ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى الشعر والخواطر (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=30)
-   -   رمضان فى عيون الادباء متجدد (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=201027)

ابوالوليد المسلم 06-05-2019 03:20 AM

رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
(عدنان علي رضا النحوي )

رَمَضـانُ أقْبِـلْ! لم تَزلْ تهفو إِلى * * * لُقْيـاكَ أَحْنـاءٌ تئِــنُّ و تُشْفِـقُ
وتظـلُّ أفئـدةٌ تهيـجُ لكـيْ تـرى * * * في الأفْـقِ يَطْلـعُ نـورُك المتَدَفَّـقُ
ترنـو لمطْلَعِـكَ العيون! حنينُهـا * * * أمـلٌ وَشوْقٌ بَيْنَ ذلـك يَخْفُـقُ
غلَـبَ الأسـى فينا وهاجَـتْ أَضلعٌ * * * بالذكريات وغـابَ صُبـحٌ مُشْـرِقُ
رمضـانُ أَقْبِلْ! فالقلـوبُ كَليمـة * * * و النَّفْـس بيـن أنينهِـا تتمـزقُ
انظرْ إلى الساحات ِ! هلْ تلْقى سوى * * * جُثـثٍ ٍٍ مُكـوَّمَّـة و طَرْفٍ يُطـرقُ
وَهـزائمٍ تلْو الهـزائم ! و القـوا * * * رِعُ والأسى موجٌ يَثـور و يُحْـدِقُ
وزلازلٍ مـلءَ الـدَّيَـار كـأنّهـا * * * نُـذُرٌ تَشُـدُّ على القلوبِ و تُطْبِـقُ
والناس! ويحَ الناس في غمـراتهم * * * لـهـوٌ يُخَـدَّرُهُم و ذُلٌّ يَطْـرقُ
و تُسَـدُّ أبوابُ المسالِـكِ دونهـمْ * * * قَـدَراً بمـا كَسَبوا وقهْـراً يَصْعَـقُ
رمضـان! أَحْيِِ الذكْـرَياتِ لعلَّنـا * * * يومـاً نُفيـق بِهـا ويوماً نَسْبـقُ
أقْبِـلْ ببَدرٍ! و الزحـوفُ غـنيّـةٌ * * * للهِ تصْفـو في الجهـادِ وَ تَصْـدُقُ
و أعِـد لنا ذِكْرى المياديـن الّتي * * * خَفَقَـتْ وجالَ بها الكمـاةُ السُّبَّـقُ
و أعِـدْ لنـا ذِكْرى الملاحِم رفرَفَتْ * * * راياتُهـا نَصْـراً يَعِـزُّ و يَخْفِـقُ
كـلُّ المواقـع لم تزل ذِكْـرى لنـا * * * بِـدَمٍ يفوح المِسْـك منـه ويَعْبـقُ
رَمضان! ويحي! كَيْف نَلْقَاهُ وقـد * * * غَلـبَ الهـوانُ بنـا وغَابَ المَنطِقُ
رمضـان أقْبِلْ! ذكرياتُ النّصْـرِ لا * * * تُمْحـى! يُعيـدُكِ مغربٌ أو مَشْـرقُ
قـد كنتَ يا رمضـانُ شَهْـرَ إباءةٍ * * * عِـزَّاً أجـلَّ ورايـةً لـك تسمـقُ
قـد كنـتَ شهـرَ ملاحِمٍ ممتَـدَّةٍ * * * حقّـاً يَجُـولُ و آيَـةً لا تَخْـلـق
قَـدْ كنتَ تشْهَـدُ أُمّـةً موصولـةً * * * صفّـاً تُجَمَّعُـهُ العُــرا و الموْثِـقُ
واليـوم قَـدْ غلـبَ الصّراعُ فَمُزَّقُوا * * * إرَبـاً على أهوائهـمْ و تفـرّقُـوا
أُغْضـي حَيـاءً إِنْ بَـدَتْ إطلالـةٌ * * * مِـنـه ونَحْـنُ بنا الهـوانٌ المُرْهِقُ
الـدَّار! يا لِلدار! كانَـتْ سـاحـةً * * * يُجْـلى بهـا مَغْنىً ورَوْضٌ مُوْنِـقُ
أنّـى التفـتَّ زُهـورُها فوّاحـةٌ * * * عَبَقـاً ومِسْـكٌ في الدّيـار يُـفَتَّـقُ
وتُمَـدُّ أغْصـانٌ يفيض عطاؤهـا * * * نُعمـى تطيبُ و كـلُّ غصنٍ مورقُ
واليـوم قد ذَبُـلَـتْ أَزاهرنا وَجَفّـ * * * ـت في الدَّيار وغاض نبـعٌ ريّـقُ
قـد كنتَ يا رَمضان تُشْرق في ربى * * * الأقصى هُـدىً أَغْنى وحقّـاً يَنْطـقُ
واليـوم يمـرَحُ في مرابعـه اليهو * * * دُ وحولَـه صَمْـتٌ هنالـك مُطَبْـقُ
رِجْسٌ يسود على الديـار و فتنـة ٌ * * * تعلـو وسُلْطـانٌ يُـذِلُّ و يـخْنُـقُ
المسجـدُ الأقصـى! وطـالَ إِسارُهُ * * * وأنينُـه و حَـنـينُـه و تـشـوُّقُ
ويكاد يَصْرَخُ ثُمّ تُطْـوَى صيحَـة * * * بين الضجيج وكـلُّ دَرْبٍ مُغْـلَـقُ
رَمَضانُ أقْبِـلْ! كَيْ تُعيد لنا جَـلا * * * لَ شَهـادةِ التَّـوحيـد نُوْراًَ يُشْـرقُ
لِتَضُـمَّ آفَـاقَ الـدَّيـار إِذا نـأتْ * * * ودَنَـتْ وطَـابَ جَمـالُها المُتألَّـقُ
واليـومَ تُقْبـلُ والـدَّيـارُ كَـأنّهـا * * * قِـطَعٌ تَنَـاثَـرُ في الفضَـاءِ وتُطْلَقُ
ويـكاد يَصْـرَعُني الأسى خجلاً لما * * * نلقى! أََميـلُ ! أردُّ طرفي! أُطْرِقُ
انظُـرْ إِلـى أُمَـمٍ هُنَـاكَ تهيَّـأت * * * لَكَ! قَـدْ أَعَـدَّتْ كلَّ مـا يتحقّـق
جَمَعُوا أطاييب الطَّعام و أسْـرفـوا * * * ومَضَـوْا إلى لهـوٍ يضجّ و يُحْـدق
يُحْيُـون لَيْلَهُـمُ بأَفْنـانِ الهـوى * * * وإِلى دواعي " الفـنّ " حشدٌ أسْبَـقٌ
ومَعَ النّهار هُـمُ الغفـاةُ النائمــو * * * نَ وحَـوْلَهمْ زَحْـفُ العُـداةِ المُطبِقُ
أيـن الذين مَضَـوْا إذا ما جِئْتَهـمْ * * * هبّـوا لملحمـةٍ تـدورُ وصـدَّقـوا
يحيـون لَيْلَهُـمُ بـآيـات الهُـدى * * * ومـع النَّهـار هـم الأُبـاة السُّبَّـقُ
قد كُنتَ تُشرقُ في ربى الإسلام يَجْـ * * * مَعُهـا الهـدى ساحاً تَجـودُ وتُغْدقُ
واليـومَ مُزَّقَتِ الدّيـارُ و قُطّعَـتْ * * * تلك الحِبالُ وغـاب عنهـا الرونَـقُ
أنّى التفـتَّ اليـومَ تَلْقـى أَدْمُعـاً * * * حَـرّى تُصَـبُّ على دمٍ يتـدَفّـقُ
تَلْقَى الثَّكـالى واليتَـامى و الأَسـى * * * فَـوْقَ الوُجـوهِ تَغيبُ فيه و تُرْهَـقُ
وتـرى المجازرَ والعِـدا يتواثبـو * * * ن على الدّيـارِ وكلُّ وثْـبٍ موِبـقُ
وترى بني الإسلام يَقْتُـل بعضُهـم * * * بعضـاً ويُمْعِـنُ في العِـداءِ ويُغْرِقُ
وتَرَى عَـدوَّ المُسْلمـين مَهَيْمِنـاً * * * يُلْقـي بأحْمـالِ الـهَـلاك ويُطِلـقُ
مُتَـربَّصـاً! متسلَّلاً! فُتِحَـتْ لـه * * * جُـلُّ الثُّغـور فجـال فيها الفيلـقُ
وتَراهُ صفّـاً واحِـداً مُتَمـاسكـاً * * * والمسْلمـون مَعَ الهَوان تفـرَّقـوا
رَمَضان أَقْبِلْ! وامسحَنَّ من الأسى * * * وأعِدْ لنـا الأمَـلَ الـذي يتـألَّـق
واغسلْ قلوب المسلمين وضعْ بهـا * * * أملاً به تحيـا القلـوبُ و تخفـقُ






ابوالوليد المسلم 07-05-2019 12:05 AM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان في عيون الأدباء
(محمد صادق عرنوس)

أهلاً بـشهر الإنابَةْ *** والدعوة الـمستجابَهْ
أهـلاً بـخير طبيب *** يشفى النفوسَ المصابه
تـظلُّ مرسى الخطايا *** مـن شـهوة غـلاّبه
ومـن خِـداع وزورٍ *** فـاشٍ وباقي العصابه
حـتى تـراكَ فتلقى *** أوزارهـا فـي غيابهَ
تجري إلى الخير عَدْواً *** والـشرُّ تُـقفل بـابه
بـيتٌ تـخرَّب منها *** هـبَّت تُـلافي خرابه
وأصـبـحت تـتمنَّى *** لـو تـستعيدُ شـبابه
تَـقوَى بمظهر تقوَى *** لـه عـليها الـرقابه
ألـم تـكن قـبل هذا *** نَـمّـامةً مُـغـتابه
إن حـدَّثَتْني حـديثاً *** ظـنـنتُها كـذابـه
أو رُحتُ أبغي هُداها *** رأيـتـها مـرتـابه
حـتى إذا لحت أمسى *** لـها الـصلاحُ مَثابه
تعطى الجزيلَ وكانت *** شـحيحةً بـالصبابه
مـناظرُ البؤس باتت *** تُـلين مـنها الصلابه
***
أهـلاً بـأكرم ضيف *** قـد اسـتطلنا غَيابه
قـد أنـزلَ اللهُ فـيه *** عـلى الـعباد كـتابه
هـدى ونـورا أعادا *** لـذي الجنون صوابه
لــلـه أيّـــةُ آيٍ *** آيــاتـه الـجـذّابه
حـتى تُـخرِّجَ قوما *** على طِراز الصحابه!
أسـرارُهـا نـفحتهم *** بـالـهمة الـوثـابه
مـا بـين يوم ويوم *** وذا مَـثارُ الـغرابه
تـعقبوا الـكفرَ محواً *** بـمـحوهم أربـابه
بـلابلُ الـدين أجلتْ *** غـربـانَه الـنـعَّابه
أقـوى جـنودٍ لديهم *** كـانت جنود المهابه
لـما تـركنا هـداهم *** والـسيفُ قَـدَّ جِرابه
صـرنا الذنابى وكنّا *** فـي العالمين الذؤابه
واحـسـرتاه شـهدنا *** مـن الـزمان انقلابه
***
أهـلاً بـأفضل شهر *** لـسنا نـحدُّ ثـوابه
مـا فيكَ عيب، ولكن *** فـي مُفطِريكَ المعابه
مـا أنتَ جوعٌ ولكن *** عـطفٌ وشبهُ قَرابه
إن جـاع فـيك غنيّ *** أعـطى الفقيرَ طِلابه
فـلـتغنموه جـميعاً *** ولا تَـمـنَّوا ذهـابه
ولـيُحسنِ الـعبدُ فيه *** إلـى الـكريم مَـتابه






ابوالوليد المسلم 08-05-2019 01:45 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان في عيون الأدباء
(ماجد بن عبد الله الغامدي)

أقـبـلـتَ يا رمضانُ بالرضوانِ *** وغـمـرتـنـا بِسَكينةَ الوجدانِ

نـوراً يُـشعُّ على البريّةِ بالتُقى *** تَـرِدُ الـقـلوبُ معينهُ الروحاني

شـهـرٌ عـلى كلِ الشهورِ متوّجٌ *** بـالـصـومِ والحسناتِ والغفرانِ

شـهـرٌ وفـيه على محمدِ أُنزلت *** بـركـاتُ ربِ الـعرشِ بالقرآنِ

شـهـرٌ شياطينُ الضلالةِ صُفدت *** لِـجـلالِـه و لِـقُدسهِ النوراني

فـبـرحـمة الرب الكريمِ قدومهُ *** و تـفـيـضُ فيه مناهلُ الغفرانِ

واخـتـصّـهُ ربُ الـعبادِ لنفسِهِ *** فـجـزاؤهُ عـتـقٌ من النيرانِ

يـاربُ فاضت في رجاك قريحتي *** فـطـرقتُ بابك واستبقتُ لساني

يـا ربُ أكـثرنا الذنوبَ ضلالةً *** مَـن للمُنيبِ سوى رضا الرحمنِ

يـا ربُ جـئتُكَ من ضلالي تائباً *** هـذي دمـوعـي حرّقت أجفاني

يـا عـالِمَ الأسرارِ تلكَ سريرتي *** وعـلمتَ ما تُخفي..وذاك جِناني

روحٌ بـمـا أسرفتُ جهلاً أجدبَت *** ظـمـأً وجـودُكَ مـوردُ الظمآنِ

قـلبي يُسابقُ خطوتي في توبتي *** والـنـورُ يـملأُ مهجتي وكياني

يـا مَن بسطتَ يديكَ تُجزلُ رحمةً *** ثـقّـل بـجـودِ عطائكم ميزاني

واجـعل لنا من نهرِ عفوكَ مورداً *** واجـزْ الـمـسيءَ بِمِنّةِ الإحسانِ

يـا مـالكَ المُلكِ التجأتُ بعفوِكم *** يـا قـابلَ التوبِ اغتفر عصياني

إن لم يكن فيك الرجاءُ فمن لنا!!؟ *** يـا ربُ واعصمني من الشيطانِ

يـا ربُ مـا أذنـبتُ إلاّ جاهلاً *** فـاجـزل عطاء الصفحِ للندمانِ

يـا ربُ لا نـرجو سواكَ تفضُلاً *** فـرجـاؤنـا لـلـواحـدِ الديانِ

يا ربُ سامحْ واهدِ واغفر واجزنا *** مـن جُـودِكَ اللهمَ خـضرَ جِنانِ






ابوالوليد المسلم 09-05-2019 02:06 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
(ناهد إسماعيل الديب)
رمضان شاهد على العصر

شهرٌ يعم الروح نور صفائه *** ويطهر الأرجاء من أضغانِ

قد جاء يرسم للحيارى دربهم *** ويشيد صرح العدلِ بالأركانِ
درسٌ ومدرسةٌ ونور بصيرةٍ *** ومفازةٌ للصفح والغفرانِ
رمضانُ يا فَرَح الفقير وقد ثوى *** بالليل يرثي حاله ويعاني
كم قد يبيتُ على الطوى متلحفاً *** بالبردِ في ثوبٍ من الأحزانِ
رمضان يا شهر اليتيم ورحمةً *** كم تحتويه برأفةٍ وحنانِ
من نفحة الصدقات تجبرُ يُتمه *** وترد دمعاً بات بالأجفانِ
رمضان يا شهر الفتوح ونفحةً *** قدسيةً لكتائب الرحمن
قد كنت شهر النصر دوماً لآلئ *** حملوا اللواء ودعوة العدنانِ
رمضان قد حركت ساكن همنا *** ورميت طيَّ الجرح بالأشجانِ
زُمَرُ الجراحِ تصعدت عن بكرةٍ *** لم يبق منها غائرٌ أو داني
رباه هل للفجر فينا موعدٌ *** كي يزهق البطلانُ بالبرهانِ
ابعث لنا نوراً تُصَيِّرُ ليلنا *** فجراً تبددُ غيهبَ الكفران


ابوالوليد المسلم 10-05-2019 05:22 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
رجعتُ إليك
(د.عبد المعطي الدالاتي)


رجعتُ إليكَ، إلهَ الوجودِ *** فطابَ رجوعي،وطاب سجودي
رجعتُ أريدُ الخلودَ،ومالي *** سواكَ، فهبْ لي جِنانَ الخلودِ
رجعت ُوأهواءُ نفسي قيودٌ *** أعِنّي ، إلهي ، لكسرِ القيودِ
***
شردتُ وكم حيّرتْني الدروبُ! *** وقلبي يسائلُ:أين الحبيبُ؟!
فلاحتْ لقلبي معالم ُدربي *** وفي الدربِ نورٌ،وفي الدرب طيبُ
وفي الدرب هدْيُ الرسولِ يقودُ *** الحيارى،فقلتُ:أتوبُ، أتوبُ
***
أياربّ:إني مَللتُ دروبي *** وعمري اشتكىمن جراحِ الذنوبِ
فذنبي كبيرٌ.. وحوبي عظيمٌ *** ويَمسحُ عفوُكَ ذنبي و حوبي
وأَعلمُ أنكَ تعفو .. ولكنْ *** يطولُ لأوزارِ عمري نحيبي
***
وأَعلمُ أنكَ تغفرُ ذنبي *** وتعلمُ أني أحبّكَ ربي
ولو كان عمري ذنوباً فإني *** سأسألُ قربي،وأعلنُ حبي
وأعلنُ أني أحبك ربي *** بدمعي.. بلحني.. بخفقةِ قلبي
***
رجعتُ إليكَ .. ودمعي جرى *** لِيسجدَ دمعيَ فوق الثرى
هجرتُ دروبَ الهوى،وعجِلتُ *** إليك لترضى، إلهَ الورى
وأظمأتُ يومي بصومي،وعفْتُ *** بظلِّ النجاوى لذيذَ الكَرى
***
رجعتُ إليكَ،أُرَجّي رضاكَ *** وماكنتُ أرجو،إلهي،سواكَ
أناجيكَ ..أدعو وكليّ رجاءٌ *** وحاشا يَخيبُ محبٌّ دعاكَ
إليكَ مآلي..وكلُّ سؤالي *** رضاكَ-إلهي-وحسبي رضاكَ
***
تلوحُ الجِنانُ فمنْ ذا اشترى؟ *** ومن ذا يهيمُ بأعلى الذُّرا ؟
وذو الشوقِ يُدلج ُعندالسُّرى *** لطيبة َيهفو ..وأمِّ القُـرى
تلوحُ لقلبي مواسمُ حُبِّ *** تلوحُ..فيا قلبُ: ماذا ترى؟!





ابوالوليد المسلم 11-05-2019 05:36 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
( زين العابدين بن بيه )
رمضان

رمضانُ أقبل فالزمانُ سرورُ *** والآيُ والذكرُ الحكيمُ عبيرُ
كم فيك من سرٍ أحار بكُنهِهِ *** وعليه من حُجب الغيوبِ ستورُ
عالٍ فليس يُنالُ إلا بالضنى *** والصعب بالعزم القوي يسيرُ
غالٍ فلا يلقاه إلا باذلٌ *** وكذاك للغيد الحسانِ مهورُ
فإذا قدمت فكلُّ قلبٍ طائرٍ *** لا تحتويه أضالع وصدورُ
ومن الجنان تفتّحٌ وتبسّمٌ *** للصائمين وبهجةٌ وحبورُ
ومن الصباح تبلّجٌ وتنفّسٌ *** ومن الزهور اليانعات عطورُ
****
غمرت لياليك الحياةَ بنورها *** ماذا يضيفُ الشاعرُ المغمورُ؟





ابوالوليد المسلم 12-05-2019 06:05 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
رمضان
د. م/ عبد الله الخليوي


لمّا أتى غمرَ الوجــودَ ضـــــــياءْ ***وانجابَ عن رانِِ القلوبِ غشـاءْ
واستبشرَ الكونُ الفســيحُ وكبّرتْ ***أرجـــــــــــاؤُه واهتزّتِ البيــداءْ
شــــــــــــهرٌ به خيرُ الكلامِ منزّلٌ ***قرآن ربّي مِنّـــــةٌ وشــــــــــفاءْ
رمضـــــــــانُ هلّ فعانقتْنا رحمةٌ ***وعرا الجميعَ محبّــــةٌ ووفــاءْ
قد جئتَ أهلاً فاعتراني ما اعترى ***خوفٌ يخالطُُ مهجتـي ورجــــاءْ
قد صُفّدتْ فيك الشـــــياطينُ التي ***قد نالنــــــــا منها أذًى ووبـــاءْ
وتزيّنتْ جنّــــــاتُ ربّـــــي للذي ***قد كانَ في مرضــاتِهِ مشّــــــاءْ
شهرٌ به الرّحَمَاتُ أشـرقَ نورُها ***فعلا قلوبَ المؤمنيـــن ســـــناءْ
شـهرٌ به الرحمنُ يغفرُ ذنبَنــــــا ***للـــدّاءِ غفـــرانُ الذّنــوبِ دواءْ
والعتقُ من نارِِ السّمومِ مزيّـــــةٌ ***منّ الرحيمُ بفضــــــــلِهِ وجزاءْ



ابوالوليد المسلم 13-05-2019 05:54 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
(رمضان عاد)
صالح أحمد


رمضانُ عادَ * وكنّا نياما *
وفي القدسِ يَزحَفُ * غَيمٌ ثَقيل*
تُرى؟ وبماذا؟! * سَيُمطرُ قدسي * غيمٌ ثَقيل*
رمضانُ عادَ * وكُنّا قِياما *
على حافَّةِ الصَّمتِ *
يصرُخُ فينا * غَدًا سنعود *
فأنّى الرّحيل؟! *
رمضانُ عادَ * وكِدنا نفيق *
على عالَمٍ * ما ألِفنا رُؤاهُ *
تغَرَّبَ خلفَ ضبابِ الذّهول *
وخَلفَ الجنونِ * رؤًى وعَوالِمَ * ملءَ الذّهونِ * وملءَ البطون *
وملءَ الهُراءِ * بكلِّ العُقولِ * وملءَ الذُّبول *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يطول *
بِعُمرِ انتحابَةِ طفلٍ نحيل *
وحجمِ ارتعاشَةِ جفنٍ ثقيل *
وشَفَةٍ تقاوِمُ إغراءَ حَرفٍ * قُل * ما أقول؟! *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يطول *
بعمرِ ابتسامةِ طفلِ الحكايةِ! * يُقلِّدُ وقعَ زُحوفِ الخُيول! *
ويمضي * وتبقى حروفُ الحكايةِ * رغمَ الهواية *
طيَّ الجلودِ * وسرَّ النخيل *
بذاكرة * أرهَقَتها الحروفُ *
فملَّ التذكُّرُ * سوءَ الظروفِ * وطولَ الوُقوفِ *
انتظارا للحظةِ حظٍ جميل*
تحيّي الكفوفُ * نشيدَ الزُّحوف * إليكَ الدّليلُ * إليكَ الدّليل*
ظلامٌ ثقيل*
طفلٌ يلوذُ بموتٍ جميل*
حِوارٌ يدورُ * رؤوسٌ تدورُ * يدوخُ النّخيل *
وقالٌ * وقيل*
فشكري الجزيل! *
إلى من رماني * بعشقِ الزّمانِ * ونومي الثقيل*
ورَوّى الغليل *
فشكري الجزيل * شكري الجزيل *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يطول*
بحجم التِفاتَةِ * أمٍ تناجي * شمسَ القتيل*
بحجمِ اختلاط ِ* السّكونِ * الذّهولِ * الوُجودِ * الرّحيل *
رمضانُ عادَ * ولا * لن يُعيدَ * اكتِشافَ الملامِحِ *
حارَ الدّليلُ؟ *
إليكَ البديل *
رمضانُ عادَ * يَهُزُّ الأصيل *
فشكري الجزيل *



ابوالوليد المسلم 14-05-2019 08:45 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
(رمضان في ديوان الشعر العربي)
أمين سليمان الستيتي


ما كان رمضان ليختلف عن غيره من شهور العام لولا فريضة الصوم التي أعطته هذه الخصوصية. ولعل قول اللغويين: إنه يرمض الصائم حين يحر جوفه، فيه من الصحة الكثير. وقد شغلت أمور الدعوة، وحروب الردة الصحابة منذ زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحتى نهاية عصر أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، فلـم يكـن للشعر مكانـه القـديم، ولـم يصفـوا العادات المتعلقة بصومه، أو قيامه، سوى ما كان من أداء الفريضة، وقيام الليل، وغيرها
وفي سيرة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه جمع الناس للتراويح على إمام واحد، في رمضان الثاني من حكمه، ورأى الناس في ذلك خيراً عميماً، واستمعوا إلى ترتيل واحد شنف آذانهم، وعكفوا على تلاوته آناء الليل، مع التسبيح، وغيره من الأقوال والأعمال الصالحة، ليل نهار، وبرز دور الشعر في تخليد مثل هذه الصورة؛ إذ قال الشاعر:
جاء الصـيام فجاء الخير أجمعه *** ترتيل ذكر وتحميد وتسبيحُ
فالنفس تدأب في قول وفي عمل *** صوم النهار وبالليل التراويحُ
وكأن هذا السياق الفطري، البعيد عن التكلف يبين بوضوح انتماء هذا القول إلى عصره، بعيداً عن كل الصور البيانية، أو المحسنات اللفظية، المعبر عن صدق المشاعر، وتأثير العبادة في نفوس المؤمنين.
لكن الشعراء عبر العصور رسموا صوراً وضّاءة لرمضان، وللمسلمين فيه، وزينوا صوره بكل ما استطاعوا من الصــور والمحسنات، وتخيروا الألفـاظ المــوحية المعبـرة؛ فهذا شاعر يقول:
أَدِم الصيام مع القيـام تعبُّـداً *** فكلاهما عمـلان مقبـولانِ
يا حبذا عينان في غسق الدجى *** من خشية الرحمن باكيـتانِ
فإذا طوينا شراعنا على عتبات العصر الحاضر، رأينا أدباءنا يرسمون لرمضان صوراً كثيرة، منها الإيماني المتعلق بأهداب العبادة، ومنها السلبي المتعلق بسدول غيرها، ومنها بين ذلك بعدد ألوان الطيف، أو يزيد.
وللجــوع أثــر في رائحـة فـم الصائـم، والـتي جعلها اللـه - سبحانه - أطيب من رائحة المسك، كما روى ذلك رسولنا - صلى الله عليه وسلم -، وقد صاغ الشاعر محمد حسن فقي هذا المعنى بألفاظ قريبة التناول، سلسة تنساب رقراقة بقوله:
وعلى فمي طعم أحس بأنـه *** من طعم تلك الجنة الخـضراءِ
لا طعم دنيانا فليس بوسعهـا *** تقديم هذا الطعم للخـلفـاءِ
ما ذقت قط ولا شعرت بمثله *** ألا أكون به من السـعـداءِ
وفي القصيدة ذاتها يصف الشاعر استبشار المسلمين برمضان الكريم، وأيامه الجليلة، ووحي الله من السماء، بكلمات منقادة له انقياد العاشقين، حيث يرسمها على ألحانه، ويعزفها بألوانه فيقول:
قالوا بأنك قادم فـتهللت *** بالبشر أوجهنا وبالخيلاءِ
لِمَ لا نتيه مع الهيام ونزدهي *** بجلال أيام ووحي سـماءِ
وللشفافية في العصر الحديث بريق يشد الناظرين، ويصوغه الشاعر محمود حسن إسماعيل، فيرسم لنا لوحة رمضانية النفحات، بألوان أطياف التقى، ويجند قدراته البلاغية ليصل بها إلى قمة الإبداع الشعري فيقول:
أضيفٌ أنت حلَّ على الأنامِ *** وأقسم أن يُحَيّا بالصيامِ
قطعت الدهر أنواراً وفيّـاً *** يعود مزاره في كل عـامِ
نسخت شعائر الضيفان لمّا *** قنعت من الضيافة بالمقـامِ
بأن الجود حرمان وزهـد *** أعزُّ من الشَّراب أو الطعامِ

ومن الشعراء السعوديين أحمد سالم باعطب، الذي يصور الأنفس المؤمنة مسرعة في ساحات الدموع الراجية غفران اللـه - سبحانه - بعد أن رأت كف الحسنات الرمضانية، وتجلي الله العلي العظيم على عباده بالجزاء الحسن الذي وعدهم، بلغة يتضح فيها الأثر الروحي، وكلمات تحمل دفء التقوى فيقول:
رمضان بالحسنات كفك تزخرُ *** والكون في لألاء حسنك مبحرُ
أقبلت رُحمى فالسماء مشاعل *** والأرض فجرٌ من جبينك مسفرُ
هتفت لمقدمك النفوس وأسرعت *** من حوبـهـا بدموعها تستغفرُ
ولوحة نادرة يرسمها عبد الله بن سليّم الرشيد، وعلى صفحات ثقافة الجزيرة، تنطق بالوعي الديني المتزايد عند المسلمين في هذا الزمن الذي يبشر بالخير رغم كل المآسي، وعي يدفع الناس للبحث عن الفوز بالآخرة، والتخلص من الذنوب صغيرها وكبيرها، فيقول على هذا اللحن الراقص، رقصة الرجال في الفرح وغير الفرح:
مرَّ شعبان فلم تَحفَل بـه *** روحُه الملـقاةُ بين الهـمَّـلِ
عجباً من أغبر ذي شعثٍ *** مرَّ بالنـهر فـلم يغـتـسلِ
ومن الشعراء الذين وقفوا مع التراويح: محمود عارف، وجعل لوحتها ماء يسبح فيه المؤمنون ليزدادوا إيماناً، ويرمز إلى بركة أيامه التي تعادل العمر كله؛ ففيه ليلة خير من ألف شهر، فيقول:
فيه التراويح الـمضيئة مسبحٌ *** للـقلب للإيمان يعـمر مرفقا
ساعاته عمر الزمان، مليئة *** بالذكر حيث العمر عاد محلقا
ويغوص بعض الشعراء إلى أعماق المسلمين يستجلون أثر قدوم رمضان على مجتمعاتهم، ويصورون البشائر، والرحمة التي تحل عليهم، وبهم، ومنهم، تصويراً حركياً يدفع إلى رؤية المنظر الحي، بألفاظ لا يكـاد يظهـر للصنعـة فيهـا يــد قريبـة ولا بعيدة، بل السجية سيدة الموقف، والموهبة الشاعرة، التي تظهر في قول حسين عرب:
بشرى العوالم أنت يا رمضـانُ *** هتفت بك الأرجاء والأكوانُ
لك في السماء كواكب وضّـاءة *** ولك النفوس المؤمنات مكـانُ
يا مشعلاً قبس الحقيقة بـعد أن *** أعيت عن استقصائها الأذهانُ
هذه لمحة من شعرائنا عبر الزمن، ليست شاملة، ولكنها مضيئة، تدفع المرء إلى قياس مشاعره، وحبه لهذا الشهر الذي جعله الله - جل جلاله - ظرفاً لفريضة الصوم، والتي اختصها لنفسه، وهو الذي يجازي المرء عنها؛ فهل تنشرح الصدور المؤمنة لاستقباله؟ وهل يستبشر المؤمنون في هذا الزمن بقدومه، ويرجون الله فيه النصر للمجاهدين في سبيله في كل مكان، رجاء الموقنين بالإجابة، وأن يزيل الهم والحزن عن صدور الأمة، ويكشف الغمة، ويأخذ بأيدينا إلى حيث أرادنا: خير أمة أخرجت للناس؟ أسأل الله...آمين... آمين... آمين!
----------------------
المراجع
- قرة العين في رمضان والعيدين، د. علي الجندي.
- رمضان بين الأطباء والشعراء، د. حسان شمسي باشا.
- رمضان في إبداعات الأدباء، محمد عمر.

ابوالوليد المسلم 15-05-2019 04:25 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
رمضان في عيون الشعراء
محمد أبو مليح


"رمضان يأتي مرة واحدة كل عام" وكذلك كل الشهور تأتي مرة واحدة كل عام. ولكن لرمضان خصوصية في إفراده عن تلك الشهور بالذكر والذكرى، وكان حال الشعراء قديما وحديثا حيال رمضان، مميزا عن باقي الشهور، فما أن يأتي شهر شعبان حتى يتنسم الشعراء عبير رمضان وتجد الشعر يتفجر عند بعضهم ابتهاجا بقدوم الصيام.
وعند اقتراب رحيل رمضان يجد الشعر مكانه في توديع هذا الشهر، فكان شعر الوداع ذكرا لمناقب الشهر ونفحاته.
وهكذا تدور الكرة، فما يفتأون يرددون ذكريات رمضان ويتمنون مجيئه، حتى يحظوا بكرمه وجوده وعطاياه.
في وداع شعبان
ابن دراج القسطلي (347 421/ 9581030م)، وهو شاعر من أهل (قسطلة دراج)، قال عنه الثعالبي: كان في بالأندلس كالمتنبي بالشام..يقول في وداع شعبان، وتنويهًا على مقدم رمضان:
فلئن غنمت هناك أمثال الدُمى *** فهنا بيوت المسك فاغنم وانتهب
تحفا لشعبان جلا لك وجهه *** عوضا من الورد الذي أهدى رجب
فاقبل هديته فقد وافى بها *** قدرا إلى أمد الصيام إذا وجب
واستوف بهجتها وطيب نسيمها *** فإذا دنا رمضان فاسجد واقترب
ويقول مؤيد الدين الشيرازي (390 470هـ/ 999 1077م):
ورحمة ربنا فينا تجلت *** وذاك الفضل من رب رحيم
وليس سواه يسأل عن نعيم *** إذا وقع السؤال عن النعيم
أتى رجب يؤمم منك شمس السـ *** ــعادة بدرها بدر العلوم
ويأتي بعده شعبان شهر النبـ *** ــي الطاهر الطهر الكريم
وشهر الله يتلوه وكل *** يدل على أخي شرف جسيم
في استقبال رمضان
وما أن يأتي رمضان حتى تشتعل نار الحنين في قلوب المحبين لرمضان، يرحبون بمقدم هلاله، ويبشرون الناس بقرب موعد قدومه، ويتغزلون في جمال هلاله.يقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي احتفالا بمقدم هلال رمضان:
هذا هلال الصوم من رمضان *** بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه *** واجعل قراه قراءة القرآن
صمه وصنه واغتنم أيامه *** واجبر ذما الضعفاء بالإحسان
ويقول الشاعر العراقي عبود الطريحي (1285 1328هـ):
أقبل شهر رمضان قم واستعد *** لصومه مع التقى والصلاح
شهر به الرحمة قد أنزلت *** وكل خير للتقى فيه لاح
أحب لله بأن تكون *** تلاوة القرآن عند الصباح
دع الملاهي عنك وادع به *** دعا النهار ودعا الافتتاح
ويقول الشاعر محمد الأخضر الجزائري عن هلال رمضان:
امـلأ الـدنيا شعاعـا *** أيـها النـور الحبيـب
اسكب الأنـوار فيـها *** مـن بعـيد وقـريـب
ذكـر النـاس عـهودا *** هـي من خـير العـهود
أما أديب العربية المصري مصطفى صادق الرافعي (1298 1356هـ/ 1881 1937م) فنجده يعبر عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
فديتك زائراً في كل عام *** تحيا بالسلامة والسلامِ
وتُقْبِلُ كالغمام يفيض حيناً *** ويبقى بعده أثرُ الغمامِ
وكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ *** إليك وكم شجيٍ مُستهامِ
ونقرأ للأديب الكبير الشاعر عبد القدوس الأنصاري رحمه الله (1403هـ) باقة شعرية جميلة يرحب فيها برمضان، ويصفه بأنه بشرى للقلوب الظامئة وربيع الحياة البهيج إذ يقول:
تبديت للنفس لقمانها *** لذاك تبنتك وجدانها
وتنثر بين يديك الزهور *** تحييك إذ كنت ريحانها
فأنت ربيع الحياة البهيج *** تنضر بالصفو أوطانها
وأنت بشير القلوب الذي *** يعرفها الله رحمانها
فأهلاً وسهلاً بشهر الصيام *** يسل من النفس أضغانها
وللشاعر محمد إبراهيم جدع قصيدة شعرية ترحيبية برمضان، يصفه فيها بخير الشهور، ولياليه بأنها مجالس للذكر وترتيل للقرآن، وفيه تتنزل الرحمات من الله العزيز المنان، ويقول فيها:
رمضان يا خير الشهور *** وخير بشرى في الزمان
ومطالع الإسعاد ترفل *** في لياليك الحسان
ومحافل الغفران والتقوى *** تفيض بكل آن
ومجالس القرآن والذكر *** الجليل أجل شان
نصائح رمضانية
ولا يفوت الشعراء أن يقدموا لقرائهم وأحبائهم نصائح رمضانية، فنجد عبد الله محمد القحطاني (قال عنه السمعاني: كان فقيها حافظا جمع تاريخًا لأهل الأندلس) يقول ناصحًا مرشدًا:
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا *** أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى *** شر البرية من له وجهان
ويقول الشاعر المغربي حمدون بن الحاج السلمي (1174 1232هـ/ 1760 1817م) في استقبال رمضان:
وإن أتى رمضان واصطفيت له *** فاخلع ثياب الهوى وقم على قدم
هذا زمانك مقبل ومبتسم *** بكل خير تلقه بمبتسم
وصنه عن كل ما يرديه من حرم *** ولتعكس النفس عكس الخيل باللجم
ولا يفوت أمير الشعراء أحمد شوقي (1285 1351هـ/ 1868 1932م) أن يتوجه إلى كل الناس بنصائحه الرمضانية، يستنكر على من يصوم عن الطعام فقط، ويدعوه إلى التخلي عن العيوب والآثام، فيقول:
يا مديم الصوم في الشهر الكريم *** صم عن الغيبة يوما والنمــيم
ويقول أيضا :
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى *** وقبل الصوم صم عن كل فحشا
ويقول الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي (1294 1364هـ/ 1877 1945م):
ولو أني استطعت صيام دهري *** لصمت فكان ديدني الصيام
ولكني لا أصوم صيام قوم *** تكاثر في فطورهم الطعام
إذا رمضان جاءهم أعدوا *** مطاعم ليس يدركها انهضام
وقالوا يا نهار لئن تجعنا *** فإن الليل منك لنا انتقام
فضائل رمضان
ويذكرنا الإمام البوصيري (608 696هـ/ 1212 1296م من محافظة بني سويف بمصر) بفضائل رمضان، ويتحسر على حال الفقراء والمساكين بعد رحيل شهر الكرم والجود:
آه وا ضيعة المساكين *** أن ولى أمر الطعام في رمضان
ويقول تميم الفاطمي (337 374هـ/ 948 – 984م وهو أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، له ديوان مطبوعة) ذاكرًا بعض فضائل شهر الصوم، متمنيا أن يكون العمر كله رمضان:
يا شهر مفترض الصوم الذي خلصت *** فيه الضمائر بالإخلاص في العمل
صوم وبر ونسك فيك متصل *** بصالح وخشوع غير منفصل
يا ليت شهرك حول غير منقطع *** وليت ظلك عنا غير منتقل

أما الشاعر السعودي محمد علي السنوسي فيتحفنا بقصيدة شعرية رائعة عن رمضان، يقول في أبيات منها:
رمضان يا أمل النفوس *** الظامئات إلى السلام
يا شهر بل يا نهر ينهل *** من عذوبته الأنام
طافت بك الأرواح سابحة *** كأسراب الحمام
رمضان نجوى مخلص *** للمسلمين وللسلام
أن يلهم الله الهداة *** الرشد في كل اعتزام
كما يصوره الشاعر محمود حسن إسماعيل (ولد في 2 يوليو 1910 وتوفي في 25 إبريل 1977م) يصور لنا رمضان كضيف عزيز حل وارتحل، فيقول:
أضيف أنت حـــل على الأنام *** وأقسم أن يحيا بالصــيام
قطعت الدهر جوابـــا وفـيــا *** يعود مزاره في كل عــام
تخيم لا يحد حمـــاك ركـــن *** فكل الأرض مهد للخيـام
ورحت تسن للأجواء شرعا *** من الإحسان علوي النظام
بأن الجوع حرمان وزهــــد *** أعز من الشراب أو الطعام
ويقول الشاعر السوري عمر بهاء الدين الأميري (وُلد 1336هـ) في ديوانه "قلب ورب":
قالوا: سيتعبك الصيام *** وأنت في السبعين مضنى
فأجبت: بل سيشد من *** عزمي ويحبو القلب أمنا
ذكرا وصبرا وامتثالا *** للــــذي أغنى وأقنى
ويمدني روحا وجسما *** بالقوى معنى ومبنى
" رمضان " عافية فصمه *** تقى، لتحيا مطمئنا
في وداع رمضان
وما أن يذعن الضيف بالرحيل حتى ينتفض المودعون،، يودعونه وهم عليه متأسفون حزنى، ويبدو ذلك في قول تميم الفاطمي وهو يرثي رمضان، قبيل رحليه:
ما تقاضت منا ليالي الزمان *** ما تقاضى شوال من رمضان
ما ترى بدره علاه سقام *** كسقام المحب في الهجران
كسفت نوره مخافة شوال *** كسوف الصيام للألوان
ويقول الشاعر الأندلسي ابن الجنان (615 646هـ/ 1218 1248م) معزيا نفسه ومن حوله في رحيل العزيز إلى قلوبهم:
مضى رمضان أو كأني به مضى *** وغاب سناه بعدما كان أومضا
فيا عهده ما كان أكرم معهدا *** ويا عصره أعزز على أن أنقض
ويقول الغشري وهو سعيد بن محمد بن راشد بن بشير الخليلي الخروصي، من شعراء القرن الثاني عشر) يرثي الراحل ويصبر نفسه:
خير الوداع لشهرنا رمضان *** هل بعد بينك كان من سلوان
خير الوداع عليك يا شهر الهدى *** لم يبق من ذنب ولا عصيان
فعلى فراق سال دمع عيوننا *** فوق الخدود كهاطل هتان
فهو المفصل والمعظم قدره *** خير الشهور وسيد الأزمان
وبعد رحيل الحبيب ليس أمام المحبين إلا الصبر، وليس من شيء أقدر على تصبيرهم مما ترك لهم الحبيب الراحل.فهم يقلبون فيما أتى لهم به من هدايا وعطايا، لعلهم يستطيعون للفراق تحملا، وعلى لوعة وشدته تجملا.
شعراء أظهروا التبرم من رمضان
وكما أن لكل قاعدة شواذ، فقد كان هناك من الشعراء – عفا الله عنهم – من أظهر تبرمه صراحة أو تلميحًا.
فهذا أبو نواس الذي ارتكب الموبقات، وكان يستعيذ من شهر رمضان بالتي أفسدت عليه حياته، وحرمته من أفضل اللذات، حيث ملكت عليه الخمر كيانه فأصبح لا يشعر بعظمة شيء سواها، فنجده يقول:
أستعيذ من رمضان *** بسلافات الدنايا
وأطوي شوال على القصـ *** ـف وتغريد القيان
وليكن في كل يوم *** لك فيه سكرتان
مَنَّ شوال علينا *** وحقيق بامتنان
ويقول صفي الدين الحَلِّي (675 – 750هـ / 1276 – 13499م)، شاعر عصره ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، وله عدة دواوين:
منظر الصوم مع توخيه عندي *** منظر الشيب في عيون الغواني
ما أتاني شعبان من قبل إلا *** وفؤادي من خوفه شَعبانِ
كيف أستشعر السرور بشهر *** زعم الطب أنه مرضان
في هجر اللذات حتما وفيه *** غير مستحسن وصل الغواني

في استقبال العيد
وللشعراء بعد رحيل رمضان وقدوم شوال أشعار، يقول علي الدرويش (1211 1270هـ/ 1796 1835م، مولده ووفاته بالقاهرة، وكان شاعر الخديوي عباس الأول، ولم يكن يتكسب بالشعر) في وداع رمضان واستقبال العيد:
عوائد العيد أفراح وإيناس *** وعادة الصدر تهوى شرحه الناس
عيد سعيد كسته سين سالفه *** مورَّذات حكاها الورد والآس
هذا هلال بأفق العيد يشرق أم *** محرابه رمضان فيه نبراس
ويقول عمر الرافعي:
ومن لي بهذا العيد والفضل واسع *** بما جاء يا مولاي في ليلة القدر
وهذا رجاء لا يرد لأنني *** توسلت فيه بالبشير لذي الأمر
عليه صلاة الله والآل سرمدا *** وصحب كرام كالبدور وكالزهر







ابوالوليد المسلم 16-05-2019 04:25 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
(رمضان فيك الخير)
محمد درويش

رمضان يا أهلي ويا صحبي لكم*** فـلـتنهضوا ولترفعوا الإيمانا

ولـتـقـرأوا آي الـكتاب فإنها***يـوم القيامة تجلب الرضوانا

ولـتـعـبـدوا رب العباد فإنه***رب رحـيـم أنـزل الإحسانا

ولـتـرفعوا فيه القلوب تضرعاً ***نـحـو السماء وتطلبوا الغفرانا

رمـضـان يا شهر التغافر إننا ***فـيـك اجـتمعنا نعبد الرحمانا

بوركت يا شهر التواصل والهدى ***فـيـك الـتـقـينا نقرأ القرآنا

رمضان فيك الخير حيث جعلتنا ***نـصـتف للصلوات ما أرقانا

ذكـرتـنـا أن الـفقير بحاجة ***لـتـكـاتـفٍ نـغدو به إخوانا

ذكـرتـنا أن الجهاد طريقنا ***كـي نـنـشر الإسلامَ والفرقانا

رمـضـان في الدنيا نسائم جنةٍ ***فـلـتنهضوا كي تدخلوا الريانا



ابوالوليد المسلم 17-05-2019 07:29 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
رمضان هلَّ

دكتور/ عثمان قدري مكانسي

رمضان هـلّ بـوافـر الخيـرات *** يهدي لـنـا الآمال والبـركـات

يحيي القلوب بهدي رب راحم *** ويـُمِـدنا بالـنـور والـنـفحــات

شهرَ الفضائل جئتنا تجلو العنا *** بالحـب تـنعـشـنـا وبالنسـَمـات

فـيـك الكـتــاب تـنـزلـت أنوارُه *** هـديـاً يضيء بمحكـم الآيــات

يزجي لنا الخير العميم بشرعه *** فيميس دربُ الحب بالسبُحات

في ليـلـة غـراء أكرمنـا بها الـ *** مولى فكـانـت غـُرة السـاعـات

يـا ليـلـة القدر الجميـل بهاؤهـا *** فيك الرضا الموسوم بالخيرات

خير من الألف الشهور، تنزّل الـ *** الروح الملاكُ بأعذب الكلمات

فيهـا البشـائـر والسـلام يخصنا الـ *** الملك الكريم إلى الصباح
الآتي
في عشره الأولى مكارم رحمة *** يتـلـوه غـفـران مع الحسـنـات

ثم المتـاب، بـه انعتـاق رقابنـا *** من لفـح نـار لاهب الجمَـرات

برضا الإلـه إلى الجنـان مآلـنـا *** يا سعدَ من يسعى إلى الجنـّات

يا رب فاقبل من عبادك حبهم *** وارفق بهم بالعـفـو والرحَمات

واجعل قبورهم إذا أتـَوك منازلاً *** فتحت نوافذها إلى الروضات

في الحشر أبعِدْ عنهمُ لفح اللظى *** في ظل عرشـك بارد النسمات

وعلى الصراط أجزهمُ في لمحة *** البرق المضيء وواسع الخطوات

أنت المؤمـّل يا عظيـم فهب لنـا *** دار النعـيـم ومـوئــل السـادات




ابوالوليد المسلم 18-05-2019 10:43 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
أشجان في وداع رمضان
صالح بن علي العمري



رمضانُ ما لك تلفظ ُ الأنفاسا *** أولمْ تكنْ في أفقنا نبراسا


لطفاً.. رويدك بالقلوب فقد سَمَتْ *** و استأنستْ بجلالِك استئناسا


أتغيبُ عن مهجٍ تجلُّك بعدما *** أحيا بك الله الكريمُ أُناسا


فلكلِّ نفسٍ في وداعك آهةٌ *** و العين تدمع والحشاشة تاسى


اسمع وداعك في نشيج مُشيِّعٍ *** ولظى فراقك يلهبُ الإحساسا


قد كنتَ غيثا للنفوس فأثمرتْ *** برًّا و إشفاقاً..و كنَّ يباسا


للتائبين مدامعٌ رقراقةٌ *** تُحيي الفؤادَ وتغسل الأرجاسا


كم في مقام الذلِّ من تنهيدةٍ *** تجلو الصدا والرَّان والأكداسا


والنفسُ ترتشفُ الضياءَ فتعتلي *** وتكادُ تسبحُ في الفضا استئناسا


أنبتَّ بالتقوى شِعَابَ قلوبنا *** و سقيتَ بالآي الكرام غراسا


وكسوتَ من حُلل الفضائل أنفسا *** فسعتْ إلى رب الملا أجناسا


ورُبى الأخوَّة أينعت من مؤثرٍ *** أو منفقٍ لله أو مَن واسى


نفحاتك الغنَّاء رفدُ سعادةٍ *** تستنزلُ الرحماتِ والإيناسا


ونسائمُ الأسحار تَذهبُ بالضنى *** وتهدهد الوجدان مما قاسى


وبكل سانحةٍ مآثر سنَّةٍ *** من نور أحمد أشرقت نبراسا


وتجولُ في رؤياك صحوةُ أمةٍ *** رفعت بأنوار العقيدة راسا


وتقلدت تاج الحضارة، وامتطت *** ظهر العلا المتمنع الميَّاسا


هذا هو التاريخ يشهد فافتحوا *** سفر الحقيقة واقرؤوا الكرَّاسا


وتمسَّكوا بسنا الرسالة وادحروا *** دعوى الدعيِّ، وأخرسوا الأرجاسا


ذودوا عن الهادي.. وأحيوا أمَّةً *** تتجرعُ الويلاتِ كاسا كاسا


فمعاركُ الأفكارِ أضرى شوكةً *** فقفوا على ثغرِ الحجا حُرَّاسا


يا شهرُ كم لي فيك من إشراقةٍ *** تطوي الظلامَ وتستجيلُ الياسا


ومعالمٍ تبني الحياة هدىً، وفي *** جنَّاتِ عدن ٍ تنشرُ الأعراسا


سبحان من أسداك جلباب التقى *** و كفاك زادا بالتقى ولباسا


ومضى هلال الصائمين فحَشْرَجَتْ *** ووقفتُ أجترعُ الأسى والباسا


و مضى الحبيبُ فهل لنا من ملتقى *** يُسلينِ.. أم تجني المنون غراسا


واها لقلبي في غروبك بعد أنْ *** ألِفَ الطريقَ.. وعاشرَ الأكياسا


أستودعُ الله الكريمَ مآثرا *** تعظ ُ القلوبَ و تطرد الوسواسا


و لسوف تبقى ذكرياتك حيَّةً *** الواعظاتُ.. وإنْ بدينَ خِراسا..



ابوالوليد المسلم 19-05-2019 11:26 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
رمضانُ يوافينا حُبّا
د. عبد المعطي الدالاتي

رمضانُ يوافينـا حُبـّا *** يفتحُ فينـا قلباً..قلبـا
يسكبُ فيها التقوى سكبا *** فحياةُ الروح بتقـواها
* * *
كم ننشرُ فيه الإحسانا! *** كم نتلـو فيه القرآنـا!
كمْ ندعـو فيه الرحمانا *** لِيبـاركَ للنفس هُـداها
* * *
قد أُنزلَ فيك القرآنُ *** نوراً يهدي يا رمضـانُ
بظلالكَ يزكو الإيمانُ *** وتطيرُ الروحُ بنجـواها
* * *
"أحمدُ"طفلٌ ما أحلاهُ! *** للمسجد قد صَحِب أباهُ
صلىّ حـتى يَرضى اللهُ *** كمْ ذا يدعو! يرجو اللهَ
* * *
ما بين صلاةٍ وصيـامِ *** ما بين زكـاةٍ وقيـامِ
أمضينـا أهنى الأيـامِ *** أيام ٍطابتْ ذِكـراها





ابوالوليد المسلم 20-05-2019 08:30 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
شهر الصيام
سيد حسين العفاني

واحة أنت في صحاري الوجود *** ونسيم يرف بين الــــورود

في زمان الجفاف أنت ربيــع *** وشعاع في حالكات العهـــود

فيك حارت قرائح ملهمـــات *** تبعث الشعر من قرار الهمــود

كل طرف البيان هو حسيـــر *** عن بلوغ المدى ودرك الشهـود

شق سهم الضياء ستر الدياجـي *** فالضلالات هاويات البنـــود

حينما شع في الفضاء بريـــق *** باسم الثغر من هلال السعــود

فتح الكون صدره لحبــــيب *** رحمة الله فيه بعض الوفـــود

لبس الكون حلة الطهر منـــه *** حين وافى على ثنايا الوجـــود

نشر النور في دروب الحيـارى *** أطلق القلب من إسار القيـــود

يا حبيب القلوب أنت قريـــب *** ما طواك الزمان خلف الحــدود

إيه شهر الصيام أقبلت تســعى *** صادق الوعود وافياً بالعهـــود

مشفق القلب مخلص الود تبغـي *** وصل من كان مخلفاً للوعــود

مشرق الوجه ما رجــاؤك إلا *** أن تتوب الحشود إثر الحشـود

زائر الخير أنت فينا كريـــم *** ولطيف المقام حلو الـــورود

وافد البشر أنت ضيف عــزيز *** والمضيفون في شتات الجهـود

جمع الشمل أيها الشهـــر إنا *** في اشتياق لكسر طوق الجمـود

وحد الصف ما أرى النــــاس إلاَّ *** تمنى زوال هذي الحـــدود

أيها الشهر أنت سفر المعالـي *** أنت شمس الزمان بين العقـود

أول ا-لحظ ر-حمة- تتـلألأ *** تزرع الحب في فؤاد الحقـود

تنزع اليأس من قلوب عـصاة *** أمل العفو حظ أهل الجــدود

بشر التائبين بشرى أمــــــان *** يا نعتاق من خزي نار الخلود

وهنيئاً للمتقين بشـــــهر *** يرف الجود من نداه بجــود





ابوالوليد المسلم 21-05-2019 07:18 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
رمضان مهلاً
خالد الطبلاوي





بالله يا رمضان لا تتعجلِ
رفقاً بعبدٍ بعدُ لم يتبتلِ
ألهته أطياف الحياة فلم يزل
يهذي كأن الوحي لم يتنزلِ
طافت به الدنيا فطاف ملبياً
غراً يتابع ما بناه بمعولِ
هد الشقاءُ سفينه فسرى به
في التيه لم ينعم بنور تأملِ
فاطرح له طوق النجاة لعله
أن يرتقي فالغيم ليس بمنجلي
يا حر مهجته التي لا ترتوي
من نهرك الجاري بأعذبِ منهلِ
يا ويل من يمضي به شبقُ الهوى
عن نورك العلويِّ لم يتمهلِ
يمضي بزادٍ من خواءٍ يرتجي
شهداً وما في الدربِ غير الحنظلِ
رمضان لو أنا عرفنا ربنا
ما أعجز النفس الثواءُ بمرجلِ
لو أننا حقاً قدرنا قدره
لأذاب صخر الكبر ماءُ تذللِ
لكننا والمرجفون تسوروا
منا الحصون كمن أصيب بمقتلِ
حقنوا دمانا بالسمومِ فأفسدوا
جيش القلوب الخاشع المتبتلِ
فهوت مناراتٌ يعزُ سقوطها
وعلت فقاعاتٌ وكنَّ بمعزِلِ
إني انتظرتُ عسى أنال بك الرضا
فامكث فإن لم تلق خيراً فارحلِ
فالقلب يبكي حسرةً من حسرةٍ
فوت السنين وفقد خيرٍ مرسلِ



ابوالوليد المسلم 22-05-2019 06:51 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
صهوات من قلب في رمضان
عمر طرافي البوسعادي

هبّ الأريــــــــــج وطـــابت النسمـــــــاتُ *** بقــــدوم شهـــــــــــر بدرُه البسماتُ
شهــــــــــــرٌ حبيبٌ لا يـــــــــــــزال فراقه *** في القلب تذكـــــــــي نارَه الجمراتُ
واليوم ـ بـِـشـْـر اليوم ـ عاد يـــــــــــــزورنا *** وافرحتا..قد عـــــــــــــــــادت النفحاتُ

كم أسلم العبدُ الأسيـــــــــــــر إلى الهـوى *** فعمى عيـــــــــــــــونَ الغافلين سباتُ

الكلّ يركـــــــــــــــــــــن للحضيض ويرتجي *** دنيا تزيــــــــــــــــــد بنهمـــــها اللذاتُ

غاب التكافـــــل والتـــــــــــــراحم أين من *** يحيي معـــــــــــــــــان نبعها الرحماتُ

أين الرسالة؟ أيــــــــــــــــن دعوة أحمــدٍ؟ *** أين الشكيمـــــــــــــة؟ طيّها العزمات؟

شغل القلــــــــــوبَ و مسّ عمق شغافها *** ذا المال والأولادُ والزوجـــــــــــــــــــاتُ

إن يُذكر الرحمـــــــــــــــــــن فـي جنباتها *** تنأى النفوس وتنفـــــــــــــرُ الجنباتُ!!!

يا ويحها صـــــــــــــــــــارت كجلمد صخرةٍ *** صمّــــــــــــــاءَ لا تسري بها المهجاتُ

هو ذا الزمــــــــــــــــــان بأصرمَيْه مخـادعٌ *** غـــــــــــــــرّ الأنامَ على الحياة فماتوا

كـــــــم دُسّ في قلب التراب شمــــــــائلٌ *** لليعربيِّ الحـــــــــــــــــــــرِّ هنّ صفاتُ

سقطتْ على أرض المـــــــــــــــذلة خَلّة *** من جسمــــــنا فتكشّـفت عــــــوراتُ

ضحـــــــــــــك العدوّ على التجرّد بعدما *** علمَ العــــــــــــــــــروبة َ هدّها السعلاةُ!

لم يبق في عــــــــــــــرق المروءة نخوة *** لم يبـــــــــــــــــــــــــق حيٌّ كلهم أمواتُ

إلاّك يا رمضــــــــــــــــــــان تبعث صحوة *** في القلب تردف سيـــــــــــرها الحركاتُ

فتطهّــــــــــــــــــــر الأدران والران الذي *** قد أصدأتْ جدرانــَـــــــــــــــــــه الغفلاتُ

وتعيدُ عزمـــــــا في سبيل دفــــــــــاعنا *** عن ديننا كــــــــــــي لا تليــــــــــن قناةُ

رمضان كم باتتْ تهــــــــــــــدّ جوانحي *** وتفتّ عظمـــــــــــي في دمي الحسراتُ

سوطُ اللهيب من المعاصي قد كـــــــوى *** صدْرا ضعيفــــــــــــــــــــــا عجـّــُـه الزفراتُ

والعين تبكي بالدّمــــــــــــــاء وتشتكي *** قهـْر الذنوب فصاحــــــــــــــــــــــت الأنـّـاتُ

زلل اللسان يكبّ كهـــــــــــــف مناخري *** قد جرّت الويــــــــــــــــــــــــلاتِ ذي الزلاّتُ

والقلب ـ ويح القلب ـ يلفـــــــــح باللظى *** عمّا تغافــــــــــــــــــــــــــــل لم يحطـْه ثباتُ

يا حسرتا... فرّطتُ في جنـــــــــب الذي *** سوّى فقــــــــــــــــــــــــــدّر والنفوس عتاة ُ

فرّطتُ في جنب الذي أسدى الهــــــــدى *** لولا الهدايـــــــــــــــــــــــــــة عمّتِ الظلماتُ

كم في الشدائد قد ذللت لحاجــــــــــــتي *** وعصيتُ لمّا انجابــــــــــــــــــــــتِ الشدّاتُ

وذكرتُ عطفكَ يا إلهي رأفـــــــــــــــــــــة *** زادت علـى تحنانـــــــــــــــــــــــها الرحماتُ

فخجلتُ واستحييتُ أن أدعـــــــــــوك لا *** تجري على وجْـنــــــــــــــــــــــاتِـيَ العبراتُ

إني خشيتُ الفيح فيــــــــــــــــح جهنم *** من حــــــــــــــــــــــــــوليَ النيرانُ والحيّـاتُ

يا مالكٌ... فليقــــــــــــــــض ربّك حتفنا *** قــــــــــــــــــــال امكثوا.. فازدادت الشهقاتُ

يا ويلتا.. جسدي النحـــــــــــــيل تحفـّه *** نارٌ وحلقـــــــــــــــــــــــــــي ملؤه الغصّــاتُ

بلغت ذنوبي في السمـــــــــــــاء عنانَها *** ترقى، وتـُـسفــــــــــــــــــل جثتي الدركاتُ

لولا الرؤوف يقول في آيـــــــــــــــــــــاته *** " قل يا عبــــــــــــــــــادي " حلّت اللعناتُ

رمضان نعم الشهر في أيّامـــــــــــــــــه *** من لم يتب هبّــــــــــــــــــــــتْ له التوباتُ

هو في التزوّد والورود محطـّـــــــــــــــة *** للعبــــــــــــــــــــــــــــد تملأ زاده الحسناتُ

هو جنـــــــــــــــــــــــــــــة علوية قدسية *** قد أزهرتْ في روضــــــــــــــــــــها البركاتُ

هو نفحة مسكية عبقــــــــــــــــت شذىً *** تسري بها في المسلميــــــــــــــــن صلاة ُ
ذكرى الألى فيــــــــــــــــه الفتوح تهللتْ *** بدرٌ وفتحٌ
والتتـــــــــــــــــــــــــــــــــــارُ رفاتُ

آمنتُ أنّ النصــــــــــــــــــــــــــــر عزّ قادمٌ *** رغم الجـــــــــــــــــــــــــــراح فأمتي أشتاتُ
لا بدّ من يــــــــــــــــــــــــوم قريب ينجلي *** فيه الظـــــــــــــــــــــــــلام وتمّحي العقباتُ
الخير ماض عند أمّة أحمــــــــــــــــــــــــدٍ *** حتى تقوم لمجـــــــــــــــــــــــــدنا مشـْـكاة ُ
وليبشر الشهــــــــــــــــــــــر الكريم بأننا *** بعد الإنــــــــــــــــــــــــــــــــابة للجليل هداة ُ


ابوالوليد المسلم 25-05-2019 10:49 AM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
في محراب رمضان

د.عبد المعطي الدالاتي


{ قل إنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين * لا شريكَ له وبذلك أُمِرتُ وأنا أَوّل المسلمين } [الأنعام (162/163) ]

* * *

كلُّ جهدي ليس يُجدي إنْ أكنْ يا ربُّ وَحْدي
كلُّ أفراحِ حياتي .. كلُّ أحزاني وسُهْدي
وسكوني.. وشجوني .. واضطرابي حين بُعدي
وصلاتي.. وحياتي .. ومَماتي يوم لَحْدي
كلُّ فكرٍ.. كلُّ شعرٍ .. كلُّ بَوْحٍ كان عندي
كلُّ هذا - يا إلهي - ساجدٌ مُذْ قلتَ: ((عبدي))

* * *

اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي .. وإسرافي في أمري ..
اللهم اغفر جِدّي وهزلي .. وخطئي وعمدي .. وكُلّ ذلك عندي ..
أعوذ بك اللهمّ أنْ أَظلِمَ أو أظلَمَ .. أو أعتديَ أو يُعتدى عليّ ..
أو أكتسبَ خطيئةً مُحبِطة.. أو ذنباً لا يُغفَرُ ..
اللهم إنْ تكلني إلى نفسي, تكلني إلى ضيعة وعَوْرة.. وذنب وخطيئة..
وإني لا أثقُ إلا برحمتك.. فاغفر لي ذنبي كلّهُ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.. ))

بهذه الكلمات النبوية ناجى حبيبُنا الأكرم صلى الله عليه وسلم ربَّ العالمين ..
وعلى سننه تهتدي أرواحُنا .. وعلى نهجه تسير أقلامنا..
فلك الحمد يا ربنا أنْ أذِنت لنا بمناجاتك ، بل أمرتنا بها ..وهل بعد هذا من تكريم ؟!
وها قد أظلّنا شهرٌ كريم ..يُستجاب فيه الدعاء .. وتتفتّح فيه أبوابُ السماء ..
فيطيب لنا يا ربنا أن نبثّك النجوى .. وأن نرفع إليك الشكوى ..
ومن أحقُّ بالنجوى منك ؟! وهل يُشتكى ربي إلا إليك؟!
نناجيك يا ربَّنا بالحبّ.. بعد أن عقِمت أقلامٌ وحناجر لا قلوب لها..
ونشكو إليك ما نزل بنا من كرْب .. وماحلّ بنا من ضعف ..
وما دبّ فينا من خوَر و خوف ..
فأعِنا يامولانا حتى نرتقيَ إلى أفق الإسلام لنغيّر ما بأنفسنا..
واكشف اللّهم عنا العذاب .. واصرف اللّهم عنا البلاء .. ولا تعاملنا يا ربنا بما اجترح السفهاء..
اللهم حُجّتُنا لديك ، حاجتُنا إليك ... وكنزُنا المرجّى عجزُنا بين يديك …
اللهم : سبيلنا إليك ، إنعامُك علينا …وشفيعنا لديك ، إحسانك إلينا …
إلهنا : ما أقربك ممن دعاك…وما أحلمك على من عصاك …
فلا تُبعد اللهمّ من اقترب منك … ولا تطرد اللهمّ من ابتعد عنك …
اللهم : حاشاك أن تمنع من يسألك .. وأنت تغضبُ على من لا يسألك ..
اللّهم لا ثقة لنا إلا في رحمتك.. فلا تكلْنا إلاّ إلى الإسلام..
وأَظمِئ يا ربِّ أكبادنا إلى محبتك.. وإلى محبّة نبيّك عليه الصلاة والسلام ..
اللهم : قد وهبتنا التوحيد بلا سؤال .. فلا تحرمْنا رضاك مع السؤال ..
اللهم : رضاك عنا منتهى أمانينا..
ولا نظنُّ تردّنا في حاجة قد أمضينا أعمارنا ونحن نطلبها منك ..
اللّهم أيّدْنا بروحٍ منك.. حتى نُقيمَ لك الصلاة.. وحتى تسجد لك الحياة..
كما سجدت الأرض والسماوات.. يا أرحم الراحمين ..
{ ربَّنا اغفرْ لنا ولإخواننا الذين سبَقونا بالإيمان ،ولا تجعلْ في قلوبنا غِلاًّ للذين آمنوا ربَّنا إنكَ رؤوفٌ رحيم }

[ سورة الحشر (59/10) ]
اللهم قد كُفينا في هذا الشهر شياطينَ الجن ..
فأعنّا حتى نصفّد بإيماننا وأقلامنا وعزائمنا شياطين البشر ..
" اللّهم إليكَ لا إلى النار" .. قد استودعتُك يا إلهي أبنائي وأبناءَ المسلمين ..
فأنرْ أعمارَهم بالدين .. واحفظ عليهم التوحيد.. حتى لا يسجدوا لأحد غيرك ..
اللّهم زيّنْ أقلامهم باليقين .. وثبّت أقدامهم في الميادين ..
وأعِنهم كي يُخرجوا من أغوارهم كلّ طاقاتٍ خفين ..
اللّهم هبْ عوامنا العلم.. وهب علماءنا العمل..
وهب عاملينا الإخلاص.. وهب مخلصينا الصوابَ والتميّز في النجاح..
اللهم ماكتبتُ كلمة إلا أردتُ بها وجهك الكريم..
ومابحتُ بخاطر إلا وجّهتُ وجهَه إليك ..
وما رسمتُ حرفاً إلا هوى ساجداً على الورق لجلال وجهك..
في صفوفٍ مُسطّرةٍ كما المصلّين في المسجد .. والمجاهدين في الميدان ..
فتقبّل – ياربّ – مني ما كان طيّباً , وتجاوزْ عن زلاّت القلم ..
واغفراللهمّ لمن مرّتْ عينُه على كلماتي.. وتندَّتْ روحُه بعبراتي ..
فراح يسألُ اللهَ ربَّه.. أن يغفرَ لي ذنبي.. وأن يغفر له ذنبَه ..


لكَ أسلمتُ كِياني.. لكَ أخلصتُ هوايا
باسمكَ اللهمّ يشدو خافقي بين الحنايا
باسمك اللهمّ رفَّتْ بابتهالاتي رُؤايا
أنتَ أجزلتَ عطائي يوم قدَّرتَ العطايا
أنت قدّرتَ هُدايا بعد أن حارتْ خُطايا
أنت رَحْمنٌ رحيمٌ .. أنت غفّارُ الخطايا





ابوالوليد المسلم 25-05-2019 10:50 AM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
لك الله يا رمضان
عبد الله موسى بيلا

مِنَ الخُلْدِ..أمْ مِن شاطئِ الغيبِ تُسفِرُ *** صباحاتُ أيَّامٍ مِنَ النُورِ تُبهِرُ؟


تُنيرُ دَياجي النفسِ كالوحي مُشرِقاً *** كما ضاءَ في الإظلامِ ماسٌ وجَوهَرُ


وينسابُ مِنها البِشرُ في كُلٍّ كائِنٍ *** ويسري مَعَ الأنسام مسكٌ وعنبرٌ


وتجري مَعَ الأرياح أرواح هائِمٍ *** تَخُبُّ بِبَرِّ الشوقِ حِيناً، وتُِبحرُ


فتُصبِحُ في دَيمُومةِ الحُبِّ والهوى *** وتُمسي ببحرٍ بالتباريح يزخَرُ


تَصُبُّ على الأفهام مِن فَيضِ جُودِها *** يقيناً... وآمالاً عِظاماً تُفجِّرُ


فيِخشَعُ هذا الكونُ لِلَّهِ إذْ هفا *** وأبدى مِنَ اللوعاتِ ما كانَ يُستَرُ


وطافَتْ على النورِ الإلهيِّ زُمرةٌ *** كساها مِنَ الإيمانِ ثوبٌ ومِئزَرُ


تَغَنَّتْ ـ وما إثمٌ عليها ـ وزَغرَدَتْ *** وهامَتْ بضيفٍٍ بالعطايا يُبشِّرُ


فأهلاً به يشدو بها كُلُّ طائرٍ *** ومرحى بِهِ يَزهو به اليومَ مِنبَرُ


وَفَدْتَ أيا شَهْرَ التراتيلِ والهُدى *** تُفَسِّرُ مِن لَوعاتِنا ما تُفسِّرُ


تَمُدُّ حِبالَ الوصل بينك والورى *** بِصومٍ... وأنفاسٍ إلى اللهِ تَجْأَرُ


لَك اللهُ.. يا شهراً أفاءَتْ بِظِلِّهِ *** قُلُوبٌ على حَقلِ الخطيئاتِ تُزهِرُ


أتَتْكَ.. فَكُن برداً لها مِن ضرامِها *** وملجأهَا ممّا تخاَفُ.. وتحذَرُ


وصُنها بِحِصنِ الصومِ عن كُلِّ مُوبِقٍ *** فقد عَمَّها بحرٌ مِن الخوفِ أحمرُ


وكُنْ في خِضِمِّ الكونِ للخلقِ مَوئِلاَ *** وجِسراً.. على أعجازِهِ الناسُ تَعْبُرُ


ألا أَيُّهذا الشهرُ أغدِق فضائِلاً *** على كُلِّ مسكينٍ على العُدمِ يُفطِرُ


وأيقِظْ قلُوبَ الأغنياءِ لِيَذْكُروا *** أُناساً على الإملاقٍ والجُوع تصبرُ


ففيكَ مِن الآياتِ للخلقِ غُنيةٌ *** ومَوعظةٌ لو في عطاياكَ فكَّروا


أيا شهرَ نَصْر الدينِ في كُلِّ وَقعةٍ *** يَقُودُ أُسودَ الحربِ فيها غَضَنْفَرُ


ببدرٍ... وأملاكُ السما في دُروعِها *** وفي كفِّها الأسيافُ للهامِ تَسْبُرُ


بمكةَ يومَ الفتحِ تسري ركائِبٌ *** إلى النصرِ... والإسلامُ أعلى وأظهَرُ


محمدُ يحدُوها.. وقد زاغَ باطِلٌ *** وكُلُّ لِسانِ الخلقِ... اللَّهُ أكبَرُ


وحِطِّينَ.. إذْ جَلَّى صلاحٌ عَنِ الدُنا *** وعن قُدسِنا رِجساً على الطُهْرِ يَظهَرُ


ولكنْ.. أَجِلْ طَرْفاً علينا فلن ترى *** عُيوناً لنا في عِزَّةِ الدينِ تنظُرُ


وسائِلْ بلادَ القُدسِ.. ماذا أصابها؟ *** وهل بينَ أهلِ الدينِ مَن سوفَ يَنصُرُ؟


وقد أصبَحَتْ مأوى اليهودِ.. ومَوطِناً *** على سَفْحِهِ كُلُّ المُروءاتِ تُقبَرُ


وجالَت على أرضِ العراقِ عِصابةٌ *** مِن الكُفرِ والعُدوانِ والظُلمِ تَفْجُرُ


فَذَلَّتْ رِقابُ المسلمينَ وأَذْعَنْتْ *** وداسَ عليها كافِرٌ يتبختَرُ


سِهامُ الأعادي في حشاها كثيرةٌ *** ولكنْ.. سهام الأهلِ والصَحْبِ أكثَرُ


فَأَيَّ سِهام في الوغى سوف تتقي.. ؟ *** وأيَّ يَدٍ منّانةٍ سوفَ تَشْكُرُ؟


أتيت أيا شهرَ التباشيرِ بالتُّقى *** تزُورُ لِماماً.. والهوى فيكَ أخضَرُ


فَلَيلُكَ قُرآنٌ... وإخباتُ خاشِعٍ *** وصُبحُكَ أضواءٌ مِنَ اللهِ تُسفِرُ


حَنانَيكَ.. لا تَرحَلْ عن الكونِ، فالنُّهى *** بِحُبِّكَ يا شَهْرَ السَناءَاتِ تَسكَرُ


يَلُوحُ عليها اليومَ مِن بَعدِكَ الأسى *** عليكَ.. وما تخُفي مِنَ الوَجْدِ أكبَرُ


فَحُطها بِكفِّ العطفِ والحُبِّ والرِضا *** فَكفُّكَ غَيثٌ مِن يَدِ العفوِ يُمطِرُ


فيا أيُّها الشهرُ الذي فيكَ أشهرٌ *** ويا أيُّها الدهرُ الذي فيكَ أدْهرُ.. !


بِمَن تزدَهي الدُنيا ـ سواكَ ـ وتنتشي *** وأنتَ لِكُلِّ الكونِ عِزٌّ ومَفْخَرُ؟


وقد تعتري وجهَ الزمانِ مصائِبٌ *** تُغِيرُ على أيَِامِهِ... وتُكَدِّرُ


وأنت.. كما كُنتَ؛ ما زِلتَ باسِماً *** ووجهُكَ ـ رغمَ الدهرِ ـ ريَّانُ أنْضَرُ


فَعُدْ.. مِثلما قد جِئتَ ضيفاً مُكرَّماً *** تُعَمِّرُ مِن بُنيانِنا ما تُعَمِّرُ


لَكَ اللَّهُ.. يا رفداً مِنَ اللّهِ للورى *** وبحراً مِن الغُفرانِ.. للخَلقِ يَغمُرُ


فَمِثلُكَ شهرٌ لا تُوَفَّى حُقوقُهُ *** وعن مَدْحِهِ كُلُّ الأقاويلِ تَقصُرُ



ابوالوليد المسلم 25-05-2019 07:31 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء

أهلاً بالزائر الكريم


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
الزائر الذي لا يأتيك إلا كل عام مرة تجد نفسك في شوق شديد إليه، وفي لهفة إلى رؤيته ومسامرته، مع أن هذا الضيف قد لا تستفيد منه الكثير، بل قد تحمل همَّ استقباله والتفرغ له.. إلى غير ذلك مما يحتاجه الضيوف.
لكننا في هذه اللحظات ننتظر ضيفاً من نوع آخر، ضيفاً يحمل في طياته كل خير، ضيفاً يفرح بمجيئه الصالحون، ويحتفي بقربه الأولياء العاملون، إنه الضيف الذي يعطي ولا يأخذ، ويمنح ولا يسلب، لحظاته مملوءة بالبركات، وأوقاته محفوفة بالخيرات، ذكره الله في القرآن الذي فيه أنزله، وجعل من أفضل القربات فيه وفي لياليه ترتيل القرآن.
إنه الضيف الذي يأتي مبشراً بالخير، ومنذراً من الشر، يدعو أهل الخير، ويرحب بهم، ويحذر أهل الشر ويتوعدهم، بحلوله يقبل الخير فتفتح أبواب الجنان، ويدبر الشر فتغلق أبواب النيران، ويسلسل دعاة الشر من المردة والشياطين.
الضيف الذي يستبشر بقدومه أهل الإيمان، فتجدهم لم يسعهم أن يكتموا حبه في قلوبهم، حتى أعلنوا شغفهم به على الملأ، والمتتبع لكتب الأدب والشعر يلحظ أن دواوين الشعراء حفلت مرحبةً بهلال شهر رمضان؛ لما له من أهمية بالغة في عيون الشعراء، لاسيما وقد جرت عادتهم على الترحيب بهلاله الذي يأذن ببدء الشهر الكريم، فتفننوا في وصفه، وعدُّوه أمارة خير وبشارة يمن وبركة، وفي ذلك يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي:
قلت والناس يرقبـون هلالاً يشبه الصب من نحافة جسمـه
من يكن صائماً فذا رمضان خط بالنور للورى أول اسمــه
ويذكر البحتري هلال شهر شعبان حين أصبح قمراً يؤذن بطلوع شهر رمضان فيقول:
قم نبادر بها الصيام فقد أقمر ذاك الهلال من شعبان
أما الشاعر الجزائري محمد الأخضر فيمتدح هلال رمضان بقوله:
امـلأ الـدنيا شعاعـاً أيـها النـور الحبيـب
اسكب الأنـوار فيـها مـن بعـيد وقـريـب
ذكـر النـاس عـهوداً هـي من خـير العـهود
يوم كان الصوم معـنى للتسامـي والصـعـود
ينشر الرحمـة في الأرض علـى هـذا الـوجـود
وفيه أيضاً يقول بعض الأدباء:
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيـام يا حبيباً زارنا في كــل عام
قد لقيناك بحب مفعــــم كل حب في سوى المولى حرام
فاقبـل اللهم ربِّي صــومنا ثم زدنا من عطاياك الجســام
لا تعاقبنا فقــــد عـاقبنا قلق أسهـــرنا جنحَ الظلام[1]
بل من شوقهم ووجدهم عليه صاروا يتخيلونه كالرجل المبتسم، والروضة الغنَّاء الزاكية، والربيع الطيب الزاهي فيقول أحدهم:
تبدو وثغرك للأحبــة باسـمٌ كالروض يزكو في الربيع ويسعدُ
والمسلمون عيـونهم ظمأى إلى شلال ضـوء في السماء يزغردُ
يدعو عباد الله: هيـا استبشروا فــالسعد لاح وفجره المتورِّدُ
علموا قيمته الحقيقية، وأنه مزرعة تجنى فيها الحسنات، وتطلب منها الثمار اليانعات؛ فحاولوا أن ينبهوا الناس إليها:
أتى رمضان مزرعة العبــاد لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولاً وفعـــلاً وزادك فــاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نــادماً يوم الحصاد
والرحمة فيه تغيث القلوب كما تغيث الأمطار الأرض بعد حاجة وفاقة، لذلك كان المؤمنون في شوق إليه كما يشتاق الحبيب إلى حبيبه :
فديتك زائراً في كل عـــام تحيــَّا بالســلامة والسلامِ
وتقبل كالغمام يفيــض حيناً ويبقى بعــده أثر الغمــامِ
وكم في الناس من كلف مشوقٍ إليك وكم شجــيٍّ مستهامِ
بني الإسلام هذا خــير ضيفٍ إذا غشـي الكريـم ذرا الكرامِ
فهو المنى الذي يتمناه الأتقياء ويرجو لقاءه الأخفياء
أتاك شهر السعد والمكرمات فحَيِّه في أجمل الذكـريات
يا موسم الغفـران أتحفتنـا أنت المنى يا زمن الصالحات
هو الشهر الذي يحي النفوس بهداية الله - عز وجل -، ويداوي السقيم منها، بل هو الذي أقبل ومعه النور الكتاب العزيز الذي يهدي به الله من يشاء من عباده إلى صراط مستقيم، فكم أسهر من عابد ومتهجد، وتال للقرآن وساجد، وكم سالت فيه الدمعات، وخرجت فيه من نفوس المقصرين الآهات والأنات :
أقبل وأحيي نفوسنا بهدايـة تُمسي لأدواء النفوس دواءَ
آسي الخيار المصْطَفين فإنهم يَحيَـون في أوطانهم غرباءَ
قطعوا إلى الله السبيل لعلهم يَرِدون في رضـوانه النعماءَ
أقبلت بالنور السماوي الذي بهر الوجود وعطّر الأجـواءَ
أسهرت ليل الصائمين تعبداً وتهجداً وتلاوة ودعـــاءَ
فهجرتُ نومي في هواك توسلاً لله كـي أزداد فيك صفـاءَ
فأهلاً بك يا شهراً تزكو فيه النفوس، وتصلح فيه الأرواح، وتطمئن فيه القلوب، أهلاً بليلك الزاهي بالطاعات، وبنهارك المعطر بالافتقار إلى رب الأرض والسماوات، أهلاً بكل لحظاتك فكل جزء منها خير من الدنيا وما فيها
رمضان إن الأنفس الجرداء تزكو حين تُوفِي كالربيع وتورِقُ
أهلاً بيومك صائمين عن الأطايب راغبين إلى الرضا نتشوقُ
أهلاً بليلك قائمين لربنـــا وقلوبنا بالحب نشوى تخفقُ
حسب الموفق فرحتان أجلُّ من هذي الحياة وإن كساها رونقُ
فأقبل يا رمضان، أقبل علينا علَّ أحوالنا تصلح، وذنوبنا تغفر، وأعمالنا تقبل، أقبل فقد تطيب لك الكون، وازينت لقدومك الآفاق، فيا سعد من قام فيك وصام، واستغل كل فرصة فيك تقربه إلى الأمام، السعيد من اغتنم نهارك ولياليك حق الاغتنام، وعمل لما يقربه إلى باريه رب الأنام
رمضان أقبل قم بنا يا صاح هذا أوان تبتّل وصلاح
الكون مِعطار بطيب قدومه روح وريحان ونفح أقاحي
صفو أتيح فخذ لنفسك قسطها فالصفو ليس على المدى بمُتاح
واغنم ثواب صيامه وقيـامه تسعد بخيرٍ دائم وفلاح
اللهم بلغنا رمضان، واجعلنا فيه من الصائمين القائمين، المخلِصِين المخلَصِين .. آمين.
[1] ثلاثون درساً للصائمين للدكتور عائض القرني (ص4)، طبعة دار الوطن.
منقول




ابوالوليد المسلم 26-05-2019 06:53 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
من وحي الصيام
محمود أسد


أطلَّ الصفاءُ بهيَّاً نقيّا
أضاء ظلام النفوسِ
وأيقظ فيها الزمانا
وفي الروحِ شوق رخيم
ونبض ابتهالْ..
أتى والدّجى غارق
في الخصام
أتى يبسط الخيرَ والفَيْءَ
يزرعُ دربي وروداً
وظلاَّ لكلِّ الصغار..
سريعاً كغيمةِ حبٍّ أتانا
وفي الأمنيات بيادرُ وعدٍ
ستملأ كلَّ السِّلال...
غداً يشرقُ البيتُ
والغصنُ ينبت فيه النقاء
ويرفد تلك المساجدَ
شوقُ الشبابِ وطُهرُ البراءة...
------
أتى رمضان وفي الحقلِ أنداءُ ذكرى
ستوقظ فينا الطهارة...
أمامي يُعِدُّ الصيامُ موائدَ فكرٍ
تُباعدُ بيني وبين انحِسار القرارْ..
يخطُّ السطورَ، وتلك السطورُ
ربيعٌ بديعُ الحضورِ
ثريُّ العطاء...
وفي رمضانَ تغيبُ الدموعُ
تمدُّ الجسورُ ينابيعَ وصلٍ
وذكرى انتصارْ...
تُضاءُ البيوتُ بشوق الأحبَّةِ،
حولَ الموائدِ يشرقُ وجهٌ بشوشٌ
وذاك الفقيرُ أتتْهُ الهباتُ
------
وكان البيان ُ رسولاً لكلِّ الشفاهِ،
تراتيلَ تشدو بوحي الإله...
هو النورُ و الحقُّ يغتالُ ظُلْمَ الظلامْ
ومازالَ في الصدرِ والعقلِ
ما زال جسرَ الضياءْ...
يُضيء الدروبَ التي في الغيابِ تعيشُ
وتحيا بلا هدفٍ في الخفاء...
طريقُ البداية من رمضانَ
فمنْ يَرصُفُ الدربَ يوماً
أمام النفوسِ الشقيّهْ..
أمامكَ كوثَرُ شهدٍ
لكلِّ الجداولْ
أتى رمضانُ ونارُ الغواية
تأكلُ أهلي. وتقتلُ نبض الترابْ...
وهذا العراقُ جريحٌ كَواهُ الشقاقُ
وتلك فلسطينُ بركةُ نارٍ وجمرٍ
وتلك الدماءُ على كلِّ قُطرٍ شقيق
تراق...
تصوم عن الماءِ والخبزِ
تجمعُ كلَّ الصحابِ مساءً
وتنسى الفقيرَ،
وتنسى الزكاة
هو الحقُ والفرضُ يدعوكَ
لا صومَ إن لم يكنْ في فؤادِك
نورٌ وحبّْ

ابوالوليد المسلم 27-05-2019 06:43 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
من وحي رمضان

عبد الرحمن الحياني

أشـهـر العبادة شهر التقى *** أرمـز الـطهارة رمز النقا

عـزيـزاً حـللت بساحاتنا *** فـأهـلا نزلت وطاب اللقا

هـللت علينا كريم الخصال *** فـنـعم النزيل بشير التقى

فـفـيك الصيام وفيك القيام *** وفـيك الهدى مغرباً َمشرقا

قـلوب الأنام بك استبشرت *** ونـور سـنـاك بدا مُشرقا

فـتـهـفو العباد إلى نفحة *** تروض النفوس كطهر النقي

أتيت وفي الصدر منا شجون *** لـظـلـم ألـم غـدا مطبقا

غـدونـا تجوس العدا دارنا *** تـداعـت عـلينا بحقد رقا

فـفـي كـل يـوم لنا أنة *** تـزيـد الحزين أسى مرهقا

فـمسرى الرسول الأمين له *** نـحـيب وبالبؤس قد شرقا

أسـيـر ذلـيـل به كربة *** لـهول المصاب غدا مطرقا

وكـشـمير باتت بليل بهيم *** فـبـوذا سقاها كؤوس الشقا

كذا الصرب بغياً تعيث فساداً *** بـأرض لنا ما رعت موثقا

وذي الروس راحت تكيل لنا *** صـنـوف المنايا دماً دافقا

فـشـيشان فيها الدليل على *** ضـروب المآسي وما ألحقا

ألوف الضحايا قضت نحبها *** بـهـدم وسـفـك وكم أملقا

وذي الأفـغان براها الضنى *** تـئـن لـقصف غدا ماحقا

يـقـض المضاجع لا ينثني *** ويـدمـي الـفؤاد بما أزهقا

فـفـي كـل يوم يزيد العنا *** وفـي كـل يوم يكيل الشقا

لـك الله يـا أمـة أصبحت *** لـكـيد العدا مسرحاً مطلقا



ابوالوليد المسلم 28-05-2019 07:12 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
نفحات رمضان في شعرنا المعاصر
محمد شلاّل الحناحنة


يأتي رمضان شهر الخيرات، وشهر الإنابة والتوبات، شهر الانتصارات حين كنّا نتمسّك بشرع الله، مقيمين على الطاعات! فأين نحنُ اليوم من نفحاته الإيمانية الصادقة؟! وأين نفوسنا الصافية التي تهفو لوعد الملك المنّان؟! أما تتشوّق أرواحنا يا ترى- لباب الريّان؟! لكن كيف يكون ذلك وما زلنا نجترح المعاصي والذنوب؟! وما زالت بلاد المسلمين ممزّقة، وجروحهم عميقة، وعدوّهم يذلّهم! كيف نلقى رمضان وقد امتدّ الهوان لأمة القرآن فهانت أمام أهل الضلال والفسق والفجور؟! أنلقاه أعزّة أم ترانا نغضي حياءً منه ونحن كغثاء السيل؟! أنلقاه والأقصى أسير تحت حكم يهود؟ أنلقاه ونحن نستسلم لأعدائنا، وما عاد يرضيهم حتى هواننا وذلّنا؟! يأتي رمضان..فماذا يحدّثنا شعراؤنا فيه؟!

لعلّ لنا وقفة مع الشاعر د.عدنان علي رضا النحوي إذ ينشد:

قدْ كنتَ تشرق في ربا الإسلام يجْـ *** ـمَعُها الهدى ساحًا تجودُ وتغدقُ



أنّى التفتّ اليوم تلقى أدمعًا *** حرّى تصبّ على دم يتــــدفّقُ



تلقى الثكالى واليتامى والأسى*** فوق الوجوه تغيب فيه وتزهــقُ



وترى المجازرَ والعدا يتواثبـ ***ـون على الديار وكلّ وثبٍ موبقُ



وترى بني الإسلام يقتل بعضهم ***بعضًا ويمعنُ في العداء ويــغرقُ



وترى عدوّ المسلمين مهيمنًا ***يلقي بأحمال الـــهلال ويـطلقُ



وتراه صفّا واحدًا متماسكًا ***والمسلمون مع الهــوان تفرّقوا



رمضانُ أقبلْ وامسحنّ من الأسى ***وأعدْ لنــــا الذي يتألّقُ



واغسلْ قلوب المسلمين وضعْ بها ***أملاً به تحيا القلوب وتخفقُ
هكذا يمضي شاعرنا المبدع عدنان النحويّ مع رمضان يبث المفارقات الموجعة بين حاضر وماضٍ، وبين المسلمين وأعدائهم، وبين حياة القلوب وموتها، فقد كان رمضان في الماضي يطلّ علينا مشرقًا بالهدى ونور الإيمان، بينما يأتي في حاضرنا اليوم وربا الإسلام تعيش في ظلمات المعاصي والضلال إلا من رحم الله، وكان المسلمون أقوياء متمسكين بدين الله صفّا واحدًا لكنّهم أضحوا اليوم ضعفاء متفرّقين يتقاتلون على عرض الدنيا، وقد هانوا على الأعداء حين ماتت القلوب الحيّة المؤمنة.أما الأعداء فهم الميهمنون بقوّتهم واتحادهم، وقد وثبوا على المسلمين قتلاً وتدميرًا، فهل يحيي إقبال رمضان اليوم الإيمان في نفوس أهل الإسلام، ليعيدوا للأمة أمجادها، ويحرّروا أوطانها، ويرفعوا الهوان عن نسائها وأطفالها؟!
أما شاعرنا علي بن عبد الله الزبيدي فهو يدعو شهر التوبة أنْ يقف قليلاً، وهو يستوقفه لئلا يرحل بعجل، ويتحسّر على سرعة طيّ صفحاته، وهو يلجأ إلى تشخيص من خلال صور شعرية موحية، فنجد أننا نشاركه آلامه وأحزانه في قصيدته: (وقفة توديع):

قفْ أيها الشهرُ لو يُستوقف العَجلُ ***أهكــذا أجمــلُ الأيّام تُختزلُ



قف لم يزلْ للمشوق الصبّ ظامئة ***ترنو إليك وفي أحداقــها وجلُ



لـمْ تدرِ هل قبلت بالأمس توبتها ***أم أنّها بلظى الحرمــان تشتعلُ



رحلتَ يا شهرُ لا بل صفحة طُويت ***من عمرنا وسطور الصفحة العملُ



فيك ازدهت دورٌ للعام مشـــرقة ***عشر يُنال بها إن أحسنوا- الأملُ



وليلةٌ في جبين الدهر زاهـــرة ***بها الملائكـــةُ الأبـرارُ تحتفلُ

ولأنّ شهر رمضان يمثّل عند شاعرنا الزبيدي قيمًا روحيّة عظيمة، نراه يلحّ على ضمائر الخطاب كثيرًا: (قف، إليك، رحلت، فيك... ) أما العشر الأواخر وليلة القدر فهي دررٌ العام حقًا عند جميع المسلمين، فما أدراك بإيقاعها لدى شاعر مرهف الحسّ مثل علي الزبيدي؟ لأنّ النفس تسمو إلى خالقها حين تتصل به، وهو يعود ليبكيه على رحيله بكلّ أسى:

يا حبّذا نفحاتُ الصوم عاطرةً ***تسمو بها أنفسٌ بالله تتّصلُ



وحبّذا الآيُ يتلوها مـــردّدة ***قلبٌ بترديد آي الذكر مشتغلُ



رحلتَ، لا لوم إذ يبكيك ذو شجن ***فربما حال دون الملتقى الأجلُ



وأقبل العيدُ، هل يلقاه من حرموا؟ ***هيهات ليس لهم بل عيد من قبلوا

ونقف أخيرًا في نفحات رمضان مع ديوان: (قناديل على مآذن القدس) لشاعر فلسطين صالح عبد الله الجيتاوي الذي تنـزّ أوجاعه مع كلّ حرف من حروفه النازفة، مستنهضًا همم الأمة، مستضيئًا برؤى إسلامية جليّة، حين يأوى إلى حسّ المكان وقدسيّته، ويمضي إلى تاريخنا الإسلاميّ بكلّ أمجاده بلغة حركيّة، وإيقاع شجيّ، فيشعل جراحنا في قصيدته (في ظلال رمضان):

تتوالى مع الصيام طيــــوفٌ ***مونقاتُ الرؤى وأخرى حزينة



هذه (بدر) في المدارج تختــالُ ***علــيها من الملائــك زينة



هذه (مكة) أنارت روابيــــها ***ببدر الهدى وجنــد (المدينة)



وعلى هامة الخلود (صلاح الدين) ***أرسى بسيــفه (حطـّــينه)



تتداعى بذكره صــورُ الــحزن ***ومحرابُـه يـــبثّ أنـــينه



مستباح الحـــمى وهيهات فيها ***مصرخٌ بالغداة ينصـــر دينه



جاس فيه النفاقُ والكفرُ والرجسُ ***فلا يستر الشقــيُّ مجــونه



لهفَ نفسي! أهذه أمةُ السيف ***وقد أجّـج الخنــا أفــيونه!

في شعر صالح الجيتاويّ أنفاس ملتقاعة، وحزنٌ دفين، وصور جديدة مشبعة بالأسى، ومع ذلك فهو يرنو إلى مسجده الأقصى منبر صلاح الدين محرّرًا من رجس العصابات اليهودية، ويبثّ مع رمضان المبارك شذى أزهار نديّة من التفاؤل والإيمان بوعد الله ونصره للمؤمنين الصادقين.





ابوالوليد المسلم 29-05-2019 07:33 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
في وداع رمضان
جابر قميحة


لا يا أمير الشعراء
نظمتُ هذه القصيدة معارضة لقصيدة أحمد شوقي التي يقول فيها:
رمضان ولّى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق


رمضانُ ودَّع وهو في الآماق *** يا ليته قد دام دون فراقِ(1)


ما كان أقصَرَه على أُلاَّفِه *** وأحبَّه في طاعةِ الخلاق


زرع النفوسَ هدايةً ومحبة *** فأتى الثمارَ أطايبَ الأخلاق


«اقرأ» به نزلتْ، ففاض سناؤُها *** عطرًا على الهضبات والآفاق


ولِليلةِ القدْر العظيمةِ فضلُها *** عن ألفِ شهر بالهدى الدفَّاق


فيها الملائكُ والأمينُ تنزَّلوا *** حتى مطالعِ فجرِها الألاق


فى العامِ يأتي مرةً..لكنّه.. *** فاق الشهورَ به على الإطلاق


شهرُ العبادةِ والتلاوةِ والتُّقَى *** شهرُ الزكاةِ، وطيبِ الإنفاق
* * *
لا يا أمير الشِّعر ما ولَّى الذى *** آثاره في أعمقِ الأعماق


نورٌ من اللهِ الكريمِ وحكمةٌ *** علويةُ الإيقاعِ والإشراق


فالنفسُ بالصوم الزكي تطهرتْ *** من مأثم ومَجانةٍ وشقاقِ


لا يا «أميرَ الشعر» ليس بمسلمٍ *** مَن صامَ في رمضانَ صومَ نفاقِ


فإذا انتهتْ أيامُه بصيامِها *** نادى وصفَّق (هاتها يا ساقي)


(الله غفار الذنوب جميعها *** إنْ كان ثَمّ من الذنوبِ بواقي)(2)


عجبًا!! أيَضْلَع في المعاصِي آثمٌ *** لينالَ مغفرةً.. بلا استحقاقِ؟


أنسيتَ يومَ الهولِ يومَ حسابِه *** حينَ التفاف الساقِ فوقَ الساقِ؟


وترى المنافقَ في ثيابِ مهانةٍ *** ويُساقُ للنيرانِ شرَّ مساقِ


لا يا «أمير الشعر» ما صام الذي *** رمضانُه في زُمْرة الفسَّاق


لا يا «أمير الشعر» ما صام الذي *** منع الطعام، وهمه في الساقي


من كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها *** وكأنه عبدٌ بلا.. إعتاق


الصومُ تربيةٌ تدومُ مع التُّقَى *** ليكونَ للأدواءِ أنجعَ راقى(3)


هو جُنةٌ للنفس من شيطانِها *** ومن الصغائرِ والكبائرِ واقي(4)


الصومُ - يا شوقي إذا لم تدْرِه - *** نورٌ وتقْوى وانبعاثٌ راقي(5)


واسمع - أيا من أمَّروهُ بشعره - *** ليس الأميرُ بمفسدِ الأذواق


إن الإمارةَ قدوةٌ وفضيلةٌ *** ونسيجُها من أكرمِ الأخلاق


والشعرُ نبضُ القلبِ في إشراقِه *** لا دعوةٌ للفسقِ.. والفسَّاق


والشعر من روح الحقيقة ناهلٌ *** ومعبِّرٌ عن طاهرِ الأشواقِ


فإذا بَغَى الباغي بدتْ كلماتُه *** كالساعِرِ المتضرِم.. الحرَّاق


وإذا دعتْه إلى الجمال بواعثٌ *** أزْرى على زريابَ أو إسحاقِ(6)


لكنه يبقى عفيفًا.. طاهرًا.. *** كالشّهدِ يحلو عند كلِّ مذاق


رمضانُ - يا شوقي - ربيعُ قلوبنا *** فيها يُشيعُ أطايبَ الأعباق(7)


إن يمْضِ عشنا أوفياءَ لذكِره *** ويظلُّ فينا طيّبَ الأعْراق
------------------------
(1) الآماق: العيون.
(2) ما بين القوسين من قصيدة شوقي.
(3) راقي «من الرقية» أى معالج.
(4) جنة (بضم الجيم) وقاية وحماية. وفي الحديث النبوي «الصوم جنة».
(5) راقي: سام رفيع.
(6) زرياب وإسحاق من أشهر موسيقيي العرب.
(7) الأعباق: جمع عَبق: وهو الرائحة الطيبة






ابوالوليد المسلم 30-05-2019 07:43 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
تاج الشهور
عبد الكريم البدران


حييت يا تاج الشهورْ
كالنجم سربله الحبور

رمضان يا دوح التقى
بأريجكم تشدو الصدور

فيك المباهج أشرقت
تزهو على أيك السطور

وتظل تعبق بالهدى
جذلاً على مر العصور

تكسو الفؤاد بحلة الــ
ـغفران من رب غفور

وتبدد الآثام عن
قلب تلفع بالشرور

بنسائم الرحمات ألــــ
ـــهبت القوافي والشعور

تجلو بعتق النار أد
ران المعاصي والغرور

فتحلق الأرواح في
فلك المعالي كالصقور

للدمع فيك مسارب
تحكيه آهات الضمير

بقراءة القرآن يروي
الروح بالحق المنير

فالله عظم أجركم
أين المشمر للنفير؟





ابوالوليد المسلم 31-05-2019 07:39 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
(رمضان فى عيون الادباء)
أهلا يا شهر الإسلام
عبد المعطي الدالاتي

كم نفوسٍ..كم رؤوس ِ *** كلُّـها لله ساجدْ

كم بدورٍ و شموسِ *** تزدهي فيها المساجدْ
***
كم سجودٍ، كم ركوع ِ *** كم صلاةٍ، كم زكاةِ!
كم خشوع ٍ.. و دموعِ! *** هاهنا طِيبُ الحياةِ
***
فتعالوْا يا صحابي *** هاجروا نحو السماءِ
في فضاءاتِ الكتابِ *** حلـّقوا،أوفي الدعاءِ
***
ربِّ أنعمتَ، ونشهَدْ *** بجليل النـُّعمَياتِ
هل نرى راياتِ أحمدْ *** في البرايا خافقاتِ؟
***
هل تُرى نفطرُ يوما *** في نهار الصومِ مَرّةْ!
في سبيل اللهِ كيْما *** نستعيدَ القدسَ حُرةْ!





ابوالوليد المسلم 01-06-2019 08:44 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
(رمضان فى عيون الادباء)
تحية رمضان
عمر الحبر يوسف

رمضان أقبل قُم بنا يا صاح *** نجلو ظلام ذنوبنا بصباح
بالصوم والصلوات والذكر الذي *** هو روحنا والنور للأرواح
هذه الشهور قضيتها في غفلة *** ما بين لهوٍ مهلكٍ ومباح
قد آن أن تحيا بذكرٍ طيب *** وقيام ليلً مشرقٍ وضّاح
من سرّه طيب الحياة فحسبه *** حسن التلاوة في الكتاب الماح
لله نفحات لنا في دهرنا *** نرقى بها ونروم كل فلاح
والشهر هذا أعظم النفحات *** ورضاء ربي غاية الممتاح(1)
قد فاز من أدى الفريضة مؤمناً *** بشرى له بالروح والأدواح
ــــــــــــــــ
(1) الممتاح: السائل







ابوالوليد المسلم 02-06-2019 07:09 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
(رمضان فى عيون الادباء)
رمضان اقبل
"خير الدين وانلي"

رمضـان أقبل يا أولي الألبــــاب *** فاستقبلوه بعد طول غيـاب
عـام مضى من عمرنــا في غفلـة *** فتنبهوا فالعمر ظل سحـاب
وتهيّــؤوا لـتـصبـّر ومشـقّـة *** فأجور من صبر بغير حساب
الله يجزي الصـــــائمين لأنهـم *** من أجله سخِروا بكل صعاب
لا يدخل الريـان إلا صــــائم *** أكرم بباب الصوم في الأبواب
ووقــاهم المولى بحرّ نهـــارهم *** ريح السموم وشر كل عذاب
وسقوا رحيـق السلسبيــل مزاجه *** من زنجبيل فـاق كل شراب
هذا جـزاء الصـائميـن لربهــم *** سعدوا بخير كرامة وجنـاب
الصوم جنة صــائم من مـــأثم *** ينهى عن الفحشاء والأوشاب
الصوم تصفيــد الغـــرائز جملة *** وتحرر من ربقة برقـــاب
ما صـام من لم يرع حق مجــاور *** وأخوة وقرابة وصحـــاب
ما صام من أكل اللحــوم بغيبة *** أو قال شرا أو سعى لخراب
ما صام من أدى شهادة كــاذب *** وأخلّ بالأخلاق والآداب
الصوم مدرسة التعفف والتــقى *** وتقارب البعداء والأغراب
الصوم رابطة الإخــاء قويــة *** وحبال ودّ الأهل والأصحاب
الصوم درس في التساوي حـافل *** بالجود والإيثار والترحاب
شهر العزيـمة والتصبر والإبـا *** وصفاء روح واحتمال صعاب
كم من صيام ما جنى أصحــابه *** غير الظما والجوع والأتعاب
ما كل من ترك الطعام بصــائم *** وكذاك تارك شهوة وشراب
الصـوم أسمـى غاية لم يرتــق *** لعلاه مثل الرسل والأصحاب
صـام النبي و صحبــه فتبرؤوا *** عن أن يشيبوا صومهم بالعاب
قوم هم الأملاك أو أشبـاههــا *** تمشي وتأكل دُثّرت بثياب
صقل الصيام نفوسهم وقلــوبهم *** فغدوا حديث الدهر والأحقاب
صـاموا عن الدنيا وإغراءاتهــا *** صاموا عن الشهوات والآراب
سار الغزاة إلى الأعـادي صُوّما *** فتحوا بشهر الصوم كل رحاب
ملكوا ولكن ماسهوا عن صومهم *** وقيامهم لتلاوة وكتاب
هم في الضحى آساد هيجاء لهم *** قصف الرعود وبارقات حراب
لكنهم عند الدجى رهبـــانه *** يبكون ينتحبون في المحراب
أكرم بهم في الصائمين ومرحبـا *** بقدوم شهر الصِّيد والأنجاب

ابوالوليد المسلم 03-06-2019 07:33 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
(رمضان فى عيون الادباء)

رمضان

عبد الله بن صالح الخليوي


لمّا أتى غمرَ الوجودَ ضياءْ ***وانجابَ عن رانِِ القلوبِ غشاءْ
واستبشرَ الكونُ الفسيحُ وكبّرتْ ***أرجاؤُه واهتزّتِ البيداءْ
شهرٌ به خيرُ الكلامِ منزّلٌ ***قرآن ربّي مِنّةٌ وشفاءْ
رمضانُ هلّ فعانقتْنا رحمةٌ ***وعرا الجميعَ محبّةٌ ووفاءْ
قد جئتَ أهلاً فاعتراني ما اعترى ***خوفٌ يخالطُُ مهجتي ورجاءْ
قد صُفّدتْ فيك الشياطينُ التي ***قد نالنا منها أذًى ووباءْ
وتزيّنتْ جنّاتُ ربّي للذي ***قد كانَ في مرضاتِهِ مشّاءْ
شهرٌ به الرّحَمَاتُ أشرقَ نورُها ***فعلا قلوبَ المؤمنين سناءْ
شهرٌ به الرحمنُ يغفرُ ذنبَنا ***للدّاءِ غفرانُ الذّنوبِ دواءْ
والعتقُ من نارِِ السّمومِ مزيّةٌ ***منّ الرحيمُ بفضلِهِ وجزاءْ







ابوالوليد المسلم 04-06-2019 10:13 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
رمضان عذراً إن عصى الشعر
محمد عبد القادر الفقي

أيا رمضان الخيرِ عذراً، عصى الشعرُ *** فلم يترنم مثلما يوجب الأمرُ

وكيف لشعري أن يسيل عذوبةً *** بمدحك والأرزاء في أبحري كُثْرُ
وكيف القوافي فيك أزجي عصيَّها *** وأحوالنا تُزري، وأفعالنا نكرُ؟!
وأين الخيال الحر؟ أنى لنا بهِ *** وفي القلب همٌّ لا يرام لهُ حسْرُ
تهبُّ الرياح الذارياْتُ بداخلي *** فتترك نفسي بلقعاً ما بهِ زهرُ
تراوحني في كل حين فجاءةٌ *** كأني فلاة ليس في رملها سدرُ
فيا خير شهرٍ لا تلمني لأنني *** أعاني جروحاً لا يعالجها الصبرُ!
أتيتَ إلينا والكراماتُ قد خَبَتْ *** ومن أين تأتينا وقد أورق الشرُّ؟
نصلي؟ نعم! لكن صلاة بلا تقى *** ونأمر بالفحشاء إذ وجب الطهر!
نصوم؟ نعم! لكن صياماً عن القِرى *** ولذاتنا تمتد إذ يطلع الفجرُ!
وفي الأرض إخوان لنا كلُّ حلمهم *** بقايا إدامٍ يستقيم بها الظَّهْرُ!
كأن مجاعات الدنا كلها قوَتْ *** بدورهمُ..أو حلّ مِصْرَهمُ الفقرُ
نحجُّ؟ نعم! لكن لمجلس عصبةٍ *** ونطلب منه الأمن إن يُهتكُ الستر
فلا عصبة (الفيتو) أعادت أماننا *** ولا الدبُّ واسانا، ولا الأقرعُ النسر!
أتيت إلينا، صُبحنا مثل ليلنا *** فأجواؤنا سودٌ وأجفاننا جمرُ
فيا رمضان العتق ذلت رقابنا *** إلى اللهِ نشكو: ربَّنا مسنا الضرُ!
تداعتْ علينا أمّةٌ بعد أمةٍ *** وعشش فينا اليأس والضَّعْف والذُّعْرُ
وليس لأهلينا سراةٌ وإنما *** بُلينا بجندهم علينا المُدى الحُمرُ
إذا المرء صلى الفجر قالوا: مُخَرِّبٌ! *** وإن عاقر الصهباء قالوا: فتىً حرُّ!
وإن رتل القرآن قالوا: مضللٌ! *** وإن حالف الشيطان قالوا: له الشكرُ!
همُ قد أضاعوا (قدسنا) بل كياننا *** فوا ذلّ شعبِ عمرُهُ كلهُ قهر!
أتيت إلينا، والمصائب جمَّةٌ *** فآلامنا مَدٌّ وآمالنا جَزْرُ!
وأوراقنا صُفرٌ بلون جلودنا *** وأشرارنا كُثْرٌ، وإنجازنا صفر!
فواعجباً إن فارق الخيرُ أرضنا *** وواعجباً إن عربد الشركُ والكفر
وواعجباً أن يهدم البغيُ مسجداً *** وأن يصبح الهندوس هِرُّهم نمْرُ
وواعجباً أن ندمن العار والخنا *** وواعجباً أن يكثرَ الفرُّ لا الكَرُّ
وواعجباً أن يسحق الصِّرْبُ قومنا *** وواعجباً أن يكثرَ البَقْرُ والجزْرُ
نذبَّح مثل الشاة في كل موضع *** ونُسلخُ أحياءً وتغلي بنا القدرُ!
وتُرمى إلى الخنزير عمداً لحومُنا *** ويأكل منها الكلبُ والذئب والنسر!
فيا رمضان القدر قد ضاع قدرُنا *** وأظلمت الدنيا، ونهتف:يا بدر؟
ولا بدرَ، لا حطين، لا أيَّ بارقٍ لنصرٍ*** تُرى من أين يأتي لنا النصر؟
إذا نحن لم نغسلْ من الرجس أنفساً *** فخير مكانٍ يرتضينا هو القَبْرُ!




ابوالوليد المسلم 03-05-2020 05:45 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
تجليات رمضانية
يحيى الشعبي


تاقتْ إليكَ جوارحِي وجَنَانِي *** واسْتَشْرفَتكَ مرابعِي وزمانِي
وسَمَتْ إليكَ ذنوبُنا لتحيلَها *** بِرّاً فأتْرِعْ بالصفاءِ دِنانِي
مَنَحَتْكَ يا ضَيْفَ الكرامِ نُفوسُنا *** حُبا وشوقاً دائمَ الفَيَضَانِ
نحنُ الضيوفُ ونَدَّعِي إكرامَنا *** للوافدينَ ولسْتَ كالضِّيْفانِ
أنتَ المُضِيْفُ حقيقةً فقلوبُنا *** ترْعى جنِانَكَ والقُطُوفُ دواني
في روضِك الريانِ كلُّ فضيلةٍ *** والصائمونَ مباهجٌ ومغانِي
نهفو إليكَ لتنبتَ الحُسنى رضاً *** ولِتسْكُبَ الأنقاءَ بالوجدانِ
يَخْضَرُّ لفظُ شريف نجوانا كما *** يخضر عود جفائنا بأذان
تتلطَّفُ الأقوالُ يومَ صيامِنا *** ويرِقُّ جَبارٌ ويُجْبرُ عانِ
دفّاقُ جودِكَ يستثيرُ مشاعِري *** فأكادُ أبصرُ مقعَدي وجِنانِي
فيكَ التسامحُ والتراحمُ يقتفِي *** أثَرَ الكرامِ وشِرْعةَ الخِلانِ
فيكَ القلوبُ بياضُها متلألئٌ *** يُزْرِي بكلِّ مُخاتِلٍ ومدَانِ
سُحُبٌ الفضائلِ تستقر بروحنا *** وتُجَلِّلُ الأرجاءَ بالغفرانِ
ما أطْيَبَ النَّسماتِ فيكَ وقَدْ حَوَتْ *** بَرْدَ اليقينِ ومِنْحَةَ الرحمنِ
طَهِّرْ بِبِرِّكَ كلَّ ذنبٍ مُنْتِنٍ *** وَأَفِضْ منَ الرحماتِ والإحسانِ
هذي أَكُفُّ قُلُوبِنا ممدودةٌ *** قبلَ الأكفِّ بِزَهْرَةِ الإيمانِ
تِرجو رضا الرحمنِ فيكَ فكلَّما *** فاحتْ طُيوبكَ شَمَّرَ المُتوانَي
وجِّه وفُودَ نداكَ نحوَ كرامةٍ *** وَلْيعْبُروا بَوَّابةَ الرَّياَّنِ
ما قارفتْ نفسُ المقارفِ منْ هوىً *** إلا وعينُ الصّفْحِ في رَمَضَان







ابوالوليد المسلم 16-03-2021 09:27 PM

رمضان في عيون الشعر والشعراء
 
رمضان في عيون الشعر والشعراء

“رمضان يأتي مرة واحدة كل عام” وكذلك كل الشهور تأتي مرة واحدة كل عام. ولكن لرمضان خصوصية في إفراده عن تلك الشهور بالذكر والذكرى، وكان حال الشعراء -قديما وحديثا- حيال رمضان، مميزا عن باقي الشهور، فما أن يأتي شهر شعبان حتى يتنسم الشعراء عبير رمضان وتجد الشعر يتفجر عند بعضهم ابتهاجا بقدوم الصيام.

وعند اقتراب رحيل رمضان يجد الشعر مكانه في توديع هذا الشهر، فكان شعر الوداع ذكرا لمناقب الشهر ونفحاته.
وهكذا تدور الكرة، فما يفتأون يرددون ذكريات رمضان ويتمنون مجيئه، حتى يحظوا بكرمه وجوده وعطاياه.
في وداع شعبان

ابن دراج القسطلي (347- 421/ 958-1030م)، وهو شاعر من أهل (قسطلة دراج )، قال عنه الثعالبي: كان في بالأندلس كالمتنبي بالشام.. يقول في وداع شعبان، وتنويهًا على مقدم رمضان:
فلئن غنمت هناك أمثال الدُمى
فهنا بيوت المسك فاغنم وانتهب
تحفا لشعبان جلا لك وجهه
عوضا من الورد الذي أهدى رجب
فاقبل هديته فقد وافى بها
قدرا إلى أمد الصيام إذا وجب
واستوف بهجتها وطيب نسيمها
فإذا دنا رمضان فاسجد واقترب
ويقول مؤيد الدين الشيرازي (390- 470هـ/ 999- 1077م):
ورحمة ربنا فينا تجلت
وذاك الفضل من رب رحيم
وليس سواه يسأل عن نعيم
إذا وقع السؤال عن النعيم
أتى رجب يؤمم منك شمس
السعادة بدرها بدر العلوم
ويأتي بعده شعبان شهر
النبي الطاهر الطهر الكريم
وشهر الله يتلوه وكل
يدل على أخي شرف جسيم
في استقبال رمضان

وما أن يأتي رمضان حتى تشتعل نار الحنين في قلوب المحبين لرمضان، يرحبون بمقدم هلاله، ويبشرون الناس بقرب موعد قدومه، ويتغزلون في جمال هلاله. يقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي احتفالا بمقدم هلال رمضان:
هذا هلال الصوم من رمضان
بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه
واجعل قراه قراءة القرآن
صمه وصنه واغتنم أيامه
واجبر ذما الضعفاء بالإحسان
ويقول الشاعر العراقي عبود الطريحي (1285- 1328هـ):
أقبل شهر رمضان قم واستعد
لصومه مع التقى والصلاح
شهر به الرحمة قد أنزلت
وكل خير للتقى فيه لاح
أحب لله بأن تكون
تلاوة القرآن عند الصباح
دع الملاهي عنك وادع به
دعا النهار ودعا الافتتاح
ويقول الشاعر محمد الأخضر الجزائري عن هلال رمضان:
امـلأ الـدنيا شعاعـا
أيـها النـور الحبيـب
اسكب الأنـوار فيـها
مـن بعـيد وقـريـب
ذكـر النـاس عـهودا
هـي من خـير العـهود
أما أديب العربية المصري مصطفى صادق الرافعي (1298- 1356هـ/ 1881- 1937م) فنجده يعبر عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
فديتك زائراً في كل عام
تحيا بالسلامة والسلامِ
وتُقْبِلُ كالغمام يفيض حيناً
ويبقى بعده أثرُ الغمامِ
وكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ
إليك وكم شجيٍ مُستهامِ
ومن شعر رمضان نقرأ للأديب الكبير الشاعر عبد القدوس الأنصاري رحمه الله (1403هـ) باقة شعرية جميلة يرحب فيها برمضان، ويصفه بأنه بشرى للقلوب الظامئة وربيع الحياة البهيج إذ يقول:
تبديت للنفس لقمانها
لذاك تبنتك وجدانها
وتنثر بين يديك الزهور
تحييك إذ كنت ريحانها
فأنت ربيع الحياة البهيج
تنضر بالصفو أوطانها
وأنت بشير القلوب الذي
يعرفها الله رحمانها
فأهلاً وسهلاً بشهر الصيام
يسل من النفس أضغانها
وللشاعر محمد إبراهيم جدع قصيدة شعرية ترحيبية برمضان، يصفه فيها بخير الشهور، ولياليه بأنها مجالس للذكر وترتيل للقرآن، وفيه تتنزل الرحمات من الله العزيز المنان، ويقول فيها:
رمضان يا خير الشهور
وخير بشرى في الزمان
ومطالع الإسعاد ترفل
في لياليك الحسان
ومحافل الغفران والتقوى
تفيض بكل آن
ومجالس القرآن والذكر
الجليل أجل شان
نصائح رمضانية

ولا يفوت الشعراء أن يقدموا لقرائهم وأحبائهم نصائح رمضانية، فنجد عبد الله محمد القحطاني (قال عنه السمعاني: كان فقيها حافظا جمع تاريخًا لأهل الأندلس) يقول ناصحًا مرشدًا:
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا
أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى
شر البرية من له وجهان
ويقول الشاعر المغربي حمدون بن الحاج السلمي (1174- 1232هـ/ 1760- 1817م) في استقبال رمضان:
وإن أتى رمضان واصطفيت له
فاخلع ثياب الهوى وقم على قدم
هذا زمانك مقبل ومبتسم
بكل خير تلقه بمبتسم
وصنه عن كل ما يرديه من حرم
ولتعكس النفس عكس الخيل باللجم
ولا يفوت أمير الشعراء أحمد شوقي (1285- 1351هـ/ 1868- 1932م) أن يتوجه إلى كل الناس بنصائحه الرمضانية، يستنكر على من يصوم عن الطعام فقط، ويدعوه إلى التخلي عن العيوب والآثام، فيقول:
يا مديم الصوم في الشهر الكريم ** صم عن الغيبة يوما والنمــيم
ويقول أيضا:
وصلِّ صلاة من يرجو ويخشى ** وقبل الصوم صم عن كل فحشا
ويقول الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي (1294- 1364هـ/ 1877- 1945م):
ولو أني استطعت صيام دهري
لصمت فكان ديدني الصيام
ولكني لا أصوم صيام قوم
تكاثر في فطورهم الطعام
إذا رمضان جاءهم أعدوا
مطاعم ليس يدركها انهضام
وقالوا يا نهار لئن تجعنا
فإن الليل منك لنا انتقام
فضائل رمضان

ويذكرنا الإمام البوصيري (608- 696هـ/ 1212- 1296م من محافظة بني سويف بمصر) بفضائل رمضان، ويتحسر على حال الفقراء والمساكين بعد رحيل شهر الكرم والجود:
آه وا ضيعة المساكين ** أن ولى أمر الطعام في رمضان
ومما قيل من شعر رمضان أبيات لتميم الفاطمي (337- 374هـ/ 948 – 984م وهو أمير كان أبوه صاحب الديار المصرية والمغرب، له ديوان مطبوعة) ذاكرًا بعض فضائل شهر الصوم، متمنيا أن يكون العمر كله رمضان:
يا شهر مفترض الصوم الذي خلصت
فيه الضمائر بالإخلاص في العمل
صوم وبر ونسك فيك متصل
بصالح وخشوع غير منفصل
يا ليت شهرك حول غير منقطع
وليت ظلك عنا غير منتقل
أما الشاعر السعودي محمد علي السنوسي فيتحفنا بقصيدة شعرية رائعة عن رمضان، يقول في أبيات منها:
رمضان يا أمل النفوس
الظامئات إلى السلام
يا شهر بل يا نهر ينهل
من عذوبته الأنام
طافت بك الأرواح سابحة
كأسراب الحمام
رمضان نجوى مخلص
للمسلمين وللسلام
أن يلهم الله الهداة
الرشد في كل اعتزام
كما يصوره الشاعر محمود حسن إسماعيل (ولد في 2 يوليو 1910 وتوفي في 25 إبريل 1977م) يصور لنا رمضان كضيف عزيز حل وارتحل، فيقول:
أضيف أنت حـــل على الأنام
وأقسم أن يحيا بالصــيام
قطعت الدهر جوابـــا وفـيــا
يعود مزاره في كل عــام
تخيم لا يحد حمـــاك ركـــن
فكل الأرض مهد للخيـام
ورحت تسن للأجواء شرعا
من الإحسان علوي النظام
بأن الجوع حرمان وزهــــد
أعز من الشراب أو الطعام
ومن شعر وداع رمضان ماقاله الشاعر السوري عمر بهاء الدين الأميري (وُلد 1336هـ) في ديوانه “قلب ورب”:
قالوا : سيتعبك الصيام
وأنت في السبعين مضنى
فأجبت : بل سيشد من
عزمي ويحبو القلب أمنا
ذكرا وصبرا وامتثالا
للــــذي أغنى وأقنى
ويمدني روحا وجسما
بالقوى معنى ومبنى
” رمضان ” عافية فصمه
تقى، لتحيا مطمئنا
في وداع رمضان

وما أن يذعن الضيف بالرحيل حتى ينتفض المودعون،، يودعونه وهم عليه متأسفون حزنى، ويبدو ذلك في قول تميم الفاطمي وهو يرثي رمضان، قبيل رحليه:
ما تقاضت منا ليالي الزمان
ما تقاضى شوال من رمضان
ما ترى بدره علاه سقام
كسقام المحب في الهجران
كسفت نوره مخافة شوال
كسوف الصيام للألوان
ويقول الشاعر الأندلسي ابن الجنان (615- 646هـ/ 1218- 1248م ) معزيا نفسه ومن حوله في رحيل العزيز إلى قلوبهم:
مضى رمضان أو كأني به مضى
وغاب سناه بعدما كان أومضا
فيا عهده ما كان أكرم معهدا
ويا عصره أعزز على أن أنقض
ويقول الغشري وهو سعيد بن محمد بن راشد بن بشير الخليلي الخروصي، من شعراء القرن الثاني عشر) يرثي الراحل ويصبر نفسه:
خير الوداع لشهرنا رمضان
هل بعد بينك كان من سلوان
خير الوداع عليك يا شهر الهدى
لم يبق من ذنب ولا عصيان
فعلى فراق سال دمع عيوننا
فوق الخدود كهاطل هتان

فهو المفصل والمعظم قدره
خير الشهور وسيد الأزمان

وبعد رحيل الحبيب ليس أمام المحبين إلا الصبر، وليس من شيء أقدر على تصبيرهم مما ترك لهم الحبيب الراحل. فهم يقلبون فيما أتى لهم به من هدايا وعطايا، لعلهم يستطيعون للفراق تحملا، وعلى لوعة وشدته تجملا.
منقول

ابوالوليد المسلم 18-12-2021 07:14 PM

أخي المسلم
 
أخي المسلم
إبراهيم عبدالله إبراهيم العلي




أقولُ وقوليَ الصدقُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ألا فليشهدِ الخلقُ: https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


إلهُ الناس لي ربٌّ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تبارك إسمهُ الحقُّ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأن الرسْلَ أحبابي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
جميعهمُ ولا فرقُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وأن الكتْبَ منزلةٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأن حسابنا رفقُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأن محمداً عبدٌ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
رسولٌ زانه الخُلقُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أصلي عليهِ ما أحيا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وآلٍ طهِّروا.. نُقُّوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأصحابٍ وأتباعٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بإحسان لهم سبقُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأستجدي شفاعتهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
متى لا يسمح النطقُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وأستجدي مرافقةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لهُ.. لصحابةٍ صدقوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ومغفرةً ومنزلةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأن يشمَلني العتقُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يتبع

ابوالوليد المسلم 18-12-2021 07:15 PM

رد: أخي المسلم
 
تيقن يا أخي المسلمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بأنك عنديَ الاثمنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وأنك مهجتي حقًّا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأنك ساعدي الايمنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فمن آذاكَ آذاني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وإن تطعَن أنا أُطعنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأنَّا في تعاضدنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كما البنيان بل أمتنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

رسول الله قدوتنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ونعمَ قدوةُ المؤمنْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أغِثني يا أخي المسلمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
سريعاً قبل أن تندمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أغثني إن تكن حقًّا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بهدي نبينا تأتمّْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فبعضُ الناس للقرآنِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لايُصغي ولا يهتمّْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وإن يُذكر رسولُ اللهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كانوا الهازئينَ الصُّمّْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أجِبني: هل ترى صِهيونْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تعذبُ شعبنا المسجونْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يتبع

ابوالوليد المسلم 18-12-2021 07:15 PM

رد: أخي المسلم
 
تجوعهُ.. وتقتلهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تدمرُ.. تجرف الزيتونْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تعدُّ لتهدم (الاقصى) https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وتبني وكرها الملعون! https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فكن لشقيقكَ المطعونْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مغيثاً حتى لا تأثمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أجبني: هل كسبتَ المالْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بجهدٍ طيب وحلال؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وهل أنفقته صدقاً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
على ما ينفع الاطفالْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


تؤدي حقه طوعاً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بلا مطلٍ ولا استغفالْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


ولا ترشو ولا ترشى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وليس تغشُّ أو تحتالْ

https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يتبع

ابوالوليد المسلم 18-12-2021 07:17 PM

رد: أخي المسلم
 
أخي المسلم
إبراهيم عبدالله إبراهيم العلي




تبيعُ الدين بالدنيا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بلا شُورى ولا استمهالْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


لتثرى دونما تعبٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولا حقٍّ على استعجالْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


حذارِ يا أخي المسلمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وفكر بالذي تغنمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فإن المالَ يُحمى ثمَّ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يشوي جبهةَ المجرمْ! https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أجبني يا أخي المسلمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بحلمٍ زان أهل العلمْ: https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

بشهر الصوم هل صُمتَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وربَّ الناس راقبتَا؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تصدقتَ، وأحسنتَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لفعل الخير سابقتَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ولم تكذب ولم تغتبْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وما داهنت أو خنتا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

بمغفرةٍ وجناتٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وعفوِ اللهِ قد فزتا؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



ابوالوليد المسلم 18-12-2021 07:17 PM

رد: أخي المسلم
 
أخي في اللهِ، أخبرني: https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أحقًّا ترعى حق الجارْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وماذا يا أخي، قل لي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عن الارحام والاصهارْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


عن الإخوانِ في اللهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وعن أصحابك الاخيارْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


أتحفظ وُدهم دوماً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولا تفشي لهم أسرارْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


تواسيهم إذا نُكبوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وتدفع عنهمُ الاخطارْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


تزورهم بسراءٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وضراءٍ بلا استكبارْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تذكر ما أعد اللهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
للرحماء والابرارْ! https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أجبني دون أن تغضبْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بصدقٍ يرضي عنك الربّْ: https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أحقًّا تنصف الانثى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تقدِّر دورها في الدربْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


تزيِّنها بتاج العلمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تهديها كنوز الكتبْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



ابوالوليد المسلم 18-12-2021 07:17 PM

رد: أخي المسلم
 
تعاشرها بمعروفٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وتمرض حينما تكربْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تشاورها.. تؤانسها https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وتَعمر قلبها بالحبّْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أتعطيها من الميراثْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
كما ربي لها أوجبْ؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

تُعاملها كإنسانٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وليس كأنها أرنبْ! https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


رجوتك يا أخي المسلمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
دعاءَكَ لي بملءِ الفمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

دعاءكَ لي بظهر الغي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
بِ حين تلوذُ بالمنعمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

سلِ المولى يوفقني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأن يعفو وأن يرحمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يباركني ويجعلُني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
رفيق نبيه الاعظمْ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


ويكرمُني بأن أحظى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
برؤيةِ وجهه الاكرمْ


ابوالوليد المسلم 20-03-2023 03:16 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 

(رمضان فى عيون الادباء)

فديتك زائراً في كل عام

مصطفى الصادق الرافعي



فديتك زائراً في كل عام *** تحيا بالسلامة والسلام

وتقبل كالغمام بقيض حينا *** ويبقى بعده أثر الغمام

وكم في الناس من كلف مشوق *** إليك وكم شجي مستهام

ركزت له بألحاظ الليالي *** وقد عي الزمان عن الكلام

فظل يعد يوماً بعد يوماً *** كما اعتادوا لأيام السقام

ومد له رواق الليل ظلا *** ترف عليه أجنحة الظلام

فبات وملء عينيه منام *** لتنفض عنهما كسل المنام

ولم أر قبل حبك من حبيب *** كفى العشاق لوعات الغرام

فلو تدري العوالم ما درينا *** لحنت للصلاة وللصيام

بني الإسلام هذا خير ضيف *** إذ غشي الكريم ذرا الكرام

يلمكم على خير السجايا *** ويجمعكم على الهمم العظام

فشدوا فيه أيديكم بعزم *** كما شد الكمى على الحسام

وقوموا في لياليه الغوالي *** فما عاجت عليكم للمقام

وكم نفر تغرهم الليالي *** وما خلقوا ولا هي للدوام

ودخلوا عادة السفهاء عنكم ** فتلك عوائد القوم اللئام

يحلون الحرام إذا أرادوا ** وقد بان الحلال من الحـرام

وما كل الأنام ذوي عقول *** إذا عدوا البهائم في الأنام

ومن روته مرضعة المعاصي *** فقد جاءته أيام الفـطام








ابوالوليد المسلم 22-03-2023 09:57 PM

رد: رمضان فى عيون الادباء متجدد
 
رمضان فى عيون الادباء
رمضان بشرى
عيسى بن علي جرابا



تَاقَتْ لكَ الأَرْوَاحُ يَا رَمَضَانُ *** وَهَفتْ لِشدْوِ طيوْرِكَ الآذَانُ

وَهَمَتْ سَحَائِبكَ الندِيّةُ رَحْمةً *** فَاعْشَوْشَبتْ مِنْ فَيضها الأَزْمَانُ
وَاسْتَقْبَلَتْكَ الأَنْفُسُ الظَّمْأَى إِلَى *** لُقْيَاكَ حَيْثُ النّوْرُ وَالإِيمَانُ
هَبتْ تَمدُّ أََكُفهَا لكَ توْبَةً *** وَعَلَى الوُجُوْهِ تذَلّلٌ وَحنَانُ
فَرَأَتكَ أَعْظَمَ زَائرٍ هَتفَتْ بِهِ *** كُلُّ الرُّبَى وَغَدَتْ بِهِ تَزْدَانُ
رَمَضَانُ جِئْتَ فلا تسَلْ عَنْ فَرْحَةِ *** الدُّنْيَا سَما بِشُعُوْرِها القرْآنُ
وَعَنِ النُّفُوسِ تَوَشَّحتْ حُللَ الصَّفاءِ *** يَزِينهَا الإِخْبَاتُ وَالإِذْعَانُ
وَعَنِ الأَيَادِي فِي رِحَابِكَ أَوْرَقَتْ *** وَبها تَنَامى البِرُّ وَالإِحسانُ
الكَوْنُ كلُّ الكَوْنِ غَنّى مذْ هَمَى *** مِنْ رَاحَتَيْكَ العتقُ وَالغُفرَانُ
رَمَضَانُ يَا أُنشُوْدَةَ الأَملِ النديِّ *** وَيَا رَبِيعاً وَشْيُهُ فَتانُ
يا وَاحةً فوَّاحَةً جذْلى وَيا *** وِرْداً هَفا لمعينهِ الظَّمآنُ
رَمَضَانُُ يَا بُشْرَى لَهَا إِطْلالَةٌ *** نَشْوَى وَصَوْتٌ بِالهدَى رَيَّانُ
يَا دَوْحَةً لِلنصرِ ضَاعَ أَرِيجُهَا *** بَيْنَ الأَنَامِ وَفرَّعَتْ أَغْصَانُ
بَدْرٌ وَكَمْ بَدْرٍ رَأَينا نُوْرَهَا *** يَفْتَرُّ زَهواً وَالمَدَى نَشْوَانُ!
رَمَضانُ يا أُنسَ القلوْبِ إِذَا دَجَا *** لَيْلُ الكُرُوْبِ وَسهّدَتْ أَجْفَانُ
كَمْ منْ مَعانٍ فيْكَ لَوْلا أَنْتَ لَمْ *** تُعْرَفْ وَلَمْ يُعْمرْ بِهنَّ جَنانُ!
رَمَضانُ يا خَيرَ الشهوْرِ تحيةً *** مِنْ شَاعِرٍ عَصَفتْ بهِ الأَحْزَانُ
يَشدُو وَبَيْنَ ضلُوْعهِ همٌّ وَفِي *** فَمِهِ سُؤَالٌ مثخنٌ حَيْرَانُ
مَا بالُهَا تَمْضِي السنوْنَ وَلَمْ يزَلْ *** يَكْسو مَفَارِقَنا أَسَىً وَهَوَانُ؟
لَهثتْ خطانا وَالدُّرُوْبُ تَلُفُّها *** ظُلَمٌ وَنحنُ تَلُفّنا الأَكْفَانُ
رَمَضَانُ جِئْتَ وَأَلْفُ خَطْبٍ *** هُدِّمَتْ قِمَمٌ لهُ وَتقَوَّضَتْ أَرْكانُ
وَعَدُوُّنا مازَالَ يُشْعِلُ بَيْنَنَا *** نارَ الخِلافِ وَينْفُخُ الشّيطَانُ
وَالقدْسُ رَهنُ قُيُوْدِهِ *** وَقُيوْدُنا وَهْمٌ يُكَبِّلنا بِهِ الخذْلانُ
لا الجُرْحُ مُنْدَمِلٌ وَلا دَمُهُ *** الزَّكِيُّ رَقَا وَلا سَفّاكُهُ سَيدَانُ
رَمضَانُ جِئتَ قلوْبنا شتَّى *** كَمَا رَاياتِنا كلٌّ لَهُ عُنوَانُ
خَمْسُوْنَ مِنْ لَهَبٍ تَلَظَّى وَالثَّرَى *** حِمَمٌ وَأَنفاسُ الوَرَى بُرْكانُ
وَخطَابنا مَازَالَ يُطْمِعُ غَيرَنا *** فِيْنا خطابٌ لَيسَ فِيْهِ بيانُ
"نِقْفُوْرُ كَلْبَ الرُّوْمِ" أَيْنَ أَبُو الأَمِيْنِ *** وَأَيْنَ سَيفٌ سلهُ الشّجْعَانُ؟
خمْسوْنَ لوْ أَنَّ الجِبالَ حَملْنهَا *** لَغَدَتْ بِهَا وَكَأَنَّهَا كثبانُ
رَمَضَانُ جِئْتَ وَلِلقُلُوْبِ مَشاعِرٌ *** وَلْهى وَلِلشّعرِ الأَصيلِ حِصَانُ
هذَا هِلالُكَ هَلَّ فياضَ السنا *** فَتَرَشَّفَتْ أَنْدَاءَهُ الأَكوَانُ
وَنُفُوْسُنَا طَارَتْ إِليهِ منيبةً *** تَبْكِي وَقَدْ أَزْرَى بِها العِصْيَانُ
وَتَرَقبَتْهُ عُيُوْنُنَا مُتلأْلئاً *** يَكسو سَنَاهُ سَكينةٌ وَأَمانُ
وَبِحِضْنِهِ كَمْ مِنْ مَساجِدَ أَنْشَدَتْ *** يحلو بِها لِلمُخْبِتينَ أَذَانُ!
لما بَدَا كُلُّ البَلابِلِ رَفْرَفَتْ فَرَحاً *** وَمِنْ فَمها جَرَتْ أَلْحَانُ
حَتَّى الجَمَادُ اهْتزَّ فَانْطَلَقَ الحَصَى *** يَشْدُو وَرَدَّدَ شَدْوَهُ الجدْرَانُ
رَمَضَانُ جِئْتَ فَلا تَسَلْ عَنْ شَوْقِنَا *** يَالَيتَ كُلَّ شُهوْرِنَا رَمضانُ








الساعة الآن : 03:22 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 252.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 250.34 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (0.70%)]