ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   معركة المرية في الأندلس (بركة الصقر) (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=214727)

ابوالوليد المسلم 19-10-2019 03:22 AM

معركة المرية في الأندلس (بركة الصقر)
 
معركة المرية في الأندلس (بركة الصقر)



د. محمد منير الجنباز



معركة المرية في الأندلس











وتُسمَّى (بركة الصقر) سنة 709هـ




















قائد المسلمين:



أبو مَدْين شعيب قائد الجيوش البري، وأبو الحسن الرنداحي قائد الأسطول.







قائد النصارى:



خايمي الثاني ملك أراجون.







سببها:



أن ملك أراجون خايمي الثاني أراد القضاء على ممالك المسلمين المتبقية بالأندلس، فقصد مدينة المرية - مدينة بحرية تقع إلى الجنوب الشرقي من غرناطة - وحشد أكثرَ من مائة ألف مقاتِل، إضافة إلى ثلاثمائة سفينة، ونزل عند بركة الصقر، ثم دار يتفحص الأسوار ليُحدِّد مكان الهجوم.







وفي الحال أمر أبو مَدين بإزالة كلِّ المباني خارج الأسوار ليعد ساحة مكشوفة حول المدينة، ثم هُوجِمت المدينة فصمد أهلها، ودافعوا عنها واستماتوا في ذلك، وبالمقابل تَكالَب الإفرنجُ عليها فلم يُفلِحوا.







وفي اليوم التالي وصل مددٌ إلى المرية في مائة وخمسين فارسًا، فاستطاعوا اختراق حصار الأعداء بعد معركة حامية، ودخلوا البلد سالمين لم يقتل منهم أحد، ثم أحدق النصارى بالبلد من كل جانب، وكان الرعب أولًا قد سيطر على أهل المرية، لكن بعد المناوشات ثبتت قلوبهم ووطَّنوها على القتال، فأصبحوا كالأسود الضواري ولم يعبؤوا بهذا الحشد، وصاروا هم المبادرين.







وفي اليوم الثامن من نزول الجيش أقبل العدو براياته وجنوده من قبل باب بجاية، ودافع المسلمون هناك بأشد المدافعة، فانسحب، ثم أقبل جيش للمسلمين من جهة غرناطة لفكِّ الحصار فقاتلهم العدو فعادوا.







وفي هذه الأثناء خرج أهل المرية إلى مستودعات النصارى وعادوا سالمين، ثم ركب الإفرنج فارسهم وراجلهم وأحدقوا بالبلد ودفعوا أبراجًا على عجلات ليصعدوا منها إلى أسوار المرية، فدافع المسلمون وثبَتوا فوق الأسوار وأحرقوا الأبراج، وكبدوا المهاجمين خسائرَ فادحة، وعاد جيش غرناطة لمهاجمة العدو وفكِّ الحصار، وشَنُّوا هجماتٍ على أطراف الجيش فأثَّرت فيه، كما أعدُّوا الكمائن لقوافل التموين والإمدادات، فكانوا يوقعون بها ويغنَمونها.







ثم عاد جيش غرناطة بقيادة عثمان بن أبي العلاء، فالتقى مع جيش الطاغية، فكانت الدائرة على النصارى، لكنهم لم يَفُكوا الحصارَ، واحتال قائد النصارى فأرسل فِرْقة ليلًا لتعود نهارًا بلباس المسلمين فيفتح لها أهل المرية الأبواب ظنًّا منهم أنها مدد لهم، وركب جيش الإفرنج متظاهرًا بقتالهم تاركًا الخيام دون حراسة، وقد أعدَّ الكمائن اللازمة وعمل على استدراج أهل المرية، وفعلًا خرَجوا لكنهم قبل الوصول إلى الكمائن عدلوا إلى الخيام التي على الجبل من الناحية الأخرى دون شعور منهم، لكنها إرادة الله، فظن الإفرنج أن المسلمين اكتشفوا الكمائن وفطنوا للمكيدة فخرج الإفرنج من كمائنهم، فرآهم المسلمون ودخلوا البلدة وتصدَّى حَمَلة السهام لردِّ المعتدين وحماية المسلمين، واستنقذوا مَن تأخر منهم بالحبال والسلالم، وبطلت حيلة الإفرنج.







ونوَّع الإفرنج في الأسباب ليملكوا البلد فأخفقوا، وقاتلوا من جهة البحر فأخفقوا أيضًا، وعاد جيش غرناطة لمواصلة هجومه على أطراف الجيش، وكلما التحم جيش غرناطة مع الإفرنج يخرج أهل المرية لنهب الخيام، وفي هذه المرة أحرَقوها، فترك النصارى القتال وعادوا لإطفاء الحرائق وحاول النصارى أخذَ البلد من جهة الجبل، ولم يكن على السور سوى رجل واحد فاستصرخ الناس فهبُّوا إليه وفي فترة وجيزة امتلأت الأسوار بالمدافعين، وخرجت طائفة من المسلمين فقلبوا السلالم وقتلوا مَن كان عليها ثم عادوا للبلدة، كما أحدثت المجانيق ثُلمة في السور ودار عليها صراع عنيف، لكن المسلمين لم يُمكِّنوهم من دخول البلدة، وبعد خمسة شهور رحل قائد النصارى بعد أن فقد تسعين ألفًا من جنوده، وكثيرًا من الخسائر المادية الأخرى.








هذه صورة رائعة من استبسال المسلمين وتوطيد عزمهم على الشهادة، فقد بذلوا جهودهم في دفع العدو، وفي قطع خطوط إمداده ومناوشته، رغم قلة عدد المسلمين فلم يكن جيش غرناطة يتعدَّى خمسة الآلاف، ومع ذلك لم يَهِنوا ولم يستسلموا، وكلَّل الله جهودَهم بالنجاح، وهذا درس في الصبر والثبات.






الساعة الآن : 03:13 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 8.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 8.64 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.07%)]