ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   فتاوى وأحكام منوعة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=109)
-   -   مزايا الصلاة في الإسلام (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=236145)

ابوالوليد المسلم 11-07-2020 08:28 PM

مزايا الصلاة في الإسلام
 
مزايا الصلاة في الإسلام












سماحة الشيخ عبدالله بن حميد




لي أقاربٌ لا يُصلُّون - هدانا الله وإيَّاهم - ويعملون موظفين، وقد لا يؤدون أعمالهم على الوجه المطلب، وسيماهم ليست بسيما خيرٍ، وأنا اتحرج عندما أزورهم ويقدمون لي طاعمهم وشرابهم، وأخشي من أن تنطبق علي الآية الكريمة: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [المجادلة: 22]، وأخشي أن يكون زادُهم حرامًا، فأقذف في بطني لقمة حرامًا؟!.







الجواب:



أولًا: نقول لك: ما دام أنهم لا يصلون - نسال الله العافية - فحالة هؤلاء حال شر وبلاء، فالصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وللصلاة من المزايا والخصائص ما ليس لغيرها منها: أن الله سبحانه وتعالي أوجبها علينا في اليوم والليلة خمس مرات، وأن نؤديها منتظمين صفوفًا خلف إمامنا في مسجد مجتمعين فيه، في حين أن الزكاة لا تجبُ إلا على الأغنياء في السَّنَةِ مرَّةً، والصوم في السَّنَةِ مرَّةً، والحج في العمر مرة، أما الصلاة في اليوم والليلة خمس مرات ولابد أن تؤدى جماعة، ومن مزاياها أن الله - سبحانه وتعالى - فرضها فوق السماء السابعة في أعلى مكان وأرفعه. بخلاف غيرها من بقية شرائع الإسلام، فإنَّ الله يـأمر جبريل بما يريد ثم جبريل يأتي إلي النبي - صلي الله عليه وسلم- فيبلغه بما أمر الله به، أما الصلاة فلم تكن بواسطة جبريل، بل في أعلى مكان وأرفعه، الرب هو الذي تولى فرضيته هو بنفسه.








وعن مزاياها: أن الصلاة هي أكثر الفرائض ذكرًا في القرآن؛ فنجد القرآن ذكر الصلاة مقرونة مع الزكاة تارة، ومع الصبر تارة، ومع الصيام أخرى، ويذكرها منفردة مثل قوله تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ﴾ [هود: 114]، وقوله: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾ [الإسراء: 78]، وذكرها مع الزكاة من قوله: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 110]، ومع الصبر كقوله: ﴿ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 153]، ومع الذبح مثل قوله: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]، وكذلك يذكرها بعدما يأمر بمجمل الطاعات فيفردها بالذكر لعظمة شأنها مثل قوله: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ﴾ [طه: 14] الصلاة داخلة في عموم قوله اعبدني لأنها عبادة لكنه أفردها بعدما سبقها بمجمل الطاعات التي داخله في عمومها، مما يدل على عظم شأنها، ويدل على عظم أَكدِيَّتها... والصلاة هي عمود الإسلام، وحظ الإنسان من الإسلام على قدر حظه من الصلاة.







ومن مزاياها أنها من آخر ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاته، فإنَّه جعل يقول: «الصَّلاةُ وما مَلكتْ أيمانُكم، الصلاة وما ملكت أيمانُكم»[1].







ومن مزاياها: أن الله أوجبها على الذكر والأنثى، والمرء والعبد، والغني والفقير، والسفيه والضعيف، والمقيم والمسافر لا يعذر أحد بتركها، بخلاف الزكاة لا تجب إلا على الأغنياء، وبخلاف الصوم فإن الله أباح للمسافر الفطر، وأباح للمريض الفطر، وإذا كان مرضه لا يُرجى برؤه عُدل إلى الإطعام، وبخلاف الحج فإنه في العمر مرة ولا يجب إلا على المستطيعين مع الشروط المعروفة، أما الصلاة فلا تتحرك حتى المريض يلزمه أن يصلي قائمًا فإن عجز صلَّي جالسًا فإذا لم يستطع فعلى جنب، فإذا لم يستطع صلى مستلقيًا، ولا تسقط الصلاة عنه مادام عقله ثابتا؛ بل يومي بعينه في حالة الركوع والسجود، ينويها بالنية في قول طائفة من أهل العلم.







ومن مزاياها أنها من أول ما ينظر الله من أعمال العبد فيما بينه وبين ربه، فالإنسان إذا وقف بين يدي الله للحساب أول ما ينظر من أعماله ينظر في الصلاة، فإن تمت نظر في بقية أعماله وإلا رُدَّت إليه أعماله، فالله سبحانه لا يقبل من تارك الصلاة زكاة ولا صومًا ولا حجًا ولا جهادًا ولا أمرًا بالمعروف ولا نهيًا عن منكر، بل جميع أعماله مردودة عليه إذا كان لا يُصلى، ثم الذي لا يصلي يُقتل في قول طائفة من أهل العلم، كما هو مذهب الإمام أحمد، ومذهب أهل الحديث يُقتل كفرًا فلا يُغسَّل ولا يُكفَّن، ولا يُصلَّي عليه، ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم، بل يسحب من رجله ويرمي في أي حفرةٍ، أخس من الكلب، بل الكلب لا حساب عليه، ويوارى لعدم من يواريه على تفصيل مذكور في كتب أهل العلم، هذا حكم من لا يصلي، كيف والنبي – صلي الله عليه وسلم - يقول: «العَهدُ الذي بيننا وبينهم الصَّلاةُ»[2] ويقول: «بين العبدِ وبينَ الكفرِ تركُ الصَّلاةِ»[3]، ويقول: «أوَّلُ ما تَفقِدونَ مِنْ دينِكم الأمَانةُ، وأخرُه الصَّلاةُ»[4].







فكل شيء ذهب آخره لم يبق له أول، فإذا كان أقاربك لا يصلون فينبغي أن تناصحهم وينبغي أن تلاحظهم، أما بالنسبة إلى أكل طعامهم لابأس إلا الشيء الذي يذبحونه، فالشيء الذي يذبحونه لا يحلُّ أكله لأنهم غير مسلمين، فإنما يباح ذبيحة المسلم أو ذبائح أهل الكتاب إذا ذبحوها بالطريقة الشرعية، أما المرتد والوثني والمشرك لا يُباح أكل ما يذبحه، هذا هو الذي يتعين عليك، لكن ينبغي أن تناصحهم وأن تخوفهم بالله وترفع أمرهم إلى المسئولين ليعاقبوهم، ولربما أن الله يهديهم بالعقاب، كيف والنبي – صلي الله عليه وسلم - يقول: «عَجِبتُ لقومٍ يُقادون إلى الجنَّةِ بالسَّلاسلِ»[5]. والله أعلم.







المصدر: «فتاوى سماحة الشيخ عبد الله بن حميد»، دار القاسم (ص 71 – 72)







[1] رواه البيهقي في «شعب الإيمان»، وانظر "مشكاة المصابيح" تحقيق الألباني (3356).




[2] الحديث هو: «العهد الذي بيننا وبينهم الصرة، فمن تركها فقد كفر» رواه الترمذي رقم (2623) في الإيمان، باب: ما جاء في ترك الصلاة، والنسائي (1 /231 ، 232) في الصلاة، باب: الحكم في ترك الصلاة. وهو في صحيح الترمذي للألباني رقم (2113).




[3] جاء الحديث بعدة ألفاظ منها: «بين الرجل وبين الشرك: ترك الصلاة» - رواه مسلم رقم (82) في الإيمان، باب: بيان إطلاق اسم الكفر على ترك الصلاة، وأبو داود رقم (4678) في السنة، باب: في رد الإرجاء.




[4] أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 28)، والضياء في "المختارة" (1 /495)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" برقم (1737).




[5] الحديث هو: «عجب ربنا تعالى من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل» رواه البخاري (3010) في الجهاد، باب الأسارى في السلاسل، وأبو داود رقم (2677)، في الجهاد، باب: الأسير يوثق. قال إبراهيم الحربي: المعنى يقادون إلى الإسلام مكرهين فيكون ذلك سببًا لدخولهم الجنة، وليس المراد أن ثمت سلسلة.












الساعة الآن : 11:02 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 10.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.67 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.87%)]