ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   زوجي يخونني بعد شهرين من زواجنا (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=223866)

ابوالوليد المسلم 29-01-2020 05:47 PM

زوجي يخونني بعد شهرين من زواجنا
 
زوجي يخونني بعد شهرين من زواجنا


أ. شريفة السديري


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكُر موقعَكم؛ لإتاحتِه الفرصةَ لطرْح مشاكلنا، وأتمنَّى منكم مساعدتي بعدَ المولَى - عزَّ وجلَّ.

أنا متزوِّجة منذ أكثر من سَنة، عانيتُ مِن خيانة زوْجي مِن أول شهرين مِن زواجنا، فبدايتها رجوعُه لمكالمةِ البناتِ، فأرقامهنَّ مخزَّنة من قَبل زواجنا، وبعدَها علاقته بزميلةٍ لي بالدوام، ابتدأتْ بالمكالمات، وبعدَها بـ(الماسنجر)، ووجدتُ بجوَّاله رسائلَ فيها أنَّه يُريد أن يقابلها لكِن هي مطلَّقة ولديها أبناء، ولا أعلم إذا كان حدثتْ بينهما مقابلة أو لا، وأنا واجهتُ زميلتي فقالت: إنَّه هو مَن أزعجها، ووعدتني بتركِه، لكن وجدتُ محادثةً جنسيَّة لهما مِن خلال الكاميرا، وبعدها أجهضتُ بسببِ صَدمتي، وعُدتُ لزوجي بدون أن أخبرَه أني فقدتُ جنيني بسببِ محادثتِه، وعُدتُ له ووعدتُ نفسي بالتغافُل، لكن بعدَ رمضان الماضي أدْمَن زوجي المنتدياتِ، وتعرَّف على مجموعةٍ مِن البنات، وأدْمَن (البلاك بيري)، وكلَّما حاورتُه قال لي: أنا حرٌّ، أمْ تريدين حِرماني من شيء؟! إذا أردت السعادة فلا تُفتِّشي خلْفي، احمدي ربَّك أني معطيك حريتك، وإذا أردت التعاسة ففتِّشي خلفي!
وقريبًا قمتُ وأخذتُ كلَّ أغراضي وذهبتُ لأهلي، وتركتُ (اللاب توب) مفتوحًا على محادثاته؛ ليرى سببَ هجْري له.
والآن هذا هو الأسبوع الثاني لي عندَ أهلي، ولكن لم يتصلْ ولم يسألْ عنِّي، أخبرتُ والدي وحفظتُ محادثاتِه عندي كدليلٍ، ولا أريد أن أتَّصل به، ولا أريد أن أدمِّر حياتي، والحمدُ لله ليس لديَّ أطفالٌ منه.

أفيدوني أثابكم الله.


الجواب
أهلاً بكِ عزيزتي في (الألوكة).
أحيانًا نظنُّ أنَّ أمرًا معينًا هو أفضلُ وأصلح لنا مِن أيِّ أمرٍ آخَر، مع أنَّه قد يكون فيه مِن الضَّرَر علينا الشيءُ الكثير.
وهكذا الزواج، جزءٌ كبيرٌ مِن مجتمعاتنا العربيَّة تفرِض على أفرادها اعتقادًا مفادُه أنَّ الزواجَ - مهما كان - أفضلُ مِن جلوس المرأة بلا زوْج، حتى لو كان هذا الزوج سِكِّيرًا عاصيًا، أو عاطلاً، المهم أنَّه زوج!
لكن في الواقِع أحيانًا قد نَختار الوحدةَ على زوجٍ يدمِّر حياتنا إنْ عشنا معه، وربَّما هذا ما حصَل معكِ.
فزَوجُكِ بدأ خيانتَكِ بعدَ مرور شهرين على زواجكما، وحينَ اكتشفتِ الأمرَ وحاورتِه لم يُبدِ أيَّ أسفٍ أو ندم، أو حتى ارتباك لمعرفتِكِ بالأمر، وهدَّدكِ بأنَّك ستندمين إنْ فتَّشتِ أغراضَه، ولم يعتذرْ منكِ؛ لأنَّه لا يرى فيما يفعله مُشكلة!
القراراتُ الصعْبة تحتاج منَّا لتفكيرٍ وتخطيط، الآنَ أنتِ أمامَ خِيارين: إمَّا العودة له وهو بهذا الوضْع، وبلا أيِّ آمالٍ في أيّ تغيير من طرَفه، أو الطلاق والانفصال عنه.
أيهما أفضلُ لكِ وأهونُ عليكِ؟
أحْضِري أربعَ وَرقات، اكتبي على الأُولى تصورًا وتخيلاً لما تتوقَّعين أن تكونَ عليه حياتُك إنِ انفصلتِ عن زَوْجك، اكتُبي جميعَ توقُّعاتك بالتفصيل، ماذا ستفعلين؟ كيف ستَعيشين؟ أين ستعيشين؟ كيف تَردِّين على تَساؤلاتِ الناس ونقدِهم وفُضولهم... إلخ؟ واكتبي كلَّ شيء تتخيَّلين حدوثَه.
الآن أحْضِري الورقةَ الثانية، اقْسِميها بخطٍّ في المنتصف، واكتُبي في اليمين إيجابياتِ انفصالك عن زوجِك، وفي اليسار سلبياتِ انفصالك؛ وذلك بناءً على التصور الذي كتبتِه في الورقة الأولى، وبناءً على توقُّعاتك.
على الورقتين الثالثة والرابعة اكتُبي بنفْس الخُطوات وضعَك إنْ عُدتِ لزوجكِ واستمررتِ في الحياة معه.
بعدَما تقومين بهذا الأمْر - الذي سيستغرق منكِ بلا شكٍّ جهدًا نفسيًّا ووقتًا طويلاً - فكِّري فيما تريدينه.
هل أنتِ مستعِدَّةٌ لتضيعي أجملَ سنوات عُمرِكِ وأكثرَها صحَّةً وقوَّةً مع رجلٍ لا يُقدِّرك ولا يحترم أُنوثتَكِ، ولا يخاف الله فيكِ؟
الزواجُ ليس فقط رجلاً وامرأة يعيشانِ في بيتٍ واحد، ولكنَّه سكَنٌ ومودَّة ورحمة، فهل هذه الثلاث موجودةٌ في زواجك؟
إنْ غابتِ المودَّة، فهناك الرحمةُ والسكن، وإنْ غابَ السكن، فهناك المودَّة والرحمة، ولكن ماذا إن غابتِ المودَّة والرَّحْمة والسكن؟!
زوجُكِ لا يرحم ضعْفك وقلْبكِ، ويصرُّ على خِيانته لكِ ومعصيتِه لربِّه! لا تَجدين في قلبِه سَكنًا لكِ يَحتويكِ ويَضمُّكِ ويطمئنك؛ فهل سيبقَى للمودَّة مكان؟!
عزيزتي، القرار الآنَ بِيَدكِ، وتذكَّري أنَّ بعضَ القرارات القاسية على نُفوسِنا تَزيدنا خبرةً وحِكمة، والله - سبحانه وتعالى - قال: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5 - 6]، فلا تيئسي مِن الفرَج، وتذكَّري أن شدَّتك تحمل بين ثناياها خيرًا عظيمًا، ستلمَسين بشائرَه قريبًا - بإذن الله.

تابِعينا بأخبارِكِ؛ لنطمئنَّ عليكِ.
ولا تَتردَّدي في استشارتنا متى احتجتِ للمشورة.



الساعة الآن : 06:59 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.82 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.05%)]