ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=81)
-   -   في شروط وجوب الحج (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=223246)

ابوالوليد المسلم 24-01-2020 03:46 AM

في شروط وجوب الحج
 

في شروط وجوب الحج


الخطبة الأولى





الحمد لله الذي أكمل لهذه الأمة شرائع الإسلام ، وفرض على المستطيع منهم حج بيته الحرام ، ورتب عليه جزيل الفضل والإنعام ، فمن حج البيت ، ولم يرفث ، ولم يفسق خرج كيوم ولدته أمه نقيا من الذنوب والآثام ، وذلك هو الحج المبرور ليس جزاء إلا الفوز بالجنة دار السلام أحمده ، وأشكره ، وأشهد أن لا إله إلا الله هو الملك القدوس السلام ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من صلى ، وزكى ، وحج ، وصام صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام ، وعلى التابعين لهم بإحسان ما تعاقبت الليالي والأيام ، وسلم تسليما .




أما بعد : أيها الناس ، اتقوا الله ، واحمدوا ربكم أن أكمل لكم الدين ، وأتم عليكم النعمة ، ويسر لكم سبل الخيرات حتى أصبحت في متناول أيديكم من غير كلفة ، فلقد كان الناس فيما مضى يعانون من الوصول إلى البيت أنواع الكلفة والمشقات ، يعانون كثرة النفقات المالية والمشقة البدنية ، وتحمل الأخطار ، أما اليوم ، ولله الحمد ، فقد أصبح الأمر يسيرا ، ويسر الله بنعمته وفضله ما كان عسيرا ، فأصبحتم تصلون إلى البيت الحرام بكل سهولة نفقات يسيرة ومراكب مريحة ، وأمن وافر وطمأنينة كاملة ، وعيش رغد ، فاشكروا الله أيها المسلمون على هذه النعمة ، واغتنموها ، وانتهزوا فرص الخيرات ، وابتدروها ، وأدوا ما فرض الله عليكم من الحج ، وتزودوا من التطوع به ، فإن التطوع تكمل به الفريضة . واعلموا أن الله فرض الحج على المسلم ، إذا تمت فيه شروط أربعة ( الأول) : أن يكون بالغا ، فأما الذي لم يبلغ ، فإنه لا يجب عليه الحج ، ولكن إذا حج ، فله أجره ، وإذا بلغ حج فريضة الإسلام ، وإذا سافرتم بالصغار إلى الحج ، فأنتم بالخيار إن شئتم ، فحججوهم ، وإن شئتم ، فاتركوهم ، وإذا حججتموهم ، فلهم أجر الحج ، ولكم أجر المعونة ، والسبب ( الشرط




الثاني) : أن يكون عاقلا ، فأما المجنون الذي لا يعقل ، فلا حج عليه إلا أن يكون عاقلا بعد بلوغه ، ووجب عليه الحج ، ثم حصل له الجنون بعد ذلك . ( الشرط الثالث ) : أن يكون حرا ، فأما العبد الرقيق الذي يباع ، ويشترى ، فلا حج عليه ( الشرط الرابع ) : أن يكون مستطيعا بماله ، وبدنه ، فمن لم يكن مستطيعا بماله ، وهو الفقير ، فلا حج عليه لقوله تعالى : { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } . وإذا كان على الإنسان دين ، فإنه يقضي دينه ، ثم يحج ؛ لأن براءة الذمة أهم . وإذا كان الإنسان عاجزا عن الحج بنفسه ، وعنده مال ، فإن كان عجزا مستمرا لا يرجى زواله ، فلينوب من يحج عنه مثل الكبير الذي لا يستطيع بنفسه ، والمريض مرضا لا يرجى برؤه ، وإن كان يرجى زوال عجزه ، فإنه لا ينيب ، بل يصبر حتى يزول العجز ، ثم يؤدي الفريضة بنفسه ومن الاستطاعة أن يكون للمرأة محرم ، فأما المرآة التي لا محرم لها ، فإنه لا يجب عليها الحج ، ولا يجوز لها أن تسافر بلا محرم ، فإن سافرت بلا محرم ، فهي في إثم ومعصية لله ولرسوله من حين تخرج من بلدها حتى يرجع إليه ، فلتمكث في بيتها حتى ييسر الله لها




محرما ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول : « لا يخلون رجل بامرأة ، إلا ومعها ذو محرم ، ولا تسافر المرأة ، إلا مع ذي محرم ، فقام رجل ، فقال يا رسول الله : إن امرأتي خرجت حاجة ، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : انطلق ، فحج مع امرأتك » . والمحرم هو زوجها ، وكل من تحرم عليمه تحريما مؤبدا بنسب أو رضاع أو مصاهرة مثل الأب والجد والابن والأخ وابن الأخت والعم والخال من نسب أو رضاع ، ومثل أبي الزوج ، وإن علا وابنه ، وإن نزل ، وزوج البنت ، وإن نزلت ، وزوج الأم ، وإن علت لكن زوج الأم لا يكون محرما لبنتها حتى يطأ الأم ، فكل هؤلاء محارم للمرأة ، والحكمة في وجوب استصحاب المحرم حفظ المرأة ، وصاينتها ، وأما قول بعض العوام : إن ذلك من أجل أن يفكك حزائمها لو ماتت ، فهو غير صحيح ؛ لأن كل أحد يجوز أن يفكك حزائم المرأة ، إذا ماتت سواء كان محرما لها ، أو غير محرم ، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على قبر ابنته ، وهي تدفن ، وعيناه تدمعان ، فأمر أبا طلحة أن ينزل في قبرها ، فنزل والرسول صلى الله عليه وسلم حاضر زوجها وعثمان رضي




الله عنه حاضر . أيها الناس : لقد شاع عند كثير من العوام أن الإنسان إذا لم يتمم له أي : يعق عنه فإنه لا يحج ، والواقع أنه لا علاقة بين الحج ، وبين التميمة ، فالإنسان إذا حج ، فله حجه سواء تمم له ، أو ما تمم له . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ }{ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } .


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم . . الخ .
منقول


الساعة الآن : 07:39 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.18 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.13%)]