ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشباب المسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=94)
-   -   أهمية النصيحة في حياة الداعية (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=218721)

ابوالوليد المسلم 06-12-2019 04:45 PM

أهمية النصيحة في حياة الداعية
 
أهمية النصيحة في حياة الداعية
هشام بن عبد الملك آل الشيخ


للنصيحة أهمية كبرى في حياة الأفراد والجماعات، فالإنسان ضعيف بطبعه يعتريه النقص والخلل كل وقت، لذا يحتاج إلى النصيحة ويحتاج إلى من يخلص القول محبةً له وبحثاً عما يعود بالخير له، وقد اهتمت الشريعة الغراء بالنصيحة فقد كانت خلاصة دعوة الأنبياء في النصيحة قال الله - تعالى -، عن نوح - عليه السلام -: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [سورة الأعراف، الآية: 62]، وقال عن صالح - عليه السلام - بعد أن دعا قومه ورفضوا دعوته: (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) [سورة الأعراف، الآية: 79].
ثم إن النصيحة سبب لنجاة أهل الأعذار عن الجهاد وذلك بشرط نصحهم لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة التوبة، الآية: 91].
كما أن من شدة أهمية النصيحة جعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - من الدين، فقَالَ ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ)) قُلْنَا لِمَنْ، قَالَ: ((لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)).
قال الإمام النووي - رحمه الله -: "هذا حديث عظيم الشأن، وعليه مدار الإسلام، وأما ما قاله جماعات من العلماء: أنه أحد أرباع الإسلام، أي أحد الأحاديث الأربعة التي تجمع أمور الإسلام، فليس كما قالوه، بل المدار على هذا وحده، ومعنى الحديث: عماد الدين وقوامه النصيحة، كقوله: الحج عرفة أي عماده ومعظمه عرفه"[شرح النووي لصحيح مسلم 1/15].
ثم إن النصيحة سبب من أسباب نجاة المجتمع، وحفاظ تماسكه من المنكرات ورذائل الأخلاق، وقد مدح الله الأمة الإسلامية بقوله: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)[سورة آل عمران، الآية: 110].
الأصل في النصيحة الوجوب لقول الله - تعالى -: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)[سورة المائدة، الآية: 2]، وفي الحديث عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ أَوْ قَالَ لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»[رواه مسلم]، وقد نقل الإمام النووي - رحمه الله - وابن حزم - رحمه الله - الإجماع على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذا أجمع المسلمون بأن النصيحة من الدين[شرح النووي لصحيح مسلم 2/22]، فالنصيحة مشروعة وينبغي إظهارها بين الناس.


الساعة الآن : 12:01 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.01 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.54%)]