ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   شعري يتساقط (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=254229)

ابوالوليد المسلم 03-03-2021 10:55 PM

شعري يتساقط
 
شعري يتساقط


أ. عائشة الحكمي



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجو مساعدتي.

شعري يتساقط بصورة مقلقة جدًّا بدون سبب؛ ليس عندي فَقْر دم، بالعكس فنسبة الدَّم عندي مرتفعة جدًّا، ذهَبتُ إلى طبيبة، وأعطتْنِي بخَّاخ اسمه (هيرجرو محلول مينوكسيديل2%)، استخدمتُه أربعة أشهُر، وما تَحسَّن شيء، أصبحَ في شَعري فراغات، خصوصًا من عند دوامات الشَّعر، يمكن لأن نفسيتي تعبَتْ في فترة، لكن استمرَّ تساقط شعري حتَّى بعد تَحسُّن نفسيَّتِي؛ هل يُمكن أن يكون من التوتُّر؟ أتوتَّر دائمًا بدون سبب.

جزاكم الله خيرًا.


الجواب
بِسْمِ اللهِ الهادي للحق
وهو المُستعان

أيَّتها العزيزة،
مِنْ شأْنِ التَّوتُّر أَن يتَسبَّب في تَساقُط الشَّعر؛ لأنَّه يُؤدِّي إلى احْتِباس الصُّوديوم، ثم يعودُ الشَّعر لنُموِّه الطَّبيعيّ، ويتوقَّف تساقطُه بِمُجرَّد تَحسُّن الحَالةِ النَّفْسيَّة، ولكنَّكِ تقولين: إنَّ مُشْكِلة تَساقُط الشَّعر قد استمرَّتْ رغْم تحسُّن الحَالةِ النَّفْسيَّة، وهذا ما دَفعَني للبَحْث عن الخَلْفيَّة الصَيْدلانيَّة لبخَّاخ مينوكسيديل؛ لأَفْهم الدَّافِع الذي حَمَل طَبيبتكِ على وصْفِه لكِ، ثُمَّ كانتْ هذه خُلاصَة بَحْثي، وباللهِ التَّوفيق:
مينُوكسِيديل Minoxidil دَواءٌ مُوسِّع للأَوْعِيَة الدَّمويَّة، استُعْمِل في الأَصْل لِخَفْض ضَغْط الدَّم المُرْتفِع، ثُمَّ لاحَظَ الباحِثُون بعْضَ الآثارِ الجانِبيَّة على المَرْضى بعد اسْتِعْمالِهم دَواء مينُوكسِيديل، ومِن هذه الآثَار: نُموّ الشَّعر في أماكِن غَيْر مَرْغُوب فيها!
من هُنا لَمعَتْ فِكْرة اسْتِعْمال الدَّواء مَوْضعيًّا؛ لعِلاجِ الصَّلَع، فقامَت الشَّركة المُصنِّعة للدَّواء بإنْتاَج بخَّاخات تَحْوي المَادَّة المُنشِّطة لنُموِّ الشَّعر: Minoxidil؛ بغرض اسْتِعْمالها مَوْضعيًّا على فَرْوة الرَّأْس، ثُمَّ ظَهرتْ عدَّة أَسْماء تِجاريَّة لتَطْبيق هذه الفِكْرة؛ مِثْل: Rogaine وHairgrow ونحوهما.
وإذًا، فالمُشْكِلة التي تُعانِين منها هي بِدايات صَلَع؛ لِكَون هذا الدَّواء مُصنَّعًا لعِلاج هَذه المُشْكِلة، ولفَهْم أَسْباب الصَّلَع أحتاجُ منْكِ إلى تَرْكيز شديد؛ لأنِّي سَأْشرحُ لكِ بصُورةٍ عِلْميَّة:
- يَرْتبطُ نُموُّ الشَّعر وتَساقُطه عندَ الذُّكُور والإنَاث بتَأْثيرِ هرْمون الأَنْدرُوجين Androgen؛ وهو اسْمٌ عامٌّ للهرْموناتِ الذُّكوريَّة التي تَشْمَل: "هرْمون الأندروستيرون، والديهيدرو أندروستيرون، والتَّستوستيرون، والأندروستان"، وبرغم تَسْميتها بالهرْموناتِ الذُّكوريَّة، فإنَّ كلا الجِنْسيْن (الذَّكَر والأُنْثى) يَحْمل في دَمِه مُستوياتٍ مُعيَّنة من هرْمون التستوستيرون Testosterone، ويزيدُ لدى الذُّكور بنحو عَشرة أَضْعاف مُستواه عن الإِنَاث، حيثُ تبلُغ نِسبتُه 9 - 38 نانومول/ لتر، بينما يَصِل إلى 0,35 - 3,8 نانومول/ لتر عندَ الإِنَاث البَالِغات.
- من خَلال عمليَّة استْقلابيَّة مُعيَّنة يقومُ إنْزيم 5-Alpha-reductaseبتَحْويل هرْمون التِّستوستيرون إلى مُركَّب Dihydrotestosterone المَعْرُوف اخْتصارًا بـDHT، وهو المُستَقْلب الطَّبيعيّ الذي يتَسبَّب منه الصَّلَع؛ لكونه يَعوق وُصول الفِيتامِينات والمَعادِن والبُروتينات اللاَّزِمة لنُموِّ الشَّعر إلى بُصيْلة الشَّعْر، كما يقومُ بتَغْلِيف جُذُور الشَّعر بمادَّةٍ شَمْعيَّة، يُحدِث ترَاكُمها في بُصيْلة الشَّعر: التَّساقُط الشَّدِيد أو الصَّلَع.
والسُّؤال الذي يطرحُ نفسُه الآن: لِمَ لَمْ يقُم مينُوكسِيديل بحلِّ مُشْكلة الصَّلَع، مع أنَّه أُنتْج لحلِّ هذه المُشْكلة؟!
بِحَسْب ما بلغَه فَهْمي، فإنَّ المُفْترض إِيقَافُ العَامِل الرَّئِيس المُسبِّب للصَّلَع وهو إنْزِيم 5-Alpha-reductase الذي يتَفاعَلُ مع هرْمون التِّستوستيرون مُحدِثًا مرُكَّبDHT، فإذا تَمَّ إيقَاف عمَل هذا الإنْزيم أَصْبح بالإمْكَان اسْتِعْمال مينُوكسِيديل والاسْتِفادة من فَعاليَّته.

وعليه؛ أَنْصحُكِ - أيَّتُها العَزيزة - بالرُّجوع إلى طَبِيبتكِ، ومُناقشَتها في إِجْراء الاقْتِراحات التَّالية:
أوَّلاً: عمَل الفُحوصات المَخْبريَّة التَّالية:
1 - T3
2 - T4
3 - TSH
4 - Free DHT
ثانيًا: اسْتِعْمال مُضادٍّ لـ DHT (DHT Blocker).
ثالثًا: اسْتِعْمال مُستَحْضر سَائِل (لوشن، لوسيون) يَحْتوي على مادَّة البانثينول Panthenol؛ لتَسْهِيل امْتصَاص مادَّة مينُوكسِيديل.
رابعًا: اسْتِعْمال مُكمِّلات السِّيلينيوم والزِّنك لشَهْرٍ واحِد فقط.
خامسًا: إخْبار الطَّبيبة إنْ كان أحَد أفْراد العَائِلة يُعانِي من صلَع، فلَرُبَّما كانت مُشكلتكِ وراثيَّة.

مع الحِرْص على مُزاولة الرِّياضة لتَبْديد شُحْنات التَّوتُّر، والبُعد عن مُثيراتِ القلَق، ولا بَأْس عَليكِ.

واللهُ - سُبْحَانه وتَعَالى - أعلمُ بالصَّواب، وفَوْقَ كُلِّ ذي عِلْمٍ عَليم.





الساعة الآن : 03:42 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 11.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 11.39 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.82%)]