ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   من بوح قلمي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=72)
-   -   حوار هادئ مع النفس (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=244087)

ابوالوليد المسلم 28-10-2020 04:59 AM

حوار هادئ مع النفس
 
حوار هادئ مع النفس


مصطفى قاسم عباس



• لا تغتري يا نفس بالأسماء والألقاب كثيرًا، فليس من الضروري أن يعبر الاسم أو اللقب عن المسمى، فهذا المسيح وذاك المسيح، ولكن فرق بين هذا وذاك فهذا المسيح عليه السلام وذاك المسيح الدجال.



• متى تكفين يا نفس عن المعاصي؟؟ أما علمت أن الموت قد حان؟ كم عبرة وعبرة! وأنت لا تعتبرين، وعن المعاصي والآثام لا تنتهين!

.. ليت شعري! هل ستعتبرين عندما تصبحين تحت أطباق الثرى؟؟! أم ستعتبرين عندما تلتف الساق بالساق، ويصبح إلى الله المساق؟؟
هيهات هيهات! ذاك يوم لا تنفع فيه العبرة، ولا يزداد الإنسان بالتمني إلا حسرة وحسرة.

• أحثك على الطاعة، وتحثينني على المعصية.

آخذ بلجامك إلى الجنة، وتحاولين قذفي في النار.
أحاول أن أبعد عنك ذل المعاصي، وتسعين جاهدة لغمسي في العار.

• عجبت لأمرك أيتها النفس! لا تثبتين على حال من الأحوال، فتارة تصبحين مطمئنة، وتارة أمارة بالسوء، وتارة لوامة، وما أكثر النفوس اللوامة، التي تلوم أصاحبها كلما ارتكبوا ذنباً، وهي الوحيدة من بين النفوس التي أقسم الله بها عندما قال: {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}. [سورة القيامة، الآية 2].


• أيتها النفس، إذا كان المتنبي قد جعل من الحمى زائراً غير مرحب به ولا مرغوب فيه، فما ذاك إلا لأنها تؤذي الجسم، وتضعف قواه، مع أن الحمّى قد كللها الحياء، فهي لا تزور إلا في الظلام، ولا تبيت إلا في العظام، أما قال عنها:


وزائرتي كأنّ بها حياءً فليس تزورُ إلاّ في الظلامِ
بذلتُ لها المطارفَ والحشايا فعافتْها وباتتْ في عظامِي




.. إذا كان المتنبي مع زائرته كذلك، فأنت يا نفس زائرة من نوعٍ آخر... زائرة لا تنتهي زيارتها إلا بانتهاء أجل الإنسان.
زائرة لا تزور فقط في الظلام بل في جميع الأوقات، ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءً.
زائرة لا تبيت في العظام، بل تبيت في كل جزء من الجسد، إلى أن ينتقل الإنسان إلى مولاه الصمد.

• الحزن كالموت لا يفرق بين كبير وصغير، وغني وفقير، ورفيع ووضيع، وعاص ومطيع.




• ما تراه من أعظم الأحزان، قد يراه غيرك فرحاً وسروراً مقارنة مع ما حل به، وما تراه أنت مصيبة، قد يراه غيرك نعمة ورحمة.



• كلما أصبحنا نشعر أكثر بطعم السعادة،كلما شعرنا بالمقابل شعورًا أشد وطأة بطعم الأحزان.



الساعة الآن : 08:09 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.13 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.30%)]