بالمفهوم المطروح عنهما ، هما أمراض نفسية ، فمن يجلس مع الناس ولا يشعر بهم ، أو يعيش في عالمه الخاص ؛ فهذا شخص شديد الهم أو هارب من واقعه إلى أحلام اليقظة
وهذا من البلاء ـ نسأل الله السلامة ـ
أما بالمفهوم المألوف ، فالغراغ أشد فتكاً
حيث أن الوحدة أنواع ، منها المحمود كالخلوة ( مع الله ، ومع النفس )
ومنها المذموم كقضاء الوقت وحيداً ؛ مما يصيب الإنسان بالضعف وتسلط الشيطان فيحدث ما لا تُحمد عقباه
أما الفراغ فهو المرعب والمحطم ، ومتى ما وافق صحة وغنى وطيشاً فلن تستطيع التنبؤ بما سيحدث
ونظرة على صفحات الحوادث في الصحف ، وإصغاء بسمع لكلام المعارف والزملاء يعطيك جانباً من نتائج الفراغ .
والفراغ والوحدة يختلفان من ناحية التجمع
فلو تجمع الوحيدون لكانوا جماعة تقوي بعضها بعضاً ولنتج عنهم الخير
أما الفارغون إذا تجمعوا تعاظم خطرهم وساءت نتائج أفكارهم

قال الشاعر :
إن الشباب والفراغ والجدة = مفسدة للمرء أي مفسدة

أختي قطرات الندى
سلمتِ وسلمت يداك
وعلت منزلتك في الدنيا والآخرة