ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الأخت المسلمة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=45)
-   -   الرومانسية المفقودة (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=241240)

ابوالوليد المسلم 24-09-2020 04:30 AM

الرومانسية المفقودة
 
الرومانسية المفقودة
كمال عبدالمنعم محمد خليل



الزوجة في بيتها تحتاج إلى كلمة لطيفة رقيقة تؤنسها، تخفف عنها عناء الحياة وأعباءها، حيث يثقل كاهلها ما يحتاجه بيتها من رعاية وحسن تدبير للمطعم والمشرب، وعدم غفلتها عن الأبناء كبيرهم وصغيرهم، هذا فضلاً عن دورها الأكبر تجاه زوجها، والعمل على إرضائه، ونيل عطفه وحنانه في إطار من الطاعة والمعروف، وإرضاء الله ورسوله، والبعد عن كل ما فيه مضرة في الدين والدنيا، كذلك الزوج يحتاج إلى مثل ما تحتاج إليه الزوجة من كلمات لطيفة رقيقة، فهو الذي يعمل ليل نهار من أجل إسعاد أسرته، الكبير فيها والصغير، لا يكل ولا يمل، بل يفرح ويسعد إذا رأى ثمرة عمله في أبنائه، طيبة نافعة، إذا كان هذا حال الزوجين، كدٌّ وتعب وسهر من أجل راحة الأبناء وتربيتهم أحسن تربية، فإن كلا منهما يحتاج إلى الآخر كي يخفف عنه أعباء الحياة، ويحمل عنه همَّه، ولو كان هذا التخفيف بكلمة طيبة، أو بسمة رقيقة، أو نوع من التدليل والترفيه والترويح، أو بتعبير آخر، يحتاج كل منهما إلى >رومانسية< متبادلة، تخرجهما من الجو الروتيني اليومي الرتيب، إلى جو يتبادلان فيه البسمة والمرح، إلا أن الكثير من بيوت المسلمين لا تعرف لهذه الرومانسية طريقاً، حيث تجد الرجل خارج بيته يضحك ويقهقه بأعلى صوته، يمرح ويفرح ولا يعرف له الهم والحزن والتكشير طريقاً، وإذا ما دخل بيته يتغير لونه ودمه، فيتحول من حمل وديع بسام لطيف خفيف الظل إلى وحش كاسر، يرفع صوته ويخفضه كما يشاء، يسخط على كل شيء حوله، يعلن عدم رضاه عن تصرفات زوجته رغم رشدها، فظاً غليظاً، لا تعرف الرحمة إليه سبيلاً، إذا دخل البيت، وقف الجالس، وسكن المتحرك، واستيقظ النائم، وعاش الجميع في قلق ورعب، ولا يحمَّل هذا على الزوج وحده، فإن هناك من الزوجات من يبخلن بالكلمة الرقيقة على أزواجهن، حيث تبحث الزوجة عن النكد، وتتلهف إلى الشقاق، فتثور وتدَّعي التعب وضيق الحال، وتقارن بينها وبين فلانة وفلانة، وتصرح بأنها لو تزوجت بغير هذا الرجل لكان حالها أفضل وأحسن، أما حالها خارج المنزل، فصوت رقيق، وخفة حركة، وبسمات وضحكات مع قريناتها ومع غير قريناتها، سرعان ما يتحول كل هذا إلى غلظة وفظاظة داخل منزلها، وكأن الزوج حرام عليه أن يسمع عذوبة كلمات زوجته ورومانسيتها·
إننا بهذه الكلمات نذكر كلا الزوجين بأن رومانسية البيت مطلوبة بل هي ضرورة ضرورة الطعام والشراب، لأن الكلمة الطيبة المرحة تزيل المتاعب، وتخفف الآلام، وتعطي القوة والعزم لما هو آت·
وقدوتنا في حسن المعاشرة، البيت النبوي الذي بيَّن لنا كيف تسير الحياة بين الزوجين، فقد ورد في صحيح الأحاديث والأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ودوداً عطوفاً رحيماً ليس مع أهله فحسب بل مع العالمين جميعاً، كما كان بسَّام المحيا، يمرح ويداعب أهله، فقد روى أحمد وأبوداود عن >عائشة< ـ رضي الله عنها ـ قالت: >سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته، فبقيت، حتى إذا أرهقني اللحم >أي سمنت< سابقني فسبقني، فقال: >هذه بتلك<، وجاء في صفات النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان في خدمة أهله، حيث كان يقم البيت، ويخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويعلف ناضحه، وكان يقبل أبناءه وأحفاده·
إن الأسرة لا تسعد ولا تهنأ في عيشها إذا كانت في ضنك ونكد، بعيداً عن البسمة والترويح والكلمة >الرومانسية< المغلفة بالعفة والأدب·
فهل من عودة إلى رومانسية البيت التي فُقدت؟!

http://www.m5zn.com/uploads3/2012/6/...d35crcxpf2.png


الساعة الآن : 09:29 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.57 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.41%)]