ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الحوارات والنقاشات العامة (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   غرس القيم (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=28292)

راجية الشهادة 29-05-2007 06:18 AM

غرس القيم
 
السلام عليكم:احبائى الكرام اتيت لكم اليوم لاطرح بين ايديكم موضوع للنقاش آلمنى كثيرا وجعل بداخلى استفسارات لااجد الاجابة عليها
القصة تبدا عندما وجهت ابنتى الى عدم استخدام تلك الالفاظ النابية والسوقية التى تستخدمها صديقاتها فانفجرت ابنتى فى ثورة عارمة وقالت كل شئ قوانين قوانين فاندهشت لثورتها واخذت اناقشها ما الذى يضيرك ان اوجهك للصواب فقالت ان صديقاتها يتفوهن بتلك الكلمات عادى جدا ويتصرفن بالتصرفات التى انهاها عنها بصورة تلقائية بدون غضب من اهاليهم او رفض وان هذه الالفاظ تقال فى الشوارع والمسلسلات والافلام بصورة شائعة ولا احد يستنكرها فلماذا انا استنكرها واطالبها بعدم التفوه بها
وهنا تالمت واحترت وبدات التساؤلات بداخلى
1-هل غرس القيم والاخلاقيات اصبح من الرفاهيات وليس اساسيات الحياة؟
2-لمصلحة من تشويه الحس الجمالى اللغوى
3-هل الرقى فى التعامل وانتقاء الالفاظ اصبح شئ عفى عليه الزمان؟
4-هل الالزام باخلاقيات ومثل تربينا عليها اصبح نوع من القيد وكبت لحريات ابنائنا؟
4-هل يجب ان اغير اخلاقيات المجتمع حتى استطيع ان انجح فى تربية ابنتى؟
واسئلة كثيرة غيرها تجعلنى اقف مكبلة امام الظواهر التى اجدها طرات على مجتمعاتنا فارجو افادتى بارآئكم القيمة ولتكن دعوة لتغيير الاخلاقيات المنفرة التى طرات علينا وغرس لقيمنا الاصيلة فى ابنائنا
دمتم بكل خير وحفظكم الله

zubaida 29-05-2007 08:01 AM

من كولومبيا
 
روي عن الثقة الكوفي زبيد اليامي (أنه كان قد قسّم الليل ثلاثة أقسام، قسم لنفسه، وقسم لولده، وقسم لولده الآخر، وكان يصلي الثلث الأول، ثم يوقظ ولده الكبير فيصلي الثلث الأوسط، ثم يوقظ ولده الصغير فيصلي الثلث الأخير.
وكان إذا أيقظ أحداً من أولاده فيرى في عينه نوماً يقول: نم أنت، وأنا أقوم عنك، فإذا فرغ جاء لولده الآخر، فإذا وجد عنده نوماً فعل معه كذلك، رضي الله عنهم جميعاً) (صفة الصفوة 3- 98).
هذه القيم والمبادئ السامية، والسلوك الإيماني، المستمد من كتاب الله وسنة نبيه ص، لا يمكن أن تستقر في نفوس من نربيهم سواءً من الأبناء أو غيرهم إلا إذا توافرت القدوة الحسنة، والرفق بإدخال هذه القيم، والاهتمام المستمر بغرس هذه القيم والسلوك، ولو فُقِد أحد هذه الثلاث فمن الصعب استقرار مثل هذه القيم في نفوس من نربيهم.
وصفحات التاريخ القديم والحاضر تنبئنا عن الكثير من الصالحين ممن استخدموا القسوة والإجبار في غرس القيم والسلوك لأبنائهم، فكانت النتيجة كراهية الأبناء للالتزام، وكانوا أسوأ مثل للشباب الفاسد.. انظر كيف كان الثقة زبيد يرفق بأبنائه عندما يراهم نائمين، وتعلَّـم منه التعامل مع الأبناء عند غرس القيم.
http://www.alsaha.com/sahat/old1.gifhttp://www.alsaha.com/sahat/post.gifhttp://www.alsaha.com/sahat/lock.gifhttp://www.alsaha.com/sahat/replay.gifhttp://www.alsaha.com/sahat/new1.gif

أبوسيف 29-05-2007 08:01 AM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

موضوع أكثر من رائع أختي راجية الشهادة بارك الله فيكِ

إسمحي لي أختي الكريمة أولاً أن أبين أن المواجهة المباشرة بين الأهل و الأبناء غالباً ما تتحول الى نوع من أنواع التحدي ، حتى لو فهم الأبناء صراحة أن النصيحة لمصلحتهم ، سيأخذونها ضدهم سبحان الله ، و هي طبيعة بشرية بحتة لا جدال فيها.

بخصوص تساؤلاتك أختي الكريمة ، أود أن أمر عليها واحداً تلو الآخر لمناقشتها ان شاءالله:

1-هل غرس القيم والاخلاقيات اصبح من الرفاهيات وليس اساسيات الحياة؟

لا نستطيع أبداً أن نقول أن غرس القيم من رفاهيات التربية ، إذ أن ديننا يفرض علينا استمرارية غرس القيم النبيلة و الأخلاق الفاضلة من خلال التربية الدينية اليومية لأطفالنا. إذن هي من أساسيات الحياة لأناس إختارهم الله عز و جل أن يكونوا خلفاؤه في الأرض.

2-لمصلحة من تشويه الحس الجمالى اللغوى

لغة الشوارع و السوق هي لغة مبتذلة في جميع أنحاء العالم ، و حاية الأطفال منها يُعتبر مسؤلية كبيرة مُلقاة على عاتق الأهل.
يجب أولاً أن نُبيّن جمال لغتنا العربية الأصيلة ، من خلال كشف كنوزها بصفة دورية ، و عدم الإعتماد على اللهجات المحلية بصورة دائمة.
بالطبع ، فإن هذا الأمر يتأتي من خلال مداومة الأهل على قراءة القرآن أمام الأطفال لتوضيح جمال اللغة العربية و دورها في تأديب كلام الإنسان.

3-هل الرقى فى التعامل وانتقاء الالفاظ اصبح شئ عفى عليه الزمان؟

لا أعتقد أن الرقي في التعامل و الألفاظ سيكون شيئاً من الماضي ، إذا أن المسؤلية من هذا النوع تقع على عاتق الأهل ، من حيث الإنتباه الدائم (لفلترة) الألفاظ السوقية التي يأتي بها الطفل من المدرسة أو الشارع أو التلفزيون ، و الوقوف بحزم ضد استخدامها و عدم التهاون في معاقبة من يستخدمها من أطفال البيت.

4-هل الالزام باخلاقيات ومثل تربينا عليها اصبح نوع من القيد وكبت لحريات ابنائنا؟

لو كان هذا الكلام صحيحاً لثبت على آبائنا و أجدادنا من قبلهم.
يجب الإنتباه الى أن أطفالنا في محاولة دائمة لفرض أخلاقيات يرونها أسهل من تلك التي نحاول أن نُلزمهم بها. موافقة الأهل على ذلك يُعتبر تنازلاً صريحاً منهم بأن يقبل أطفالهم أخلاقيات الشارع المتدنية.
يجب على الأهل التأكد من فهم أبناؤهم لهذه المقولة الرائعة: تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين
هذه المقولة تختصر ما نريد أن نقول عندما يحاول أناؤنا التعدي على حرية الأخلاق الحميدة.
أما بالنسبة لما يحاول بعض الأبناء (تسويقه) من أخلاقيات حديثة و جديدة علينا من خلال القول بأننا نكبت حرياتهم ، فهذه سياسة يتبعها جميع الأبناء بلا إستثناء كنوع من جس النبض!!

4-هل يجب ان اغير اخلاقيات المجتمع حتى استطيع ان انجح فى تربية ابنتى؟

أقول لك هنا ، إن فعلنا ذلك نكون قد ارتكبنا خطأ كبيراً في حق أبنائنا ، إذ أنهم بذلك ينجحون في فرض أخلاقيات الشارع و لغي أخلاقيات القرآن.
في كل المجتمعات ، تتحكم الأخلاق في نموها و أيضاً دورها فعال في استمراريتها. حتى في المجتمعات المُنحلّة كالغربية منها ، نجد ان المجتمع قد وضع لنفسه أخلاقيات ثابتة ، تُشابه الى حد كبير أخلاقيات كل المجتمعات في العالم ، الدينية منها و العلمانية ، و لكن عندما يفقد الأهل الصلة بالأبناء ، يحاول الأبناء وقتها صنع أخلاقيات خاصة بهم ، و من هنا ينجح الأبناء في تغيير أخلاقيات المجتمع التي وُضعت بالأساس لحماية المجتمع من تهديدات أخلاقيات منحطة.. و هذا ما حدث بالفعل في المجتمعات الغربية.


أشكر لك هذا الموضوع الجميل و أعاننا الله و إياك على تربية أبناؤنا و بناتنا و نفع الله بعلمك الأمة..

جزاكِ الله خيراً

راجية الشهادة 29-05-2007 12:02 PM

السلام عليكم:جزاك الله خيرا اختى الكريمة
zubaida
على مرورك العطر الذى اسعدنى وعلى اضافتك القيمة ولقد ذكرتى نقطة غاية فى الاهمية وهى التربية عن طريق القدوة وايضا الرفق فى التعامل ولكن للاسف هناك سلوكيات يكتسبها ابنائنا من المجتمع الخارجى ونحن نرفضها وهذا ما نحاول غرسه فى ابنائنا ان يرفضوا تلك السلوكيات لا ان يتعاملوا بها ويعتبروها شئ عادى
دمتى بكل خير وحفظك الله

! ابــو أيهــم ! 29-05-2007 12:18 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
مشكوره اختى على موضوعكــ المتمييز
وارجو قبول مداخلتى
وسمحينى ممكن اطول شوى
لان الموضوع راائع بحق
وجد خطير

وسائط اكتساب القيم التربوية ودور الاسلام فيها
يكتسب الطفل القيم الموجبة من المؤسسات التربوية داخل المجتمع الذي يعيش فيه وتشمل هذه المؤسسات الأسرة، وجماعة الأقران، والمدرسة، والمسجد والكنيسة والدير، ووسائل الإعلام وما تخرجه المطابع إلى عالم الصفحة المطبوعة..
فالطفل يولد وهو خلو من المعايير والقيم التي توجه سلوكه تجاه غيره وتغذيه الأسرة بتلك القيم التي تعتنقها والتي تساعده في الحياة والتفكير وهي تفسر له هذه القيم وتضع له مسلكاً لتطبيقها، والطفل يمتص من الأسرة هذه القيم عن طريق التحسين أو التقبيح، الاحترام أو الازدراء لأنماط السلوك والثقافة التي يرثها، وهو في كل هذا يمتص القيم التي تؤثر في أحكامه وحل مشكلاته.
وهذا يعود لكون الطفل يقضي في البيت فترة أطول من تلك التي يقضيها خارجه في المدرسة أو مع أترابه.
وأما المدرسة فهي بيئة نقية أوجدها المجتمع بهدف التربية إذ تحاول أن تكسب أفرادها القيم الإيجابية من خلال المناهج، ومن تفاعل المتعلمين مع المعلمين وإداريي المدرسة، وهذا كله يساعد في إدماج المتعلمين في قيم ومعايير واتجاهات محددة تتخطى الاختلافات الطبقية، وتساعد في تنقية القيم مما يشوبها، وغرس قيم جديدة وتبني نسقاً قيمياً مرغوباً لدى المتعلمين.
فالقيم قوة محركة لسلوك الفرد وعمله، وهي توجه أداء الطفل وجهة دون أخرى، والقيم يتمثلها الفرد من الحياة الاجتماعية، بيد أنها تبدو كما لو كانت شخصية وملكاً للفرد نفسه، وتكون القيم مرجعاً للفرد في الحكم على الجمال والقبح والخير والشر..
ومما هو جدير بالذكر أن القيم السائدة في المجتمع ليست بمجملها إيجابية وإنما هناك قيم سلبية والذي يهمنا أن نطرحه هنا هو ما القيم السلبية التي يمكن القول إنها تشيع في المجتمع والتي تحتاج إلى أن تلتفت إليها التربية المدرسية وغير المدرسية، والتي يمكن الاهتمام بها عند الكتابة للأطفال؟
إنه يمكننا أن نجمل معظم القيم السلبية بما يلي:
- القيم الأبوية المستبدة القائمة على التسلط والقسوة تجاه الطفل.
- قيم الأنانية الطفلية والفساد والأثرة المتناهية على حساب الآخرين.
- قيم الاستهلاك والعمل غير المنتج وازدراء العمل.
- القيم المكبلة لطاقات المرأة والشباب، رغم أهمية المرأة في المنزل وخارج المنزل في بعض المهن التي تتناسب وقدراتها، وكذلك الحد من قدرات الشباب بحجة افتقارهم لخبرة الكبار والشيوخ.
والقيم التربوية ليست بالضرورة قصراً على المنزل والمدرسة مما يحقق نظرة المربين للطفل نظرة كلية تكاملية، وتربية الطفل من الجوانب الثلاثة المعرفية والحركية والوجدانية يتطلب مساهمة جهات متعددة في تكوين القيم الانسانية لدى الطفل منذ بداية حياته، ومن هذه الجهات:
المؤسسات التربوية، والمربي، والمناخ التربوي، والمنهاج وهذا يتطلب وضع المتعلم في وسط إنساني حقيقي لتحقيق هدف التربية التي تتطلع إلى تكوين الانسان المؤمن بالقيم والاتجاهات السلمية، ولهذا فلابد للمربين والآباء من توفير متطلبات تلك التربية وتأمين مناخ إنساني ملائم..
ولقد أجمع المربون التقدميون على أن تطوير التربية لتصبح أكثر حياة ومعنى يتطلب توفير مجموعة متكاملة القوى، وأن غرفة الصف وحدها ليست هي المكان المناسب لتأمين المناخ الإنساني الصحيح، وفي هذا الصدد تلعب جماعة الأقران أو الأتراب دوراً فعالاً في غرس القيم وتزويد الأطفال والمراهقين بمعايير تناصر أو تؤيد اتجاهات الأسرة أكثر من مخالفتها.
وكذلك تلعب وسائل الإعلام من خلال ما تقدمه من خبرات متنوعة وفقرات ترفيهية دوراً يساعد في غرس وتدعيم وتوجيه والأفراد ونمو قيم محددة موجبة وتنفرهم من قيم سالبة إذا ما أحسن استخدامها، فهذه الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة تأخذ وقتاً عريضاً من وقت الطفل وهي تؤثر في نسق القيم لدى الأفراد من خلال ما تقدمه من القدوة الحسنة والإقناع العقلي والإقناع العاطفي والخبرات الثرة، وقد تنبه التربويون ومسؤولو الإعلام إلى خطورة هذه الوسائل ودورها الفعال في حياة الطفل فعقدت الندوات المتعددة ومن بينها الندوة المنعقدة في دمشق ما بين 10-12 حزيران 1989م، بالاشتراك مع منظمة المم المتحدة حيث نوقشت موضوعات متعددة شملت ثقافة الطفل وأدبه ولغته وقيمه التربوية. وحضرها العديد من الباحثين والتربويين والمشرفين على الإعلام والقائمين على رأس العملية التربوية، بالاضافة إلى المنظمات الشعبية، وتخلل الندوة إلقاء محاضرات ومداخلات عديدة من المشاركين والحضور.
ولعل أهم ما نحتاجه هو أن نتعرف ما لدينا وبالذات في مجال الإعلام والثقافة وإجراء مسح شامل لما هو قائم ليكون ذلك هو المنطلق إلى تنشئة الأبناء دينياً وقومياً وأخلاقياً.
ومن أهم وسائط اكتساب القيم عند طفل ما قبل المدرسة التعاليم الدينية التي يتلقاها الفرد منذ نعومة أظفاره، ولنقف بإيجاز عند الدين الاسلامي، وأثره في قيم الفرد وسلوكه.
الاسلام دين السماء الذي استطاع المزج الفريد بين المثالية والواقعية مع التطلع إلى بناء القيم الأخلاقية في العالم من خلا الألوهية والتعالي. وقد كان الاسلام آخر الأديان السماوية التي يعتقد المسلمون أن يكملها أو بالأحرى يصححها ويضع الأسس لبناء نظام دولة أيضاً يقوم على الأسس الايديولوجية التي وضعها. ويعد الرسول محمد (ص) المثل الأعلى في السيرة الذاتية لكل المسلمين في أرجاء العالم وبالنسبة للعرب بالذات يعد بطلاً قومياً حتى بالنسبة للمسيحيين منهم.
ينقسم الاسلام إلى ثلاثة فروع أساسية: الأول هو القرآن الكريم ويعد كلام الله المنزل وقد تمت ترجمته إلى معظم اللغات الحية، الثاني هو السنة النبوية وهي كل قول أو عمل للرسول محمد (ص)، الثالث هو مجمل الدراسات والاجتهادات التي فسرت الجوانب المختلفة للدين. ولا خلاف بين المسلمين على القرآن وإن اختلفوا حول جوانب تفسيره، وقد كان هناك خلاف حول عدد من الأحاديث التي قالها الرسول وذلك حول صحة نسبتها إليه شخصياً لأنها جمعت بعد زمن طويل نسبياً من وفاته، ولكن بالتأكيد فلا خلاف يذكر حول الأحاديث التي تتعلق بالتربية أو بعض جوانب الحياة الأخرى وتركز الخلاف حول الأحاديث التي تتعلق بصلب العقيدة الاسلامية وخاصة ما يتعلق بمسألة الخلافة.
وترتكز فلسفة التربية الاسلامية للقيم عند الطفل على قاعدة فصل الانسان عن ظروف المجتمع الذي يعيش فيه. ون الدين والتربية المناسبة له هو ما ترشحه فطرة الانسان له من مصير وليس ما توارثه عن المجتمع، فالانسان مفطور على الخير والقيم المطلقة التي لا ترتبط بمجتمع معين بل بالانسانية كلها.
يقول الرسول محمد (ص): ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)). فالوالدان يغرسان في الطفل قيم الدين الذي يعتنقانه وقد حدد الرسول (ص) ثلاثة أديان معروفة في عهده هي المسيحية، واليهودية، والمجوسية. الدينان الأولان يعتبر الاسلام أنه جاء مكملاً لهما وخاتمة للأديان السماوية ومصححاً لكل ما يمكن أن يكون قد دخل فيهما من تحريف في الكتب المنزلة من السماء: التوراة والإنجيل. أما المجوسية فهي الديانة التي كانت سائدة في الامبراطورية الفارسية والتي ترتكز على عبادة النار كرمز للقوة والنور.
والسجل القيمي في كل الأديان المذكورة متشابه وتحديداً في فكرة العدالة لكن الاسلام يختلف في موضوعية التوحيد المطلق لله وتساوي البشر أمامه مهما كانت أديانهم ومعتقداتهم وأنه يرزقهم جميعاً: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات/ 14.
(وكلاّ نمد هؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً) الإسراء/ 21.
وفي هذا المعنى يوجه الشاعر المهجري نسيب عريضة نداءه إلى الانسان أينما وجده وهو في ديار الغربة:
ادنُ مني مسلّماً نتعارف
قبل أن يعلن العيان زواله
ولنسر صاحبين في مهمة العيش
فنطوي وهاده وتلاله
وسيأتيك أين كنت صدى حبي
فتدري جماله وجلاله
ويرى الاسلام أن المرحلة المبكرة من الطفولة لا تسمح بفهم واستيعاب القيم، والواضح أن سن العاشرة هي ما يمكن أن نطلق عليه بدء مرحلة عملية المفاهيم، يقول الرسول (ص): ((علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)). وهذا يوحي أن هذه المرحلة هي بداية النضج العقلي الحقيقي علمياً وتحمل المسؤولية، وهذا ما أشار إليه بياجيه حيث يبدأ الطفل باستيعاب المفهوم والنقد والتحليل في هذه المرحلة ما بين السابعة والعاشرة وسماها المرحلة الفعالة. ولهذا سمح الاسلام باستخدام العقاب الجسدي من أجل تحقيق اكتساب القيم الأخلاقية وتطبيقها.
وفي كل الأحوال فإن من الضروري للطفل ما قبل المدرسة في الاسلام أن يعطى الحرية ليعيش طفولته الحقيقية بعيداً عن أداء الطقوس وبعيداً عن المسؤولية الأخلاقية وأن تقتصر المرحلة في مجال النمو الأخلاقي على التلقين وشرح المثل العليا والتعزيز اللازم لبناء هذه المثل تمهيداً لفهمها فيما بعد والالتزام بها وبالتالي تحمل المسؤولية الأخلاقية تبعاً لقيم المجتمع وقوانينه وتقاليده المرتكزة على الايديولوجيا الاسلامية. ولكن كان لهذا الدين رأي حاسم في موضوع بناء الأسرة التي يمكن أن تؤسس وتضع الإطار الذي ينمو فيه الطفل ليصبح صالحاً وأخلاقياً ليتمكن من هزيمة نزعات الشر الموروثة فيه، ولهذا فقد أعطى الاسلام للوراثة من جهة المرأة (الأم) تحديداً دوراً حاسماً في تكوين القيم الأخلاقية لدى الطفل، وركز على ضرورة الزواج من المرأة الصالحة. واختيار المرأة الصالحة يعني طفلاً ينمو في بيئة تطبق القيم الأخلاقية وتعطيها للطفل بالمعنيين (الاقتداء والتلقين) واعترافاً بأهمية الأم في هذا المجال، قال الرسول (ص): ((تنكح المرأة لثلاث: لجمالها ومالها ودينها فاظفر بذات الدين..))، وحذر (ع) من الزواج من المرأة الجميلة التي ترعرعت في أسرة فاسدة، فقال: ((إياكم وخضراء الدمن، قالوا: ومَن خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: المرأة الجميلة في المنبت السوء).
وتعد المرأة في الاسلام محورة الأسرة الحقيقي، فهي المربية الحقيقية للطفل وهي التي تمتلك دوراً بالغ الأهمية في منح القيم الأخلاقية له، ولهذا أوصى الاسلام بالأم كثيراً، يقول الله عزوجل: (ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين، أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) لقمان/ 13


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

! ابــو أيهــم ! 29-05-2007 12:20 PM

والرسول يوصي بحسن صحابة الأم ثلاث مرات مما يعني أنها القاعدة الأساسية للتربية الخلقية في الأسرة وهي بالنتيجة أحق بالصحبة والاقتداء والتكريم، يقول الرسول (ص): (عندما سأله أحدهم مَن أحق الناس بحسن صحبتي يا رسول الله؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أبوك). وللأب في الاسلام أيضاً دوره الحاسم في الأسرة، فهو يكون المثل الأعلى للاقتداء والتقليد بالنسبة للذكر والأنثى على حد سواء، فهو الأقدر على فرض النظام في المنزل ومنع الانحرافات الخلقية، وهو الموجه الأخير للأطفال نحو المستقبل.
والأطفال في الأسرة الاسلامية بحاجة إلى أب دائماً أو بديل عن الأب، هذا الدور الذي لا تقدر عليه الأم أبداً وخصوصاً مع الذكور من الأولاد في المرحلة قبل المدرسية وبعدها. وبشكل عام فإن دور الأم لا يقل أهمية عن دور الأب في بناء الأسرة وتلقينها القيم الأخلاقية الرفيعة في المجتمع.
ولعل من المفيد في هذا الصدد أن نستعرض بعض النماذج من آراء المربين المسلمين في الطرائق الأفضل لتكوين القيم الأخلاقية في الطفولة المبكرة ولعل أهم ما يمكن عرضه هنا هو آراء ثلاثة من أشهرهم: أحمد بن تيمية، محمد الغزالي، عبدالرحمن بن خلدون، وقد عاش هؤلاء ما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر الميلادي وهي الفترة التي تميزت بنمو الفكر الأصولي الاسلامي وانحسار حركة النهوض الفكري الفلسفي المتأثر بالفلسفة اليونانية.
ومما هو جدير بالذكر أن أحمد بن تيمية المولود في جنوب دمشق (1263-1328م) كان من أبرز العلماء المسلمين في عصره وقد أفتى في ضرورة التصدي للغزو المغولي للعالم الاسلامي ورغم أن الغزاة قد أصبحوا مسلمين في القرن الحادي عشر الميلادي.
ويمكن تلخيص آراء أحمد بن تيمية في التربية الخلقية للطفل بالعناصر التالية:
1 ـ الملاحظة الدقيقة للطفل من قبل الأسرة وتقديم العون والإرشاد النفسي الدائمين. وكذلك التعزيز في سبيل حل المشكلات الأخلاقية التي تواجهه داخل الأسرة وخارجها.
2 ـ تأصيل القيم الأخلاقية الاسلامية بحيث تستغرق كل أبعاد شخصيته مثل: قيم توحيد الله وعبادته والقيم المرتبطة برعاية الجسم وإشباع حاجاته والقيم المتعلقة بالعمران وعدم التخريب والسعي إلى كسب الرزق والقيم المتعلقة بالتفكير والتدبير والكرم والحلم والأمانة والمحبة والأمل والأخوة والمعاملة الطيبة والمسؤولية الاجتماعية وغيرها.
3 ـ غرس القيم الاسلامية الصحيحة في الطفل بوساطة الإرشاد اللفظي وتعليمه أن تكون حياة الرسول والصحابة والشهداء مثله الأعلى وأن يرفض كل ما دخل على الاسلام من شوائب فكرية ومذاهب أخرى.
4 ـ أن يكون التعليم الخلقي منسجماً مع خبرات الطفل وسلوكه ودوافعه البيولوجية لا معاكساً لها، وأن يكون تعديل هذه الدوافع بما ينسجم مع السلوك الاجتماعي الصحيح ووضع الغرائز العدوانية لدى الطفل في قنواتها الخيرة للسلوك الطيب.
5 ـ يعتقد ابن تيمية أن الطفل يولد صفحة بيضاء وعلى قدر نوعية المثيرات الخلقية التي يتلقاها من البيئة التي يعيش في وسطها على قدر اكتسابه لقيم أخلاقية أو اتجاهه نحو الشر وهذا ما يتعلق بالأسرة.
6 ـ إعطاء الطفل حرية مقيدة وتعويده على أن الحرية المطلقة ليست مفيدة.
7 ـ استخدام الثواب والعقاب مع التأكيد على أن الثواب (التعزيز الإيجابي أفضل من العقاب وأحياناً يؤدي إلى تثبيت السلوك أكثر منه إلى تعديله).
8 ـ القدوة الحسنة من قبل الأبوين مهمة جداً في مجال التربية الأخلاقية.
وأما أفكار الإمام محمد الغزالي المولود في بلاد خراسان (طوس 1058-1111م) في مجال التربية الخلقية للطفل فيمكن تلخيصها بما يلي:
1 ـ إن للأسرة أهمية كبيرة في نمو القيم الأخلاقية لدى الطفل، وعلى قدر نوعية الخبرات والمثيرات التي يمتصها من والديه ينشأ سليم النفس طاهر العقل.
2 ـ خلق الطفل قابلاً للشر والخير معاً ووالداه هما اللذان يمنحانه القيم الأخلاقية أو عكسهما.
3 ـ يجب حجب الطفل عن رفاق السوء وتعويده قيم الاعتدال والخشونة في الملبس والمأكل ومناهج الحياة.
4 ـ الأم وأخلاقها عامل مهم في تربية الطفل.
5 ـ التربية تعتمد على ضبط السلوك بالثواب والعقاب في سبيل أن ينشأ الطفل متوافقاً ومتكيفاً مع مجتمعه وقيمه.
يصر الغزالي على ضرورة تجاهل أخطاء الطفل الأولى ومعاقبته إذا عاود الخطأ مع ضرورة التوضيح والشرح بسبب الثواب أو العقاب في حال استخدامهما.
7 ـ المحافظة على شعور الطفل أمام الآخرين إذا أريد توبيخه أو معاقبته.
8 ـ يجب عدم الإكثار من توبيخ الطفل لأن ذلك يؤدي إلى تعويده على ذلك وعدم استجابته.
9 ـ يجب تعويد الطفل على أن يكون سلوكه علنياً واضحاً وأن يتطابق فكره مع سلوكه وأن يمارس دائماً العمل النافع للجماعة.
10 ـ يجب ذكر الله أمام الطفل دائماً وتشجيعه على الصدق والإخلاص وإرضاء الله.
11 ـ يجب غرس قيمة الكرم والغيرية في نفس الطفل وأن يتعود على الإعطاء لا الأخذ ويمكن استخدام مثال الكلب في سبيل منعه من الأخذ.
12 ـ غرس قيمة احتقار المال في نفس الطفل ويعد الغزالي ذلك من الأمور الهامة.
13 ـ تدريب الطفل باكراً جداً على الاتجاهات المتعلقة بالأدب الاجتماعي: النظافة، الترتيب، عدم البصق، عدم التثاؤب بحضور الآخرين، قلة الكلام، آداب الطعام.
14 ـ تعويد الطفل على عدم النوم في أثناء النهار، لأن ذلك يورث الكسل وكذلك ممارسة الرياضة واللعب الهادئ الجميل الذي يتناسب مع ميوله.
15 ـ تعويد الطفل الذكر على لبس الملابس البيضاء فهي أنسب للذكر من الملابس الملونة
.
وأما المربي ابن خلدون فهو عبدالرحمن بن محمد والمشهور بابن خلدون ولد في تونس (1332-1406م)، ويعد مؤسس علم الاجتماع بعد تأليف كتابه المعروف (مقدمة ابن خلدون) وهو من أوائل مَن نادى بديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص في الحصول على العلم أمام الجميع وضرورة التركيز على التعليم المهني لمصلحة المجتمع وكذلك التعليم المستمر والنظامي ولهذا فهو يعدّ رائداً من رواد التربية الحديثة، وقد تحدث في مقدمته عن ضرورة استخدام وسائل الإيضاح والتدرج من البسيط إلى المركب ومراعاة الفروق الفردية والوسائل المتعددة للتدريس بحسب مقدرة كل تلميذ على الاستيعاب. وأما في مجال تربية الأطفال والقيم الخلقية فقد جاء ما يلي:
1 ـ يجب أخذ الطفل بالرفق واللين، فالشدة مضرة وتؤدي إلى عكس المطلوب.
2 ـ إن العقاب الصارم يؤدي بالطفل إلى التظاهر بغير ما هو عليه ويعوده على الكذب والخبث والمكر والخداع وغير ذلك من الأخلاق المتجهة نحو الشر والفساد.
3 ـ يجب مراقبة مقدرة الطفل على الاستيعاب من أجل توجيهه بشكل أفضل نحو الأخلاق الحميدة. وعلى الوالدين ألا يحملا طفلهما أكثر مما يحتمل من التوجيهات الخلقية فإن ذلك لا يفيده.
4 ـ يجب الاعتماد في تدريب الطفل على القيم الخلقية بأن يكون المربون قدوة للطفل مع إتاحة الفرص له لاختبار ما تعلمه وضرورة ضرب الأمثلة المحسوسة له حتى يتمكن من الاستيعاب فإنه لا يفهم المجردات مطلقاً.
ويجدر بنا في هذا الموضع أن نبين من خلال بعض الدراسات أثر قيم الأبوين في طفل ما قبل المدرسة ومن بين هذه الدراسات دراسة على أطفال الطبقة الفقيرة في الولايات المتحدة الأمريكية شملت أطفالاً من 4-5 سنوات تمت فيها دراسة أثر الاتجاهات الوالدية والمعاملة في المنزل على سلوك الطفل الاجتماعي في الروضة. هذه الدراسة اعتمدت على زيارات منزلية للأطفال وتسجيل ملاحظات حول نظام المنزل وقيم الأبوين وأنماط الأطفال موضع البحث (عدواني، غيري، يسعى للمنافسة إلخ..) وكذلك مدى قسوة النظام المنزلي تجاه الطفل وما يمكن أن يلحقه به من أذى في سلوكه الاجتماعي وطريقة حله للمشكلات التي تواجهه وشكل المنافسة مع الأقران، ويقرر الباحثون (بيتت، ودودج وبراون) في عام 1988م أن تحليلاتهم لعوامل الكبت الذي عانى منه الأطفال نتيجة المعاملة الأبوية يؤثر بدرجة كبيرة على علاقاتهم بأقرانهم، أما قيم الآباء واتجاهاتهم وتوقعاتهم فإنهم تقوم بدور العوامل الوسيطة عند الأطفال في تأثيرها على أساليب السلوك الاجتماعية لهم وطريقة حلهم للمشكلات، وبالتالي فإن الباحثين يوصون بأخذ العلاقات الأسرية في المنزل بعين الاعتبار عند وضع البرامج الخاصة بالتطبع الاجتماعي للأطفال في الروضة وذلك لأثرها البالغ والحاسم عليهم وعلى اتجاهاتهم الإيجابية والسلبية تجاه ما يحيط بهم.
ولابد من الإشارة إلى مسألة هامة تلك هي أثر شبكة العلاقات الاجتماعية للأبوين على تكوين اتجاهات طفل ما قبل المدرسة (المرحلة الابتدائية) وأهمية هذه الشبكة تأتي من اتساع تأثيرها على الأبوين أولاً وبالتالي على الأطفال، فهي بالنسبة للأطفال يمكن أن تسرع في التطبيع الاجتماعي وتخفيف التمركز حول الذات والنمو الجسدي الأفضل من خلال ممارسة اللعب مع الأقران من أطفال الأقرباء والجيران وزملاء العمل.. الخ. وكذلك تسريع النمو المعرفي بوجود المثيرات المناسبة التي يمثلها الآخرون وما يستدعي ذلك من خلق لغة أفضل وتكون المفاهيم والمجردات والمهارات الحركية وغيرها والعلاقات التبادلية المبكرة وأثرها على اتجاهات غيرية وتعاونية لمجمل حياة الطفل.
*المصدر : ادب الاطفال والقيم التربوية

نور 29-05-2007 01:04 PM

تقبلي مروري الأول و شكري لحضرتك على المواضيع الممتازة بالتوجه
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


مشرفتنا الفاضلة

:_11: راجية الشهادة :_11:


تعرفين دوماً كيف أنتظر مواضيعك القيمة و الموجهة

و أنتظرها أيضاً لأنها تعطيني أفقاً أبعد بالتحاور مع حضرتك بالنقاط

و لكن إسمحِ لي أن أتواجد في الموضوع مرة ثانية

الآن جئت أشكرك ، فلا يمكن أن أمر على الموضوع مرور الكرام دون توجيه التحية لحضرتك
على هذه المواضيع الهادفة التي تطرحينها

و لكن مداخلتي المفصلة أيضاً ستكون في وقت لاحق إن شاءالله :eek:


لحضرتك التحية و الإحترام
و سلامي لعائلتك الكريمة :o


تقبلي تحياتي و مروروي الأول


في أمان الله و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله

راجية الشهادة 29-05-2007 08:27 PM

السلام عليكم:جزاك الله خيرا الاخ الكريم ابو سيف على روعة مرورك المميز الذى اثرى الموضوع وفعلا كما تفضلت فقد لغة الحوار بين الابناء والاباء توجد فجوة اخلاقية كبيرة فنجد اسر ذات اصول عريقة وابنائها لا يعرفون شئ عن العادات والتقاليد وذلك لبعدهم عن الجو الاسرى السليم وحيث يتشربوا من المجتمع المحيط بهم اكثر مما يتشربوه من اهاليهم وطبعا هذا يرجع لانشغال الاهل سواء الام او الاب وايضا السماح للابناء بالمكوث فى النوادى والشوارع بخلطة اصحابهم اكثر من المكوث فى منازلهم
جزاك الله خيرا ودمت بكل خير وحفظك الله

أبلة ناديا 29-05-2007 11:53 PM

السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرالطرحك لهذا الموضوع الهادف
:o
مساكين هم أبناؤنا
صادفوا زمن غريب تداخلت فيه المفاهيم وقلبت فيه القيم واشتدت فيه كراهية أعداء الاسلام
ونحن نربي أبناءنا على القيم النبيلة علينا أن نأخذ بعين الاعتبار كل هذه الاشياء
لسنا وحدنا من يربي فالشارع يربي والمدرسة تربي والمجتمع يربي
لذا علينا ونحن نغرس القيم والمبادئ في نفوس أبنائنا أن نراعي تداخل باقي الجهات
فلا نجعل أبناءنا يسقطون في حيرة ويطرحون التساؤل
أيهم الصائب
حتى المدرسة التي كانت تساهم بقسط كبير في التربية لم تعد قادرة على القيام بهذه الرسالة النبيلة على أحسن وجه
الحديث طويل ويحتاج لصفحات أترك الفرصة لباقي الأعضاء
ولكن ما يجب الإشارة إليه هو
:eek: سياسة اللين تبقى خير وسيلة للإقناع
:eek: زرع القيم لابد وان نحصده يوما ما مهما ترآى لنا أننا عاجزون على فعل ذالك فالطبع يغلب التطبع
:eek: الأم فعلا مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
:eek: علم نفس الطفل مسألة ملحة تساعدنا في التعامل مع أطفالنا خاصة في هذا الزمن العصيب...
ولكن المنبع والأصل والحل في ديننا فلا غنى لنا عنه

أبــو أحمد 30-05-2007 12:37 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع يجب الخذ فية بعين الاعتبار لما فية من اهمية قصوى في تربيية ابنائنا تربية اخلاقية حقيقية لكي ينشاء نشاءة صحيحه ويتخلق بالاخلاقة والقيم والمبادئ الاسلاميه
اضيف بعض الكمات لعلها تصل الي المفهوم الصحيح
مشكوورة اختي على هذا الموضوع القيم والمفيد
والله يعطيك العافية


القدوة الحسنة أفضل وسيلة لغرس القيم الإسلامية فى نفوس الأبناء
تلعب القدوة دورا بالغ الأهمية فى مجال التربية والتنشئة الاجتماعية الصحيحة للأبناء والأسرة هى المعين الأول، الذى تتشكل وتتحد فيه معالم شخصية الطفل فهى التى تغرس لديه المعايير والقيم الدينية والأخلاقية التى يحكم بها على الأمور، ومدى شرعيتها وصحتها.
ومن هنا تأتى خطورة دور الأسرة ومن الضرورى أن يكون النموذج الذى يقتدى به الطفل نموذجا صالحا يعبر عن تلك القيم والمعايير لا بالقول فقط أو بالدعوة والإرشاد إليها، بل يجب أن تتمثل تلك القيم فى سلوك الوالدين.
فالملاحظ الآن افتقاد القدوة النموذجية داخل بعض الأسر الأمر الذى ينذر بالخطر، وفى هذا التحقيق يوضح علماء علم النفس والاجتماع ورجال الدين أهمية القدوة وتأثيرها على الأبناء.
أن القدوة الحسنة هى أفضل وسيلة نستطيع بها أن نعلم أبناءنا السلوك الإيجابى وتقول: الوالدان لديهما اعتقاد خاطئ بأن الابن ينمو بطريقة تلقائية جسديا واجتماعيا ونفسيا ولقد أثبتت الدراسات والأبحاث الاجتماعية والنفسية أن على الآباء تعليم الأبناء بطريقة ايجابية تبتعد عن النصح والإرشاد وتقوم على تقديم القدوة والصورة المثلى لأبنائهم من خلال الالتزام فى أفعالهم وسلوكياتهم.
والطفل فى مرحلة الطفولة المبكرة تكون لديه مجموعة من السمات تؤهله لاستقبال كل سلوك إيجابى والعمل به وحين يشب وهو يرى سلوكيات الوالدين تدعو إلى البر والتقوى والإحسان والرحمة والتكافل، لن يتردد فى تقليد هذا السلوك لكن حين يلجأ الوالدان إلى النصح والإرشاد فإن الابن ينفر من ذلك ويبتعد عن كل ما يقال له.
ولا تقتصر عملية تعليم السلوكيات والأخلاق الحميدة للأبناء على الأسرة بل إن المناهج الدراسية يجب أن تنمى ذلك داخل الطفل والقرآن والسنة النبوية والحياة العامة زاخرة بقصص التضحية والعطاء والبر والأمانة.. والقصة أسرع وسيلة ننقل بها ما نريد إلى عقل الطفل. وكذلك فإن وسائل الإعلام عليها هى الأخرى أن تدعم هذه السلوكيات ولاسيما التليفزيون.
حد فاصل للقيم
ان فى مرحلة الطفولة المبكرة دائما ما يقوم الطفل بعقد مقارنة بين ما يقال له من قبل والديه وبين سلوكهما الفعلى فإذا لاحظ الطفل وجود تناقض بين ما يقال له وما يفعل فإنه يصاب بحالة من الاضطراب النفسى والتمزق ويفقد كذلك القدرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ.
ومن هنا فإن على الوالدين مراعاة اتفاق أقوالهما مع أفعالهما خاصة فى هذا العصر الذى يتسم فيه الطفل بنسبة ذكاء عالية جدا تمكنه من الملاحظة الدقيقة وعقد مقارنة بين الأقوال والأفعال ومدى التطابق بينهما ثم يقوم من خلال النتائج التى يصل إليها بعمل نموذج خاص به للمثل والأخلاقيات التى سوف يلتزم بها فى حياته.
يجب على الوالدين أيضا أن يقوما بوضع حد فاصل للقيم فالكذب هو الكذب ولا توجد له درجات أو ألوان أو مبررات، والأمانة أمرلا بديل عنه تحت أية أو ضغوط واحترام الكبير وبره واجب، والتفوه بالألفاظ السيئة مرفوض مع توضيح أهمية التزام الإنسان بالسلوك الحسن الطيب وكيف يقربه ذلك من المولى عز وجل.
والوالدان عليهما أن يحرصا على تقديم القدوة الحسنة لطفلهما فلا يصح أن ينهيا أبناءهما عن سلوك ويرتكباه هما.
تطابق القول والفعل
نظرا لأهمية التربية السليمة للأبناء، وآثارها فى حياة المجتمع الإسلامى فان الإسلام لم يترك تنظيم التربية للناس، يصنعونها كيف يشاءون ويشرعونها كما يحلو لهم بل جعل التربية، تقوم على مرتكزات عقائدية وعملية وسلوكية.
ولقد نبهت الشريعة الإسلامية إلى أن نشأة الأطفال فى أسر متوازنة مستقرة أهم عامل فى التربية السليمة ويتأتى هذا من تطابق القول والفعل وتوافق إرشاد الوالدين لأبنائهما مع السلوك الذى يقومان به فليس من المعقول أن يتفوها بالألفاظ القبيحة وينهيا أبناءهما عنها أو عن ارتكاب العادات القبيحة وهما يفعلانها وهذا كله محرم شرعا وداخل تحت قول المولى عز وجل: {لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}، وقوله سبحانه: ، {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم}.
ولرب الأسرة أهمية بالغة فى حياة أسرته وقد صور الإسلام رب الأسرة وموقعه من أسرته أحكم تصوير فكما فى المأثور (الشيخ فى أهله كالنبى فى أمته أو قيل فى قومه) إن عليه أن يرشدهم السبيل الصحيح ويحثهم على الالتزام بكل ما أمر به المولى.. والحقيقة أن قوامة الرجل فى بيته وتربية الأم لأبنائها يجب أن يتحقق فيها معنى القدوة التى يجب أن تقوم على الصدق والأمانة والمثابرة والمتابعة.
إن مصداقية وموضوعية التربية للأبناء مسئولية وأمانة يسئل عنها الوالدان يوم القيامة (كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته، فالرجل فى بيته راع ومسئول عن رعيته) والمسئولية هنا كاملة لا تقتصر على تغذية وستر الأبدان بل وتغذية العقول وتقويم السلوك وليس بمجرد الأقوال فقط بل بحسن الفعل فذلك أدعى للامتثال والالتزام والاقتناع من قبل الأبناء بكل ما يرشدهم إليه الوالدان.
ويجب أن تعلم أن الإسلام قد سبق وفاق النظم التربوية فى التأديب العملى لأطفال اليوم وشباب الغد فهو يجعل التوجيه الصادق متوافقا مع تطبيق المؤدب (الأب والأم).. والذى عليه تقع مسئولية إيجاد القدوة الصالحة داخل الأسرة، حتى لا يفتقدها الأبناء.
أسس التربية الصحيحة
ان الطفل ينمو فى الأسرة المكونة من أب وأم يستقى منها قيمه وأخلاقه وسلوكياته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، حث الوالدين على الاهتمام بأبنائهما ورعايتهما وتربيتهما على أسس التربية الصحيحة والتى تبدأ منذ اللحظة الأولى للميلاد وذلك بالآذان فى الأذن اليمنى للمولود عقب ولادته مباشرة وبالإقامة فى أذنه اليسرى.
ثم يكون على الوالدين بعد ذلك تقديم القدوة والأسوة الحسنة له، وما أن يصل سن السابعة حتى يبدأ تعويده على الصلاة كى ينشأ على حبها والتعلق بها والمولى سبحانه وتعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا}، وقال على رضى الله عنه: (علموهم هذبوهم).
وقال الحسينى (أأمروهم بطاعة الله وعلموهم الخير) وكل ذلك يمكن حدوثه حين تتطابق أقوال وأفعال الوالدين أمام أبنائهما، وحين يلتزما بحدود الله، لأن أبناءهما عندئذ سوف يلتزمون مثلهما ولقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدق فى كل الأمور حتى وان بدت بسيطة.
فقد دخل صلى الله عليه وسلم على امرأة وهى تقول لولدها هات (خذ) فقال: أتعطيه؟ فقالت: لا.. قال: لو لم تعطه فإنها كذبة إن التربية جزء من الأمانة التى حملها الإنسان على نفسه يقول تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان جهولا} ومن الأمانة تربية الأبناء على ما رسمه الله لنا فى كتابه الحكيم، وعلى سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
مطلب تربوى ودينى
من الأسس التربوية وهى فى نفس الوقت من أسس أحكام الشريعة الإسلامية أن يكون الأب صادقا فى تصرفاته وأقواله وكافة سلوكياته مع نفسه أولا، ومع الناس عندما يتعامل معهم.
ومن المعروف أن الطفل ينشأ متأثرا بما يدور حوله من أقوال وأفعال وتصرفات فإذا رأى التناقض من قبل من يتولون تربيته فقد الثقة فيهم فى كثير من الأحيان، ولهذا فإن الوالدين عليهما تقديم القدوة الحسنة، حيث إن سلوكهما يعد كذلك، عنوان ما يراد غرسه فى نفوس أبنائهما، فإذا كان السلوك من قبلهما مستقيما مطابقا لنصائحهما وإرشادهما أدى ذلك إلى تحقيق الهدف المطلوب من التربية السليمة للأبناء.
أما إذا كان هناك تناقض بين النصائح التى تقدم للأبناء وما يحدث فى الواقع من أفعال فلا يجب عليهما أن ينتظرا الثمرة المرجوة من تربية أبنائهما.
وكما ذكرنا فان هذا الأمر ليس تربويا فقط، إنما هو مطلب دينى والوالدان مسئولان عن التنشئة الصالحة لأبنائهما، فإذا أحسنا تربيتهم بقصد تهيئة الفرصة لهم لإتباع الطريق المستقيم فى معاملتهم مع الله ومع الناس كان لهما ثواب من الله على هذه النية، وهذا القصد وهذا العمل التربوى، وإذا تهاونا فى التربية الصحيحة لأبنائهما.
ومن ذلك التهاون حدوث التناقض بين الأقوال والأفعال فان ذلك يشكل معصية لله سبحانه، ذلك لان التقصير هنا يؤدى إلى فتح أبواب الانحرافات بصورها وألوانها المختلفة والمتعددة ولعل أكثرها شيوعا هو ترسيخ صفة الكذب عند الأبناء حتى لا يشعروا بأية غضاضة عند ممارستها والكذب كما هو معروف من أقبح الصفات التى نهت عنها الشريعة الإسلامية.
يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عليكم بالصدق فان الصدق يهدى إلى البر وان البر يهدى إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب فان الكذب يهدى الى الفجور ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
إن الوالدين مسئولان عن أبنائهما منذ الصغر حتى يشب الواحد منهم مطيعا لله عز وجل محسنا فى سلوكه وتصرفاته تجاه الآخرين.


الساعة الآن : 10:30 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 51.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.01 كيلو بايت... تم توفير 0.46 كيلو بايت...بمعدل (0.90%)]