ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=91)
-   -   حديث أسماء: كنت أخدم الزبير خدمة البيت (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=216789)

ابوالوليد المسلم 15-11-2019 08:22 PM

حديث أسماء: كنت أخدم الزبير خدمة البيت
 
حديث أسماء: كنت أخدم الزبير خدمة البيت
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان






عن ابن أبي مليكة أن أسماء قالت: كنت أخدم الزبير خدمة البيت، وكان له فرس، وكنت أسوسه، فلم يكن من الخدمة شيء أشد عليَّ من سياسة الفرس، كنت أحتش له وأقوم عليه وأسوسه، قال: ثم إنها أصابت خادمًا، (جاء النبي صلى الله عليه وسلم سبي فأعطاها خادمًا)، قالت: كَفتني سياسة الفرس، فألقت عني مؤونته، فجاءني رجل فقال: يا أم عبدالله، إني رجل فقير، أردت أن أبيع في ظل دارك، قالت: إني إنْ رَخَّصْتُ لك أبَـى ذاك الزبير، فتعال فاطلب إليَّ، والزبير شاهد، فجاء فقال: يا أم عبدالله، إني رجل فقير أردت أن أبيع في ظل دارك، فقالت: ما لك بالمدينة إلا داري؟ فقال لها الزبير: ما لك أن تمنعي رجلًا فقيرًا يبيع؟ فكان يبيع إلى أن كسب، فبعته الجارية، فدخل عليَّ الزبير وثمنها في حجري، فقال: هبيها لي، قالت: إني قد تصدقت بها[1].

من فوائد الحديث:
1- هذه الصحابية رضي الله عنها تخبر عن حال زوجها أنها تزوجته رضي الله عنه, وهو فقير لا يملك غير بعير وفرس[2].


2- كان الزواج في السابق باليسير بخلاف زماننا.


3- من حقوق المرأة على زوجها قيامها بخدمته، وهو من مقتضيات القوامة التي ذكرها الله في كتابه.


4- تصف هذه الصحابية حالتها الاجتماعية، وترسم لنا صورة صادقة من الحياة التي كانت تحياها في كنَف الزوجية.


5- هذه الصحابية اشتغلت في بيتها وخارج بيتها، فزادت عن الواجبات التي عليها، فالاهتمام بالفرس ورعايته، ليس من الحقوق الواجبة عليها، ومع ذلك قامت بهذا الأمر خير قيام.


6- بيَّنت أسماء رضي الله عنها في هذا الحديث عدة أعمال كانت تقوم بها:
أ- تعلف الفرس.
ب- تستقي الماء.
ج- تخرز الغرب.
د- تعجن.
هـ- تنقل النوى على رأسها[3].


7- الأعمال السابقة قد يعجز عن القيام بها بعض نساؤنا في هذا الزمان.
8- مساعدة النساء بعضهن لبعض، مما يدل على مدى قوة التواصل الاجتماعي.
9- الاعتراف بالفضل لأهل الفضل، فاعترفت أسماء بفضل نساء الأنصار، وأثنت عليهنَّ[4].
10- مدى المعاناة التي كانت تعانيها هذه الزوجة الصالحة الصابرة.


11- لولي الأمر أن يعطي مَن شاء مِن رعيته من الخَدَم ونحو ذلك، خاصة أن زوجها الزبير رضي الله عنه كان ممن أبلى بلاءً حسنًا لرِفعة الدين.


12- عَزَّ على النبي صلى الله عليه وسلم امتهان ابنة حبيبه وصاحبه أبي بكر في هذه الأعمال، فرقَّ لها، وعطف عليها.

13- لم يوبِّخ النبي صلى الله عليه وسلم الزبير على تكليف زوجته أسماء القيام بهذه الأعمال، لعِلمه صلى الله عليه وسلم بأنها قامت بذلك عن طيب نفس منها.

14- هذه قصَّة عظيمة لامرأة عظيمة وهي أسماء بنت أبي بكر الصديق رأينا ماذا كانت تفعل لما كان زوجها مشغولًا بالجهاد وتدبير أمور الدعوة والدولة الإسلامية بجانب النبي صلى الله عليه وسلم [5].


15- رحمة أسماء بالفقير.
16- الحوار الهادئ بين أسماء وزوجها الزبير من أجل هذا الفقير.
17- فتح الله على هذا الفقير حتى أصبح غنيًّا، ثم اشترى المرأة التي كانت تخدم أسماء.


18- قولها: (فلم يكن من الخدمة شيء أشد عليَّ من سياسة الفرس)، لم تتأفف من القيام بالخدمة في بيتها، بل كأنها ترى ذلك من الواجبات عليها، لكن تأفُّفها كان من سياسة الفرس.

19- قولها: (فلم يكن من الخدمة شيء أشد عليَّ من سياسة الفرس، كنت أحتشُّ له وأقوم عليه وأسوسه)، يبدو لي من خلال كلامها، ولفظة (سياسة، وأسوسه) أنَّ الخيل يُحتاج لها رعاية خاصة تختلف عن بقيَّة الأنعام.


20- للمرأة أن تتصرف في مالها من دون إذن زوجها.
21- إقرار الزوج على تصرُّف زوجته.
22- فضل الصدقة.
23- أهميَّة العمل ومكانته في الإسلام.


24- كَرَمُ أخلاق أبي بكر؛ فإنَّه رضي الله عنه عَلِمَ ما كانت عليه ابنته من الضرر والمشقة، فلم يطالب صِهْرُه بشيء يُثْقِلُ عليه لمعرفته بحاله.


25- كان صلى الله عليه وسلم مُتَرقبًا لإزالة العناء، والمشقَّة عن ابنة صاحبه، فلما تمكَّن منه أزاله من السبي.


26- الزبير رضي الله عنه لم يكلِّف زوجته شيئًا من ذلك، وإنما فعلت هي ذلك لحاجتها إلى ذلك، وتخفيفًا عن زوجها.


27- قوله: (فأعطاها خادمًا) يُطلق الخادم على الذكر والأنثى.


28- وقوله: (جاء النبي صلى الله عليه وسلم سبيٌ فأعطاها خادمًا)، هذه الرواية مخالفة لقولها في الرواية الأخرى: إن أبا بكر رضي الله عنه أرسلها إليها[6]، وهذا لا بُعد فيه؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دفعها لأبي بكر ليدفعَها لها، فأرسل بها أبو بكر لها.


29- الإذن في البيع الخفيف بغير أجر؛ لأنَّ ذلك من باب الرفق بالمحتاج والفقير[7].


30- توقُّف أسماء رضي الله عنها في الإذن للفقير إلى أن يأذن الزبير إنما كان مخافة غَيرة الزبير، أو يكون في ذلك شيء يتأذى به الزبير، وحُسْنُ أدبٍ، وكرمُ خُلُقٍ؛ حتى لا تتصرَّف في شيء من مالها إلا بإذن زوجها.


31- أمر أسماء للفقير بأن يسألها ذلك بحضرة الزبير؛ لتستخرج بذلك ما عند الزبير من كرم الخلق، والرغبة في فعل الخير، وليشاركها في الأجر، وذلك كله منها حسن سياسة، وجميل ملاطفة تدلُّ على انشراح الصدور، وصدق الرغبة في الخير.


32- بيع أسماء للجارية من غير إذن الزبير يدلُّ على أن للمرأة التصرُّف في مالها بالبيع والابتياع من غير إذنه، وليس له منعها من ذلك إذا لم يضرَّه ذلك به في خروجها، ومشافهتها للرجال بالبيع والابتياع، فله منعها مما يؤدي إلى ذلك.


33- سؤاله لها أن تَهَبَهُ ثمن الجارية دليل على أن الزوج ليس له أن يتحكم عليها في مالها بأخذ، ولا غيره؛ إذ لا ملك له في ذلك، إنَّما له فيه حق التجمُّل، وكفاية بعض المؤن.


34- جواز هبة المرأة بعض مالها بغير إذن الزوج[8].
35- الخِدْمَة فيها مَشَقَّة، وثِقلٌ على النفس والجسد مَعًا.


36- قولها: (فتعالَ فاطلُب إليَّ، والزبير شاهد)، وقول الفقير: (يا أم عبدالله) يدلُّ على أنه لا حرج في مكالمة الرجل للمرأة، ومكالمة المرأة للرجل، في حاجتهما، من دون رِيْبَةٍ أو خَلْوة.

[1] صحيح مسلم 4/ 1717 رقم 2182.
[2] رواية البخاري بيَّنت ذلك 7/ 35 رقم 5224.
[3] كما في رواية البخاري في صحيحه 7/ 35 رقم 5224، ومسلم في صحيحه 4/ 1716 رقم 2182، فكانت رضي الله عنها تقوم بهذه الأعمال.
[4] من 8-9 مستفاد من رواية البخاري في صحيحه 7/ 35 رقم 5224، ومسلم في صحيحه 4/ 1716 رقم 2182.
[5] موقع الإسلام سؤال وجواب فتوى رقم 6913؛ بتصرف.
[6] صحيح البخاري 7/ 35 رقم 5224. صحيح مسلم 4/ 1716 رقم 2182.
[7] مستفاد من المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي 18/ 22-23.
[8] مستفاد من المرجع السابق 18/ 24.







الساعة الآن : 03:52 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 17.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.37 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.54%)]