ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   بعض صفات المنافقين (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=243392)

ابوالوليد المسلم 19-10-2020 11:46 PM

بعض صفات المنافقين
 
بعض صفات المنافقين
الشيخ أسامة بدوي



سفاهة الرأي، وفساد العقيدة، والسخرية من المؤمنين أصحاب العقيدة الراسخة والتوحيد الخالص، هي سِمات يتميَّزون بها:

قال تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144].

نزلت هذه الآياتُ بعدَ غَزْوَةِ أحُدٍ، بعد أنْ شاعَ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد قُتِلَ. فَقَالَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ: إِنْ كَانَ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ فَالْحَقُوا بِدِينِكُمُ الْأَوَّلِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: يَا قَوْمُ إِنْ كَانَ قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَإِنَّ رَبَّ مُحَمَّدٍ لَمْ يُقْتَلْ، وَمَا تَصْنَعُونَ بِالْحَيَاةِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَاتِلُوا عَلَى مَا قَاتَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمُوتُوا عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: [اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ - وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ] يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ، ثُمَّ شَدَّ بِسَيْفِهِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فنزلت: أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا. أي ومن يرتد عن دين الله عز وجل فلن يضرَّ الله ارتداده، وسيجزى الله الشاكرين أمثال أنس بن النضر[1].



وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [آل عمران: 156- 158].

وهكذا يتولى الله تبارك وتعالى الردَّ على سفاهة رأي المنافقين، وفساد عقيدتهم بأسلوب فيه تبكيت لهم، وطمأنة للمؤمنين.



وقال تعالى: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 78].

كان المنافقون إذا أصابتهم حسنة كأن تنتج مواشيهم وخيولهم، ويحسن حالهم، وتلد نساؤهم الغلمان..﴿ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ وإن أصابتهم سيئة من جَدْب وضرَرٍ في أموالهم تشاءموا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا هذه من عندك. يقولون تركنا ديننا واتبعنا محمدًا صلى الله عليه وسلم فأصابنا هذا البلاء. فأنزل الله تعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ . ثم يوبِّخُهُم الله تعالى ويبَكِّتُهُم، ويعجب من هذه الآراء الفاسدة: ﴿ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾.



وقال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ [التوبة: 49].

وفى هذه الآية يتضح مدى السفاهة التي تصدر عنها آراؤهم، والفساد الذي ينبع من عقيدتهم.

وقال تعالى: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 61].

قيل: إنها نزلت في بعض المنافقين الذين يستمعون إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينقلون هذا الحديث إلى المنافقين.



وقال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65، 66].

نزلت هذه الآيات في بعض المنافقين، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم منطلق إلى غزوة تبوك. فقال بعضهم لبعض: أتحسبون جلاد بني الأصفر (يعنى الرُّوم) كقتال العرب بعضهم بعضًا... والله لَكَأنَّا بكم غدًا مقرنون في الحبال. إرجافًا وترهيبًا للمؤمنين.

وقال بعضهم: ما بال قرائنا أوسعنا بطونًا، وآخرنا صفوفًا، وأجبننا عند اللقاء، فأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر رضي الله عنه، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتذرون إليه، فقال وديعة بن ثابت (وكان من المنافقين): "يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب".



وسبحان الله! تتكرَّر هذه السخرية وهذا الاستهزاء في هذا الزمان تارة بأهل السنة، وأخرى بأحكام الإسلام وشرائعه، وأخرى برسوله صلى الله عليه وسلم، ولقد أشار ا لقرآن إلى أن هذا الاستهزاء صفة ملازمة للمجرمين من المنافقين.


فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴾ [المطففين: 29، 30].

كما أنها صفة ملازمة للكفار. قال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [البقرة: 212].





[1] انظر: تفسير البغوي (2 /114)، وتفسير القرطبي (4 /221).




ابوالوليد المسلم 23-06-2021 09:48 PM

رد: بعض صفات المنافقين
 
لا اله الا الله


الساعة الآن : 05:18 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 12.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.25 كيلو بايت... تم توفير 0.14 كيلو بايت...بمعدل (1.10%)]