ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=41)
-   -   الوقف الإسلامي والعمل التطوعي (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=302164)

ابوالوليد المسلم 08-03-2024 09:01 PM

الوقف الإسلامي والعمل التطوعي
 
https://al-forqan.net/wp-content/med...es/jpg_621.jpg


الوقف الإسلامي والعمل التطوعي



التطوع من نعم الله تعالى على عباده، بأن هيأ لهم من الأعمال التي يؤجرون عليها، ويقدمون من خلالها إمكاناتهم وقدراتهم وطاقاتهم التي وهبها الله لهم، في حياتهم التي يعيشونها، من أجل منفعة الآخرين.
والعمل التطوعي دعت إليه الشريعة الإسلامية، وجاء الحث على فعله في كتاب الله تعالى، وسنة نبيه[، وله وفير الأجر والمثوبة من الله تعالى، وقد امتثل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لهذا الترغيب والحث على منفعة الناس والمجتمع، وسار على نهجهم التابعون والسلف الصالح، والمسلمون على مر العهود.
ومن خلال التشريع الرباني، والامتثال لهذا التشريع، وثق التاريخ منذ القرن الأول وإلى أيامنا التي نعيشها أعمالا تطوعية ومؤسسات وهيئات وأوقافا وخيرات شهد لها القريب والبعيد.
وتاريخ المسلمين كان ولا يزال ثرياً بالجهود التطوعية التي يبذلها المسلمون في المجالات كافة، فأقاموا حضارة إسلامية كانت الأولى في العهد الأموي وفي العهد العباسي وفي الثلاثمائة سنة الأولى من العهد العثماني.
وقد أولى فقهاء الأمة ومحدثوهم العمل التطوعي والخيري والوقفي اهتماماً واضحاً، فبوّبوا له الأبواب وقعّدوا له القواعد، وبحثوا في مسائله ومستجداته، فأصّلوه تأصيلاً شرعياً، وحددوا له الشروط والضوابط والمقاصد والغايات، وطرق إحيائه في النفوس ورعايته وحسن إدارته.
الوقف ضمان لاستمرار عطاء المؤسسات التطوعية والخيرية
هذا ما أثبته التاريخ والواقع في عهود الخلافة الإسلامية، فالأوقاف هي الحجر الأساس الذي قامت عليه الكثير من المؤسسات التطوعية في ديار المسلمين، فمن أجل نجاح مشروع تطوعي خيري واستمراره كانوا يقيمون له الوقف لينفق عليه من إيراده، ولا يكتفون بإنشاء المشاريع دون التفكير في مستقبلها وضمان استمرار تشغيلها؛ لذلك كانت هذه المؤسسات تقوم بدورها في المجتمع بعد النظر عما يحصل لها من طوارئ الزمان أو انصراف الاهتمام عن المشروع إلى غيره.
لقد كانت الأوقاف أداة رئيسة للنمو الاقتصادي والتوازن الاجتماعي، ومن كثرة الأوقاف على المدارس والكتاتيب والمؤسسات العلمية التي كانت بمثابة الجامعات في عهدنا الحالي، أدى ذلك إلى عدم ظهور ديوان للتعليم في الدولة الإسلامية قديماً، بينما ظهرت دواوين أخرى، كديوان للخدمة وديوان للقضاء وديوان للحسبة وديوان للمظالم، وتلك ميزة حفظت للتعليم حريته ونماءه.
وقد حقق الوقف الإسلامي للعمل التطوعي في العهود الإسلامية الأدوار الآتية:
1- توفير الأمن الغذائي، وتحقيق الحاجيات الأساسية.
2- توزيع الثروة وتقليل الفجوة بين طبقات المجتمع.
3- توفير التعليم المجاني للفقراء من خلال المدارس والجامعات.
4- توفير الأمن الصحي للفقراء والمحتاجين من خلال المستشفيات (بيمارستان).
5- رعاية الأيتام وكفالتهم وتربيتهم من خلال الوقف الخاص بهم، أو الوقف العام للفقراء والمحتاجين.
6- توفير عدد من الوظائف من خلال النظار والموظفين والمشرفين ونحوهم في المؤسسات الوقفية والمساجد، ونحوها.
7- الإسهام في تطوير العمل الخيري في المجتمع الإسلامي من خلال العمل المؤسسي للجمعيات والمؤسسات الوقفية.
8- الإسهام في عملية التنمية الاقتصادية، وزيادة عوامل الإنتاج كمّاً ونوعاً، واستيعاب التقنية الحديثة، وزيادة الموارد من خلال الاستثمار، فتاريخ الوقف مليء بأعاجيب ومشاريع تثير الفخر في النفوس، حتى في عهد ازدهار الدولة الإسلامية وفي فترات رخائها وغنائها، تكفلت الأوقاف بمعظم أعباء التعليم الأساسي والجامعي والشؤون الصحية والبنية الأساسية، وصرفت على متطلبات الأمن والدفاع، وساهمت في تنمية التعليم والدراسة منذ مرحلة الطفولة حتى المراحل الدراسية العليا المتخصصة.
فالوقف الإسلامي بمؤسساته وإيراداته يعد من أعظم روافد العمل التطوعي وكانت قطاعاته هي المحضن للطاقات البشرية الراغبة في التطوع، وتدريب الكوادر البشرية التطوعية.



اعداد: عيسى القدومي






الساعة الآن : 08:37 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.33 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.11%)]