ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=41)
-   -   فوائد وعبر من حياة الامام الألباني رحمه الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=243564)

ابوالوليد المسلم 21-10-2020 10:08 PM

فوائد وعبر من حياة الامام الألباني رحمه الله
 
فوائد وعبر من حياة الامام الألباني رحمه الله


بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه نقولاتٌ مختارة ، من كتاب الشيخ الفاضل : عبدالعزيز السدحان " الإمام الألباني رحمه الله .. دروسٌ ومواقفٌ وعِبَرٌ " ، و هو الكتاب الذي قدَّم له الشيخ عبدالله بن عقيل .
هذا ، و النسخة التي بين يدي من دار التوحيد للنشر .
- كلامٌ نفيس من الشيخ على من يدعو لتطبيق شرع الله ، و هو لا يُطبِّقُه في نفسه !!
يقول الشيخ - رحمه الله - : " .... ولكن هناك اختلافا كبيرا بين الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة - ساحة الإصلاح و محاولة إعادة الحياة الإسلامية ، و استئناف الحياة الإسلامية و إقامة الدولة الإسلامية - هذه الجماعات مختلفة مع الأسف الشديد أشدَّ الاختلاف حول نقطة البدء بالإصلاح ؛ فنحن نخالف كل الجماعات الإسلامية في هذه النقطة ، ونرى أنه لابُدَّ من التصفية و التربية معا ، أما أن نبدأ بالأمور السياسية .. و الذين يشتغلون بالسياسة قد تكون عقائدُهم خرابا يبابًا ، و قد يكون سلوكُهم من الناحية الإسلامية بعيدا عن الشريعة ، و الذين يشتغلون بتكتيل الناس و تجميعهم على كلمة ( إسلام ) عامّة ليس لها مفاهيم واضحة في أذهان هؤلاء المتكتِّلين حول أؤلئك الدعاة ، و من ثَمَّ ليس لهذا الإسلام أيُّ أثر في منطلقهم في حياتهم ، و لهذا تجد كثيرًا من هؤلاء و هؤلاء لا يُحقِّقون الإسلام في ذوات أنفسهم فيما يمكنهم أن يطبِّقوه بكل سهولة ، بحيث لا أحدَ - مهما كان متكبرًا جبّارًا - بدخل بينه و بين نفسه .
وفي الوقت نفسه يرفع هؤلاء أصواتم بأنه : لا حكم إلا لله ، و لابد أن يكون الحكم بما أنزل الله .. وهذه كلمة حقٍّ ، ولكن فاقدُ الشيء لا يُعطيه ، فإذا كان أكثر المسلمين اليوم لا يُقيمون حكم الله في أنفسهم و يطالبون غيرهم بأن يُقيموا حكم الله في دولتهم ، فإنهم لن يستطيعوا تحقيق ذلك .. ففاقد الشيء لا يُعطيه ، لأن هؤلاء الحكام هم من هذه الأمة ، و على الحكام و المحكومين أن يعرفوا سبب هذا الضعف الذي يعيشونه ، يجب أن يعرفوا لماذا لا يحكُم حكّام المسلمين اليوم بالإسلام إلا في بعض النواحي ؟ ولماذا لا يطبق هؤلاء الدعاةُ الإسلامَ في أنفسهم قبل أن يُطالبوا غيرَهم بتطبيقه في دولتهم ؟!
الجواب واحد ، وهو إمّا أنهم لا يعرفون الإسلام و لا يفهمونه إلا إجمالا ، و إما أنهم لم يُربَّوا على هذا الإسلام في منطلقهم ، و في حياتهم ، و في أخلاقهم ، وفي تعاملهم مع بعضهم و مع غيرهم .. و الغالب - كما نعلمه بالتجربة - أنهم يعيشون في العلة الأولى الكبرى ، و هي : بُعدُهم عن فهم الإسلام فهمًا صحيحا ، كيف لا ؟ وفي الدعاة اليوم من يعتبر السلفيين بأنهم يُضيِّعون عُمرهم في التوحيد !! و يا سبحان الله ! ما أشدّ إغراق من يقول مثل هذا الكلام في الجهل ؛ لأنه يتغافل - إن لم يكن غافلا حقّا - عن أن دعوة الأنبياء و الرسل الكرام كانت أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت . صـ142 .
- فائدة عن وضع الخطِّ تحت الكلام المراد لفتُ النظر إليه .. أم فوقَه ؟
قال الشيخ - رحمه الله - : " إنَّ وضعَ الخطِّ فوقَ الكلمات المراد لفت النظر إليها هو صنيع علمائنا تبعا لطريقة المحدِّثين ، و أمّا وضع الخط تحت الكلمة فهو من صنع الأوربيِّين ، وقد أُمِرنا بمخالفتهم " . صـ149 .
- قصة الشاب حديث العهد بالالتزام ، والذي خاف أن يُقفِل الشيخ الهاتف في وجهه !!
" اتّصل به شابٌّ هاتفيا ، فلما رفع الشيخ سماعةَ الهاتف بادره الشاب بقوله : أنا شاب حديث عهد بالالتزام ، وقد سمعتُ أنّك تُغلق الهاتف بسرعة فإيّاك أن تُغلقَ الهاتف حتى أُنهي كلاميّ ! فضحِكَ الشيخُ و أعطاه ما يُريد " . صـ159 .
- دعوة الشيخ طلبةَ العلم للرفق و الموعظة الحسنة :
1- يقول الشيخ - رحمه الله - : " ... لذلك أُكرّر القول لإخواني طلبة العلم أن يبتعدوا عن كلِّ خُلُقٍ ليس إسلاميا ، ومن ذلك أن لا يغتروا بما أوتوا من علم ، و أن لا يغلبهم العجب ، و أن ينصحوا الناس أخيرًا بالتي هي أحسن ، ويبتعدوا عن الأساليب القاسية و والشديدة في الدعوة ؛ لأننا جميعا نعتقد الله - عزّ و جل - حين قال : ادعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إنما قال ذلك لأن الحق في نفسه ثقيلٌ على الناس ، ثقيلٌ على النفوس البشرية ، و لذلك هي تستكبر قَبولَه إلا من شاء ربُّك ، فإذا انضمَّ إلى ثِقَلِ الحقِّ على النفس البشريَّةِ عضوٌ آخرٌ و ثِقَلٌ آخرٌ و هو القسوة في الدعوة ، كان ذلك تنفيرا للناس عن الدعوة .
وقد تعلمون قول الرسول : إن منكم لمنفرين ( ثلاثا ) .
وختاما : أسأل الله - عز وجل - أن لا يجعل منّا منفرين ، و إنما يجعلُنا حكماء عاملين بالكتاب و السنة . " . صـ164 .
2- و يقول - رحمه الله - : " ... وعلينا أن نترفقَ في دعوتنا المخالفين إليها ، و أن نكون مع قوله تبارك و تعالى دائمًا و أبدًا : ادْعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن .
و أول من يستحق أن نستعمل معه هذه الحكمة هو من كان أشدَّ خصومةً لنا في مبدئنا و عقيدتنا ، حتى لا نجمع بين ثِقَلِ دعوة الحقِّ التي امتنَّ الله - عز وجل - بها علينا ، و بين ثِقَلِ أسلوب الدعوة إلى الله - عزّ وجل - . " صـ184 .
- قصَّةُ محمد الخطيب الذي كاد أن يسقط من على السطح .. فبكى الألباني و سجد لله شكرًا :
يقول محمد الخطيب : " كنت مرةً أعمل على سطح بيته و أُصلح بعض الأمور ، فحملت قضيبا طويلا أرفعه من مكان لآخر ، فغلبني القضيب و أنا على السطح فكدت - لولا فضل الله - أن أهوي من أعلى السطح ، فعَلِمَ الشيخُ بالخبر ، فحمد الله على سلامتي ، و سارع ساجدا لله سجدةَ شكرٍ ، و ذرفت عيناه بالبكاء ، و أخرج من جيبه مئةَ دينار أعطاني إيّاها . " صـ167 .
- الألباني ولَّد زوجتَه بنفسه .. و قصة ولادة زوجة محمد الخطيب :
قال محمد الخطيب : " .. وكانت زوجتي على وشك الولادة ، فكان الشيخ دائمَ السؤال عنها ، و قبل يوم الولادة - حينما أردتُّ الانصراف من المكتبة - قال لي الشيخ : خذ سيارة أم الفضل لعلك تحتاجها في منتصف الليل ، وبَقِيَت السيارة عندي يومين ، وفعلا جاءت الولادة في منتصف الليل ، و خرجتُ من بيتي لا أعرف أين أذهب ، وبعد بحث لم أجد قابلة ، فتذكّرتُ أنّ زوجة الشيخ عندها خبرة بالولادة ، فتوجّهتُ نحو بيت الشيخ و أنا متردّد خشية أن أُزعِجَ الشيخ في هذا الوقت المتأخر ، فطرقتُ الباب ، فردَّ عليَّ الشيخ وقدّمتُ اعتذارا شديدا و أعلمتُه حاجتي ، فردَّ عليَّ بلهجة المداعب : لماذا لم تصنع مثل شيخك ؟ فقد قمتُ بتوليد زوجتي بنفسي ، ثم أردف قائلا : لحظات و أوقظ لك أُمَّ الفضل ، و ذهبت معي ، و رُزقنا بولدي عبد الله. " صـ168 .
- الألباني يوقِظُ تلامذته لصلاة الفجر :
قال الشيخ العوايشة : " كان الشيخ يمرُّ على بيوت تلامذته بنفسه يوقظهم لصلاة الفجر " صـ169 .
- غسل الشيخ ملابسَ تلميذه :
قال عصام موسى هادي : " كان يتردَّد على شيخنا طالبٌ عُماني يدرس في الأردن كنيتُه ( أبو عبدالرحمن ) ، فبينما هو ذات يوم في بيت شيخنا ولا يوجد إلا أنا و شيخنا و الأخ العماني قال شيخنا له : من يغسل ملابسك ؟ فقال الأخ العماني : أنا .
فقال شيخنا : أحضر ملابسك إليَّ ونحن نغسلها . فقال الأخ العماني و الحياء قد أخذ بمجامعه : لا أريد أن أغلبك ، أو قال : أتعبك ، فقال شيخنا و هو يبتسم : لا تتعبنا و إنما تتعب الغسَّالة " . صـ173 .
- المال الذي وضعه الشيخ في كتاب تلميذه :
قال عصام موسى هادي : " عمل عند شيخنا طالب علم كان يدرس في المعهد الشرعي ، وفي وقت فراغه يأتي عند شيخنا فينسخ له ، فحدثني هذا الطالب بأن شيخنا قال له مرَّةً : ارني هذا الكتاب الذي معك - لكتاب كان معه - ، ثم أخذ شيخنا ينظر في الكتاب ، ثم خرج من المكتبة ومعه الكتاب ثم عاد و أعاد الكتاب للطالب ، فلما خرج الطالب من عند شيخنا قال : لاحظتُ أن في الكتاب شيئا ، فلما نظرتُ و إذا بشيخنا قد وضع فيه مالا " صـ173 .
- صلاة الشيخ في المسجد الأقصى عام 1385 هـ :
قال الشيخ - رحمه الله - : " و لقد شددت الرَّحْل إلى بيت المقدس لأول مرة بتاريخ 23/5/1385 هـ حين اتفقتْ حكومتا الأردن وسوريا على السماح لرعاياها بدخول أفراد كلٍّ منهما إلى الأخرى بدون جواز سفر ، فاهتبلتُها فرصة فسافرتُ فصليت في المسجد الأقصى ، و زرتُ الصخرة للاطلاع فقط ؛ فإنه لا فضيلة لها شرعا ، خلافا لزعم الجماهير من الناس ، و مشايعة الحكومات لها " صـ194 .
- نصيحة الشيخ للمسلمين أن يعملوا و إن لم يعلموا الحكمة من العمل :
قال الشيخ - رحمه الله - : " يجب عليك أيها السلم أن تعتقد أن لله في كل ما شرع لعباده من أمر أو نهي أو إباحة - حكمةٌ بل حِكَمًا بالغة ، علمها من علمها و جهلها من جهلها ، تظهر لبعضهم و تخفى على آخرين ، و لذلك فالواجب على المسلم حقا أن يُبادرَ إلى طاعة الله ، ولا يتلكّأ في ذلك حتى تتبين له الحكمة ، فإن ذلك مما يُنافي الإيمان الذي هو التسليم المطلق للشارع الحكيم ، و ولذا قال - عز وجل - في القرآن الكريم : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما .
وعلى هذا عاش سلفُنا الصالح ، فأعزّهم الله ، و فتح له البلاد و قلوب العباد ، و لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، و لقد كان لأبي بكر الصديق قصب السبق فيه ، وكان مثالا صالحا لغيره ، كما يدل على ذلك موقفه الرائع في قصة صلح الحديبية .. " صـ247 .
- ضرورة تركيز الجماعات الإسلامية على الدعوة للتوحيد :
قال الشيخ - رحمه الله - : " .. ولا بُدَّ من التركيز على الدعوة إلى التوحيد في كل مجتمع أو تكتُّلٍ إسلامي يسعى - حقيقةً وحثيثًا - إلى ما تُدندِن به كل الجماعات الإسلامية أو جُلُّها ، وهو تحقيق المجتمع الإسلامي و إقامة الدولة المسلمة التي تحكم بما أنزل الله على أيِّ أرض لا تحكم بما أنزل الله .. هذه الجماعات أو هذه الطوائف لا يمكنها أن تحقِّق هذه الغاية التي أجمعوا على تحقيقها ، وعلى السعي حقيقا إلى جعلها حقيقة واقعية إلا بالبدء بما بدأ به الرسول " صـ248 .
- أمنية الشيخ الألباني في إرسال علماء دعاة للغرب :
يقول الشيخ - رحمه الله - : " ... واعتقادي أن كثيرًا من الكفار لو أُتيحَ لهم الاطِّلاع على الأصول و العقائد و العبادات التي جاء بها الإسلام لسارعوا إلى الدخول فيه أفواجا ، كما وقع ذلك في أول الأمر ، فليتَ أن بعض الدول الإسلامية تُرسِلُ إلى بلاد الغرب من يدعو إلى الإسلام ممن هو على علم به على حقيقته ، وعلى معرفة بما أُلصِقَ به من الخرافات و البدع و الافتراءات ليحسن عرضَه على المدعوين إليه ، وذلك يستدعي أن يكون على علم بالكتاب و السنة الصحيحة ، ومعرفةٍ ببعض اللغات الأجنبية الرائجة ، وهذا شيء عزيز يكاد يكون مفقودا ، فالقضية تتطلب استعداداتٍ هامة ؛ فلعلهم يفعلون " صـ248 .
- نصيحة الألباني للداعية بترك الجدال إن كان المُجادّل متعصِّبا :
يقول الشيخ - رحمه الله - : " ينبغي أن يُلاحِظَ الداعية أنه إذا تبيَّنَ له أنه لا جدوى من المجادَلة مع المخالف له لتعصبه لرأيه ، و أنه إذا صابره على الجدل فلربما ترتب عليه ما لا يجوز ، فمن الخير له حينئذٍ أن يدعَ الجدال معه ؛ لقوله : " أنا زعيم ببيت في رَبَضِ الجنّة لمن ترك المراء و إن كان مُحقّا " رواه أبو داود بسند حسن عن أبي أمامة ، و للترمذي نحوه من حديث أنس وحسنّه " صـ250 .
- شفاعة ابن باز للألباني عند ملك الأردن .. وقبول الملك الشفاعةَ :
قال مؤلِّف الكتاب : " و عندما بلغ الشيخ ابن باز أن حكومة الأردن قررت إخراج الشيخ من الأردن ، كتب الشيخ كتابا إلى ملك الأردن السابق يشفَعُ فيه بعدم إخراج الشيخ ناصر ، و يذكرهم بمقام الشيخ ، فما كان من الملك إلا الموافقة ، وقرّت عين الشيخ ابن باز بقبول الشفاعة ، و عين الشيخ ناصر بالبقاء " صـ261 .
- تسلية ابن باز للألباني لما أُنهِيّت خدماته من الجامعة الإسلامية :
قال مؤلِّف الكتاب : " و عندما حصل للإمام الألباني ما حصل من بعضهم في الجامعة الإسلامية ، و قامت إدارة الجامعة بدورها على إنهاء خدماته ، وبلغ ذلك الشيخ ناصر .. قال : حسبنا الله و نعم الوكيل ، قال ابن باز مسليا له : ( حيثما تقوم بواجب الدعوة لا فرق عندك ) " صـ261 .
- الألباني يرثي ابن باز :
قال مؤلِّف الكتاب : " و عندما بلغ الشيخَ ناصر خبرُ موت الشيخ ابن باز لم يتمالك نفسَه من البكاء ، فدمعت عيناه دمعات حارة ، وتكلم عنه بكلمات رقيقة بارَّة ، و قال : ( إنّا لله و إنّا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرًا منها ، رحمه الله رحمةً واسعة ، و جزاه عن الإسلام و المسلمين خيرا .
كل ابن أنثى و إن طال سلامتُه .. يومًا على آلة حدباء محمولُ
لقد كان الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - من خيرة العلماء ، نسأل الله تعالى أن يجعل مأواه الجنة ، و لو أن هذه الحياة دامت لأحد لدامت للمصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، رحمه الله و ألحقنا و إياه بالصالحين ) " صـ262 .
- قيادة الألباني للسيارات .. و رأي ابن باز :
قال مؤلِّف الكتاب : " كان أحد طلبة العلم راكبا مع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - ، كان الشيخ ناصر يُسرع في قيادته للسيارة ، فقال ذاك الطالب : يا شيخ ، هذه سرعة ولا تجوز ، و الشيخ ابن باز أخبر أن ذلك من إلقاء النفس إلى التهلكة . أو كلاما قريبا من هذا ، فضحك الشيخ الألباني ، و قال : هذه فتيا من لم يجرِّب فنَّ القيادة ! فقال الالب : يا شيخ ، سأنقل هذا الكلام إلى الشيخ عبدالعزيز ، فقال : انقله .
قال الطالب : فقابلتُ الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - في مكة و أخبرتُه بكلامي مع الشيخ الألباني و أخبرتُه بكلام الشيخ لي ، فضحك ، و قال : هذه فتوى من لم يجرِّب دفع الديّة ! " صـ264 .
- سميُّ ابن باز .. و الألباني :
قال مؤلّف الكتاب : " ومن لطائف الموافقات فيما يتعلق باسم الإما ابن باز فقد جاء ( سير أعلام النبلاء ) أن الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى - ترجم لإمام يُشاركه الشيخ في الكنية و اللقب ، فقال ( ابن باز الحافظ الإمام ، أبو عبدالله ... ) ثم قال : ( محدّث مُتقِنٌ مفيد ، وُلِد سنةَ 522 هـ ، ومات 622 هـ ) .
ومما يتعلق باسم الإمام الألباني ما جاء في ( تاريخ دمشق ) لابن عساكر : ( محمد بن نوح ، قدم دمشق و حدّث بها و ببغداد ومصر . قال الخطيب : كان ثقة مأمونا ، وما رأينا كتبا أصحَّ من كتبه و لا أحسن ) . " صـ264 .
- الشيخ وهو كبير في السن :
" 1- لما ثقل في مرضه الذي مات فيه كان يقول لأهله : احملوني إلى المكتبة ، فإذا أدخلوه إليها قال : أجلسوني . قالوا : لا تستطيع . فكان - رحمه الله تعالى - يضطجع و يأمر بالكتاب فيُقرأ عليه .
2- لما ضعفت يدُه عن الكتابة الطويلة كان يُملي على بعض أبنائه و حفدته ما يُخرِّجُه من أحاديث .
قال الشيخ محمد إبراهيم شقرة : ( كان الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى - لا يهدأ عن البحث ، حتى إنه إذا أراد أن يكتب شيئا قال اكتب يا عبداللطيف ... اكتب يا عبادة .. اكتب يا لؤي ) .
3- قال الشيخ علي بن حسن : ( أملى الشيخ الألباني قبل وفاته بشهور قليلة ثماني عشرة صفحة في تخريج حديث ضعيف منكر حشد له بين يديه على طاولته عشرات المراجع الحديثية مخطوطة و مطبوعة ) .
4- قال الشيخ علي بن حسن أيضا : ( كان آخِر كتاب عمل به شيخنا - يرحمه الله - في السنتين الأخيرتين هو كتابه " تهذيب صحيح الجامع الصغير و الاستدراك عليه " ، ولقد قال لي حين سألته عنه أولَ اشتغاله به : هذا مشروع اقترحه عليَّ مرضي و عجزي ) .
5- ذكر الشيخ علي خشّان أن الشيخ قبل وفاته بأيام كان إذا أفاق من مرضه قال : أعطوني الجرح الثاني . يعني كتاب ( الجرح و التعديل ) لابن أبي حاتم .
6- و ذكر الشيخ علي بن حسن أن عبداللطيف نجل الشيخ الألباني أخبره أن الشيخ - رحمه الله - طلب منه قبل نحو ثمانٍ و أربعين ساعة من وفاته إحضار كتاب ( صحيح سنن أبي داود ) لينظر فيه شيئا وقع في قلبه و ورد على ذهنه .
" صـ275-276 .
- من أهمِّ نعم الله على الألباني :
قال الشيخ - رحمه الله - : " إن نِعَمَ الله عليَّ كثيرةٌ لا أُحصي لها عددا ، و لعل من أهمها اثنتين : هجرةُ والدي إلى الشام ، ثم تعليمُه إياي مهنتَه في إصلاح الساعات .
أما الأولى : فقد يسَّرتْ لي تعلم العربية ، و لو ظللنا في ألبانيا لما توقعتُ أن أتعلم منها حرفا ، ولا سبيل إلى كتاب الله و سنة رسوله إلا عن طريق العربية .
و أما الثانية - وهي تعلم مهنة الساعات - : فقد قيّضت لي فراغًا من الوقت أملؤُه بطلب العلم ، و أتاحت لي فرص التردد على المكتبة الظاهرية و غيرها ساعات من كل يوم ، و لو أني لزمت صناعة النجارة - التي حاولتُ التدرب عليها أولا - لالتهمت ووقتي كلَّه ، و وبالتالي لسدّت بوجهي سُبُلّ العلم الذي لا بُدَّ لطالبه من التفرغ " صـ286 .
- يكاد الألباني يتمنى الموت ......... :
قال الشيخ - رحمه الله تعالى - تحت حديث ( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين ، و أقلهم من يجوز ذلك ) . قال ابن عرفة : و أنا من ذلك الأقل - فقال الشيخ الألباني - رحمه الله - معلقا على قول ابن عرفة :
" و أنا أيضا من ذلك الأقل ؛ فقد جاوزتُ الرابعة و الثمانين ، سائلا المولى سبحانه و تعالى أن أكون ممن طال عمره و حسن عمله ، ومع ذلك فإني أكاد أتمنى الموت ؛ لما أصاب المسلمين من الانحراف عن الدين ، و الذل الذي نزل بهم حتى الأذلّين ، ولكن حاشا أن أتمنى و حديث أنس ماثلٌ أمامي منذ نعومة أظفاري ، فليس لي أن أقول إلا كما أمرني نبيّي ( اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) . وداعيا بما علمنيه - عليه الصلاة و السلام - : ( اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوَّتنا ما أحييتنا ، و اجعلها الوارث منا ) .
وقد تفضل سبحانه فاستجاب و متعني بكل ذلك ، فها أنا ذا لا أزال أبحث و أحقق و أكتب بنشاط قلَّ مثيلُه ، و أصلي النوافل قائما ، و أسوق السيارة بنفسي المسافات الشاسعة ، و بسرعة ينصحني بعض الأحبة بتخفيفها ، ولي في ذلك تفصيلٌ يعرفُه بعضَهم ! أقول هذا من باب و أما بنعمة ربك فحدِّث ، راجيا من المولى سبحانه و تعالى أن يزيدني من فضله ، فيجعل ذلك كله الوارث مني ، و أن يتوفاني مسلما على السنة التي نذرتُ لها حياتي دعوةً و كتابةً ، و يلحقني بالشهداء و الصالحين ، و حسُنَ أؤلئك رفيقا ، إنه سميعٌ مجيبٌ . " صـ287 .
- دفْنُ الشيخ في مقبرة قديمة .. ربما يكون الشيخُ آخر من دُفِنَ فيها :
قال تلميذُه الشيخ محمد إبراهيم شقرة : " المقبرة التي دُفِنَ فيها مقبرةٌ مغلقة مُنِعَ الدفنُ فيها ، أو كانت البلدية تفكر في إزالتها ، فحضر وكيل أمين العاصمة و شهد الدفن و أمر أن يُدفن الشيخ في المقبرة نفسها رغم أنها مغلقة ، ثم أمروا بأن يُقام سور حولها و ألا يكون هناك دفنٌ بعد الشيخ - رحمه الله - ، فربما يكون آخِرَ من دُفِنَ في هذه المقبرة ، و لعل الله حفظ بوجوده فيها الأموات الذين سبقوه أن تُنْبَشَ قبورُهم " .
قال مؤلِّفُ الكتاب : " فائدة : قال ابن المنكدر - رحمه الله تعالى - : ( إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده و ولد ولده و الدُّوَيْرات التي حوله ، فما يزالون في حفظٍ من الله و ستر ) " . صـ289 .
- مسامحة الألباني لمؤلف هذا الكتاب :
قال مؤلِّف الكتاب : " قابلتُ الشيخ بعد ذلك في الحج ، وكان مقيما في مخيم السكن الخاص للقائمين على مستشفى الحرس الوطني في منى ، زُرتُه في خيمته بصحبة الشيخ عبدالكريم المنيف ، و لم يكن أحد عنده سوى ولده - أظنه عبدالمصور - ، فلما انتهت الزيارة و وقمنا من عنده و أردنا الخروج رجعتُ إليه فقلتُ : يا شيخ جرى كلامٌ فيك مع بعض المحبين لك في مكة و قلت له كلمة ليست قدحا في شخصك معاذ الله لكني ندمت على قولها ، و أنا أريد مسامحتك . فلم يسألني - رحمه الله تعالى - عنها ، بل قال لي كلاما أذكرُه إن شاء الله بحروفه ، قال لي : ( أحَلَّكَ الله فيما قلتَ ، و فيما ستقول ، و فيما لم تقل ) ، فقبّلتُ رأسه و ودَّعتُه " .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
منقول .....








الساعة الآن : 02:27 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 20.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.38 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.46%)]