وهذا ما تعنيه الأحاديث الأخرى التي تقول أنهم سيكونون بالشام لأن ثمانية خلفاء من الأنثى عشر كان مقر حكمهم لكافة المسلمين ومجريات عظائمهم بالشام وهو معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك أبن مروان والوليد بن عبد الملك وسلميان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك، ثم خليفة آخر الزمان المعروف بالمهدي ستكون إقامته هو كذلك وأعظم فتوحاته بالشام أيضا وهي (الملحمة) وكذلك أشرف مرتبة ينولها وهي صلاة المسيح عليه السلام خلفه بالشام أيضاً، وهذا كله من فضائل الشام المذكورة بكثير من الأحاديث الأخرى. وهؤلاء هم الأئمة الإثنى عشر الخلفاء العظام الذين ملكوا الدنيا بأسرها ودانت لهم بمسلميها وكافريها وليس كما توهم بعض الناس في غيرهم من أناس من أهل البيت رضوان الله عليهم لم ينتظم لهم أمر حكم ولا إمامة ولا خلافه باستثناء سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وما دونه من أهل البيت رضوان الله عليهم عاشوا وماتوا وهم مأمومين بالخلفاء الذين ذكرناهم راضي بحكمهم مقاتلين في سبيل الله تحت إمرتهم كما فعل الحسن بن علي رضي الله عنهما وتنازل لمعاوية رضي الله عنه. وكذلك طلب الحسين رضي الله عنه من قاتليه أن يتركوه يذهب ليقاتل في سبيل الله كعامة المسلمين، وأنه لم يأتي ليشق عصى المسلمين ويفرقهم وكان ما كان من الظالمين المعتدين، إلا أن أهل الفتن والأهواء يريدوا غير ذلك ويظنوا أنهم بكذبهم ووهمهم أنهم مهتدون. وبقي لنا أن نذكر في آخر موضوعنا هذا أن لفظ إمام وأئمة مذكور في القرآن الكريم أثنى عشر مرة أيضاً بنفس عدد الأئمة الإثنى عشر المذكورين في الأحاديث التي ذكرناها وأحداثهم عبر التاريخ وهذا من الإعجاز العددي في القرآن الكريم وإليكم هذه الآيات :
- البقرة آية رقم ( 124) – التوبة آية رقم ( 12) – الحجر آية (79 )
هود آية رقم (17 ) – الفرقان آية رقم ( 74 )– الأحقاف آية (12)
الإسراء آية (71 ) - القصص آية رقم (5 ) – القصص آية ( 41)
الأنبياء آية ( 73 ) – السجدة – آية (24) – يس آية رقم (12)
هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

القلب الحزين 15-12-2007 04:06 PM

دعاء النبي على عامر بن الطفيل


بقلمالمهندس عمار عبد الرحمن شيت خطاب مهندس كهرباء في العراق ـ الموصل
ورد في كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير، الجزء 5، صفحة 57:

قدم عامر بن الطفيل عدو الله على رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وهو يريد الغدر به وقد قال له قومه يا أبا عامر إن الناس قد اسلموا فاسلم قال والله لقد كنت آليت ألا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي فأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش ثم قال لاربد إن قدمنا على الرجل فاني سأشغل عنك وجهه فإذا فعلت ذلك فأعله بالسيف فلما قدموا على رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام قال عامر بن الطفيل يا محمد خالني قال لا والله حتى تؤمن بالله وحده قال يا محمد خالني قال وجعل يكلمه وينتظر من أربد ما كان أمره به فجعل أربد لا يحير شيئا فلما رأى عامر ما يصنع أربد قال يا محمد خالني قال لا حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له فلما أبى عليه رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام قال أما والله لاملأنها عليك خيلا ورجالا فلما ولى قال رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام اللهم اكفني عامر بن الطفيل فلما خرجوا من عند رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام قال عامر بن الطفيل لاربد أين ما كنت أمرتك به والله ما كان على ظهر الأرض رجل أخوف على نفسي منك وأيم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا قال لا أبالك لا تعجل علي والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك أفأضربك بالسيف وخرجوا راجعين إلى بلادهم حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله عز وجل على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه فقتله الله في بيت امرأة من بني سلول فجعل يقول يا بني عامر أغدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني سلول قال ابن هشام ويقال أغدة كغدة الإبل وموت في بيت سلولية وروى الحافظ البيهقي من طريق الزبير بن بكار حدثتني فاطمة بنت عبد العزيز بن موءلة عن أبيها عن جدها موءلة بن جميل قال أتى عامر بن الطفيل رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام فقال له يا عامر أسلم فقال أسلم على أن لي الوبر ولك المدر قال لا ثم قال أسلم فقال أسلم على أن لي الوبر ولك المدر قال لا فولى وهو يقول والله يا محمد لأملأنها عليك خيلا جردا ورجالا مردا ولاربطن بكل نخلة فرسا فقال رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام اللهم اكفني عامراً وأهد قومه فخرج حتى إذا كان بظهر المدينة صادف امرأة من قومه يقال لها سلولية فنزل عن فرسه ونام في بيتها فاخذته غدة في حلقه فوثب على فرسه وأخذ رمحه وأقبل يجول وهو يقول غدة كغدة البكر وموت في بيت سلولية فلم تزل تلك حاله حتى سقط عن فرسه ميتا وذكر الحافظ أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب في أسماء الصحابة موءلة هذا فقال هو موءلة بن كثيف الضبابي الكلابي العامري من بني عامر بن صعصعة أتى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وهو ابن عشرين سنة فاسلم وعاش في الإسلام مائة سنة وكان يدعى ذا اللسانين من فصاحته روى عنه ابنه عبد العزيز وهو الذي روى قصة عامر بن الطفيل غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية .
كما روى الطبراني في المعجم الكبير والمعجم الأوسط بسنده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَرْبَدَ بن قَيْسِ بن جُزِيِّ بن خَالِدِ بن جَعْفَرِ بن كِلابٍ، وَعَامِرَ بن الطُّفَيْلِ بن مَالِكٍ قَدِمَا الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَهَيَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ، فَجَلَسَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ عَامِرُ بن الطُّفَيْلِ: يَا مُحَمَّدُ، مَا تَجْعَلُ لِي إِنْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لَكَ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ، قَالَ عَامِرُ بن الطُّفَيْلِ: أَتَجْعَلُ لِيَ الأَمْرَ إِنْ أَسْلَمْتُ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ، وَلا لِقَوْمِكَ، وَلَكِنْ لَكَ أَعِنَّةُ الْخَيْلِ، قَالَ: أَنَا الآنَ فِي أَعِنَّةِ خَيْلِ نَجْدٍ، اجْعَلْ لِيَ الْوَبَرَ، وَلَكَ الْمَدَرَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:لا، فَلَمَّا قَفَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَامِرٌ: أَمَا وَاللَّهِ لأَمْلأَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلا وَرِجَالا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:يَمْنَعُكَ اللَّهُ، فَلَمَّا خَرَجَ أَرْبَدُ وَعَامِرٌ، قَالَ عَامِرٌ: يَا أَرْبَدُ، أَنَا أَشْغَلُ عَنْكَ مُحَمَّدًا بِالْحَدِيثِ، فَاضْرِبْهُ بِالسَّيْفِ، فَإِنَّ النَّاسَ إِذَا قَتَلْتَ مُحَمَّدًا لَمْ يَزِيدُوا عَلَى أَنْ يَرْضَوْا بِالدِّيَةِ، وَيَكْرَهُوا الْحَرْبَ، فَسَنُعْطِيهِمُ الدِّيَةَ، قَالَ أَرْبَدُ: أَفْعَلُ، فَأَقْبَلا رَاجِعَيْنِ إِلَيْهِ، فَقَالَ عَامِرٌ: يَا مُحَمَّدُ، قُمْ مَعِي أُكَلِّمْكَ، فَقَامَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَلَيَا إِلَى الْجِدَارِ، وَوَقَفَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَلِّمُهُ، وَسَلَّ أَرْبَدُ السَّيْفَ، فَلَمَّا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَائِمِ السَّيْفِ يَبِسَتْ عَلَى قَائِمِ السَّيْفِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ سَلَّ السَّيْفِ، فَأَبْطَأَ أَرْبَدُ عَلَى عَامِرٍ بِالضَّرْبِ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَى أَرْبَدَ وَمَا يَصْنَعُ، فَانْصَرَفَ عَنْهُمَا، فَلَمَّا خَرَجَ عَامِرٌ وَأَرْبَدُ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَا بِالْحَرَّةِ حَرَّةِ وأقم، نَزَلا فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا سَعْدُ بن مُعَاذٍ وَأُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ، فَقَالا: اشْخَصَا يَا عَدُوَّيِ اللَّهِ، لَعَنَكُمَا اللَّهُ، قَالَ عَامِرٌ: مَنْ هَذَا يَا سعدُ؟ قَالَ: هَذَا أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: فَخَرَجَا حَتَّى إِذا كَانَا بِالرَّقْمِ أَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَرْبَدَ صَاعِقَةً فَقَتَلَتْهُ، وَخَرَجَ عَامِرٌ إِذَا كَانَ بِالْحَرِّ، ثُمَّ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَرْحَةً فَأَخَذَتْهُ، فَأَدْرَكَهُ اللَّيْلُ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ بني سَلُولٍ، فَجَعَلَ يَمَسُّ قُرْحَتَهُ فِي حَلْقِهِ، وَيَقُولُ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْجَمَلِ فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةٍ، يَرْغَبُ أَنْ يَمُوتَ فِي بَيْتِهَا، ثُمَّ رَكِبَ فَرَسَهُ، فَأَحْضَرَهُ حَتَّى مَاتَ عَلَيْهِ.
- في هذه الحادثة دلالة واضحة على استجابة الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام، وانه مرسل من عند ملك الملوك وان دينه الحق هو أخر الأديان السماوية، فقد دعا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على عامر بن الطفيل عندما حاول استغلال نفوذه لدى قومه واستجابتهم وطاعتهم العمياء له، فاستجاب المولى عز وجل لدعاء نبيه الكريم .
- في هذه الحادثة أيضا نرى إن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام رفض التنازل عن مبادئ الإسلام الحنيف اتقاء لشر عامر بن الطفيل ولم يعده شيئا لان الرسول الكريم لا ينطق عن الهوى كما في الآيات الكريمات:
" إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) " سورة الحاقة (40-47).
وفي موضع آخر من القران العظيم يخبر الله تعالى نبيه الكريم أن الأمر كله لله:
"لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ" سورة آل عمران (128)
وأخيراً نذكركم بجواب الرسول العظيم لعمه (أبو طالب) حين عرضوا عليه الدنيا بما فيها في بداية الدعوة ولم يكن حينها الإسلام قويا والمسلمون قليلوا العدد" والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو اهلك دونه"

القلب الحزين 15-12-2007 04:10 PM

توعد الله سبحانه للوليد بن المغيرة المخزومي بالنار





بقلمالمهندس عمار عبد الرحمن شيت خطاب
مهندس كهرباء في العراق ـ الموصل
في هذه الآيات الكريمات من سورة المدثر 11....31
((ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31))
أجمعت التفاسير على أن المقصود بهذه الآيات هو الوليد بن المغيرة المخزومي.
ومن تفسير الجلالين:
-[ذرني] اتركني [ومن خلقت] عطف على المفعول أو مفعول معه [وحيدا] حال من من أو من ضميره المحذوف من خلقت منفردا بلا أهل ولا مال هو الوليد بن المغيرة المخزومي.
-[وجعلت له مالا ممدودا] واسعا متصلا من الزروع والضروع والتجارة.
-[وبنين] عشرة أو أكثر [شهودا] يشهدون المحافل وتسمع شهاداتهم.
-[ومهدت] بسطت [له] في العيش والعمر والولد [تمهيدا].
-[ثم يطمع أن أزيد].
-[كلا] لا أزيده على ذلك [إنه كان لآياتنا] القرآن [عنيدا] معاندا.
-[سأرهقه] أكلفه [صعودا] مشقة من العذاب أو جبلا من نار يصعد فيه ثم يهوي أبدا.
-[إنه فكر] فيما يقول في القرآن الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم [وقدر] في نفسه ذلك.
-[فقتل] لعن وعذب [كيف قدر] على أي حال كان تقديره.
-[ثم قتل كيف قدر].
-[ثم نظر] في وجوه قومه أو فيما يقدح به فيه.
-[ثم عبس] قبض وجهه وكلحه ضيقا بما يقول [وبسر] زاد في القبض والكلوح.
-[ثم أدبر] عن الإيمان [واستكبر] تكبر عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
-[فقال] فيما جاء به [إن] ما [هذا إلا سحر يؤثر] ينقل عن السحرة.
-[إن] ما [هذا إلا قول البشر] كما قالوا إنما يعلمه بشر.
-[سأصليه] ادخله [سقر] جهنم.
-[وما أدراك ما سقر] تعظيم لشأنها
-[لا تبقي ولا تذر] شيئا من لحم ولا عصب إلا أهلكته ثم يعود كما كان
-[لواحة للبشر] محرقة لظاهر الجلد
-[عليها تسعة عشر] ملكا خزنتها قال بعض الكفار وكان قويا شديد البأس أنا أكفيكم سبعة عشر واكفوني أنتم اثنين
-[وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة] أي فلا يطاقون كما يتوهمون [وما جعلنا عدتهم] ذلك [إلا فتنة] ضلالا [للذين كفروا] بأن يقولوا لم كانوا تسعة عشر [ليستيقن] ليستبين [الذين أوتوا الكتاب] أي اليهود صدق النبي صلى الله عليه وسلم في كونهم تسعة عشر الموافق لما في كتابهم [ويزداد الذين آمنوا] من أهل الكتاب [إيمانا] تصديقا لموافقته ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم لما في كتابهم [ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون] من غيرهم في عدد الملائكة [وليقول الذين في قلوبهم مرض] شك بالمدينة [والكافرون] بمكة [ماذا أراد الله بهذا] العدد [مثلا] سموه لغرابته بذلك وأعرب حالا [كذلك] أي مثل إضلال منكر هذا العدد وهدى مصدقه [يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك] أي الملائكة في قوتهم وأعوانهم [إلا هو وما هي] أي سقر [إلا ذكرى للبشر]
- يتوعد الله سبحانه وتعالى الوليد بن المغيرة المخزومي بالنار ويبقى معاندا ولو انه نطق بالشهادتين لنسف القران وأثبت انه قول بشر.
وعند مناقشتي لبعض النصارى اجمع كلهم على أن الرسول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ليس بنبي ولا مرسل وإنما كان من عباقرة الزمن الذين لايخطئون وخطيب مفوه وقائد عسكري محنك لكن ليس بنبي، فكيف إذا كان كما يصفون يرتكب الرسول الكريم مثل هذا الخطأ وهو يعلم أن الوليد بن المغيرة نطق بالشهادتين لاثبت خطأ القرآن.
وهذا الكلام ينطبق أيضاًعلى سورة المسد حين توعد الله عم النبي ابىلهب وامرأته بالنار .
- الإعجاز الثاني في هذه الآيات الكريماتهي في الإيجاز والوصف لحاله الوليد في تفكيره فيما سيرد على المشركين في تحليله لآيات كتاب الله عزوجل، فلم يجد له توصيفا إلا بالسحر وهو نفسه الذي وصفه في موقف آخر :-
وقد جاء حكيم العرب -كما وصفوه- يساوم النبي صلى الله عليه وسلم؛ مقلباً له الأمور على كل وجوه الاسترضاء التي يقبلها البشر. وهنا يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "أفرغت أبا الوليد"،يقول نعم فيقول له: "فاسمع مني"،ثم تلا عليه سورة فصلت حتى وصل إلى قوله تعالى: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ" (فصلت: 13).
فوضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم وناشده الله والرحم ألا يكمل.
وعاد لقومه بوجه غير الذي ذهب به. ولما سئل قال: "سمعت منه كلامًا ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وان أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه".
وهذا مما يعطي دلالة قاطعة على أن القرآن ليس كلام بشر وإنما هو من عند خالق البشر سبحانه وتعالى عما يشركون.

القلب الحزين 15-12-2007 04:15 PM

تباشير الإنجيل والتوراة بالإسلام






ورسوله محمـد صلى الله علــيه وآله وسـلم

د. نصـر اللّـه عبد الرحمن أبو طالـب
الـمحـتـويـات
مقدمة
الفصل الأول: المقدمة
قضية الإيمان وأدلته
ثبوت التبشير والاستشهاد به على أهل الكتاب
تحريف الكتب
تعريف بالكتاب المقدس المعاصر
موجز للأحداث الرئيسية بالأرض المقدسة أو مسرح البشارات
خريطة لمناطق أحداث البشارات
مكانة الخلافة الإسلامية في التأريخ البشري
نحن أولى بأنبيائهم وصالحيهم منهم
الفصـل الثـانـي: التبشير بمملكة الله القادمة
رؤيا نبوخذنصر بشارة بالإسلام من دانيال
الإصحاح السابع من كتاب دانيال بتمامه
المسيح عليه السلام يواصل التبشير بمملكة الله القادمه من بعده ولايدّعي لنفسه إقامتها:
الحجر الذي رفضه البناءون و مَثَل بستان العنب
مَثَلُ العمّـال وأجرتهم
مَثَلُ اللذين أبوا الدعوة، فتحولت عنهم الى المساكين
" مثل المزارع " ومواقف الناس تجاه مملكة الله :
مثل الزرع الذي نما قويا
مثل الزؤان
أمثلة أخرى
بشارة الأسابيع السبعين أو النبوة بهدم الهيكل ثمّ مجيء البر الأبدي
وختم النبوة
رؤيا مخطوطات البحر الميت الآرامية أو النبوة بفترة البلاء
الشديد حتى قيام مملكة الله
الفصل الثالث : التبشير بمجيء وزمان ظهور المختارين
تبشير المسيح عليه السلام بمجيء المختارين ومملكة الله من بعده:
-التحذير من الأنبياء الكذبة
-وقوع العذاب الشديد الموعود
كتاب إينوخ (إدريس) يحدّد زمن ظهور المختارين.. رؤيا الأسابيع..
بشارة وصية لاوي بخاتم الأنبياء
خلط وتوضيح
هل المختارين إلا الجيل الأول من المسلمين
ملخص للبشارات الدالة على أن المختارين هم المسلمون ..
الفصل الرابع: التبشير بمجيء الأمّـة الصالحة ..أو جيل الصالحون

جيل المؤمنين القادم بتسبيحة جديدة


الأرض المباركة سيرثها الصالحون


بشارة وراثة الأرض من مخطوطات البحر الميت ..


نصوص أخرى لتعليقات أصحاب المخطوطات على بشارة وراثة الأرض من المزامير


دخول الأمـة الصالحة إلى القدس..


دخول مَلِكُ الأمـة الصالحة مدينة القدس


شوق إلى الأمة الصالحة الوارثة


بشارة مجيء الخلاص والمسيّا من بعد دمار القدس .. من مخطوطات البحر الميت


تنبؤ أصحاب المخطوطات بمعلم الصلاح وبالمختار (المسيا) من بعده كان تبشيرا بيناً بمجيء عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام

ومن المخطوطات: إنتصار المؤمنين على الروم والأمر بفتح أبواب القدس لهم:
وبعد، فهل تكون مملكة الله التي بشر بها الأنبياء إلا الإسلام ودولته؟
شبهة عارضة
الفصل الخامس: الرسالة القادمة ستأتي من أبناء اسماعيل ومن مكة
أبناء إسماعيل عليه السلام وموطن الوحي القادم
أمة عظيمة قادمة من أبناء إسماعيل
ملحق ببشارة أبناء إسماعيل عليه السلام : من كان الذبيح ؟
موطن الرسالة القادمة: فاران ..
الرسالة القادمة منتظرة من منطقتي تيما وفاران
التبشير بالهجرة ومعركة بدر الكبرى
المدينة العاقر وأبناؤها ..
تفسيرُ بولس لبشارة إشعيا السابقة عن العاقر ..
الفصل السادس: النبي المصطفى المنتظر بعد عيسى عليه السلام
البشارة لموسى عليه السلام .. ( التثنية 18 : 15 2)
ملحق : أدعياء نبوة المصطفى
انتظار الناس للنبي
ليس عيسى عليه السلام المسيّا المنتظر..
تعجب المؤمنين.. ( يوحنا 7 : 30 )
ليس عيسى عليه السلام المسيّا المنتظر ..
ومن برنابا أيضاً : تأكيد آخر بأنّ عيسى عليه السلام ليس المسيّا المنتظر ..
( برنابا 42 : 4 – 12 )
لقب المسيا Masiah:
ومن مخطوطات البحر الميت : تباشير بالمسيا
ومن كتاب إينوخ.. تباشير بالمسيا "سيد ولد آدم" :
المختار ( المصطفى).. المزامير 2 : 1 5
بركليتوس القادم أو محمد عليه الصلاة والسلام ..
عبد الله المنتظر ..
بشارة داوود عليه السلام ..
الفصل السابع : الإستبدال
انتقال النبوّة من بيت يهوذا إلى المنتظر ..
صاحب الحكم ..
إشارة يحيى عليه السلام إلى الاستبدال ..
تعقيب من المخطوطات
خصائص أخرى للأمة القادمة
شعب جديد يختاره الله :
أمة جاهلة ستـثير حسد اليهود:
أمة جديدة مختارة من بعد عقاب الأمة الملعونة:
المصطفون ( المختارون ) بآخر الزمان:
المنتظر قادم من الأمة الجاهلة:
مجد الله قادم من الشرق:
لغة جديدة للشعوب ضمن مملكة الله
مثال من خطاب الله تعالى بالعربية لبني إسرائيل
الفصل الثامن: تغيير القبلة وبيت الله الأخير ببكة
تحويل قبلة العبادة عن القدس ..
الأرض المقدسة ...
إنه ببكّة ..
مناقشة للفظ صهيون..
بيت الله القادم ( الأخير ) ..
وعد سابق ببيت الله الآمن:
حجّ للأمم حول بيت الله القادم .. إشعيا 60
يوم الفتح..
حجر الزاوية.." من آمن به لن يتزعزع"..
نسيان الأوليات.. وإبصار الأمم لنور التوحيد.. إشعيا 43
صفات أخرى للنبي
عبد الله.. إشعيا 42
نبي الختان.. رحمةً للعالمين.. ملاخي 3
أعظم الأنبياء.. لوقا 7 : 26 28
الفصل التاسع : بشارات أخرى
البشارة بالملك الصديق ( ملكي صديقي)
رؤيا المسيا من مخطوطات البحر الميت Messianic Apocalypse
قضية اختفاء أصحاب المخطوطات بظهور عيسى عليه السلام واختفاء النصارى الناصريين بظهور الإسلام
مشاهد أخرى من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم..
النبي الأميّ.. والحوار الأول عند تلقي الوحي..
الملك العادل المنتظر..
مشاهد من كتاب الرؤى:
من حزقيال ما يدلّ على أن خاتم الأنبياء ليس من اليهود..
الفصل العاشر: ملاحق للبحث وفيها عدد من البشارات الإضافية الهامّة
الرأي البديل لدى النصارى
العلامات السبع لتمييز النبي الحقّ
مناقشة بقية الإصحاحات من كتاب دانيال
شواهد أخرى لثبات ذكر اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالإنجيل والتوراة
وماذا عن أخبار التوراة ببقاء الحكم والنبوة أبدياً لأبناء داود عليه السلام
بشارات إنجيل برنابا..
قضية الزيارة الربانية للأرض في آخر الزمان
التذكير بدور بولس ووجوب الإختيار بين البقاء في مدرسته أو العودة إلى مدرسة المسيح والأنبياء عليهم السلام
الخاتــمة
يمكن تحميل الكتاب مجاناً على الرابط التالي:
أضغط هنا لتحميل الكتب على شكل ملف مضغوط

د نصرالله أبوطالب


القلب الحزين 18-12-2007 09:33 PM

التطاول في البنيان


إعداد فراس نور الحق
ورد في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل بعض من علائم قرب قيام الساعة أجارنا وإياكم من فزعها ومن فزع يوم القيامة : عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سلوني فهابوه أن يسألوه. فجاء رجل فجلس عند ركبتيه. فقال: يا رسول الله! ما الإسلام؟ قال "لا تشرك بالله شيئا. وتقيم الصلاة. وتؤتى الزكاة. وتصوم رمضان" قال: صدقت. قال: يا رسول الله ! ما الإيمان؟ قال "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث، وتؤمن بالقدر كله" قال: صدقت. قال: يا رسول الله! ما لإحسان؟ قال "أن تخشى الله كأنك تراه. فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك" قال صدقت. قال : يا رسول الله! متى تقوم الساعة؟ قال" ما المسئول عنها بأعلم من السائل. وسأحدثك عن أشراطها. إذا رأيت المرأة تلد ربتها فذاك من أشراطها
صورة لأحد المباني
وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها. وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها. في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله. ثم قرأ: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}. [31/ سورة لقمان، آية 34].
وورد في كتاب كنز العمال للمتقي الهندي :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من أشراط الساعة أن ترى الرعاة رؤوس الناس، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتباهون في البنيان، وأن تلد الأمة ربها وربتها).
معاني الألفاظ:http://www.55a.net/firas/photo/02803p45.jpg
البَهْم جمع بَهْمَة وهي ولد الضأن الذكر والأنثى، وجمع البَهْم بِهَام، والمقصود رعاة البهائم مثل الإبل والغنم وما شاكلها.
ورد في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ما نصه :
"ومعنى التطاول في البنيان أن كلا ممن كان يبني بيتا يريد أن يكون ارتفاعه أعلى من ارتفاع الآخر".
وجه الإعجاز:
إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن رعاة الشاة والإبل سوف يتطاولون في البنيان ويتباهون بها حتى يبني كل منهم بنياناً يكون أعلى من سابقه وهذا معروف في دول الخليج وتظهر المباني الشاهقة واضحة في دول الخليج فسبحان الله تعالى من أخبر محمد صلى الله عليه وسلم عن هذا قبل أكثر من 1400سنة إنه الله تعالى رب العالمين.

القلب الحزين 18-12-2007 09:34 PM

من صفات اليهود في القرآن


بقلم الدكتور: عبدالرحيم الشريف
دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم
لليهود صفات ندر أن تجتمع في غيرهم، ولشدة خطرهم أفرد لهم القرآن الكريم مساحة واسعة لم تخصص لغيرهم، ولا حجة لأي مسلم أن ينخدع بيهود رغم كل ما جاء في القرآن الكريم من تحذير منهم، صدَّقه التاريخ والواقع والحس والمشاهدة، ولا تجد صفة من صفات اليهود في القرآن الكريم إلا وتستحضر ذهنك عشرات الأدلة من التاريخ القديم والوسيط والحديث.. وسبحان الله العلي العظيم.
من صفات اليهود :
1. معرفة الحق وكتمانه والتواصي فيما بينهم على ذلك، قال تعالى: " وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(76) ". البقرة
2. البخل الشديد، ويشكو من ذلك كل من خالطهم مباشرة، بل وحتى من دخل معهم فيما يسمى (مفاوضات السلام!!) قال تعالى: " أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا(53) " النساء.
والنقير هو نقطة سوداء في أعلى نواة التمرة.
3. الإكثار من أكل أموال الناس بغير حق من ربا واحتيال وخداع بشتى صوره، واليهود هم سادة العالم في ذلك.. قال تعالى: " وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(62) " المائدة.
ومن ذلك أيضاً: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(34) " التوبة.
ومنه: " وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(161) "النساء.
4. جبنهم الشديد، فقد تحملوا الحياة أذلاء في أحياء فقيرة معزولة (الجيتو) " وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ(96) " البقرة.
المهم عند اليهودي أن يحيى حياة، ولا يهمه أي حياة. وكثيرا ما نقل المجاهدون العرب كيف كان جنود اليهود يربطهم قادتهم بالجنازير داخل دباباتهم كي لا يهربون في حروبهم مع العرب!!
لذا: " قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ(24) " المائدة.
حتى أنهم اخترعوا المستوطنات والقرى العسكرية المحصنة والجدار الفاصل: " لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍبَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ(14) " الحشر.
5. خيانتهم للعهود، فهم أصحاب عبارة: " لا يوجد وعود مقدَّسة" وكثيراً ما اشتكى الوفد الفلسطيني المفاوض معهم من إعادة مناقشة قضايا سبق الاتفاق عليها، ثم إعادة مناقشة ما نوقش ونوقش وهكذا.. قال تعالى: " أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ(100) " البقرة.
6. تحريفهم للكلام سواء كان مكتوباً أو مسموعاً أو مقروءاً، فنقالة سيارة الإسعاف أقسموا جهد أيمانهم انها صاروخ (القسام)!! وصواريخ حزب الله أقسموا أنها أغرقت سفينة مصرية مقابل طرابلس !!! وهكذا..
قال تعالى: " مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا(46) " النساء.
7. الإفساد في الأرض، ولهذا فهم في جميع استطلاعات الرأي أكثر الشعوب في العالم إثارة للمشاكل.. قال تعالى: " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا(4) ". الإسراء
8. قتلهم خيرة الناس من علماء ودعاة.. قال الله تبارك وتعالى: " ويَقْتُلُونَ الَذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ(21) " آل عمران.
لكن الحق جل جلاله، الذي صدق في كل ما قال عنهم، نؤمن أنه سيصدق في وعده " يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ(32) " التوبة.
صدق الله العظيم

القلب الحزين 18-12-2007 09:35 PM

من بديع الإعجاز الغيبي في السنة النبوية


تحقق الوعد النبوي لتميم الداري
بقلم الدكتور: عبد الرحيم الشريف
دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم
بعد إسلامه بقليل.. قال تميم الداري: " يا رسول الله إني لي جيرة من الروم بفلسطين، لهم قرية يقال لها حبرا [الخليل]، وأخرى يقال لها بيت عينون، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي ".
- قال: " هما لك".
- قال: " فاكتب لي بذلك كتاباً ".
فكتبَ له: " بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتميم بن أوس الداري، أن له قرية حبرا وبيت عينون، قريتها كلها: سهلها وجبلها وماؤها وحرتها وأنباطها وبقرها، ولِعَقِبِه من بعده..".
فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه كتبَ له كتاباً نصُّه: " هذا كتاب من أبي بكر أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي استخلِف في الأرض بعده، كتبه للداريين [تميم الداري وأبناؤه]ألا يفسد عليهم مأثرتهم قرية حبرا وبيت عينون، فمن كان يسمع ويطيع فلا يفسد منها شيئاً، وليقمْ عمرو بن العاص عليهما، فليمنعهما من المفسدين ". [1]
وعائلة التميمي التي تنتسب إلى تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أصيلة في الخليل (حبرون)، وهي من أعرق العائلات الخليلية لغاية الآن...
وأشهد أن محمداً رسول الله !!


الساعة الآن : 10:44 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 664.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 662.80 كيلو بايت... تم توفير 1.51 كيلو بايت...بمعدل (0.23%)]