ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى القرآن الكريم والتفسير (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=205315)

ابوالوليد المسلم 22-07-2019 12:04 AM

الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور
 
الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور


أحمد محمد إبراهيم





﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ























قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 257].







تسبق هذه الآية الكريمة سبعُ نداءات من العزيز الحميد لمن آمن به، يأمرنا فيها ربنا بما ينفعنا، وينهانا عمَّا يضُرُّنا.







فيها من الأخلاق ما لا يمكن أن نغفل عنه، وفيها من النور ما سوف نحتاج إليه في هذا الزمان الذي كثُر فيه الهرجُ والمرجُ، وتكالبَتْ علينا فيه الفتنُ.







وباختصارٍ شديدٍ لدينا سبع آيات فيها ما يُخرجنا به ربُّنا من الظُّلُمات إلى النور بإذنه وبفضله.







النداء الأول: في خُلق اللسان وأدب الكلام:







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 104].







لاحظوا معي أرقام الآيات، فهي تسير بنا في تَسَلْسُل تصاعدي حتى نصل للآية التي تتحدَّث عن النور، والنداء ينهانا فيه ربُّنا بأن نمتنع عن الكلام الذي يحمل معنًى داخليًّا يُخالف معناه الظاهر، ثم يأمرنا بأن نقول الكلمة البريئة والمنزَّهة عن كل شكٍّ وريبٍ.







النداء الثاني:







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].







وفيه جمع الله تبارك وتعالى بين الصبر والصلاة، وهي درجات نصعد إليها بعد تطبيق أول قواعد الصدق، صدق النية التي تتحوَّل بدورها إلى كلمة أو عمل.







وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصبر وعن الصلاة يصفهما لنا، ويُبيِّن مدى أهميتهما في حياة كل من آمن بالله العلي العظيم: ((الطَّهورُ شطرُ الإيمانِ، والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ، وسبحان اللهِ والحمدُ للهِ تملآنِ (أو تملأُ) ما بين السماواتِ والأرضِ، والصلاةُ نورٌ، والصدقةُ برهانٌ، والصبرُ ضياءٌ، والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ، كل الناسِ يغدُو، فبائعٌ نفسَه، فمُعْتِقُها أو مُوبِقُها))؛ (صحيح مسلم).







النداء الثالث:







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172].







هذه توجِّهنا في الحياة التوجيه الصحيح، فلا نأكل إلا من مالٍ حلالٍ، ليُصبح طعامُنا طيبًا؛ وبالتالي تكون أفكارنا كذلك مضيئةً نيِّرةً، فإن شكرنا زادنا الله طهرًا ونقاءً ونورًا.







النداء الرابع:







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 178].







وهنا يُنبِّهنا ربُّنا إلى عقوبة القصاص، والذي سيقع على المعاقَب فلا مفرَّ منه.







النداء الخامس:







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].







في رمضان تظهر أجمل الأخلاق، وأقوى القربات، وأعظم جزاء من العلي العظيم يكون في الصيام، بجانب أنه التطبيق العملي للصبر مع الصلاة، فيه نلمس ونرى ونتذوَّق حلاوة الجمع بينهما، خاصة صلاة التراويح والتي تصل في بعض البلاد المسلمة حتى ساعة قبل الفجر، هذا بجانب أن الصيام يجمع بين أجمل الأخلاق وأحسنها، ويجعل النفس ترى جمالها الحقيقي وقدراتها على قهر الشهوة والترفُّع عنها.







النداء السادس:







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208].







أن نعيش بعضنا مع بعض مُتَّبعين لجميع شرائع الدين، فهذه قوة لا يستطيع تحطميها إنسانٌ؛ لأن الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46].







النداء السابع:







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 254].







الإنفاق هو تاجُ الكَرَم على رأس كل مَنْ أنفقَ في سبيل الله، فيزيده ويرفعه ويغنيه ويحميه ويُحصِّنه ويزيده بركةً وهدًى ومحبةً واحترامًا من كل الخَلْق بجانب أنه الوسيلة الفعَّالة التي تجمع الشَّمْل، وتُؤلِّف بين القلوب بإذن الله، فالإنسان يُحِبُّ مَنْ يُعطيه.








وبعدها مباشرة تأتي آية الكرسي، ورقمها 255 (وهي أعظم آية في كتاب الله).







ثم الآية رقم 256 وهي: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256].







وأخيرًا - وبعد تلاوة هذه النداءات الربانية - سنصل إلى الآية التي بدأنا بها حديثنا: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [البقرة: 257].







الساعة الآن : 11:57 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 13.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.44 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.69%)]