ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى مشكلات وحلول (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   كيف أكتسب مهارات اجتماعية؟ (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=254170)

ابوالوليد المسلم 02-03-2021 11:11 PM

كيف أكتسب مهارات اجتماعية؟
 
كيف أكتسب مهارات اجتماعية؟


أ. أسماء مصطفى



السؤال
السلام عليكم،
أنا أعاني من فِقدانٍ في المهارات الاجتماعية؛ أي: كلامي قليل جدًّا مع الناس، وأحيانًا كثيرة عندما أجيء وأتكلَّم مع أشخاصٍ، لا أجد كلامًا أقوله.
وللعلم، فالمشكلة ليستْ خجلاً أو إحراجًا أبدًا؛ لأني أُحاول باستمرارٍ وأذهب للتكلُّم، لكن تَحدث نفس المشكلة، لا أجد كلامًا مناسبًا للموضوع؛ لأتكلَّمَ به، وكما قلت: "أعاني من فِقدان في المهارات الاجتماعيَّة".

فما الحل أرجوكم؟ وشكرًا.


الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنه ليَسُرنا أن نرحِّب بك أخي الكريم، ونسأل الله أن نكون عند حُسن ظنِّك.

سوف أسرد لكَ بعض النصائح التي تُساعد على تنمية المهارات الاجتماعية، وابْدَأ في تطبيقها، وسوف تَلحظ التحسُّن بالتدريج إن شاء الله:
أولاً: البحث عن نماذج واقعيَّة لأفراد يَملكون المهارات التي تُريد الحصول عليها، وملاحظتهم، ومحاولة تقليدهم في سلوكهم، والتعلُّم منهم، والتعلُّم بالنموذج من أفضل وأسرع وسائل التعلُّم، فاحْرِص على أن تَنظر إلى مَن حولك بعين فاحصة، وترى في كلِّ شخصٍ سلوكه المُميز، وتُحاول فَهْم كيفيَّة اكتسابه له، ثم تَسعى إلى اكتساب هذا السلوك منه.

ثانيًا: لا بدَّ وأن يكون لك قَدْرٌ من الاختلاط الاجتماعي المُنتقى، ونَعني بذلك: أن يكون لك صُحبة صالحة، بحيث تَنتقي هذه الصُّحبة وتختارها؛ فالصُّحبة الصالحة تُعينك على اكتساب هذه القدرات الحسنة اللطيفة، فتجد الخُلق الحسن من أصحابك، وتجد كذلك الرأي السديدَ، وتجد منهم العقلَ الراجح؛ فالرفيق يؤثِّر في الرفيق؛ ولذلك قيل: "كلُّ قرينٍ بالمقارن يَقتدي"، وهذا أمر يحتاج منك إلى عناية في اختيار هذه الرّفقة؛ فإن الإنسان لا غنى له عن الاختلاط بعموم الناس.

ثالثًا: الحرص على المواجهة الاجتماعيَّة في موضعها المناسب، وعدم التهرُّب من اللقاء؛ فإن كثيرًا من الناس قد يَجتنب اللقاءات الاجتماعية الصالحة النافعة؛ لأنه يُضعف من القدرات في هذه الحالة، ويُضعف كذلك الشجاعة لدى الإنسان.
وعلى الإنسان ألاَّ يكون مُسرفًا في العلاقات الاجتماعيَّة، ولا يكون كذلك مُحجمًا عنها؛ بل يأخذ بأعدل الأمور وأوسطها في ذلك.

رابعًا: الحرص على التعامل الكريم بالخُلق الرفيع عند التعامل مع الناس؛ فإن هذا يُكسبك الودَّ منهم، ويَجعلهم يُقبلون بقلوبهم عليك، ويَستحسنون عِشرتك ومُخالطتك، فاستَعْمِل الأخلاق الفاضلة في معاملتك مع الناس، وابْدَأ بها في التعامل مع نفسك، تَصِل بذلك إلى أفضل العلاقات وأسماها.

خامسًا: الاستفادة من الأخطاء التي قد يقع فيها الإنسان، فإذا وقَع في خطأ مع بعض أصدقائه، أو مع بعض أفراد أسرته، فليَجعل هذا الخطأ درسًا يَستفيد منه؛ ليتجنَّبَ الوقوع فيه من جهة، وليكون مُتوقِّيًا أسبابَه من جهة أخرى.

سادسًا: قراءة الكتب وسَماع الأشرطة التي تَعرض هذه المهارات، وهناك عددٌ كبير من الكتب المُترجمة.

سابعًا: المطالعة والزيادة المعرفية في هذا، مُنتقيًا بذلك الكلامَ الموثَّق من مصادر مُوثَّقة، والمقصود: أنَّ الزيادة المعرفية تُقوِّي من شجاعتك الأدبيَّة، وتُعطيك كذلك قَدْرًا من الثقة في النفس، وتُعطيك كذلك مجالاً واسعًا للحديث في مجالات شتَّى، عندما يُطرَق باب الموضوعات التي تحتاج إلى أن تُدلِي فيها برأيك.

ثامنًا: أيضًا أنْصَحك بالاشتراك في حلقة في المسجد؛ لتعلُّم القرآن وعلومه، وإذا كنتَ جيدًا في تلاوته، فعليك أيضًا بتدريس القرآن للأطفال المُبتدئين، فإن المناقشة والحوار وغيرهما من طُرق التدريس، تساعد على الاتصال الاجتماعي بين الطلبة، وتنمية مفهوم الذات لديه، من خلال إحساسه بقُدرته على المشاركة والفَهم، والتفاعل الاجتماعي، كما يُحقِّق أهدافًا ومهارات اجتماعيَّة متنوعة؛ منها: مهارات التعاون والتضافُر، والمناقشة والحوار والمشاركة، واحترام الآخرين.

تاسعًا: الاشتراك في الأنشطة الصيفيَّة في الإجازات على أنواعها المختلفة: "أنشطة رياضية: جماعيَّة، أو فرديَّة، مثل: كرة السلة، والقدم، والسباحة، والتنس"، وأيضًا أنشطة في المدرسة، مثل: الاشتراك في فِرَق المسرح المدرسي، وما إلى ذلك؛ فهي تساعد على تنمية المهارات، وتُحقِّق الأهداف والمنافسة، والتغلُّب على الفشل والصعوبات، وحلَّ المشكلات والصِّراعات بطُرق سِلميَّة وآمِنة.

عاشرًا: أيضًا ما يُنمِّي المهارات ما يُسمى بلعب الأدوار: أسلوب تعليمي إرشادي، يتضمَّن قيام الفرد بأداء دورٍ مُعيَّن بطريقة نموذجيَّة - الدور الذي تُفَضِّله - والتدرُّب عليه في المنزل مُنفردًا، أيضًا عندما تعود إلى المنزل، قُمْ بالتفكير في بعض الموضوعات التي تحب أن تتحدَّث فيها مع شخصٍ ما، وقُمْ بكتابتها واجْعَلها في حَقيبتك، واسْتَخْدمها قبل مقابلة الشخص للتذكُّر فقط.

ونسأل الله لك التوفيقَ والسَّداد.




الساعة الآن : 08:35 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 11.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 10.96 كيلو بايت... تم توفير 0.09 كيلو بايت...بمعدل (0.85%)]