ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   التحذير من السخرية بشرع الله (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=202959)

ابوالوليد المسلم 18-06-2019 04:45 PM

التحذير من السخرية بشرع الله
 
التحذير من السخرية بشرع الله


الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم



الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضلَّ له ومن يُضلل، فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، علَّمنا وأرشدنا وأخبرنا أن مَن اتَّبع طريقَه والتزم بسنَّته كان رفيقه في الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.



أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله تعالى، ثم توفَّى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون، يومًا لا محامي ولا مجادِل فيه عن المجرمين، ومَن جادل عنهم في الدنيا ودافع، فجداله ودفاعه مؤقَّت ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 109].



عباد الله، ألا إن مَن اتقى الله تعالى وراقَب الوقوف بين يديه، فإنه يحذر من إيذائه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- والاستهزاء به والسخرية - أعاذنا الله تعالى وإياكم من ذلك - فمن آذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو سبَّه، أو انتقص من قدْرِه، أو أبغضه، كان رفيقًا لأبي لهب في نار جهنم الذي اكْفهَرَّ وجهه أمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما جمَعهم وأنذرهم، قال أبو لهب: تبًّا لك، ألهذا جمعتنا؟! ومن عمِل بشيء من إيذائه، كان عونًا لأبي لهب كما أعانتْه زوجته أمُّ جميل بذمِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإلقاء الشوك في طريقه، وجاءته لتُلقي عليه حجرًا ثقيلاً، ولكن الله تعالى أعمى بصرَها عنه، كما عميتْ بصيرتُها؛ فقالت لأبي بكر - رضي الله عنه -: أين صاحبُك؟ ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كان بجانب أبي بكر، ولكنها لم تَرَه، وأنفقت أم جميل قلادتها تبرعًا لمن يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجازاها الله تعالى حبلاً من النار في عُنُقها، فكان أبو لهب وزوجته كثيرَي الإيذاءِ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- والبغض والازدراء له ولدينه، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغشى الناسَ ويقول: ((قولوا: لا إله إلا الله، تُفلحوا))، وأبو لهب يمشي خلفه ويقول: إنه صابئ كذاب.



أيها المسلمون، اعلموا أن السخرية والسبَّ والازدراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو بسنَّته في حياته وبعد مماته تكون كفرًا في حق من صدرتْ منه هذه الأفعال السيئة، فمن استهزأ بالصلاة أو بالزكاة أو بالصيام أو بالحج أو ببرِّ الوالدين، أو أحبَّ الكفار وعمِل على تشجيعهم أو خالَف أمرَ الله تعالى أو أمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- فإن عليه الخطر من أن يناله ما نال أبا لهب الذي حقَّتْ عليه اللعنة والعذاب المهين، ومن آذى المؤمنين بسبب إيمانهم وإسلامهم، أو سَخِر بشعائرهم الإسلامية، أو نال شيئًا من أعراضهم، أو غشَّهم وخانهم، فقد آذى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن آذى رسول الله، فقد آذى الله - تبارك وتعالى - فاحذروا أيها المسلمون من أن تؤذوا الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بمخالفة الأوامر الإسلامية وارتكاب المنهيات ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 57، 58].



عباد الله، إن من رغَب عن الآخرة؛ اعتزازًا بماله وبمنصبه وولده وبمساكنه ومراكبه وكثرة حيله على تحصيل الأموال من غير طريقها المشروع، فلا يستبعد أن يَعُمه ويشمله حُكم الله تعالى على أبي لهب ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 1 - 5].



فالمسلم العاقل هو الذي يَحذَر ويخشى فِعْل المحرَّم أو ترْك المأمور به، والمسلم المنافق ضعيف الإيمان هو الذي يتبجَّح ويفخر بتركه مأمورًا به وارتكابه منهيًّا عنه وعدائه للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فليُراجع كلٌّ منا نفسه، ولنَحذَر مخالفة الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- والسخرية من دين الله تعالى وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإيذاء أولياء الله تعالى.



اللهم اجعلنا ممن يحبك ويحب رسولك وأتباعه، وقِنا من مخالفة شرعك، وارحمنا برحمتك، واكْفِنا شرَّ عذابك.



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 57، 58].



بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.




الساعة الآن : 09:29 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.73 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.06%)]