ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=4)
-   -   متى ستموت طباعك؟! (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=218049)

ابوالوليد المسلم 28-11-2019 08:57 PM

متى ستموت طباعك؟!
 
متى ستموت طباعك؟!


صالح الشناط



غضب لأمرٍ صغيرٍ، وضجَّ الجميعُ من صوته العال، صار البيت كالبركان، وما إن هدأت الثورة البركانية حتى قلت له:

لا يليق بك أن تغضب لأتفه الأسباب!



فقال:

أنا هكذا منذ سنين! تريد أن تغيِّرني الآن؟!

إن من الناس أصنافًا طباعُهم صعبة، يؤذون أنفسَهم وغيرهم بتلك الطِّباع، والمشكلة الحقيقية ليست في أنهم هكذا، فكل إنسان عنده صفات سيئة يستطيع أن يحوِّلها إلى حسنة، سلبيَّة إلى إيجابية، طباع منفِّرة إلى أخرى جاذبة، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في أنه لا يريد أن يتغيَّر، بدعوى أنَّه لا يستطيع، وأن طباعه تلك نشأت منذ الصغر!



إن التسليم للعادات مقتلة وإهلاك للنَّفس، ويعني أن يبقى الإنسان بأخلاقه السيئة وطباعه المنفِّرة إلى حين الوفاة، فلا تموت تلك العادات السيئة إلا بموته! ويسوق أمثالًا خاطئة حجَّة للتشبُّث والبقاء على ما هو عليه، مثل:

"مَن شبَّ على شيء شاب عليه"، و"الطبع يغلب التطبُّع"، ولسان حاله: "العادة محكمة وغالبة"!



وهذه الطبائع، أو العادات، أو الأخلاق هي في علم النفس: "مجموعة مظاهر الشعور والسلوك المكتسبة والموروثة التي تميز فردًا من آخر".



لعل ما سبق يكفي في توصيف ما أريد إيصاله، فدعني الآن كي ننتقل معًا إلى كيفية التخلُّص أو تحويل الطباع السيئة إلى حسنة.



بداية: هل تتأمل في الآثار السلبية التي نتجت عن أخلاقك السيئة؟ ألا ترى أنَّ الناس ينفرون عنك، ولا يجالسونك إلا قليلًا وللضرورة؟ هل جلستَ يومًا إلى رجل رائحته كريهة جدًّا؟ لا نستطيع أن نقف أو أن نجلس معه إلَّا إذا أردنا أن نأخذ منه شيئًا أو نعطيه شيئًا، ثمَّ ننصرف مسرعين لأنَّ رائحته تلك لا نستطيع احتمالها، كذلك الأخلاق السيئة كريهة ولكنَّها من غير رائحة! إذًا عليك أن تنظر نظرة مغايرة، وتخرج من النظرة التقليدية التي نشأتَ عليها، نظرة سلبية إلى ما أنت عليه، وأخرى إيجابية إلى ما تريد أن تصير إليه.

واعلم أن الطباع الحسنة والأخلاق الفاضلة هي التي دعا إليها الإسلام؛ بل ورتَّب النجاحَ والفوز في الدنيا والآخرة عليها.



ففي الدنيا يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأمِّ سلمة رضي الله تعالى عنها: ((يا أمَّ سلمة، ذهب حُسنُ الخُلق بخيرَي الدنيا والآخرة))، وهذا الحديث وإن كان يشير إلى آثار حُسن الخلق في الدنيا والآخرة، فإنَّنا نضيف إليه حديثًا آخر يقول فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ المؤمن ليدرِك بحُسن خُلقه درجةَ القائم الصائم)).



وختامًا: تمسك بهذه الخطوات، ولا تترك إحداها، وستجد آثارًا إيجابية سريعة بإذن الله لاكتساب الطِّباع الحسنة، والتخلُّص من كل الطباع والأخلاق السيئة:

1 - الدعاء بأن يرزقك الله حُسن الخلق، والتخلُّص من العادات والطباع السيئة.

2 - التفكُّر والإكثار منه في الآثار التي ستكتسبها من حُسن الخلق في الدنيا والآخرة.

3 - النظر في سيرة الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وسِيَر الصالحين وحسن أخلاقهم.


4 - تمرين النَّفس وإكراهها على اكتساب الصِّفات الحسنة، ولو شعرت أنَّك تحمل جبلًا فسرعان ما تعتاد.

5 - اكتب جميع الصفات والعادات والأخلاق السيئة على ورقة، وابدأ بوضع علامة كلَّما تخلَّصت من إحداها.



الساعة الآن : 10:50 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 7.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 7.58 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.22%)]