ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحوارات والنقاشات العامة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   النظرة الشرعية في الأزمات الاقتصادية (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=285806)

ابوالوليد المسلم 06-12-2022 04:12 PM

النظرة الشرعية في الأزمات الاقتصادية
 
النظرة الشرعية في الأزمات الاقتصادية



ففي ظل هذه الأزمة الاقتصادية العالمية، والآثار الداخلية الضاغطة على عموم الناس بسبب ضيق أرزاقهم، يحتاج المسلم منا أن يفكر بطريقة إيجابية ترفع عنه المسؤولية الشخصية أمام رب البرية، وتحقق له الإعانة الإلهية في مواجهة هذه الضغوطات المتتالية، وتشعره بالسعادة الداخلية والراحة النفسية حينما يستطيع أن يُساهم ولو بشيء قليل في رفع جزءٍ مِن المعاناة عمَّن يعيش معهم أو حوله، هذا طبعًا بخلاف الأصل وهو الجزاء الأوفى عند الله -عز وجل- في الآخرة.

لذلك فالإيجابية في ظل هذه الأزمة الاقتصادية أن يسعى أحدنا -قدر استطاعته- في إعانة الناس مِن حوله، والتخفيف عنهم ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وسيكون أول المستفيدين من ذلك؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، فمَن سعى في إعانة الناس فاز حينئذٍ بإعانة الله له في أمر دنياه وآخرته.

ولا مقارنة حينئذٍ تُذكر بين إعانة العبد الضعيف الفقير لعبدٍ مثله، وإعانة الرب الغني العظيم الكريم لعبده الضعيف.

فإن مَنَّ اللهُ عليك بنعمة، فَأَشْعِر مَن حولك ولو بجزءٍ قليلٍ بتلك المنة؛ امتثالًا لأمر نبيك، وشكرًا لله عليها لتنال بذلك الأجر عند الله، وليحفظها الله عليك ويزيدها لك، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَن كان له فضل زاد فليعد به على مَن لا زاد له، ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له»، وقال -تعالى-: {وإذ تأذن ربك لئن شكرتم لأزيدنكم}.

فلكل مَن كان له فضل زاد أو ظهر، إليك هذه النصائح والاقتراحات:


- حينما تأكل وجبة أنت وأولادك في بيتك أو في أي مكان كان -مهما كان نوعها-؛ فاعتبر أن هناك فردًا زائدًا معكم، وتصدق بوجبة الفرد هذه على مَن ضاقت بهم أرزاقهم في تلك الأزمة الاقتصادية الطاحنة، ولا تستقل أو تستحيي مِن نوع هذه الوجبة مهما كان؛ فالحرمان دائما أقل.

- حينما تكون في مناسبة أو قد أقمت أنت مناسبة يتم تقديم الطعام فيها، فلا تترك أكلًا باقيًا يُرمَى، بل اجمع الأكل الباقي ونسِّقه وجهزه في لفة جيدة، وتصدق به؛ فكم من أناس لا يجدون فتات ما تأكل!

- وإن كنت يومًا في طريقك للعمل، ونويت أن تشتري إفطارًا لك -ولو كان رغيفًا من عربة الفول-، فاشترِ رغيفًا زائدًا عن حاجتك، وانظر حولك وستجد قطعًا طفلًا أو امرأة تتطلع بلهفة إلى عربة الفول تلك، ولا تجد ما تشتري به.

- ولو كنت ممَّن مَنَّ الله عليهم بفضل ظهر (دابة تركبها) -سيارة أو أقل من ذلك- وكنت في طريقك لعملك أو لمصلحة ما؛ فابحث فيمن حولك عن شخصٍ يحتاج إلى ركوب مواصلات للوصول لمصلحته في طريقك، أو توقف في الطريق لمن تجده ينتظر سيارة أجرة في خط سيرك، ووفرَّ عليه ثمن أجرة المواصلات التي صارت مضلعة لكثيرٍ من الأُسر الآن، وارحم إخوانك بذلك أيضًا من اشتداد الحر أو قرس البرد، و»الراحمون يرحمهم الرحمن»، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم .

- وإن كنت تاجرًا تبيع وتشتري؛ فاتقِ الله في الناس، وكن سمحا في بيعك وشرائك، فـ»رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى»، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، واحذر أن تكون من هؤلاء الجشعين الذين يحتكرون السلع حتى ترتفع الأسعار؛ فهؤلاء لا يبارك الله لهم في أموالهم أو أرزاقهم، بل قد يُطردون من رحمة ربهم بسبب خطأهم وإثمهم هذا، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: «لا يحتكر إلا خاطئ»، أو كما رُوي عنه - صلى الله عليه وسلم -: «المحتكر ملعون».

- وإن كنت طبيبًا أو معلِّمًا؛ فتصدق بعلمك على الفقراء أو أبنائهم، ولا تُحوجهم إلى التذلل للجشعين من الأطباء أو المعلمين الذين يستنزفونهم؛ طلبًا لتعليم أبنائهم أو علاجهم.

ودائما تذكر كلام نبيك - صلى الله عليه وسلم -: «الراحمون يرحمهم الرحمن»، «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»، و»خير الناس أنفعهم للناس».

فكن دائمًا إيجابيًّا؛ لتنال الخيرية عند ربِّ البرية.

سامح محمد بسيوني





الساعة الآن : 08:02 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.93 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.17%)]