ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحوارات والنقاشات العامة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   متدينة ويتحايلون في أكل الأموال!! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=236365)

ابوالوليد المسلم 15-07-2020 01:53 AM

متدينة ويتحايلون في أكل الأموال!!
 
متدينة ويتحايلون في أكل الأموال!!


د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف







قالوا عن شخص يقال له "رويم": "إنه كان يكتم حبَّ الدنيا لما لم يجدها، فلما وجدها أظهر ما كان يكتم من حبِّها"؛ (ينظر: المنتظم لابن الجوزي 13/163).

ومن مكايد الشيطان أن يوقع بعض المتدينة في ذم الدنيا، لا لأجل أنها تشغل عن الله والدار الآخرة، وإنما يذمونها؛ لعدم حُصُول مآربهم منها.

قال ابن تيميَّة: "لا تنظر إلى كثرة ذَمِّ الناس ذمًّا غير ديني؛ فإنَّ أكثر العامة إنما يذمونها؛ لعدم حُصُول أغراضهم منها، فإنها لم تصف لأحد قط، ولو نال منها ما عساه أن ينال.

فأكثر ذم الناس للدنيا ليس من جهة شغلها لهم عن الآخرة، وإنَّما هو من جهة ما يلحقهم من الضرر فيها، وهي مذمومة في ذلك، وأعلى وجوه الذم هو ما شَغَل عن الآخرة..."؛ (مجموع الفتاوى 20/148، وينظر: مدارج السالكين 2/444).

وكان الحسن البصري يحلف بالله: ما أعز أحد الدرهم إلا أذلّه الله، وقال - رحمه الله -: "أهينوا الدنيا، فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتها"؛ (أخرجه أبو نعيم في الحلية 4/576, 279).

وبعض متدينة العصر لا يترددون عن أكل السحت، والتوثُّب على المال الحرام، ويتدثرون بالتأويلات الفاسدة، فهذا يتخوَّض في المال العام بحجة أن له حقًّا في هذا المال، وآخر لا يرعوي عن اقتناص كل ما تطوله يده ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، بدعوى "الظفر"، وثالث يُفرِّط في أداء الأمانات، فتراه محافظًا على تأخره عن عمله الوظيفي من تعليم أو قضاء، ويتعلل بأن دوامه يبدأ حيث امتطى راحلته من عقر داره، فهو في دوام الوظيفة منذ انطلق من دويرة بيته.


ومع ركام هذه التأولات والتكلفات، إلا أن الحق أبلج، والإثم ما حاك في النفس، وكره الشخص أن يطلع عليه الناس، وكما قال تعالى: ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14 - 15].

فاللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك.





الساعة الآن : 08:07 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.60 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.40%)]