ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   معنى الإيمان وبيان الدلالات المختلفة للإيمان والإسلام (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=227749)

ابوالوليد المسلم 28-02-2020 03:59 AM

معنى الإيمان وبيان الدلالات المختلفة للإيمان والإسلام
 
معنى الإيمان وبيان الدلالات المختلفة للإيمان والإسلام


أبو مريم محمد الجريتلي





إنَّ الحمد لله نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

أمَّا بعد:
فإنَّ أصدقَ الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشر الأمور محدثَاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار.

لقد كَثُرت شكوى طلبة العلم من إشكاليَّةٍ في فهم الدلالات المختلفة للإيمان والإسلام، مع كثرة ورودهما وتعدُّد دلالتهما في الكتاب والسنة، فاحتاج الأمرُ لكشف اللثام عنهما، وقد كتب الإمامُ ابن تيميَّة في هذا الباب ما لا يدع لأحد بعده مَجالاً؛ فقد استقرأ دلالات الكتاب والسُّنة وأقوال السَّلف من الصَّحابة والتَّابعين ومن بعدهم حتى عصره، وكنتُ دائمًا أكتفي بإحالة طَلَبَة العلم على ما كتبه ابن تيميَّة في المجلد السابع من "مجموع الفتاوى": (كتابي: الإيمان، والإيمان الأوسط)، لكن ليس الأمر سهلاً كما كنت أظنُّ على كثير من طلبة العلم، وخاصَّة المبتدئين، فاحتاج الأمرُ لتلخيص ذلك، وترتيبه في أسلوب يسير غير مخلٍّ - إن شاء الله - بالمطلوب، فكانت هذه المقالة التي تدور على ثلاثة محاور:
1 - معنى الإيمان لغة وشرعًا.
2 - دلالات المعنى الشَّرعي: في حالة الإطلاق وفي حالة التقييد.
3 - رسم توضيحي يُلخِّص معنى الإيمان.

أولاً: معنى الإيمان لغةً:
"وأمَّا الإيمانُ، فأكثر أهل العلم يقولون: إنَّ الإيمان في اللغة: التصديق، ولكن في هذا نظر؛ لأن الكلمة إذا كانت بمعنى الكلمة، فإنَّها تتعدَّى بتعديتها، ومعلوم أنَّ التصديق يتعدَّى بنفسه، والإيمان لا يتعدى بنفسه، فنقول مثلاً: صدقته، ولا نقول: آمنته، بل نقول: آمنت به، أو آمنت له، فلا يُمكن أن نفسر فعلاً لازمًا لا يتعدَّى إلا بحرف الجر بفعل مُتعدٍّ ينصب المفعول به بنفسه، ثم لأنَّ كلمة (صدقت) لا تعطي معنى كلمة (آمنت)، فإنَّ (آمنت) تدُلُّ على طمأنينة بخبره أكثر من (صدقت)، ولهذا لو فسر الإيمان بالإقرار، لكان أجود، فنقول: الإيمان: الإقرار، ولا إقرار إلا بتصديق، فنقول: أقرَّ به كما نقول: آمن به، وأقرَّ له كما نقول: آمن له"[1].

يقول ابن تيمية - رحمه الله -: "ومما ينبغي أنْ يعلم أنَّ الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عُرِف تفسيرُها وما أريد بِهَا من جهة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم؛ ولهذا قال الفقهاء: "الأسماء ثلاثة أنواع":
نوع يعرف حدُّه بالشرع كالصلاة والزكاة.
ونوع يعرف حده باللغة كالشمس والقمر.
ونوع يُعرف حدُّه بالعُرف، كلفظ القبض، ولفظ المعروف في قوله: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، ونحو ذلك.[2].

وقال - رحمه الله -:
"فالنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قد بيَّن المراد بهذه الألفاظ - اسم الإيمان والإسلام والنِّفاق والكفر - بيانًا لا يَحتاج معه إلى الاستدلال على ذلك بالاشتقاق وشواهد استعمال العرب، ونحو ذلك؛ فلهذا يجب الرجوع في مسميات هذه الأسماء إلى بيان الله ورسوله فإنه شافٍ كافٍ"[3].

ثانيًا: الإيمان شرعًا:
ينبغي التنبيه على أمرين أولاً قبل الشُّروع في بيان دلالات لفظ الإيمان:
1- أنَّ دلالات الألفاظ الشرعيَّة تعرف بتتبُّع مواردها في النُّصوص، ولا يؤخذ اللفظ على عمومه من بعض موارده التي جاء فيها مقيدًا بقيد أوجب اختصاصه بهذا المعنى.
2- أنَّ الألفاظَ تتنوَّع دلالاتها باعتبار إطلاق اللَّفظ أو تقييده، وباعتبار عمومه وخصوصه؛ بل وباعتبار اقترانه بغيره أو تجريده.

بيان دلالات لفظ الإيمان المختلفة:
يقول ابن تيمية - رحمه الله -:
"والمقصودُ هنا ذكر "أصل جامع" تنبني عليه معرفة النُّصوص، وردّ ما تنازع فيه الناس إلى الكتاب والسُّنة، فإن الناس كثر نزاعهم في مواضع في مسمى الإيمان والإسلام؛ لكثرة ذكرهما وكثرة كلام النَّاس فيهما، والاسم كلما كثر التكلُّم فيه، فتُكلم به مطلقًا ومقيدًا بقيد، ومقيدًا بقيد آخر في موضع آخر - كان هذا سببًا لاشتباه بعض معناه، ثم كلما كثر سماعه كثر من يشتبه عليه ذلك.

ومن أسباب ذلك أنْ يسمع بعض الناس بعض موارده ولا يسمع بعضه، ويكون ما سمعه مقيدًا بقيد أوجب اختصاصه بمعنى، فيظن معناه في سائر موارده كذلك؛ فمن اتَّبع علمه حتى عرف مواقع الاستعمال عامة، وعلم مأخذ الشبه - أعطى كل ذي حق حقه، وعلم أنَّ خير الكلام كلام الله، وأنَّه لا بيانَ أتم من بيانه"[4].

فإذا تتبعنا موارد لفظ الإيمان، وجدناه قد أتى على نوعين:
أ- تارة يذكر لفظ الإيمان مطلقًا؛ مثل: "لا يؤمنون، لا يؤمن، إنما المؤمنون، حبَّب إليكم الإيمان، أفلح المؤمنون، الإيمان بضع وسبعون شعبة...".
ب- وتارة يذكر مقيدًا؛ مثل قوله - تعالى -: ﴿ ... وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 61]، وكما قال إخوة يوسف لأبيهم: ﴿ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾ [يوسف: 17]، ﴿ فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ ﴾ [يونس: 83].

و لفظ الإيمان عند الإطلاق على قسمين:
الإيمان مجردًا غير مقرون.
الإيمان مقرونًا بغيره.

وإليك تفصيلَ ذلك:
الإيمان مجردًا غير مقرون:
المقصود بالتجريد: عدم مزاحمة معناه أو جزء معناه، فيُذكر الإيمان مجردًا غير مقترن بالإسلام أو العلم أو العمل الصالح.

ويكون معنى الإيمان عند تجريده: الدين كله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة؛ فيعم القول والعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح.

يقول ابن كثير - رحمه الله - في تفسير قوله - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3]:

"أما الإيمان في اللغة، فيطلق على التصديق المحض، وقد يستعمل في القرآن، والمراد به ذلك كما قال تعالى: ﴿ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 61]، وكما قال إخوة يوسف لأبيهم: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴾ [يوسف: 17]، وكذلك إذا استعمل مقرونًا مع الأعمال، كقوله - تعالى -: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [الشعراء: 227].

فأمَّا إذا استعمل مطلقًا، فالإيمان الشَّرعي المطلوب لا يكون إلا اعتقادًا وقولاً وعملاً، هذا ما ذهب إليه أكثر الأئمة، بل قد حكاه الشَّافعي وأحمد بن حنبل وأبو عبيدة وغير واحد إجماعًا: أنَّ الإيمان قول وعمل يزيد وينقص".

ومن النُّصوص التي جاء فيها الإيمان مُجردًا غير مقرون:
في القرآن:
1- ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴾ [الحجرات: 7].
لفظ الإِيمَانِ لفظ مطلق عن القيود، مُجرد عن المزاحم، وهو دال على كمال الإيمان؛ لأنه في مقابل الكفر والفسوق والعصيان، فالإيمان هنا اسم جامع لكل ما يناقض الكفر والفسوق والعصيان من الطاعات إتيانًا وتركًا.

2- ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].
لفظ الإِيمَانِ لفظ مطلق عن القيود، مُجرد عن المزاحم، دالٌّ على كمال الإيمان؛ لأنَّ معنى الإيمان في هذه الآية شرائع الإيمان ومعالمه؛ أي: تفاصيل الشرع.

3- ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9].
لفظ الإِيمَانِ لفظ مُطلق عن القيود، مُجرد عن المزاحم، دال على كمال الإيمان؛ لأنَّ الأنصار سبقوا في الشرائع، وبناء المساجد، والجهر بشعائر الدِّين، ولم يسبقوا المهاجرين في أصل الإيمان.

1- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [التوبة: 23].
2- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ﴾ [غافر: 10].
في الآيتين لفظ الإِيمَانِ لفظ مطلق عن القيود، مُجرد عن المزاحم، دالٌّ على الظاهر والباطن، مقابل للكفر، وفي ذلك بيانُ أنَّ الكفر ظاهر وباطن كالإيمان، فهو نقيضه من كل وجه، والإيمان درجات والكفر دركات.

في السنة:
1 - ما جاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))[5].
لفظ الإِيمَانِ لفظ مطلق عن القيود، مُجرد عن المزاحم، دالٌّ على كمال الإيمان؛ لأنه ورد في مقام بيان شُعَب الإيمان، وهو بمعنى الدين لتجرده، وهو مثل قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((إنَّ لكل دين خلقًا، وخُلق الإسلام الحياء))[6].

2 - عن أبي شريح - رضي الله عنه -: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن))، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه))[7].
لفظ الإِيمَانِ لفظ مطلق عن القيود، مُجرد عن المزاحم، دالٌّ على كمال الإيمان؛ لأنه في بيان واجب من الواجبات الشرعية، وليس في بيان حده الأدنى.

3 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مُؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارَهم حين ينتهبها وهو مؤمن))[8].
لفظ الإِيمَانِ لفظ مطلق عن القيود، مُجرد عن المزاحم، دال على كمال الإيمان؛ لأنَّ الزاني والسارق لم يخرجا عن الإسلام بفعلهما، خلافًا لمذهب الخوارج.

"قال المحققون: إنَّ معناه: لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، هذا من الألفاظ التي تُطلق على نفي الشيء، والمراد نفي كماله، كما يقال: لا عِلْمَ إلا ما نفع، ولا مال إلا ما نِيل، ولا عيش إلا عيش الآخرة"[9].

4 - عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله))[10].

فالحبُّ والبغض باطن الإيمان، والموالاة والمعاداة ظاهر الإيمان، ولا ينفكُّ الظاهر عن الباطن[11]؛ لأنَّ الموالاة لا تكون إلا عن حب، والمعاداة لا تكون إلا عن بغض؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّه والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 81].

الإيمان مقرونًا بغيره:
1- الإيمان مقرونًا بالإسلام.
2- الإيمان مقرونًا بالعمل الصالح.

1- الإيمان مقرونًا بالإسلام:
في القرآن، مثل قوله - تعالى -:
1- ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 14].
جاءت لفظة الإيمان مقترنة بلفظة الإسلام في أسلوب نفي واستدراك؛ حيث نفى الله عنهم أن تكون حلاوة الإيمان باشرت قلوبهم، وإن كادت أن تباشرها، فـ (لما) تأذن باحتمال وقوع الفعل.

2- ﴿ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِين ﴾ [الذاريات: 35-36].
جاءت لفظة الإيمان مُقترنة بلفظة الإسلام في سياق واحد، فاختلفت الدلالة بينهما، فامرأة لوط كانت في أهل البيت الموجودين، ولم تكن من المخرجين الذين نَجَوا، بل كانت من الغابرين الباقين في العذاب، وكانت في الظاهر مع زوجها على دينه، وفي الباطن مع قومها على دينهم، فهي لم تكن مُؤمنة، ولم تكن من الناجين المخرجين، فلم تدخل في قوله: ﴿ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 35]، وكانت من أهل البيت المسلمين، وممن وجد فيه؛ ولهذا قال تعالى: ﴿ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِين ﴾ [الذاريات: 36].

3- ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِين وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].
جاء لفظ الإيمان مقترنًا بلفظ الإسلام في سياق واحد، فدلت لفظة (المسلمين) على معنى غير لفظة (المؤمنين)، وكذلك (المسلمات) و(المؤمنات)، واختلفت الدلالة بينهما، وتفاوتت الدرجات، فكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنًا؛ لأنَّهما اشتركا في الخضوع لأحكام الإسلام الظاهرة، وارتقى المؤمن درجة بتمكُّن الإيمان من قلبه.

في السنة:
1- ما جاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: "بينما نحن عند رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذات يوم، إذْ طَلَعَ علينا رجلٌ... وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً))، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: ((أنْ تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره))..." الحديث[12].
فأجاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الإسلام بالظاهر: "الشهادتين، الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج"، وعن الإيمان بالباطن: "الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره".

2- "وكان النبي يقول في دعائه إذا صلى على الميت: ((اللهم من أحييته منَّا، فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منَّا، فتوفه على الإيمان))[13]؛ لأنَّ الأعمال بالجوارح إنَّما يتمكن منه في الحياة، فأمَّا عند الموت، فلا يبقى غير التصديق بالقلب"[14].

3- وفي حديث بريدة: كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أنْ يقول قائلهم: ((السلام عليكم أهل الدِّيار من المؤمنين والمسلمين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون)).

اختلفت الدلالة بين لفظي (المؤمنين) و(المسلمين)؛ لتفاوتت الدرجات والمراتب.

2- الإيمان مقرونًا بالعمل الصالح:
والآيات في ذلك كثيرة منها قوله - تعالى -:
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 82].
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً ﴾ [النساء: 57].
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 173].
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 9].
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ﴾ [الرعد: 29].
﴿ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ ﴾ [إبراهيم: 23].
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ﴾ [الكهف: 30].
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96].
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ﴾ [الروم: 15].
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[النحل: 97].
﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْمًا وَلاَ هَضْمًا ﴾ [طه: 112].
﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾ [الأنبياء: 94].
﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ﴾ [طه: 75].
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [العنكبوت: 58].
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [الأنهار: 12].
﴿ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ﴾ [الطلاق: 11].
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾ [البروج: 11].
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9].

"فإنَّكم إن تدبرتم القرآن - كما أمركم الله تعالى - علمتم أنَّ الله - تعالى - أوجب على المؤمنين بعد إيمانهم بالله ورسوله العملَ، وأنه – تعالى - لم يُثن على المؤمنين بأنه قد رضي عنهم، وأنَّهم قد رضوا عنه، وأثابَهم على ذلك الدخول إلى الجنة والنجاة من النار - إلاَّ بالإيمان والعمل الصالح.

فقرن مع الإيمان العمل الصالح، ولم يدخلهم الجنَّة بالإيمان وحْدَه حتى ضم إليه العمل الصالح الذي وفَّقهم إليه، فصار الإيمان لا يتم لأحد حتى يكون مصدقًا بقلبه وناطقًا بلسانه وعاملاً بجوارحه"[15].

فـ "مثل الإسلام من الإيمان كمثل الشهادتين إحداهما من الأخرى في المعنى والحكم، فشهادة الرسول غير شهادة الوحدانية، فهما شيئان في الأعيان، وإحداهما مرتبطة بالأخرى في المعنى والحكم كشيء واحد.

كذلك الإيمان والإسلام أحدهما مرتبط بالآخر، فهما كشيء واحد، لا إيمان لمن لا إسلام له، ولا إسلام لمن لا إيمان له؛ إذ لا يخلو المسلم من إيمان به يصح إسلامه، ولا يخلو المؤمن من إسلام به يحقق إيمانه، من حيث اشترطُ الله للأعمال الصالحة الإيمان، واشترط للإيمان الأعمال الصالحة، فقال في تحقيق ذلك: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ ﴾ [الأنبياء: 94]، وقال في تحقيق الإيمان بالعمل: ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَا ﴾ [طه: 75].

فمن كان ظاهره أعمالَ الإسلام ولا يرجع إلى عقود الإيمان بالغيب، فهو منافق نفاقًا ينقل عن الملَّة، ومن كان عقدُهُ الإيمان بالغَيْب، ولا يعمل بأحكام الإيمان وشرائع الإسلام، فهو كافر كفرًا لا يثبت معه توحيد.

وَمَثَلُ الإيمان في الأعمال كمثل القلب في الجسم، لا ينفك أحدهما عن الآخر، لا يكون ذو جسم حي لا قلبَ له، ولا ذو قلب بغير جسم، فهما شيئان مُنفردان، وهما في الحكم والمعنى مُتَّصلان[16].

ومَثَلُهُمَا أيضًا مَثَلُ حَبَّة لها ظاهر وباطن، وهى واحدة، لا يقال حبتان؛ لتفاوت صفتهما، فكذلك أعمال الإسلام من الإسلام هو ظاهر الإيمان، وهو من أعمال الجوارح، والإيمان باطن الإسلام، وهو من أعمال القلوب: ((الإسلام علانية والإيمان في القلب))[17]، فالإسلام أعمال الإيمان، والإيمان عقود الإسلام، فلا إيمانَ إلا بعمل ولا عملَ إلا بعقد.

فمثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان، لا يصح الكلام إلا بهما؛ لأنَّ الشفتين تجمع الحروف، واللسان يظهر الكلام، وفي سقوط أحدهما بطلان الكلام.

ومثل الإيمان والإسلام أيضًا: كفسطاط قائم في الأرض له ظاهر وأطناب، وله عمود في باطنه، فالفسطاط مثل الإسلام له أركان من أعمال العلانية والجوارح، وهو الأطناب التي تَمسك أرجاء الفسطاط، والعمود الذي في وسط الفسطاط مثله كالإيمان لا قِوام للفسطاط إلا به، فقد احتاج الفسطاط إليهما؛ إذ لا قِوام له ولا قوة إلا بهما، كذلك الإسلام في أعمال الجوارح لا قوام له إلا بالإيمان، والإيمان من أعمال القلوب لا نفع له إلا بالإسلام، وهو صالح الأعمال.

وأيضًا فإنَّّ الله قد جعل ضد الإسلام والإيمان واحدًا، فلولا أنَّهما كشيء واحد في الحكم والمعنى ما كان ضدهما واحدًا؛ فقال: ﴿ كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ﴾ [آل عمران: 86]، وقال: ﴿ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 80]، فجعل ضدهما الكفر.

وعلى مثل هذا أخبر رسول الله عن الإيمان والإسلام عن صنف واحد؛ فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديث ابن عمر- رضي الله عنها -: ((بني الإسلام على خمس))، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديث ابن عباس عن وفد عبدالقيس أنَّهم سألوه عن الإيمان، فذكر هذه الأوصاف، فدَلَّ بذلك على أنه لا إيمان باطن إلا بإسلام ظاهر، ولا إسلام ظاهر علانية إلا بإيمان سر، وأن الإيمان والعمل قرينان لا ينفع أحدهما من دون صاحبه.[18]

"فقد جعل النبي الإسلام: اسمًا لما ظهر من الأعمال، وجعل الإيمان: اسمًا لما بطن من الاعتقاد، وليس ذلك لأن الأعمال ليست من الإيمان، أو التصديق بالقلب ليس من الإسلام، بل ذلك تفصيل لجملة هي كلها شيء واحد وجماعها الدين؛ ولذلك قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم)).

والتصديق والعمل يتناولهما اسم الإسلام والإيمان جميعًا، يدل عليه قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ ﴾ [آل عمران: 18]، وقوله - تعالى -: ﴿ وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وقوله: ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، فبين أن الدين الذي رضيه ويقبله من عباده هو الإسلام، ولا يكون الدين في محل الرضى والقَبول إلا بانضمام التصديق إلى العمل"[19].

وتلخيص ذلك في رسم توضيحي:


https://www.alukah.net/UserFiles/eman.JPG


أسأل الله أن أكون قد وفقت في محاولة تيسير المسألة وتقريبها، ولكن لا غنى عن الرجوع بعد ذلك لدراسة المسألة في كتب شيخ الإسلام - رحمه الله - وخاصة المجلد السابع من "مجموع الفتاوى"، يسر الله ذلك للجميع، اللهم آمين.
ـــــــــــــــــ
[1] "شرح العقيدة الواسطية"، لابن عثيمين، ص444.
[2] "مجموع الفتاوى"، 7/286.

[3] "مجموع الفتاوى"، 7/287، وما بين علامتي التنصيص من كلام ابن تيمية السابق لهذا النص.

[4] "كتاب الإيمان"، لابن تيمية، ص212.

[5] رواه مسلم، (51، الإيمان، باب، بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها).

[6] صحيح، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم: 940 عن أنس بن مالك.

[7] رواه البخاري، (5557، الأدب، باب: إثم من لا يأمن جاره بوايقه).

[8] رواه البخاري، (2295، المظالم والغصب، باب: النُّهْبَى بغير إذن صاحبه).

[9] قاله الإمام النووي، نقلاً عن الحافظ في "الفتح"، (12/49).

[10] صحيح، صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم: 1728، عن أبي ذر الغفاري.

[11] يُستثنى من قاعدة التلازُم حالتان: الإكراه، "فإنَّه يُظهر الكُفر، وقلبه مطمئن بالإيمان"، والنفاق: "فإنه يظهر الإيمان ويبطن الكفر".

[12] رواه مسلم، (8، الإيمان، باب، بيان: الإيمان والإسلام والإحسان).

[13] صحيح، رواه الترمذي، (945، الجنائز عن رسول الله، باب: ما يقول في الصلاة على الميت).

[14] ابن رجب الحنبلي، "جامع العلوم والحكم"، ص70، طبعة دار ابن رجب.

[15] "الشريعة"، للآجري، 2/618.

[16] رأيتها في بعض النسخ منفصلان، وهو تصحيف يعكس المعنى.

[17] إسناده ضعيف، أخرجه أحمد (3/134)، وأبو يعلى (2923)، والعقيلي "في الضعفاء" (3/ 250)، وفي إسناده علي بن مسعدة مختلف فيه والراجح ضعفه.

[18] "كتاب الإيمان لابن تيمية"، ص197، ص 199 من كلام أبي طالب المكي (باختصار).

[19] "كتاب الإيمان لابن تيمية"، ص213 من كلام البغوي في شرح السنة.





ابوالوليد المسلم 20-10-2021 02:28 PM

رد: معنى الإيمان وبيان الدلالات المختلفة للإيمان والإسلام
 
لا اله الا الله




الساعة الآن : 12:11 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 43.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.53 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (0.31%)]