إسلام عمر بن الخطاب ( مسرحية شعرية )





عيسى النتشة


المنظر الأول

"في دار النَّدوة، يَجلِس أبو لهب، وأبو جهل، وأمية بن خلف، والوليد بن المُغيرة، يَتشاورون في أمر محمد - صلى الله عليه وسلم".



أبو جهل: "موجِّهًا كلامه لأُمية بن خلف".



عجيبٌ أمية بدر الحضَر يُساوي "بِلالاً" ظلام الوَبَر.



غريب، أميَّة هذا الهُدى "ضحك من الجميع".



أمية "يَنفجِر غاضبًا، محاولاً الخروج": هُراء يضلُّ النُّهى والفِكَر

أُساوي العبيدَ وأُصغي لها؟




"يُحاول الخروج": قد ضقتُ ذرعًا بهذا السمَر



"يصل إلى الباب ثم يلتفِت فجأة إلى أبي جهل":

وأنت.. أبا الجهلِ أرضاك جَهلٌ هنيئًا لِعمِّ النبي الأبرِّ



"ضَحِك من الجميع".



أبو لهب:

قد فارَ دقي... والتهَب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فلتُطفئوا هذا اللَّهَب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




إلى متى هذا الخَنا؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

والرُّشدُ منا قد ذهَب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




محمد يَهزا بنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ونحن أشراف العرب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

الوليد: أربابُنا أضحَت قذى دعاؤنا لها تَبَب

قرباننا مذلَّةٌ صلاتُنا هي العجب



أبو جهل: يقول إنها دُمى فكيف نعبُد اللُعَب

"ضحك وشراب"



أبو لهب: وإننا أذلَّة إذ نَبتغي منها الأرَب

"ضحك متُواصِل بينما يتوجه الوليد إلى اللات مؤنِّبًا"



الوليد: سكوتها هو السبب فلتَنطِقي إن كنتِ رَب



ودافِعي بقوةٍ وزَمجِري من الغضَب



"سكوت مُطبِق من الجميع"، الكل ينتظر ولا جواب.... يروح الوليد ويَجيءُ ثم يَلتفِتُ إليهم"



يقول إن ربَّنا لا والدٌ ولا ولَد



ربٌّ عظيم واحدٌ - "مشيرًا إلى الأصنام" - وما له كُفئًا أحد



أبو جهل "باستهزاء":

ربُّ عظيمٌ واحدٌ وما له كُفئًا أحد!



أبو لهب:

أبا جهل كفى واسكُت ويَكفينا سَخافات

"للجميع":

أشيروا بالذي يُرضي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

مناةَ الكلِّ، واللات https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




غدًا يهوي لنا العربُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لتقديس الإلهاتِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فماذا يا تُرى نُبدي؟!

أبو جهل: ..... سنبدأ بالإشاعاتِ



نقول: محمدٌ هذا من الكُهَّانِ إذ يسجَع



الوليد: بريءٌ منهُم طرًّا



"متوجهًا لأبي جهل": ففتِّش تُهمةً أقنَع



أمية:

وحقِّ اللاتِ والعُزَّى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وحقِّ مناة لن نُخزى https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




نقول بأنه يَهذي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

بشعرٍ أَشبَهَ الرجزا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

الوليد:

أليس أصحَّنا رأيًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأفصحَنا إذا فُهْنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وأعذبَنا مُحادَثَةً https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وأرجَحَنا إذا تُهْنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ولكن...."يروح ويَجيء مساهمًا مُفكِّرًا ثم يَلتفِتُ إليهم مُستبشِرًا".



.....إنَّه السحرُ يُفرِّق بين زوجين



إذا سَمِعا له تاها



أبو لهب "يقف شديد الفرح": ..... وإن كانا إلاهَين



نطقت التُّهمة المُثلى هنيئًا يا مُنى العين - "مُعانقًا له"



أمية:

وَنِعم الرأيُ، فلنشرب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كؤوس الراحِ ولنطرَب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




دعونا من مُحمَّدكم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وايمُ اللاتِ لن نُغلَب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
يتبع

"يدور عليهم الساقي في هرج ومرج وغناء، يدخل عليهم عمر بن الخطاب".



عمر: سلام هُبَل.... سلام هُبَل



الجميع: سلام أيها المُقبِل



يُقدِّم أميَّة له كأسًا قائلاً:

أمية:

تفضَّل هذه كأسٌ .... "يُناوله فيَشربها".



........ وخُذ أخرى... ولا تعجَل



"يناوله أخرى، يقف أبو جهل وهو يترنَّح مِن السُّكرِ"



أبو جهل:

وحقِّ اللات يا هُبَلُ عشية يُقتَل الرَّجلُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لأملأ حِجرَ قاتِلِه من الذهب الذي صقَلوا



له مائة مِن النُّوقِ وألفٌ مِن دَنانيري



أبو لهب "مُكرِّرًا":

له مائة من النُّوقِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

وألف مِن دنانيري https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وحق اللات ذا يُغري https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

صناديدَ المَغاويرِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

عمر "يُلقي بكأسه":

أنا لها يا بنَ هِشام https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

بالسيفِ أسقيهِ الحِمامِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

الجميع "يتَحلَّقون حوله":

ابن الخطاب ابن الخطَّاب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

رُزءٌ، سحق، محقٌ، أوصاب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




إليهِ إليه، عليه، عليه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

سريعًا، سريعًا، نُحبُّ الجَواب https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

"يُحاول عمر الخروج، يُفاجأ بصوت يُناديه مِن الخارج، وقد سَمِع صخبَهم".



سعد: أين ابن الخطاب؟ يا عُمر بنَ الخطَّاب



"يَدخُل بينما يُحاوِل عمرُ الخروجَ"

هوِّن قليلاً يا عُمر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لا تذهبنَّ... بل انتِظر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

ومَن تريد يا تُرى؟

عمر: ....... محمدًا.... سأقتُله



أبو لهب: (كفًّا بكفٍّ) تفرَّقت أمورُنا وسُفِّهت أحلامُنا



أمية: وَنَمْردت عبيدنا إلى متى تَجاهُلُه؟



سعد "لعمر": أغْرَتك نفسُك بالذي لم تَفتكِر لعواقبِه

أترى بني عبدالمنافِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يُسلِّمون لطالِبه؟ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




اذهَب فقوِّم أهل بيتِكَ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يا شُجاعَ أقارِبه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أبو لهب: "بينما يرتجف عمر ثم يَتسمَّر في مكانه".



...... اسكت صَبَأت



عمر "يستلُّ سيفَه يريد أن يبطش بسعد": وأنني لا بُدَّ قاتلُ مَن صَبَأ



سعد "يستلُّ سيفه": بل أنت أصغَرُ يا فتى خُذها مُجلجلة النَّبا



"يَشتبِكان... بينما يتوسَّطهما القوم لفضِّ الاشتِباك"



عمر "وقد هدأ قليلاً": وَمَن أهلُ بيتي غدا مُسلمًا؟.... "يتلكَّأ سعد".



...... تكلَّم وإلا.....



سعد "بتهديد": أرقتَ الدِّما



سعيد بن زيدٍ وعَبد الخَنا



عمر: وفاطمةُ الأخت..؟ قُل



سعد "بعد لأْي": رُبَّما




أبو جهل: أحقًّا تقول؟



سعد: سمعتُهُم وقارَ الهدايةِ مِنهُم سَما



عمر "وقد استَشاط غضبًا":

الويل مني يا سعيد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يا صهرَ نحسٍ لا يُفيدُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




الويل مني فاطمة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إن صِرتِ حقًّا مُسلمة https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

"ينفلت صائحًا مُرعدًا بينما يتسمَّر الباقون مَشدوهين، ويُغلَق السِّتار"



"المنظر الثاني"

"بيت سعيد بن زيد، فاطمة تَجلِس على دكَّة وبقُربِها زوجها، وعلى مقربة منهما خبَّاب بن الأرتِّ، يُمسِك بصحيفة يقرأ منها، بينما يتسمَّع عمر خلف الباب"



خبَّاب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 1 - 5].



"طَرقٌ عنيفٌ على الباب تَعرِفه فاطمة"

فاطمة: تقدَّم سعيد..... "تُشير إلى الباب"

تُشير إلى خبَّاب: .... وهاتِ الكتاب

توارَ خبَّابُ... وراء الحِحاب



"يستمرُّ الطرْق، يَختبئ خبَّاب، ويتقدَّم سعيد للباب فيَفتحه، يدخُل عُمر ثائرًا"



عمر: خسئتم صباحًا..... (لا جواب) "يروحُ عُمر ويَجيء ثم يلتفت"



وماذا سمعتُ؟ أَََََهَينَمةً "يُمسِك بخناق سعيد"



سعيد: قد تُداوي الجِراح



فاطمة: نُصلِّي إلى اللهِ



عمر "باستِخفاف": ما ذاك عيبٌ..... فُتِنتُم بشعرٍ غثيثٍ وقاح



سعيد:

وما هو شعرٌ ولا هو سِحر ولكن كلام الهُدى والصَّلاح



عمر "وقد بدأ يهدَأ": إذًا هو سجع لعرَّاف قومٍ



فاطمة: بل الحق من ربِّنا والفلاح
يتبع

"عمر يهدأ... يَروحُ ويَجيء، وهو يُردِّد: كلام الهُدى والفلاح، هو الحق مِن ربِّنا".



عمر: وأين الصحيفة؟ حتى أراها



سعيد: نَخافُ عليها..



عمر "متوسِّلاً":.......... .... وممَّن تخاف؟



عليَّ بها لا أُريد الأذى سأقرأ ما جاءنا مِن مُحمَّد



فاطمة: لا يَمسُّ الكِتاب سوى من تطهَّر مِن شِركِه أو تَجرَّد



عمر: عليَّ بها



فاطمة "مُتحدية": لن تمسَّ كتابي



عمر "وقد بدأ صبرُه يَنفد": إذًا حُقَّ واللات شرُّ العَذاب



سعيد: ودون الكِتاب حياتي....



عمر: إذًا خُذ "يُفاجئه بلكمة تَطرحُه أرضًا"



فاطمة: "ضارعةً لله" إلهي



عمر: (يَصفعها) وأنتِ



فاطمة: أُخيِّي



عمر "يُفاجئها بضربة على وجهِها": إليكِ عقابي



"تَبكي فاطمة، يتأوَّه سعيد، موسيقا حزينة، عمر يُفتِّش عن الصحيفة كالمَجنون... ثمَّ يهدأ... أين الصحيفة؟ أُقسم أني..... سأقرأ ما جاء فيها... وإنِّي



فاطمة: توضَّأ



عمر: "بلهفة"... وكيف؟



"يَخرُج خباب: بإبريق فيه ماء متَّجهًا إلى عُمر".

خبَّاب:.... هنيئًا عُمر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

أرى الصدقَ فيك بشيرًا ظهَر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

"يَنتحي سعيد وعُمر ليُعلِّمه الاغتِسال والوضوء، ثم يَخرُج عمر، والجميع في تهليل وتكبير"



"يعود عمر، فيُقدِّم له سعيد الصحيفة فيقرأ منها":

﴿ فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ﴾ [طه: 16].



عمر:

كلامٌ طيِّب أزهَر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

كريحِ المِسك والعنبر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




عظيم في بلاغته https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

بديع النظم والجوهَر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وأين مُحمَّد؟ إني https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لأرجو الله أن يَغفِر https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

خبَّاب "فَرِحًا":

سمعتُ رسولَنا يدعو https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إلهي أيِّد الإسلام https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif




وبالعُمرَين أيِّدنا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

على السُّفهاء والأصنام https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

عمر: فدلُّوني



فاطمة: خُذوه إلى نبيِّ الحقِّ والأقوام



"يَخرج خباب وسعيد مُحيطينِ بعُمر في جذل، بينما يُغلَق السِّتار"

سعيد: في دار الأرقم صحبته أنصار الله وأحبابه



خباب: دار الإسلامِ بعزَّته تتباهى إذ تُغشى بابه





المنظر الأخير

"دار الأرقم - مجموعة من المسلمين يُنصِتون خاشعينَ: ﴿ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا * وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ﴾ [الجن: 13، 14].



عمر "مِن الخارج": يا مُحمَّد..... يا محمد



مسلم من الداخل: من يُنادي؟



عمر: يا مُحمَّد؟



مسلم ثان: ..... مَن بالباب



عمر: ابن الخطاب



المَجموعة "في همهمة وخوف": ابن الخطاب.... ابن الخطاب



علي "يَقِف مُنتصِبًا": إن أبدى الخير فأهلاً به أو طلب الشرَّ فتَكْنا به



مسلم: لا تفتح باب الدار



"يمشي عليٌّ إلى الباب يفتحه": باسم الله الستّار



"يدخُل عمر وهو يَصيح"

عمر:

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك يا مُحمَّدُ رسولُ الله



المسلمون وقد قاموا يُحيُّون:

الله أكبر الله أكبر أسلَمَ واللهِ عمر

الله أكبر الله أكبر أسلَمَ واللهِ عُمر



عمر:

الحمد لله الذي نجَّاني وأعزَّني بالنُّور والإيمانِ

فوحقِّ مَن خصَّ النبيَّ بوحيه ما عُدتُ بعد اليوم للأوثان



"يتوجَّه إلى مكان النبي مُشيرًا إلى نورٍ ساطع"



لأُحدِّثنَّ الناسَ عنك وإنني لأحاربنَّ طواغيتَ الكفرانِ



فلم اختفاءُ المسلمين فديتُهم



"يَتوق للجميع":


فلنَخرُجنَّ بعزَّة الرحمن

ولننشدنَّ الله أكبر دائمًا أبدًا ليوم البعثِ والفُرقان




"يتوجَّه المسلمون جميعًا إلى الباب وهم يَخرُجون في صفَّين وعلى رأسهم عُمر وعليٌّ، وهم يُهلِّلون ويُكبِّرون في شوارع مكة".