ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   كل ما يتعلق بحكم الاحتفال بذكر المولد النبوي الشريف (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=66679)

عاشق البيان 20-02-2009 11:38 AM

كل ما يتعلق بحكم الاحتفال بذكر المولد النبوي الشريف
 
هناك طائفة من المسلمين تحتفل في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل سنة هجرية بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم ويؤدى هذا المولد بطقوس وأنماط متنوعة والهدف من ذلك إظهار الفرح والسرور والشكر والمحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق ذكرى مولده ، فيا ترى هل هذا التصرف صحيح وهل هو موافق للشرع وهل فاعل ذلك مأجور ؟

غفساوية 21-02-2009 03:37 PM

بمناسبة قرب المولد النبوي الشريف
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اخواني اخواتي ملتقى الشفاء الاسلامي الرائع
ومع قرب حلول مناسبة المولد النبوي الشريف
ارتايت ان اضع بين يديكم هذه الفكرة
التي التمس من خلالها
كتابة كل ما يتعلق بحياة
الحبيب المصطفى
صلى الله عليه وسلم
من

نسب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ولادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

نشاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

شباب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

زواج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

الى غير ذلك من حياة المصطفى
صلى الله عليه وسلم
اتمنى ان تلقى الفكرة صدى وتفاعل من الجميع


نور من الله 21-02-2009 05:31 PM

رد: بمناسبة قرب المولد النبوي الشريف
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مشكورة غاليتى على موضوعك الطيب
بارك الله فيكِ حبيبتي في الله
دمتم في حفظ الرحمن

طيبة الراويه 21-02-2009 05:40 PM

رد: بمناسبة قرب المولد النبوي الشريف
 
بالبدآيــه ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركــآتــهُ ..
إن شاء الله يا اختي ،، فكــرة جميلــه ،،
سنبدأ مـن الآن إن شاء الله ،،
.
.
لكـن الان لا يمكنني ان اكتب اي شيء ،،
غداً بإذن الله تعآلى سوف اكتب ،،
ممكن سؤاال؟
في اي يوم ومصآدف ؟ مولد النبي محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ؟؟
ارجوو الرد
وشكـراً
.
.
اختكِ
حمسآوية وإخوآنيه للأبد

عاشق البيان 21-02-2009 05:43 PM

رد: بمناسبة قرب المولد النبوي الشريف
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مشكورة اختي على هذا الطرح لبيان حكم الاحتفال بالمولد وانه بدعه ولايجوز الاحتفال به واسمحي لي بهذه الاضافات للتحذير من ذلك

منوعات حول المولد
منوعات حول المولد
http://saaid.net/mktarat/Maoled/m.htm

عاشق البيان 21-02-2009 05:51 PM

رد: بمناسبة قرب المولد النبوي الشريف
 
بمناسبة شهر ربيع: هذا بيان منزلة النبي ... وأهل الغلو فيه...

جاءت النصوص مبينة أمرين مهمين في حق النبي صلى الله عليه وسلم:
الأول: بشريته، وكونه خلقا من خلق الله تعالى، من ولد آدم، ولد وعاش ومات كغيره من بني آدم.
الثاني: أنه أفضل البشر، وأحسنهم، وأعلاهم، وأقربهم إلى الله تعالى.
فمن النصوص في المعنى الأول قوله تعالى:
{قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون}.
{قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا * قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشد * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا}..
{قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحي إلي وما أنا إلا نذير مبين}.
{ ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين}..
{ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون}..
والآيات في المعنى كثيرة، أما الأحاديث فمنها:
ما رواه الإمام البخاري بسنده عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(لا تُطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مرين، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله) .
وما رواه الإمام أحمد بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
(ما شاء الله وشئت! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أجعلتني والله عدلا؟!بل ما شاء الله وحده) .
وما رواه الإمام أحمد بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال:
( يا محمد! يا سيدنا، وابن سيدنا، وخيرنا، وابن خيرنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس! عليكم بتقواكم، لا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله) .
وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه رضوان الله عليهم على هذا المعنى، وهو أن النبي - مهما بلغ – فلن يبلغ أن يكون إلهاً وربا مسؤولا، فكان حرصهم رضوان الله عليهم على طلب مرضاة الله تعالى وسؤاله والرغبة إليه فوق كل شيء، ولم يكن في قلوبهم الرغبة إلى المخلوق أو طلب الحسْب منه مهما كان شأنه، ومن أمثلة ذلك:
ما رواه الإمام البخاري في حادثة الإفك بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت:
" فلما سُري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُري عنه وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها: (يا عائشة! أما الله عز وجل فقد برأك)، فقالت لي أمي: قومي إليه، قالت: فقلت: والله لا أقوم إليه، فإني لا أحمد إلا الله تعالى" .
وما رواه الإمام البخاري – أيضا - بسنده عن كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته قال: "فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك)، قال: قلت: أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله؟، فقال: (لا، بل من عند الله)" .
و لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قام أبو بكر رضي الله فقال كما روى الإمام البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما:" أما بعد:
فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله:
{وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}" .
ذلك فيما يتعلق بالأمر الأول، وهو بشريته صلى الله عليه وسلم.

أما فيما يتعلق بالأمر الثاني، وهو أفضليته صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق، فاصطفاؤه بالرسالة الكاملة الخاتمة الشاملة، وتقديمه على الخواص من الأنبياء والرسل، واتخاذه خليلا، وجعله سيد ولد آدم، واختصاصه بأنواع من الشفاعة، روى الإمام مسلم بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لو كنت متخذا خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا) .
وروى مسلم - أيضا – بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع) .
وروى الإمام أحمد بسنده عن عبد المطلب بن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ألا إن الله خلق خلقه، فجعلني من خير خلقه، ثم فرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني من خيرهم بيتا، وأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا) .
ويكفي من ذلك كله أن الله تعالى شهد له بالعبودية الكاملة، ووصفه بها في أشرف المواطن، في الإسراء والمعراج في أول سورة الإسراء، وفي مقام التحدي في سورة البقرة، وفي مقام الدعوة في سورة الجن.
فقد وصف بالعبودية في هذه المواطن الشريفة، مما يدل على أن هذا الوصف هو وصف تشريف وتكريم، وليس انتقاصا كما قد يظن من يظن.
فالنبي صلى الله عليه وسلم عبد رسول، كما وصف هو نفسه بذلك في قوله الذي رواه الإمام البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
( إنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله) .
وفي هذا رد على طائفتين غاليتين:
الأولى: مفْرِطة، رفعته فوق منزلته، فجعلته فوق مرتبة العبودية، في مرتبة الربوبية والألوهية، حتى صار عندها إلها وربا مسؤولا.
الثانية: مفَرّطة، لم تعرف منزلته ولا قدره ولا حقوقه، فعاملته كسائر البشر، فلم ترفع بهديه رأسا.
فوصفه بالعبودية رد على الطائفة الأولى، ووصفه بالرسالة رد على الطائفة الثانية، وهذا هو التوسط، وهو خير الأمور، وبذلك نعطي النبي حقه ومنزلته، دون غلو أو إجحاف.
فمن كلام الغالين في حق النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله البوصيري في البردة التي يرددها ملايين الصوفية في العالم، في كل آن، خاصة في الموالد النبوية في شهر ربيع:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به..........سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي...........إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرتها............ومن علومك علوم اللوح والقلم
فهذا هو الغلو بعينه، بل هو الشرك والكفر الأكبر، حيث استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، فقد استغاث به وهو ميت، والميت لا يستغاث به، فهو لا يقدر على شيء..
ثم إنهم زعموا أن هذه الاستغاثة إنما تكون يوم القيامة..
ولو فرضنا الأمر كما قالوا، فكيف لهم أن يتقدموا بهذه الاستغاثة في الدنيا قبل حلول الآخرة؟..
إنهم استغاثوا به حال موته، وهذا هو المحرم.
ثم الزعم أن الدنيا والآخرة إنما هما من جود النبي صلى الله عليه وسلم:
فهل هما من جود النبي؟..
هل أوجدهما النبي؟..
أم وجدا لأجل النبي؟...
أما الأول فباطل لا ريب، فلا خالق إلا الله..
أما الثاني فهو الغلو بعينه، ومن أين لهم أن الدنيا والآخرة ما وجدتا إلا لأجل النبي صلى الله عليه وسلم؟، بل عندنا أن الله ما خلق الخلق إلا لعبادته، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
ثم القول بأن من علوم النبي علم اللوح والقلم، فذلك معناه أن علم النبي زيادة على ما في اللوح والقلم، إذن هو يعلم ما كان وما لم يكن، وزيادة، وهذا باطل، فالنبي لا يعلم ما في غد، إلا شيئا علمه الله، والله تعالى لم يعلمه كل شيء، وقد قال الله تعالى:
{قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون}.
أما هؤلاء فيزعمون أن النبي يعلم كل شيء في اللوح وزيادة، ويدعون أن الله علمه، وذلك باطل، ولم يكن، ولو كان لما أخبر النبي عن نفسه أنه لا يعلم الغيب، ولما مسه السوء..
وهؤلاء بلاياهم وغلوهم كبير في النبي، فهذا ابن عربي يقول:
" بدء الخلق الهباء، وأول موجود فيه الحقيقة المحمدية الرحمانية" الفتوحات المكية 1/118
ويقول الحلاج:
" أنوار النبوة من نوره برزت، وأنوارهم من نوره ظهرت، وليس في الأنوار نور أنور وأظهر وأقدم سوى نور صاحب الكرم... همته سبقت الهمم، ووجوده سبق العدم، واسمه سبق القلم، لأنه كان قبل الأمم... العلوم كلها قطرة من بحره.. والأزمان ساعة من دهره" الطواسين 13
وقال ابن الدباغ:
" اعلم أن أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسموات وأرضين وجنات وحجب وما فوقها وما تحتها إذا جمعت كلها وجدت بعضا من نور محمد، وأن مجموع نوره لو وضع على العرش لذاب، ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق العرش لتهافتت، ولو جمعت المخلوقات كلها ووضع ذلك النور العظيم عليه لتهافتت وتساقطت" هذه هي الصوفية ص87 نقلا عن محبة الرسول ص203
فمثل هذا هو الغلو، وهو رفع للنبي فوق منزلته، والله لا يرضى بذلك، ولا النبي صلى الله عليه وسلم..


عاشق البيان 21-02-2009 05:53 PM

رد: بمناسبة قرب المولد النبوي الشريف
 
هـل نحتفـل بالمولـد النبوي ... ؟؟؟

الموضوع طويل ... ومن أراد الفائدة فليقرأ حتى النهاية

كثير ممن يحتفل بالمولد النبوي يحتفلون به بدعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتعظيمه .
فما مدى صحّـة الدعوى ؟
روى البخاري ومسلمٌ عَنِ ابن عَبّاسٍٍ ـ رضي الله عنه ـ أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَال : لَوْ يُعْطَى النّاسُ بِدَعْوَاهُمْ , لادّعَى ناسٌ دِمَاءَ رِجَالٍٍ وَأَمْوَالهُمْ .
إن كلَّ إنسانٍٍ يستطيعُ أن يدّعي ما يريد ، وأن يقولَ ما يشاء .
غير أن الحقائقَ تكذِّبَ ذلك القولَ أو تصدِّ قُـه .
قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : زعم قومٌ أنـهم يحبون اللهَ فابتلاهم الله بهذه الآية . يعني قوله تعالى ( قل إن كنتم تحبون اللهَ فاتبعوني يحببكم الله ويغفرْ لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : هذه الآيةُ الكريمة حاكمةٌ على كل من ادّعى محبة الله وهو على غير الطريقة المحمدية فإنه كاذبٌ في دعواه في نفس الأمر حتى يتّبع الشرعَ المحمدي والدينَ النبوي في جميع أقوالِه وأفعالِه .
أولا : يرد هذا السؤال :
هل نحن أكثر حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة ؟

لقد سطّرَ أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم أعظمَ ملحمةٍ في الحبِّ . سطّروها بدمائهم فِداءً لرسولهم صلى الله عليه وسلم .
قدّموا بين يديه صدورهم ونحورهم .
فدَوه بكل غالٍ ونفيس .
وصَفَهُم عُروةُ بنُ مسعودٍ ـ وكان مشركا ـ حين كان يرمقُ أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه ، فقال : فوالله ما تنخم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم نخامـةً إلا وقعتْ في كفِّ رجلٍٍ منهم فَدَلَكَ بـها وجهَه وجلدَه ، وإذا أمرهم ابتدروا أمرَه ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وَضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتَهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظرَ تعظيماً له . ولما رجع عروةُ إلى أصحابه قال : أي قوم . والله لقد وفَدْتُّ على الملوك ووفَدتُّ على قيصر وكسرى والنجاشي والله إنْ رأيتُ ملِكاً قط يعظمْه أصحابُه ما يعظمُ أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم محمدا . رواه البخاري .
وفي الصحيحين من حديث أنسٍ رضيَ اللهُ عنه قال : لما كان يومَ أحُدٍ انـهزمَ الناسُ عنِ النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو طلحةَ بينَ يدَي النبيّ صلى الله عليه وسلم مُجوّبٌ عليهِ بحجَفةٍ له ، وكان أبو طلحةَ رجلاً رامياً شديدَ النـزعِ ، كَسَرَ يومَئذ قوسَينِ أو ثلاثاً ، وكان الرجلُ يَمرُّ معه بجعْبةٍ من النّبل فيقولُ : انْثُرها لأبي طلحةَ . قال : ويُشرِفُ النبيّ صلى الله عليه وسلم ينظرُ إلى القوم ، فيقولُ أبو طلحة : بأبي أنتَ وأمي ! لا تُشرفْ يُصيبُكَ سهمٌ من سِهام القوم ، نَحرِي دُونَ نحرِك .
ويومها شُلّتْ يدُ أبي طلحة رضي الله عنه .
تساقط الصحابةُ أمامه الواحدُ تِلو الآخر فداء له صلى الله عليه وسلم ولرسالته .
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أُفـْرِدَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُريْشٍ ، فَلَمّا رَهِقُوهُ قَالَ : مَنْ يَرُدّهُمْ عَنّا وَلَهُ الْجَنّةُ أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنّةِ ؟ فَتَقَدّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتّىَ قُتِلَ , ثُمّ رَهِقُوهُ أَيْضاً . فَقَالَ: مَنْ يَرُدّهُمْ عَنّا وَلَهُ الْجَنّةُ أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنّةِ ؟ فَتَقَدّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتّىَ قُتِلَ ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتّىَ قُتِلَ السّبْعَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم لِصَاحِبَيْهِ : مَا أَنْصَفـْـنـَا أَصْحَابَنَا . رواه مسلم .
ومع كلِّ هذا الحب وتلك التضحيات ما كانوا يَغـْـلـُون فيه صلوات الله وسلامه عليه .
فهذا أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه يقول : ما كان شخصٌ أحبُّ إليهم من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك . رواه أحمد والترمذي والبخاري في الأدبِ المفردِ بأسانيدَ صحيحة .
لقد زعمَ أقوامٌ أنـهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم مُحِبُّون ، ودعواهم في وادٍ وأعمالُهم في وادٍ آخر .
شتّان بين مشرِّقٍ ومُغرِّبِ !
إن محبَّتَه صلى الله عليه وسلم إنما تكون بإحياءِ سُنَّتِه .
تكون باقتفاءِ أَثَرِه .
تكون بطاعته فيما أمر .
وليست محبتُه بالتغنِّي بشمائله بقرعَ الدفوفِ ليلةَ مولده ، ولا بالغلو فيه ؛ فهذا معصيةٌ له عليه الصلاة والسلام ، حيث قال : لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله . رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه .
وإن من الإطراء إضفاء بعض صفات الله عليه صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك قول القائل :
مالي من ألوذ به ســـواك *****عند حـدوث الحــادث الـعمـم
فإن من جودك الدنيا وضرتها*****ومن علومك علم اللوح والقلـــم
فهذا إطراء وغلو لا يرضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل هو عين إطراء النصارى لعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ، فإن النصارى ادعت في عيسى الألوهية ، وأضافت إليه شيئا من صفات الله عز وجل ، وهناك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل كفعل النصارى ، بأن أدعى أن من علومه علم اللوح والقلم ، ومن جوده الدنيا والآخرة ، وأنه هو الملاذ والملجأ والمستعاذ ، وكل هذا لا يرضاه صاحب الملة الحنيفية .
جاءه رجل فكلمه فقال ما شاء الله وشئت ، فقال : ويلك اجعلتني لله عدلا ؟ قل ما شاء الله وحده .
وجاءه أعرابي فقال : يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك أتدري ما تقول ؟ وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال : ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأن الله أعظم من ذلك .
فهذه أمثلة على إنكاره صلى الله عليه وسلم على من جعله لله ندا أو أضاف إليه شيء من صفات الله ، أو نعته ووصفه بنعوت الله وصفاته .

فمن أحدث في دين رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فإنما هو يستدرك على أبي القاسم صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام مالك – رحمه الله – : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتـّـهم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .

ألا وإن مما يُقوّي محبةَ رسولِ الهدى صلى الله عليه وسلم ويزيدها معرفة كريم خصاله ، وعظيم شمائله ، وهذا لا يَحصُل إلا بقراءة سيرته ليس في يومٍ من السَّنَةِ فحسْب ، والوقوف عن كَثَبٍ على شمائله ، فهناك كُتُبٌ خُصَّتْ بِذِكْرِ شمائلِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وأخلاقِـه .
فرسول الله صلى الله عليه وسلم حاز قَصَبَ السَّبقِ في كل خـُـلـُق فاضل ، فهو الشُّجاع إذا احمرّت الحَدَق ، وادلهمّت الخطوب
أنت الشّجاع إذا الأبطال ذاهلة **** والهُنْدُوانيُّ في الأعنـاق والُّلمَـمِ

قال البراء رضي الله عنه : كنا والله إذا احمر البأس نتقي به ، وإن الشجاع مـنـّا للذي يحاذي به ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
وقال عليّ رضي الله عنه : كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه أحمد وغيره .
أما البراء رضي الله عنه فهو الملقّب بالمَهْلَكَة ، وأما عليٌّ رضي الله عنه فشجاعتُه أشهرُ من أن تُذْكَر .

وهو صلى الله عليه وسلم الكريم إذا عُـدَّ الكرماء ، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقـر .
أتاه رجلٌ فسأله فأعطاه غَنَماً بين جبلين ، فأتى قومه فقال : أي قوم أسلموا ، فو الله إن محمدا ليعطي عطاء رجلٍ ما يخاف الفقر . رواه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الرِّيحِ المرسَلَة ، وكان أجود ما يكون في رمضان . كما في الصحيحين من حديث ابن عباس

قَدِمَ عليه سبعون ألف درهم ، فقام يَقْسمُها فما ردَّ سائلاً حتى فرغ منه صلى الله عليه وسلم . رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم .
وهو صلى الله عليه وسلم على خُلُقٍ عظيم يُوجِبُ مَحَبَّتَه ، ويَبْعَثُ على توقيره .

مَنَحتُ حُبّيَ خير الناس قاطبـــةً**** بِرَغْمِ من أنفُه لا زال في الرَّغَـمِ
يكفيك عن كل مَدْحٍ مدْحُ خالِقِـه **** واقـــرأ بربك مبدأ ســورةِ القلـم ( وإنك لعلى خُلُق عظيم )

قال أنس : كان النبي أحسنَ الناس ، وأشجعَ الناس ، وأجودَ الناس . متفق عليه .
حليم على مَنْ سَفِـه عليه ، أتتـه قريش بعد طول عناء وأذى ، فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء .

شَـدّ أعربيٌّ بُردَه حتى أثّـر في عاتقـه ، ثم أغلظ له القول بأن قال له : يا محمد مـُرْ لي من مال الله الذي عندك ! فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمـر له بعطاء . متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه .
هو مَنْ جمع خصال الخير وكريم الشمائل ، وَصَفَه ربّـه بأنـه ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) .
قال الحسن البصري في قوله عز وجل ( فبما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم ) قال : هذا خُلُقُ محمد صلى الله عليه وسلم نَعَتَـه الله عز وجل .
كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان أجودَ الناس كفّـاً ، وأشرَحهم صدرا ، وأصدقَ الناس لهجة ، وألْيَنَهُهم عريكة ، وأكرَمهم عِشرة ، من رآه بديهةً هابَـه ، ومن خالطه معرفـةً أحبَّـه ، يقول ناعِتـُه لم أرَ قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي في شُعب الإيمان .
تلك قَطْرِةٌ من بحرِ صفاتِه ، وإشارةٌ لمن ألقى السَّمْعَ ، وتذكِرةٌ للمُـحِبّ .
فهذه أخلاقه فأين المحبـُّـون ؟

هذه من أخلاقه عليه الصلاة والسلام فأين المقتدون ؟

أين أدعياء محبته صلى الله عليه وسلم ؟

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ***** إن التشبه بالكـرام فــلاح

فما أحبَّ أبا القاسم من تنكّرَ لِسُـنـَّـتِه ، أو طعَنَ في صحابته ، أو قذف زوجاتِه
وما أحبَّ أبا القاسم كلَّ المحبّة من استنَّ بغير سـُـنـّتـِه ، واقتفى غير طريقته ، واهتدى بغير هَدْيِه .
ما أحبَّ أبا القاسم كلَّ المحبّةِ من لم يـَذْكـُرْه في العام سوى يومٍ أو ليله ، ويَنسى ذِكرَه بقيّةَ سَنَتِه .
ما أحبَّ أبا القاسم كلَّ المحبّةِ من خالفَ أمرَه ، أو أحيا سُنّةَ الجاهلية .
وقد رأيت في بعض البلاد التي يحتفلون بها بـ ( المولد النبوي ) من جعلوا يوم الاحتفال مؤرّخا بالتاريخ الميلادي ، تاريخ أعداءه وأعداء دينه ملته ، تاريخ النصارى ، على ما بينهم من اختلاف في تحديد يوم الميلاد .
ولو كان الاحتفال يمثل صدق المحبة لأرّخوا بتاريخ هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم . ( ولكنها كما قلت دعاوى خفيفة )
وبالمناسبة فإن يوم مولده لم يثبت من الناحية التاريخية على وجه التحديد .
ثم إنه صلى الله عليه وسلم مـات في نفس الشهر الذي ولد فيه .
فهل هؤلاء يحتفلون بيوم ولادته أو بيوم موته ؟؟

ولعل أولئك الذين اتخذوا يوم ميلاده يوما يحيونه ويدعون فيه محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه ما يكونون بمن عقوا أمهاتهم ثم جعلوا لهن يوما في السنة يزورونهن ويهدون إليهن الورد والحلوى .
ولعل أولئك يصدق عليهم قول ابن القيم – رحمه الله – :
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا ***** تقييده بشرائع الإيمــــان
واللهو خفّ عليهم لما رأوا ***** ما فيه من طرب ومن ألحان

فتهربوا من الأوامر والنواهي وتمسكوا بما لا مشقة فيه ، من رقص وطرب وأكل وشرب ولهو .

فأين هم عن سمته وهديه ؟
وأين هم عن سنته وطريقته ؟
وأين هم عن امتثال أمره ؟
وأين هم عن اقتفاء أثره ؟
صلى عليك الله يا علم الهدى .

فهل يكفي من محبة النبي صلى الله عليه وسلم يوما من السنة ثم تنسى سنته طيلة العام ؟
وهل يكفي من محبته صلى الله عليه وسلم مجرد الشعارات والدعاوى ؟
لا والله حتى تسيل المهج في محبته . لا الطبول والمسيرات ، وأحيانا ( المشروبات ) .

فاتقوا الله حق تقاته ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، واذكروا نعمة ربكم عليكم ، واعتصموا بكتاب الله واستمسكوا بسنة نبيّكم . عضوا عليها بالنواجذ . وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كلَّ محدثةٍ بدعة وكلَّ بدعةٍ ضلالة ، وكلَّ ضلالةٍ في النار .

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مـنـّـة ربِّ العالمين ( لقد منّ اللهُ على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسِهم ) .
ودعوةُ أبيـه إبراهيم ( ربنا وابعث فيهم رسولاً من أنفسهم ) .
وبشارة عيسى عليه السلام ( ومبشِّراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد ) .

إن البريّةَ يومَ مبعثِ احمـدٍ******نَــظــَــرَ الإلـه لهـا فبدّل حالهـا
بل كرّمَ الإنسانَ حين اختار *****من خيرِ البريةِ نجمها وهلالها
لبسَ المُرقّعَ وهو قائدُ أمـةٍ***** جَبَتِ الكنوزَ فكسّرتْ أغلالهـــا

ولا يفهم من هذا الكلام أن فيه تنقصا من قدر صاحب القـَـدر صلى الله عليه وسلم .
بل أنا كما قال الشاعر :

إن حلّ في القلب أعلى منك منزلة*****في الحبّ حاشا إلهي باريء النّسَمِ
فمــزّق الله شــرياني وأوردتي *****ولا مَشَت بي إلى ما أشتهي قدمي


ahmad12 21-02-2009 06:05 PM

رد: بمناسبة قرب المولد النبوي الشريف
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

بارك لله فيك أخي عاشق البيان على التوضيح ، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حسن الاتباع والابتعاد عن الابتداع.

خديجة 21-02-2009 10:06 PM

رد: بمناسبة قرب المولد النبوي الشريف
 
بارك الله فيك أختي غفساوية وبارك الله في الاخ عاشق البيان على التوضيح ونسأل الله أن يجنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن وأن يحفظنا من إقتراف البدع أو إحداثها..
ولنااااااااااا عودة للموضوع ان شاء الله لكي نضع بإذن الله بعضا من مواقفه صلى الله عليه وسلم ونذكر بها ...
نسأل الله التوفيق للجميع ...:cool:

عاشق البيان 22-02-2009 04:17 PM

رد: بمناسبة قرب المولد النبوي الشريف
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmad12 (المشاركة 657769)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

بارك لله فيك أخي عاشق البيان على التوضيح ، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا حسن الاتباع والابتعاد عن الابتداع.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
واياك اخي وجزاك الله خيرا على حضورك الطبيب

والشكر موصول للاخت غفساوية ايضا 000ولعلنا ان شاء الله نبين الحكم الشرعي من الاحتفال من كلام اهل العلم في تحريم الاحتفال بالمولد والبدع التي تكون فيه


الساعة الآن : 04:59 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 35.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.04 كيلو بايت... تم توفير 0.55 كيلو بايت...بمعدل (1.56%)]