ملتقى الشفاء الإسلامي

المروءة

أولا:ما هي المروءة :هي جماع مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب وكمال الرجولة .

حقيقة المروءة :هي قوة للنفس مبدأ لصدور الأفعال الجميلة عنها المستتبعة للمدح شرعا,وعقلا,وعرفا.

قال الإمام بن القيم رحمه الله:هي اتصاف النفس بصفات الإنسان التي فارق بها الحيوان البهيم ,والشيطان الرجيم ,فإن في النفس ُثلاثة دواع متجاذبة:داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان من الكبر والحسد والعلو والبغي والشر والأذى والفساد والغش.

وداع يدعوها إلى أخلاق الحيوان ,وهو داعي الشهوة.
وداع يدعوها إلى أخلاق الملك من الإحسان,والنصح,والبر والطاعة.

مروءة كل شئ بحسبه:

فمروءة اللسان :حلاوته وطيبه ولينه .
ومروءة الخلق:سعته وبسطه للحبيب والبغيض.
مروءة المال الإصابة ببذله في مواقعه المحمودة.

درجات المروءة:
1-مروءة المرء مع نفسه : وهي يحملها قسرا على مايجمل ويزين وترك ما يقبح ويشين .

2-المروءة مع الخلق يستعمل معهم شروط الأدب والحياء والخلق الجميل وليتخذ الناس مرآة نفسه.

3-المروءة مع الحق سبحانه وتعالى:بالاستحياء من نظره إليك وإطلاعه عليك في كل لحظة ونفس .

حقوق المروءة وشروطها:
1-أن يتعفف المرء عن الحرام .
2- أن ينصف في الحكم .
3- أن يكف عن الظلم .
4- ألا يطمع فيما لايستحق.
5- ألا يعين قويا على ضعيف.
6- ألا يسر مايعقبه الوزر والإثم.
7- ألا يقبح الأسم والذكر.

خوارم المروءة

الخصال التي تخرم المروءة :
1-اتباع الهوى. قال بن القيم:إن أغرز الناس مروءة أشدهم مخالفة لهواه.
قال معاوية : المروءة ترك الشهوات وعصيان الهوى فاتباع الهوى يزمن المروءة ومخالفتها تنعشها .

2-أخذ العوض على إطعام وسقيا الأسير.

3- إخراج الريح بصوت وهو يقدر على خلافه . وفي حديث عبدالله بن زمعة عند البخاري: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وفيه وعظهم في ضحكهم من الضرطة ,وقال : لم يضحك أحدكم مما يفعل ؟
وعده بن القيم في مدارج السالكين من خوارم المروءة(2/353)

4- إدامة تأخير الصلاة.
5- إدامة ترك تسبيحات الصلاة.
6-استخدام الضيف: قال رجاء بن حيوة : سمرت عند عمر بن عبد العزيز ذات ليلة فعشا السراج , فقلت يا أمير المؤمنين ألا أنبه هذا الغلم يصلحه؟ فقال لا دعه ينام , لا أحب أن أجمع عليه عملين . فقلت : أفلا أقوم أصلحه ؟
فقال : ليس من المروءة استخدام الضيف ثم قام بنفسه فأصلحه وصب فيه زيتا,ثم جاء وقال : قمت وأنا عمر بن عبد العزيز وجلست وأنا عمر بن عبد العزيز.

6- الاستنماء: قال الشوكاني (لاشك أن في هذا العمل هجنة وخسة, وسقوط نفس ,وضياع حشمة وضعف همة).
والاستنماء حرام عند جمهور العلماء. أما إذا كان بيد الحليلة فجائز بإجماع.

7-الأكل في الأسواق وفي الطريق : بشرط أن يكون بمرأى من الناس وعده بن سرين والفخر الرازي والنووي من خوارم المروءة.
التجشؤ بصوت مزعج ماو جد إلى خلافه طريقا.
تحديث الناس بماضعة وجماع الزوجة: قال بن نجيم :أن مايجري بين الزوج وزوجته في الخلوة ويسمع غيره.

10-ترك الوتر قال : أحمد بن حمبل(من ترك الوتر عمدا ,فهو رجل سوء ولا ينبغي أن تقبل شهادته).

11-ترك الزاني يزني وتمكينه من ذلك.
12-تقبيل الرجل زوجته عند الناس.
13- الجلوس على الطرقات.
14- الحرص
15- الحسد .
16-الرقص والغناء والصفق بالأكف : قال السيوطي) ومن ذلك ماأحدث من السماع والرقص والوجد وفاعل ذلك ساقط المروءة).
ونقل بن عبد السلام قوله في الرقص والتصفيق (خفة ورعونة مشبهة لرعونة النساء لايفعلهما إلا أرعن أو متصنع كذاب).

17- كشف العورة إذا خلا من غير حاجة.
18-مد الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة أو ضرورة.
19- مصارعة الثيران وصراع الديكة. وفي مجموع الفتاوي (32/352)حرمة المناقرة بين الديوك والنطاح بين الكباش.

20-مصارعة النساء.

ثلاث وسائل لحفظ المروءة:ذكرها بن القيم
الأولى: صون النفس : وهو حفظها وحمايتها عما يشينها ويعيبها.
الثانية:توفير الحسنات.
الثالثة:صيانة الإيمان وزيادته وعدم نقصه من المعاصي .

المصدر : موسوعة أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم