ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=81)
-   -   الغفلة عن ذكر الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=210327)

ابوالوليد المسلم 20-08-2019 04:28 AM

الغفلة عن ذكر الله
 
الغفلة عن ذكر الله [*]




الشيخ إبراهيم المشهداني





أيها المسلمون:
قال تعالى في محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنبياء: 1 - 4].


إن الغفلة هي عدم الانتباه أو التجاهل، أو التناسي والنسيان، وهي صفة بشرية وجب الاحتياط منها، وعدم الوقوع فيها، والانتباه أن المحاسب غير غافل. قال تعالى في سورة هود: ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123] ومن اتصف بالغفلة هو غافل والغافل مفرط. قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، بل هو كالأنعام ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]، وقد لا ينتبه الغافل حتى يفاجأ بالموت والحساب. قال تعالى ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الزمر: 55].


أيها المسلمون:
إن التفريط في جنب الله اليوم هو حال الأمة، لقد نسيت الدار الآخرة والجزاء والحساب، وأصبح المسلمون وأضحوا وأمسوا وباتوا لا يفكرون إلا في الدنيا وشهواتها، لقد أغوتهم وأنستهم ذكر الله. روى عمرو بن عوف: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة إلى البحرين فأتى بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل البحرين وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال: أظنكم سمعتم أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟ قالوا: أجل يا رسول الله، قال: فأبشروا وأمّلوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوا فيها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم)، هذا وهم - رضي الله عنهم - كانوا في فاقة شديدة، وحاجة ماسة لا يملكون من متاع الدنيا إلا ما يسد الرمق، ويستر العورة، وسقف يؤويهم فما هو حالنا نحن؟
وما الدُنيَا وإن كثُرت وطابَت http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بها اللذاتُ إلا كالسَرابِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يمُرُ نعيمُها بعدُ اِلتذاذِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ويمضِي ذاهبًا مرّ السحابِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


روي أن عيسى عليه السلام رأى الدنيا وهي على صورة عجوز هرمة فقال لها: كم كان لك من زوج؟ فقالت: لا يحصون كثرة، فقال عيسى: ماتوا أم طلقوك؟ فقالت: بل أنا قتلتهم وأفنيتهم، فقال: يا عجبًا ومن دواهيك هذا صنعك بأهلك وهم فيك راغبون، وعليك يقتتلون، وبمن مضى لا يعتبرون.


معاشر الأحبة:
لقد وصف الله الدنيا فقال ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ * سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 20، 21].

أيها المسلمون: إن من اعظم أسباب الغفلة التي نحن فيها:
الانشغال التام بالدنيا، فكثير من الناس لا يجد وقتا للراحة لكثرة الأشغال الدنيوية، والتوسع في المباحات، فإذا حصل هذا تنوسيت الدار الآخرة.


ومنها الاقتصار على بعض مظاهر التدين، حيث يعتقد بعض الناس أنهم إذا أدوا بعض إشكال التدين فقد نجحوا وسلموا، وهذا منهم يؤدي إلى الغفلة، والدين كامل لا نقص فيه قال تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، فليس من الدين في العبادات فقط، أو في المعاملات، أو في السلوك والأخلاق، أو في الإعمال الاجتماعية، والسياسية، أو الاقتصادية، بل الدين يشمل ذلك كله، حتى إذا أدى الإنسان العبادة بغير روح فلا تعتبر عبادة جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه فرد عليه السلام، ثم قال له: ارجع فصل فإنك لم تصل. فرجع فصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ثم قال: ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع فصلى كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام، وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاث مرات، فقال في الثالثة: والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما أحسن غيره فعلمني. فقال صلى الله عليه وسلم: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم اجلس حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، وافعل ذلك في صلاتك كلها وفي الحديث الصحيح (إن الرجل لينصرف، وما كتب له إلا عُشر صلاته، تُسعها، ثُمنها، سُبعها، سُدسها، خُمسها، ربُعها، ثُلثها، نُصفها [رواه أبو داود والنسائي، والزكاة كذلك لها آداب من أي المال يؤدي الزكاة، والصوم مثله (فرب صائم حظه من الصيام الجوع والعطش)، (ورب قائم حظه من القيام السهر والتعب) والحج كذلك:
إذا حججت بمال أصله سحت http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فما حججت ولكن حجت العير http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وكلما زادت رغبة الفرد في ملذات الدنيا أوصلته إلى مكروهاتها، ومن ثم الى محرماتها، سأل علي رضي الله عنه ابنه الحسن رضي الله عنه عن الغفلة فقال: (الغفلة ترك المسجد وطاعتك المفسد).


ومن الناس من يغالط نفسه ويقول أنا إلا اغتاب الناس، ولا أكذب عليهم، ولا غشهم ولا فعل، وبعد ذلك يقول انظروا إلى المصلي فلان الكذاب الغشاش، أو يقول أنا لأصلي لأقوم بمثل أعمال أولئك الحجاج المصلين، وهذه دعوى باطلة، فنقول له أنت لا تغش وصل تكن خيرا منه، ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [فاطر: 18]، وربما يقوم السكين برعاية الأيتام والإحسان إلى الأرامل والمحتاجين وهو لا يصلي، جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل انظروا هل لعبدي من تطوع فيُكَمَّلَ بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك).


من أسباب الغفلة عدم إدراك قيمة النعم، والنعمة تحتاج الى شكر قال الله تعالى ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، ويقول سيدنا سليمان عليه السلام بعد تلك النعم التي وهبه الله إياها (قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم).


فعلى الإنسان ان لا يغيب عنه ان الله قد أحاط بكل شيء علما، وهو المستحق لجميع المحامد، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وليتذكر خَوْلة بنت ثعلبة، والتي جاءت تشكي زوجها أَوْس بن الصامت - رضي الله عن الصحابة جميعاً - إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -؛ فقد روى البخاريّ عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعه الأصْوَات، لَقَدْ جَاءَتْ الْمُجَادِلَة تَشْكُو إِلَى رَسُول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-، وَأَنَا فِي نَاحِيَة الْبَيْت مَا أَسْمَع مَا تَقُول، فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ﴾ [المجادلة: 1].


وهذا موسى عليه السلام خطب يوما فسئل هل يوجد منه واعلم منك فنفى وجود ذلك، فبعثه الله ليتعلم من الخضر عليه السلام ثم ننظر رزق الله (ما عنكم ينفذ وما عند الله باق).


وفي الحديث القدسي (عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: -يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم و آخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم و آخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) - رواه مسلم، فالذي يؤمن بما عند الله لا يغفل.


من أسباب الغفلة أيها المسلمون: التسويف وهو مرض خطير، وهو من أعمال إبليس، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (القوة في إلا تؤخر عمل اليوم إلى الغد) وقال سهل بن عبدالله (الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصر هالك، والإصرار هو التسويف).


ومعنى التسويف هو ان يقول أتوب غدا، وهذا كيف يتوب غدا وغدا لا يملكه وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فال: (بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ؟).


ان الشيطان يجعلك تعيش مع سوف، مع الطالب حتى يحصل على الشهادة ثم يتفرغ للعبادة، ومع الأعزب حتى يتزوج، ومع الغنى حتى يكمل مشروعه، ومع الفلاح حتى ينتهي موسم الحصاد، وهكذا يؤخر الناس عن التوبة والزرع والحصاد وعمل الخير.
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ندمت على التفريط في زمن البذرِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


قال تعالى ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴾ [الزخرف: 36 - 38].


فأيها الناس تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم إلى ذلك سبيلا، واجعلوا همكم في آخرتكم التي ستتنقلون اليها، وآثروا ما يبقى على ما يفنى، واعملوا وادخروا من الباقات الصالحات، واحذروا من التسويف فهو من أبواب الشيطان ومن السيئات، ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].


أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، وطوبى لمن وجد في صحفيته استغفار كثيرا، وصلاة على الحبيب المختار محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله والصحب الأبرار.


[*] طريقة الشيخ في إعداد الخطبة كما ترى تعتمد على الإعداد الجيد للخطبة، ومحاولة أن تكون الخطبة واضحة المعاني، وتتوفر فيها العناصر اللازمة من وحدة الموضوع، ووضوح الهدف وربطها بحاضر الواقع (فقه الواقع)، وللشيخ دفتر خاص يقوم بتسجيل ما يعجبه من آداب وأشعار، ويفهرسه حسب موضوعه فتجتمع لديه العديد من الفوائد والفرائد، وبما يملكه هو من مهارات لغوية، واطلاع واسع بالعلوم الشرعية والأدبية، ومن كتب الأدباء الذين جمعوا بين التوجه الإسلامي الصحيح، والمقدرات الأدبية العالية، وهو مع ذلك يستشير طلبته والمقربين منه حول ما يصلح وما لا يصلح، وبعد الانتهاء من الخطبة يسألهم عما تعلموه وانتفعوا من توجيهه وخطبته ومواعظه.




الساعة الآن : 09:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 20.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.75 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.45%)]