ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الفتاوى الشرعية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=43)
-   -   جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=150494)

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 05-03-2006 11:45 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله عز وجل :
{ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَـلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) }
سورة البقرة

قال علي وابن عباس وأكثر المفسرين رضي الله عنهم: الرعد اسم ملك يسوق السحاب والبرق لمعان سوط من نور يزجر به الملك السحاب. وقيل الصوت زجر السحاب وقيل تسبيح الملك. وقيل الرعد نطق الملك والبرق ضحكه. وقال مجاهد الرعد اسم الملك ويقال لصوته أيضا رعد والبرق
ملك يسوق السحاب وقال شهر بن حوشب: الرعد ملك يزجي السحاب فإذا تبددت ضمها فإذا اشتد غضبه طارت من فيه النار فهي الصواعق، وقيل الرعد صوت انحراف الريح بين السحاب والأول أصح.
راجع تفسير البغوى جـ 1/69

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (243) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) }
سورة البقرة
قال أكثر أهل التفسير: كانت قرية يقال لها: داوردان قبل واسط بها وقع الطاعون، فخرجت طائفة منها وبقيت طائفة، فهلك أكثر من بقي في القرية وسلم الذين خرجوا، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابنا كانوا أحزم منا، لو صنعنا كما صنعوا لبقينا، ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن إلى أرض لا وباء بها، فوقع الطاعون من قابل فهرب عامة أهلها، وخرجوا حتى نزلوا واديا أفيح فلما نزلوا المكان الذي يبتغون فيه النجاة ناداهم ملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه: أن موتوا فماتوا جميعا.

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا
فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ
ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)
وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ
مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) "
سورة آل عمران

قال الزمخشري : ( فإن قلت ) : كيف قيل إذا ضربوا في الأرض مع قالوا؟ ثم قال : هو حكاية الحال الماضية ، كقولك : حين تضربون في الأرض انتهى كلامه .
قال أبو حيان : ويمكن إقرار إذا على ما استقر لها من الاستقبال ، والعامل فيها مضاف مستقبل محذوف ، وهو لا بدّ من تقدير مضاف غاية ما فيه أنّا نقدره مستقبلاً حتى يعمل في الظرف المستقبل ، لكنْ يكون الضمير في قوله : لو كانوا عائداً على إخوانهم لفظاً ، وعلى غيرهم معنى ، مثل قوله تعالى : { وما يعمّر من معمر ولا ينقص من عمره }
وقول العرب : عندي درهم ونصفه . وقول الشاعر :
قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا ونصفه فقد

قال الرازى : المنافقون كانوا يظنون أن الخارج منهم لسفر بعيد ، وهو المراد بقوله : { إِذَا ضَرَبُواْ فِى الأرض } والخارج إلى الغزو ، وهو المراد بقوله : { أَوْ كَانُواْ غُزًّى } إذا نالهم موت أو قتل فذلك إنما نالهم بسبب السفر والغزو ، وجعلوا ذلك سببا لتنفير الناس عن الجهاد ، وذلك لأن في الطباع محبة الحياة وكراهية الموت والقتل ، فإذا قيل للمرء : إن تحرزت من السفر والجهاد فأنت سليم طيب العيش ، وان تقحمت أحدهما وصلت الى الموت أو القتل ، فالغالب أنه ينفر طبعه عن ذلك ويرغب في ملازمة البيت ، وكان ذلك من مكايد المنافقين في تنفير المؤمنين عن الجهاد .
فان قيل : فلماذا ذكر بعض الضرب في الأرض الغزو وهو داخل فيه؟
قلنا : لأن الضرب في الأرض يراد به الابعاد في السفر ، لا ما يقرب منه ، وفي الغزو لا فرق بين بعيده وقريبه ، اذ الخارج من المدينة إلى جبل أحد لا يوصف بأنه ضارب في الأرض مع قرب المسافة وإن كان غازيا ، فهذا فائدة إفراد الغزو عن الضرب في الأرض .

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif : " خَمْسٌ بِخَمْسٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا خَمْسٌ بِخَمْسٍ؟ قَالَ:مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلا سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ، وَمَا حَكَمُوا بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا فَشَا فِيهِمُ الْفَقْرُ، وَلا ظَهَرَتْ فِيهِمُ الْفَاحِشَةُ إِلا فَشَا فِيهِمُ الْمَوْتُ، وَلا طفَّفُوا الْمِكْيَالَ إِلا مُنِعُوا النَّبَاتَ وَأُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَلا مَنَعُوا الزَّكَاةَ إِلا حُبِسَ عَنْهُمُ الْقَطْرُ ".
رواه الطبرانى فى المعجم الكبير برقم (10992)
وحسنه شيخنا الألبانى فى صحيح الجامع الصغير

عَنْ أَبَى هُرَيْرَةَ قُالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif : " لَا عَـدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ وَفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنْ الْأَسَدِ " .
رواه البخارى برقم (5380)
( لا عـدوى ) اسم من الإعـداء كالرعـوى من الإرعاء والبقوى من الإبقاء
يقال : أعداه الداء يعـديه إعـداء وهو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء .
والعدوى ليست مؤثرة بذاتها وطبعها وإنما التأثير بتقدير الله عز وجل والعدوى انتقال المرض من المصاب إلى غيره .
وقيل هو خبر بمعنى النهي أي لا يتسبب أحد بعدوى غيره .
( لا طيرة ) فيه النهي عن التطير وهو التشاؤم .
( هامة ) هي رأس الإنسان . ويقال اسم لطائر يطير بالليل كانوا يتشاءمون به . وقيل كانوا يزعمون أن روح القتيل إذا لم يؤخذ بثأره صارت طائرا يقول اسقوني اسقوني حتى يثأر له فيطير .
( صفر ) هو الشهر الهجرى المعروف وكانوا فى الجاهلية يتشاءمون بدخوله فنهى الإسلام عن ذلك .
( المجذوم ) المصاب بالجذام وهو مرض تتناثر فيه أعضاء الإنسان عافانا الله من ذلك .

وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif قَالَ : " لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ " .
رواه البخارى برقم (5424)

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ :
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ..........وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ


وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ :
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً .............بـِوَادٍ وَحَـــوْلِي إِذْخِـرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يـَوْمًا مِيَاهَ مَجَـــنَّةٍ.............وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
رواه البخارى برقم (1790)

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : " لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif الْمَرَضَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَعَلَ يَقُولُ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى " .
رواه البخارى برقم ( 4172)

أسأل الله عز وجل أن نكون ممن يستفيدون من المواقف والأمور التى
تتعرض لها الأمة الإسلامية ، وأسأله سبحانه أن يجعلنا أدوات بناء
لا أدوات هدم ، وأن يقينا شر أنفسنا وشر الشيطان وشركه آمين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 05-03-2006 11:59 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : " جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ ؟ قَالَ : الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ قَالَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : ثُمَّ عُـقُوقُ الْوَالِدَيْنِ قَالَ: ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : الْيَمِينُ الْغَمُوسُ . قُلْتُ : وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ ؟ قَالَ : الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ "
رواه البخارى برقم (6920)

الْأَيْمَانُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ : الْيَمِينُ الْغَمُوسُ ، وَاليَمِينٌ المُنْعَـقِدَةٌ ، وَيَمِينٌ الّلَغـْوٌ .

فَاليَمِينِ الْغَمُوسُ : هُوَ الْحَلِفُ عَلَى أَمْرٍ مَاضٍ يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ فِيهِ ، فَهَذِهِ الْيَمِينُ يَأْثَمُ فِيهَا صَاحِبُهَا .
وقيل : اليمين الغموس هو أن يحلف الرجل على الشىء وهو يعـلم أنه كاذب؛ ليرضى بذلك أحدًا، أو يقتطع بها مالا، وهى أعـظم من أن يُكَفَّـر .
وجمهور العـلماء : لا يرى فيها الكفارة، وبه قال الحسن البصرى والنخعى ومالك ومن تبعه من أهل المدينة ، والثورى وسائر أهل الكوفة ،والأوزاعى فى أهـل الشام ، وأحمد وأبى ثور وإسحاق وأبى عبيد وأصحاب الحديث.
قال ابن مسعـود: كنا نَعُـدُّ الذنب الذى لا كفارة له اليمين الغموس أن يحلف الرجل على مال أخيه كاذبًا ليقتطعه - ولا مخالف له من الصحابة، فصار كالإجماع، وقد أخبر عليه السلام أن من فعـل ذلك فقد حرم الله عليه الجنة ، وأوجب له النار.

وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : فِيهَا الْكَفَّارَةُ لِأَنَّهَا شُرِعَتْ لِرَفْعِ ذَنْبِ هَتْكِ حُرْمَةِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقَدْ تَحَقَّقَ بِالِاسْتِشْهَادِ بِاَللَّهِ كَاذِبًا فَأَشْبَهَ الْمَعْقُودَةَ .
واحتج الشافعى بأن قال: جاءت السنة فيمن حلف ثم رأى خيرًا مما حلف عليه أن يُحنث نفسه ثم يكفر .
ثُمَّ قَالَ : فِي الْأَمْر بِالْكَفَّارَةِ مَعَ تَعَـمُّد الْحِنْث دَلَالَة عَلَى مَشْرُوعِـيَّة الْكَفَّارَة فِي الْيَمِين الْغَمُوس ؛ لِأَنَّهَا يَمِين حَانِثَة .
وَاسْتَدَلَّ بِهِ عَـلَى أَنَّ الْحَالِف يَجِب عَـلَيْهِ فِعْـل أَيّ الْأَمْرَيْنِ كَانَ أَوْلَى مِنْ الْمُضِيّ فِي حَلِفِهِ أَوْ الْحِنْث وَالْكَفَّارَة .

وَأَهْـلُ العِـلْمِ عَـلَى أَنَّهَا كَبِيرَةٌ مَحْضَةٌ وَالْكَفَّارَةُ عِبَادَةٌ تَتَأَدَّى بِالصَّوْمِ ، وَيُشْتَرَطُ فِيهَا النِّيَّةُ فَلَا تُنَاطُ بِهَا بِخِلَافِ الْمَعْـقُودَةِ ؛ لِأَنَّهَا مُبَاحَةٌ وَلَوْ كَانَ فِيهَا ذَنْبٌ فَهُوَ مُتَأَخِّرٌ مُتَعَـلِّقٌ بِاخْتِيَارٍ مُبْتَدَأٍ وَمَا فِي الْغَـمُوسِ مُلَازِمٌ فَيَمْتَنِعُ الْإِلْحَاقُ ــــ وَالْمُنْعَـقِدَةُ مَا يَحْلِفُ عَلَى أَمْرٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَنْ يَفْعَـلَهُ أَوْ لَا يَفْعَـلَهُ ، فَإِذَا حَنِثَ فِي ذَلِكَ لَزِمَتْهُ الْكَفَّارَةُ .
لِقَوْلِهِ عَـزَّ وَجَلَّ : {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْـوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِـذُكُم بِمَا عَـقـَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّـارَتُهُ إِطْعَـامُ عَشَـرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِـمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَـلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "89" } سورة المائدة
وَالْيَمِينُ اللَّغْـوُ: أَنْ يَحْلِفَ عَلَى أَمْرٍ مَاضٍ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ كَمَا قَالَ وَالْأَمْرُ بِخِلَافِهِ فَهَذِهِ الْيَمِينُ نَرْجُو أَنْ لَا يُؤَاخِذَ اللَّهُ بِهَا صَاحِبَهَا ــــ وَمِنْ اللَّغْـوِ أَنْ يحلف على شئ يظن نفسه صادقا والحقيقة بخلاف ما حلف .
وَالْأَصْلُ فِيهِ قَوْله تَعَالَى : { لَا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْـوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ واللهُ غَـفُـورُُ ُ حَـلِيمُُ ُ "225"}

سورة البقرة
والشَّارِعُ اَلْحَكِيمِ عَـلِمَ أَنَّ الْحَالِفَ بِهَا لَيَفْعَـلَنَّ أَوْ لَا يَفْعَـلَنَّ ، لَيْسَ غَرَضُهُ الِاسْتِخْفَافَ بِحُرْمَةِ اسْمِ اللَّهِ وَالتَّعَـلُّقَ بِهِ لِغَرَضِ الْحَالِفِ الْيَمِينَ الْغَـمُوسَ ، فَشُرِعَ لَهُ الْكَفَّارَةُ ، وَحَلَّ هَذَا الْعَـقْدُ وَأَسْقَطَهَا عَنْ لَغْـوِ الْيَمِينِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْقِدْ قَلْبُهُ شَيْئًا مِنْ الْجِنَايَةِ عَلَى إيمَانِهِ ، فَلَا حَاجَةَ إلَى الْكَفَّارَةِ ، وَإِذَا ظَهَرَ أَنَّ مُوجِبَ لَفْظِ الْيَمِينِ انْعِـقَادُ الْفِعْـلِ بِهَذَا الْيَمِينِ الَّذِي هُوَ إيمَانُهُ بِاَللَّهِ ، فَإِذَا عَـدِمَ الْفِعْـلُ كَانَ مُقْتَضَى لَفْظِهِ عَـدَمَ إيمَانِهِ هَذَا لَوْلَا مَا شَرَعَ اللَّهُ مِنْ الْكَفَّارَةِ ، كَمَا أَنَّ مُقْتَضَى قَوْلِهِ : إنْ فَعَـلْت كَذَا أَوْجَبَ عَلَيَّ كَذَا أَنَّهُ عِنْدَ الْفِعْـلِ يَجِبُ ذَلِكَ الْفِعْـلُ لَوْلَا مَا شَرَعَ اللَّهُ مِنْ الْكَفَّارَةِ .
واحتج جمهور العـلماء فى أن اليمين الغموس لا كفارة فيها؛ لأنه http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif ذكر فى هذه اليمين المقصود بها الحنث والعـصيان العـقوبة والإثم ولم يذكر هاهنا كفارة، ولو كان هاهنا كفارة لذكرها كما ذكر فى اليمين المعـقودة فقال فى الحديث :
( مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِهَا وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ )


ونص الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ " أَعْـتَمَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ فَوَجَدَ الصِّبْيَةَ قَدْ نَامُوا فَأَتَاهُ أَهْلُهُ بِطَعَامِهِ فَحَلَفَ لَا يَأْكُلُ مِنْ أَجْلِ صِبْيَتِهِ ثُمَّ بَدَا لَهُ فَأَكَلَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِهَا وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ»
رواه مسلم برقم (1650) فى كتاب الأيمان باب ندب من حلف يمينا ، فرأى غيرها خيرا منها ، أن يأتى الذى هو خير ، ويكفر عن يمينه .
ويقوى هذا المعنى قوله http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif فى المتلاعنين بعـد أن حـلف كل منهما : « الله يعـلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟ » ولم يوجب كفارة، ولو وجبت لذكرها .

ونص الحديث عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : " فَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ وَقَالَ اللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ "رواه مسلم برقم (1493) فى كتاب اللعان


فَاَلَّذِي يَحْلِفُ عَلَى الْكَذِبِ وَهُوَ يَعْـلَمُ لِيُرْضِيَ بِهِ أَحَدًا أَوْ يَعْـتَذِرَ بِهِ إِلَى مُعْـتَذَرٍ إِلَيْهِ أَوْ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالًا فَهَذَا أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تَكُونَ فِيهِ كَفَّارَةٌ يُرِيدُ أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا مِنْ الْأَيْمَانِ الْغَـمُوسِ لِأَنَّهَا انْعَـقَدَتْ عَلَى إثْمٍ وَكَذِبٍ وَهَذَا إِذَا اعْتَقَدَ فِي نَفْسِهِ مِثْلَ مَا يَظْهَرُ مِنْ حَلِفِهِ .
قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ : مَا كَانَ مِنْ هَذَا فِي مَكْرٍ أَوْ خَدِيعَةٍ فَفِيهِ الْإِثْمُ وَالنِّيَّةُ نِيَّةُ الْحَالِفِ وَمَا كَانَ فِي حَقٍ عَلَيْك فَالنِّيَّةُ نِيَّةُ الَّذِي حَلَّـفَك .
وَ قَالَ مَالِكٌ : فَمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ الْمَكْرِ وَالْخَدِيعَةِ لِيُغْـرِيَ بِهِ مِنْ حَقٍ عَـلَيْهِ فَهُوَ فِيهِ آثِمٌ وَلَا يُكَـفِّرُ وَمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ الْعُـذْرِ أَوْ الِاسْتِحْيَاءِ مِنْ أَخِيك لِمَا بَلَغَهُ عَنْك فَلَا بَأْسَ بِهِ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
إذَا حَلَفَ عَلَى شَيْءٍ يَعْتَقِدُهُ كَمَا حَلَفَ عَلَيْهِ فَتَبَيَّنَ بِخِلَافِهِ .
فَهَذَا أَوْلَى بِعَدَمِ التَّحْنِيثِ مِنْ مَسْأَلَةِ فِعْلِ الْمَحْلُوفِ عَلَيْهِ نَاسِيًا أَوْ جَاهِلًا ؛ وَلِهَذَا فَرَّقَ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمَا بَيْنَ هَذِهِ الصُّورَةِ وَصُورَةِ النَّاسِي وَالْجَاهِلِ فَقَالُوا هُنَا لَا يَحْنَثُ فِي الْيَمِينِ بِاَللَّهِ تَعَالَى وَهُنَاكَ يَحْنَثُ . قَالُوا : لِأَنَّهُ هنا كانت الْيَمِينُ عَلَى الْمَاضِي فَلَمْ تَنْعَقِدْ ؛ لِأَنَّ الْحَالِفَ عَلَى مَاضٍ إنْ كَانَ عَالِمًا فَهُوَ : إمَّا صَادِقٌ بَارٌّ . وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مُتَعَمِّدًا لِلْكَذِبِ فَتَكُونُ يَمِينُهُ الْيَمِينَ الْغَمُوسَ . وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مُخْطِئًا مُعْتَقِدًا أَنَّ الْأَمْرَ كَمَا حَلَفَ عَلَيْهِ : فَهَذَا لَا إثْمَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ وَلَا يَكُونُ عَلَى فَاعِلِهِ إثْمُ الْكَذَّابِ . وَهَذَا هُوَ لَغْـوُ الْيَمِينِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ .


حكم كفارة اليمين
عَنْ مَالِك عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهِ بِإِطْعَامِ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ لِكُلِّ مِسْكِينٍ مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ وَكَانَ يَعْتِقُ الْمِرَارَ إِذَا وَكَّدَ الْيَمِينَ "
رواه مالك فى الموطأ كتاب النذوروالأيمان باب العمل فى كفارة اليمين .

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يقينا شر أنفسنا وشر الشيطان وشِرْكِهِ وشَرَكِهِ
وأن ينعم علينا بوافر نعمه وكريم عطائه إنه ولي ذلك والقادر عليه
اللهم آمــــــين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 06-03-2006 12:06 AM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعـونى يحببكم الله ويغـفر لكم ذنوبكم
والله غـفور رحيم (31)"
سورة آل عمران

إن اتِّباع محمد http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif دليل على حب العبد لله وحب الله للعبد ، وحب الرسول http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif له دلالات واضحة فى الأقوال والأعمال ، بها يكون الإنسان محمدي القول والفعل والعمل .
وإلى زمن ليس ببعيد كانت الأمة الإسلامية مصابة بآفة خطيرة ــ أنها تتكلم كثيرا كثيرا ولا تعمل إلا القليل من الأعمال ــ ولك أن تقول إن شئت تتكلم ولاتعمل .
واحتار الناس كل الناس واشتدت حيرتهم ــ وخاصة أهل الحلم منهم ــ فى مطابقة
الآية القرآنية
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } على واقع المسلمين
وكذلك حديث الرسول http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif
عَــنْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَمِعـْتُ النَّبِيَّ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif يَقُولُ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لَا إِنَّ بَعْـضَكُمْ عَلَى بَعْـضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ " رواه مسلم برقم (125)
قَالَ الْحَسَنُ : "إِنَّ الْقَوْمَ لَا يَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا انْتَظَرُوا الْخَيْرَ " قَالَ قُرَّةُ هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif راجع البخاري برقم (565)
إن مما لا شك فيه أن أمة محمد http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif أمة الخير كلة ويبقى الخير فيها ما بقي
الليل والنهار .
وتسارع الناس إلى اتهام هذه الأمة بأنها أمة نائمة أوشكت على الموت وأن كل صفاتها أنها أمة دائما تقول ولا تعمـل أمة ضعيفة واهية .
ولكن سرعان ما سابقت الأمة الرهان وردت إلى حناجر المغرضين الوصوليين النفعـيين اتهاماتهم لتكون غـُصَّـة تظل فى حناجرهم أبــد الدهـر .
فوقفت وقفة رجل واحد وأثبتت أن نومها نوم الأسود الكواسر ، نوم لا تلين به
قناة وتضعف به هِــمَّـة .

وقـد استبان ذلك للعالم بأسره حينما قامت صحيفة كافرة فى دولة كافرة فى قارة كافرة بالهجوم والتبجح على رسول الله http://www.islamback.com/forums1/sty...ault/salla.gif والنيل من شخصه الكريم
ونسيت أن أمته { خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } وجهلت لأنها أضل من الأنعام أن الله عز وجل أحكم فى كتابه العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
{ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [95] الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ [96] وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ [97] فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ [98] وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [99] }
سورة الحجر

قامت الأمة الإسلامية بأسرها حكوماتها وعلماؤها وشعوبها ــ لم يتكاسل أحـد ــ
وزأروا زأرة الأسود فهزت العروش الكافرة ، وأفرحت القلوب المؤمنة ، فقاطعـت
المعاملات التجارية مع هذه الدولة الكافرة ، وفرضت عليها حربا اقتصادية ، بانت
قوتها ، وقوة أهلها ، فخسرت هذه الدولةالكافرة ، واستكانت وهي الآن فى طريقها إلى لطم الخدود ، وشق الجيوب ،ودعائها بدعاء جاهليتهم القبيحة المقيتة ، ولو استمرت حربنا الاقتصادية لرفعـوا راية الاستسلام ، وأخرجوا ما فى بطونهم من الذل والخزي والمهانة .


وتبقى كلمـــــــة

لماذا لا نقاطع القارة الكافرة بأسرها ، ونعـيش ولو مرة واحـــــدة على ــ بـدء الفعـل
ونترك رد الفعـل ـــ فالكفر ملة واحدة


اللهم انصر الإسلام والمسلمين وارفع راية الدين اللهم من سب رسولك فشل لسانه وعطِّـل أركانه وأجــرى السرطان فى دمــه اللهم مزقه ودولته وقارته شر ممزق
اللهم جُــنَّ عـقله واجعـله فى الطرقات يتلاعب به الصبيان

اللهم آمـــين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 06-03-2006 01:07 AM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
الحـجـامــة

من سنن المرسلين .. عليهم الصلاة والسلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس من سنن المرسلين , الحياء , والحـلم ، والحجـامة ، والسـواك ، والتعـطير ) رواه الطبرانى وإسناده حسن

واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم حجمه أبو طيبة فأمر له بصاعين من طعام , وكلم أهله فوضعوا له من خراجه ,

وقال : ( إن أفضل ما تداويتم به الحجامة , أو هـو من أمثل دوائكم ) حديث أنس عند البخارى ومسلم

وقال : ( الشفاء فى ثلاث : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنا أنهى أمتى عن الكى ) حديث عبد الله ابن عباس عند البخارى

والحـجـامة :

هى فصد قليل من الدم واستخراجه من على سطح

الجلد , باستخدام كأس زجاجى خاص ، وهو مايطلق عليه بــ " كاسات الهواء "

ولقد استخدمت الحجامة فى الطب الحديث على نطاق واسع , واهتم الأطباء

بها لما علمــوه من فوائدها ومنافعها .

وتستخدم الحـجـامة فى علاج أمراض الدورة الدموية .... كعلاج ضغـط الدم،

والتهاب عضلة القلب ، والتهاب الغشاء المبطن للقلب ، والذبحة الصدرية

..... وذلك بحجم منطقة ما تحت الترقوة اليسرى بثلاثة أصابع .

كما استخدمت فى علاج أمراض الصدر ، والقصبة الهوائية ، والمرارة ،

والأمعاء ، والصداع ، وأمراض العيون ، وآلام الرقبة ، والروماتيزم ،

وأمراض النساء ، وذلك فى مواضع متعـددة من الجسم ،

كل موضع يختص بداء من الأدواء

وغير ذلك الكثير والكثير من الأمراض العضال كزيادة نسبة البولينا

فى الدم وزيادة نسبة الكوليسترول الضار فى الدم ،

وعلاج السكر ، وغيرها


والحـجـامة :

تحتاج إلى حَـجْـام صاحب خبرة فى هذا المجال تعـلم

علمهامن أهل الآختصاص بها


والحـجـامة :

موروثة من العـرب ، وهم من اشتغـلوا بها ، سنة عن

النبى صلى الله عليه وسلم ، وتوارثها الناس من بعدهم .


عودا إلى الطب الإسلامى الصحيح

جعلها الله شفاء للمسلمين والمؤمنين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 13-03-2006 08:13 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 





بسم الله الرحمن الرحيم


أبوالدرداء ــ رضى الله عنه ـــ

اسمه

عويمر ابن مالك ابن زيد ابن قيس ابن اميه ابن عامر الخزرجى الأنصارى .... أمه .. محبه بنت واقد ابن عمرو ابن الإطنابة الخزرجى ....

إسلامه

أسلم : يوم غزوة بدر ، وشهد غزوة أحد وما بعدها .
وفى المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسى ـــ رضى الله عنهماـــ

كان تاجرا فقال عن نفسه :... ( كنت تاجرا قبل عهدى برسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلمت أردت أن أجمع بين التجاره والعباده فلم يستقم لى ما أردت , فتركت التجاره وأقبلت على العباده ...
والذى نفس أبى الدرداء بيده , ما أحب أن يكون لى اليوم حانوت ـــ يعنى محل تجارى ـــ على باب المسجد فتفوتنى صلاه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بانشغالى فى تجارتى , ولكنى احب أن أكون من الذين
لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وكان يقال له حكيم هذه الأمه ـــ وذلك لأنه كان كثير المواعظ وحسن الكلام وكان صاحب حكم كثيره ـــ

هو أول من تولى القضاء بدمشق , وفى هذا موقف لما أراد عمرـــ رضى الله عنه ـــ أن يوليه القضاء على دمشق أبى إلا إذا كان ذهابه لأهل دمشق ليعلمهم كتاب الله وسنه نبيه ويصلى بهم ...
فلما إجتمع عليه أهل دمشق وقف فيهم خطيبا فقال :
( يا أهل دمشق أنتم الإخوان فى الدين , والجيران فى الدار , والأنصار على الأعداء ... ماالذى يمنعكم من مودتى والإستجابه لنصيحتى وأنا لا أبتغى منكم شيئا ... مالى أرى علماءكم يذهبون ـــ أى يموتون ـــ وجهالكم لا يتعلمون ... )

وظل يعـظهم الى أن بكى وأبكاهم حتى سُمع نشيجهم ـــ أى صوت بكائهم من خارج المسجد ـــ ومن مواعظه أن شابا قال له أوصنى فقال: ( يا بنى ... أذكر الله فى السراء يذكرك فى الضراء , يا بنى كن عالما أو متعـلما أو مستمعا ولا تكن الرابع ـــ يقصد ولا تكن جاهلا ـــ فتهلك ) .....

وفـاته

توفى ـــ رضى الله عنه ـــ سنة ثنتين وثلاثين ومات هو وكعب الأحبار فى يوم واحد ...

ــــــــــــــــــــ رضى الله عن أبى الدرداء ــــــــــــــــــــ


الشيخ أبوالبراءالأحمدى 14-03-2006 09:36 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
1 مرفق
بسم الله الرحمن الرحيم

بحث وتحقيق فى صلاة التسابيح

قالوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

علمها لعمه العباس رضى الله عنه فقال : يا عماه ألا أعطيك ، ألا أمنحك ، ألا أحبوك ، ألا أفعل لك : عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره ، قديمه وحديثه ، خطاه وعمده ، صغيره وكبيره ، سره وعلانيته ، عشر خصال :: أن تصلى أربع ركعات وتقرأ فى كل ركعة

فاتحة الكتاب وسورة ، فإذا فرغت من القرآن فى أول ركعه ،قلت وأنت قائم سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، خمسة عشر مرة ، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوى ساجدا فتقولها عشرا ، ثم ترفع من السجود فتقولها عشرا ،ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع من السجود فتقولها عشرا ،فذلك خمس وسبعون مرة فى كل ركعة تفعل ذلك فى أربع ركعات وإن استطعت أن تصليها فى كل يوم مرة فافعل فإن لن تفعل ففى كل جمعة ، فإن لم تفعل ففى كل شهر مرة ، فإن لم تفعل ففى كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففى عمرك مرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحديث رواه أبو داوود وابن حبان والحاكم فى المستدرك كما قال الإما م الشوكانى رحمه الله ، وهو من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس رضى الله عنه الخ )
وقد ذكر هذا الحديث ابن خزيمة فى صحيحه ، وقال إن صح هذا الخبر فإن فى القلب من هذا الإسناد شيئا فذكره ، ثم قال رواه إبراهيم بن الحكم أبان عن عكرمة مرسلا ، لم يذكر ابن عباس ، وإبراهيم بن الحكم بن إبان ضعيف وصل مراسيل ، من التاسعة ....
راجع تقريب التهذيب .
قال ابن معين ليس بشىء ،وقال النسائى متروك الحديث ،وقال البخارى سكتوا عنه . قال الحافظ المنذرى ورواه الطبرانى ،وقال فى آخره
( فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفر الله لك )
قلت رواه الطبرانى فى الكبير من حديث ابن عباس بإسناد فيه نافع بن هرمز وهو ضعيف ،ورواه فى الأوسط من طريق أخرى عن ابن عباس
(أنه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام ألا أحبوك )
وفى إسناده عبد القدوس بن حبيب وهو متروك ،ورواه أيضا من طريق أخرى عن ابن عباس أنه قال قال لأبى الجوزاء
(ألا أحبوك ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
من صلى أربع ركعات )
فذكر نحوه ،وفى إسناذ يحيى بن عقبة ابن أبى العيزار وهوضعيف .قال المنذرى قد روى هذا الحديث من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة ،وامثلها حديث عكرمة هذا : يعنى الذى ذكره المصنف . قال وقد صححه جماعة منهم الحافظ أبو بكر الآجرى وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصرى وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسى .قال أو بكر بن أبى داودسمعت أبى يقول : ليس فى صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا ، وقال مسلم صاحب الصحيح لا يروى فى هذا الحديث إسناد أحسن من هذا :يعنى إسناد عكرمة عن ابن عباس ، وقال الحاكم قد صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ابن عمه هذه الصلاة ، ثم قال حدثنا أحمد بن داود حدثنا إسحق بن كامل حدثنا إدريس بن يحيى عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبى حبيب عن نافع عن ابن عمر قال " وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه إلى بلاد الحبشة فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه ، وقال له ألا أهب لك ألا أسرك ألا أمنحك فذكره " قال هذا إسناد صحيح لا غبار عليه * واعترض على هذا التصحيح من وجوه بأن شيخ الحاكم أحمد بن داود المصرى الحرانى تكلم فيه غير واحد من الأئمة ، وكذبه الدارقطنى ،وقد أخرج هذا الحديث الترمذى وابن ماجه والدارقطنى والبيهقى من حديث أبى رافع قال ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه يا عم ألا أحبوك ) فذكر الحديث . قال الترمذى حديث غريب من حديث أبى رافع ،
وأخرجه البيهقى من حديث أبى حيان الكلبى عن أبى الجوزاء عن عمرو قال:
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أحبوك )
فذكر الحديث وروى أيضا الدارقطنى هذا الحديث من طريق عبد الله عن عباس ،ومن طريق أبى رافع عن النبى صلى الله عليه وسلم للعباس الخ . قال ابن حجر رحمه الله لا بأس بإسناد حديث ابن عباس وهو من شرط الحسن فإن له شواهد تقويه ، وقد أساء ابن الجوزى بذكره فى الموضوعات ، وقد رواه أبو داود من حديث ابن عمر بإسناد لا بأس به الحاكم من حديث ابن عمرو ، قال ابن العربى فى شرح الترمذى فى حديث أبى رافع إنه حديث ضعيف ليس له أصل فى الصحة ولا فى الحسن ، وقال إنما ذكره الترمذى لينبه عليه لئلا يغتر به ، وقال العقيلى ليس فى صلاة التسبيح حديث يثبت ، وقال الدارقطنى أصح شىء فى فضائل السور فضل ( قل هو الله أحد ) وأصح شىء فى فضائل الصلاة صلاة التسبيح ، قال النووى فى الأذكار ولا يلزم من هذه العباره أن يكون حديث صلاةالتسبيح صحيحا فإنهم يقولون هذا أصح ما جاء فى الباب وإن كان ضعيفا فمرادهم أرجحه وأقله ضعفا * والحاصل أن صلاة التسبيح وردت من طريق عبد الله بن عباس وأخيه الفضل وأبيهما العباس ، وعبد الله بن عمر ، وأبى رافع وعلى بن أبى طالب وأخيه جعفر ، وأم سلمة ،ورجل من الأنصار رضى الله عنهم أجمعين ، وقد صحح هذا الحديث أو حسنه جماعة من الحفاظ منهم من تقدم ذكره : ومنهم ابن منده والخطيب ، وابن الصلاح ،والسبكى ،والحافظ العلائى . قال السبكى : صلاة التسبيح من مهمات مسائل الدين ولا تغتر بما فهم من النووى فى الأذكار من ردها فإنه اقتصر على رواية الترمذى وابن ماجه ، ورأى قول العقيلى ليس فيها حديث يثبت صحيح ولا حسن ،والظن به لو استحضر ترجيح أبى داود لحديثها وتصحيح ابن خزيمة والحاكم لما قال ذلك* وقد استوفى الشيخ الشوكانى الكلام على صلاة التسبيح فى كتابه " الفوائد المجموعة ،فى الأحاديث الموضوعة "ولاشك ولا ريب أن هذه الصلاة فى صفتها وهيئتها نكارة شديدة مخالفة لما جرت عليه التعليمات النبوية ،والذوق يشهد ،والقلب يصدق ،وقال الشيخ الشوكانى رحمه الله أن ابن الجوزى قد أصاب بذكره لهذا الحديث فى الموضوعات ، وما أحسن ما قال السيوطى فى كتاب اللآلىء الذى جعله على موضوعات ابن الجوزى بعد ذكره لطرق هذا الحديث ، والحق أن طرقه كلها ضعيفه ، وأن حديث ابن عباس يقرب من الحسن إلا أنه شاذ لشده الفرديه فيه ، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر ، ومخالفة هيئتها لهيئة باقى الصلوات.
راجع تحفة الذاكرين للإمام الشوكانى صـــ ( 198ـــ 200)
وإن شاء الله يوجد ملف وورد لمن أردا أن يحمله على جهازه إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




الشيخ أبوالبراءالأحمدى 18-03-2006 11:37 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
:bes:
جاء فى كتاب:الزواجر عن اقتراف الكبائر
أن رجلا قال : رأيت رجلا مقطوع اليد من الكتف وهو ينادي من رآني فلا يظلمن أحدا ،
فتقدمت إليه وقلت له : يا أخي ما قِصَّتُك ؟
فقال يا أخي قصتي عجيبة ، وذلك أني كنت من أعوان الظلمة ، فرأيت يوما صيادا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني ،
فجئت إليه فقلت : أعطني هذه السمكة ، فقال لا أعطيكها ؟! أنا آخذ بثمنها قوتا لعيالي ،
فضربته وأخذتها منه قهرا ومضيت بها ،
قال : فبينما أنا ماش بها حاملها إذ عضت على إبهامي عضة قوية فلما جئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي ضربت علي إبهامي وآلمتني ألما شديدا حتى لم أنم من شدة الوجع وورمت يدي فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم فقال :
فبينما أنا هذه بدو أكلة ــ أى بداية سريان الأكلة فى يدك ــ اقطعها وإلا تلفت يدك كلها فقطعت إبهامي ثم ضربت يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم ، فقيل لي اقطع كفك فقطعتها وانتشر الألم إلى الساعد وآلمني ألما شديدا ولم أطق النوم ولا القرار وجعلت أستغيث من شدة الألم ، فقيل لي : اقطعها من المرفق فانتشر الألم إلى العضد وضربت علي عضدي أشد من الألم فقيل لي : اقطع يدك من كتفك وإلا سرى إلى جسدك كله فقطعتها فقال لي بعض الناس : ما سبب ألمك فذكرت له قصة السمكة ، فقال لي : لو كنت رجعت من أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة فاستحللت منه واسترضيته ولا قطعت يدك ، فاذهب الآن إليه واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى بدنك .
قال : فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته فوقعت على رجليه أقبلهما وأبكي وقلت : يا سيدي سألتك بالله إلا ما عفوت عني ، فقال لي : ومن أنت ؟ فقلت أنا الذي أخذت منك السمكة غصبا ، وذكرت له ما جرى وأريته يدي فبكى حين رآها ثم قال : يا أخي قد حاللتك منها لما قد رأيت بك من هذا البلاء ، فقلت له : بالله يا سيدي هل كنت دعوت علي لما أخذتها منك ؟ قال : نعم .
قلت : اللهم هذا تقوَّى على ضعفي وأخذ مني ما رزقتني ظلما فأرني فيه قدرتك ، فقلت له : يا سيدي قد أراك الله قدرته في وأنا تائب إلى الله عز وجل عما كنت عليه من خدمة الظلمة ولا عدت أقف لهم على باب ولا أكون من أعوانهم ما دمت حيا إن شاء الله تعالى .
اللهم ارزقنا الحلال وبارك لنا فيه ، وباعد بيننا وبين الحرام كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم آمـــــــــــــــين






الشيخ أبوالبراءالأحمدى 02-04-2006 06:35 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة على رسول الله
وبعد


حديث الكساء


والمقصود به كساء النبي صلى الله عليه وسلم الذى جمع تحته


فاطمة الزهراء وعلى والحسن والحسين وقال صلى الله عليه


وسلم : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت


ويطهركم تطهيرا{33}" سورة الأحزاب


فاحتج الشيعة بهذا الحديث على أن أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين ولأهل العلم تأصيل سنورده بعد بيان سند ومتن الحديث إن شاء الله



الحديث ورواياته وبيان صحته


عن عائشة رضي الله عنها قالت : " خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (33) سورة الأحزاب


رواه مسلم برقم " 2424"


وعن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } في بيت أم سلمة فدعا فاطمة و حسنا و حسينا فجللهم بكساء و علي خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال أنت على مكانك وأنت على خير


رواه الترمذى برقم " 3205" وقال هذا حديث غريب
وصححه شيخنا الألباني


وعن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عيله وسلم قال : نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } في بيت أم سلمة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة و حسنا و حسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالت أم سلمة وأنا معهم يا نبي الله ؟ قال أنت على مكانك وأنت


إلي خير


قال الترمذى : وفي الباب عن أم سلمة و معقل بن يسار


و أبي الحمراء و أنس


رواه الترمذى برقم " 3787 " و قال وهذا حديث غريب من هذا الوجه


وصححه شيخنا الألباني


أقوال العلماء فى ا لحديث


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما حديث الكساء فهو صحيح


رواه أحمد والترمذي من حديث أم سلمة ورواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : فى حديث الكساء ولم يكن ذلك لأنهم أفضل الأمة بل لأنهم أخص أهل بيته ، اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .



وفى التحرير والتنوير : وقد تلقف الشيعة حديث


الكساء فغصبوا وصف أهل البيت وقصروه على فاطمة


وزوجها وابنيهما عليهم الرضوان وزعموا أن أزواج


النبي صلى الله عليه وسلم لسن من أهل البيت وهذه مصادمة للقرآن بجعل هذه الآية حشوا بين ما خوطب به أزواج النبي . وليس في لفظ حديث الكساء ما يقتضي قصر هذا الوصف على أهل الكساء إذ ليس في قوله " هؤلاء أهل بيتي " صيغة قصر وهو كقوله تعالى ( إن هؤلاء ضيفي ) ليس معناه ليس لي ضيفا غيرهم وهو يقتضي أن تكون هذه الآية مبتورة عما قبلها وما بعدها . ويظهر أن هذا التوهم من زمن عصر التابعين وأن منشأ قراءة هذه الآية على الألسن دون اتصال بينها وبين ما قبلها وما بعدها . ويدل لذلك ما رواه المفسرين عن عكرمة أنه قال : من شاء بأهلية أنها نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال أيضا : ليس بالذي تذهبون إليه إنما هو نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان يصرخ بذلك في السوق . وحديث عمر بن أبي سلمة صريح في أن الآية نزلت قبل أن يدعو النبي الدعوة لأهل الكساء وأنها نزلت في بيت أم سلمة


وأما ما وقع من قول عمر بن أبي سلمة أن أم سلمة قالت : وأنا معهم يا رسول الله ؟ . . فقال : أنت على مكانك وأنت على خير . فقد وهم فيه الشيعة فظنوا أنه منعها من أن تكون من أهل بيته وهذه جهالة لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد ما سألته من الحاصل لأن الآية نزلت فيها وفي ضرائرها فليست هي بحاجة إلى إلحاقها بهم فالدعاء لها بأن يذهب الله عنها الرجس ويطهرها دعاء بتحصيل أمر حصل وهو مناف بآداب الدعاء كما حرره شهاب الدين القرافي في الفرق بين الدعاء المأذون فيه والدعاء الممنوع منه فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم تعليما لها . وقد وقع في بعض الروايات أنه قال لأم سلمة : " إنك من أزواج النبي " . وهذا أوضح في المراد بقوله " إنك على خير "




قال الشوكانى فى نيل الأوطار : الحديث احتج به طائفة من العلماء على أن الآل هم الأزواج والذرية ووجهه أنه أقام الأزواج والذرية مقام آل محمد في سائر الروايات المتقدمة . واستدلوا على ذلك بقوله تعالى { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } لأن ما قبل الآية وبعدها في الزوجات فأشعر ذلك بإرادتهن وأشعر تذكير المخاطبين بها بإرادة غيرهن . وبين هذا الحديث وحديث أبي هريرة الآتي من هم المرادون بالآية وبسائر الأحاديث التي أجمل فيها الآل ولكنه يشكل على هذا امتناعه صلى الله عليه وآله وسلم من إدخال أم سلمة تحت الكساء بعد سؤالها ذلك وقوله صلى الله عليه وآله وسلم عند نزول هذه الآية مشيرا إلى علي وفاطمة والحسن والحسين ( اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ) بعد أن جللهم بالكساء . وقيل إن الآل هم الذين حرمت عليهم الصدقة وهم بنو هاشم ومن أهل هذا القول الإمام يحيى واستدل القائل بذلك بأن زيد بن أرقم فسر الآل بهم وبين أنهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس كما في صحيح مسلم والصحابي أعرف بمراده صلى الله عليه وسلم فيكون تفسيره قرينة على التعيين


وقيل إنهم بنو هاشم وبنو المطلب وإلى ذلك ذهب الشافعي وقيل فاطمة وعلي والحسنان وأولادهم . وإلى ذلك ذهب جمهور أهل البيت واستدلوا بحديث الكساء الثابت في صحيح مسلم وغيره وقوله صلى الله عليه وسلم فيه : ( اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ) مشيرا إليهم ولكنه يقال إن كان هذا التركيب يدل على الحصر باعتبار المقام أو غيره فغاية ما فيه إخراج من عداهم بمفهومه والأحاديث الدالة على أنهم أعم منهم كما ورد في بني هاشم وفي الزوجات مخصصة بمنطوقها لعموم هذا المفهوم . واقتصاره صلى الله عليه وسلم على تعيين البعض عند نزول الآية لا ينافي إخباره بعد ذلك بالزيادة لأن الاقتصار


ربما كان لمزية للبعض أو قبل العلم بأن الآل أعم من المعنيين ثم يقال إذا كانت هذه الصيغة تقتضي الحصر فما الدليل على دخول أولاد المجللين بالكساء في الآل مع أن مفهوم هذا الحصر يخرجهم فإن كان إدخالهم بمخصص وهو التفسير بالذرية وذريته صلى الله عليه وسلم هم أولاد فاطمة فما الفرق بين مخصص ومخصص . وقيل إن الآل هم القرابة من غير تقييد وإلى ذلك ذهب جماعة من أهل العلم . وقيل هم الأمة جميعا .


قال النووي في شرح مسلم : وهو أظهرها قال : وهو


اختيار الأزهري وغيره من المحققين


أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا العلم النافع


واللسان الذاكر والقلب الخاشع


اللهم أمــــــــين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 11-07-2006 06:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبـعـــــــــــــد
من الثابت عند أهل السنة أن الرسول كان يعلم بما يوحى إليه ، فكان فى حياته يقول الصحابة الله ورسوله أعلم
لأن علم الله مطلق ، وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم مقيد بعلم ربه عند طريق الوحى أو بما يريد الله له
وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم فنسبة العلم لله وحده
أما عن القول بأن الرؤيا للأنبياء فقط فهذا بهتان عظيم !!!
فلم يكن الملك الذى فسَّر نبى الله يوسف رؤياه نبيا



فإن تفسير الأحلام ... أو تأويل الأحلام ... أو تعبير الرؤيا ... معان لمسمى واحـد
قال القرطبى : و " الأحلام " جمع حلم، والحلم بالضم ما يراه النائم، تقول منه: حلم بالفتح واحتلم، وتقول: حلمت بكذا وحلمته، قال: فحملتها وبنو رفيدة دونها لا يبعـدن خيالها المحلوم أصله الأناة، ومنه الحلم ضد الطيش، فقيل لما يرى في النوم حلم لأن النوم حالة أناة وسكون ودعة . راجع تفسير القرطبى جـ 4 / 3522 ــ 3523
وقد ورد فى سورة يوسف وحدها أربع رؤى : رؤيا يوسف ، ورؤيا صاحبي السجن ، ورؤيا الملك . وجاء تأويلها بعـد ذلك وهي كالآتى :
1ــ { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ [4] قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [5]وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [6] } .
تأويلها بعد ذلك : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [100] رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [101] }
2ــ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا .. [36]
تأويلها بعد ذلك : { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا .. [41] }
3ــ { وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [36] }
تأويلها بعد ذلك : { وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ [41] }
4ــ { وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [43] }
تأويلها بعد ذلك : { قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ [47] ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ [48] ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ [49] }
وفى سورة الصافات فى قضية رؤيا ذبح الخليل إبراهيم لابنه إسماعيل " عليهما السلام "
5ــ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)
تأويلها بعد ذلك : { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) } .
7ــ وفى سورة الفتح بين عز وجل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى فى منامه أنه سيدخل المسجد الحرام فصدق ذلك فى قوله عز وجل :{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) }
ومن اللطائف العظيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر الرؤيا لكل من رآه وكأنه صلى الله عليه وسلم لم يترك لأحـد أن يتأول رؤياه فكما يراه المرء فى المنام فهو حقيقة أو فكما يراه فى المنام فسوف يراه فى الحقيقة وفى كلا التأويلين خير عظيم بحمد الله وفضله ففى الحديث الذى روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي " .رواه مسلم برقم (10ــ266)
وعنه رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ أَوْ لَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ لَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي " . رواه مسلم برقم ( 11ــ 266)
وعَنْه رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ " . رواه مسلم برقم (2263)
وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَال : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : مَنْ رَأَى مِنْكُمْ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا ؟ قَالَ : فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا ، فَيَقُولُ : مَا شَاءَ اللَّهُ . فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ : هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا ؟ قُلْنَا لَا ، قَالَ : لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُوسَى إِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ قُلْتُ مَا هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ أَوْ صَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ .
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا قَالَ فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا قُلْنَا لَا قَالَ لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُوسَى إِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ قُلْتُ مَا هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ أَوْ صَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ . قَالَ يَزِيدُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ وَأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ قُلْتُ طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ قَالَا نَعَمْ أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمْ الزُّنَاةُ وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُوا الرِّبَا وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلَادُ النَّاسِ وَالَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ وَالدَّارُ الْأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيلُ فَارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ قَالَا ذَاكَ مَنْزِلُكَ قُلْتُ دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي قَالَا إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ فَلَوْ اسْتَكْمَلْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ " . رواه البخارى برقم (1386)
قال ابن سيرين : من رأى كأن الله تعالى غضب عليه، فإنّه يسقط من مكان رفيع. لقول الله تعالى : { ومن يَحلِلْ عَلَيْهِ غَضبيَ فَقَد هَوَى } . راجع تفسير الأحلام جـ 1 / 2
ومن أحسن ماقرأت لابن سيرين قال : سمعت أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقري، قال: اشتريت جارية أحسبها تركية، ولم تكن تعرف لساني، ولا أعرف لسانها، وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها، قال فكانت يوماً من الأيام نائمة، فانتبهت وهي تبكي وتصيح وتقول: يا مولاي علمني فاتحة الكتاب، فقلت في نفسي أنظر إلى خبثها، تعرف لساني ولا تكلمني به، فاجتمع جواري أصحابي وقلن لها: لم تكوني تعرفين لسانه والساعة كيف تكلّمينه؟ فقالت الجارية: إني رأيت في منامي رجلاً غضبان وخلفه قوم كثير، وهو يمشي، فقلت من هذا؟ فقالوا موسى عليه السلام. ثم رأيت رجلاً أحسن منه ومعه قوم وهو يمشي، فقلت من هذا؟ فقالوا محمد صلى الله عليه وسلم، فقلت أنا أذهب مع هذا فجاء إلى باب كبير وهو باب الجنة، فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا، وبقيت أنا وامرأتان، فدققنا الباب ففتح، وقيل من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب يؤذن له، فقرأتا فأذن لهما، وبقيت أنا. فعلمني فاتحة الكتاب، قال فعلمتها مع مشقة كبيرة، فلما حفظتها سقطت ميتة. راجع المصدر السابق
وروي أنّ امرأة قالت: يا رسول الله رأيت في المنام كأن بعض جسدك في بيتي، قال: تلد فاطمة غلاماً فترضعيه، فولدت الحسين فأرضعته. راجع المصدر السابق
فمن المعروف عند أهل العلم أن المنامات تفسر وتأول كما سبق ذكره
وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده المخلَصين الفالحين الناصحين المنتصحين العاملين بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
آمـــــــــــــــــــــــين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 20-10-2006 12:18 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الغنى المغنى الحكيم الخبير الواسع النافع الهادى إلى سواء السبيل
والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعــــــــد
فلنا وقفة فى هذه الأيام المباركات مع زكاة الفطر
أولا: تعريفها :
زكاة الفطر هي صدقة تجب على كل مسلم صغيرا كان أو كبيرا ذكرا كان أو أنثى عبدا كان أو حراً في آخر يومين فى رمضان ، وأنها زكاة بدن لا زكاة مال ، وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنه سبب وجوبها .
ثانيا : الحكمة منها ومشروعيتها :
مارواه أبوداود وابن ماجة بسند حسنه شيخنا الألبانى من حديث عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال : " فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" .
وجاء فى عون المعبود : قوله : ( طهرة ) : أي تطهيرا لنفس من صام رمضان ، وقوله ( والرفث ) قال ابن الأثير : الرفث هنا هو الفحش من كلام ، قوله ( وطعمة ) : بضم الطاء وهو الطعام الذي يؤكل . قوله : ( من أداها قبل الصلاة ) : أي قبل صلاة العيد ، قوله ( فهي زكاة مقبولة ) : المراد بالزكاة صدقة الفطر ، قوله ( صدقة من الصدقات ) : يعني التي يتصدق بها في سائر الأوقات .
وقيل هي المقصودة بقوله تعالى في سورة الأعْلَى : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } ;
وجاء فى أحكام القرآن ــ للجصاص ــ : روى أن عمر بن عبد العزيز وأبى العالية قالا :" أَدَّى زَكَاةَ الْفِطْرِ ثُمَّ خَرَجَ إلَى الصَّلاةِ " أي صلاة العيد .
وجاء فى المجموع للنووى : عن وكيع بن الجراح قال: زَكَاةُ الْفِطْرِ لِشَهْرِ رَمَضَانَ كَسَجْدَتِي السَّهْوِ لِلصَّلاةِ ، تَجْبُرُ نُقْصَانَ الصَّوْمِ كَمَا يَجْبُرُ السُّجُودُ نُقْصَانَ الصَّلاةِ .
ثالثا : حكمها :
قال جمهور الفقهاء أنها فرض لحد يث ابن عمر المتقدم : { فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ} . وذهب بعض أصحاب مالك وأهل العراق على أنها سنة . وقول الجمهور هو الأصح .
رابعا : وقت وجوبها :
روى أبوداود بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمر قال : " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة . قال : فكان بن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين " .
ولهذا يسن تأخير صلاة العيد يوم الفطر ليتسع الوقت لمن عليه إخراجها .
كما يسن تعجيل صلاة العيد يوم الأضحى ليذهب الناس لذبح أضاحيهم ويأكلوا منها .
جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود : والظاهر أن من أخرج الفطرة بعد الصلاة كان كمن لم يخرجها باعتبار اشتراكهما في ترك هذه الصدقة الواجبة . وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن إخراجها قبل صلاة العيد إنما هو مستحب فقط ، وجزموا بأنها تجزئ إلى آخر يوم الفطر ، والحديث يردّ عليهم ، وأما تأخيرها عن يوم العيد فإنه حرام بالاتفاق لأنها زكاة ، فوجب أن يكون في تأخيرها إثم كما في إخراج الصلاة عن وقتها، فيحرم إذن تأخيرها عن وقتها بلا عذر لأن يفوت به المعنى المقصود ، وهو إغناء الفقراء عن الطلب يوم السرور فلو أخرّها بلا عذر عصى وقضى ، فيحرم إذن تأخيرها عن وقتها بلا عذر لأن يفوت به المعنى المقصود ، وهو إغناء الفقراء عن الطلب يوم السرور فلو أخرّها بلا عذر عصى وقضى .
ويجب أن تصل إلى مستحقها أو من ينوب عنه من المتوكلين في وقتها قبل الصلاة ، فلو أراد دفعها إلى شخص فلم يجده ولم يجد وكيلاً له وخاف خروج الوقت فعليه أن يدفعها إلى مستحق آخر ولا يؤخرها عن وقتها ، وإذا وكّل المزكّي شخصا بإخراج الزكاة عنه فلا تبرأ الذمة حتى يتأكد أن الوكيل قد أخرجها ودفعها فعلاً .
خامسا : على من تجب
زكاة الفطر تجب على كل نفس مسلمة لما رواه البخارى عن ابن عمر رضى الله عنهما قَالَ : " فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ " .
قال النووي فى المجموع : الْمُعسِر لا فِطرَةَ عَلَيهِ بِلا خِلافٍ ، وَالاعتِبَارُ بِالْيَسار وَالإِعسَار بِحَالِ الوجُوبِ ، فَمَن فَضل عَن قوتِهِ وقوتِ مَن تلزمُه نَفَقَتهُ لِليْلَةِ العِيدِ وَيَومِهِ صَاع ، فَهوَ مُوسِر ، وَإِن لَم يَفضُل شَيء فَهُوَ مُعسِرٌ وَلا يَلْزَمُهُ شَيْء فِي الحَالِ .
قَالَ الشافعِي فى الأم: وَكل مَن دَخَلَ علَيهِ شَوَّال وَعندَهُ قُوتهُ وَقوت منْ يقوتهُ يَومَه وَمَا يُؤَدِي بِهِ زَكَاةَ الفِطرِ عَنه وَعَنهم أَداهَا عَنهُمْ وَعَنه ، وَإِن لَم يَكن عِندَه إلا مَا يُؤَدِى عَنْ بَعضِهِم أَدَاهَا عَن بَعضٍ ، وَإِن لَم يَكُنْ عِندَهُ إلا سِوَى مُؤنَتِهِ وَمُؤنَتِهِمْ يَومَهُ فَلَيسَ عَلَيهِ وَلا عَلَى مَنْ يَقوت عَنهُ زَكَاةُ الْفِطرِ .
سادسا : شروط وجوب صدقة الفطر
- يخرجها الإنسان المسلم عن نفسه وعمن ينفق عليهم من الزوجات والأبناء والأقارب إذا لم يستطيعوا إخراجها عن أنفسهم فإن استطاعوا فالأولى أن يخرجوها هم ، لأنهم المخاطبون بها أصلاً .
لحديث ابن عمر المتقدم قَالَ : " فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ " .
قال الشافعي فى الأم : وَيُؤَدي وَلِيُّ المَعتوهِ وَالصبِي عَنْهُمَا زَكَاةَ الفطرِ وَعَمن تَلزَمُهمَا مؤنَتهُ كَمَا يُؤدي الصحِيحُ عَن نَفسِهِ ، وإِن كانَ فِيمَن يعول كَافِر لَمْ يَلزَمهُ زَكَاةُ الفِطرِ عَنهُ لأَنهُ لا يَطهُر بِالزكاةِ . .
فيخرج الإنسان عن نفسه وزوجته - وإن كان لها مال - وأولاده الذين يعولهم ووالديه إن كانا فقيرين ، والبنت التي لم يُدخل بها زوجها . فإن كان ولده غنياً لم يجب عليه أن يخرج عنه ، ويُخرج الزوج عن مطلقته الرجعية لا الناشز ولا البائن ، ولا يلزم الولد إخراج فطرة زوجة أبيه الفقير لأنه لا تجب عليه نفقتها إلآ إذا أراد البربوالده فى ذلك .
- قال الشافعي فى الأم : وَإن قلت : من تجبُ عَلَيهِ زَكَاةُ الفِطرِ ، فَإِذَا ولِدَ أَوْ كَانَ فِي مِلكِهِ ، أَوْ عِيَالِهِ فِي شَيءٍ مِن نَهَارِ آخِرِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضَانَ فَغَابَت الشَّمسُ لَيلَةَ هِلالِ شَوَّالٍ وَجَبَت عَلَيهِ زَكَاة الفِطر عَنهُ .
ولا تجب عن الحمل الذي في البطن إلا إن يتطوع بها فلا بأس .
قال ابن قُدامة فى المُغنى : وَإِن مَاتَ مَن وَجَبَت عَلَيهِ الفِطرَةُ قَبلَ أَدَائِهَا ، أُخرِجَت مِن تَركَتِهِ .. وَلَو مَاتَ مَن يَمونُهُ ، بَعْدَ وُجُوبِ الْفِطرَةِ ، لَم تَسقُط .
وقَالَ مَالِك : يُؤَدي الْوَصِي زَكاةَ الْفِطرِ عَن اليَتَامَى الذِينَ عِندَهُ مِن أَموَالِهِم وَإِن كَانُوا صِغَارًا ، و مَن أَسلَمَ قَبلَ طُلُوعِ الْفَجرِ مِن يَومِ الفِطرِ اُستُحِبَّ لَهُ أَنْ يُؤَديَ زَكَاةَ الْفِطر .
سابعا: مقدارها :
لحديث أبى سعيد الخدرى عند الترمذى بسند صحيح : "كنا نخرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من زبيب أو صاعا من أقط فلم نزل نخرجه حتى قدم معاوية المدينة فتكلم فكان فيما كلم به الناس إني لأرى مُدين من سمراء الشام تعدل صاعا من تمر قال فأخذ الناس بذلك " .
قال أبو سعيد : فلا أزال أخرجه كما كنت أخرجه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند بعض أهل العلم يرون من كل شيء صاعا وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من كل شيء صاع إلا من البر فإنه يجزئ نصف صاع وهو قول سفيان الثوري وبن المبارك وأهل الكوفة يرون نصف صاع من بر .
ثامنا : الأصناف التي تؤدى منها :
تخرج زكاة الفطرمن غالب قوت البلد الذي يستعمله الناس وينتفعون به سواء كان قمحا أو رزاً أو تمراً أو عدسا أو غير ذلك .
وقال النووي : قَالَ أَصحَابُنَا : يُشتَرَطُ فِي الْمُخرَجِ مِن الْفِطرَةِ أَن يَكُونَ مِن الأَقْوَاتِ الَّتِي يَجِبُ فِيهَا العُشرُ ( أي في زكاة الحبوب والثمار ) ، فَلا يُجزِئُ شَيءٌ مِن غَيرِهَا إلا الأَقِطَ وَالجُبنُ وَاللبَنُ .
قال الشافعي فى الأم : وَإِن اقتَاتَ قَومٌ ذُرَةً ، أَوْ دخنًا ، أَوْ سلتًا أَو أُرزًا ، أَو أَيَّ حبَّةٍ مَا كَانَت مِما فِيهِ الزَّكاةُ فَلهُم إخرَاجُ الزَّكاةِ مِنهَا .
وقال ابن القيم فى إعلام الموقعين : فَإِن قِيلَ : فَأَنتُم تُوجِبُونَ صَاعَ التَّمرِ فِي كُلِّ مَكَان ، سَوَاءٌ كَانَ قُوتًا لَهُم أَو لَم يَكُن . قِيلَ : هَذَا مِن مَسَائِلِ النِّزَاعِ وَمَوَارِدِ الاجتِهَادِ ، فَمِن النَّاسِ مَن يُوجِبُ ذَلِكَ ، وَمِنهُم مَن يُوجِبُ فِي كلِّ بَلَدٍ صَاعًا مِن قوتِهِم ، وَنَظِير هَذَا تعيِينُهُ صلى الله عليه وسلم الأَصنَافَ الخَمسَةَ فِي زَكَاةِ الْفِطرِ وَأَنَّ كل بَلَدٍ يُخرجُونَ مِنْ قُوتِهِمْ مِقْدَارَ الصَّاعِ ، وَهَذَا أَرْجَحُ وَأَقْرَبُ إلَى قَوَاعِدِ الشَّرْعِ ، وَإِلا فَكَيفَ يُكلَّفُ مَن قُوتهُم السَّمَكُ مَثَلا أَو الأَرُزُّ أَو الدُّخنُ إلَى التَّمر .
تاسعا : مصارفها :
تصرف زكاة الفطر إلى الأصناف الثمانية التي تصرف فيها زكاة المال وهذا هو قول الجمهور .
قال الله تعالى: " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي وسبيل الله وابن السبيل "60"
" سورةالتوبة.
وذهب المالكية وأحمد فى رواية عنه اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية إلى تخصيص صرفها للفقراء والمساكين فقط .
قَالَ الشافِعِي فى الأم : وَتقسَم زَكَاة الفِطرِ عَلَى مَن تُقسَم عَلَيهِ زَكَاة الْمَالِ لا يُجزِئُ فِيهَا غَيرُ ذَلِكَ ، وَيُقسِمُهَا عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ والعَامِلينَ عَليهَا وَفِي الرِّقَابِ وَهُم المُكَاتَبُونَ وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابنِ السَّبِيلِ .
وقال النووي رحمه الله : وَلا يَجُوزُ دَفعُ شَيءٍ مِن الزَّكَوَاتِ إلَى كَافِرٍ , سَوَاءٌ زَكَاةُ الْفِطرِ وَزَكَاةُ المَالِ ، وَقَالَ به مَالِكٌ وَاللَّيثُ وَأَحمَدُ وَأَبُو ثَورٍ .
قال شيخنا محمد الصالح العثيمين : والمستحقون لزكاة الفطر من الفقراء ومن عليهم ديون لا يستطيعون وفاءها أو لا تكفيهم رواتبهم إلى آخر الشهر فيكونون مساكين محتاجين فيعطون منها بقدر حاجتهم . ولا يجوز لدافعها شراؤها ممن دفعها إليه .
عاشرا: كيفية إخراجها :
من الأفضل أن يتولى الإنسان إخراجها بنفسه .
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَأَختَارقَسمَ زَكَاةِ الفِطرِ بِنَفسِي عَلَى طَرحِهَا عِندَ مَن تُجمَعُ عِندَهُ ، وَتُقَسَّمُ زَكَاةُ الفِطرِ عَلَى مَن تُقَسَّمُ عَلَيهِ زَكَاةُ المَالِ ، وَأُحِبُّ دَفعَهَا إلَى ذَوِي رَحِمِهِ الَّذِينَ لا تَلزَمُهُ نَفَقَتُهُم بِحَالٍ ، فَإِن طَرَحَهَا عِندَ مَن تُجمَعُ عِندَهُ أَجزَأَهُ إن شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .
والأَفضَلَ أَن يُفَرِّقَ زكاته بِنَفسِهِ ، و لَو دَفَعَهَا إلَى الإِمَامِ أَو السَّاعِي أَو مَن تُجمَعُ عِندَهُ الزكاة وَأَذِنَ لَهُ فِي إخْرَاجِهَا أَجْزَأَهُ ، وَلَكِنَّ تَفرِيقَهُ بِنَفسِهِ أَفضَلُ مِن هَذَا كُلِّهِ . ويجوز أن يوكّل ثقة بإيصالها إلى مستحقيها وأما إن كان غير ثقة فلا . وإذا أعطى فقيرا أقلّ من صاع فلينبهه لأنّ الفقير قد يُخرجها عن نفسه .
ويجوز للفقير إذا أخذ الزكاة من شخص وزادت عن حاجته أن يدفعها هو عن نفسه أو أحد ممن يعولهم إذا علم أنها تامة مجزئة
حادى عشر : مكان إخراجها :
مكان إخراجها مكان إقامة المسلم
قال ابن قدامة فى المغنى : فَأَمَّا زَكَاةُ الفِطرِ فَإِنَّهُ يُفَرِّقُهَا فِي البَلَدِ الَّذِي وَجَبَت عَلَيهِ فِيهِ ، سَوَاءٌ كَانَ مَالُهُ فِيهِ أَوْ لَمْ يَكُن ، لأَنَّهُ سَبَبُ وُجُوبِ الزَّكَاةِ ، فَفُرِّقَتْ فِي البَلَدِ الَّذِي سَبَبُهَا فِيهِ .
وورد فى المدونة ــ فى فقه المالكية ــ : قلتُ : مَا قَولُ مَالِكٍ فِيمَن هُوَ مِن أَهلِ إفرِيقِيَّةَ وَهُوَ بِمِصرَ يَومَ الفِطرِ أَينَ يُؤَدِّي زَكَاةَ الفِطـر ؟ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ : حَيثُ هُـوَ ، قَالَ مَالِكٌ : وَإِن أَدَّى عَنهُ أَهلُهُ بِإِفرِيقِيَّةَ أَجزَأَهُ .
هذا والله أعلى وأعلم

وكتبه العبد الفقير إلى ربه الغنى


أبى البراء الأحمدى


غفر الله له ولوالدية ومشائخه وإخوانه والمسلمين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 02-11-2006 11:47 AM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ماتفعلون
والصلاة والسلام على البشير النذير السراج المنير الرحمة المهداه والنعمة المسداة
والسراج المنير صاحب الحوض والشفاعة صلى الله عليه وآله وسلم ... وبعــــــــــــد
اعلم رحمنى الله وإياك أن
التوبة فى الشرع : هى الندم على ارتكاب الإثم، والعزم الصادق على ترك العود إليه .
قال الله تعالى { وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات "25"} سورة الشورى
وقال الله تعالى { وإنى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "82"} سورة طه
وهذا وعد من الله لمن أخلص النية فى توبتة من الذنب وندم عليه، ووعْدُه سبحانه لا يتخلف، فضلا منه ورحمة.
فمتى وجد العزم والندم الصادقان من المؤمن المذنب على ترك المعصية، وعدم العود إليها، ذلا لله وخوفا من عقابه كانت توبته حينئذ صحيحة، ونرجو من الله عزوجل أن تكون منجية له من العذاب إن شاء الله .
ولقد كتب على ابن آدم الذنب فيتوب منه فيتوب الله عليه كما عند مسلم عن أبي أيوب أنه قال حين حضرته الوفاة : كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون يغفر لهم " .
وروى أبوداود بسند صحيح عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها "
وروى السيوطى بسند صحيح عن عائشة رضى الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار" .
وروى السيوطى بسند صحيح عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا ثم عرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة قال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو لها فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة " .
وروى الترمذى بسند حسنه شيخنا الألبانى عن أبي ذر قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " .
وعند البخارى عن الحارث بن سويد قال حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ثم قال : " لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده " .

فالتوبة النصوح إذا صدرت من المذنب مرَّ وكأنه لم يرتكب المعصية أصلا.
ويدل على ذلك ما روى عند أصحاب السنن من حديث بريدة بن الحصيب أن ماعزا لما جاء إلى النبى عليه السلام معترفا بأنه زنى وطلب من الرسول أن يقيم عليه الحد فلما رده عاد إليه ثانية فرده فعاد إليه الثالثة، فلما أقر على نفسه اربع مرات ، أمر به فرجم. فكان الناس فيه فريقين، فقائل يقول لقد هلك وأحاطت به خطيئته. وقائل يقول ما توبة أصدق من توبته . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استغفروا لماعز بن مالك لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم " .
وفى رواية : " لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة لقبل منهم " . ‌
وروى أبوداود والترمذى من حديث عمران بن حصين أن الغامدية جاءت الرسول عليه السلام فقالت إنى قد زنيت فطهرنى، فلما أن أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها، ثم صلى عليها فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : يا رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ تصلى عليها وقد زنت قال : " والذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها ".
وعند مسلم من حديث أبى أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة " .
قال معاوية : بلغنى أن البطلة السحرة .
وعند مسلم من حديث عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة تقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة مفصل فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاث مائة السلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار ".

أعاذنا الله من الإثم وهدانا إلى سواء السبيل
والله الموفق وهو سبحانه وبحمده أعلى وأعلم

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 26-09-2007 08:51 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، شرع لنا دينا قويما ، وجعل ديننا خير دين ، فأرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ففتح الله به قلوبا غلفا ، وبصر به أعينا عميا ، وأسمع به آذانا صما ، فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعــــــــد
قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ َقبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } سورة البقرة
فالصيام في اللغة : الإمساك في الجملة ، يقال : صامت الخيل : إذا أمسكت عن السير ، وصامت الريح : إِذا أمسكت عن الهبوب .
والصيام في الشرع : عبارة عن الإمساك عن الطعام والشراب والجماع مع انضمام النية إليه .
والصيام وصلة إلى التقوى كما فى قوله تعالى : { لَعَلَّكُمْ تَتـَّقـُونَ } ، لأن الصيام يكف النفس عن كثير مما تتطلع إليه من المعاصي ، وبالصيام ينجو الصائم من مهالك الذنوب .
قال ابن عباس فى كلمة التقوى المراد بها فى الآية : لعلكم تتقون الشرك ، وقال أيضا : لعلكم تتقون العقوبة .
وقال الضحاك : لعلكم تتقون النار .
وقال مجاهد : لعلكم تطيعون .
وقال ابن الجوزى فى زاد المسير : وفرَّق شيخنا علي بن عبيد الله بين التقوى والورع ، فقال : التقوى : أخذ عدة ، والورع : دفع شبهة ، فالتقوى : متحقق السبب ، والورع : مظنون المسبَّب .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " اسم ــ التقوى ــ إذا أفرد دخل فيه فعل كل مأمور به وترك كل محظور .
قال طلق بن حبيب : التقوى : أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو رحمة الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عذاب الله . وهذا كما في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) } سورة القمر ، وقد يقرن بها اسم آخر كقوله تعالى : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) } سورة الطلاق ، وقوله تعالى { إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) } سورة يوسف ، وقوله تعالى : { وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) } سورة النساء ، وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } سورة الأحزاب . وقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) } سورة التوبة ، وقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) } سورة آل عمران ، وأمثال ذلك . فقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) } سورة الأحزاب ، مثل قوله : { آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) } سورة الحديد ، وقوله : {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) } سورة البقرة ، فعطف قولهم على الإيمان ؛ كما عطف القول السديد على التقوى ؛ ومعلوم أن التقوى إذا أطلقت دخل فيها القول السديد وكذلك الإيمان إذا أطلق دخل فيه السمع والطاعة لله وللرسول ".
والتقوى سبب في توسعة الرزق كما قال الله تعالى : { لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض (96)} سورة الأعراف ، وقال كذلك فى من يتوكل عليه : { ويرزقه من حيث لا يحتسب (3)} سورة الطلاق ، وللتقوى رداء يعرف به المتقون كما قال الله تعالى : { ولباس التقوى (96)} سورة الأعراف ، وذلك لما يظهر على المتـَّقي من أثر التقوى ، والتقوى منبعا القلب كما قال الله تعالى : { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقـْوَى الْقُلـُُوبِ (32) } سورة البقرة ، فكانت أضافة التقوى إِلى القلوب ، لأن حقيقة التقوى تقوى القلوب .
فعند الترمذى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر أن يحتقر أخاه المسلم " .
ولهذا كان كل فعل أمر الله به كان باعث تحقيقه التقوى ، فكما قال الله فى الهدْىَ : { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) } سورة البقرة ، والمعنى كما قال ابن الجوزى فى زاد المسير : لن تُرفع إِلى الله لحومُها ولا دماؤها ، وإِنما يُرفع إِليه التقوى؛ وهو ما أُرِيدَ به وجهُه منكم . فمن قرأ «تناله التقوى» بالتاء ، فإنه أنث للفظ التقوى . ومن قرأ : «يناله» بالياء ، فلأن التقوى والتُّقى واحد . والإِشارة بهذه الآية إِلى أنه لا يقبل اللحوم والدِّماء إِذا لم تكن صادرة عن تقوى الله ، وإِنما يتقبل ما يتقونه به .
فاللهم اجعلنا من الأتقياء الأخفياء اللهم آمين
وكتبه العبد الفقير إلى ربه الغنى
أبى البراءالأحمدى
غفر الله له ولوالديه ومشائخه والمسلمين
اللهم آمـــــــين




الشيخ أبوالبراءالأحمدى 13-11-2007 03:20 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
كتاب
المحكم والمتشابه فى القرآن الكريم
تأليف
العبد الفقير إلى ربه الغنى
أبى البراءالأحمدى
غفر الله له ولوالديه ولمشائخه والمسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم رحمنى الله وإياك أن القرآن الكريم مشتمل على آيات محكمة وآيات متشابهة قال الله تعالى : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)} سورة آل عمران .
وقوله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } الآية , تدل على أن من القرآن آيات محكمات ومنه آيات متشابهات , وقد وردت آية تدل على أنّ كل القرآن محكم , قال الله تعالى: { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) } سورة هود ، وورد ما يدل على أنّ كل القرآن متشابه , قال الله تعالى: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاًمَثَانِيَ(23) } سورة الزمر ، ولاتناقض بين الآيات ، ووجه الجمع بين الآيات أنّ كون القرآن كله محكما أنه غاية فى الإحكام أي : الإتقان في ألفاظه ومعانيه وإعجازه فأخباره صدق, وأحكامه عدل, لا تعتريه وصمة ولا عيب في الألفاظ, ولا في المعاني . ومعنى كونه متشابها : أن آياته يشبه بعضها بعضا في الحسن والصدق والإعجاز والسلامة من جميع العيوب دقيقها وجليلها ، ومعنى كون بعضه محكما وبعضه متشابها : أن المحكم منه الواضح المعنى لكل الناس كقوله: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى} , { وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ } , و المتشابه: على أمرين : الأول : ما خفي علمه على غير الراسخين في العلم ، بناء على أن الواو في قوله تعالى: { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } عاطفة , والثانى : ما استأثر الله بعلمه : كمعاني الحروف المقطعة في أوائل السور بناء على أن الواو في قوله تعالى: { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } استئنافية لا عاطفة.
والإيمان بالقرآن كله واجب ، محكمه ومتشابهه ، فمحكمه ، وهو ما اتضح معناه ، ومتشابه وهو ما أشكل معناه ، فَنَرُدّ المتشابه إلى المحكم ليتضح معناه ، فإن لم يتضح وجب الإيمان به لفظاً ، وتفويض معناه إلى الله تعالى .
و هذا التشابه يكون متشابها على بعض الناس دون بعض , وكونه يُحمل على المحكم ، يكون الجميع محكما .
قال ابن الجوزىفى زاد المسير : وفي قوله : { أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ } أربعة أقوال :
أحدها : أُحكمت فما تُنسخُ بكتاب كما نُسخت الكتب والشرائع ، قاله ابن عباس ، واختاره ابن قتيبة .
والثاني : أُحكمت بالأمر والنهي ، قاله الحسن ، وأبو العالية .
والثالث : أُحكمت عن الباطل ، أي : مُنعت ، قاله قتادة ، ومقاتل .
والرابع : أُحكمت بمعنى جُمعت ، قاله ابن زيد .
فإن قيل : كيف عمَّ الآيات هاهنا بالإِحكام ، وخص بعضها في قوله : { مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ (8)} ؟ فعنه جوابان .
أحدهما : أن الإِحكام الذي عمَّ به هاهنا ، غير الذي خَصَّ به هناك .
وفي معنى الإِحكام العامّ خمسة أقوال ، قد أسلفنا منها أربعة في قوله : { أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ } .
والخامس : أنه إِعجاز النظم والبلاغة وتضمين الحِكَم المعجزة .
ومعنى الإِحكام الخاص : زوال اللَّبْس ، واستواء السامعين في معرفة معنى الآية .
والجواب الثاني : أن الإِحكام في الموضعين بمعنى واحد . والمراد بقوله : { أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ } : أُحكم بعضها بالبيان الواضح ومنع الالتباس ، فأُوقعَ العمومُ على معنى الخصوص ، كما تقول العرب : قد أكلتُ طعام زيد ، يعنون : بعضَ طعامه ، ويقولون : قـُتلنا وربِّ الكعبة ، يعنون : قـُتل بعضنا ، ذكر ذلك ابن الأنباري .
وفي قوله : { ثُمَّ فُصِّلَتْ } ستة أقوال :
أحدها : فصِّلت بالحلال والحرام ، رواه أبو صالح عن ابن عباس .
والثاني : فصِّلت بالثواب والعقاب ، رواه جسر بن فرقد عن الحسن .
والثالث : فصِّلت بالوعد والوعيد ، رواه أبو بكر الهذلي عن الحسن أيضاً .
والرابع : فصِّلت بمعنى فسِّرت ، قاله مجاهد .
والخامس : أُنزلت شيئاً بعد شيء ، ولم تنزل جملة ، ذكره ابن قتيبة .
والسادس : فصِّلت بجميع ما يُحتاج إِليه من الدلالة على التوحيد ، وتثبيت نبوَّة الأنبياء ، وإِقامة الشرائع ، قاله الزجاج . انتهى
والمحكم : أصح ما قيل فيه ثلاثة أقوال : الأول : أن المحكم ما ظهر معناه وانكشف كشفاً يزيل الإشكال ويرفع الاحتمال وهو موجود في كلام الله تعالى .
الثاني : أن المحكم ما انتظم وترتب على وجهِ يفيد إما من غير تأويل أو مع التأويل من غير تناقض واختلاف فيه ، وهذا أيضاً متحقق في كلام الله تعالى ، والمقابل له ما فسد نظمه واختل لفظه ، ويقال فاسد لا متشابه ، وهذا يستحيل وجوده في كلام الله تعالى علوا كبيرا .
والثالث : أن المحكم ما ثبت حكمه من الحلال والحرام والوعد والوعيد ونحوه .
وقال قتادة : المحكم : الناسخ . والمتشابه : المنسوخ .
وقول حاتم الأصم : المحكم : ما أجمع على تأويله . والمتشابه : ما اختلف فيه.
وقيل المتشابه : ما كان من القصص والأمثال وهو بعيد عما يعرفه أهل اللغة وعن مناسبة اللفظ له لغة .
وعُرِّف المتشابه بأنه المقابل للمحكم وهو : ما تعارض فيه الاحتمال إما بجهة التساوي كالألفاظ المجملة كما في قوله تعالى : { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ( 228) } سورة البقرة ، وذلك لأن القـُرءَ يحتمل زمن الحيض والطـُّهر على السوية .
وقوله تعالى: { أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ( 237) } سورة البقرة ، لأن الذى بيده عقدة النكاح يتردد بين الزوج والولي .
وقوله : { أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ( 43) } سورة النساء
واللمس يتردد بين اللمس باليد والوطئ أولاً على جهة التساوي .
وكذلك الأسماء المجازية ، وما ظاهره موهم للتشبيه وهو مفتقر إلى التأويل : كقوله تعالى: { اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ(15) } سورة البقرة . وقوله تعالى : { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ( 54) } سورة آل عمران . وقوله تعالى : { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي(29) } سورة الحجر . وقوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا (71) } سورة يس .
وقوله تعالى : { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) }
وقوله تعالى : { وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ(67) } سورة الزمر .
فإنه لا يبقى إلا التخرص و لا حد له فقد يتخرصالانسانوجهين ، أو أكثر و معلوم أنه لا يتبين واحد من ذلك بياناً واضحاً ، فثبت التشابه .
{ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) } سورة الرحمن . ونحو ذلك من الكنايات والاستعارات المؤولة بتأويلات مناسبة لإفهام العرب . وإنما سمي متشابهاً لاشتباه معناه على السامع وهذا أيضاً موجود في كلام الله تعالى .
قال الخطابى : فالمحكم منه يقع به العلم الحقيقي والعمل ، والمتشابه يقع به الإيمان والعـلم الظاهر ، ويوكل باطنه إلى الله عز وجل ، وهو معنى قوله : (وما يعلم تأويله إلا الله) ، وإنما حظ الراسخين أن يقولوا : (آمنا به كل من عند ربنا) . وكذلك ما جاء من هذا الباب في القرآن ؛ كقوله عز وجل : (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر) ، وقوله : (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) . راجع الأسماء للبيهقى .
قال الماوردي : من أعظم علم القرآن علم أمثاله والناس في غفلة عنه لاشتغالهم بالأمثال وإغفالهم الممثلات ، والمثل بلا ممثل كالفرس بلا لجام والناقة بلا زمام .
وجاء فى كتاب الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي : أن عبد الله بن عمرو ، قال : { من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه ، إلا أنه لا يوحى إليه } .
وقال الخطيب البغدادى: وفي القرآن المحكم والمتشابه ، والحقيقة والمجاز ، والأمر والنهي ، والعموم والخصوص ، والمبين والمجمل ، والناسخ والمنسوخ .
وعند البخارى وسلم من حديث عائشة ــ رضي الله عنها ــ قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)} سورة آل عمران .قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ،فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم}.
وعن ابن عباس ، في قوله تعالى : { آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ } . قال : هي التي في الأنعام : { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151)وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(153)} . يقول : هن أم الكتاب يعني : أصل الكتاب ، لأنهن في اللوح المحفوظ مكتوبات ، وهن محرمات على الأمم كلها في كتابهم ، وإنما سُمينَّ : أم الكتاب لأنهن مكتوبات في جميع الكتب التي أنزلها الله على جميع الأنبياء ، وليس من أهل دين إلا وهو يوصي بهن ، ثم قال : { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } ، يعني بالمتشابهات : { الم } (البقرة) ، { المص } (الأعراف) ، { المر } (الرعد) ، { الر } (يونس) ، شبه على اليهود كم تملك هذه الأمة من السنين ، فالمتشابهات هؤلاء الكلمات الأربع ، { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ } يعني : ميلا عن الهدى ، وهو الشك ، فهم اليهود ، { فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ } يعني : ابتغاء الكفر ، { وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } ، والابتغاء : الاجتهاد فى الطلب ، يعني : منتهى ما يكون ، وكم يكون ، يريد بذلك الملك ، يقول الله تعالى : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } ، كم يملكون من السنين ، أمة محمد صلى الله عليه وسلم يملكون إلى يوم القيامة ، إلا أياما يسلبهم الله بالدجال .
وفى القول : إن المحكم ما تعلق بالأحكام وعلم الحلال والحرام .
قال مجاهد : { آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ } : حكم ما فيها من الحلال والحرام وما سوى ذلك .
وقيل : إن الآيات المحكمات هي : الناسخة والثابتة الحكم . والمتشابهات هي : المنسوخة الحكم والأمثال والأقسام ، وما لا يتعلق بحلال ولا حرام .
وقال ابن عباس : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } قال : المحكمات : ناسخهُ وحلاله وحرامه وفرائضه ، وما يؤمن به ويعمل به ، والمتشابهات : منسوخه ومقدمه ، ومؤخره ، وأمثاله وأقسامه ، وما يؤمن به ولا يعمل به .
وعن الضحاك ، قال : { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ } : ( الناسخ ) { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } : ( المنسوخ ) .
وقال بعض أهل العلم : إن الآيات المتشابهات ، آيات متعارضة في الظاهر ، وبها ضلَّ أهل الزيغ ، إذا رأوا أن القرآن ينقض بعضه بعضا .
يتبـــــــــــــــــــع

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 13-11-2007 03:31 PM

وقال عبد الله بن مسلم بن قتيبة : أصل التشابه : أن يشبه اللفظ اللفظ في الظاهر ، والمعنيان مختلفان ، قال الله تعالى في وصف ثمر الجنة : { وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا(25) } سورة البقرة ، أي : متفق المناظر ، مختلف الطعوم ، وقال : { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ (118) } سورة البقرة ، أي : أشبه بعضها بعضا في الكفر والقسوة ، ومنه يقال : اشتبه عليَّ الأمر : إذا أشبه غيره ، فلم تكد تفرق بينهما ، وشبِّهت عليَّ : إذا ألبست الحق بالباطل ، ومنه قيل لأصحاب المخاريق : أصحاب الشُبهْ ، لأنهم يُشبِّهون الباطل بالحق ، ثم قد يقال لكل ما خفي ودقَّ : متشابه ، وإن لم تقع على الحيرة فيه من جهة الشبه بغيره ، ألا ترى أنه قد قيل للحروف المقطعة في أوائل السور متشابهة ، وليس الشك فيها والوقوف عندها لمشاكلتها غيرها والتباسها بها .
ومثل المتشابه ــ المشكل ــ وسُمِّي المشكل بذلك : لأنه دخل في غيره فأشبهه وشاكله ، ثم قد يقال : لما غمض ، وإن لم يكن غموضه من هذه الجهة مشكلا .
وجاء فى كتاب العلل ومعرفة السؤالات للإمام أحمد ، عن سعيد بن جبير ، عن بن عباس ـــ رضى الله عنهما ــ قال : جمعت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن عشر حجج قال قلت وما المحكم قال المفصل .
قال عبد الله بن أحمد قال أبى : هذا عندي حديث واهٍ ، أظنه قال: ضعيف . راجع موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في الجرح والتعديل .
وقال الفيروزابادي : وأما المتشابه فاختلف أصحابنا فيه ، فمنهم من قال : هو والمجمل واحد ومنهم من قال : المتشابه ما استأثر الله تعالى بعلمه ، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه . ومن الناس من قال : المتشابه هو : القصص والأمثال ، والمحكم ، والحلال والحرام ومنهم من قال : المتشابه : الحروف المجموعة في أوائل السور ، كـ : المص (الأعراف) ، المر (الرعد) ، وغير ذلك قال أبو إسحاق : والأول أصح ، وأما ما ذكروه ، فلا يوصف بذلك . وقال أبو بكر : محمد بن الحسن بن فورك : الصحيح عندنا أن المحكم : ما أحكم بيانه ، وبلغ به الغاية التي يفهم بها المراد من غير إشكال والتباس ، والمتشابه : هو الذي يحتمل معنيين أو معاني مختلفة ، يشبه بعضه بعضا عند السامع في أول وهلة ، حتى يميز ويتبين وينظر ويعلم الحق من الباطل فيه ، كسائر الألفاظ المحتملة ، التي يتعلق بها المخالفون للحق ، وذهبوا عن وجه الصواب فيه قلت : وحكى القاضي أبو الطيب : طاهر بن عبد الله الطبري ، أن أبا بكر محمد بن عبد الله المعروف بالصيرفي قال : المتشابه على ضربين ، ضرب استأثر الله بعلمه ، وانفرد بمعرفة تأويله ، وضرب يعلمه العلماء ، والدليل على الضرب الأول قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } ، إلى قوله : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ } فنفى أن يعلم تأويل المتشابه إلا الله ، وابتدأ بعد ذلك الكلام بقوله : { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ } والدليل على الضرب الثاني : حديث النعمان بن بشير المتفق عليه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس } . فدل على أن القليل من الناس يعلم المشتبهات .
قلت : والصحيح - والله أعلم - أن المتشابه يعلمه الراسخون في العلم ، { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } ، فإن الله عز وجل لم يُنزل في كتابه شيئا إلا وقد جعل للعلماء طريقا إلى معرفته .
وعند الحاكم بسند حسن من حديث عبد الله ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد و نزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف : زجر و أمر و حلال و حرام و محكم و متشابه و أمثال ، فأحلوا حلاله و حرموا حرامه و افعلوا ما أمرتم به و انتهوا عما نهيتم عنه و اعتبروا بأمثاله و اعملوا بمحكمه و آمنوا بمتشابهه و قولوا : { آمنا به كل من عند ربنا } ] .
وروى عن أيوب قوله : [ لا تلقى أحدا من أهل البدع إلا وهو يجادلك بالمتشابه من القرآن ] .
قال الشيخ عبد الرحمن اليمانىفى كتابه التنكيل ــ بتصرف ـــ :
وكلا القولين يمكن تطبيقه على السياق .
وأما القول الأول ؛ فأهل الزيغ يتبعون المنسوخ و المجمل ، فتارة يعيبون القرآن بالتناقض - زعموا - وبعدم البيان . و تارة يتشبثون بذلك لتقوية أهوائهم كما فعل النصارى ، إذ تشبثوا بما في القرآن من إطلاق الكلمة و الروح على عيسى ، و كما فعل المشركون عندما سمعوا قوله تعالى : [ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّم ] و تارة يبتغون تأويله مع عدم تأهلهم لذلك و عدم رجوعهم إلى الراسخين ، كما فعل الخوارج في قوله تعالى : [ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ] و قوله : [ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَان ] ، و نحو ذلك .
وأما القول الثاني : فأهل الزيغ يتبعون تلك النصوص ، تارة ابتغاء الفتنة ، بأن يعيبوا القرآن و الإسلام بزعم أنه جاء بالباطل فيزعمون أن لفظ [ بِيَدَيّ ] معناه أن لله سبحانه يدين مماثلتين ليدي الإنسان يجوز عليهما ما يجوز على يدي الإنسان ثم يقولون : و هذا باطل ، ثم يوجه كل منهم ذلك إلى هواه ، فنمهم من يستدل بذلك على أن القرآن ليس من عند الله ، و أن محمداً ليس بنبي ، ومنهم من يستدل بذلك على أن القرآن جاء بالبطل مجاراة لعقول الجمهور ، إلى غير ذلك . و تارة ابتغاء تأويله ، فمنهم من ذهب يتخرصتخرص هشام بن الحكم و أصحابه و غيرهم من المشبهة الضالة ، و منهم من يحرف تلك النصوص بحملها على معاني بعيدة ، كعقول بعضهم أن اليدين هما القدرة و الإرادة و غير ذلك .
وقوله تعالى : [ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا به ] ، و ينطبق على كل من القولين ، إلا أنه القول الأول يكون قوله : [ وَالرَّاسِخُونَ ] عطفاً ، و المعنى أن الراسخين يعلمون تأويله أيضاً ، و على القول الثاني يكون قوله : [ وَالرَّاسِخُونَ ] استئنافاً ، فهم لا يعلمون تأويله ، و إنما امتازوا بأنهم لا يتبعونه اتباع الزائغين ، بل يقولون : [ آمَنَّا به ] الآية .
ويدل على تصحيح كلا القولين أن من الناس من و قف على قوله : [ إلا الله ]، ومنهم من لم يقف ، و أنه صح عن ابن عباس أنه ذكر الآية ثم قال : (( أنا ممن يعلم تأويله)) . وصح عنه أنه قرأ : (( و يقول الراسخون )) .
والتأويل على القول الأول بمعنى التفسير ، و على الثاني بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها اللفظ ، ففي قوله تعالى : [ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي ] تأويل اليدين حقيقتهما و كنههما على ماهما عليه .

ــــــــــــــــــــــــ{ العلم والفهم أصل التأويل }ــــــــــــــــــــــ
عن سعيد بن جبيرقال : جاء رجل لابن عباس ـــ رضى الله عنهما ـــ ، فقال : يا ابن عباس ، إني أجد في القرآن أشياء تختلف عليَّ ، فقد وقع ذلك في صدري ؟ فقال ابن عباس : ( أتكذيب ؟ ) فقال الرجل : ما هو بتكذيب ولكن اختلاف ، قال : ( فهلم ما وقع في نفسك ) فقال الرجل : أسمع الله تعالى يقول : { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } ، وقال في آية أخرى : { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } ، وقال في آية أخرى : { ولا يكتمون الله حديثا } ، وقال في آية أخرى : { والله ربنا ما كنا مشركين} ، فقد كتموا في هذه الآية ، وفي قوله : { أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها } ، فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل الأرض ، وقال في الآية الأخرى : { أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين } ، فذكر في هذه الآية خلق الأرض قبل السماء ، وقوله تعالى : { وكان الله غفورا رحيما } ، { وكان الله عزيزا حكيما } ، { وكان الله سميعا بصيرا } فإنه كان ثم انقضى ؟ فقال ابن عباس : ( هات ما في نفسك من هذا ) فقال السائل : إذا أنبأتني بهذا فحسبي . قال ابن عباس : قوله تعالى : { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } ، فهذا في النفخة الأولى ، ينفخ في الصور ، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض ، إلا من شاء الله ، فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ، ثم إذا كانت النفخة الأخرى ، قاموا ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ) ، وأما قول الله تعالى : { والله ربنا ما كنا مشركين } وقوله : { ولا يكتمون الله حديثا } ، فإن الله تعالى يغفر يوم القيامة لأهل الإخلاص ذنوبهم ، لا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره ، ولا يغفر شركا ، فلما رأى المشركون ذلك قالوا : { إن ربنا يغفر الذنوب ولا يغفر الشرك } ، تعالوا نقول إنا كنا أهل ذنوب ، ولم نكن مشركين ، فقال الله تعالى : أما إذ كتموا الشرك ، فاختموا على أفواههم ، فيختم على أفواههم ، فتنطق أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون ، فعند ذلك عرف المشركون أن الله لا يكتم حديثا ، فذلك قوله تعالى : { يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا } وأما قوله : { أم السماء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها والأرض بعد ذلك دحاها } ، فإنه خلق الأرض في يومين قبل خلق السماء ، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين ، ثم نزل إلى الأرض فدحاها ، ودحيها : أن أخرج منها الماء والمرعى وشق فيها الأنهار ، وجعل فيها السبل ، وخلق الجبال والرمال والأكوام وما فيها ، في يومين آخرين فذلك قوله تعالى : والأرض بعد ذلك دحاها ، وقوله : { أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين } فجعلت الأرض وما فيها من شيء في أربعة أيام ، وجعلت السماوات في يومين وأما قوله تعالى : { وكان الله غفورا رحيما } ، { وكان الله عزيزا حكيما } ، { وكان الله سميعا بصيرا } فإن الله تعالى جعل نفسه ذلك ، وسمى نفسه ذلك ، ولم ينحله أحدا غيره ، وكان الله : أي لم يزل كذلك . ثم قال ابن عباس : ( احفظ عني ما حدثتك ، واعلم أن ما اختلف عليك من القرآن أشباه ما حدثتك ، فإن الله لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد ، ولكن الناس لا يعلمون ، فلا يختلفن عليك القرآن ، فإن كلا من عند الله عز وجل ) .

قال حكمى فى المحكم والمتشابه

والمحكم المتضح المعنى بـــه ... واستأــر الله بذي التشــــابه
أعني بذي التشابه : الحقيقي ... ليس الإضافي على التحقيق
نحو الحروف في أوائل السور ... على تـــــلاوة لها فليقتصـر
نقــــــــول آمــــنا بــــه والكل ... مـــــــن عند ربنا فلا نضــــل
مـــع اعتقــــــاد إن أراد الله ... معنــــــى به لم يدره ســـــواه
وعــــد منه الافتتاح بالقسـم ... كـالذاريات المرسلات تلو عم
شاهده ما لصبيغ قد جـــرى ... مع عمر إذ عاقــــبه وهجــرا
ولم يقـــــع في ديننا الحنيف ... في حــــق ما أنيـــط بالتكليف
فإنــــه أناطـــــــه بالوســــــع ... كما استبان بالدليـــل القطعي
أما الإضـــــافي : فعند العلما ... بالـــــــرد للمحكم عاد محكما
نحــــو الذي أوضحه إذ سئلا ... عنه ابن عباس فبان واجلى
كذكر خلق أرضـــــــــه مقدما ... وبعده ثم اســتوى إلى السما
مـــع ذكـــــره في آية سـواها ... أن بعـــد رفعــه السما دحاها
فمـــا يـــــراه الناظـــر اختلافا ... فليعـــــــزه لفهمـــه مضـــافا
وكل مـــن يعـــتقد التناقضــــا ...في محكم النصين إن تعارضا
فليس تخلـــــو هـــذه القضـيه ... من فــرط جهل أو لخبث نيَّه
ولا يجــــــوز قـــط في القرآن ... ورود ألفــــــاظ بلا معــــــان
وصــــــرف ظــــــاهر بلا دليل ...من طرق تفضي إلى التضليل
وليس في القــــرآن باطن أتى ... على خــــلاف ظــاهر قد ثبتا
فـــــذاك قــــــول ظاهر الإلحاد ... بكفـــــر مـــن قــــال به ينادي
ـــــــــــــ
فصـــــــــل
قال الدكتور عبد المجيدالزندانىفى نظرة تاريخية فى علم الأجنة :
إن تاريخ علم الأجنة يدل على أن التخلق البشري كان دائماً مثار اهتمام كبير ، وقد اقتصرت الدراسات الأولى على استخدام الوصف التخيلي نظراً لقلة الوسائل التقنية المتقدمة حينئذ ، وبعد اختراع المجهر في وقت لاحق اتسمت الدراسات بدقة أكبر وظلت تستخدم الوصف إلى جانب الأساليب التقنية التجريبية ، بيد أن كثيراً من هذه الملاحظات الوصفية كان على قدر كبير من التخيل والبعد عن الدقة ، ولم يتم التوصل إلى فهم ووصف أدق للتخلق الجنيني إلا في هذا القرن وباستخدام الأجهزة الحديثة فقط .
ويمكننا أن نستنتج من تحليل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية أنها تتضمن وصفاً دقيقاً شاملاً للتخلق البشري من وقت امتزاج الأمشاج وخلال تكون الأعضاء وما بعد ذلك ، في مثل قوله تعالى : ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(14) ﴾[المؤمنون:12-14].
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم :(إذا مرّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها ، وخلق سمعها ، وبصرها وجلدها ، ولحمها ، وعظامها ..) .
ولم يكن هناك أي تدوين مميز شامل للتخلق البشري كالتصنيف المرحلي وعلم المصطلحات والوصف قبل القرآن الكريم. فقد سبق هذا الوصف القرآني والنبوي بقرون كثيرة في معظم الحالات إن لم يكن في كلها ، تسجيل المراحل المختلفة لتخلق الجنين البشري في المؤلفات العلمية المعروفة .
وقبل ظهور المجهر المركب لم تكن هناك أية وسيلة نعرفها لمراقبة المراحل الأولى للتخلق البشري (النطفة على سبيل المثال) .
وإن تقديم وصف علمي لمراحل التخلق البشري، يتطلب الحصول على عدد كبير من الأجنة البشرية في عمر معين ودراستها ، ويصعب تماماً حتى في يومنا هذا تجميع مثل هذه السلسلة. وقوله تعالى : ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنْ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)﴾ [المؤمنون:17] ، يلمح إلى سبب وجود نصوص عديدة في القرآن الكريم والسنة النبوية تصف تفاصيل التطور الجنيني .
هذا وأسأل الله أن يغفر ذلتى ويجبر كسر عزيمتى ويقوى ضعف قوتى
وأعوذ بالله أن أذكر به وأنساه
وأسأله أن يرزقنى صلاح النية ويبعد عنى شر الرياء والكبر فهما الرَّدية
لا إله إلآ الله

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 18-03-2008 02:42 AM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونومن به ونتوكل عليه، ونستهدي الله بالهدى، ونعوذ به من الضلال والردى، ومن الشك والعمى ، من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، يعز من يشاء، ويذل من يشاء ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، إلى الناس كافة رحمة لهم وحجة عليهم ، والناس حينئذ على شر حال ، في ظلمات الجاهلية ، دينهم بدعة ، ودعوتهم فرية ، فأعز الله الدين به صلى الله عليه وسلم وألف بين قلوب المؤمنون فأصبحوا بنعمته إخوانا ، وكانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها ، فالطاعة لله وللرسول ، فإن الله عزوجل هو القائل : { من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا } .

فالحمد لله الذي عرفنا نفسه ، وعلمنا دينه ، وجعلنا من الدعاة إليه ، والمحتجين له ، فاللهم إنا نسألك تمام النعمة ، والعون على أداء شكرك ، وأن توفقنا للحق برحمتك ، إنك ولي ذلك والقادر عليه ،
والحمد لله الذي مَنَّ علينا بتوحيده، وجعلنا ممن ينفي شبهة خلقه وسياسة عباده، وجعلنا لا نفرق بين أحد من رسله، ولا نجحد كتاباً أوجب علينا الإقرار به ، ولا نضيف إليه ما ليس منه ، إنه حميد مجيد، فعال لما يريد ، والحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بالإيمان، ورحمنا بنبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ، فهدانا به من الضلال ، وجمعنا به من الشتات ، وألف بين قلوبنا، ونصرنا على عدونا، ومكن لنا في البلاد، وشرح لنا صدور العباد ، وجعلنا به إخوانا متحابين ، فاللهم لك الحمد على هذه النعمة، ونسألك ربنا المزيد فيها واجعلنا من الشاكرين ، اللهم إنا نعوذ بك من كل معصية ونعوذ بك من كل بدعة ردية ، فإن السنة نعمة والبدعة ردية ، فمن ترك السنة وابتدع البدعة ودعى لها وسار خلف دعاتها وكله الله لنفسه فأردته فى الردية فلا يفزع إلى توبة ولا ينتصح بنصيحة بل هام على وجهه فى الأرض حيران لايجد الهدى وهو أمامه فالتمسه فى الضلال كالذى حسب السراب ماء فأجهد نفسه فى الوصول إليه حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، فما سلبوا عزتهم إلآ بهذا ، وسلط الله عليهم عدوهم بهذا .

الأخوة والأخوات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم أما بعـــــــــــــــد
فإنه ليعتصر القلب حزنا ، وينفطر الفؤاد ألما ، على حال أمتنا ، هوان فى العلم ، هوان فى الفكر ، اضمحلال فى العقل ، لاينشط أعضاء هذه الأمة إلآ فيما لا يفيد ـــ إلآ من رحم الله ـــ

وقفت والألم يعتصرنى على موضوعات طال فيها الكلام والاستدلال ، وزادت حدة المتحاورين ، وتطاول كل على الآخر ، فى ماذا ؟ الله أعلم بما تكنه الأفئدة
.

أولا : هلآ تعلمنا كيف نتكلم ، ثم نتعلم كيف نتحاور ، ثم نتعلم كيف نتعلم .

ثانيا : هلآ تمسكنا بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وتفقهنا بفقه صحابته رضوان الله عليهم ، وسرنا على نهج سبيل السلف فى المجمع عليه والمختلف فيه .
ثالثا : هلآ أنكرنا ذاتنا ، ووأدنا حميتنا وحزبيتنا ، وتجردنا لله عز وجل ، فنبدأ كما بدأ الصحابة مع رسولهم صلى الله عليه وسلم ، لايسبقونه بالقول ، ولا يرفعون صوتهم على صوته ، بل يسيرون خلفه حذو القذة بالقذة ، فلأجل هذا دانت لهم العرب والعجم .

رابعا : هيا نتعاهد على قول الحق والصدق وأن نرفع شعار : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)} سورة الأحزاب .

والآن أبدأ فى الذى أريد أن أثبته هنا ، فبحول الله وتوفيقه أقول :

من الاختلافات التى اختلف فيها الأخوة فى منتدانا الحبيب ـــ الاحتفال بالمولد النبوى ـــ
ولابأس أن يوم ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم ميلاد لإعادة الربط بين الأرض والسماوات وحيا ، وهو كذلك يوم ميلاد الهداية المحمدية ، وهو كذلك يوم غراس عقيدة التوحيد فى الأرض بعد أن أشرك أهلها واتخذوا الشرك عبادة يتعبدوا بها ، نعم يوم مولده صلى الله عليه وسلم يوم لابد وأن يقف المسلم أمامه طويلا ، ولكن هذه الوقفة لابد وأن تكون بداية عهد مع الله أن يسير الذى يقفها كما سار الحبيب ولا يزيغ عن نهج الحبيب ولا يقول قال الناس ولكن ليقل قال الحبيب صلى الله عليه وسلم فكما قال مالك ابن أنس : { كل يؤخذ من قوله ويرد إلآ المعصوم صلى الله عليه وسلم } .

* تنقل العلماء أمام يوم ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الحب والعاطفة والعلم والتعلم ، فالحب والعاطفة وحدهما لايجلبان علما ، ولايكونا سببين لأخذ العلم ، فما عرفنا من علمائنا أنهم تساهلوا وهم يعطون العلم لطلاب علمهم ، بل ألزموهم أشياء لابد وأن يتحلى بها طالب العلم ، كالصدق والأمانة والجرأة فى الحق والهمة والمداومة على الطاعة وأن لا يخشون فى الله لومة لائم وأن يقولوا الحق ولو كان مُرَّا ، وهكذا من الأمور التى يعرفها ويتحلى بها كل من جلس إلى عالم يأخذ منه علما .

* فإن قال قائل أنه يجب أن يُحتفل بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم فلا بد أن نترجم القول من ثلاثة أوجه : الوجه الأول : من القائل وما حجته وما دليله ؟
الوجه الثانى : مامعنى الاحتفال فى نظر القائل ؟
الوجه الثالث : هل قوله هذا يطابق السنة أم يخالفها ؟
والبيان فى ذلك بحول الله وحده :
لا يعرف المؤرخون أن أحدا قبل الفاطميين احتفل بذكرى المولد النبوى كما قال القلقشندى فى " صبح الأعشى " عن الفاطميين قوله : فكانوا يحتفلون بالذكرى فى مصر احتفالا عظيما ويكثرون من عمل الحلوى وتوزيعها .
قال المقريزى وابن الأثير فى كتابه " الكامل " : وكان الفاطميون يحتفلون بعدة احتفالات يسمونها ـ المولد ـ لآل البيت ، كما احتفلوا بعيد الميلاد المسيحى ، ثم توقف الاحتفال بالمولد النبوى سنة 488 هـ وكذلك الموالد كلها ، لأن الخليفة المستعلى بالله جعل الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالى وزيرا ، وكان رجلا قويا لا يعارض أهل السنة واستمر الأمر كذلك حتى ولى الوزارة المأمون البطائحى ، فأصدر مرسوما بإطلاق الصدقات فى 13 من ربيع الأول سنة 517 هـ وتولى توزيعها " سناء الملك " .
ولما جاءت الدولة الأيوبية أبطلت كل ما كان من آثار الفاطميين ، ولكن الأسر كانت تقيم حفلات خاصة بمناسبة المولد النبوى، ثم صارت ، رسمية فى مفتتح القرن السابع فى مدينة " إربل ــ بالعراق " على يد أميرها مظفر الدين أبى سعيد كوكبرى ، وهو سُنِّى اهتم بالمولد النبوى فصنع قبابا من خشب ونصبها من أول شهر صفر، وزينها أجمل زينة ، وجعل فى كل منها الأغانى والملاهى ، ويأمر الناس بالمشاركة فى هذه المظاهر . وكانت هذه القباب الخشبية منصوبة من باب القلعة إلي ، باب الخانقاه ، وكان مظفر الدين ينزل كل يوم بعد صلاة العصر، ويقف على كل قبة ويسمع الغناء ويرى ما فيها، وكان يعمل المولد سنة فى ثامن الشهر، وسنة فى ثانى عشره ، وقبل المولد بيومين يخرج الإِبل والبقر والغنم ، ويزفها بالطبول لتنحر فى الميدان وتطبخ للناس .
وأنكر العلماء انتشار هذه البدع التى جعلوها فيما يسمى بالموالد ، حتى أنكروا أصل إقامة المولد ، ومنهم الفقيه المالكى تاج الدين الإِسكندرى المعروف بالفاكهانى ، المتوفى سنة 731 هـ ، فكتب فى ذلك رسالته " المورد فى الكلام على المولد" أوردها السيوطى بنصها فى كتابه " حسن المقصد" .
ويقول ابن الحاج أبو عبد الله العبدرى فى " المدخل " : إن الاحتفال كان منتشرا بمصر فى عهده ، وكان يعيب ما فيه من البدع .
ثم قال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع لإقامة المولد ، وممن استحسن المولد السيوطى وابن حجر العسقلانى ، وابن حجر الهيتمى ، مع إنكارهم لما لصق به من البدع ، واستدلوا بقول الله تعالى : { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله " 5 " } سورة إبراهيم .
وذكروا مارواه النسائى والبيهقى فى شعب الإِيمان عن أبىّ بن كعب أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " أيام الله " نعمه وآلائه . راجع روح المعانى للآلوسى . وقالوا : أن ولادة النبى نعمة كبرى يجب أن يُذكر بها . اهـ .
ومن هنا أقول :
إقامة الاحتفالات فى يوم مولده صلى الله عليه وسلم أو قبله أو بعده لا يجوز شرعا ، لكونه بدعة محدثة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من علماء السلف في القرون الثلاثة الأولى المفضلة ، فالصحابة وعلماء السلف أعلم الناس بسنَّة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأشد الناس حبا لرسوله صلى الله عليه وسلم وأكمل الناس اتباعا لشرعه ،فعند أبى داود وابن ماجة بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد } أي: مردود عليه ولن يقبل منه .
وعند أبى داود بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث العرباض بن سارية رضى الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودِّع فماذا تعهد إلينا ؟ فقال : { أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة } .
فالحذر الحذر من إحداث البدع أواتباع من يعملون بها ، وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين :{ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "63" } سورة النور .
عند مسلم من حديث أبى قتادة الأنصارى الطويل وفيه قال : وسئل - النبى صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم الاثنين قال " ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت أو أُنزل علىَّ فيه " .
فمن أراد الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فيصم الاثنين من كل أسبوع ولا يخصص يوم الاثنين من كل عام فهذا فعله صلى الله عليه وسلم وقد قال الله سبحانه وبحمده : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)} سورة الحشر
وليتأمل اللبيب هذه الآيات : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) } سورة النساء
وجاء فى الجامع الصغير للسيوطى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله }
والخلاصـــــــــة
قال شيخنا العلامة الألبانى فى كتاب التوسل والوسيلة : إن كل مخلص منصف ليعلم علم اليقين بأننا والحمد لله من أشد الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أعرفهم بقدره وحقه وفضله صلى الله عليه وسلم وبأنه أفضل النبيين وسيد المرسلين وخاتمهم وخيرهم . وصاحب اللواء المحمود والحوض المورود والشفاعة العظمى والوسيلة والفضيلة والمعجزات الباهرات وبأن الله تعالى نسخ بدينه كل دين وأنزل عليه سبعا من المثاني والقرآن العظيم وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس إلى آخر ما هنالك من فضائله صلى الله عليه وسلم ومناقبه التي تبين قدره العظيم وجاهه المنيف صلى الله تعالى عليه وآله وسلم تسليما كثير وإننا - والحمد لله - من أول الناس اعترافا بذلك كله ولعل منزلته صلى الله عليه وسلم عندنا محفوظة أكثر بكثير مما هي محفوظة لدى الآخرين الذي يدعون محبته ويتظاهرون بمعرفة قدره لأن العبرة في ذلك كله إنما هي في الاتباع له صلى الله عليه وسلم وامتثال أوامره واجتناب نواهيه كما قال سبحانه وتعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم (31)} سورة آل عمران ، ونحن بفضل الله من أحرص الناس على طاعة الله عز وجل واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم وهما أصدق الأدلة على المودة والمحبة الخالصة بخلاف الغلو في التعظيم والإفراط في الوصف الذي نهى الله تعالى عنهما فقال سبحانه : { يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق (171)} سورة النساء ، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنهما فقال : { لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله } .انتهى
فتعظيم النبي وتوقيره إنما هو : بالإيمان بكل ما جاء به من عند الله ، واتباع شريعته عقيدة وقولا وعملا وخلقا بالتسليم والانقياد ، وترك الابتداع في الدين ، ومن الابتداع في الدين الاحتفال بهذه الكيفية التى يفعلها المضللون وعوام الناس بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بالطبل والرقص والاختلاط وصنع الحلوى هل فى ذلك من ورع ؟ هل فى ذلك من إيمان ؟
هل هذا شرع المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟
اللهم اهدنا واهدى بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
ويعلم الله أنى أحبكم جميعا فى الله
وما قصدت بذلك إلآ وجه الله والدار الآخرة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
.


الشيخ أبوالبراءالأحمدى 31-08-2008 02:02 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين صراطه مستقيما سبحانه وبحمده وأخبر عن ذلك فقال : " وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) " سورة الأنعام ، وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم إلى الصراط المستقيم فقال سبحانه وبحمده له صلى الله عليه وسلم : " قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) " سورة الأنعام . والرسول صلى الله عليه وسلم نور من ربه إلى البشرية جمعاء وأرسل مع نور البشرية صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم هذا الكتاب البين الواضح وجعل لمن اتبع هذا النور الهداية إلى صراطه المستقيم فقال سبحانه وبحمده : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) " سورة الأعراف . فلما آمنا به وصدقناه هدانا الله إلى الصراط المستقيم ، فأحمدك ربى سبحانك حمداً يليق بجلالك وعظمتك وقدرتك وفضلك ومنِّك وكرمك ، ودليل السير على صراط الله المستقيم طاعته ، ومن طاعته فعل ماأمر واجتناب مانهى ، ولقد فرض علينا صيام رمضان فصُمنا وشكرناه سبحانه أن مكَّن لنا القدرة على صيامه ، فالحمد لله الذي أوجب الصيام في رمضان عبادة على عبادهِ ، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير الهادى من الضلال والمنقذ من الهلاك أجود الناس وأطيب الناس صلى الله عليه وسلم فهو الريح المرسلة بالخير للثقلين ، تقربَ إلى الله فقرَّبه وسجد لله فرفعه وأعلى قدره ومنزلته ، جعل قرة عينه فى الصلاة فقال كما عند النسائى بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة " . ولهذا لما جاء رمضان وهو أجود الناس وكان أجود مايكون فى رمضان قام ليله فأصبحت سنَّة من بعده صلى الله عليه وسلم لأمته .
فالحمد الله وحده أن بلغنا رمضان ، ولرمضان مكانة عظيمة في قلوب المسلمين ، كيف لا وهو شهر الرحمة والرضوان والقرآن والغفران والعتق من النيران ، شهرالهبات والعطايا والنفحات والمنن من الرحمن سبحانه وتعالى .
اعلم رحمنى الله وإياك أن
صوم رمضان فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل
قال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) " سورة البقرة .
اعلم أن الصيام مصدر صام كالقيام ، وأصله في اللغة الإمساك عن الشيء والترك له ، ومنه يُقال للصمت : صوم ، لأنه إمساك عن الكلام من قول القائل : " صُمت عن كذا وكذا " – يعني : كففت عنه – أى " أصوم عَنه صوْمًا وصيامًا ". فمعنى" الصيام " ، الكف عما أمر الله بالكف عنه . ومن ذلك قيل :" صَامت الخيل " ، إذا كفت عن السير ، ومنه قول النابغة الذبيانى :
خَيْلٌ صِيَامٌ، وخَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ... تَحْتَ العَجَاجِ، وأُخْرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا
ومنه قول الله تعالى لمريم : " إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا (26) " سورة مريم ، والصوم هنا معناه : الصمتُ عن الكلام .

رمضان كله رحمة

نعم رمضان كله رحمة ودليل هذه الرحمة أن رب العزة والجلال يفتح فيه أبواب الجنان ويغلق فيه أبواب النيران فكما عند البخارى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة " .

التقوى هى النتاج الأسمى للصيام

نعم فالتقوى هى النتاج الأسمى للصيام وهى الثمرة التى ينتجها شهر رمضان للصائم . نعم إنها التقوى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) ﴾ ، فهي حكمة الصيام وغايتة .
وللتقوى زى يتحلى به كل من اتقى وهو خير لباس يلبسه المرء قال الله تعالى : " يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) " سورة الأعراف .
وللمفسرين في لباس التقوى عشرة أقوال :
الأول : أنه السمت الحسن ، قاله عثمان بن عفان ، ورواه الذيَّال بن عمرو عن ابن عباس .
الثاني : العمل الصالح ، رواه العوفي عن ابن عباس .
الثالث : الإيمان ، قاله قتادة ، وابن جريج ، والسدي ، فعلى هذا ، سمي لباس التقوى ، لأنه يقي العذاب .
الرابع : خشية الله تعالى ، قاله عروة بن الزبير .
الخامس : الحياء ، قاله معبد الجهني ، وابن الأنباري .
السادس : ستر العورة للصلاة ، قاله ابن زيد .
السابع : أنه الدرع ، وسائر آلات الحرب ، قاله زيد بن علي .
الثامن : العفاف ، قاله ابن السائب .
التاسع : أنه ما يُتَّقى به الحر والبرد ، قاله ابن بحر .
العاشر : أن المعنى : ما يَلْبَسه المتقون في الآخرة ، خير مما يلبسه أهل الدنيا ، رواه عثمان ابن عطاء عن أبيه .
قلت : فلباس التقوى خير لباس وهو جامع للصفات العشرة ولهذا قال الله تعالى : { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ } فكيف ينفع ستر البدن وحسن المظهر على فاجر لا يعرف لله حقا ولا يعبد رب السماوات والأرض ولا يخشاه ؟ ! ، ولهذا قال ابن قتيبة فى هذا المعنى : ولباس التقوى خير من الثياب ، لأن الفاجر ، وإِن كان حسن الثوب ، فهو بادي العورة . قال الشاعر في هذا المعنى :
إنِّي كأنِّي أرَى مَنْ لا حَياءَ لَه ... وَلاَ أمَانَةَ وَسْطَ القَوْمِ عُريانا

فضل الصيام

الصيام يهذب النفس وينمى فضيلة الحلم والأناة ويقرب الصائم من مولاه سبحنه وبحمده فالصائم صام طائعا لأوامر ربه فطوبى له حين وصفه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كما عند البخارى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها " .
والصوم مفضل على الأعمال الأخرى بأن جعل الله لمن ترك متع نفسه وشهواتها لأجل ربه أجرا خاصا ، فكان لله أن يكافئه بأن جعل له بابا من أبواب الجنة الثمانية لايدخل منه إلآ الصائمون ، فعند البخارى من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد " .
ويكفى الصائم أن الله عز وجل بشَّره بأنه فرح بفضل الله فى دنياه لأنه أطاع ربه فصام وعند لقاء ربه يفرح بلقائه الذى فيه الزيادة فكما عند البخارى من حديث أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه " .
الله أكبر ـ وإذا لقى ربه فرح بصومه ـ فى يوم المزيد عندما يلقى الصائم ربه يفرح باجر صومه الذى لايعلمه إلآ رب العزة والجلال ـ فإنه القائل سبحانه وبحمده ـ كل عمل ابن آدم له إلآ الصيام فإنه لى وأنا أجرى به ـ وإليك هذا الحديث المُفرح فى يوم المزيد كما عند البخارى من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة : " يا أهل الجنة " فيقولون : لبيك ربنا وسعديك ، فيقول : " هل رضيتم " فيقولون : وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ، فيقول : " أنا أعطيكم أفضل من ذلك " قالوا : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : " أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا " .
فيا من أحسنتم هذا جزاء إحسانكم فربكم كريم وفضله عميم وإليك حديث مسلم عن صهيب بن سنان الرومى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل أهل الجنة الجنة ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : " تريدون شيئا أزيدكم " ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ، قال : " فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل " .
قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد وزاد ثم تلا هذه الآية : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } .

من خصائص شهر رمضان

الخصيصة الأولى : أنه شهر القرآن قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍمِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ (185) سورة البقرة .
الخصيصة الثانية : تفتح فيه أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النار، وتصفدالشياطين .
الخصيصة الثالثة : فيه تضاعف فيه الحسناتوتمحى الخطيئات .
الخصيصة الرابعة : أن من فطر فيه صائماً فله مثل أجر الصائم من غير أنينقص من أجر الصائم شيئاً .
الخصيصة الخامسة : أن فيه ليلة القدر وليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تتنزل فيها الملائكة مع جبريل عليه السلام فى هذه الليلة وهذا فضل عظيم .
الخصيصة السادسة : فيه أكلة السحور التي هي ميزة صيامنا عن صيام الأممالسابقة .
الخصيصة السابعة : وقعت فيه غزوة بدر الكبرى ، وقد تنزلت فيهاالملائكة للقتال مع المؤمنين ، وكان النصر المبين ، حليف المؤمنين ، واندحر جيش الشرك .
الخصيصة الثامنة : أن فيه صلاة القيام ــ التراويح ــ .
فخصائص رمضان كثيرة فهو الخير كله فاللهم وقد بلغتنا رمضان فأنعم علينا بطاعتك وأكرمنا بفضلك وجودك وكرمك يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما يسر لنا صيامه وقيامه واجعلنا من عتقائك من النار . اللهم آمين

نور 12-11-2008 09:47 AM

جميع مواضيع الشيخ أبو البراء الأحمدي - متجدد بإذن الله
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

في هذا الموضوع ، سوف نضع روابط مواضيع الشيخ الفاضل أبو البراء الأحمدي
جزاه الله خيراً على كل ما يقدم لنا من علم شرعي و فقه و أحكام و متابعة وتواصل ، فبارك الله له في علمه و عمله و وقته و جهد و تعبه معنا

و إن شاءالله سوف نجدد الروابط مع كل مواضيع جديدة للشيخ أبو البراء الأحمدي ...

و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله

نور 12-11-2008 09:50 AM

مواضيع رمضانية
 





نور 12-11-2008 09:51 AM


















قطرات الندى 29-11-2008 02:06 PM

السلام عليكم اختى الكريمة
ملاك النور
جزاك الله خيرا
على الجهد الطيب..

و بارك الله فى شيخنا الفاضل
ابو البراء الاحمدى
على ما يقدمه لهذا الدين
و نفع الله به كل المسلمين
و ادام قلمه متالقا فى منتدانا و بيتنا الثانى الكبير
**منتدى الشفاء الاسلامي**
اللهم اميين..

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 27-08-2010 09:14 AM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
وبعــــــــــــــــد
فهذه معان فى فقه الصيام أسأل الله تعالى أن ينفعنى والمسلمين بها :
معنى الصيام : الصيام فى اللغة : الإمساك .
وفي الشرع إمساك مخصوص وهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع وغيرهما مما ورد به الشرع في النهار على الوجه المشروع ويتبع ذلك الإمساك عن اللغو والرفث وغيرهما من الكلام المحرم والمكروه .
قال الله تعالى آمراً مريم عليها السلام : " فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) " سورة مريم . والصوم هنا : الإمساك عن الكلام " .
وقت الصوم : قال الله تعالى : " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ " سورة البقرة
ومعروف فى هذا الزمان أن الصوم يبدأ من آذان الفجر إلى آذان المغرب مع النية .
حكم صيام رمضان : لا خلاف بين المسلمين فى فرض صوم شهر رمضان ووجوب الصوم على المسلم البالغ العاقل المطيق للصوم بالكتاب والسُنة والإجماع .
فأما الكتاب : قول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) " سورة البقرة
وقال تعالى : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) " سورة البقرة .

وأما السُنة : فكما عند البخارى من حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان " . فالصوم أحد أركان الإسلام الخمسة .
ومن حيث الإجماع : فقد أجمعت الأمة علي وجوب صيام رمضان وأنه أحد أركان الإسلام الخمسة ، التي علمت من الدين بالضرورة ، وأن من أنكر الصيام بعد إقامة الحُجة عليه كفر باله وارتد عن الإسلام .
متى فرض صوم رمضان : فرض صوم رمضان يوم الإثنين لليلتين خلتا من شعبان من السَنة الثانية من الهجرة .
فضل الصوم : ورد فى الصحيح من حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه " .
قال ابن حجر فى الفتح : قوله فيه ( ولا يصخب )
كذا للأكثر بالمهملة الساكنة بعدها خاء معجمة ، ولبعضهم بالسين بدل الصاد وهو بمعناه ، والصخب الخصام والصياح ، وقد تقدم أن المراد النهي عن ذلك تأكيده حالة الصوم ، وإلا فغير الصائم منهي عن ذلك أيضا .
قوله : ( لخلوف ) كذا للأكثر ، وللكشميهني " لخلف " بحذف الواو كأنها صيغة جمع ، ويروى في غير البخاري بلفظ " لخلفة " على الوحدة كتمر وتمرة .
قوله : ( للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح )
زاد مسلم " بفطره " ، وقوله " يفرحهما " أصله يفرح بهما فحذف الجار ووصل الضمير كقوله صام رمضان أي فيه . قال القرطبي : معناه فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم وقيل إن فرحه بفطره إنما هو من حيث إنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه . قلت : ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكر ، ففرح كل أحد بحسبه لاختلاف مقامات الناس في ذلك ، فمنهم من يكون فرحه مباحا وهو الطبيعي ، ومنهم من يكون مستحبا وهو من يكون سببه شيء مما ذكره .
قوله : ( وإذا لقي ربه فرح بصومه )
أي بجزائه وثوابه . وقيل الفرح الذي عند لقاء ربه إما لسروره بربه أو بثواب ربه على الاحتمالين .
قلت : والثاني أظهر إذ لا ينحصر الأول في الصوم بل يفرح حينئذ بقبول صومه وترتب الجزاءالوافرعليه .انتهى
فضل شهر رمضان :
ورد عند مسلم من حديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن " .
وهذه الأحاديث الثلاثة عند البخارى :
الأول : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ك " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .
الثانى : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .
الثالث : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . وكلها تدل على فضائل رمضان .
الترهيب من الفطر في رمضان بغير عذر:
بوب الإمام البخارى بابا فى كتاب الصوم قال : باب إذا جامع في رمضان ويذكر عن أبي هريرة رفعه من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن صامه وبه قال ابن مسعود وقال سعيد بن المسيب والشعبي وابن جبير وإبراهيم وقتادة وحماد يقضي يوما مكانه .
وقال الإمام الذهبي فى كتاب الكبائر : وعند المؤمنين مقرر : أن من ترك صوم رمضان بلا مرض، أنه شر من الزاني ، ومدمن الخمر ، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة ، والانحلال .
أركان الصوم : مما سبق يتبين أن للصيام ركنان تتركب منهما حقيقته : 1 - الامساك عن المفطرات ، من الفجر إلى المغرب .
2 – النية : فالنية أصل كل عمل : لقول الله تعالى : " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) ". سورة البينة
وعند البخارى من حديث عمر ابن الخطاب رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
هدانى الله وإياكم سواء السبيل

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 03-02-2011 08:22 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى أنزل الكتاب والحكمة ، وأرسله للعالمين رحمة ، فمن قبلها فيالها من نعمة ، ومن ردها وبدَّلها صارت الرحمة نقمة .
أحمده أن جعلنا من خدام السنة ، القائدة لخادمها إلى سبيل الجنة ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه ، وخليله ، سيد ولد آدم فى الدارين ، ورسول الله إلى الثقلين ، المبعوث من الحرمين إلى مابين الخافقين ، خاتم النبيين ، وإمام المتقين
وبعـــــــــــــــد
فإنه من مقاصد شريعتنا حفظ النفس والمال والعرض والأرض ، وإنه من المُسلَّم به شرعا أن الأمور بين الحاكم والمحكوم تسير وفق مطالب العدل والمساواة ، وحيث أن الشعب قام ونفر ليطلب ذلك فبها ونعمت ، أما وقد حدث تخريب وقتل وترويع للآمنين وسرقة ، فليس هذا من مقاصد شريعتنا ، ومن هنا أصبح الأمر فى حاجة إلى إعادة النظر فى أن يلتحم كل أطياف الشعب ليساعدوا على أمن واستقرار بلادهم ويدافعوا عن بنيتها التحتية حتى لا تتلقفها أيادى الغدر ممن يريدون الإضرار بها وبشعبها .
فيا أيها الحبيب الرشيد وياأيتها الأخت الرشيدة
ياشباب مصر وشباتها ، ويا أهل المحروسة بكل أطيافها
من الثابت فى دين الله سبحانه وتعالى أن المسلم إذا حظى بأمور ثلاثة عاش وكأنه حيزت له الدنيا بحذافيرها فقال صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا " . رواه أبو داود وابن ماجة من حديث عبيد الله بن محصن الخطميبسند حسنه شيخنا العلامة الألبانى .
ياأهل مصرنا الحبيبه أما وإنه قد انعدم فى مصر الأمن والأمان وعمَّت الفوضى والفتن فلابد أن يكون لنا هديا نهتدى به ، ورشَدا نسترشد به ولا بد أن يكون هدينا من كتاب ربنا وسنة نبينا ، ولابد أن نقرر هنا بما يلى :
أولا : رايتنا هى راية الإسلام والتوحيد فيحرم على كل مسلم أن يناصر راية عصبية لا تدعوا للسِّلم ناهيك عن دعوتها للفساد والإفساد .
فكما عند مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه " .
ثانيا : عندما يتعصب المرء لابد وأن يتحلى بالمنطق الحسن حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث الأمة على أن حال المسلم مع أخيه ولو كانا على خلاف وشُقة أن يتعفف كل عن القول الفاحش والبذئ فكما عند الترمذى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء " .
ثالثا : أوجه تحذيرا شديدا لمن يظن أنه يريد الإصلاح بهذا الانفلات الأمنى الذى حدث فى مصر ويستمر ويساعد فى استمراره فيدمر الديار والاقتصاد فيُصبح سربنا بلا مأمن وقوت يومنا أو الحد الأدنى منه ليس عندنا ولن نوفره فى المستقبل لهذه الأموال التى خسرناها بسبب هذا الانفلات ، وأهيب بكل عاقل أن يكون سببا فى حفظ الأمن كى يعم الأمان طالما أن الاستجابات قد بدت والتغيير قادم ، قال الله تعالى : " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) " . سورة الكهف
وأخيرا فإنى مع الطموح والتغيير ولكنى مع الاستقرار وحفظ الأمن والأمان وحفظ حرمة أرض مصر وديارها ونسائها وأموالها فهى الباقية الموروثة لجيل بعد جيل فحتى لا تتهمنا الأجيال القادمة بقصور الفهم وضيق الأفق وأننا أردنا الإصلاح ففعلنا ماجرَّ على بلادنا الفقر والخراب لسنوات طويلة ، لابد وأن نحقن الدماء ولا نمكن منا عدونا .
حيا الله مصر لأجل أنها صمام أمن أمة الإسلام ، وقلب العروبة النابض ، ومنها تنطلق راية الخلافة الراشدة على منهاج النبوة .
حيا الله شعب مصر شبابها وشيبها محافظا على سلامة دياره ووطنه وحرماته .
حيا الله كل شريف على أرض هذا الوطن يدعوا للهدوء طالما أن رياح التغيير قد لاحت وصوت الأمة قد سُمع وأن الشعب قد استرد عزته وكرامته .
وبارك الله فيكم

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 27-02-2011 12:11 AM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

خيانة الأسد والثيران الثلاثة

يحكى أن فيلا مات فى غابة كان يستعبد فيها ثيرانا ثلاثة ( ثور أبيض وثور أحمر وثور أسود) وكانوا يتزعمون قبيلة من الثيران البيضاء الذين لا يعرفون من أمور الزعماء شئ ، غير أنهم يصفقون ويضحكون ويمرحون ، فلا الفيل يفترسهم ولا حاجة له إلآ لمرعى وافر من طعامهم ولكن عادة الثيران لا يشعرون بنعمة يتمرحون فيها وغابة فيناء خصبة يأكلون منها .

ولأن صفة العبوديه لازمت الثيران فتشردت بها ، لأنها لم تجد من يحكمها فاتفقت الثيران الثلاثة حيث أنهم أصبحوا أصحاب رأى ــ ويالعجب تفكيرهم ــ على أن يجتهدوا فى البحث على مليك جديد يستعبدهم ، فهاموا يبحثون فى الغابات ، فدخلوا غابه كبيرة ووضعوا شروطا بينهم لمن يستعبدهم وقالوا : إن الذى يستعبدنا هو الأغنى ملكا والأقوى بدنا ، وبينما هم كذلك سمعوا زئيرا اهتزت له أرجاء الغابة ، فقالوا : هذه بغيتنا وجدناها وهذا سيدنا الذى ندين بالولاء له فصوته عظيم إنه أعظم من سيدنا الذى مات ــ الفيل ــ ، ثم انحنت الثيران الثلاثة على أقدام سيدهم الجديد ، انحنوا ليضربوا أقبح الأمثلة فى الولاء لهذا المجهول القادم من بعيد أملا أن يكون حاميا للديار والأرواح فمظهره جميل وصوته يدل على قوته التى نمتلكها يوم أن نكون خداما له عبيدا تحت أقدامه .

فتبسم الأسد وقال للثيران انقلوني من هذه الغابة إلى غابتكم الغنية نعيش فيها ونتعاهد على أن نقيم العدل فى أرجائها ونحكم بالديمقراطية فيها وأُسنِّنُ لكم القوانين ، حيث أنِّى ماهر فى الديمقراطية الحقيقية وأدعوا إلى تداول السلطة وإرساء قواعد الحكم ، ولكى نجعل هذه الغابة الغنية أكثر عطاءا وأكثر نفعا لنا جميعا نتعاهد على ذلك ، فرح الثيران الثلاثة وحملوا سيدهم الجديد على ظهورهم وأعجبوا بخفه وزنه فبدى وحسبوا أنه هزيل من عفته وتقواه ــ فلتحيا ديمقراطية الأسود ــ نقلوا السيد الهزيل في سرعة الفرح والسرور ــ نقلوه للغابة الفيناء على ظهورهم المتينة وبسواعدهم القوية .

وظلت الثيران تحتفل بمقدم سيدهم الجديد على غابتهم الفيناء ليحميها من الذين يريدون اغتصابها فأصبحوا لايأمنون على أنفسهم من إخوانهم الثيران الكثيرة التى تمرح بجوارهم فى غابتهم جميعا فتوهموا أنهم يرون فى أعينها الغدر والخيانة وحب الذات حيث أنها تأكل كثيرا وتمرح كثيرا ويسيرون فى قطيع واحد لا يأبهون بالثيران الثلاثة الذين يظنون فى أنفسهم أنهم أولى بأن يكونوا وزراء هذه الغابة لأسد يحميهم ويمكن لهم السيادة والقيادة.

وهم فى هذه الاحتفالات إذ نظر أحدهم تجاه السيد الجديد فوجدوه واجما منشغلا فى تفكير عميق فانشغلوا به كيف هم فرحون وهو واجم يفكر ؟ فسألوه عن انشغاله ؟ فرد قائلا : أنا أضع خطة لحمايتكم فلا عليكم افرحوا وامرحوا واتركونى أقوم على شئونكم أفكر لكم ولا تفكرون أنتم ، فإنى أسهر على راحتكم وأنتم نائمون ! . فتعجب الثيران أين كان هذا الكلام الجميل المنمق أهو فى لغتنا ! ؟ لماذا لم نسمعه من قبل ؟ أيوجد فى هذا الزمان من يتكلم بهذا المنطق الفصيح ؟ فلتحيا الحرية ، ولتحيا الديمقراطية وليحيا هذا السيد الغريب عن ديارنا الذى سيحمينا من أبناء جلدتنا الذين يريدون أن يأكلوا طعامنا ويشربوا شرابنا .

وتسابق الثيران الثلاثة لإعلان الولاء والطاعة لهذا المُخلِّص الذى سيخلِّصهم من ظلم إخوانهم وأبناء عشيرتهم ، وظل كل ثور يُظهر الولاء أكثر من أخيه لينال حظا أوفر منه وقربا لسيده أكثر منه .

فلما أن وجد الأسد ذلك قرَّبالثورالأسود منه ــ حيث أنه وجده أخبث إخوانه الثلاثة وحُبُّ الزعامة يتملكه ــ وقال له أنت الآن أقرب لى من أقرانك ! فامتلأ زهوا وفخرا بقربه من السيد الزعيم وقال بفخر وقوة : مرني ياسيدي ستجدني عبدك الطائع وسيفك القاطع .

فقال الأسد إنى لأرى أن هناك من يزهوا بنفسه ويجب علينا أن نقضى على هؤلاء العُنصريين المتواجدين فى غابتنا فإنهم ضد ديمقراطيتنا ! قال الثور الأسود سيدى أنت تتكلم بكلام لا أفهمه ولكنى أستحسنه فعليك أن تفكر وتأمر ــ حيث أنى منبهر بثقافتك ومنطقك ــ وعلى أن أنفذ كل ماتطلبه منى وأردد كلامك وإن كنت لا أفهمه ! .

فهمس الأسد فى أذن الثور همسة المتودد الحريص على إرساء قواعد الأمن والأمان فى الغابة الفيناء الخصبة قائلا : هلآ صَدَقني القول ياوزيري المُقرَّب ؟ قال ومن يصدقك سيدى إن لم اكن أنا الصادق ؟ فقال الأسد ألا ترى أن هذا الثور الأبيض يتكبر عليكم بلونه ويظن أنه أفضل منكم ؟ وإنى أراه لايصلح لأن يكون بيننا حيث أن لونه الناصع للبياض يجعله دليلا على موضعنا حيث تبحث قوافل الصيد فيقتلوننا بانعكاس لونه علينا ! . قال الثور الأسود : إيهٍ بخ بخ صدقت ياسيدي إنه كما تقول ! إن أمرتني سيدي أن أطرده من غابتنا هذه طردته ! ، قال الأسد وقد بدا عليه السعادة ــ بعد أن بدا عليه القوة واسترداد العافية فالطعام أصبح يأتيه وهو نائم بلا عناء ــ : لا لا أنا لا أريد أن يُقال أني ظالم لرعيتى فلن أطرد أحدا من رعيتى بغير ذنب ! ، قال الثور الأسود متعجبا ــ فرحا بالديمقراطية التى ماوجد مثيلا لها من قبل ــ : فماترى ياسيدي قال السيد الديمقراطى : ولأني لا أريد أن أفعل ذلك ولكن دعه لى حيث سنذهب للنزهة نحن الأربعة ثم تأخذ الثور الأحمر بعيدا وتتركنى مع الثور الأبيض وسأفترسه ولم أُبقِ فيه شيئا حتى لا يَستدل أحد على أثره .

فقالالثور الأسود متعجبا من التخطيط المحكم : نِعْم الرأي سيدي المُلْهم ، وحيث تمت أركان الخطة وثب السيد الأسد الهزبر على الثور الأبيض ــ المتخلى عنه إخوته ــ فالتهمه ، وسار الثورالأسود يُحلل جريمة االسيد الهزبر ، فكم من جرائم ارتكبت قبل عهد الديمقراطية الذى انتظرناه طويلا طويلا ، وفى هذا العهد لابد أن نرفع شعارنا فوق رايتنا التى لا ترى إلآ مانقوله وما نُقرُّه وننادى به : " الضرورات تبيح المحظورات " ، وليحيا الأمير المصون .

وعندما سأل الثيران فى الغابة عن الثور الأبيض لِمَا تغيب فى الأيام الماضية ؟ أجاب الثور الأسود بطلاقة وثبات فى أن الثور الأبيض كان يسير برأسه ولا يسمع كلامنا ولا ينتصح بنُصِحنا وكان متكبراً علينا ولعله تاه فى الغابات أو مات ومرَّت أيام قليلة وقد تناست الغابة ماحدث للثور الأبيض ــ المتغطرس المتكبر برأى السيد المتحكم ــ .
وليحيا الفكر الناصع والصوت المستنير لهذا السيد الهزبر المهيمن على عقول كل الثيران التى تُنفِّذ الأوامر بالحرف حيث أنهم أخذوا العهد على أنفسهم أن يتركوا التفكير والتدبير لهذا السيد الهزبر .

وفىيومٍ أخذ السيد الهزبر ينظر إلى الثورالأحمر وقد بدت الفكرة تتكون في رأسه ، فقد آن أوان أن يفترس السيد الهزبر هذا الثور الأحمر بخيانة وزيره الأول ــ الثور الأسود ــ فقال ياأيها الوزير المُخْلص مارأيك فى الثور الأحمر ؟ فقال القول ماتقول والأمر ماترى ونحن ننفذ وفقط لأننا على يقين أنك صاحب العقل الراجح والقول السديد ! .

اتركنى أفترس هذا الثور الأحمر كى تخلوا لنا الغابة نتمتع بها سويا ولا يشاركنا فيها أحد ، تأكلَ من عُشبها وآكل من حيواناتها وتكون القوة لى ولك ! . فتركه الثور الأسود وقد اختلى بالثور الأحمر فأكله ، ووقف الثور الأسود على الثور الأحمر وهو فى وقته الأخير ورقبته فى فم الأسد الهزبر يردد شعاره الذى يزهوا به : ارحل غير مأسوف عليك .
وما مرَّ غير أيام قلية إلآ وقد كشَّر الأسد الهزبر عن أنيابه ولم يجد حاجة فى أن يُخفى ماكان يُخفيه دائما فى سريرته ، فقد حان الوقت لكى يُعلن هذا المُستعمر الجديد أطماعه فى هذه الغابة التى سلَّمت قيادها له ، فلن يكون هناك من يستطيع الوقوف فى وجهه حيث تفرقت الجماعة وخارت القوى ، فقال أيها الثور الأسود ، قال : لبيك أيها الملك . قال : أريد أن أطلق عليك اسما جديدا يليق بك ، قال كل السعادة لما تُطلقه على سيدى ، قال سمَّيتك الخائن الأعظم فقد خنت أهلك وإخوانك فلا أمان لك بعد ، فأكله .

قال الثور الأسود وهو يترنح بين فكى الأسد الهزبر : هيهٍ فقد أُكِلت يوم أُكل الثور الأبيض !!! قالها العربيد الطامع فى السيادة وهو عبد حقير لسيده الخائن له ولغابته ، وأخيرا فهم هذا الثور ماكان يُحاك به وبأهله وبغابته يوم لا ينفع الفهم ، فهم ولكن بعد فوات الأوان وقد احتلت الغابة بغباء سادتها ــ الأذكياء الأغبياء ــ بدون إرهاق للملك الجديد والسيد العِربيد صاحب الديمقراطية المزيفة ، الذى نادى كثيرا بتداول السلطة بين الرعية كلها ، وكثيرا مانادى بالمساواة والعدل وتقسيم الثروات بحق .


إن الغابات حينما يحكمها الأسود لا تكون فى أمان فالأسود لا تعرف الأمان ، ولا توصف قوتها بالعدل وإن نامت ووضعت رؤسها بين أرجلها فليس هذا دليلا على السلام ، إن الأسود قد وصموا صفاء الغابة بالخيانة والغدر وإظهار الرعب والخوف فقال المتكلمون إن أرادوا أن يسبوا حكم مستعمر أنه يحكم حكم الغابة .

هل على الإنسان أن يرى مافعله السيد الهزبر بالقطعان المتفرقة فيعتبر ؟ !

هل على أصحاب الأغراض الخاصة الذين يرددون كلام السيد الهزبر أن يبتعدوا عنا وليخرجوا من بيننا ولا يُلقون أفكار السيد الهزبر على مسامعنا ؟ !

لابد لكل صادق من وقفة ، ولابد لأن يُعاد التفكير جيدا فى هؤلاء الثيرا الذين يرددون أفكار أسيادهم الأسود الضارية الخائنة المستعمرة التى تريد الاستعباد لغيرها .

اللهم إنى بلغت اللهم فاشهد

الشيخ / أبوالبراء الأحمدى
غفر الله له ولوالديه ومشائخه وإخوانه

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 06-03-2011 01:12 AM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
قال الماوردى فى أدب الدنيا والدين : وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : اُنْظُرْ إلَى الدُّنْيَا نَظَرَ الزَّاهِدِ الْمُفَارِقِ لَهَا ، وَلَا تَتَأَمَّلْهَا تَأَمُّلَ الْعَاشِقِ الْوَامِقِ بِهَا .
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ : أَلَا إنَّمَا الدُّنْيَا كَأَحْلَامِ نَائِمِ وَمَا خَيْرُ عَيْشٍ لَا يَكُونُ بِدَائِمِ تَأَمَّلْ إذَا مَا نِلْت بِالْأَمْسِ لَذَّةً فَأَفْنَيْتَهَا هَلْ أَنْتَ إلَّا كَحَالِمِ فَكَمْ غَافِلٍ عَنْهُ وَلَيْسَ بِغَافِلِ وَكَمْ نَائِمٍ عَنْهُ وَلَيْسَ بِنَائِمِ وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللَّهِ أَلَّا يُعْصَى إلَّا فِيهَا ، وَلَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إلَّا بِتَرْكِهَا } .
وَرَوَى سُفْيَانُ أَنَّ الْخَضِرَ قَالَ لِمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ : يَا مُوسَى أَعْرِضْ عَنْ الدُّنْيَا وَانْبِذْهَا وَرَاءَك فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَك بِدَارٍ ، وَلَا فِيهَا مَحَلُّ قَرَارٍ ، وَإِنَّمَا جُعِلَتْ الدُّنْيَا لِلْعِبَادِ ؛ لِيَتَزَوَّدُوا مِنْهَا لِلْمَعَادِ .
وَقَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : الدُّنْيَا قَنْطَرَةٌ فَاعْبُرُوهَا وَلَا تَعْمُرُوهَا .
وَقَالَ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَصِفُ الدُّنْيَا : أَوَّلُهَا عَنَاءٌ ، وَآخِرُهَا فَنَاءٌ ، حَلَالُهَا حِسَابٌ ، وَحَرَامُهَا عِقَابٌ ، مَنْ صَحَّ فِيهَا أَمِنَ وَمَنْ مَرِضَ فِيهَا نَدِمَ ، وَمَنْ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ ، وَمَنْ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ ، وَمَنْ سَاعَاهَا فَاتَتْهُ ، وَمَنْ قَعَدَ عَنْهَا أَتَتْهُ ، وَمَنْ نَظَرَ إلَيْهَا أَعْمَتْهُ ، وَمَنْ نَظَرَ بِهَا بَصِرَتْهُ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : إنَّ الدُّنْيَا تُقْبِلُ إقْبَالَ الطَّالِبِ ، وَتُدْبِرُ إدْبَارَ الْهَارِبِ ، وَتَصِلُ وِصَالَ الْمَلُولِ ، وَتُفَارِقُ فِرَاقَ الْعُجُولِ ، فَخَيْرُهَا يَسِيرٌ ، وَعَيْشُهَا قَصِيرٌ ، وَإِقْبَالُهَا خَدِيعَةٌ ، وَإِدْبَارُهَا فَجِيعَةٌ ، وَلَذَّاتُهَا فَانِيَةٌ ، وَتَبِعَاتُهَا بَاقِيَةٌ ، فَاغْتَنَمَ غَفْوَةَ الزَّمَانِ ، وَانْتَهَزَ فُرْصَةَ الْإِمْكَانِ ، وَخُذْ مِنْ نَفْسِك لِنَفْسِك ، وَتَزَوَّدْ مِنْ يَوْمِك لِغَدِكَ .
وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : مَثَلُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَثَلُ ضَرَّتَيْنِ إنْ أَرْضَيْت إحْدَاهُمَا أَسْخَطْت الْأُخْرَى .
وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ : الدُّنْيَا مَنَازِلُ ، فَرَاحِلٌ وَنَازِلٌ .
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : الدُّنْيَا إمَّا نِقْمَةٌ نَازِلَةٌ ، وَإِمَّا نِعْمَةٌ زَائِلَةٌ .
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ : مِنْ الدُّنْيَا عَلَى الدُّنْيَا دَلِيلٌ .
وَقَالَ الشَّاعِرُ : تَمَتَّعْ مِنْ الْأَيَّامِ إنْ كُنْت حَازِمًا فَإِنَّك مِنْهَا بَيْنَ نَاهٍ وَآمِرِ إذَا أَبْقَتْ الدُّنْيَا عَلَى الْمَرْءِ دِينَهُ فَمَا فَاتَهُ مِنْهَا فَلَيْسَ بِضَائِرِ فَلَنْ تَعْدِلَ الدُّنْيَا جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَلَا وَزْنَ ذَرٍّ مِنْ جَنَاحٍ لِطَائِرِ فَمَا رَضِيَ الدُّنْيَا ثَوَابًا لِمُؤْمِنٍ وَلَا رَضِيَ الدُّنْيَا جَزَاءً لِكَافِرِ .
وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { الدُّنْيَا يَوْمَانِ : يَوْمُ فَرَحٍ وَيَوْمُ هَمٍّ ، وَكِلَاهُمَا زَائِلٌ عَنْك فَدَعُوا مَا يَزُولُ ، وَأَتْعِبُوا نُفُوسَكُمْ فِي الْعَمَلِ لِمَا لَا يَزُولُ } .
وَقَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَا تُنَازِعُوا أَهْلَ الدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ فَيُنَازِعُوكُمْ فِي دِينِكُمْ ، فَلَا دُنْيَاهُمْ أَصَبْتُمْ ، وَلَا دِينَكُمْ أَبْقَيْتُمْ .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : لَا تَكُنْ مِمَّنْ يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِينَ ، وَيَعْمَلُ فِيهَا عَمَلَ الرَّاغِبِينَ ، فَإِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ ، وَإِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ .
يَعْجَزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ ، وَيَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فِيمَا بَقِيَ ، وَيَنْهَى النَّاسَ وَلَا يَنْتَهِي ، وَيَأْمُرُ بِمَا لَا يَأْتِي .
يُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلَا يَعْمَلُ بِعَمَلِهِمْ ، وَيُبْغِضُ الطَّالِحِينَ وَهُوَ مِنْهُمْ .
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : الدُّنْيَا كُلُّهَا غَمٌّ فَمَا كَانَ مِنْهَا مِنْ سُرُورٍ فَهُوَ رِيحٌ .
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : إنَّ الدُّنْيَا كَثِيرَةُ التَّغْيِيرِ ، سَرِيعَةُ التَّنْكِيرِ ، شَدِيدَةُ الْمَكْرِ ، دَائِمَةُ الْغَدْرِ ، فَاقْطَعْ أَسْبَابَ الْهَوَى عَنْ قَلْبِك ، وَاجْعَلْ أَبْعَدَ أَمْلِكَ بَقِيَّةَ يَوْمِك ، وَكُنْ كَأَنَّك تَرَى ثَوَابَ أَعْمَالِك وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : الدُّنْيَا إمَّا مُصِيبَةٌ مُوجِعَةٌ ، وَإِمَّا مَنِيَّةٌ مُفْجِعَةٌ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ : خَلِّ دُنْيَاك إنَّهَا يَعْقُبُ الْخَيْرَ شَرُّهَا هِيَ أُمٌّ تَعُقُّ مِنْ نَسْلِهَا مَنْ يَبَرُّهَا كُلُّ نَفْسٍ فَإِنَّهَا تَبْتَغِي مَا يَسُرُّهَا وَالْمَنَايَا تَسُوقُهَا وَالْأَمَانِي تَغُرُّهَا فَإِذَا اسْتَحْلَتْ الْجَنَى أَعْقَبَ الْحُلْوَ مُرُّهَا يَسْتَوِي فِي ضَرِيحِهِ عَبْدُ أَرْضٍ وَحُرُّهَا فَإِذَا رَضَتْ نَفْسُك مِنْ هَذِهِ الْحَالَةِ بِمَا وَصَفْت اعْتَضْت مِنْهَا بِثَلَاثِ خِلَالٍ : إحْدَاهُنَّ : أَنْ تَكْفِيَ إشْفَاقَ الْمُحِبِّ وَحَذَرَ الْوَامِقِ فَلَيْسَ لِمُشْفِقٍ ثِقَةٌ ، وَلَا لِحَاذِرٍ رَاحَةٌ .
وَالثَّانِيَةُ : أَنْ تَأْمَنَ الِاغْتِرَارَ بِمَلَاهِيهَا فَتَسْلَمَ مِنْ عَادِيَةِ دَوَاهِيهَا ، فَإِنَّ اللَّاهِيَ بِهَا مَغْرُورٌ ، وَالْمَغْرُورُ فِيهَا مَذْعُورٌ .
وَالثَّالِثَةُ : أَنْ تَسْتَرِيحَ مِنْ تَعَبِ السَّعْيِ لَهَا ، وَوَصَبِ الْكَدِّ فِيهَا ، فَإِنَّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا طَلَبَهُ ، وَمَنْ طَلَبَ شَيْئًا كَدَّ لَهُ ، وَالْمَكْدُودُ فِيهَا شَقِيٌّ إنْ ظَفِرَ وَمَحْرُومٌ إنْ خَابَ .
وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِكَعْبٍ : { يَا كَعْبُ ، النَّاسُ غَادِيَانِ : فَغَادٍ بِنَفْسِهِ فَمُعْتِقُهَا ، وَمُوبِقُ نَفْسَهُ فَمُوثِقُهَا } .
وَقَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ : تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ ، وَلَا تَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ وَأَنْتُمْ لَا تُرْزَقُونَ فِيهَا إلَّا بِعَمَلٍ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : مِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا أَنْ لَا تَبْقَى عَلَى حَالَةٍ ، وَلَا تَخْلُوَ مِنْ اسْتِحَالَةٍ ، تُصْلِحُ جَانِبًا بِإِفْسَادِ جَانِبٍ ، وَتَسُرُّ صَاحِبًا بِمُسَاءَةِ صَاحِبٍ ، فَالرُّكُونُ إلَيْهَا خَطَرٌ ، وَالثِّقَةُ بِهَا غَرَرٌ .
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : الدُّنْيَا مُرْتَجِعَةُ الْهِبَةِ وَالدَّهْرُ حَسُودٌ لَا يَأْتِي عَلَى شَيْءٍ إلَّا غَيَّرَهُ وَلِمَنْ عَاشَ حَاجَةٌ لَا تَنْقَضِي .
وَلَمَّا بَلَغَ مَزْدَكُ مِنْ الدُّنْيَا أَفْضَلَ مَا سَمَتْ إلَيْهِ نَفْسُهُ نَبَذَهَا وَقَالَ : هَذَا سُرُورٌ ، لَوْلَا أَنَّهُ غُرُورٌ ، وَنَعِيمٌ ، لَوْلَا أَنَّهُ عَدِيمٌ ، وَمُلْكٌ ، لَوْلَا أَنَّهُ هَلَكٌ ، وَغَنَاءٌ ، لَوْلَا أَنَّهُ فَنَاءٌ ، وَجَسِيمٌ ، لَوْلَا أَنَّهُ ذَمِيمٌ ، وَمَحْمُودٌ ، لَوْلَا أَنَّهُ مَفْقُودٌ ، وَغِنًى ، لَوْلَا أَنَّهُ مُنًى ، وَارْتِفَاعٌ ، لَوْلَا أَنَّهُ اتِّضَاعٌ ، وَعَلَاءٌ ، لَوْلَا أَنَّهُ بَلَاءٌ ، وَحُسْنٌ ، لَوْلَا أَنَّهُ حُزْنٌ ، وَهُوَ يَوْمٌ لَوْ وُثِقَ لَهُ بِغَدٍ .
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : قَدْ مَلَكَ الدُّنْيَا غَيْرُ وَاحِدٍ ، مِنْ رَاغِبٍ وَزَاهِدٍ ، فَلَا الرَّاغِبُ فِيهَا اسْتَبْقَتْ ، وَلَا عَنْ الزَّاهِدِ فِيهَا كَفَّتْ .
وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ : هِيَ الدَّارُ دَارُ الْأَذَى وَالْقَذَى وَدَارُ الْفَنَاءِ وَدَارُ الْغِيَرْ فَلَوْ نِلْتهَا بِحَذَافِيرِهَا لَمِتَّ وَلَمْ تَقْضِ مِنْهَا الْوَطَرْ أَيَا مَنْ يُؤَمِّلُ طُولَ الْخُلُودِ وَطُولُ الْخُلُودِ عَلَيْهِ ضَرَرْ إذَا مَا كَبِرْت وَبَانَ الشَّبَابُ فَلَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَ الْكِبَرْ .
وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ، وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ، وَعَيْنٍ لَا تَدْمَعُ . هَلْ يَتَوَقَّعُ أَحَدُكُمْ إلَّا غِنًى مُطْغِيًا أَوْ فَقْرًا مُنْسِيًا ، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُقَيِّدًا ، أَوْ الدَّجَّالَ فَهُوَ شَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } .
وَقَالَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَوْحَى اللَّهُ إلَى الدُّنْيَا : مَنْ خَدَمَنِي فَاخْدِمِيهِ ، وَمَنْ خَدَمَك فَاسْتَخْدِمِيهِ .
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : زِدْ مِنْ طُولِ أَمَلِك فِي قَصِيرِ عَمَلِك ، فَإِنَّ الدُّنْيَا ظِلُّ الْغَمَامِ ، وَحُلْمُ النِّيَامِ ، فَمَنْ عَرَفَهَا ثُمَّ طَلَبَهَا فَقَدْ أَخْطَأَ الطَّرِيقَ ، وَحُرِمَ التَّوْفِيقَ .
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : لَا يُؤَمِّنَنَّكَ إقْبَالُ الدُّنْيَا عَلَيْك مِنْ إدْبَارِهَا عَنْك ، وَلَا دَوْلَةٌ لَك مِنْ إذَالَةٍ مِنْك .
وَقَالَ آخَرُ : مَا مَضَى مِنْ الدُّنْيَا كَمَا لَمْ يَكُنْ ، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا كَمَا قَدْ مَضَى .
وَقِيلَ لِزَاهِدٍ : قَدْ خَلَعْت الدُّنْيَا فَكَيْفَ سَخَتْ نَفْسُك عَنْهَا ؟ فَقَالَ : أَيْقَنْت أَنِّي أَخْرُجُ مِنْهَا كَارِهًا ، فَرَأَيْت أَنْ أَخْرُجَ مِنْهَا طَائِعًا .
وَقِيلَ لِحُرْقَةَ بِنْتِ النُّعْمَانِ : مَا لَك تَبْكِينَ ؟ فَقَالَتْ : رَأَيْت لِأَهْلِي غَضَارَةً ، وَلَنْ تَمْتَلِئَ دَارٌ فَرَحًا ، إلَّا امْتَلَأَتْ تَرَحًا .
وَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ : مَنْ جَرَّعَتْهُ الدُّنْيَا حَلَاوَتَهَا بِمَيْلِهِ إلَيْهَا ، جَرَّعَتْهُ الْآخِرَةُ مَرَارَتَهَا لِتَجَافِيهِ عَنْهَا .
وَقَالَ صَاحِبُ كَلِيلَةَ وَدِمْنَةَ : طَالِبُ الدُّنْيَا كَشَارِبِ مَاءِ الْبَحْرِ كُلَّمَا ازْدَادَ شُرْبًا ازْدَادَ عَطَشًا .
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَتَمَثَّلُ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ : نَهَارُك يَا مَغْرُورُ سَهْوٌ وَغَفْلَةٌ وَلَيْلُك نَوْمٌ وَالْأَسَى لَك لَازِمُ تُسَرُّ بِمَا يَفْنَى وَتَفْرَحُ بِالْمُنَى كَمَا سُرَّ بِاللَّذَّاتِ فِي النَّوْمِ حَالِمُ وَشُغْلُك فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ .
وَسَمِعَ رَجُلٌ رَجُلًا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ : لَا أَرَاك اللَّهُ مَكْرُوهًا ، فَقَالَ : كَأَنَّك دَعَوْت عَلَى صَاحِبِك بِالْمَوْتِ ، إنَّ صَاحِبَك مَا صَاحَبَ الدُّنْيَا فَلَا بُدَّ أَنْ يَرَى مَكْرُوهًا .
وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ : إنَّ الزَّمَانَ وَلَوْ يَلِينُ لِأَهْلِهِ لَمُخَاشِنُ خُطُوَاتُهُ الْمُتَحَرِّكَاتُ كَأَنَّهُنَّ سَوَاكِنُ .
قَلْبِك الْخُشُوعَ ، وَمِنْ بَدَنِك الْخُضُوعَ ، وَمِنْ عَيْنِك الدُّمُوعَ ، فَإِنِّي قَرِيبٌ .
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا بما قرأناه ويبارك لنا فيما حفظناه وأن يجعلنا من عباده المخلصين . آمين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 06-03-2011 08:14 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة قرأت لك (2)
نعيم أهل الجنة
قال الله تعالى : " يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73) " سورة الزخرف .
روى مسلم فى صحيحه من حديث صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة قال يقول الله تبارك وتعالى : " تريدون شيئا أزيدكم ؟ . فيقولون : " ألم تُبيض وجوهنا ألم تُدخلنا الجنة وتُنجِّنا من النار ؟ قال: " فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل " . قال مسلم : وزاد ثم تلا هذه الآية { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } سورة يونس .
وعند البخارى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله : " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فاقرءوا إن شئتم { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) سورة السجدة } . قال ابن حجر فى الفتح : زاد ابن مسعود في حديثه " ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل " .
ذكر ابن كثير فى تفسيره لقول الله تعالى : " أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) " سورة الصافات . قول السُّدى وفيه : " يعيش المؤمن في شدة من الزمان ، ويعيش الكافر في رخاء من الزمان . قال : فإذا كان يوم القيامة وأدخل الله المؤمن الجنة ، يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وأنهار ، فيقول : لمن هذا ؟ فيقال : هذا لك . فيقول : يا سبحان الله ! أوَ بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا ؟! قال : ثم يمر فإذا هو برقيق لا تحصى عدتهم ، فيقول: لمن هذا ؟ فيقال : هؤلاء لك . فيقول : يا سبحان الله ! أوبلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا ؟! قال : ثم يمر فإذا هو بقبة من ياقوتة حمراء مجوفة ، فيها حوراء عيناء ، فيقول : لمن هذه ؟ فيقال : هذه لك . فيقول : يا سبحان الله ! أوبلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا ؟! " .
ذكر الألوسى فى تفسيره (روح المعاني ) لقول الله تعالى : " لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73) " سورة الزخرف . أي لا تأكلون إلا بعضها وأعقابها باقية في أشجارها فهي مُزينة بالثمار أبداً موقرة بها لا ترى شجرة عُريانة من ثمرها كما في الدنيا ، وفي الحديث « لا ينزع رجل في الجنة من ثمرها إلا نبت مكانها مثلاها » .
وعند مسلم من حديث الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ : سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ؟ قَالَ هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فَيُقَالُ لَهُ ادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ فَيُقَالُ لَهُ أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ فَيَقُولُ لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ فَقَالَ فِي الْخَامِسَةِ رَضِيتُ رَبِّ فَيَقُولُ هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ قَالَ رَبِّ فَأَعْلَاهُمْ مَنْزِلَةً قَالَ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ قَالَ وَمِصْدَاقُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } .
وعند ابن ماجة بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا الجنة رجل يخرج من النار حبوا فيقال له اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيُخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله سبحانه اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب إنها ملأى فيقول الله اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا فيقول أتسخر بي أو أتضحك بي وأنت الملك قال فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه فكان يقال هذا أدنى أهل الجنة منزلا " .
و طعام أهل الجنة مذكور في القرآن الكريم من أنواع الفاكهة والطير كما أن فيها أنهارا من لبن لا يتغير طعمه وأنهارا من خمر لذة للشاربين وأنهارا من عسل مصفى وأصنافا كثيرة لا تحصى من الثمار لا يعرفها إلآ خالقها سبحانه وبحمده ، قال الله تعالى : " وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)
" سورة البقرة .

وقال سبحانه وبحمده : " مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15) " . سورة محمد
قال ابن مسعود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشوياً " .
وقال حذيفة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة طيراً مثل البخاتي " ، قال أبو بكر رضي الله عنه : إنها لناعمة يا رسول الله ؟ قال : " أنعم منها من يأكلها وأنت ممن يأكلها يا أبا بكر " .
وقال عبد الله بن عمر في قوله تعالى " يُطَافُ عليهم بِصِحَافٍ " قال: يطاف عليهم بسبعين صحفة من ذهب كل صحفة فيها لون ليس في الأخرى مثله .
إقرأ معى رحمنى اله وإياك هذه الآيات : " وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78) " . سورة الرحمن
" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) " . سورة الطور
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، اللهم إنا نسألك صحبة الحبيب المصطفى فى الفردوس الأعلى
اللهم آمـــــــــــــــين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 09-03-2011 04:58 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 

بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة قرأت لك (3)
حق الجار على جاره
روى الإمام مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه " .
وفى رواية : قالوا وما بوائقه يا نبي الله قال غشمه وظلمه .
وعند السيوطى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه و خير الجيران عند الله خيرهم لجاره).

وعند مسلم من حديث أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك " .
وعند أبى داود بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله إن لي جارين بأيهما أبدأ ؟ قال : " بأدناهما بابا ". وفى رواية : أقربهما منك بابا .
وعند ابن ماجة والترمذى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " .
وعند البخارى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره " .
ثم يقول أبو هريرة : ما لي أراكم عنها معرضين والله لأرمين بها بين أكتافكم .
قال ابن حجر فى الفتح : استدل به على أن الجدار إذا كان لواحد وله جار فأراد أن يضع جذعه عليه جاز سواء أذن المالك أم لا ، فإن امتنع أجبر وبه قال أحمد وإسحاق وغيرهما من أهل الحديث وابن حبيب من المالكية والشافعي في القديم ، وعنه في الجديد قولان أشهرهما اشتراط إذن المالك فإن امتنع لم يجبر وهو قول الحنفية ، وحملوا الأمر في الحديث على الندب ، والنهي على التنزيه جمعا بينه وبين الأحاديث الدالة على تحريم مال المسلم إلا برضاه وفيه نظر كما سيأتي ، وجزم الترمذي وابن عبد البر عن الشافعي بالقول القديم وهو نصه في البويطي ، قال البيهقي : لم نجد في السنن الصحيحة ما يعارض هذا الحكم إلا عمومات لا يستنكر أن نخصها وقد حمله الراوي على ظاهره ، وهو أعلم بالمراد بما حدث به ، يشير إلى قول أبي هريرة " ما لي أراكم عنها معرضين " .
وعند البخارى من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
لما أسلم عمر اجتمع الناس عند داره وقالوا صبا عمر وأنا غلام فوق ظهر بيتي فجاء رجل عليه قباء من ديباج فقال قد صبا عمر فما ذاك فأنا له جار قال فرأيت الناس تصدعوا عنه فقلت من هذا قالوا العاص بن وائل .
وزاد ابن عمر فى رواية من طريق سفيان : " فعجبت من عزته " .
وقوله : ( أنا له جار ) أي أجرته من أن يظلمه ظالم .
وعند ابن ماجة بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا .
وعند أبى داود والترمذى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض .
وعند ابن حبان بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى فى الترغيب والترهيب من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء
وأربع من الشقاء الجار السوء والمرأة السوء والمركب السوء والمسكن الضيق " .
قال المقدسى الحنبلى فى كتابه الآداب الشرعية : قال الشاعر : يقولون قبل الدار جار موافق وقبل الطريق النهج أنس رفيق .
وقال آخر : اطلب لنفسك جيرانا تجاورهم لا تصلح الدار حتى يصلح الجار .
وقال آخر : يلومونني إذ بعت بالرخص منزلا ولم يعرفوا جارا هناك ينغص
فقلت لهم كفوا الملام فإنها بجيرانها تغلو الديار وترخص وقال الحسن البصري رحمه الله : إلى جنب كل مؤمن منافق يؤذيه .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من حق الجار أن تبسط إليه معروفك وتكف عنه آذاك .
وقال علي بن أبي طالب للعباس ما بقي من كرم إخوانك ؟ قال الإفضال على الإخوان ، وترك أذى الجيران .
قال الشاعر : سقيا ورعيا لأقوام نزلت بهم كأن دار اغترابي عندهم وطني
إذا تأملت من أخلاقهم خلقا علمت أنهم من حلية الزمن
وقال آخر : إذا ما رفيقي لم يكن خلف ناقتي له مركب فضل فلا حملت رحلي
ولم يك من زادي له نصف مزودي فلا كنت ذا زاد ولا كنت ذا رحل
شريكين فيما نحن فيه وقد أرى علي له فضلا بما نال من فضلي
وذكر ابن عبد البر : ثلاث إذا كن في الرجل لم يشك في عقله وفضله : إذا حمده جاره وقرابته ورفيقه .
كدر العيش في ثلاث : الجار السوء ، والولد العاق ، والمرأة السيئة الخلق .
اللهم أصلح ذات بيننا واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلآ أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلآ أنت اللهم اهدنا واهدى بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى اللهم اجعل عملنا فى هداك واجعل أقوالنا فى طاعتك ورضاك . اللهم آمين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 17-03-2011 06:21 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل الشرفاء فى مصر إلى من يحب أمن وأمان واستقرار مصر
قولوها قوية لأجل الخروج من أزمة أسأل الله أن يفرجها
قولوا نعم للتعديلات الدستورية
عجلة الزمان دارت بسرعتها القصوى والأمل قادم والخير موفور بإذن الله
فلا تركنوا لأصحاب الأجندات الغربية الذين لا يحبون لمصر استقرارا ولا أمانا
لا عودة للوراء فلا مقاطعة لانتخاب أو إبداء رأى كن عضوا فعالا فى المجتمع
لا تجعل أصحاب النفوس الضعيفة يسرقوا صوتك بالسكوت أو بعدم الموافقة
لأجل بلدنا الآمن المستقر دوما ـ حتى لا نعرضه لانتكاسة ــ فيفرح فينا عدونا
العدو لا يريد لمصر أمنا ــ العدو لا يريد لمصر أمانا ــ العدو يريد استعمار مصر
لا ولن يكون بإذن الله بشرط التكاتف والتلاحم وتوحيد الصف ــ
ودعوتى لكل الشرفاء ــ وكل شعب مصر بفضل الله شريف ــ
هيا ياشعب مصر
نقول نعم للتعديلات الدستورية
بارك الله فيكم ووفقكم وسدد خطاكم
ويوم السبت القادم إن شاء الله نُبهر العالم بخروج لم يتحقق من قبل .

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 21-03-2011 12:18 AM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المبدئ المعيد الفعال لما يريد قوله الفصل ليس بالهزل وصلى الله على النذير البشير الهادى من ضلالة محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين
وبعــــــــــــــــــــد
أيها الأخوة والأخوات أبناء أمتنا الحبيبة أمة الإسلام
ياأيها الحبيب اللبيب ياأيها العاقل الرشيد
ـــ إنه لا يخفى على كل عاقل لبيب مايحدث للأمة الإسلامية من هذه الهجمة الشرسة التى يوشك معها أن تتداعى علينا الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها .
ـــ ومن العجائب أنى أرى الأمر كما هو فما تغير سلوك السالك ولا تحسن منطق الناطق فترى مناحرات بالكلام وعصبية كل صاحب رأى لرأيه ولا أرى الصلاح فى ذلك .
ـــ أرى أنه من الواجب علينا جميعا أن نوحِّد الصف ونترك الشك والريب والتناحر والاختلاف وننطلق نحو حياة أفضل نرسِّخ فيها عقيدة صافية نقية نُرَسِّم بها إسلامية الدولة كما رسَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية .
ـــ إنى لا أرى الخير فى العناد ولا أرى فى التعصب للرأى الذى لايفيد سداد ولا أرى فى الفرقة والشتات صواب ولا أقول إلا كما قال الله تعالى : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) " سورة المائدة .
ـــ ياصاحب كل رأى صواب أنا معك وأتخندق معك وأقول برأيك وأنصره وأناصره ، ياصاحب كل فكر إيجابى يدور مع الحق حيث دار أنا معك وأدور معك .
ــــ جاء الوقت لتتكاتف الجهود لتحقيق الغاية الكبرى التى هى غاية كل مسلم يسعى لطاعة الله بكل تَجرِّد وإنكار الذات ليفوز بالفردوس الأعلى .
ـــ جاء الوقت لأن تصفى القلوب ويتغافر أهل الإيمان فيُسامح بعضهم بعضا ليتناسوا مامرَّ بهم ولا ينظروا لما فات وينظروا لما هو آت فيوفقهم الله لما يرجوه ويعملوا له .
ـــ ياكل من يريدها إسلامية أنا معك ، نعم أنا مع من يريد الصلاح والإصلاح ، نعم أنا مع السير نحو تحقيق الدولة الإسلامية ، فهل قضينا عمرنا كله إلآ لسعى نحو تحقيق شرع الله فى الأرض ؟ .
ـــ ياكل طالب علمٍ شرعى فى مصر ، ياكل من يعمل لأجل الإسلام فى مصر هى دعوة ــ من طالب علم يخشى الله والدار الآخرة لا يخشى فى الله لومة لائم ــ هيا لنوحِّد الجهود ، ونقول قولا واحدا ، ونتعاون لتحقيق غايتنا ، ونقف تحت رايتنا ــ راية الإسلام ــ ندافع عن عقيدتنا ليكون رئيس مصر وحكومتها وأعضاء مجالسها من الذين يريدونها إسلامية الدستور وإسلامية التوجُّهات وإسلامية الأحكام والقوانين .
ـــ إن إنكار الذات خلق من أخلاق الإسلام يتحلى به من تربَّى على أن الله وحده هو المُستحقُّ بكل مايفعله المسلم فلا يريد أن يُطلع على عمله هذا أحدا من الخلق لأنه مافعل الخير لينال به رضى الخلق إنما فعله لأجل الخالق لينال رضاه ، وهذه دعوتى لإنكار هذا الذات ونقوم بمساعدة أهل الصلاح والإصلاح ليحقق الله لهم مايجعل الخير لمصرنا الحبيبة دنيا وآخرة .
ـــ إن النصر يحققه الله عز وجل بدعاء رجل صادق لجماعة صادقة ولو كان هذا الرجل لايعرفه أحد ولا يشعر بوجوده أحد ولا يستقبله أحد ولا يُسلم عليه أحد لأنه لا يأبه به أحد ، ولكنه عند الله عز وجل أفضل من كثير من أصحاب الجاه والسلطان فلا يُحقِّر نفسه أحد ولا يتكاسل أحد بحجة أنه لايقدم شيئا فصاحب الصوت اليوم كالمرابط فى سبيل الله فيجب على المسلم أن يدلى به ويصدح به ولا يُسكته ويقدمه ولا يؤخره وهذا سلاح عظيم به يتحقق الغاية الإسلامية الكبرى ، ولا ننسى سلاح الدعاء فهو سلاح قاطع نافع يفعل الأعاجيب فكما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره " .
ـــ اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأعلى بفضلك كلمتى الحق والدين ، اللهم أصلح أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم فرج عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم ارحم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خيرٍ ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شرٍ ، اللهم إنا نعوذ بك من شر كل ذى شر ، اللهم أصلح ذات بيننا ، وألف بين قلوبنا ، واهدنا سبل السلام ، ونجنا من الظلمات إلى النور ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، اللهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، اللهم اجعلنا شاكرين لنعمتك مُثنين بها قائليها وأتمها علينا ، اللهم أصلح من كان في صلاحه صلاح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم أهلك من كان في هلاكه صلاح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم أصلح لنا أخرتنا التي جعلت إليها مرجعنا ، اللهم أنا نعوذ برضاك من سخطك ، اللهم أنا نعوذ بك منك لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
اللهم آمـــــــــــــــين

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 26-03-2011 07:25 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحميد المجيد ، الفعال لما يريد ، سبحانه وبحمده ولا تُقال إلآ له فهو المتفرد بالتوحيد ، وصلى الله على نبيه ورسوله خير من سعى إلى الله وحفد وخير من ركع لله وسجد فاللهم صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
وبعـــــــــــــــــــــد
فياأيها الرشيد اللبيب فى أمة الحبيب
ماأحوجنا هذه الأيام ونحن نتكاتف ونتعاون على البر والتقوى إلى أن نكون أتقياء أنقياء نحب الآخرة ونرجوا رحمة ربنا ، حيث أن ديننا يحضنا على إنكار الذات ، وأن نتعامل بخلق حسن ، وهذا معلم عظيم من معالم الإيمان وصاحب هذا المعلم ينال شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل الناس ، فكما عند ابن ماجة فى سننه بسند صححه شيخنا العلامة الألباني من حديث عبد الله بن عمرو قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل ؟ . قال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان " . قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ . قال : " هو التقيُّ النقيُّ لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد " .
وزاد البيهقى قال : قلنا يا رسول الله فمن على أثرهِ ؟ قال : " الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة " . قلنا : ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن على أثره ؟ . قال : " مؤمن في خلق حسن " . قلنا أما هذه فإنها فينا .
ويبين هذا ماراواه أبوداود بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا " .
إن الموعظة الحسنة هى التى يدور عليها أهل الإيمان ، وهى التى يتلقاها الصابرون المرابطون ، وهى وهى التى يتناصح بها المؤمنون العاملون ، إذا التقى المؤمن بأخيه طلب نُصحه ، وتلقاه بقلبه ، فذرفت بالنصيحة عينه ووجل قلبه ، فسار فى الدنيا بالنصيحة يتذكر أخاه الناصح فيدعوا له بظهرالغيب فيتقبل الله منه فيغفر لهما ويُمكِّن لدعوتهما فى الأرض . فما أحوجنا فى هذه الأيام لإسداء النصح وتقبله .
روى أحمد فى صحيحه بسند حسن من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : التقى عبد الله بن عُمر وعبد الله بن عَمرو بن العاص على المروة ــ جبل المروة ــ فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عَمرو وبقي عبد الله بن عُمر يبكي ، فقال له رجل : ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : هذا يعني عبد الله بن عَمرو زعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر أكبه الله على وجهه في النار " .
إن الكبر بطر الحق وغمط الناس ، ومن مواعظ لقمان لابنه حيث قال الله تعالى : " وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) " سورة لقمان .
قال الشوكانى فى فتح القدير : قال الهروي : { وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } أي لا تُعرِض عنهم تكبراً ، يقال : أصاب البعير صعر : إذا أصابه داء يلوي عنقه . انتهى
إننا فى هذه المنعطف الخطير فى حياة أمتنا لابد وأن نوحد الصف ونوحد الكلمة ، ونقول قولا واحدا نرفع به شأن أمتنا ونرسِّخ به فى الأرض ديننا الذى ارتضاه الله لنا فتتقوى شوكتنا ونُسمع الناس حُجَّتنا فتترسخ فيهم عقيدتنا .
إننا فى هذه المرحلة التى وصفتُها سلفا بأنها مفترق طرق يجب على كل مسلم عامة وعلى الدعاة إلى الله خاصة ــ كل الدعاة بكل توجهاتهم ــ أن ينصروا الحق وأهله ويخذلوا الباطل وأهله ، وأهل الحق هم الذين يرفعون شعار الإسلام تحقيقا ومطلبا ويُنادون به حلآ لجميع مشكلات الحياة هم أولى الناس بنُصرة المسلمين لهم فيجب نبذ الخلاف والشقاق ، ويجب كذلك التحلى بأخلاق أهل التُّقى النَّقي الذى يتباعد المتحلَّوْن به عن تَقدِمة الصفوف ليُقدِّموا هؤلاء الذين يُحسنون التعامل فى هذه المرحلة الخطيرة والفارقة فى مصير الأمة الإسلامية كى تنتصر راية الحق وتعلوا فوق هامات البشر ليعُمَّ العدل فى الأرض ويتنسم الناس ــ كل الناس ــ عبير حياة عادلة الناس فيها سواء لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى {
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) } سورة الحجرات
، ويجب التعاون على ذلك وليكن التعاون على هذا البر وجوبيا ، فيجب على كل مسلم ومسلمة أن ينصاعوا له ويعملوا به .
اللهم اهدنا واهدى بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى ربنا لا تضلنا بعد إذ هديتنا واجعل عملنا فى رضاك اللهم وحد صفنا واهدنا سبلنا وقوى عزائمنا واجعلنا من الراشدين ... اللهم آمين

والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 08-09-2011 01:07 AM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على خير من اصطفى ، اللهم صلى عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين ، وبعــــــد .
اعرف نفسك
هذا العنوان لو بحثت عنه فى محرك الشبكة العنكبوتية لرأيت عجبا ، لو بحثت عن كلمة اعرف نفسك لرأيت من يقول : من اسمك تعرف نفسك ، ولقائل يقول : من لون عينيك تعرف نفسك ، وهكذا من التضارب المُملُّ فى كيفية تفكير الناس .
ولكن إن أردت أن تعرف نفسك فاعرف ربك ، نعم ياأخاه لن تعرف نفسك إلآ إذا عرفت ربك ، ومَن جَهَل ربه فهل جاهل لايعرف شيئا ، ولو ادعى أنه يعرف كل شئ .
جاء في الكتب المُنزَّلة من عند الله قوله سبحانه وتعالى : " اعرف نفسك يا إنسان تَعرف ربك " .
قال الله تعالى : { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) } سورة التوبة .
وقال الله تعالى : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) } سورة الحشر .
والنسيان بمعنى الترك ، أى تركوا عبادة الله ، وهو معنى الآية ، لأن المنافقين يُظهرون الإسلام ويستبطنون غيره ، فيقول المنافق أنه مسلم ولكنه يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ، كأن يقول قائل : لن نتحاكم بشريعة الله ، أو يقول آخر : لن نسعى لقيام دولة إسلامية ، أو يقول أحمق : لم يكن فى الإسلام دولة دينية ، أو يقول جاهل : الدولة الدينية أعلنت فشلها يوم أن اختلف على ومعاوية ــ رضى الله عنهما ــ .
كل هذا فسق وفجور حيث وصف الله هؤلاء الذين نسوا أنفسهم فنطقوا بالجهالة بأنهم فاسقين .
قال ابن عباس ، في قوله : { نَسُواْ الله فَنَسِيَهُمْ } : تركوا الله فتركهم من كرامته وثوابه .
وقال الشوكانى فى فتح القدير : { وَلاَ تَكُونُواْ كالذين نَسُواْ الله } أي : تركوا أمره ، أو ما قدّروه حق قدره ، أو لم يخافوه ، أو جميع ذلك { فأنساهم أَنفُسَهُمْ } أي : جعلهم ناسين لها بسبب نسيانهم له ، فلم يشتغلوا بالأعمال التي تُنجِّيهم من العذاب ، ولم يَكُفوا عن المعاصي التي تُوقعُهم فيه .
وقال سفيان الثورى : نسوا حقّ الله ، فأنساهم حق أنفسهم ، وقيل : نسوا الله في الرخاء ، فأنساهم أنفسهم في الشدائد .
وقال الزجاج : تركوا أمره ، فتركهم من رحمته وتوفيقه .
قال ابن الجوزى فى زاد المسير : { فأنساهم أنفسهم } أي : أنساهم حظوظ أنفسهم ، فلم يعملوا بالطاعة ، ولم يُقدِّموا خيراً .
ولك أن تقف معى يرحمنى ويرحمك الله عند قوله سبحانه وبحمده ، حتى تعرف أن معرفة الله تعالى دليل على معرفة المرء لذاته ، فمن قال بالإسلام فهو الذى يعرف قدر نفسه ، ومن قال بغير الإسلام فهو أحمق جاهل ولو ادعى أنه يعرف من أمور الدنيا مالا يعرفه إلآ المتخصصون فى علومها ، حيث أن كل علم لا يدُلُّ على الله فهو جهل وشر على صاحبه ، قال الله تعالى : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) } سورة فصلت
قال ابن الجوزى فى زاد المسير ، قوله تعالى : { سنُريهم آياتِنا في الآفاق وفي أنفسُهم } فيه خمسة أقوال .
أحدها : في الآفاق : فتح أقطار الأرض ، وفي أنفسهم : فتح مكة ، قاله الحسن ، ومجاهد ، والسدي .
والثاني : أنها في الآفاق : وقائع الله في الأمم الخالية ، وفي أنفسهم : يوم بدر ، قاله قتادة ، ومقاتل .
والثالث : أنها في الآفاق : إمساك القَطْر عن الأرض كلِّها ، وفي أنفسهم : البلايا التي تكون في أجسادهم ، قاله ابن جريج .
والرابع : أنها في الآفاق : آيات السماء كالشمس والقمر والنجوم ، وفي أنفسهم : حوادث الأرض ، قاله ابن زيد . وحُكي عن ابن زيد ؛ أن التي في أنفُسهم : سبيل الغائط والبول ، فإن الإنسان يأكل ويشرب من مكان واحد ، ويُخرج من مكانين .
والخامس : أنها في الآفاق : آثار مَنْ مضى قَبْلَهم من المكذِّبين ، وفي أنفسهم : كونهم خُلِقوا نُطَفاً ثم عَلَقاَ ثم مُضَغاً ثم عظاماً إلى أن نُقِلوا إلى العقل والتمييز ، قاله الزجاج .
قوله تعالى : { حتى يَتَبَيَّن لهم أنَّه الحَقُّ } في هاء الكناية قولان :
أحدهما : أنها ترجع إلى القرآن .
والثاني : إلى جميع ما دعاهم إِليه الرسول . وقال ابن جرير : معنى الآية : حتى يعلموا حقيقة ما أَنزلْنا على محمد وأوحينا إِليه من الوعد له بأنّا مُظْهِرو دينه على الأديان كلِّها .
{ أَوَلَمْ يَكْفِ بربِّكَ أنه على كُلِّ شيءٍ شهيدٌ } أي : أوَلَمْ يكفِ به أنه شاهدٌ على كل شيء؟! قال الزجاج : المعنى : أو لم يكفِهم شهادةُ ربِّك ؟! ومعنى الكفاية هاهنا : أنه قد بيَّن لهم ما فيه كفاية في الدّلالة على توحيده وتثبيت رسله .
والخلاصـــــــــة
أنك تعرف الرجل من منطقه هل هو جاهل جهلا مطلقا ولو ادعى العلم ، أم أنه عالم يُسمع له ويُؤخذ منه ، فإن قال بقول الله ورسوله وكان على نهج الصالحين الموثوق بهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فهو العالم الذى يُؤخذ منه ، وإن قال بقوله وارتكن لعقله وذهب إلى ماذهب إليه دعاة المشرق والمغرب فهو جاهل أحمق ، لايؤخذ منه شئ ، ومن أخذ منه أو ركن إليه أو إلى قوله فهو جاهل مثله ، والطيور على أشكالها تقع ، ومن ركن إلى شئ من أقوال هؤلاء الجهلاء فليستغفر ربه ويتوب حيث قال الله تعالى : { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) } سورة هود .
اللهم يسر لهذه الأمة أمر رشد يُعزُّ فيه أهل طاعتك ، ويُذلُّ فيه أهل معصيتك ، ويُؤمر فيه بالمعروف ، ويُنهى فيه عن المنكر اللهم آمين

وســـــــــام* 06-10-2011 08:58 AM

رد: جميع مواضيع الشيخ أبو البراء الأحمدي - متجدد بإذن الله
 

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 02-12-2011 09:05 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين نصر عباده المؤمنين ، وصلى الله على الصادق الأمين محمد بن عبد الله خير من عبد الله وحمد وخير من ركع وسجد ، ورضي الله على الآل والصحب والتابعين بإحسان إلى يوم الدين . وبعــد
فاعلم رحمنى الله وإياك أن مقام شكر النعمة من أجلِّ المقامات وأعلاها ، وحال الإنسان مع نعم الله عليه إما شاكراً وإما كفورا ، واعلم أن الله عز وجل يُبغض الكفر وأهله ، ويُحب الشكر وأهله ، قال سبحانه وتعالى : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) } سورة الإنسان .
وليعلم كل مسلم أن للشكر جائزة ربانية هى زيادة النعمة ، وعدم الشكر على النعمة كفر بالمُنعم وعاقبته الخسران ومحق البركة ، قال الله تعالى : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) } سورة إبراهيم .
وليعلم كل مسلم أن الله غنى عن العالمين فالكافر بالنعمة لا يُنقص من عند الله شئ ، كما أن الشاكر للنعمة لا يَزيد عند الله شئ ، ولكن الله عز وجل لا يرضى لعباده أن يكفروا به وإنما يرضى لهم الإيمان الذى يدلل عليه شكر الشاكر قال الله تعالى : { إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) } سورة الزمر .
والمسلم حين يمن الله عليه بنعمة وجب عليه أن يتذكر أنها من فضل الله عليه فيعلن شكره لله ويكون حاله حال الشاكرين فيوافق قوله فعله ، وهذا حال سليمان ابن داود عليهما السلام مع نعمة الله عليه حيث قال الله تعالى مخبراً عنه : { قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) } سورة النمل .
والشاكر هو الثابت على نعمة الإيمان فلم ينقلب على عقبيه كما انقلب الذى لم يشكر بل فاز برضى الله والزيادة فى النعم والإيمان بالله ، وجزاء الشكر مطلق أخبر به الله سبحانه حيث قال : { وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) ... وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) } سورة آل عمران .
وليعلم كل مسلم أن الشاكرين قليل عددهم بين العباد ، فليحرص أن يكون من هذا العدد القليل الشاكر لله ، وقد أمر الله سبحانه وتعالى آل داود عليهم السلام أن يعملوا بطاعة الله شكراً له على ما آتاهم فقال تعالى : { اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) } سورة سبأ .
وذكر الإمام أحمد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع رجلاً يقول : اللهم اجعلني من الأقلين . فقال : ما هذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين إن الله قال : { وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) } سورة هود ، وقال تعالى : { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) } سورة سبأ ، وقال : { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ } سورة ص . فقال عمر : صدقت .
وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على نبيه نوح عليه السلام ـ أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ـ بالشكر فقال : { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) } سورة الإسراء .
وأخبر الله سبحانه وتعالى أن الشكر هو الغاية التي خلق لأجلها العباد فقال سبحانه : { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) } سورة النحل .
وفى الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة قال : { قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه ، فقيل له : غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قال : أفلا أكون عبدا شكورا } .
وعند مسلم من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها } .
وقال عمر بن عبد العزيز : قيدوا نعم الله بشكر الله .
وقال مطرف بن عبد الله : لأن أعافى فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر .
وليعلم كل مسلم أن إبليس لما عرف قدر مقام الشكر وأنه من أجلِّ المقامات وأعلاها جعل غايته أن يسعى في قطع الناس عنه فقال : { ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) } سورة الأعراف .
ومن هنا كان لنا أن نشكر الله عز وجل أن ظهرت ملامح التمكين لدولة الشريعة الإسلامية فى مصر فنسجد لله شكراً على هذه النعمة ، وأحذر من أن تكون الفرحة تجعل المسلم ينسى فضل الله عليه ، ولابد أن يكون هذا الفرح فرحا بفضل الله وحده وبرحمة الله وحده قال الله تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) } سورة يونس .
اللهم اجعلنا شاكرين حامدين ، اللهم أذن لشريعتك أن تحكم وتسود ، اللهم قيض لنا حاكما ربانيا يعيد للمسلمين عزتهم فيُمكَّن لهم فى الأرض حتى يتوحد الصف المسلم ويحرَّر المسجد الأقصى . اللهم آمين .

الشيخ أبوالبراءالأحمدى 09-03-2012 10:34 PM

جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أعلام الإسلام فى العصر الحديث (1)
الشيخ أحمد عبد الرحمن بن محمد البنا
الشهير بالساعاتى
(1884 م/ 1301 هـ ـ 1958 م / 1378هـ )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعــد
فإن الله حفظ وحيه ـ قرآنا وسنة ـ بحفظه ، فأحكم سبحانه وبحمده فى محكم التنزيل { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) } سورة الحجر ، وجعل رجالآ يحملون هذا العلم صفاتهم العدل والضبط ، هؤلاء الرجال صدقوا الله فصدقهم ، ومن هؤلاء الشيخ العلامة والحبر الفهَّامة الصابر المحتسب ، عالم السُّنة ، إمام عصره فى علوم الحديث الشيخ / أحمد عبد الرحمن بن محمد البنا الشهير بالساعاتى ، ـ والد الإمام الشهيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ـ ، هذا الرجل أصل خرجت منه هذه النبتة المباركة ، فما نرى إلآ أن نقول { وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ } .
ولد الشيخ الساعاتى فى محافظة الغربية بمصر ، فى قرية تسمى شمشيرة وهى قرية مطلة على النيل ، وكان أجمل مافيها سُلَّم حجرى يمتد من مسجد القرية إلى النيل ليتوضأ من يريد الوضوء من ماء نهر النيل ، كان أبواه صالحين تقيين ورعين ، وذُكر أن والدته قبل أن تلد به رأت فى منامها من يقول لها : إذا وضعت مولودك ، فسمِّهِ (أحمد) واحرصى على تحفيظه القرآن الكريم .
ولم تنسى والدته رؤياها وحدَّثت والده بها ، فاستبشرا بها ، ونذراه للقرآن الكريم والعلوم الشرعية ، فتقبل الله نذرهما واستعمل الرجل فى طاعته ، فحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكّرة ، وأتقن أحكام التجويد على الشيخ أحمد أبو رفاعي في كُتَّاب القرية .
ولما اشتد عُوده سافر إلى الإسكندريّة ، حيث تلقى العلوم الشرعية فى مسجد إبراهيم باشا ، لأن معهد الإسكندرية الدينى لم يكن قد أنشئ بعد ، وطلبة المعهد الدينى كانوا يدرسون فى مسجد إبراهيم باشا ، وكان هذا المسجد مأوى الشيخ الساعاتى يدرس وينام فيه ، وأراد أن يعمل كى لا يكون عالةً على غيره ، وأراد أن يسلك درب العلماء حيث أن كل عالم كانت له مهنة يعمل بها ، فتعلم مهنة إصلاح الساعات فى محل الحاج محمد سلطان ، فأحبها وعشقها وأتقنها حتى لُقِّبَ بها ، وأصبح عالما أزهريا ألمعيا ، وكان عظيم الهمّة ، يقظاً ، ملتزماً أعلى درجات الدقّة والصرامة ، وإتقان العمل .
وكان رحمه الله ربعة فى الطول لا بالقصير ولا بالطويل ، قمحى اللون نحيفا ، وكان متواضعا زاهدا ورِعا منصرفا عن الدنيا ، عرف الناس عنه قولته : (مالى وللناس ، إنما أتعامل مع ربى) .
ولما أراد الزواج عاد إلى قريته فتزوّج منها ، ثم سافر بأهله إلى بلدة المحموديّة ، وهى بلدة بمحافظة البحيرة كان يمر عليها أثناء سفره للإسكندرية والعودة لبلده ، واستقر بها ، ولقى بها عالمها الذكى زاخر العلم المبصر بقلبه الشيخ محمد زهران ، صاحب (مدرسة الرشاد الدينيّة) ومحرِّر (مجلّة الإسعاد) الشهريّة التي صدرت بين عامي (1920م ـ 1928م) وأصبحا صديقين حميمين ، تدارسا العلوم الشرعية معا وتعمقا فى البحث والتحقيق ، وكان للشيخ زهران مكتبة زاخرة بأمهات الكتب استعان الشيخ الساعاتى بها فى قراءاته واطلاعاته وبحوثه .
فقرأ الشيخ الساعاتى الكتب الستة وغيرها من الأصول المعتبرة عند المحدثين حيث بلغ من عمره أربعين سنة ، وألف مؤلفات عدة ، فألف (منحة المعبود في ترتيب مسند الطيلسان أبي داود) ، وألف (بدائع المنن في جمع وترتيب مسند الشافعي والسنن) ، وألف (الفوائد اللطيفة في شرح ألفاظ الوظيفة لأحمد السجاعى) .
وشرع فى قراءة المسند فوجده بحرا زاخرا بالعلم مليئا بالفوائد ، فشرع فى ترتيبه ثم تهيَّبَ العمل فيه ، ولكن صدق نيتة وقوة همته حفزتاه للقيام بذلك فاستشار الشيخ محمد زهرا ن فى ذلك ، فشجعه داعيا الله أن يجعله خالصا لوجهه .
فضبط ورتّب مسند الإمام أحمد بن حنبل ، وخرَّج أحاديثه ، وشرح ما يحتاج إلى بيان وسمّاه (الفتح الرباني ترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني) وسمَّى شرحه ( بلوغ الأمانى من أسرار الفتح الربانى) جعله في اثنين وعشرين جزءاً كبيراً ، وهو من أكبر مدوّنات الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اشتمل على ثلاثين ألف حديث تقريباً ، وقد استغرق إنجازه ثمانية وثلاثين عاماًَ متواصلة ، كان يكتب الحديث عدة مرات ليجعل كل حديث فى الباب الذى يشمله ، ثم يرتِّبُ الأحاديث تحت كل باب .
وكان آخر ماكتب بخط يده فى الفتح الربانى قوله : يقول أفقر العباد وأحوجهم إلى عفو الله يوم التنادِ أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا الشهير بالساعاتى ، إلى هنا قد انتهى الكتاب الموسوم بالفتح الربانى مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيبانى غفر الله لى وله ، وكان الفراغ من تبييضه فى مساء يوم الجمعة المبارك العاشر من شهر شوال سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة وألف من هجرة سيد المرسلين عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، وذلك بمدينة مصر القاهرة جعلها الله بالنصر ظافرة ، والله أسأل أن ينفع به المسلمين وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم ، وذخرةً لى يوم الدين ، واغفر اللهم لى ولمن دعا لى بالرحمة والغفران ، { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ، كتبه بيده الفانية مؤلف الكتاب أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا الشهير بالساعاتى .
يدوم خـطى زمانا فى الورى وأنا تحــت التراب ويبقى وجه بارينا
فأعجب لرسم بقى قد مات راسمه وهذه عادة البارى جـــــرت فـينا
فــرحمة الله تهـدى نحـــــــو كاتبُه ياناظــراً فـيه قل بالله آمــــــــينا
وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبع هداهم إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا .
توفى رحمه الله قبل ظهر يوم الأربعاء 8 من جمادى الأولى سنة 1378هـ ، الموافق 19 من نوفمبر 1958م ، لقى ربه راضيا مرضيا إن شاء الله تعالى عن عمر ناهز سبع وسبعين سنة ، وصلَّى عليه أهل الفضل ، وقد أمَّ الناس فى صلاة الجنازة فضيلة الشيخ سيد سابق ـ رحمه الله ـ ، ودفن فى مقابر الإمام الشافعى بجوار قبر ولده الشهيد الإمام حسن البنا رحمة الله عليهما .
ورأيت أن هذه السيرة العطرة وهذه الشجرة المباركة لابد أن يعرفها ويتعرف عليها طلبة العلم خاصة ، حيث إنهم بذلك يتعرفون على بيت علمٍ خرج منه نوراً أضاء العالم كله ، وليعلم كل مسلم عَلَماً من أعلام الإسلام قدَّم عمره كله فى خدمة الكتاب والسنة ، فأسأل الله أن يتغمده فى الصالحين وأن يجعل كتابه فى عليين وأن يجعله من ورثة سيد المرسلين وأن يجمعنا به مع الحبيب المصطفى فى الفردوس الأعلى . آمين
وكتبه العبد الفقير إلى ربه الغنى
أبوالبراء أسامة الأحمدى


الساعة الآن : 10:28 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 292.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 290.80 كيلو بايت... تم توفير 1.50 كيلو بايت...بمعدل (0.51%)]