ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الملتقى الاسلامي العام (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   لا بد أن نتجرع كأسه...... (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=85880)

اخت الاسلام 30-10-2009 07:12 PM

لا بد أن نتجرع كأسه......
 
أخي أختي.. تذكر الموت

إليك أخي وأختي تلك الكلمات في موضوع كثير من النّاس من ينساه في زحمة الحياة، بالرغم من أنّهم مقدمون عليه، ولا بد أن يتجرعون كأسه، إنّه الموت.. لا يعرف الصغير .. ولا يميز بين الوضيع والوزير.. ولا يحابي صاحب المنصب الكبير..







الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أمّا بعد:



إليك أخي تلك الكلمات في موضوع كثير من النّاس من ينساه في زحمة الحياة، بالرغم من أنّهم مقدمون عليه، ولا بد أن يتجرعون كأسه، إنّه الموت.. لا يعرف الصغير .. ولا يميز بين الوضيع والوزير.. ولا يحابي صاحب المنصب الكبير..



أخي المسلم: هل خلوت يوما بنفسك فقلت لها: يا نفس إنّك "شيء"، وقد قال تعالى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [سورة القصص: من الآية 88].



أختي: إنّه هادم اللذات.. دعاك النبي صلى الله عليه وسلم إلى كثرة تذكره، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: «أكثروا ذكر هادم اللذات» [رواه الترمذي والنسائي/ صحيح النسائي: 1823].



أخي: أليس من العجيب أن نوّدع كل يوم ميتا ثم لا يحرك ذلك قلبا؟ ولا يثير خوفا أو فزعا؟



بل كأنّ الموت مكتوب على هذا المشيّع وحده، فكم في هذه الغفلة قبيحة؟ وكم هي كريهة وشنيعة، إنّه عمى القلوب وما أسوأه من عمى.. {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [سورة الحج: من الآية 46].



أخي: إذا شغلتك الدنيا، فتذكر الموت.. فإنّك راحل ولن تجد لتلك النفس سوطا أشد عليها من تذكر الموت.



"فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك وانتقالك من موضعك؟ وإذا نقلت من سعة إلى ضيق، وخانك الصاحب والرفيق، وهجرك الأخ والصديق، وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر، وغطوك من بين لحافك بتراب ومدر، فيا جامع المال والمجتهد في البنيان، ليس لك والله من مال إلاّ الأكفان، بل هي والله الخراب والذهاب، وجسمك للتراب والمآب، فأين الذي جمعته من المال؟ فهل أنقذك من الأهوال؟ كلا بل تركته إلى من لا يحملك، وقدمته بأوزارك على من لا يعذرك". [الإمام القرطبي].



أخي:



كم مضى من الدنيا؟



وكم هلكت من أجيال وأمم؟ كم من ميت من إخوانك وأحبابك أودعته في جوف الثرى؟



كم مرة حدثتك نفسك أنّك قد تموت اليوم أو غدا؟



كم من العمر مضى وأنت تؤمل الآمال العراض؟



وهل بلغت كل ما تؤمّل؟



وإن، هل وقفت بك الآمال عند أملك؟



أخي: تذكر.. ثم تذكر.. وإليك: "للعبد ربّ هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربّه قبل لقائه، ويعمّر بيته قبيل انتقاله إليه". [الإمام ابن القيم].



أخي: كن على حذر، وهل يغني الحذر؟ ما بقي أخي غير العمل الصالح فهو خير زاد..وخير رفيق يوم المعاد.. وروضتك يوم الرقاد.. وأنيسك إذا تفرق عن قبرك العباد..





اخت الاسلام 01-11-2009 06:25 PM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من دعاة الحق وأنصاره وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه انه على كل شيء قدير. اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجدد الإيمان في قلوبنا، اللهم حبب إلينا الإيمان زينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}، اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وآخر دعوانا أن والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.

اخت الاسلام 12-12-2009 07:12 PM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
اللحظات الأخيرة
للكاتب : الشيخ/ نبيل العوضي


تخيل أنك خرجت من بيتك للعمل في يومٍ جميل ودَّعتَ فيه أهلك، وأوصلت أطفالك فيه للمدارس، وذكرتهم بموعد ومكان أخذهم بعد نهاية الدوام، ثم ذهبت الى مكان عملك لتبدأ يوماً جديداً، الموظفون من حولك والمراجعون يتغيرون والأصوات في كل مكان، وأنت تنجز مهماتك... فجأة.. أحسست بألم شديد في صدرك!!، وضعت يدك على صدرك من شدة الألم... الأصوات من حولك بدأت تخفت.... نظرت لمن حولك هل يشعرك بك أحد؟!!... الكل مشغول بنفسه وبعمله... بين وجوه ضاحكة وأخرى جادة، وبين من يكتب أو يقرأ أو يتكلم.... الألم في الصدر يزداد... وضربات القلب ضعفت وتناقصت.... والنفس بدأ يصعب... هل أنادي أحداً وأصرخ أم أنتظر لعل الألم يزول؟؟.... لا تدري ماذا تفعل... حينها بدأت تتذكر أبناءك الصغار... طفلك الذي قبلك قبل نزوله من السيارة وهو يقول: "بابا لا تتأخر علي اليوم"، وابنتك التي قالت لك قبل نزولها: "أبي أنت وعدتني أن تشتري لي هديتي اليوم لا تنس وعدك لي"، وابنك الذي قلت له قبل نزوله للمدرسة: "يا بني انتبه لدروسك واحذر من أصحاب السوء"، فرد عليك: "حاضر يا أبي".

تذكرت والنفس يزداد صعوبة، وضربات قلبك بدأت تعدها، والعرق من جسمك يتصبب، ولا تسمع صوتاً من حولك إلا ضربات قلبك وحشرجة صدرك، تذكرت زوجتك التي وعدتك عند باب البيت وهي تسألك: "ماذا تريد على الغداء اليوم؟"، وأجبتها: "أي شيء من يدك لذيذ"، ثم قبلتها وخرجت، ما أحلى ابتسامتها!!


تذكرت في تلك اللحظة وقواك تنهار، وجسمك يبدأ بالسقوط،، تذكرت أمك الحنونة وأباك الشيخ الكبير، لا أحد لهما في الدنيا غيرك، تذكرت إخوانك وأخواتك، تذكرت أصحابك الذين أحبوك.

تذكرت في تلك اللحظات العصيبة صلواتك التي فرطت فيها، وكيف كنت تؤديها، بعض الأموال التي لم ترجعها لأصحابها، ظهر أمامك وجه عامل لم تره منذ سنوات طوال!!، من هذا أنا أذكره إنه عامل منعته جزءاً من حقه وغاب عني من سنوات طوال!!، كيف ظهر لي الآن فجأة!!

يا ويلي!!.... أنا بحاجة الى بضع ساعات فقط لأصلح ما أفسدت، وأتوب مما جنيت، {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [سورة المؤمنون: 100]، أحتاج ساعات قليلة أرجع فيها أبنائي الى البيت وأجمعهم بأمهم ووالدي وأحضنهم جميعاً وأقبلهم وأعطيهم ما يكفيهم ولكن {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سورة سبأ: 54]... في هذه اللحظات بدأ النور يخفت، والألم صار كخنجر داخل صدره يقطعه، والعينان جحظتا، وضربات القلب بالكاد تحصل، ولسانه لا يساعده على الحديث فعلم {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ} [سورة القيامة: 28]، فكان آخر شيء يفعله قبل السقوط الأخير هو (الصراخ)، ثم لا شيء بعده!!، نعم لا شيء!!، هذا آخر عمل يعمله، وهذه آخر لحظاته، وهذه خاتمته!!

أيظن الواحد منا أنه بعيد عن هذه اللحظات؟!، قد تكون في العمل، أو الملعب، أو السيارة، أو في بيته، أو مدرسته، وقد تكون في حال استيقاظه أو نومه، في ذكره أو غفلته {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿٩٧﴾ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿٩٨﴾ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [سورة الأعراف: 97-99].

كل يوم نقرأ أسماء الوفيات وأعمارهم المختلفة، وقريباً سيأتي اليوم الذي يقرأ الناس فيه اسمنا، قد تكون جرائد الغد أو التي بعدها، فهل استعد الواحد منا لذلك اليوم؟!، وهل تجهز لهذه اللحظات التي تأتي بغتة وبغير مقدمات؟!، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [سورة الحشر: 18].


الكاتب: نبيل العوضي

اخت الاسلام 20-12-2009 12:15 AM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
وقفات:

قال بلال بن سعد: ( ربّ مسرور مغبون، يأكل ويشرب ويضحك، وقد حُقّ له في كتاب الله عز وجل أنه من وقود النار ).
كان الحسن يقول: ( رحم الله امرءً لم يغرّه كثرة ما يرى من الناس، ابن آدم: إنك تموت وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك ).
أعلى درجة حرارة توصل الإنسان لإنتاجها تتراوح بين 300 - 400 مليون درجة وهي الحرارة الناشئة عن إنفجار قنبلة ذرية. فنعوذ بالله من النار ومن غضب الجبار.
كان بعض السلف يقرأ: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزلزلة:8،7] فيبكي ثم يقول: ( إن هذا الإحصاء شديد ).
قال أحمد بن عاصم: ( هذه غنيمة باردة، أصلح ما بقي من عمرك، يُغفر لك ما مضى ).

غايتي رضاك خالقي 23-12-2009 09:32 PM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
اسأل الله ان يحسن لنا الختام.. وان يسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
جزاك الله خير..لاحرمتي الأجر غاليتي...

اخت الاسلام 27-12-2009 11:36 PM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
[quote=غايتي رضاك خالقي;866963]
امين يارب
وأنت من أهل الجزاء
بارك الله فيك

غفساوية 22-03-2010 12:33 AM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة
جزاك الله خيرا أختي العزيزة
بارك الله لك ونفع بك
وفقنا الله لما يحب ويرضاه
وتقبل منا صالح الأعمال
في أمان الله

أملي في الله 22-03-2010 01:29 AM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
بارك الله فيك ونفع بك أختي الغالية
أخت الإسلام
مجهود طيب لاحرمك الله أجره
ورزقك الفردوس الأعلى

binto lislam 22-03-2010 01:44 AM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
jazaki llaho kairan okhti
اللهمّ إنّا نسألك حسن الخاتمة :049::049::049::asdasd:

أبومحمودالسوري 22-03-2010 09:12 AM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
اللهم انا نسألك عيشة رضية
ونسالك حسن الخاتمه ورضا الوالدين
جزاك الله خيرا

اخت الاسلام 23-03-2010 11:06 PM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
[quote=غفساوية;918452]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


امين يارب
وأنت من أهل الجزاء
وبارك فيك أيضا
أسعدني مرورك الطيب غاليتي

اخت الاسلام 23-03-2010 11:08 PM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
[quote=أملي في الله;918469]
وبارك فيك غاليتي أملي في الله

امين يارب

شكرا لمرورك الطيب

اخت الاسلام 23-03-2010 11:11 PM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
أهلا وسهلا ومرحبا بك أختي معنا
وفقك الله لما يحبه ويرضاه

اخت الاسلام 23-03-2010 11:13 PM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
[quote=أبومحمودالسوري;918564]
مرحبا بك أخي الفاضل

امين يارب

وأنتم من اهل الجزاء

اخت الاسلام 05-01-2011 06:56 PM

رد: لا بد أن نتجرع كأسه......
 
تخيل أنك الآن في بيتك وبين أولادك، وفجأة نزل عليك ملك الموت ليقبض روحك، فهل أنت مستعد للموت؟، وهل أنت مستعد لأن تقبض روحك وتدخل القبر؟ وماذا ستكون آخر كلمة تنطقها أهي لا اله إلا الله أم ستكون كلمة أخرى؟ هل ستكون ممن قال الله - عز وجل - فيهم: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}1، أم ممن قال الله فيهم: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} فيكون الرد القاسي من رب العزة والجبروت: {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}2، هل أنت بالفعل مستعد لملاقاة الله - تبارك وتعالى -؟.
وأنا على يقين أن هذا السؤال لو طرح على الكثير من أبناء المسلمين اليوم لأجاب الأغلبية العظمى بالنفي، وعدم الاستعداد لهذا الموقف الذي لا محيد عنه، ولا مهرب من دخوله؛ رغم كونه محققاً.
والإنسان العاقل لا بد أن يستعد للأمر الذي يعلم متى سيقع، لكن الأمر الأشد والأعظم أهمية هو أن يستعد للأمر المتأكَّد من حدوثه، والذي لا يدري متى سيقع؟
ولنتأمل جميعاً الحديث الذي رواه البراء بن عازب - رضي الله عنه - حيث قال: ((خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولم يلحد بعد، قال: فقعدنا حول النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل ينظر إلى السماء، وينظر إلى الأرض، وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثاً ثم قال: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ثم قال: إن الرجل المسلم إذا كان في القبر من الآخرة، وانقطاع من الدنيا؛ جاء ملك الموت فقعد عند رأسه، وينزل ملائكة من السماء كأن وجوههم الشمس، معهم أكفان من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، فيقعدون منه مد البصر، قال: فيقول ملك الموت: أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء، فلا يتركونها في يده طرفة عين، فيصعدون بها إلى السماء فلا يمرون بها على جند من ملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه، فإذا انتهى إلى السماء فتحت له أبواب السماء، ثم يشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي إلى السماء السابعة، ثم يقال: اكتبوا كتابه في عليين، ثم يقال: ارجعوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم إني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، فترد روحه إلى جسده، فتأتيه الملائكة فيقولون: من ربك؟ قال: فيقول: الله، فيقولون: ما دينك؟ فيقول: الإسلام، فيقولون: ما هذا الرجل الذي خرج فيكم؟ قال: فيقول رسول الله، قال: فيقولون: وما يدريك؟ قال: فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدَّقت، قال: فينادي مناد من السماء أن صدق فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وأروه منزله من الجنة، قال: ويمد له في قبره، ويأتيه روح الجنة وريحها، قال: فيفعل ذلك به، ويمثل له رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت فوجهك وجه يبشر بالخير؟ قال: فيقول: أنا عملك الصالح، قال: فهو يقول: رب أقم الساعة كي أرجع إلى أهلي ومالي، ثم قرأ: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}، وأما الفاجر: فإذا كان في قبل من الآخرة، وانقطاع من الدنيا؛ أتاه ملك الموت فيقعد عند رأسه، وينزل الملائكة سود الوجوه معهم المسوح، فيقعدون منه مد البصر، فيقول ملك الموت: أخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده فينقطع معها العروق والعصب كما يستخرج الصوف المبلول بالسفود ذي الشعب، قال: فيقومون إليه فلا يدعونها في يده طرفة عين، فيصعدون بها إلى السماء فلا يمرون على جند من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟ قال: فيقولون فلان بأقبح أسمائه قال: فإذا انتهى به إلى السماء غلقت دونه أبواب السماوات قال: ويقال: اكتبوا كتابه في سجين، قال: ثم يقال: أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فيرمى بروحه حتى تقع في جسده قال: ثم قرأ {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}3 قال: فتأتيه الملائكة فيقولون: من ربك؟ قال: فيقول: لا أدري، فينادي مناد من السماء: أن قد كذب فأفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وأروه منزله من النار، فيضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، قال: ويأتيه ريحها وحرها قال: فيفعل به ذلك، ويمثل له رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح فقول: أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد، قال: فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يبشر بالشر، قال: فيقول: أنا عملك الخبيث، قال: وهو يقول: رب لا تقم الساعة))4.
أخي:
تأمل هذا الحديث جيداً، وأمعن النظر فيه، ودقق في كلماته وهدفه.
أعلم أنك تستطيع أن تقول الآن: "لا إله إلا الله" مئات المرات، بل آلاف، ولكن ليس المراد هو الإجابة على هذه الأسئلة الآن، بل المراد أن تقولها هناك؟ نعم هناك في قبرك حين تُسئل، فهل أعددت للسؤال جواباً؟، وهل الجواب سيكون صواباً؟.
أخي:
فكر جيداً, الأمر قريب, والموت حقيقة قادمة لا محالة ولا مهرب، ولو سألت شخصاً: كم سنك؟ سيقول: 20, 30, 40, 50 سنة، فهل تعرف ما معنى خمسين سنة، معناها أنه منذ خمسين سنة وهو يسير إلى الله، ويوشك أن يصل، وكلما تقدم العمر، ومضت السنوات، تقدم العبد إلى القبر، واقترب من الموت.
ولو أن أحدنا علم متى يموت لما كان حاله هو هذا الحال الذي عليه الآن، ولكن المصيبة أن الأمر يأتي بغتة، وحينها تأتي الحسرة والندامة {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}5.
نسأل الله - عز وجل - أن يردَّنا إلى دينه مرداً جميلاً، وأن يهدينا سواء السبيل إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه تسليما كثيراً، والحمد لله رب العالمين.
1 سورة إبراهيم (27).

2 سورة المؤمنون (99-100).

3 سورة الحج (31).

4 المستدرك (1/93)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/219).

5 سورة الزمر (56).


الساعة الآن : 06:47 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 32.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.59 كيلو بايت... تم توفير 0.68 كيلو بايت...بمعدل (2.11%)]