هوى وهواء


رحمة حسام عوض













أخرجتُ يدي من نافذة السيارة، ونحن في طريقنا على سفر، لا يوجد سوى الظلام يُحيط بنا من كل جانب، وكأنه يأمُرُك بالنظر في مكان واحد وبنظرة واحدة، أخرجتها باسطة إياها أمام اندفاع الهواء الشديد على الطريق السريع، كادت يدي تتركني من شدة الهواء عليها، ومهما قاومت وحاولت الثبات ما استطاعت!



قليلاً، هدَّأ أبي السيارة فهدأ معها الهواء الشديد، ليتحوَّل إلى جمال من نوع آخر، يُداعِب يدي ويُنعِش قلبي.



وما أن وصلنا ووقف الهواء، حتى أصبحت لا أشعر بشيء مختلف أو جديد، الأمر هادئ ومستتب.



هكذا كل نفْس حولنا من نفوسنا وهوى أنفسنا.



إذا أسرعنا فيما نحب ونسينا الآخرة وانجرفنا لحبِّ الدنيا، حتى تكاد مقاومة نفسنا اللوامة تنحدر وتتقهقر أمام شدة الهوى، وإذا تمهَّلنا قليلاً لنأخذ وقتنا لنفكِّر فلا أفرطنا ولا فرطنا، يمكننا أن نستمتع بما أحببنا دون فِقدان!



إنَّ توقُّفنا عن هوانا وحبِّنا، لا نحن نندفع ولا نتأنى، بل ننعزِل عنه تمامًا - ليس هو الصحيح في كل وقت، فلن تكسب شيئًا، وبالتأكيد لن يُصيبك من الضرر شيء.




كن وسطًا في حب كل شيء، لا تفريط ولا إفراط... وتذكَّر دائمًا: "أحبب ما شئتَ، فإنك مُفارِقُه".