ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العلمي والثقافي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=54)
-   -   أمية المتعلمين (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=273305)

ابوالوليد المسلم 22-01-2022 06:17 PM

أمية المتعلمين
 
أمية المتعلمين


علي بن حسين بن أحمد فقيهي




بوح القلم


(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)






خفضت المملكة العربية السعودية نسبةَ الأمية في البلاد من 60% في عام ١٣٩٢ هـ إلى نسبة متدنيةٍ بلغت 4 % في عام ١٤٣٣هـ.



يعتبر الجيل الحاليُّ من المجتمع السعودي جيلًا متعلِّمًا؛ غالبه تجاوَزَ المرحلة الثانوية، وكثيرٌ منه تخرج في الجامعة، وجزء منه التحَقَ بالمعاهد والكليات.



شُغف المجتمع خلال العقود الماضية بمطالعة الصحف اليومية، ومتابعةِ البرامج الإذاعية، ومشاهدة الشاشة التلفازية.



كما برز خلال الأعوام القريبة الخطابُ الدعوي والتوجيه الدينيُّ من خلال الخطب المنبرية وأشرطة الكاسيت، والندواتِ والمحاضرات، والدروس والحلقات.



كل هذه الأسباب والمعطيات توجب وتُحتِّم تكوينَ جيل يتصف بالوعي والإدراك لأصول الدين وقواعد الشرع، والفقهِ والفهم لأساليب العيش وأنماط الحياة، والالتزامِ والانضباط بأخلاقيات التعامل وآداب العلاقات.



الواقع المُشاهَد يوضح أن المجتمع يمرُّ بأزمة أميَّةٍ في الثقافة والتعلم، ومشكلة في العمل والتطبيق، برزت مظاهرُها ودلائلها من خلال الصور والمَشاهِد التالية:

١ - ما نسمعه ونشاهده يوميًّا في برامج الاستشارة والاستفتاء الممتدة من عشرات السنين من أسئلة واستفهامات عن مسائلَ وأحكام سهلةٍ ويسيرة، ومعادةٍ ومكررة، لا تحتاج من المستمع إلا مطالعةَ أحد الكتب الدراسية أو المراجع الجامعية لاستذكار الحكم واستظهار المسألة.




٢ - ما نلامسه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي من غياب المعلومة الصحيحة والمعرفة الموثَّقة، وشيوعِ البدع والخرافات، وتناقُلِ الأوهام والخزعبلات.




٣ - ما تَعِجُّ به مكاتب الاستشارات وجلساتُ المحاكم من قضايا ومشكلات نتيجةً للتفريط في الواجبات، أو التعدِّي على الحقوق.




٤ - غياب القادرين، وغفلة المختصين من الأساتذة والأكاديميين والعلماء والمفكرين والمصلحين والمربِّين عن تصحيح المفاهيم، وتقويمِ الأفكار، وتعديل السلوك، وتوجيه المسار.




٥ - الطريقة والأسلوب التي كُتبت بها المناهجُ الدراسية، أو حدِّدت بها المقرَّرات الجامعية - لا تتوافق مع التكوين العقلي، أو المخزونِ اللغوي، أو الواقع العملي، أو المنهجِ المدرسي والأكاديمي.



واقعُنا المعاصر وحالنا المعيش يتطلب منا توعيةَ الأفراد والمجتمعات للخروج من آفة الخمول الذهني، والكسادِ المعرفي، والاستجداءِ العلمي، وزرعَ الثقةِ وبعث الهمة، وتوجيه البوصلة للسمو والارتقاء لمعالي الأمور ومكارم الأخلاق.




ومضة: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعجِز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَرُ اللهِ وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان))؛ رواه مسلم.






الساعة الآن : 05:28 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.84 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.18%)]