ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   حرب الشهوات (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=200354)

ابوالوليد المسلم 24-04-2019 11:04 AM

حرب الشهوات
 
حرب الشهوات
عادل محمد هزاع الشميري



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:
كثيراً ما تثار الشهوات في هذا الزمان، ففي كل مكان: "هيت لك"، فيجد الشاب نفسه أمام حرب ضروس قد أوقدت نارها، وسُعِّر لهيبها، فيتساقط أمام هذه الحرب، ويتبعه الكثير ممن على شاكلته؛ وذلك لأنهم لم يعدوا العدة، ولم يستعدوا للمواجهة، فيقع الأسر من قِبَل القنوات الهدامة، والنظرات المحرمة، والأغاني الماجنة، والمواقع المشبوهة، والمعازف المحرمة، بل قد تأسر بعضهم صور أحبوها من دون الله، فتعلقوا بها حتى استسلموا، فوقعوا ساجدين لغير رب العالمين بدون قتال ولا تهديد.
إنها حرب شنَّها الأعداء -من الداخل والخارج- على شباب أمتنا من خلال قنواتهم، وتنفيذ مخططاتهم في جانب المرأة، وكيف تظهر مفاتنها للرجال؟ وكيف تختلط بهم؟ وكيف تكون هناك علاقة بين الشاب والشابة؟ (وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا) [سورة النساء (27)]، ومع هذه المثيرات فقد رُكِّب الإنسان على حب الشهوات، وطلب الملذات؛ ليبلونا الله تعالى أينا أحسن عملاً: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ) [سورة آل عمران (14)]، فهجوم من الخارج وهجوم من الداخل إنه بلاء عظيم قد يسقط حتى بعض الصالحين -وغيرهم من باب أولى-؛ لأنه ما عرف: كيف يقاوم هذه الشهوة؟ وكيف يسيطر على هذه الغريزة؟ فيقع أسيراً قتيلاً، أرداه هواه، وأهلكه سوء مسعاه، فبعد العز والرفعة يصبح عبداً للشهوة!
رب مستور سبته شهوة *** فتعرى ستره فانهتكا
صاحب الشهوة عبد فإذا *** غلب الشهوة أضحى ملكا
بعد حلقات القرآن يصبح من جند الشيطان! بعد صحبة الأخيار ينخرط في سلك الأشرار! قد خسر الحرب أمام الشهوات.
لكن يبقى أهل التقى والخوف من الله شامخين برؤوسهم لأنهم استطاعوا السيطرة على غرائزهم، فهم ملوك الأرض حقيقة، وهم قادة الأمة في الأصل، وذلك لأنهم ابتعدوا عن كل ما يثير الشهوات المحرمة، وما يدعو أو يقرب إليها؛ من صديق سوء خبيث، أو موقع في النت مشؤوم، أو قناة دنيئة، أو سماع ماجن مريب، واشتغلوا بالخوف من الله، ومراقبته في السر والعلن، وعلموا أنه (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [سورة غافر (19)]، وأنه بكل شيء عليم، وأيقنوا أن العفاف يحصل بالتعفف: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُ مْ سُبُلَنَا) [سورة العنكبوت (69)]، اعتكفوا على كتاب ربهم يتدبرونه، ويتأملون ما وعدهم الله فيه إن عَفُّوا من الحور العين، والخمر، والعسل، واللبن...، فما تركوا لذة المناجاة لربهم في ظلمات الليل يسألونه الجنة، ويستعيذون به من النار، يسألونه العفاف، ويرجونه أن يصرف عنهم كل حرام من منظر أو مأكل أو مشرب أو غيره، يصلحون ما أفسد الناس فيشتغلون بما هو خير لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم حتى لا يتركوا للشيطان فراغاً يعبث بهم فيه، فكل أوقاتهم في خير، ومآلهم بإذن الله إلى خير: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) [سورة الرحمن (46)]


الساعة الآن : 08:46 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.14 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.50%)]