ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   معاني أسماء الله الحسنى { الحي، القيوم، العلي، الأعلى، المتعالي } (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=285785)

ابوالوليد المسلم 05-12-2022 08:43 PM

معاني أسماء الله الحسنى { الحي، القيوم، العلي، الأعلى، المتعالي }
 
معاني أسماء الله الحسنى { الحي، القيوم، العلي، الأعلى، المتعالي }
سعد محسن الشمري

( الحي، القيوم،العليُّ، الأعلى، المتعالي )

الله سبحانه، الحي، القيوم
هذان الاسمان جاءا مقترنَيْنِ في ثلاثة مواضع من كتاب الله تعالى:
في آية الكرسي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ [البقرة: 255].


وفي سورة آل عمران: ﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [آل عمران: 1، 2].


وفي سورة طه: ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا [طه: 111].


وقد مرَّ قول طائفة من أهل العلم أنهما الاسم الأعظم، الذي إذا دُعي الله به أجاب، وإذا سُئل به أعطى.


وحياته سبحانه كاملة تامة، لم تُسبق بعدمٍ، ولا يلحقها فناء، ولا يحتاج معها إلى طعام ولا شراب، بل هو الذي يُطعِم ويَسقي ويرزق.


قال الله تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا [الفرقان: 58].


وقال تعالى: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [الأنعام: 14].


وقال تعالى: ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ [الذاريات: 57].


وقيوميته سبحانه تدل على أنه قائمٌ بنفسه، مقيمٌ لغيره.


قال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ [البقرة: 255].


وجاء في الحديث: ((إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام))[1].


وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [مريم: 64].


فهو سبحانه قائم بالقسط، وهو العدل، وهو القائم على كل نفس بما تكسب.


لا يعزب عن الله، ولا عن سمعه، ولا عن بصره شيء من أعمال العباد.


مقيم للسماوات والأرض، وليس لمن خلقه معين غيره سبحانه.


قال تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ [سبأ: 22].


فاسم الله الحي يدل على كمال صفاته سبحانه، واسم الله القيوم يدل على كمال فعله، وكمال الصفات وكمال الأفعال يدل على كمال الذات.


وإذا علمت الله بأنه الحي القيوم، أورث في قلبك حُبَّه وخشيتَهُ وتعظيمَه، فهو الذي ييسر لك أسباب العيش والحياة.


قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [هود: 6].


قال ابن القيم رحمه الله: "إن لاسم الحيِّ القيوم تأثيرًا خاصًا في إجابة الدعوات، وكشف الكربات؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد في الدعاء قال: ((يا حي يا قيوم))"[2].

الله سبحانه، العليُّ، الأعلى، المتعالي
قال الله تعالى: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى: 1].


وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255].


وقال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ [الرعد: 9].


هذه الأسماء الحسنى "العلي والأعلى والمتعالي" تدلُّ أنه سبحانه له العلو المطلق، العلو الكامل، والعلو الدائم، فالله عز وجل له علوُّ القَدْر والمكانة، فمكانته سبحانه فوق كل مكانة، ومنزلته لا يدانيها أحد من خلقه جل وعلا، وله سبحانه علوُّ القهرِ والغلبة والسلطان؛ ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [الأنعام: 18].


وقال عن ملائكته: ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [النحل: 50].


فجميع الخلق بيده، وفي قبضته وقهره، وتحت سلطانه.


وله سبحانه علو الذات، فهو سبحانه فوق خلقه، مستوٍ على عرشه، إليه يصعَدُ الكلم الطيب، وتعرج الملائكة والروح إليه، ويتنزل الأمر من عنده سبحانه، وقد دلَّ على علوه بذاته سبحانه كتابُ الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والفطرة، والعقل، والإجماع، فمن قال غير ذلك، فهو على غير صراط المؤمنين.


فللهِ عز وجل علوُّ القدْرِ وعلوُّ القهرِ وعلو الذات.


ومن آثار علوه سبحانه أن جعل الرفعة والعلو لكتابه ولدينه ولأوليائه.


قال الله تعالى: ﴿ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى [طه: 68].


وقال عن كتابه: ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ [الزخرف: 4].


ومع علوِّهِ بذاته سبحانه، فهو قريب مجيب سميع، تعالى وتقدس.


ومن ثمرات هذه الأسماء في دين العبد وتديُّنه اتجاهه إلى ربه، والتجاؤه إليه، ومراقبته سبحانه في أقواله وأعماله؛ إذ الله على علوه فإنه معه بعلمه؛ فلا يغيب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وأنه سبحانه مع أصفيائه بالنصر والتأييد والتوفيق.


قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ [النحل: 128].
* * *


[1] رواه مسلم، 179.

[2] زاد المعاد 4/ 1189.
عن أنس بن مالك: ((كان صلى الله عليه وسلم إذا كربَهُ أمرٌ قال: يا حيُّ يا قيومُ برحمتِكَ أستغيثُ))؛ رواه الترمذي 3524، الألباني، صحيح الجامع، 4777.





الساعة الآن : 04:15 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 11.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 11.58 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.80%)]