ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   قسم الأبحاث العلمية والحوارات (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=95)
-   -   كافة موضوعات الباحث ( بهاء الدين شلبي ) الإطلاع للمتخصصين فقط (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=7269)

جند الله 14-04-2006 04:30 PM

إصابة الرضع بالمس:
إن تسلط الشيطان على الذرية أمر قطعي جزم به كتاب الله عز وجل، قال تعالى: (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً) (الإسراء: 62)، فليس أدل على ذلك من مشاركته لنا في الأموال والأولاد كما في قوله تعالى: (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ) [الإسراء: 64].

وقد ثبت في الكتاب والسنة تعويذ الأطفال من الشيطان الرجيم، مما يؤكد إمكان إصابة الأطفال بالمس، وقد عوذت امرأة عمران ابنتها مريم عليهما السلام وذريتها من الشيطان قال تعالى: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [آل عمران: 36].

ولتعويذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين، ولإبراهيم لإسماعيل وإسحاق من كل شيطان وهامة فيه دلالة قوية على إمكان تعرض الشيطان للأطفال والصغار بالأذى حتى الأنبياء والصالحين منهم، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة). ( )

لكن حسب منتهى علمي لم يرد أمامي نص يثبت إصابة الرضع ومن لم يفطموا بعد بتسلط الشيطان عليهم بالمس والصرع، هذا عدا نص واحد بشأن نخس الشيطان للوليد حين ولادته، وعليه يقاس إمكان إصابة الرضع بالمس.

فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها)، ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم (وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتِهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)).( )

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم يطعن الشيطان فى جنبيه بإصبعه حين يولد، غير عيسى ابن مريم، ذهب يطعن فطعن فى الحجاب).( )

إصابة المفطومين بالمس:
ولكن من الثابت بعدة نصوص أن النبي صلى الله عليه وسلم عالج عدة أطفال من المس، يبدون من طريقة علاج النبي صلى الله عليه وسلم لهم أنهم فطموا، واستغنوا بطعامهم عن لبن الرضاعة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على مدى صعوبة اكتشاف إصابة الرضع بالمس، وأن علامات المس لديهم قد لا تتضح إلا بعد الفطام، والسبب في هذا أن الرضيع لا تبدو عليه طفرات هائلة في النمو كما حال من فطم، فتأخر الكلام وتأخر المشي ودم ظهور علامات الذكاء والتنبه، كل هذا وغيره يساعد غير المتخصص على إدراك وجود المس والتسلط الشيطاني على الرضع بشكل واضح، وحتى بالنسبة للمتخصص من المعالجين سنجد حتى لو استطاع المعالج اكتشاف بعض الأعراض الخاصة، إلا أنه من الصعب التعامل مع الرضع بسبب ضعف بنيتهم، وعجزهم عن التعبير عن أحاسيسهم ومشاعرهم نتيجة ما يصيبهم من أذى وتسلط شيطاني، لذلك فالمعالج مضطر مرغما للتوقف عن علاج الرضع، خاصة لو تلاعب الجن بالرضيع لصرعه، وقد يفضي هذا إلى قتل الرضيع أو خنقه، وهذه مسؤولية معلقة في عنق المعالج.

عن ابن عباس أن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا به جنون، وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيفسد علينا، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا، فثع ثعة قال عفان: فسألت أعرابيا فقال: بعضه على أثر بعض، وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود وشفي.( )

عن أم أبان بنت الوازع عن أبيها أن جدها انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن له مجنون أو ابن أخت له، فقال: يا رسول الله إن معي ابنًا لي أو ابن أخت لي مجنون أتيتك به لتدعوا الله تعالى له قال: (إيتني به) قال فانطلت به إليه وهو في الركاب، فاطلقت عنه وألقيت عليه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (ادنه مني واجعل ظهره مما يليني) قال فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه، ويقول: (أخرج عدو الله)، فأقبل ينظر نظر الصحيح، ليس بنظر الأول، ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه، فدعا له بماء فمسح به وجهه ودا له، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليه.()

عن يعلى بن مرة الثقفي قال: ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يسنى عليه فلما رآه البعير جرجر ووضع جرانه فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أين صاحب هذا البعير؟)، فجاء فقال: (بعنيه)، فقال: لا بل أهبه لك، فقال: (لا بعنيه) قال: لا بل أهبه لك وإنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره، قال: (أما إذ ذكرت هذا من أمره، فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه)، قال: ثم سرنا فنزلنا منزلا فنام النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته، ثم رجعت إلى مكانها فلما استيقظ ذكرت له فقال: هي شجرة استأذنت ربها عز وجل أن تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها، قال: ثم سرنا، فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جنة، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنخره فقال: (اخرج إني محمد رسول الله)، قال: ثم سرنا، فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء، فأتته المرأة بجزور ولبن، فأمرها أن ترد الجزور، وأمر أصحابه فشرب من اللبن، فسألها عن الصبي فقالت: والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك).( )

وفي رواية أخرى عن يعلى بن مرة قال: لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلى، ولا يراها أحد بعدى، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبى لها فقالت: يا رسول الله هذا صبى أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم ما أدرى كم مرة قال: (ناولينيه) فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل، ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثا وقال: (بسم الله، أنا عبد الله، اخسأ عدو الله) ثم ناولها إياه فقال: (القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل) قال: فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث فقال: (ما فعل صبيك؟) فقالت: والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة فاجترر هذه الغنم قال: (انزل فخذ منها واحدة ورد البقية).( )

فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى فى بيتها جارية في وجهها سفعة، فقال: (استرقوا لها فإن بها النظرة).( ) قال الفراء قوله: (سفعة) أي: نظرة من الجن. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان، ثم أعين الإنس، فلما نزلت المعوذتان أخذهما، وترك ما سوى ذلك،( )

عن أبي سعيد الخدري أنه كان يصلي فإذا بابن لمروان يمر بين يديه فدرأه فلم يرجع فضربه فخرج الغلام يبكي حتى أتى مروان فأخبره فقال مروان لأبي سعيد: لم ضربت ابن أخيك؟ قال: ما ضربته، إنما ضربت الشيطان، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا كان أحدكم في صلاة فأراد إنسان يمر بين يديه فيدرؤه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله فإنه شيطان).( )

عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (احبسوا صبيانكم حتى تذهب فورة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين). ( )

الأم مصدر متاعب الرضيع:
تحدثنا فيما سبق وبينا أن ثدي الأم ولبن الرضاعة هما مصدر دخول الشيطان إلى الرضيع، الشيطان لا يهتم بالرضيع بقدر ما يهتم بالأسباب التي تمكن له من مضغة هذا الرضيع، هذا من أجل أهداف مستقبلية أكثر من أن تحصر، تظهر علاماتها ربما في أثر الفطام أو في أثر البلوغ، وغالبا في أثر الفطام، حيث تترك الحرية كاملة للأطفال ليتناولوا ما يقع أمامهم من طعام وغذاء بدون تسمية، فنتركهم صرعى لتلبس الشياطين وتلعبهم.

عن أبي حذيفة عن حذيفة قال: كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها) أخرجه: مسلم (3761).

وفي بعض الحالات قد تكون الأم مصابة بالحسد أو العين سواء من الإنس أو الجن، حيث تغمر الأم سعادة بإرضاع وليدها، وتستمتع بهذا متعة ظاهرة لا تستطيع إخفائها عن أعين الإنس أو الجن، أو ترضع وليدها بدون أن تسمي الله قبل أن تلقمه ثديها ليرضع، وقد تترك ثديها مكشوفا أثناء الرضاعة من باب الإهمال والتكاسل، وفي مثل هذه اللحظات تكون أعين الجن مسلطة عليها إن لم تكن أعين الإنس أيضا، فمن الجن نساء عقيم فيحسدنها على وليدها، فينقطع اللبن من ثديها، أو يحتبس اللبن في ثديها، فيكون الثدي منتفخا باللبن ولكن لا يدر إذا ما التقمه الرضيع بفمه، أو يعرض الطفل عن التقام الثدي بشكل ملحوظ وغير معتاد.

هذا إن تبين سلامتها من الإصابة بمرض عضوي مع ظهور بعض أعراض المس عليها، فإذا كانت المرأة مصابة بالمس فسنجد على سبيل المثال أن حديثة العهد بالزواج إذا كانت في أول حمل لها تقف أمام المرآة لتستعرض بطنها الممتلئة بدون الذكر المأثور عند النظر إلى المرآة، في حين أن هناك جنية عقيم تراها في الخفاء فتحسدها على ما في بطنها فتتلبس بها، لتتسلط عليها بالمس والأذى وربما تجهض الجنين، لذلك ممنوع منعًا باتًا علاج الحوامل لألاَّ يعتدي الشيطان على الجنين ويجهضه أثناء الجلسة، ولا يقوم بهذا إلا معالج محنك، ذو خبرة ومراس واسع بالتعامل مع الحوامل، فللحوامل معاملة خاصة في العلاج، والعلاج في هذه الفترة إذا كان على يد متمكن من علمه يعطي ضمانات كبيرة لسلامة المولود من تسلط الشيطان، حيث تعد فترة العلاج فترة عبادة وتلاوة للقرآن وذكر ودعاء إل ىالله تعالى، وهذا يمنع الجنين فترة من البركة والسلام حتى يتم ولادته.

وتقسم فترة علاج الحوامل على ثلاث مراحل:

الأشهر الثلاث الأول من الحمل:
وهي أخطر فترات الحمل على الجنين حيث لم يثبت بعد في رحم أمه، وتختلط عليها أعراض الحمل مع أعراض المس والسحر، لذلك فهي بحاجة إلى معالج ذو دراية واعية بأعراض الحمل، والقدرة على التفريق بينها وبين أعراض المس والسحر، وهذا يكتسب بالخبرة والاطلاع الدؤوب.

الأشهر الثلاث التالية من الحمل:
وهي أفضل المراحل الثلاث في العلاج، هذا لثبات الجنين وهذا عنصر أمان مطلوب، ولخفة بطن الحامل نوعا، هذا في مقابل ثقل بطنها في المرحلة الثالثة والأخيرة من الحمل، ورغم ذلك تكثر حالات الإجهاض في الشهر الرابع بسبب السحر على وجه الخصوص،

الأشهر الثلاث الأخيرة من الحمل:
وهي قد تكون أكثر أمنا من سابقتها لتأكد ثبات الحمل، ولكنها قد تكون اشد صعوبة على الحامل بسبب امتلاء بطنها وصعوبة حركتها، خاصة على من يصبها الحمل من قبل.

علامات المس للرضع:
ومن الممكن أن يصاب الرضع بالمس، فتظهر عليهم علامات مثل الأرق والبكاء المفاجئ والتشنج والعصبية، وعض الرضيع لحلمة الثدي بغل عند الرضاعة، ومع النضج قد تظهر عند بعض الأطفال علامات التخلف العقلي، وهنا لا يكفي عرضه على طبيب متخصص فقط، بل يجب أيضًا عرض الطفل على معالج خبير.

وغالبًا ما تكون الأم هي المصابة بالمس وينتقل الجن منها إلى الطفل، وهذا ما أثبتته الخبرة، فالأم مخزن ينتقل الجن منها إلى أولادها ولا يحدث العكس، والزوج مخزن ينتقل الجن منه إلى زوجته ولا يحدث العكس إلا في حالات خاصة، فمن خلال الأم يندفع الجن ليتلبس بأولادها، لذلك عند ظهور بعض الأعراض على الطفل يقرأ أولاً على أمه، فإن ثبت إصابتها بالمس فعلاج الطفل عندها، لأن الطفل يعد جسده جسدًا طاهرًا، فلم يرتكب وزرًا بعد يتيح دخول الجن إلى جسده مباشرة، وأحيانًا يكون الطفل مصابًا بالسحر، وإلا فهو مصاب بمس من شيطان شديد القوة، وهذه من الحالات النادرة جدًا يصعب اكتشافها بسهولة لعجمة لسان الأطفال (وعندما يكبر قد يصاب بالتخلف العقلي أو الربط وغير ذلك كثير)، وعلاج هذه الحالات سهل جداً إن شاء الله تعالى، ولكنه بحاجة من المعالج والأم إلى شدة فى الإخلاص والتقوى والعبادة والدعاء لله عز وجل.

حيث لا مدخل لهم إليهم إذا حصنوا بالأذكار، وهؤلاء الأصناف يعد اقتحام أجسادهم مخاطرة مكلفة جدًا بفضل الله تعالى، فيعد الشياطين طهارة أجسادهم بذكر الله تعالى نجاسة ولذلك لا يقربوهم مطلقًا قال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) [الحجر: 42]، قال تعالى: (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل: 100].

فإن لإهمال الوالدين دور كبير في تعرض الشيطان لأولادهم بالمس والضرر إذا أتى الرجل أهله ولم يسمي الله ولم يدعو بالدعاء المأثور، وعدم تحصين الأطفال وتعويذهم من الشيطان وكفهم عند دخول الليل كل هذا من أسباب تعرض الأطفال للمس، أنظر كيف أن امرأة عمران عوذت مريم وابنها من الشيطان الرجيم قبل أن يولدا، فلم يمسها الشيطان ووليدها من دون البشر جميعًا (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [آل عمران: 36].

فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها)، ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم (وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتِهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)).( )

بكل تأكيد الرضيع لا يستطيع يشكو آلامه، ولا يتقن التعبير عن معاناته، إلا من مجرد بعض ردود الفعل كالبكاء والصراخ، ولكن هناك بعض الأعراض المثيرة للشك، فمن ذلك ستلاحظ الأم أن الطفل يعض حلمة الثدي، فيتعامل معها بعنف غير مسبوق منه، أو عزوفه عن التقام كلا الثديين أو أحدهما، وربما تكرر هذا من جميع أولادها أو بعضهم، وستكتشف الأم وجود آلام داخل الغدد اللبنية خصوصًا، وبالتحديد داخل نطاق هالة الحلمة، حيث يقبع الشيطان هناك لينفث سحره وعزائمه الكفرية في اللبن، وقد يلاحظ تشوه في شكل إحدى حلمتي الثدي خلال مرحلة العذرية، أو إذا صارت ثيبا، وتضخم حجم الثديين بصورة مفرطة، ومن الصعب تحديد هذا في فترة الرضاعة، بسب امتلاء الثديين باللبن.

وقد تجد أن حركات الطفل عنيفة وعصبية بصورة ملفتة للانتباه، مع البكاء الحاد والصراخ المزعج، وسخونة أنفاسه، أو وجود رعشة في جسده، أو في أحد أطرافه العلوية أو السفلية، وستلاحظ أمرًا طريفًا أثناء المعاشرة الزوجية، وفي أهم لحظة حاسمة في هذا اللقاء ستجد أن الطفل يصرخ فجأة، فإذا توقفا عن مواصلة اللقاء سكت، وإذا عادا للمعاشرة عاد إلى صراخه، وكأنه يرى ويدرك ما يفعله أبويه، والحقيقة أنه مصاب بالمس.

فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان)، ( ) فالرجل تؤثر أي تداخلات صوتية على تواصله الجنسي، فيصاب بالارتخاء فجأة لأدنى مقاطعة صوتية، فكلما أتى الرجل زوجته نخس الشيطان الرضيع فيقطع صراخه على أبويه شهوتهما.

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه) ثم قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) وعن الزهري: (يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مسة الشيطان إياه)، وفي حديث شعيب (من مس الشيطان)،( ) فهذه العلامات وغيرها يجب أن تستلفت انتباه الأم فلا تهملها.

تنبه إلى أن الشياطين على حد تعبيرهم يعدون جسد الطفل (جسدًا نجسا)، لأنهم لم يتحملوا بعد شيئًا من الأوزار، ولم يتلوثوا بعد بالذنوب، وهذا لأن المعايير الفطرية مقلوبة عند الشياطين، وكذلك أجساد الصالحين وعلى رأسهم العلماء وحفظة القرآن والمعالجين الربانيين، فيعد الشياطين طهارة أجسادهم بذكر الله تعالى نجاسة، حيث لا مدخل لهم إليهم لحصانتهم ومنعة أجسادهم، قال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) [الحجر: 42]، قال تعالى: (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل: 100]، وهذه الفئات يعد اقتحام أجسادهم مخاطرة مكلفة جدًا، لذلك يستعين الشياطين عليهم بصغارهم وأطفالهم، فيسربونهم إلى أجسادهم، فيستغلون حداثة سن صغارهم، وكونهم لا يقدرون مدى خطورة اقتحام أجساد الصالحين علىوجه الخصوص، فإذا تم رقيتهم هلكوا سراعًا، ثم يتم إمداد الجسد بصغار جدد لدى أدنى غفلة من هذه الفئات الصالحة، لذلك فمن المتعذر اكتشاف ردود فعل الجن عليهم، فيظن أحدهم أن جسده سليم معافى، لكن ستجد أن ظروف حياته وحالته النفسية والصحية، ووضعه الاجتماعي مضطرب ويفتقد إلى الاستقرار، وربما امتد الأذى إلى ذرياتهم، فتجد أحوالهم تثير الشك في وجود مس بشكل أو آخر، وفي الواقع هذا الشك في محله تمامًا، وعلاجهم متعسر وبحاجة إلى همة عالية منهم.

علاج الطفل الممسوس:
فغالبًا الأم هي التي تكون مصابة بالمس وينتقل الجن منها إلى الطفل، وهذا ما أثبتته الخبرة، فالأم مخزن ينتقل الجن منها إلى أولادها ولا يحدث العكس، وهذا اصطلحت عليه (التسلسل الذري) وهو تسلط الشيطان على الذرية، فمن خلال الأم يندفع الجن ليتلبس بأولادها، لذلك عند ظهور بعض الأعراض على الطفل ترقى أمه أولاً، فإن ثبت إصابتها بالمس فعلاج الطفل عندها، وإلا فالطفل مصابًا بالسحر، لأن الطفل يعد جسده جسدًا طاهرًا، فلم يرتكب وزرًا بعد يتيح دخول الجن إلى جسده مباشرة، ومن النادر أن يكون مصاب بمس من شيطان شديد القوة، وهذه من الحالات النادرة جدًا يصعب اكتشافها بسهولة لعجمة لسان الأطفال، (وعندما يكبر قد يصاب بالتخلف العقلي أو الربط وغير ذلك كثير)، وعلاج هذه الحالات سهل جداً إن شاء الله تعالى، ولكنه بحاجة من المعالج والأم إلى شدة فى الإخلاص والتقوى والعبادة والدعاء لله عز وجل.

فقاعدة عامة بين كل المعالجين لم أعلم أن أحدهم شذ فيها أو أنكرها، أن علاج الأطفال ما لم يبلغوا الحلم بعلاج أمهاتهم، فعلاج الأم هو مفتاح علاج الأولاد، وإن صح ان النبي صلى الله عليه وسلم عالج الطفل فلم يعالج الأم، فهذه نرجعه أنه من خصائص النبوة، ومعجزة قاصرة عليه، لا تسري على غيره من البشر، وربما أن الشياطين طورت من استراتيجيتها وأساليبها بعد هذا، لكن الذي حكمنا هنا هو التجربة لا الدليل.

تحصين الأطفال والرضع:
للشيطان سبل وحيل خفية نجهلها بني البشر، لذلك يجب الاحتراز من كيده، وإن كان سمة كيده الضعف، قال تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء: 76]، إلا أن كيد الشيطان لا يكون ضعيفًا إلا مع ذكر الله تعالى، لذلك فمن يعرض عن ذكر الله علمًا وعملاً قيض الله شيطانًا يقترن به ويلازمه، قال تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [الزخرف: 36]، يعتقد بعض الناس أن الأطفال محصنون من الله تعالى ضد الشياطين ما لم يبلغوا الحلم، فلا يصيبهم مس شيطاني، وعلى هذا يهملون تحصينهم ضد الشيطان، وهذا اعتقاد خاطئ يتعارض والأدلة الشرعية.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخًا من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها)، ثم يقول أبو هريرة: واقرءوا إن شئتم (وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتِهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ))،( ) وهذا شاهد من القرآن على تعويذ الأطفال والرضع، فقد عوذت امرأة عمران مريم وذريتها من الشيطان الرجيم، أي أن الشيطان يتعرض لهم بالكيد والأذى.

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما رفعه قال: (خمروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند العشاء، فإن للجن انتشارًا وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت) قال ابن جريج وحبيب عن عطاء: (فإن للشياطين)،( )

واكفتوا صبيانكم أي ضموهم إليكم، وأدخلوهم بيوتكم، ومن أذى الجن للأطفال النظرة والحسد، فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى فى بيتها جارية (أي طفلة صغيرة) في وجهها سفعة، فقال: (استرقوا لها فإن بها النظرة).( ) قال الفراء قوله: (سفعة) أي: نظرة من الجن، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين من كل شيطان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة)،( ) فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم عليه السلام كان يحصن إسماعيل وإسحاق عليهم السلام، فرغم أنهما طفلان من الأنبياء، إلا أن هذا لا يمنع غائلة الشيطان وكيده، فقد تسلط الشيطان على جسد أيوب عليه السلام وهو نبي، وحذر يعقوب ابنه يوسف عليهما السلام من كيد الشيطان، وكان لا يزال صبيًا حدثًا، قال تعالى: (قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [يوسف: 5]، ومع هذا نزغ الشيطان بين الصبي يوسف عليه السلام وإخوته، قال تعالى: (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) [يوسف: 100].



.

saidabd 14-04-2006 08:47 PM

[url=http://www.z1z4.com/up-pic]http://www.z1z4.com/up-pic/uploads/36f51eb986.gif[/url

مشكور

زادك الله الفضل

جند الله 14-04-2006 11:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saidabd
مجهودات قيمة

شكرا لكم ودمتم لنا

لاعدمانكم

والسلام

جزاك الله خيرا على مرورك الكريم


.

أبـو آيـــه 15-04-2006 02:32 AM

السلام عليكم ورحمة الله

جزاك الله كل خير اخي الكريم جند الله على مجهوداتك القيمة وموضوعك المميز
جعله الله في ميزان حسناتك وبارك الله فيك

جند الله 15-04-2006 06:03 AM

الهدي النبوي في الحجامة



بقلم الدكتور الطبيب محمد نزار الدقر

لمحة تاريخية
الحجامة علاج عرفته كثير من الشعوب القديمة كالصينيين والبابليين واليونان والفراعنة إذ أن أقدم الوثائق عن الحجامة وجدت منذ 1500 ق.م عند قدامى المصريين تمثلت في نقوش تظهر أدوات طبية استخدموها لهذه العملية (1)


http://www.hmc.org.qa/heartviews/VOL...%20pg%2076.JPGhttp://www.hmc.org.qa/heartviews/VOL...%20PG%2078.JPGhttp://sandyfit.en.ec21.com/co/s/san...GC00565081.gif
قرون الماشية وسيلة بدائية للحجامة وما تزال تستخدم في المناطق النائية


ويرى أبقراط (2) أن الفراعنة قسموا الطب العلاجي إلى نوعين: طب الصوم وطب الإخراج ويعنون به الحجامة عن طريق شرطات يحدثونها في الجلد . وإن ما كتبه أبقراط ( حوالي 400ق.م ) هو أقدم النصوص المكتوبة حيث كان وأتباعه يطبقون الحجامة لمعالجة المصابين بالتهاب اللوزيتن وعسرة الطمث، وكان يشترط في المحاجم أن تكون صغيرة القطر، مخروطية الشكل وخفيفة الوزن وخاصة عندما يكون المرض المعالج متركزاً في الأعماق .

http://www.hmc.org.qa/heartviews/VOL...%20pg%2076.jpg
شفط الحجامة بواسطة الفم طريقة بدائية

وتؤكد بروس بينتلي(3) أن أبقراط عرف الحجامة بشكليها الجافة والرطبة . وأن الحجامة بقيت معروفة في الممارسة الطبية في كل أنحاء أوربا وطبقها العالم اليوناني غالن (150ق.م) وبراسيلوس(1500م) وأمبروس بار(1590م).




لقد تطورت الحجامة عبر الزمن واستخدمها بعض الأقوام لسحب السموم من لسعات الحيات وغيرها من الإصابات الجلدية باستخدامهم لقرون الحيوانات المجوفة بعد تفريغها من الهواء بمصه عن طريق الفم ثم تطورت باستخدام كؤوس من خشب الخيرزان صنعت من الزجاج(1)

كؤوس الحجامة
ومع تطور الكؤوس تطورت أيضاً التطبيقات السريرية للحجامة وكذا مع تنوع الثقافات التي هيات الحجامة لتكون آلية ممتازة لحفظ الصحة. ويبدو أن الصينيين هم الذين وسعوا الانتفاع بالحجامة. وترى أنيتا شانون أن أول تقرير طبي علمي كتب عام 28 م فيه مقولة صينية مفادها أن المعالجة بوخز الإبر مع الحجامة تشفيان أكثر من نصف أمراض البشر، وتوضح معطيات الطب الصيني أن الحجامة تبدد الركودة الدموية، والتي بسببها تعمل مؤثرات خارجية تدخل العضوية في حالات مرضية مختلفة .



جي هونغ ( عام 340م )أول من وصف في كتابه " وصفات الطوارئ " الحجامة وقررها كعلاج إسعافي واستعمل لها القرون الحيوانية .

وفي كتاب Tang Dynasty وصفت الحجامة لمعالجة السل الرئوي والأمراض المشابهة. بعد ذلك تحدث Zhao Xuemin عن أهمية الحجامة باستعمال محاجم مسخنة بحرق قطعة من الصوف فيها تصنع من الخشب أو الخزف ويصفها لمعالجة الصداع الناجم عن البرد، والدوار، والآلام البطنية وأوجاع المفاصل(1) .


http://www.hmc.org.qa/heartviews/VOL...%20pg%2076.JPG
كأس حجامة زجاجي طراز أكثر تطورا من القرون

وهناك نصوص من طب الفراعنة تؤكد استعمالهم للحجامة في معالجة حالات مرضية متعددة كالحمى والآلام والدوار واضطراب الطمث وضعف الشهية من أجل تعجيل شفائهم. ومن عند المصريين انطلقت الحجامة إلى اليونانيين ومنهم انتقلت إلى الشعوب الأوربية وحتى إلى الأمريكيين(1)

كما أثبتت المصادر التاريخية معرفة العرب في جاهليتهم للحجامة (2) وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم قومه على الانتفاع بهذه الطريقة العلاجية، بل واستخدمها النبي صلى الله عليه وسلم للوقاية من العديد من الأمراض كتبيغ الدم ولمعالجة بعضها الآخر كما سنجد ذلك مفصلاً في فصول قادمة من هذا الكتاب .


http://www.sfusd.k12.ca.us/schwww/sc...e/cupping2.gif
الحجامة في الحضارة الإسلامية

ومنذ مطلع القرن التاسع عشر (1)ظهرت أوراق بحث تفيد تطبيق الأطباء الأوربيين والأمريكيين للحجامة في الممارسة العملية. كما أثمرت جهود التعاون بين الأطباء السوفيت والصينين عن نتائج طيبة في التطبيقات السريرية للحجامة وأصبحت من المعالجات الأساسية هناك حيث تجدها مطبقة في معظم مشافي الصين. كما أن حجامة الثديين أصبحت تمارس لمعالجة الأثداء الملتهبة( الشكل 2) وفي اضطرابات الرضاعة حيث طبقت ممصات الثدي العائلية Breast Pumb .



وفي أواخر القرن العشرين (2)دخلت تطورات مهمة على تقنية الحجامة إذ ظهرت نوعيات من الكؤوس مجهزة بمضخات يدوية عوضاً عن استعمال النار في تفريغ الهواء حيث يوجد لها مدك وصمام يتم غلقه أثناء سحب المدكّ ثم يعاد فتحه بعد الانتهاء من عمل الحجامة فيتسلل الهواء إلى داخل الكأس ويمكن بذلك رفعه بسهولة ثم ظهرت بعد ذلك محاجم مزودة بمضخات كهربائية لتفريغ الهواء .

وفي تحقيقه لكتاب " الطب من الكتاب والسنة (3) " كتب د. عبد المعطي قلعجي مؤكداً أنه حتى عام 1960 لم تكن تصدر مجلة طبية أو كتاب في علم وظائف الأعضاء أو العلاج إلا وللحجامة فيه ذكر وفوائد وآلات. و ذكر أن بعض الشركات المختصة بإنتاج الأجهزة الطبية أنتجت حقيبة خاصة لأدوات الحجامة. وفي عام 1973 وقع بيدي كتاب عن علاج الروماتيزم والتهاب المفاصل لمؤلفه د.فورستر لنغ فوجدته يشير إلى الحجامة كمخفف للآلام الرثوية الشديدة .

و في عام 1975 ذكرها الأستاذ زكي سويدان في آخر طبعة من كتابه "التمريض و الإسعاف" القاهرة, حيث ذكر مواضع الحجامة و أنها وسيلة ناجحة لعلاج حالات هبوط القلب المترافق مع ارتشاح في الرئتين و ببعض أمراض القلب و آلام المفاصل.

و في عام 1978 ذكر الحجامة د.عبد العظيم رفعت أستاذ الجراحة في جامعة القاهرة في كتابه Surgery كطريقة لمعالجة عسر التبول الناتجة عن التهاب الكليتين و تطبق الحجامة هنا على الخاصرة.

يدل هذا على أن الطب إن أغفل الحجامة في مطلع القرن العشرين إلا أنه عاد و اعتمدها كعلاج من العلاجات النافعة يتعاضد معها للوصول إلى الشفاء و من ناحية أخرى ترى بعض الأبحاث أن الحجامة تنفرد في معالجات تنفع فيها و تخفف الآلام و ليس لها أي مضاعفات جانبية .



يقول د.أيمن الحسيني(1) في مقدمة كتابه عن الحجامة و الذي صدر عام 2003:

"الحجامة وسيلة علاجية قديمة جدا عادت للظهور و الانتشار من جديد و أصبح تعليمها و القيام بها يستهوي كثيرا من الأطباء بعدما أثبتت دراسات علمية في دول مختلفة من العالم فعالية هذه الوسيلة العلاجية القديمة في مداواة و تخفيف كثير من متاعبنا الصحية" .


.

جند الله 15-04-2006 06:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saidabd
شكرا لك اخى الكريم

على المجهودات

نفعنا الله بك امين

والسلام

جزاك الله خيرا اخي الكريم


.

جند الله 15-04-2006 07:43 AM

كيفية التمييز بين أنواع الرؤى المنامية المختلفة
 
بسم الله الرحمن الرحيم


الفوارق بين أنواع الرؤى المنامية



أهمية الرؤى المنامية في علاج المس:
اعلم أن كل ما يراه النائم في منامه، أي (في موضع نومه)( ) على ثلاثة أحوال إما رؤيا من الرحمن، وتتم بواسطة ملك موكل من الله تعالى، وربما جن مسلم صالح، هذا لما في قدرة الجن على ذلك، وحلم من الشيطان، يتم بفعل من الشيطان، وأضغاث أحلام، مما يجول ببال النائم، فعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءًا من النبوة، والرؤيا ثلاثة؛ فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس).( )

ولاستحالة الاطلاع على الغيب، فنأمل بالتزام المريض أن يمن الله تعالى عليه برؤية صالحة تبشر بالشفاء، ولكننا مضطرين إلى اللجوء في التشخيص لدراسة الأحلام، لأنها تتم بفعل الشيطان، وبالتالي فهي تكشف لنا عن الكثير من المعلومات المطلوبة عن شخصيته ومدى قوته، فنتعامل معها بالضد، وخاصة تلك التي تتم في حالة غيبوبة بين النوم واليقظة، وعلى كل حال فلا يمكن أن يركن المعالج إلى دراسة الأحلام والمنامات كليًا كما يفعل السحرة والكهان، لأن الشيطان يتلاعب بالنائم، وعليه فالمعالج لا يترجم (المنامات) ترجمة حرفية ولا يتأولها، ولكنه يتخذ من دلالاتها عامل مساعد في التشخيص، ففيها مؤشرات هامة لا نستطيع بحال إغفالها.

فبدراسة أحلام الشيطان ولماته أي وسوساته نستطيع تبين حقيقة شخصيته، وكشف مخططاته، فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، ثم قرأ (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) الآية،( ) بحيث نحدد صنف الجن وقوته ورتبته، ونتبين مدى تطور الحالة، ونوعه جن عادي أم جن شيطان، مارد أو عفيرت، جن طيار أم عادي، ودينه ساحر أو نصراني أو يهودي أم مجوسي، وجنسه ذكر أم أنثى، وسنه صغير أم كبير، ووظيفته خادم سحر أم ساحر، عاشق أو منتقم، وتحديد مكانته بين أقرانه ملك أو وزير أو راهب، أم شيطان وضيع، إلى آخر ما هنالك من معلومات أخرى هامة، إذا تم دراستها أمكننا الاستغناء عن سؤال الشيطان، وهذا ما يفقده هيبته، ويزعزع ثقته في نفسه، وبالتالي ثقة جنوده وأعوانه فيه، لأنه يتعامل مع معالج يعي قيمة كل كبيرة وصغيرة، ومتمكن من أدواته وعلمه.

(الكابوس):
من علامات المس ما يراه البعض من أشخاصٍ وأشباح، وهذا ما يسمى (الكشف البصري)، وإن جرت العادة أن يتم هذا يقظة، خصوصًا أثناء عقد الجلسات، إلا أنه يتم منامًا، فيرى النائم الجن الصارع ويتفاعل معهم، فيعتدوا عليه ويقاتلهم، فهو نائمًا في الظاهر كما يبدو له، إلا أن ما يراه حقيقة أكثر منه تخييلاً، لأن النائم يكون في حالة غيبوبة أي بين النوم واليقظة، ودرج على تصنيفه ضمن الأحلام الشيطانية ككوابيس، والكابوس في اللغة (ما يقع علـى النائم باللـيل، ويقال: هو مقدمه الصرع)،( ) أي أنه مقدمة الصرع والتخبط الروحي، وليس الصرع العضوي، لأن الصرع العضوي لا يصاحبه رؤى منامية، وليست الكوابيس مقدمة تلبس الجن وتخبطه، بل هو في الواقع حالة تلبس كاملة، فلا نستطيع أن نعده مقدمة للصرع، ولا حلمًا شيطانيًا، وإن كان يتم أثناء النوم في صورة حلم، لأنه نتاج اتصال الجن الماس بالمريض، فتتم الرؤية بحضور الجن على جسد الممسوس منامًا، فيرى المريض نفس ما يراه الجن، وحضور الجن على الجسد أثناء النوم، هو السبب في عدم قدرة النائم على فتح عينيه للتخلص من هذا الكابوس، إلا بصعوبة شديدة جدًا، حيث يحاول التنبه عنوة بمغالبة الشيطان الحاضر على جسده، فينصرف عنه نتيجة هذه المقاومة، فيستيقظ النائم فزعًا نتيجة هذا الصراع المحتدم، فهذا يعد من حالات (الكشف البصري) في أثناء النوم، وليس للشيطان أن يتلعب في مثل هذه الرؤى، إلا بنسب طفيفة، وهذا مما يساعدنا على اكتشاف التطورات التي تحدث للجن، وبالتالي نحصل على معلومات هامة عن مدى تطور الحالة، ومثل هذه الكوابيس المزعجة هي أكثر ما يهم المعالج أن يعرفه.

الجلسات المنامية:
وبناءًا على إدراكنا كيفية حدوث الكوابيس، ، فيجب أن نفرق بين تخييل الشيطان منامًا، وبين حضوره على الجسد، والرؤية من خلاله منامًا، فالحلم الشيطاني تفرض على النائم أحداثه وصراعاته، أما الكابوس فيتفاعل معه النائم لأنه يجمع بين نفس النائم ونفس الشيطان، فيتحكم النائم في مجريات الأحداث ويتفاعل معها، وجدير بالملاحظة أن ليس كل ما يراه النائم في مثل هذه الحالة يعد مفزعًا، ولكن أحيانًا كثيرة جدًا يتم علاج المريض نفسه منامًا ذاتيًا، حيث يقوم المريض بقتل الشياطين بنفسه، وأحيانًا يقوم المعالج بعلاج بعض مرضاه منامًا، وتحقق مثل هذه الجلسات المنامية نجاحًا كبيرًا، وليس للمعالج إرادة في مثل هذا، ولكنها تتم بفضل من الله تعالى، ونصرة للمعالج والمريض على الشيطان، مع ملاحظة أنه يتم في هذه الحالة علاج جزئي مرحلي للمس، ولا يعني هذا أنها تشفى بالكلية، حيث تكون هذه الجلسات المنامية علاجًا لأشد مراحل العلاج صعوبة، وهذا بالفعل ما نكتشفه بعد ذلك أثناء الجلسة، وأن ما تم منامًا كان حقيقة وليس خيالاً، وأننا اجتزنا المرحلة الحرجة بسهولة ويسر، وانتقلنا إلى مرحلة أخرى من مراحل العلاج، لذلك يجب أن يكون المعالج عميق الخبرة بتأويل المنامات، وقادرًا على الفصل بين الأنواع المختلفة مما يراه النائم، وهذا لا يتأتى إلا بعد خبرة مديدة في استعراض ودراسة المنامات، وسوف يكون الأمر سهلاً ميسورًا تدريجيًا، ما تجنبنا العجلة في تأويلها.

ما يعتد به في العلاج من المنامات: إن أضغاث الأحلام وحديث المرء مع نفسه، مما لا حاجة لنا به بمعرفته في العلاج، فهذا يقع في مجال الطب النفسي، وإن كان للمعالج الحق في معرفة هذه المنامات ليقف على الحالة النفسية للمريض حتى يحسن معاملته، خاصة وأن الشيطان له دور كبير ورئيسي في الوصول بالمريض إلى حالة نفسية متردية، قال تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [المجادلة: 10].

أما المنامات التي تعنينا فهي مرتبة حسب الأهمية الرؤى الصالحة، والتي يريها الملك أو الجن المسلم الصالح، والكوابيس التي تكون بين النوم واليقظة، وكذلك الأحلام الشيطانية، والتي يكشف لنا فيها عن حقيقة حال الجن الماس ومدى قوتهم، والتي تعد مؤشرًا يدلنا على معدل تطور حالة المريض، ومدى جدوى العلاج، فمثال ذلك قد يرى المريض آثار العذاب على الشياطين، وقد يرى الشياطين يطاردونه، وأنه يقاتلهم ويقاتلونه، وتارة يعتدون عليه، وتارة ينتصر عليهم، وقد يستجد شياطين جدد، فيكتشف المعالج حضورهم فيبدأ في التصدي لهم، لذلك يعمد الشيطان إلى أن ينسي المريض هذه المنامات، فيستيقظ ولا يذكر شيئًا من تفاصيلها، رغم أنه متأكد أنه رأى أحداثًا كثيرة أثناء النوم، لذلك أنصح المريض بأن يخصص كراس خاص به طيلة فترة العلاج، ليسجل فيه ما يراه يوميًا، على أن يضع هذا الكراس مع قلم بجوار فراشه، فإذا ما استيقظ كتب على الفور ما يذكره مختصرًا، ثم يقوم بعرضه على المعالج.

تمييز الأحلام الشيطانية:
وأما الأحلام التي هي من تهويل وتلعب الشيطان بالنائم، والمنهي عن قصها فلا شغف لنا بها إلى حد كبير، لكن في بعض الأحيان يتدخل الشيطان بأحلامه الشيطانية بعد الرؤية مباشرة، ويتم ذلك بمجرد انتهاء عمل الملك الموكل بالرؤية، وهنا يستمر النائم في رؤية ما يخيله الشيطان، فيحدث خلط لدى النائم بين الرؤيا والحلم، فمن الخطأ أن نعد ما أضافه الشيطان جزء من الرؤية، لذلك يجب ان نعلم كيفية تمييز الحلم الشيطاني لنطرحه من مجمل الرؤيا، لأن الشيطان يكون قد علم تأويل الرؤيا، فيتبع الرؤيا ببث حلم ضد تأويلها، وبهذا يكشف الشيطان عن عدة أمور هامة، أولها يكشف لنا عن وجوده وترصده لهذا النائم، وثانيهما يكشف لنا عن تعبيره لهذه الرؤيا وتأويلها، بقلب الضد الذي خيله بعد تمام الرؤية الرحمانية، وهذا يوضح لنا كيف يفكر الشيطان، والأمر الثالث أن الشيطان يسترق السمع، لذلك علم تأويل الرؤية، وهذا يعني أنه شيطان ساحر، وهذا له معاملة خاصة، فهو يحصل على المعلومات الغيبية ناقصة، ثم يكمل الناقص منها من خلال الرؤية التي رآها النائم، فبالجمع بينهما تكتمل المعلومة الغيبية، وفائدة ذلك أن الشيطان سوف يبدأ يعمل ضد تحقيق الرؤيا، وهكذا سوف تعلم مقدمًا الدور الذي سيقوم به الشيطان ضدك، فتبدا في أخذ الحيطة والتدابير ضده،

الفروق بين الرؤى والأحلام وأضغاث الأحلام:
يشكو أكثر الناس من عدم قدرتهم على التمييز بين الرؤى الرحمانية والأحلام الشيطانية، وعليه فهم بجهلهم يتكتمون رؤاهم الصالحة ظنًا منهم أنها أحلامًأ شيطانية، وعلى العكس تمامًا فقد يقصون أحيانًا أحلامهم الشيطانية باعتبارها رؤى رحمانية، فيخالفوا بهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم قص الأحلام الشيطانية، فعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا حلم أحدكم فلا يخبر أحدا بتلعب الشيطان به في المنام)،( ) ويجب على كل مسلم وكل مسلمة إدراك هذه الفروق بين الرؤية وبين الحلم، وأن يحفظوها عن ظهر قلب، لكي نتعلم كيفية تطبيق حديث النبي صلى الله عليه وسلم بالانتهاء عن قص الأحلام الشيطانية.

وبالنسبة لمرضى المصابين بالأمراض الجنية فهذا الجدول سيساعدهم في التفريق بين هذه الأنواع المختلفة من المنامات، وبين نوع آخر ليس منها، وهو ما يسمى (الكشف البصري المنامي)، ويكون في حالة بين النوم واليقظة، حيث يكشف للمريض أحداثا تتم في عالم الجن، وصراعات تتم بينه وبينهم، وهذا الكشف البصري المنامي يهم المعالج كثيرا التعرف عليه وتحليله، ليقف على المستجدات في مسيرة تطور العلاج.


وبإذن الله تعالى سأتابع شرح الفوارق أولا بأول فتابعوني


.

مبارك المرسل 15-04-2006 11:54 AM

جزيت خيرا اخي الكريم
لكن اخي الفاضل ارى اننا في غنى عن هذا كله.
وحبذا لو ذكرت لنا المصدر الذي اخذت منه المعلومات الآنفة من باب الامانة العلمية ، فقد وجدت احد المواقع به بعضا مما ذكرته.
وهذه وصلته:
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=220564

جند الله 15-04-2006 12:13 PM

شيخنا الفاضل (مبارك المرسل) حفظه الله ورعاه

لقد ذكر رب العزة عن اليهود أنهم سحرة، ولهم تاريخ مديد في مزاولة السحر، وما بنيت دولتهم إلى على السحر، وبالتالي فلن يهدم بنيانهم إلا إذا أتيناه من قواعده، أي لا بد من توعية الأمة بثغور عدوهم، وهذه غاية وهدف من أجل استرداد مقدساتنا.

هذا الرابط الذي تفضلت بنقله هو منقول من بحث شاركت فيه مع زمرة من إخوة لي على منتدى أنا المسلم، وقام جميع الإخوة بارك الله فيهم بنشره على مستوى المنتديات كلها.

وهذا هو الرابط

http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=154314

وقد قمت بنقل الجزء الخاص بي من البحث، أما الترجمات فقام بها أحد الإخوة على المنتدى جزاه الله خيرا، وكل ما تجده موجود على شبكة الاترنت، من موسوعات وصور.

وجزاك الله خيرا على مرورك الكريم


.

جند الله 15-04-2006 12:21 PM

البخور غذاء للجن:
فمن المعلومات التي عرفناها سواء نقلا عن الجن، أو بالتواتر بيننا كمعالجين، وما يشيعه السحرة وهم أعلم الناس بأسرار عالم الجن والشياطين أن الجن تتغذى على البخور بكيفية لا نعلمها ولا ندركها كإنس، لذلك يشيع حرق البخور بين السحرة والمنجمين عند استحضار الجن والشياطين، فبمجرد حرق أنواع معينة منه وتلاوة بعض العزائم الكفرية تهرع الجن إلى الساحر، فالبخور قربان يتقرب به الساحر إلى شياطين الجن، باعتباره أحد طقوس السحر وعبادة الشيطان.

فعن عبد الله بن مسعود ‏قال: قدم وفد الجن على رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏فقالوا: يا ‏ ‏محمد ‏انه أمتك أن ‏يستنجوا ‏ ‏بعظم أو روثة أو حممة، فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا. قال: فنهى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏عن ذلك. والحممة هي الفحم، (بضم الحاء والميمين مفتوحتين على وزن رطبة: ما أحرق من خشب ونحوه والجمع بحذف الهاء).

وبكل بد فالجن لن يأكلوا العظم، ولكن يأكلون ما على العظم من لحم إنسي قد التهمه البشر، وعليه فليس شرطا أن يتغذى الجن على العظم أو الفحم، ولكن كما في النص (فإن الله تعالى جعل لنا فيها رزقا)، ففي الفحم رزق للجن، وهذا يفيد أن ليس المقصود هنا تعيين الفحم بالرزق في ذاته، كما أن العظم ليس رزق في ذاته، ولكن ما تعلق بالعظم من لحم، وكذلك ما تعلق بالفحم وما ينجم عن احتراقه من دخن، إذا فالجن تتغذى على الدخان، وخاصة الدخان المتصاعد من البخور، فمادة البخور المصنعة ليس فيها غذاء بعينها ولكن ما تعلق بالبخور من دخان نتيجة احتراق محتوياته، فالعامل المشترك بين الفحم والبخور هو الدخان.

والشاهد عن عامر قال سألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ ليلة الجن قال فقال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ليلة الجن قال لا ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في أودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال: فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال: (أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن) قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال: (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم).()


.


الساعة الآن : 05:37 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 117.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 117.28 كيلو بايت... تم توفير 0.54 كيلو بايت...بمعدل (0.46%)]