ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   من بوح قلمي (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=72)
-   -   التفكير في الهم يزيد الهم (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=239874)

ابوالوليد المسلم 05-09-2020 02:39 AM

التفكير في الهم يزيد الهم
 
التفكير في الهم يزيد الهم


أ. محمد بن سعد الفصّام






سافرَ ليموت فعاد حيًّا


تناسِي المرَض العضوي أو المرض الوهمي يعتبر أكبرَ لقاح ضد زيادته، وأفضل دواء مضاد لطرده، ثم يأتي بعد ذلك التنفيس عن النفس، فكم أخلف هذان الأمران[1] ظنونَ الأطباء، وتخرصاتِ المستشارين، الذين يجزمون - بسوء فعل منهم - على زيادة المرض أو وفاة المريض.

في أحيان كثيرة مقاييسُ البشر السلبية لا عبرة لها، بل هي ظنون، وقليلٌ ما يصيب الظن، وإليك هذه القصة:
أحد المرضى يدعى (إيريل هني) يقطن في لوس أنجلوس، سبَّب له القلقُ المستمر قرحةً خطيرةً في معدته في عشرينيات هذا القرن، ولم يكن هناك ثمة دواء لمعالجتها في تلك الأيام، فانتقل إلى المستشفى؛ حيث زادت تعليماتُ الأطباء من خوفه، فصار لا يقدر على الحركة، ولم يعد يتناول إلا بعض الحليب مع الدواء.

وطال العلاج مدة أشهر دون فائدة؛ لأن سبب المرض - وهو القلق - قابعٌ داخله لا يتزحزح.

وأخيرًا قرر أن أسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن يموت، إذًا لماذا يموت في المستشفى وهو يعاني؟ لماذا لا يقوم برحلة حول العالم؟ هذه الرحلة التي كان يحلم بالقيام بها قبل أن يمرض.


لم يصدق الأطباء ذلك، إنه أمرٌ مستحيل، لكنه لم يرضخ لتحذيراتهم، وانطلق من لوس أنجلوس في رحلة نحو الشرق، بعد أن شحن التابوت على متن الباخرة؛ ليعاد فيه إلى أهله في حال وفاته.

أجواء الرحلة خففت قلقه كثيرًا، فأحس بالنشاط، وما رآه في الشرق من فقر جعله يحس أنه كان في نعمة لم يقدرها، فعادت إليه الحيوية والنشاط، وعاش حينًا من الدهر، وقد مات بعد ثمانية وعشرين عامًا من التاريخ الذي حدده الأطباء لوفاته، وكذب الأطباء ولو صدَقوا.

(في حال النقل من المادة، نأمل الإشارة إلى كتاب "ولكن سعداء.." للكاتب أ. محمد بن سعد الفصّام، والمتوفّر في مؤسسة الجريسي للتوزيع).


[1] أعني: تناسي المرض، والتنفيس عن النفس.





الساعة الآن : 11:10 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 6.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 6.71 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (1.38%)]