ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   المغفرة في النصرانية (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=216800)

ابوالوليد المسلم 15-11-2019 07:49 PM

المغفرة في النصرانية
 
المغفرة في النصرانية
اللواء المهندس أحمد عبدالوهاب علي





لقد بيَّن المسيح أن له سلطانًا أن يغفر الخطايا، وهو يغفرها بمجرد كلمة؛ مثل: "مغفورة لك خطاياك"، ثم هو يعلِّم الناس أنَّ شفاء المفلوج أشدُّ من غفران الخطايا بكلمة. وهذا يوضح أنَّ فكرة سفك دم المسيح على الصليب باعتبارها ضرورةً لمغفرة الخطايا إنما هي زَعم لا أساس له من الصحة، ثم قضية أخرى من القضايا التي واجهَها المسيحُ مع رؤساء بني إسرائيل ما يَذكره إنجيل (يوحنا 8: 1 - 11): "ثم حضر أيضًا إلى الهيكل في الصبح، وجاء إليه جميع الشعب، فجلس يعلِّمهم، وقدَّم إليه الكتبة والفريسيون امرأة أُمسكت في زنًا، ولما أقاموها في الوسط، قالوا له: يا مُعلم، هذه المرأة أُمسكت وهي تزني في ذات الفعل، وموسى في الناموس أوصانا أنَّ مثل هذه تُرجم، فماذا تقول أنت؟ قالوا هذا ليجبروه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه.

وأما يسوع، فانحنى إلى أسفل، وكان يكتب بإصبعه على الأرض، ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم: مَن كان منكم بلا خطيئة فليَرمها أولاً بحَجر، ثم انحنى أيضًا إلى أسفل، وكان يكتب على الأرض، وأما هم فلما سمعوا وكانت ضمائرهم تُبكِّتهم خرجوا واحدًا فواحدًا مبتدئين من الشيوخ إلى الآخرين، وبقي يسوع وحدَه، والمرأة واقفةٌ في الوسط.

فلما انتصب يسوع ولم ينظر أحدًا سوى المرأة، قال لها: يا امرأة، أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما أدانك أحد؟ فقالت: لا أحد يا سيد، فقال لها يسوع: ولا أنا أُدينك، اذهبي ولا تخطئي أيضًا".

فالمسيح عليه السلام نادى بالغفران ونادى بالستر ونادى بالمحبة! إن السيد المسيح التَزم بالناموس، مراعيًا حدود الله، ولقد قضت الشريعة على حيثيات إقامة الحد؛ "على فمِ شاهدين أو ثلاثة شهود، يُقتل الذي قتَل، لا يُقتل على فم شاهدٍ واحد؛ أيدي الشُّهود تكون عليه أولاً لقتله، ثم أيدي جميع الشعب، فتنتزع الشر من وسطك"؛ (تثنية 17: 6-7).
وبِناءً عليه؛ فإن السيد المسيح الذي ولي قاضيًا لم يجد شهودَ الإثبات ليُقيم الحدَّ؛ فأخلى سبيلها.

بعد ذلك نجد في إنجيل (لوقا 11: 53 - 54): "وفيما هو يكلِّمهم بهذا ابتَدأ الكتَبة والفريسيُّون يَحنَقون جدًّا ويصادرونه على أمور كثيرة، وهم يراقبونه طالبين أن يَصطادوا شيئًا من فمه لكي يشتكوا عليه".

لقد كانوا ينتهِزون كلَّ فرصة للتربص بالمسيح كما بيَّن لوقا، وكما يَذكر الإنجيلُ عن تجربة العملة؛ يقول (لوقا 20: 20 - 26): "فراقبوه وأرسلوا جواسيسَ يتراءون أنهم أبرار؛ لكي يمسكوه بكلمة حتى يُسلموه إلى حكم الوالي وسلطانه، فسألوه قائلين: يا مُعلم، نعلم أنك بالاستقامة تتكلم وتعلم، ولا تقبل الوجوه، بل بالحق تعلم طريق الله؛ أيجوز لنا أن نُعطي جِزية لقيصرَ أم لا؟
فشعر بمَكرهم وقال لهم: لماذا تجربونني؟! أروني دينارًا، لمن الصورة والكتابة؟ فأجابوا وقالوا: لقيصر، فقال لهم: أعطوا إذًا ما لقَيصر لقيصر، وما لله لله.
فلم يقدروا أن يُمسكوه بكلمة قدام الشَّعب، وتعجَّبوا من جوابه وسكتوا".

أضيف إلى ذلك أنَّ المسيح نفسه كان يُعتبر عبدًا من رعايا الإمبراطورية الرومانيَّة، وكانت عليه ضريبة يقدِّمها للرومان ككلِّ المواطنين، كان المفروض أن يَدفع الجزية عن نفسه وعن تلاميذه، فيذكر الإنجيل (متى 17: 24 - 27): "ولما جاؤوا إلى كَفر ناحوم تقدَّم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس، وقالوا: أما يوفي معلِّمكم الدرهمين؟ قال: بلى، فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلاً: ماذا تظن يا سمعان ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس: من الأجانب، قال له يسوع: فإذًا البنون أحرار؛ ولكن لئلا نعثرهم اذهب إلى البحر، وألق صِنَّارة، والسمكة التي تطلع أولاً خذها، ومتى فتحَت فاها تجد إستارًا فخذه، وأعطهم عني وعنك".

لقد دفع المسيحُ الجزيةَ عن نفسه للرومان؛ إذ كان عبدًا تحت الجزية الرومانيَّة، وفي إنجيل (لوقا 20: 27 - 39) نجد حديثًا عن الصدوقيِّين، لقد كان في اليهودية طوائفُ منها فريسيون والصدوقيون، ويؤمن الفريسيون بقيامة الأموات، وبالبعث وبالحساب، ويؤمنون بالجنة والنار، وأما الصدوقيون فلا يؤمنون بهذا كله.

وهنا يقول إنجيل (لوقا): "وحضر قوم من الصدوقيين الذين يقاومون أمر القيامة، وسألوه قائلين: يا معلم، كتب لنا موسى: إن مات لأحدٍ أخٌ وله امرأة، ومات بغير ولد، يأخذ أخوه المرأةَ ويُقيم نسلاً لأخيه، فكان سبعة إخوة، وأخذ الأولُ امرأةً ومات بغير ولد، فأخذ الثاني المرأةَ ومات بغير ولد، ثم أخذها الثالث... وهكذا السبعة ولم يتركوا ولدًا، وماتوا، وآخر الكل ماتت المرأة أيضًا، ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة؛ لأنها كانت زوجة للسبعة؟
فأجاب وقال لهم يسوع: أبناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون، ولكن الذي حسبوا أهلاً للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون؛ إذ لا يَستطيعون أن يموتوا أيضًا؛ لأنهم مثل الملائكة، وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة، وأما أن الموتى يقومون فقد دلَّ عليه موسى أيضًا في أمر العليقة كما يقول الرب: "إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب، وليس هو إله أموات بل إله أحياء؛ لأن الجميع عنده أحياء"، فأجاب قومٌ من الكتبة وقالوا: يا معلم، حسنًا قلت".



الساعة الآن : 04:38 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.22 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.13%)]