وصف الأرض في ديوان "طيف أميرة " للشاعر سامي أبو بدر
محمد عباس محمد عرابي

يتناول المقال وصف الأرض في ديوان "طيف أميرة " للشاعر سامي أبو بدر؛ فلقد وصف أبو بدر الأرض بأنها ضاحكة يلهو على ألحان ضحكتها، وأن أرضه صارت بلا خطيئة، وأنه ليس في الأرض شيء يبكيه، وأنه لا يوجد أحد يطيق البعد عن وطنه، وخاصة وطن كمصر، ولا يبتغي السفر في الأرض بديلا عنه، وأن الأرض تضيق عن حمل الهم الثقيل، وعلى الجانب الآخر يصف أبو بدر الأرض بأنها قاحلة، وفيما يلي ما قاله في ذلك:
الأرض ضاحكة:
يصف أبو بدر الأرض بأنها ضاحكة يلهو على ألحان ضحكتها فيقول في قصيدة (على ألحان ضحكتها):
أنا طفل
وأنت حدائقي الغناءُ
الأرض التي ألهو
على ألحان ضحكتها [1]ِ

أرض بلا خطيئة:
يخاطب أبو بدر محبوبته (وطنه) طالبًا منها أن تقبل منه إيابه، ولا تغالي في عذابه، فأرضه صارت بلا خطيئة فيقول في قصيدة (آية):
فاصفحي – بالله – عني
لست أملك
من مطايا الوصل
غير قصيدتي الثكلى
وأمنية يهدهدها الحنين
على ضفافك والهوى..
ما عاد في أرضي خطيئة
قلتقبلي مني إيابي
ولا تغالي في عذابي[2]ِ

أرض بلا شيء يبكيه:
يبين الشاعر أنه ليس في الأرض شيءٌ يبكيه فيقول في قصيدة (قافية مستباحة):
الحكم في الأمر فرعٌ عن تصوره
وقد حكمتُ..وما خِلت الردى فيه
لا شيءَ من قبلُ
فازت بي مفاتنهُ
لا شيءَ من بعده في الأرض أَبْكيه
أسكنتهْ القلب طوعًا
فاستبد به
وكان بالرفق والسلوى يُمنيه[3]ِ

السفر في الأرض:
يبين الشاعر أنه لا يوجد أحد يطيق البعد عن وطنه، وخاصة وطن كمصر، ولا يبتغي السفر في الأرض بديلا عنه، وذلك للحنين للوطن؛ فيقول في قصيدة (عزف على وتر الحنين):
من ذا يطيق بعادًا
عن ثرى وطن كمصر
أو يبتغي في الأرض أسفار؟!
إني أحن إليها
والحنين غدا بين الحنايا نارا
رُحماك ربي بمن في مصر مُهجته
ظلت تراود إقبالا وإدبارا[4]ِ

الأرض تضيق عن حمل الهم الثقيل:
يبين الشاعر أن الأرض تضيق عن حمل الهم الثقيل فيقول في قصيدة (من بعيد):
ألا أُيها الليل" مُرْ
لعل الصباح يجيءُ بشيء يَسُرْ
لماذا يخاصمني النوم هذا المساء ْ؟
لماذا يراودني من بعيد بلا أي ذنبٍ
سوى أنني بتُّ أحملُ همَّا ثقيلا
ينوء فؤادي بهِ
و تضيق بنا أرضنا، والفضاء؟
ويُفزعُني أنه لا جوابْ[5]ِ

الأرض قاحلة:
يصف أبو بدر الأرض بأنها قاحلة فيقول في قصيدة (أنشودتي الأولى):
من سوف يؤنس وحشتي؟
فالأرض قاحلة، ونهري غاضبٌ
والأمنيات تناثرت
في أول الليل الكئيب[6]ِ


[1] سامي أبو بدر: "طيف أميرة " ص18.

[2] سامي أبو بدر: "طيف أميرة " ص34-35.

[3] سامي أبو بدر: "طيف أميرة " ص41.

[4] سامي أبو بدر: "طيف أميرة " ص46.

[5] سامي أبو بدر: "طيف أميرة " ص86.

[6] سامي أبو بدر: "طيف أميرة " ص8.