أماكن... ولكن!!
أماكن... ولكن!! د. محمد سليمان صعنون https://dl.dropbox.com/u/63580683/f339.png في مجمع رغْدان[1] لا كرامة للإنسان! فيه كل فقير، وحاقد، وكاره، وشيطان.. فيه أرامل بلدي، وليس فيه فضل لحيتان... رأيته يتأمل في نفسه، يلْبَسُ بِذْلة الكتان، ونعلاً مطوية -كسفينة على بحر- منسية، وقميص مفتوح الأزرار، يمسك (سيجارة) ساقطة الأركان، يرفعها بشفتيه، يسقطها أرضاً بعد أن لعبت بشاربيه! داسها كأنما يداس إنسان... في نصف ضحكتي من فعله؛ أيقظني من خلفي ذو الرقم السبعين: https://dl.dropbox.com/u/63580683/f339.png قال: تقدم! قلت: إلى ماذا؟! قال: إلى طابور الموت، يا حزين!! هنا أنت، في رغْدان، الذي يهان فيه الإنسان!! هل تعي؟ لا تقل: "حتى بلَّ دمعي مِحْمَلي!"[2]؛ فكل من حولَك طمي. وكلٌّ مِن هؤلاء -صغيرهم وكبيرهم- عمي. https://dl.dropbox.com/u/63580683/f339.png ليتني خباز! تقصد حطاباً؟! لا! خبازاً.. ليس كما قال شاعرك: حطاباً! لمَ؟! https://dl.dropbox.com/u/63580683/f339.png لأطعم هذه الجموع بيدي، وأدور بها الأرضَ، كلَّ الأرض، على كتفي. فليس بينهم حاقد، أو كاره، أوشيطان. بل إنه الفقر؛ يصنع الهوان... ـــــــــــــــــــــــــــ [1] مجمع رغدان: هو مجمع تجاري في الأردن، يجمع المتناقضات الحسيه؛ إذ يتميز الأشخاص الذين يغشونه بأنهم من ذوي الدخل المحدود، ويحملون هم لقمة العيش.. [2] المِحْمل: علاَّقة السيف، وقوله: "حتى بل دمعي محملي" هو من قول امرئ القيس في معلقته: فَفَاضَتْ دُموعُ العَينِ منِّي صَبابةً على النَّحْرِ حتَّى بَلَّ دَمعيَ مِحْمَلي (التحرير) |
الساعة الآن : 04:35 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour