ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحج والعمرة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=75)
-   -   العشر الأول من ذي الحجة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=236408)

ابوالوليد المسلم 15-07-2020 03:37 AM

العشر الأول من ذي الحجة
 
العشر الأول من ذي الحجة 1-3


محمد سيد حسين عبد الواحد



أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم
بفضل الله تعالى علينا وكرمه ومنته..
أصبحنا قاب قوسين أو أدني من أفضل أيام الدنيا .. العشر أيام الأول من شهر ذى الحجة كما جاء عنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم..

كاد أن يهلَّ علينا هلالها وهو يحمل إلينا أكثر من بشارة أما البشارة الأولى فإن العشر أيام الأول من شهر ذى الحجة هى الأيام التى يختم فيها المسلمون مناسك الحج الى بيت الله الحرام نسأل الله تعالى أن يكتبه لكل مسلم ومسلمة..
( {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} )

سئِل النبيُّ صلى الله عليه وسلم أيُّ العمَلِ أفضَل؟ فقال إِيمانٌ باللهِ ورَسولِه قيل ثمّ ماذَا يا رسول الله ؟ قالَ الجهادُ في سبيلِ الله قيل ثم ماذا يا رسول الله؟ قال حجٌّ مبرور.
أمر الحكيم العليم سبحانه وتعالى الخليل إبراهيم عليه السلام أن يرفع قواعد البيت الحرام وحدد الله تعالى له مكانه وعرفه ماذا يفعل..
( {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} )
ورفع الخليل عليه السلام قواعد البيت الحرام وأتم البناء ووفاه وهو يقول بلسان الحال والمقال ( {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} )
فرغ الخليل من رفع قواعد البيت فأمره ربه سبحانه أن ينادى فى أهل الأرض ليأتوا الى البيت الحرام حجاجاً ومعتمرين
فذُكر أن إبراهيم عليه السلام قال يا رب وكيف أبلغ الناس وانا عبد ضعيف وصوتي ضعيف لا ينفذهم؟ فقال الله يا إبراهيم ناد وعلينا البلاغ.

فقام الخليل عليه السلام على مقامه وقيل على الصفا ونادى فى أهل الأرض فقال يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه..
فيقال إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض وأسمع من في الأرحام والأصلاب وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة فقال لبيك اللهم لبيك..
يهلَّ علينا هلال العشر أيام الأول وبين يديه بشارات يأتى على رأس هذه البشارات أنها اشتملت على خير أيام الدنيا :-
ففيها اليوم الثامن من عشر ذى الحجة فيه يبدأ حجاج بيت الله أداء المناسك يذهبون فيه إلى منى ليس لهم في ذلك اليوم من عمل إلا المقام بمنى وهو مقام سنة لا واجب ولا فرض يصلون فى منى الفروض الخمسة قصراً من غير جمع ويكثرون من الذكر والدعاء والاستغفار والتوبة..
وسمى اليوم الثامن من ذى الحجة بيوم التروية وذلك لأن الحجاج كانوا يأتون منى ويبيتون بها وليس بمنى ماء فكانوا يحملون معهم من ماء زمزم فيشربون ويرتوون ولذلك سمى اليوم الثامن من ذى الحجة بيوم التروية ..
ثم يأتى اليوم التاسع من ذى الحجة وهو يوم عرفة من أفضل أيام السنة.
يوم مغفرة ورحمة وعتق من النار قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم ( «ما رؤى الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا ادحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام الا ما أرى يوم بدر قيل وما رأى يوم بدر يا رسول الله قال أما انه قد رأى جبريل يزع الملائكة » ) [رواه مالك في المطأ وضعفه الألباني ]



ابوالوليد المسلم 17-07-2020 01:12 PM

رد: العشر الأول من ذي الحجة
 
العشر الأول من ذي الحجة 2-3


محمد سيد حسين عبد الواحد


فى يوم عرفة الحكيم العليم سبحانه يذكر الملائكة بكلمة قالوها وآدم عليه السلام منجدل فى طينته حين قال لهم ربهم ( {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} )


كان جواب الملائكة فى ذلك اليوم ( {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} )
عندها كان جواب العليم الحكيم ( {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} )

عندما يأتى يوم عرفة من كل عام الله سبحانه ينادى ملائكته فيتباهى أمامهم بعباده وقصاده ..
قالت عائشة رضي الله عنها يوم عرفة يوم المباهاة قيل لها وما يوم المباهاة يا أم المؤمنين ؟
قالت رضي الله عنها ينزل الله تبارك وتعالى يوم عرفة إلى السماء الدنيا فيدعو ملائكته ويقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا بعثت إليهم رسولا فآمنوا به وبعثت إليهم كتابا فآمنوا به يأتونني من كل فج عميق يسألوني أن أعتقهم من النار فقد أعتقتهم ..
قالت أم المؤمنين فلم ير يوم أكثر أن يعتق فيه من النار من يوم عرفة ..
نسأل الله تعالى أن يكتب لنا العتق والنجاة من النار ..

يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهم أيام أكل وشرب ..
روى الإمام أحمد فى مسنده :
من حديث طارق بن شهاب قال جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال عمر رضى الله عنه وأي آية هى ؟

قال اليهودى هى الآية التى تقول { {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} }
فقال عمر رضى الله عنه والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت عشية عرفة في يوم جمعة ..
عمل حجاج بيت الله فى يوم عرفة هو :-
الوقوف على صعيد عرفات من زوال الشمس الى ما بعد الغروب عملهم فى ذلك اليوم ذكر وصلاة واستغفار ودعاء قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمَ عَرَفَةَ وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مَنْ قَبْلِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ» ..


فإذا غربت شمس ذلك اليوم دفع الناس إلى مزدلفة فيبيتوا فيها إلى طلوع الفجر فإذا طلع الفجر سُن للحاج أن يكون إلى جوار المشعر الحرام وأن يتوجه إلى القبلة بالذكر والدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى ..
( { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} )
ومن بشارات أيام العشر وبركاتها يوم النحر .. يوم العيد .. اليوم العاشر من ذى الحجة ..
فيه رمى الجمرة الكبرى بسع حصيات وفيه ذبح الهدى وفيه طواف الإفاضة وفيه التحلل الأصغر بحيث ..
يحل للحاج كل شئ إلا النساء يوم من أعظم أيام الدنيا
لأجل هذه الأيام المباركة يوم التروية .. يوم عرفة .. يوم النحر فضلت عشر ذى الحجة على غيرها من أيام السنة
قال النبى صلى الله عليه وسلم أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعنى عشر ذى الحجة قيل ولا مثلهن فى سبيل الله قال ولا مثلهن فى سبيل الله إلا رجل عُفِّر وجهه فى التراب ..

أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بين البشارات التى جائت بها أيام العشر أنها تذكرنا بأن الله تعالى :-
ميزنا وأكرمنا وفضلنا كأمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم ميزنا عنهم من غير أن يُنقصَهم من أعمالهم شيئا عهد أخذه الرحمن سبحانه على نفسه {وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ }
جائتنا عشر ذى الحجة لتذكرنا بأننا أمة مرحومة كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ..

رضى الله منا بالقليل من العمل وجاد علينا بكثير من الثواب بل الأجمل من هذا أن الله تعالى عدَّ حسن نوايانا عبادة نثاب عليها وإن لم نعملها فإن عملناها كان لنا عند ربنا زلفى وحسن مئاب قالها ربنا سبحانه فى الحديث القدسى
( «من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشر حسنات إلى سبعمائة إلى أضعاف كثير» )

حتى السيئات أيها المؤمنون سيئاتنا وهفواتنا وسوء نوايانا إذا كتمناها فى صدورنا وانصرفنا عنها خوفاً من الله تعالى وحياءً من نظر الله واستعذنا بالله من شرها كتب بذلك عمل صالح نثاب عليه قال الله عز وجل فى الحديث القدسى
(ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت عليه واحدة أو يمحوها الله ولا يهلك على الله إلا هالك )

برحمته سبحانه وبكرمه فى الخير يعاملنا ويجازينا على خير أعمالنا وإذا وقعنا فى الشر بضعف نفوسنا وقوة شيطاننا ثم ندمنا على ما كان منا غفر الرحمن لنا أسوء ما عملناه قال ربنا سبحانه
( {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} )
نسأل الله تعالى أن يسترنا بستره وأن يرحمنا برحمته





ابوالوليد المسلم 17-07-2020 01:16 PM

رد: العشر الأول من ذي الحجة
 

العشر الأول من ذي الحجة 3-3


محمد سيد حسين عبد الواحد

الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بين البشارات التى جائتنا بين يدى العشر أيام الأول من ذى الحجة:

قال الله تعالي:
" {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} "

أن الله تعالى شرع لنا فى اليوم العاشر منها قربة من أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه..
وهى قربة إهراق الدم واحتساب الأجر على الله تعالى.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( «ما تُقُرِّبَ إلى الله تعالى يوم النحر بشيء هو أحب إلى الله تعالى من إهراق الدم وأنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وأن الدم ليقع من الله تعالى بمكان قبل أن يقع على الأرض فيطيبوا بها نفسا » )

ما الأضحية إلا كتلة من الحسنات لحمها دمائها عظامها شعرها وأظلافها يؤتى بكل هذا فيوضع فى ميزانك يوم تلق الله تعالى:
«قَالَ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الأَضَاحِىُّ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ قُلْنَا فَمَا لَنَا فِيهَا من الأجر؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالصُّوفُ قَالَ بِكُلِّ شَعَرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ..»
يزداد هذا الأجر أكثر إذا عمل صاحب الأضحية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى العشر أيام الأول السنة التى قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم

( «من كان له ذبحٌ يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي» )






الساعة الآن : 07:31 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 17.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.19 كيلو بايت... تم توفير 0.18 كيلو بايت...بمعدل (1.02%)]