ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   الحدث واخبار المسلمين في العالم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=17)
-   -   على التماس من ملعب السياسة الشرعية : (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=30101)

أبو خولة 24-06-2007 07:46 AM

على التماس من ملعب السياسة الشرعية :
 
بسم الله

على التماس من ملعب السياسة الشرعية
منقووووووووول من أحد المنتديات
فيما يلي البعض والقليل جدا من الملاحظات والنصائح والتوجيهات (أكثر من 150 مسألة ) المتعلقة بالدعوة والحركة والسياسة عموما ثم المتعلقة بواقعها عندنا في الجزائر منذ الاستقلال وحتى اليوم وخاصة الثلاثة عقود الأخيرة وعلى الأخص العشر سنوات الأخيرة التي يسميها بعضهم ب " العشرية الحمراء"
( من 1991 إلى 2000 م ). وهذه الرسالة كتبتُها بعد العام 2000 م في الأوساخ , وهذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها جزء منها إلى العلن بعد تنقيحها , وذلك بعد أن رفضتْ مجموعة من الجرائد الجزائرية نشرها , لأن في الرسالة نقدا لجهات مختلفة منها الأحزاب العلمانية في الجزائر وكذا السلطة الحاكمة وكذا الأحزاب الإسلامية و... وأنا الآن أنشر فقط جزءا من الرسالة . أبدأ بالحديث العام ثم أنتقل بعد ذلك إلى واقع الجزائر :
1-إثنان لا يلتقيان :
- عالمٌ يجاهرُ بالحق وظالمٌ يجاهر بالظلم .
- صندوق اقتراع يُفتَحُ ودبابةٌ تُغلقُه .
- أغلبيةٌ من الناس تحت الأرض وأقليةٌ منهم فوق الغمام "بير معطلة وقصر مشيد".
- انحلالي يبيعُ دينه ومسلمٌ يموت في سبيل الله والدين .
-هلالٌ يحمي حتى المسيحيين من بعضهم البعض وصليبٌ يُهدِّم الصوامع والمآذن .
2-لو جُمٍعت عيوبُ الناس جميعا في كفة ميزان ووُضعت في الكفة الأخرى عيوبُ الصحفيين (خدام الظلمة من السلاطين ) الجامعة للسفاهة والكذب والنميمة والتجسس وهتك الأعراض واتهام الأبرياء واستهواء الضعفاء لثقُلت كفتُهم أمام كفَّة الشعوب والمواطنين الذين يزعُم هؤلاء أنهم يُقوِّمون مُعوجَّهم ويُصلحون ما فسدَ من شؤونهم , اللهم (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) وقليل ما هم !.
3- يمكن أن تُنشرَ الحقيقةُ بكل وسيلة إلا : الشتم والسباب فلا يجوز أن تُنشرَ بها أبدا . إن لإخلاصِ المتكلمِ تأثيرا عظيما في قوة حُجته وحلول كلامه المحل الأعظم في القلوب والأفهام , والشاتم عند جميع الناس غيرُ مخلص فيما يقولُ . وعبثا يحاولُ الشاتم أن يحملَ الناسَ على رأيه أو يُقنعَهم بصدقه . إنهم لن يقبلوا في الغالب حتى ولو كان أصدقَ الصادقين . والإنسانُ في العادة يسبُّ مناظرَه لأن السابَّ جاهلٌ وعاجزٌ معا .
4-الغرض الحقيقي من المناظرة هو خدمةُ الحقيقة وتبليغ هذه الحقيقة لكل الناس أو لأغلبهم , أما أن يحرصَ كلُّ واحد على أن تكون كلمتُه هي العليا وكلمةُ مناظره هي السفلى- عوض أن يحرصَ الإثنان على أن تكون كلمةُ الله وحدها هي العليا - فالمناظرة تنقلبُ عندئذ إلى جدال عقيم لا يبارك الله فيه ولا يؤدي إلى أية نتيجة .
5- إن الجماهير لا تتجمع من تلقاء نفسها إلا في الأمور التي تتعلق بالكيان المادي ,كما تتجمع المظاهرات التي تطالب بالخبز أو غيره من الضروريات القاهرة . أما التجمع من أجل القيم والمبادئ والأفكار كالتجمع من أجل الدين والأدب والأخلاق وإقامة الحق والعدل والحكم بما أنزل الله وتحكيم شرع الله و..., فإنه يحتاج دائما إلى قيادة , فلينتبه السياسيون والدعاة إلى ذلك .
6- لا تعرِض رأيك بالقوة على الآخرين ولا تتنازلْ عن رأيك خوفا من القوة .
7-اجتماعُ الآراء على خلافِ الأولى أفضلُ من افتراقها وتشتيتِ الكلمةِ من أجل ما هو أفضل وأحسن وأولى .
8-من سنن الله الكونية أن الأممَ إذا اخْتَلَّ أمرُها احتلَّها الغرباءُ , أي أن الاختلالَ الداخلي يُسبِّبُ غالبا الاستعمارَ والاحتلال الخارجيَّ .
9-قال أحدُ الدعاة :" إنني باسم الدعوة الإسلامية أقول : إننا ما ندعو إلى الإسلام أبدا ولدينا تفكير في اضطهاد مخالِف أو اغتيال عدوٍّ , لأننا نملك ثروة هائلة من الأدلة التي تجعلنا نعرض دينَنا وصوتُنا جهيرٌ وفمُنا ضليعٌ وصفحتُنا نقيةٌ". والدعوة إلى الله المتصلة بالعنف والقمع والدكتاتورية سببُها إما جهل بالإسلام وإما جهل بفقه الدعوة إلى الإسلام .
10-قال بعضُهم : " الفساد يهبط من الأعلى إلى الأدنى والصلاح يصعد من الأدنى إلى الأعلى". أي أن فسادَ الحكام وبعدَهم عن أحكام الشريعة الغراء يؤدي رويدا رويدا إلى انتقال الفساد والانحلال والانحراف إلى الأفراد والمواطنين سواء أراد الحكام ذلك أم لم يريدوا , وهذا أمرٌ مشاهدٌ وملاحظٌ .
كما أن على الشعوب- إذا أرادت لحكامها الصلاحَ – عليها أن تستقيمَ هي أولا فيستقيم الحكامُ تبعا لذلك باللين أو بالقوة , بالسياسة أو بالعنف , بإذن الله تعالى .
11- قيل: " إن الأجيال الحاضرة ليست أبناء شرعيين للجيل الأول الذي قال للحاكم : لو رأينا فيك اعوجاجا لقَوَّمناه بحد سيوفنا ". إن الشعوبَ عندنا على طول العالم العربي والإسلامي بسبب الجهل بالإسلام وضعف الإيمان " يجمعها المزمارُ وتفرقها العصا " للأسف الشديد , وهي غير قادرة حتى الآن وفي الكثير من الأحيان على أن تُعلن للحاكم المعوج أصلا أنها مستعدة لتقَوِّم اعوجاجَه باللين أو بالعنف أو ... , نَعَم إن قلوبهم غالبا مع الإسلام والمسلمين وضدَّ أي انحراف للحكام عن دين الله وعن شريعته , لكن سيوفَهم - للأسف الشديد –غالبا على عكس قلوبهم .
12-وقيل:"ما يعتدي معتدٍ وما يتجبَّرُ جبارٌ وما يتفرْعَنُ مُتَفَرْعِنٌ إلا إذا أمِنَ العقوبةَ وأدرك أنه يمتدُّ في فراغ . أما الفراعنة فهم في حقيقة أمرهم أجبنُ الناسِ عندما تـَفحصُ طواياهم وتبحث عن خباياهم . وإذا علموا أنهم إذا لطَموا لُطِموا لغَلُّوا أيديهم , فما امتدَّتْ بعد ذلك بظلم أحدٍ من الناس" .
13-إن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة قام على أساس أن محاربة الشرك لا تكون بتحطيم مظاهره في المجتمع , فإن المجتمعَ الضال سوف يجيء بمظاهر أخرى . وإنما تكون محاربةُ الشرك بمحاربته في داخل النفوسِ . هذا هو منهج رسول الله وخيرُ المناهج منهجه صلى الله عليه وسلم.
14-قال أحد المفكرين : [ قد يقال : " الحرية تفرز ألفَ ملحد " ونحن نقول : "ولكنها تفرز مليون مجاهد في سبيل الله " . إن ظلام الدنيا كله لا يذهب بضوء شمعة واحدة , فكيف بشمس الإسلام ؟!].
15-إن المظلومَ إذا رآه الظالم قويا لم يجرؤ على ظلمه , وإذا رآه ضعيفا تجرَّأ عليه . والمظلوم إذا أراد أن يتغلب على الظالم لا بد أن يعملَ ويقدم الأسبابَ من أجل أن يكون قويا , فإذا أصبح كذلك :
- إما أن يهابَه الظالمُ فيتوقف عن ظلمه لهُ .
- وإما أن يبقى الظالمُ على ظلمه فيكون المظلومُ على أهبة الاستعداد لمواجهته , ويمكن جدا أن ينتصرُ المظلومُ على الظالمِ بإذن الله عزوجل .
وهذا كلام يصح على العلاقة بين أمريكا وأوروبا وإسرائيل ( الظالمين ) من جهة والعرب والمسلمين من جهة أخرى , كما يصح كذلك على العلاقة بين الشعوب العربية والإسلامية من جهة وحكامنا المتفرعنين من جهة أخرى .
يتبع :

ابو كارم 24-06-2007 01:33 PM

شكرا ابو خولة بارك الله فى جهودك

أبو خولة 25-06-2007 05:35 PM


16-مرحبا مليون مرة بالأمن الذي تحقق بموجب الاتفاق الذي تم بين "الجيش الإسلامي للإنقاذ" والنظام الحاكم, والذي يفرح له كل إنسان فضلا عن الإنسان المسلم , والمعلوم أن الإسلام والسِّلم أخوان ,وأن الإيمان والأمنَ أخوان كذلك . لقد فرحنا جميعا للسلم والأمن الذي تحقق بنزول من صعد إلى الجبل في نهاية عام 1999 م وبداية العام 2000 م :
ا- لكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة حققت ولو شيئا بسيطا لنا -كمواطنين جزائريين عاديين لا ننتمي إلى حزب معارض ولا إلى السلطة الحاكمة - مما من شأنه أن يرفع المعاناة أو بعض المعاناة عن الشعب الجزائري مثل :
أولا : رفع حالة الطوارئ التي أُعلنت لمدة سنة واحدة فاستمرت 15 سنة كاملة , والبقية تأتي.
ثانيا : إطلاق سراح المعتقلين , وما أكثرهم خاصة منهم سجناء الرأي .
ثالثا : إرجاع العمال المضربين الذين تم إيقافهم عن العمل من زمان ,ثم الذين تم إيقافهم بعد ذلك.
رابعا : الإعلان عن مصير المفقودين .
خامسا: إرجاع حرية الدعوة إلى الإسلام ( لا إلى حزب معين ) بالحكمة وبالتي هي أحسن, إرجاعها إلى المساجد وغيرها وفتح أبواب المساجد والمصليات التي أغلقت وإعادة بناء ما هُدِّم منها .
سادسا : غلق الخمارات التي فُتحت هنا وهناك باسم محاربة الإرهاب وكذا المحاربة الجادة لبعض الآفات الاجتماعية كالسرقة والزنا والربا والرشوة والاختلاس والبيروقراطية و ..
سابعا : تحقيق العدل في القضاء .
ثامنا : الإعلان الواضح والصريح ( الذي لا لبس فيه ) أننا دولة مسلمة دينها الإسلام ولغتها العربية .
تاسعا : العمل الجاد من أجل التحسين الفعلي لأوضاع الناس الاقتصادية والمعيشية .
عاشرا : التفكير الجاد والصادق من أجل بدء تطبيق الشريعة الإسلامية .
لكن للأسف لم يتحقق للشعب شيء من ذلك , اللهم إلا تحسن ملحوظ – والحمد لله – في المجال الأمني في السنوات الأخيرة ( من بعد الـ 2000 م ) .
ب- ولكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة لم تبرئ الجيشَ من أية مسؤولية عما وقع من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال السنوات 1991- 2000 م , ولم تلقِ المسؤولية الكاملة على الإسلاميين من الجبهة الإسلامية للإنقاذ ومن الجيش الإسلامي للإنقاذ .
جـ- ولكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة لم تبرئ نفسها من مسؤولية الإنزلاقات الخطيرة التي وقعت خلال الـ" 10 سنوات الحمراء" , مع أن السيد رئيس الجمهورية الحالي أكد في بداية حكمه حوالي عام 96 م بأن إرهاب الإدارة الجزائرية أعظم من إرهاب سلاح " من صعد إلى الجبل" وبأن المسؤولين الجزائريين أخطأوا خطأ فادحا حين ألغوا نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالأغلبية في الدور الأول في ديسمبر 1991 م.
د- ولكن فرحتنا كان يمكن أن تكون أكبر وأكبر لو أن السلطة لم تمنع المسؤولين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة - في إطار قوانين المصالحة - من ممارسة السياسة , مع أن صعاليك السياسة من العلمانيين والشيوعيين واللائكيين والفرنكوفونيين يمارسون السياسة بالليل والنهار وبالحق والباطل وبالخير والشر بمباركة السلطة وبدون أي اعتراض منها . كيف يحدث هذا ؟! . لا أدري لكن هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع للأسف الشديد .
17- لا يوجد شيء يورِث الضغائنَ كالتفاوت الكبير بين الأغنياء والفقراء .
التفاوتُ البسيط قد يكون عاديا , أما الكبيرُ فإنه غالبا غير طبيعي , بمعنى أن الغني أصبح غنيا بالطرق غير المشروعة والفقير صار فقيرا بسبب القهر والظلم والحرمان المسلَّط عليه من البشر الذين لا يخافون الله .
18-بعض قادة الدعوة يمسَخون جميع عقولَ أتباعهم لتُحاكي عقلَ الواحد منهم . إذا خالفتَه في جزء من مائة جزء (1/100 ) فأنت منحرف وضال . إذا سار يمينا فأنت يجبُ أن تكون معه , وإن سار شمالا فعليك أن تتبعه , تماما مثل القرود تقلِّد ولا تفكِّر .
إذا انهزم فهزيمتهُ نصرٌ, وإياك أن تقول بأنه انهزم . وإذا كذب فاعلم أنه فعل ذلك لمصلحة الدعوة ! , وإذا ادعى شيئا فهو الواحد الأوحد - والعياذ بالله - .
قد يرى القارئ أن في هذا بعضَ المبالغة لكنني أؤكد أنه واقع عشتُ جزءا منه في السنوات 85/86/87 م حين نصحتُ ثم نصحتُ من الداخل (حيث الاعتبار للولاء قبل الكفاءة ) فقيل لي بلسان الحال لا المقال : " نافِق أو فارِق ". فلما فارقتُ اتُّهِمْتُ بالفسق والفجور والانحراف والضلالة و ... وبأنني ... و ... مما لا يطاوعني لساني أن أتلفظ به ولا قلمي أن أكتبه , وهُدِّدتُ بالضرب وبما هو أشد من الضرب و...هذا بعد أن كنتُ - بشهادتهم - وأنا ساكتٌ بالداخل مِن أقدم وأهم وأعلمِ القياديين في الجماعة , وسبحان مغير الأحوال !.
19- على الإسلاميين أن يعتبروا الحرية قضيتهم : يرفعون شعارها ولا يملون من المطالبة بها ولو كلفهم ذلك الكثير. وعليهم ألا ينسوا أن الحرية للجميع وليست لهم وحدهم . وعليهم عندما يصلون إلى الحكم في المستقبل القريب أو البعيد , أن لا يحرِموا معارضيهم من هذه الحرية التي كانوا يعتبرونها كالهواء والماء لا تصلح لهم دعوة ولا سياسة إلا بها .
20-شتان بين إنسان يتشوق إلى الحرية لأنه رُبيَ على حبها وعاش محروما منها , وبين إنسان يتكلم عن الحرية وهو بالأساس سوطُ طاغية لطالمـا استعملهُ سيِّدُه في جلد الأحرار من الدعاة والمصلحين والمفكرين .
يتبع :

أبو خولة 26-06-2007 01:04 PM

تابع :
 

21-قال الشعراوي رحمه الله :" إن الإسلام تدبير وليس تبريرا . إنه يُـدير المسألة قبل أن تحدث , أما أن نرى المسألة بعد أن تقع فنجلس عندئذ ونحاول تبريرها عن طريق الإسلام فهذا منهج مرفوض في ديننا" لأننا بذلك نطلب من الإسلام أن يَحُلَّ مشكلات هو ليس مسؤولا عنها ,كما أننا نطلبُ منه أن يجيب عن أسئلة يمكن جدا أن لا تُطرَح لو أنه حُكِّمَ وأُعطيَتْ له الكلمةُ .
والإسلام جاء ليحكُم لا ليرقِّع ,كما أنه جاء ليحكُمَ لا ليُحكَمَ .
22-وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله أيضا :"إن من لم يقطع يد السارق في نيته أن يسرقَ ,وكذلك من لم يرجم الزاني وكذلك ...إن الشريعة الإسلامية لو طُبِّقت لما كان للشباب المتشدد (أو المتطرِّف أو المتزمت أو المتعصب أو الأصولي أو الإرهابي أو ..) حجة فيما يفعلونه بالخروج على حكامهم .إنما هم يتشددون الآن ويناوشون السلطة لأن الشريعة الإسلامية غير مطبقة . ولو طُبِّقَت الشريعةُ لاختفت كلُّ هذه المناوشات والمهاترات والمشاحنات بين الجماعات الإسلامية والسلطات الحكومية,ولما كان عندنا ما يُطلق عليه الآن بالتطرف الديني ".
23-لا يُمكَّن رجلٌ حتى يُبتلى ,فإن الله ابتلى نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلى الله عليه وسلم أجمعين , فلما صبروا مكنهم . فلا يَظُنُّ أحدٌ أن يخْلُصَ من الألم البتة , وأن يصلَ إلى ما يريد ويبتغي بدون طول بلاء .
هذا إذا أراد المسؤولية كتكليف في الدنيا وكأجر زائد في الآخرة , أما إذا أرادها تشريفا فلينحرف كما يشاء وليتبع هواه كما يحب , فستأتيه المسؤولية غالبا بسهولة , لكن عليه ألا يلوم إلا نفسه في النهاية .
24-إذا طال الخصامُ بين شخصين فلابد أن يكون كلاهما على باطل , لأنه لو كان أحدهما على حق فإن حقَّه لا يلبث أن يظهرَ بإذن الله .
25-قيل:"هذه هي التربية الواقعية والدرس العملي الذي يجب أن يعيش فيه كل من تولى أمرَ شعب أو جماعة : راحة الشعب أو الجماعة أولا ثم راحته هو شخصيا لا في المقام الثاني ولكن في آخر المقامات". لكن للأسف أين نحن من هذا ؟! أين نحنُ من أمثال عمر الذي كان يحرصُ على أن لا يشبعَ حتى يشبعَ كلُّ فردٍ في أمتهِ والذي قال قولته المشهورة :"لو عثرت بغلةٌ في أرض العراق لخِفتُ أن يسألني الله عنها :لمَ لَمْ تصلحْ لها الطريقَ يا عُمَر ؟!". وأذكر أنني سألتُ بعض المترشحين للإنتخابات البلدية في السنوات الماضية (يعرفونني جيدا ويحترمونني جدا والبعض منهم يُـعتبرون تلاميذي , لأنهم كانوا يحضرون دروسي الدينية التي كنت أقدمها للطلبـة في جامعة قسنطينة وفي بعض الأحياء الجامعية عندما كنتُ أدرسُ في الجامعة - في السنوات 1975- 1978 م-), قلتُ لهم :"صارحوني بالله عليكم : من منكم يريد المسؤولية ليخدم شعبه ووطنه وبلده و.., أو من منكم لا يريد المسؤولية من أجل مصالحه الشخصية أولا , من ؟! ؟! ".وأؤكد للقراء أن أغلبية من طرحتُ عليهم السؤال (حتى لا أقول كلهم ) نظروا إلى بعضهم البعض وابتسموا ثم ردوا علي "يا شيخ عبد الحميد ,رفقا بنا لا تتشدد معنا!". والجواب فيه الاعتراف الضمني بأنهم يبحثون عن المسؤولية ليشبعوا هم لا ليشبع الشعبُ و...
إن مصيبة المصائب عندنا هو أن حكامنا يفكرون أولا وثانيا في أنفسهم , ولا يفكرون في شعوبهم إلا في المقام الأخير-هذا إن فكروا-.وهذا هو سبب أزمتنا الأساسي قبل أن يكون السبب اقتصاديا أو سياسيا أو..
يتبع :

أبو خولة 28-06-2007 01:10 AM


26-لا حقَّ لحاكم في هذا الوجود على شعبه إلا السمع والطاعة ما أقامَ فيهم الدينَ والعدل والإنصاف وكفهم عن المعاصي والمحرمات .أما إذا لم يحكمْهم بالدين وبالشريعة فإن هذا الواجبَ يسقط عنهم له ,بل يصبح مباحا لأفراد الشعب أن يخرجوا عليه (قال بهذا جمهرةٌ كبيرة من العلماء قديما وحديثا).أما "كيف يخرجون ؟ "فهذا سؤال مُهمٌّ مطروحُ أو يجبُ أن يُطرحَ .
27- الكفرُ البواح (الواضح والصريح ) قد يتحقق بكفر الشخص الحاكم أو بكفر النظام والدساتير والقوانين ومناقضتها لأحكام الإسلام وتشريعاته,بأن يتبنى النظامُ الحاكمُ الاشتراكيةَ كنظام"لا رجعة فيه " ,أو يتبنى الرأسمالية أو الليبرالية كنظام مُفضَّل . أما كفر شخص الحاكم فلا أحد من حكام العرب والمسلمين اليوم أو بالأمس القريب أعلن صراحة بالقول أو بالفعل ما يفيد أو يقتضي أو يؤدي إلى كفره .إذن حكام العرب والمسلمين اليوم في عمومهم كلهم مسلمون لكن عُصاة لأنهم لم يطبقوا شريعة الله ,ومؤمنون لكن فساق وفجار لأنهم أبعدوا الحكم الإسلامي عن التطبيق .ولا يعتبرون كفارا-عند كثير من العلماء المسلمين-ماداموا غير جاحدين ولا منكرين لوجوب تطبيق شريعة الله .وحكامنا لم يعلنْ واحدٌ منهم صراحة أنه جاحد ومنكر لوجوب تطبيق شرع الله ما عدا "حكام تركيا" العلمانيون واللائكيون هدانا الله وإياهم.
الفاسق أو الفاجر من الحكام هو الذي يعترف بأنه لا يطبق الإسلام تكاسلا فقط أو تهاونا أو تحت ضغط هذا الطرف أو ذاك أو..لكنه لا يعلن بأنه يرفض تطبيق الإسلام,ولا يعلن أن هذا التطبيق غير واجب عليه,ولا يصرح بأن شرائع أخرى أرضية هي خيرٌ من شريعة الله السماوية .
28-كل المجتمعات العربية والإسلامية لا تطبق شريعة الله كما يحب الله . إن كلَّ هذه المجتمعات تستبعد في الواقع تطبيقَ شريعة الله بطريقة أو بأخرى ,سواء اعترفت بذلك أم لا .صحيح أن هناك دولةً تقترب ولو قليلا من الحكم الإسلامي وهناك دولةً أخرى هي بعيدة جدا عن ذلك,لكن الكلَّ مُعرضٌ بشكل عام عن تطبيقِ شريعةِ الله التي جاء بها سيدنا محمد-ص- ويطبق شرائع أرضية بشرية .
29-في بلادنا : الحكم الإسلامي مستبعد (ونحن نعمل منذ الاستقلال بالقوانين والأنظمة الأجنبية والمستوردة من هنا وهناك) في كل مجالات الحياة إلا في الأحوال الشخصية (التي لا تمثل إلا جزءا بسيطا من حياة المسلمين الطويلة والعريضة ) حيث الأحكام فيه مازالت مستمدة من الشريعة الإسلامية ومن أقوال فقهاء الإسلام.ومما يندى له الجبينُ هو أن هذا الجزء البسيط والمتواضع والوحيد من حياتنا والمحكوم بشريعة الإسلام عمِلَ وما زال يعمَلُ ناسٌ في بلادنا من سنوات وسنوات من أجل محو الصبغة الإسلامية عنه , ومن أجل التخلص من قوانين الإسلام التي تحكمه , طبعا بدعوى العصرنة والحداثة.
30-إذا غيرنا من بعض الأحكام في قانون الأسرة وذلك بأن خرجنا في مسألة معينة عن حكم فقيه إلى حكم فقيه آخر طلبا للمصلحة , فهذا أمر لا غبار عليه , لكن المرفوض شرعا أمران :
ا- أن ننتقل من حكم فقيه إلى حكم فقيه آخر اتباعا للهوى أو لشهوات بعض المنحرفين والمنحرفات لا للمصلحة المعتبرة شرعا.
ب-أن نلغي أقوال الفقهاء المسلمين ونضع مكانها أو بدلا منها قوانين أرضية بشرية مستوردة من دول كافرة.
يتبع :

أبو خولة 01-07-2007 04:07 AM

31 , ...35 :
 

31-رئيس حزب (..) العلماني واللائكي بريء من الحكم الإسلامي,والحكم الإسلامي بريء منه كذلك ,لكن كما قال النبي-ص-: (الحكمة ضالة المؤمن ,أنى وجدها فهو أحق بها).ومما يمكنُ أن يُؤخَذ منه من حق وصدق (مهما كانت نيته من وراء ذلك) قولُه عن النظام عندنا :
"يا حكام ! لماذا تتهمونني بتبني اللائكية وأنتم تطبقونها منذ استقلال الجزائر وحتى اليوم ! الفرق البسيط بيني وبينكم يتمثل فقط في أنني أعلن عن لائكيتي , وأنتم لا تعلنون عنها ولكنكم تطبقونها في الواقع ".وهذا –في رأيي- صحيح كل الصحة.
32-أكثرُ الناس متفقون ويظنون أنهم مختلفون.والحقيقة هي أن لكل شيء (ظني غير قطعي) جهتين: جهة مدح وجهة ذم ,فإن تساويا فلا معنى للاختلاف.فإن كبرت إحداهما على الأخرى وجبَ على المختلفَين أن يعترفَ كل منهما لصاحبه ببعضِ الحق .هكذا يجب أن يكون أدب الاختلاف أو لا يكون .
33-صحيحٌ :
*أن النظام عندنا في الجزائر ارتكب خطيئة عظمى عندما ألغى نتائج الانتخابات التشريعية عام 91 م لأنها لم تكن في صالحه .
* أنه ارتكب خطيئة كبرى عندما أدخل في ليلة واحدة (في جانفي 92 م ) ما يزيد عن 5000 شابا ورجلا أغلبيتهم لا ذنب لهم (ومنهم أبناء شهداء ,ومجاهدون ضدَّ فرنسا بالأمس , ودكاترة , وأطباء , ومثقفون ثقافة عالية,و..) إلا أنهم أرادوا أن يُحَكِّموا الإسلامَ في أرض الجزائر , وإلا أن الشعبَ اختارهم ليمثلوه .
* أنه ارتكب–عن طريق البعض من رجاله-مخالفات كثيرة في حق مواطنين أبرياء منتشرين على طول الجزائر وعرضها بمداهمة البيوت وبالتعذيب والتمثيل والسجن غير المبرر ولا و..
لكن صحيحٌ كذلك :
*أن الجبهة الإسلامية أخطأت خطأً فادحا حين رفعتْ السلاحَ وخرجتْ إلى الجبل بدون أن تتأكد 100 % من سلامة موقفها وصحته وصوابه من الناحية الشرعية اعتمادا على فتوى علماء كثيرين (من هنا وهناك) أجمعت الأمة على وضع الثقة فيهم. لقد قال لي أحد الشباب في بداية 92 م بأن الداعية "..."ربما أفتى لهم بجواز رفع السلاح ضد النظام أو بوجوب ذلك ,فقلت له :"إذا حدث هذا بالفعل فإنني أعتبرُ مجرد سماع الفتوى من "... " في مسألة مصيرية مثل هذه يمكن أن يُعتبَر جريمة.لماذا ؟ ببساطة لأن (...) مدرِّس وداعية وله إن شاء الله حسنات وحسنات,لكنه بكل تأكيد ليس عالما فقيها ولا هو قريبٌ من العالِم الفقيه.هذا إن أردنا أن نحكِّم العقل والعاطفة معا ,أما إذا أراد إخواني أن يُحكِّموا عاطفةً مناقِضة للعقل فأنا لست مستعدا لأن أسايرهم في ذلك.
34-إن الظروف المحلية (علمانيون حاقدون ,وفرنكوفونيون مسعورون,و..) وكذا ظروف الجِوار(كلُّ الأنظمة المجاورة للجزائر جغرافيا ترفض بشدة قيام أي نظام إسلامي عندنا وتقف بقوة مع النظام عندنا ضد أية محاولة لإقامة شريعة الله على أرض الجزائر) و.. وكذا الظروف الدولية والعالمية (فرنسا والغرب وأمريكا والدنيا كلها مستعدة لأن تبذل الغالي والرخيصَ من أجل أن لا تقوم دولة الله على أرض الله في أية بقعة من العالم ) ,كل هذه الظروف وغيرها بما فيها حالة الشعب الجزائري الواقف بقلبه مع الإسلام والشعب وبسيفه مع القوة والنظام,كلها تؤكد بأن الذين خرجوا على النظام (في 92 م ) –لا هروبا من الموت وإنما طلبا لتطبيق الشريعة الإسلامية-كانوا ساذجين للغاية في مجال الدين والسياسة حين كانوا يظنون أن إقامة الدولة الإسلامية أمر سهل وبسيط , وأن المسألة-كما قال البعض منهم قبل الخروج وبعده مباشرة أي في السنوات 92/93/94 -هي مسألة 6 شهور أو عام على الأكثر .
وأذكرُ بالمناسبة أنني قلت في محاضرة بمدينة القل (ولاية سكيكدة) مع بداية سنة 1991 م أمام جمهرة من الناس بأن الطريق إلى الدولة الإسلامية شاق وصعب وطويل ,(ونُشِرت لي مقالة بهذا العنوان بالذات في جريدة من الجرائد الجزائرية قبل ذلك بسنوات) فردَّ علي الأخ "رابح كبير" قائلا :"يبدو أن أخانا عبد الحميد متشائم.أبشروا ! إن الدولة الإسلامية على الأبواب بإذن الله "!!!.وكنتُ-وما زلتُ-أُشفق على الدعوة الإسلامية من هؤلاء الشباب الطيب والمتحمس للدين ولشريعة الله , أشفق عليه من هؤلاء- أمثال رابح كبير- بسبب سذاجتهم الزائدة والمبالغ فيها والتي لا يحبون غالبا أن يعترفوا بها , ولا أدري إذا كانت صدمة الواقع الآن بعد "الاتفاق" الذي وقع بينهم وبين السلطة قد أخرجتهم من هذه السذاجة أم لا.
35-الحقُّ يزيده محاربوه وضوحا في ضمير الناس .ومن هنا فإن الحكام عندما يحاربون متدينين منحرفين عن الدين هم معذورون في ذلك إلى حد بعيد.أما عندما تكون حربهم على الإسلام والدين فإن الحرب تُقَوي المتدين عادة وتزيد من تعصبه للدين,بل قد تجعل منه-إذا كانت ثقافته الدينية متواضعة وبسيطة-متطرفا للدين بعد أن كان معتدلا .
هذا فضلا عن أن الناس-مسلمون أو كفار-يتعاطفون مع المظلوم حتى ولو كان على باطل في عقيدته وفي فكره وفي مبادئه,ويتعاطفون معه من باب أولى إذا كان مسلما لا ذنب له إلا أنه يريد أن يُقيمُ الدولةَ الإسلامية التي أمر الإسلام (لا عباسي مدني ولا عبد الله جاب الله ولا محفوظ نحناح ولا ..) بتطبيقها ويُطبق شرع الله الذي حكم به سيدنا ورسولنا محمد-ص-.
يتبع :

أبو خولة 03-07-2007 11:02 AM

35 , ...40 :
 

36-كثرة وقوع العين على الشخص تُسهِّل أمرَه وتهَوِّنُه.فإذا كان لدينا مثلا هنا في ميلة شيخ مثل"مبارك الميلي" رحمه الله –وهو مَن هو في العلم والتقوى والإيمان والجهاد في سبيل الله-يُدرِّس للناس ويعلمهم شعائر دينهم ,يمكن جدا أن تجد الناسَ في "ميلة" زاهدين إلى حد ما في دروسه ومحاضراته وخطبه لا لشيء إلا لأنَّ أعينهم كثيرة الوقوع عليه .فإذا انتقل الشيخ مثلا إلى مدينة سكيكدة , فالاحتمال كبيرٌ جدا في أن يُستقبَل هناك استقبالا عظيما وفي أن يُقبِل الناسُ على ما يُقدمُه لهم أيما إقبال .لماذا ؟ لأن أعينَهم لم تقعْ عليه من قبل أو أنها لم تقع عليه من قبلُ إلا قليلا .وهكذا ..
37-قال بعض العلماء :"سمعتُ قائلا يردد في ألم :نحن متفرقون على حقنا وهم مجتمعون على باطلهم فقلتُ له : ما أحسِبُ المتفرقين على حقهم أصحابَ حقٍّ , فطبيعة الحق أن يَجْمَع أهلَه لا أن يُفرِّق بينهم ". أُنظر مثلا إلى الصراع الموجود بين الجماعات الإسلامية المختلفة في أكثر من مكان في العالم , القريب منها جدا إلى الإسلام والبعيد , والقريب من هذه الحكومة أو من تلك , الموجود في السلطة والمعارِض لها و..من الصعب جدا علينا سواء كنا أذكياء أو أغبياء , عالمين بالدين والسياسة أو جاهلين لهما , أن نعتبر الأطرافَ المختلفةَ المتصارعةَ هنا وهناك أصحابَ حقٍّ .إن الصراع القائم هنا وهناك بين الإسلاميين هو في الأصل ليس من أجل رفع راية الإسلام ,ولكن من أجل زعامات وإمارات ليس إلا. أما اعتبارُ كل واحد من القادة أن مصلحة الإسلام تكمنُ في أن يحكمَ هو بالذات , فهي"أغنية قديمة" مللنا من سماعها.
وأنا بطبيعة الحال أتحدث هنا عن الصراع بين الجماعات الإسلامية المختلفة . أما محاربة المحتل الأمريكي مثلا في العراق أو في أفغانستان أو محاربة اليهود في إسرائيل أو... فهو جهاد مشروع ثم مشروع ثم مشروع , وليس عليه أي غبار بإذن الله , حتى ولو سُمي المجاهدُ إرهابيا.بل إننا إذا حاربنـا العدوَّ المحارب لديننا أو المحتل لأرضنا أو المنتهك لعرضنا أو...فاتُّـهمنا بأننا إرهابيون فإننا نقولُ لمن اتهمنا بصوت عال "إن كان هذا الجهاد إرهابا فاللهم احينا إرهابيين وأمتنا إرهابيين وابعثنا يوم القيامة إرهابيين".وهنا أنا أنبه إلى جملة أمور منها "ما أبعد الفرق بين ما وقع في الجزائر مثلا خلال السنوات العشر الحمراء (التسعينات) من اقتتال بين أبناء الشعب الواحد والدين الواحد واللغة الواحدة والوطن الواحد , وما يقع الآن مثلا في العراق أو أفغانستان أو الشيشان أو فلسطين أو ...أما الأول فإنني أفكر 1000مرة قبل أن أشارك فيه , وأما الثاني فإنني أغمضُ عيني وأندفع نحوه بدون أدنى تردد سائلا الله أن يرزقني الشهادة في سبيله.
38-كان الحاكِم أيام عزة الإسلام والمسلمين يقول لأتباعه :"إذا بلغني من عاملٍ ظلمٌ فلم أغيِّره فأنا الظالم ".فأين نحن من هذا الزمان ومن هذا الحاكم ؟.
إن خيرات بلادنا (الجزائر) المستثمرَة وغير المستثمرَة تكفي بإذن الله شعبا تعداد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة بإذن الله ,لكن كانت في بلادُنا وما زالت (بل أصبحت ظاهرة بشكل أكبر وأكثر في العشرية الحمراء الأخيرة ) القلة القليلة من الناس "فوقَ الأغنياء" بالسرقة والنهب والرشوة والربا والاختلاس و..أما الكثرة الكثيرة من الناس ف"تحتَ الفقراء" بالقهر والظلم والعنف والقسوة والإرهاب والتسلط والدكتاتورية المفروضة عليها منذ الاستقلال وحتى اليوم.وإذا كان "حاميها حراميها " كما يقول إخواننا "الشرقيون",فلمن تكون الشكوى عندئذ ؟! اللهم إليك وحدك المشتكى من ظلمِ القلة من عبادك للكثرة منهم في كل مكان .
39-من الغرائب أن لا نقبَـل في العلانية أن ينتقدَنا عدوٌّ أو خصمٌ , ثم نقبَلُ في السرِّ أن نُذِلَّ أنفسَنا وأن نستسلمَ ونخضعَ لهذا الغيرِ .
40-ومن الغرائب كذلك أن نرفض النصيحةَ بحق من مسلمٍ , وأن نقبل النصيحةَ بباطل من خصمٍ أو عدوٍّ .
يتبع : ...

أبو خولة 06-07-2007 12:32 AM

41 , ...45 :
 

41- المحسنُ في شيء ليس شرطا أن يحسنَ في كل شيء -حتى وإن كان محسنا في غالب أحواله-. والمسيء في شيء ليس شرطا أن يسيء في كل شيء -حتى وإن كان مسيئا في أغلب أحواله-.
ومنه يمكن أن نقول عن حاكمٍ يحكمُ بالحق والعدل أو عالمٍ يدعو إلى الله ويعلِّم الناس الدينَ بأن أغلب ما عنده (على حسب الظاهر أما السرائر فيتولى أمرها اللهُ) خيرٌ , لكن فيه بكل تأكيد بعض الشر .وكذلك يمكن أن نقول عن حاكم لا يحكم بشريعة الله أو عالم يتمسحُ بالحكام ويفتي الناسَ بالباطل,بأن أغلبَ ما عنده شرٌّ ,لكن فيه بكل تأكيد بعضُ الخير .
42-يجب -عموما-أن نُحسن الظنَّ فيمن غلبت حسناتُه على سيئاتِه ,كما يجب-أو يجوز- أن نُسيء الظن بمن غلبت سيئاتُه على حسناتِه.
43-الساكتُ عن الباطل مُبطِل والساكت عن الظالم ظالمٌ , والمُعين لهما-وهو يعلم بظلمهما – ظالمٌ وعلى باطل في نفس الوقت والعياذ بالله تعالى.
44-الحاكم المحِبُّ والمحبوبُ هو الذي يحكمُ شعبَه بلا سلاح.
45-الدفاعُ الضعيف عن الفكرة هو أشدُّ فتكا بها من الهجومات العنيدة لخصومها. لذلك يجب أن يدعوَ إلى الإسلام من له النصيبُ الكافي من العلم بالدين والفقه بالدعوة ومن الأدب والخلق حتى يُحسنَ تبليغ الدين كما يُحسن الدفاعَ عنه.
46-كثيرا ما يعاديك الناسُ إذا دعوتهم إلى الدين وإلى مخالفة أهوائهم ,حتى ولو كانوا في أعماق أنفسهم يُكنُّون لك الاحترامَ والتقديرَ .
47-الحياد بين الحق والباطل مرفوض دينا وعرفا، لأنه في الحقيقة وقوف مع الباطل,وهو حرام,وهذا الحيادي آثم ومُبطِلٌ .أما فيما فيه خلافٌ في الدين أو فيما بين الصواب والخطأ,فإن الوقوفَ على الحيادِ جائزٌ ولا بأس به .
48-الأممُ وإن اختلفت في درجات الثقافة والجهل وتفاوتت في مقدار الرقي والانحطاط لن تختلف أبدا (أو على الأقل غالبا) في معرفة الزعيم الحق ولن تخطئ في اختيار القائد الصالح,وذلك عائد إلى حواس فطرية وإدراك طبيعي .وهذا الذي يمكن أن نعتبره عنصرَ مناعة ضد الانحلال والانحدار خلقه اللهُ في جسم الأمة,ولا دخل للعلم والاكتساب فيه. وقائدُ الأمة الحقُّ-الذي يخدم الأمة قبل أن تخدمه-يخلقُه الله بصفات الزعامة التي لا يراها هو في نفسه,ولكن الأمةَ تراها فيه .
49-مفاتحة الناس بالسؤال عن رأيهم في فعل من أفعالنا أو في قول من أقوالنا,لا يصلحُ بنا لسببين اثنين :
ا-لأنه إما استجداء ثناء ,وهو لا يَـحسُـنُ بنا .
ب-وإما أن فيه إحراج للمسؤول لأن السائل اضطرَّه إلى إبداء رأي قد لا يروقُ ولا يطيبُ وقعُه في أذني السائل , وهو كذلك لا يحسنُ بالمرء خاصة إن كان داعية .
50- إن المذهب السياسي والاجتماعي الذي يسلبُنا الحريةَ يسلبنا أعزَّ نعمة في الحياة الإنسانية بل يسلبنا كرامةَ الإنسان,وهو بسبب ذلك يستحق منا المقتَ والازدراء والكراهية كلَّ الكراهية.والذي يسلبُ منك الحرية يُستبعد أن يحلُّ لكَ مشكلا اقتصاديا أو اجتماعيا أو تربويا أو تعليميا أو ..
يتبع : ...

أبو خولة 07-07-2007 03:34 PM

51 , ...55 :
 

51-إنني أعتقد أن حياة الإنسان في منزله –مع زوجته وأولاده- ذليلا خاضعا لمن أذله أسوأُ وأشقى آلاف المرات من السجن ومتاعبه –ولو بعيد عن الأهل والمال والولد و...- مع احتفاظ الإنسانِ بالاستعلاء على من ظلمه وإشعاره بأنه لا يخشاه ولا يخاف منه,وصدق سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام :(السجن أحبُّ إلي مما يدعونني إليه).ولقد مضى عليَّ وقتٌ كنتُ فيه أضحكُ بصوت مرتفع أمام جلادي (حتى وهو يجلدُني في السجن ) وأُحِسُّ بالعزة وتغمرني الراحةُ العارمة,وهو في المقابل في قمة غضبه ويُحسُّ حتما بالذلة ويخيم على عقله وقلبه ضيقٌ شديدٌ.والسجين-إذا كان على حق وكان مظلوما وكان يعلم أن ما أصابه هو في سبيل الله وحده-يمكن أن يقولَ لجلاده بكل قوة :"والله أنا في سعادة لو علم بها أقوى شخصٍ في البلاد لقاتلَني عليها بأقوى سلاحٍ عندهُ " .
52-نحن نلتزمُ بالقوانين الوضعية-في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية و..لا التقنية والتنظيمية-وإن كنا لا نحترمُها ونطالب بإلغائها. أما القوانين المتعلقة بالجوانب التقنية والتنظيمية فنلتزم بها ونحترمها لأنه لا جنسية لها.
53-إن أي شعب لا يستمتع بحريته الكاملة لن يُرجى له خيرٌ مهما حاول المصلحون .وإن كل الأزمات الغذائية أو السكانية أو..لا يمكن أن يعالجَها (العلاجَ الناجح) إلا حريةُ الفرد الحقيقية لا الشكلية,لأنه بحريته يتحملُ كافةَ التبعات راضيا مستريحا ولأنه صاحبُ الرأي الأول في كل ما يجري على أرض بلاده .
54- الظالمُ لا يحرقُ أعصابَه مثلُ عدم إحساس أو اهتمام الناس بظلمه وبقوته الجوفاء.وفي دم الظالم غريزةُ الحبِّ لخوف الناس منه حيث يسعدُ (أو يبدو له بأنه يسعدُ) بهذا الشعور كثيرا .فإذا ما حٌرم من هذا بأن لم يخف الناسُ منه أو لم يُظهروا له خوفَهم منه حُطِّم كبرياؤُه وانطفأتْ غطرستُه .
55-حتى لو كان للحرية التي يوفرها حاكمٌ لشعبِه بعضُ الأضرارِ بسبب من يستغلونها لتحقيق مآربهم الشخصية أو مؤامراتهم أو تدابيرهم الخفية,فإن أضرارَها أخفُّ آلاف المرات من الحكم المطلق .والحرية المطالب بها هنا هي التي يتَّسع نطاقُها إلى أبعد حد ممكن بشرط أن لا تؤدي إلى كفر أو معصية سواء على مستوى الفكر والعقيدة أو على مستوى الممارسة والتطبيق.
يتبع : ...

أبو خولة 09-07-2007 02:03 PM

56 , ...60 :
 

56-قال الأحنف بن قيس لمعاوية بن أبي سفيان , عندما سأله عن رأيه في يزيد: "أخاف اللهَ إن كذبتُ وأخافُـكم إن صدقتُ" ,ومع ذلك فالصدقُ أولى بل هو الواجب مهما كلَّف من ثمن إذا كان الشخص ممن يُقتدى به . مع ملاحظة :
ا-أن الذي يتم إكراهه على أن يقول ما لا يجوز,معذور عند الله بإذن الله مادام قلبُـه عامرا بالإيمان وما دام قلبهُ يُنكرُ ما قالهُ لسانُهُ .إن الذي يقولُ كلمةَ الحق في وجه سلطان جائر ويتحمل كلَّ ما ينتج عن ذلك ,هو أعظمُ مجاهد كما أخبر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .
ب-أن المؤمنَ ما لم يصل إلى درجة الإكراه المعتبر شرعا ,يمكن له أن يسكتَ عن قول بعض الحق , لكن لا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يقولَ باطلا .
57-قيل :"لا تُصدقوا كثيرا وسائل الإعلام وخاصة العناوين الضخمة فإنها شبيهة بتاجر الخضر والفواكه الذي يضعُ أمامَك الجيِّد المُغري ويبيعُـك المغشوشَ" .
58-ليست الحكمة أن تسلك بالدعوة أقرب السبل إلى ضمان أمنِك ودنياك كما أنها ليست حِصنا يحمي به الداعيةُ نفسَه مما قد يلحقُـه من البأساء والضراء , وإنما الحكمة في الدعوة أن تسلكَ بها أقربَ السبل إلى أفئدة الناس وعقولهم ,كما أنها سياسةٌ يحافِظ بها على كلمة الحق كي تصل إلى مداها من عقول الناس ونفوسهم واضحةً وسليمة ومشروعة. ومن قال عكس هذا فكأنه يزعمُ أن على المرء أن يبتغي بآخرته الدنيا وأن يؤثر سلامةَ دنياه على سلامةِ دينه وأن يبحثَ عن مرضاة ربه فقط في الدعة واليسر والراحة والبحبوحة والنعيم.
وبالمناسبة هناك أشخاص كانوا بالأمس (في الثمانينات) بسطاء وبسطاء جدا في مجال علمهم بالدين وفي مجال عملهم الدعوي وكذا في مستواهم المادي ,ثم بطريقة "سِحرية" أصبح الواحدُ منهم بين عشية وضحاها "برلمانيا" يتقاضى عشرين مليونا من السنتيمات أو أكثر أو أقل مع مكاسب أخرى وامتيازات أخرى (وحالُ أغلب الشعب الاقتصادي والمعيشي معلومٌ من الدنيا والحياة بالضرورة ). وإذا كان الواحد منهم يمكن أن يجد لنفسه حجةً يحتج بها ويُثبتُ من خلالها أنه مازال- حتى ولو كان هو في السماء ماديا وأغلبُ الشعب تحت الأرض - داعيةً إلى الله وزعيما إسلاميا سياسيا أو داعية إسلاميا كبيرا , فإنني أنصحُه أن يذهبَ إلى الغابة (حيث "ماوْكْلي" ومن معه ) لعله يجدُ حيوانا يُقنعُه بذلك , أو يذهبُ إلى مجنون لعله يثبتُ له صحةَ ما يقولُ . ماذا نقول عن الإسلامي الذي كان بسيطا ومتواضعا-ماديا- للغاية قبل توليه مسؤولية ما عند الدولة في السنوات الأخيرة من القرن العشرين ,ثم وبقدرة قادر أصبح أو أمسى في وقت قياسي من الأغنياء الكبار في قريته أو مدينته أو ريفه ؟ ماذا نقول له أو ماذا نقول عنه ؟!. أنا لا أدري كيفَ يُقنع هذا البرلماني أو هذا المسؤول (الإسلامي) واحدا من الناس بأنه يمثله بالفعل , وهو في قصرٍ وهذا " الشعبي " البسيطُ فيما يشبه القبر ؟!. ثم أنا لا أدري كذلك كيف يتصورُ صاحبُـنا هذا أنه – بعد أن ملأ له النظامُ جيبَهُ مالا - يمكن أن يقول للنظام : "لا " اليوم أو غدا أو بعد غد,إذا أساء هذا النظام في شيء ما ؟!.
59-من لا خيرَ له في دينه لا خيرَ له في وطنه ، لأنه إن كان بنقضه عهد الوطنية غادرا أو فاجرا فهو بنقضه عهد الله وميثاقه أغدرُ وأفجرُ . ولا معنى لقول من يقول بأنه ليس مُهما أن يكون المسؤولُ في منصب حكومي معين متدينا أو يخاف الله حتى يخدمَ بلدَه ووطنه .إذا صَلُحَ ذلك عند غير المسلمين , فإنه لا ولن يصلُح ذلك عند المسلمين. إن الله-كما يقول بعض العلماء-قد يُعطي للكفار الدنيا إذا طلبوها بتقديم الأسباب المناسبة حتى ولو كانوا بعيدين عن الدين,أما المسلمون فلن يعطيهم الله الدنيا ولا الآخرة-رحمة منه بهم- حتى يطلبوهما من خلال التزامهم بالدين الالتزام الصحيح لا المغشوش كما يقول الشيخ " محمد الغزالي" رحمه الله .
60-ليس موقف الجندي في معترك الحرب بأحرج من موقف المُـرشد في معترك الدعوة , وليس سلبُ الأجسام أرواحها بأقرب منالا من سلب النفوس غرائزها وميولها.وقلَّ أن يكونَ الداعي في الأمة الجاهلية حبيبا إليها إلا إذا كان خائنا في دعوته،سالكا سبيل الرياء والمداهنة فيها . صحيحٌ أن المؤمن-فطرة-يحِبُّ أن يحَبَّ,لكن يجب عليه أن يفكِّر في محبة الله أولا كما يجبُ أن يعلمَ أن الناسَ في كل زمان ومكان يستاءون ممن يقف بينهم وبين غرائزهم وشهواتهم ,ولنا في الأنبياء والرسل المثلُ الأعلى.فاحرصْ إذن أيها المؤمن على أن تكونَ على الحق دوما وداعيا إلى الخير باستمرار , حتى ولو عاداك الناسُ كلُّ الناسِ.
يتبع :

أبو خولة 10-07-2007 02:46 AM

61 , 65 :
 

61-لا تنصح على شرط العمل-كما يقول بن حزم- ولا تشفع على شرط الإجابة ، ولا تهب على شرط الإثابة , بل انصح واشفع (فيما تجوز الشفاعة فيه) وهَبْ . فإذا وقع ما ترجوه فذاك وإلا فأجرُك ثابت عند الله بإذن الله . قد تُستثنى من ذلك الحالةُ التي يغلبُ على ظنك فيها أن النصيحة والشفاعة لا فائدة منهما , فيمكن في هذه الحالة التخلي عنهما.
62-ذلاّ وإهانة للعلمِ أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه .إن المطلوب منا أن نتحدث عن الدين خصوصا (وخاصة مع المسلمين) عندما نتأكد أو يغلب على ظننا أن السامع يستجيب ولو إلى حد ما , أما إذا رأينا بأن حديثنا قد يقابَل بالسخرية والاستهزاء فإن من حق الدِّين علينا عندئذ أن نسكت ونصمت.ويمكن في وقت لاحق أن نتحدث عن الدين مع آخرين , أو نعيد الحديث مع الأولين في وقت آخر أو في مكان آخر أو في ظرف آخر أو بمُحَدِّث آخر أو بأسلوب حديثٍ آخر.
63-قال أحد الصالحين :"أربع يمِتن القلبَ : الذنب إلى الذنب ، وكثرة مجالسة النساء وحديثهن ، وملاحات الأحمق تقول له ويقول لك ، ومجالسة الموتى".
قيل : "وما مجالسة الموتى؟ ".
قال : "مجالسة كل غني مترف وسلطان جائر".
ولو بحثْتَ عن المصاحبين للأغنياء والسياسيين ربما تجد من عشرة منهم واحدا حيَّ القلب وتسعةً منهم ماتت قلوبهم أو تكاد والعياذ بالله.نسأل الله أن يحفظنا دنيا وآخرة .
64-قال عالم لحاكم :"إياك أن يغرك هؤلاء بثنائهم ، فإن من أثنى عليك وقال فيك من الخير ما ليس فيك ، أوشكَ أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك . فاتق الله في التزكية منك لنفسك ولا ترض بها من أحدٍ يقولُـها لك في وجهك ، فإنك أنت أعرفُ بنفسك منهم".والغريب أن الحكام الظلمة بقدر ذكائهم الكبير من جهة فإنك تجدهم أغبياء من جهة أخرى , وإلا فكيف تفسر فرحهم الزائد والمبالغ فيه بمن يعلمون يقينا أنه يمدحهم بما ليس فيهم حتى أنه يكاد يؤلههم ؟!. وهم يعلمون يقينا كذلك أن الذي يمدحهم بما ليس فيهم لا يفعل ذلك غالبا إلا لأنهم واقفون اليوم , فإذا سقطوا غدا (وسوف يسقطون حتما) ذمَّهم بما ليس فيهم ؟!.
65-قال عبدٌ صالح لحاكمٍ :".. فقد أمكنتك القدرة من ظلم العباد ، فإذا هممت بظلم أحد فاذكر قدرةَ اللهِ عليك . واعلم أنك لا تأتي إلى الناس شيئا إلا كان زائلا عنهم باقيا عليك ، واعلم أن الله عز وجل آخذٌ للمظلومين من الظالمين ".
وأذكر بالمناسبة أن جلادا من الجلادين كان يجلدني- مع غيره - في السجن بين سبتمبر 1985 م وجانفي 1986 م ويعذبني بالكهرباء ويضربني ويسبني , ويسب أمي وأبي والعلماء والأنبياء ويقول لي:"قل لربك ينزل ليدافع عنك !!!".كنت أقول له ولكنه لا يفهم للأسف الشديد :
-"يا فُلان أنت لا سلطانَ لك إلا على بدني , أما عقلي وقلبي فإنك لن تصل إليهما مهما حاولت وعاونك على ذلك ظلمةُ الدنيا كلهم".
-و"يا فُلان أما ظلمك لي فإنه زائل عني بإذن الله طال الزمن أو قَصُر ولا يبقى لي منه إلا الحسنات بإذن الله , ولكنه باقٍ عليك إلى أن تلقى ربك يوم القيامة على شكل سيئات قد تقدر على حملها ويمكن جدا أن لا تقدر".
ولكن لا حياة لمن تنادي . وكما قال الله :(فإنها لا تعمى الأبصار, ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
يتبع : ...

أبو خولة 11-07-2007 05:14 AM


66-إن المتاجرين بالحق قد يكونون شرًّا من المخدوعين بالباطل ,فإذا لم يخف العارف بالدين اللهََ تعالى استعملَ هذه المعرفة من أجل التحايل على الدين وإباحة ما حرمه الله اتباعا لأهوائه ولشهواته سواء في تعامله مع نفسه أو مع غيره.واحتمال رجوع هذا إلى صوابه ضئيل,ويقلُّ هذا الاحتمال مع طول الوقت.أما المخدوع بالباطل فجاهل يمكن له بإذن الله أن يتعلم ويهتدي بين أية لحظة وأخرى.
67-فردان خطيران جدا على الحركة الإسلامية يُنفِّران الناسَ من الدِّين أكثر مما يرغبانهم فيه :
* الأول : منافق يُظهر للناس وجها أبيضا مؤمنا تقيا مخلصا ويخفي عنهم وجها آخر أسود كالحا,كمن يتتبَّع عورات النساء ويتظاهر أمام الناس بالتقوى .
* الثاني: متعصبٌ للدين تعصبا مذموما , يأخذ من كل مسألة خلافية بين العلماء قولا واحدا هو الأشد ويرفض بقية الأقوال معتبرا إياها خارجة عن الدين.يتشدد مع نفسه في الدين ويُشدِّدُ على غيره كذلك .يكاد يحرِّم على نفسه وعلى الناس كل شيء ,.. وباختصار يُقدِّم صورة مشوهة جدا عن الدين للناس كل الناس .
68- الرجل المُوفَّق هو الذي يستخدم الكلمة الطيبة ، وينذرُ أن يقبل الآخرون منك الشتيمة حتى ولو كانوا يستحقونها . ومن هنا فإن عليك أن تختار الأسلوب المناسب في دعوة الناس وفي تقديم النصيحة لهم , ولا تلجأ إلى الفضيحة إلا حين تضطر إلى ذلك .
أما أسلوب الشتم والسب فلا يصلح مهما كان الدافع ومهما كان الموضوع .
69- حتى تُؤتي دعوتُنا للناس إلى الدين والحق والعدل ثمراتها الطيبة كاملة غير منقوصة, يجب علينا أن نكون قدوة –في حدود الإمكان-لمن ندعوهم ,وإلا كانت دعوتُـنا حجة علينا عند الله لا لنا , وكنا منفِّرين عن الدين لا داعين إليه .
70- حتى لا يذِلَّ العلماء (ومن يريد أن يتشبه أو يقتدي بهم) أنفسَهم لأهل الدنيا,خاصة الحكام منهم :
-يجب أن يُربوا أنفسَهم على الرضا باليسير من الدنيا ومتاعها الزائل .
-ثم يجب أن يصرِفوا البعضَ من وقتهم الثمين في طلب الرزق الحلال .
يتبع : ...

أبو خولة 12-07-2007 01:45 AM

71 , ...75 :
 

71- أزمتنا في العالم العربي والإسلامي أولا وقبل كل شيء هي أزمة إنسان حاكم يخاف الله أو لا يخافه , وأزمة عقيدة وفكر ومبادئ متفقة مع شريعة الله أو متعارضة معها .ومن قال بأن أزمتنا اقتصادية بالدرجة الأولى إما جاهل لا يفهم شيئا لا من الدين ولا من السياسة ولا من الاقتصاد , وإما مخادع نسأل الله لنا وله الهداية .وإذا قال لنا قائل :" أنتم متعصبون لله ولشريعته ", فإننا نقول :"متعصبون ومعتزون والحمد لله بهذا التعصب ".
72- للأسف نحن في زمان المؤمنُ الصادق لا ينتبه له أحدٌ وكأنه ليس إنسانا ويعيش غالبا فيما يشبه القبرَ , أما الساقط والعاصي والفاجر و..والكافر فمرفوع فوق هامات الناس بأمرٍ ممن هم فوقنا بطبيعة الحال ويعيشُ غالبا في القصور أو فيما يُشبهها , ولقد جاء في الأثر:(الدنيا سجنُ المؤمنِ وجنةُ الكافرِ).وإذا أردت أن تعرف قيمة الدين في أمة فانظر إلى موقف حكامها من شخصين :
-أحدهما سبَّ علانية اللهََ ورسولَهُ .
-والآخر سبَّ-ولو أمام قلة قليلة من الناس-رئيس الجمهورية مثلا .
73-يا مَن تتزلفْ للحكام الظلمة ( والتزلف لا يكون عادة مع الحاكم العادل ) توقَّـفْ , واعلم :
- أن هذا الحاكم – مهما كان - لا يملك من أمره ولا من أمرك شيئا لأن الله هو صاحبُ الأمر .
- أن الحُكمَ لو دام لغيره ما وصل إليه .
- أن هذا الحاكم سيقضي بك حاجاتِه ثم يرميك ,كما تُرمى قشور" الفول السوداني" مثلا غير مأسوف عليها.
- أن الإنسان –أي إنسان-لن يحترمَ إلا أصحابَ المبادئ الثابتين عليها , حتى ولو كان يُخالفُهم فيها , بل حتى ولو كان يحاربُهُم بسببها .ثم اذكر قول الله عز وجل:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكم النارُ).
74-قال الشيخ عمر التلمساني رحمه الله :"إنني أفضل -سواء كنت مصيبا أو مخطئا-أن يكون كلامُ الدعاة بلا مقابل , فذلك أدعى لاحترامهم وأدعى لأن يكون الكلام يُبتغي به وجهُ الله" .
75-قال الحسن البصري رحمه الله :" الظالمُ سيفُ الله ينتقمُ (اللهُ) به ثم ينتقم (اللهُ) منه ".
يتبع : ...

أبو خولة 13-07-2007 02:31 PM


76-إن ثورة الجزائر هي ثورة انتفاضية رائعة , لكن بقي عليها أن تبقى بعد الاستقلال يقظة فكرية وعلمية ودينية منظمة حتى نستطيعَ أن نسميها بحق" ثورة " .لكن للأسف وقع بعد الاستقلال ما لم يكن في حسبان شهداء الثورة الذين ماتوا من أجل دولة جزائرية ديموقراطية مبنية على أساس المبادئ الإسلامية ‍. والشعب المقتدرُ ليس هو الذي يقوم بثورة رائعة فحسب , بل المقتدرُ هو الذي يعمل إلى جانب ذلك من أجل المحافظة على قيمها ويعرفُ كيف يستفيد من تضحياته فيها . للأسف ما زلنا حتى الآن – وبعد 40 سنة تقريبا من استقلال الجزائر – نبحث ونناقش ونتحاور و.. لنعرف الأجوبة عن الأسئلة الآتية :
الأول : هل نحن عرب أم بربر ؟
الثاني : هل نحن مسلمون أم أمازيغ ؟
الثالث : هل السياسة من الدين أم لا ؟
الرابع : هل مطلوب منا أن نطبق شريعة الله أم لا ؟
الخامس : هل قدوتنا محمد-ص- أم غيره من البشر ؟
السادس : هل نحن عبيد لله أم لأهوائنا وشهواتنا ونفوسنا الأمارة بالسوء ؟
السابع : هل العربية هي لغتنا الرسمية والوحيدة أم أنها الفرنسية أم اللهجة الأمازيغية المكتوبة بحروف فرنسية أم .. ؟.
77-الرجل المثقف الشعبي هو الذي يُسخِّر ثقافته في خدمة الشعب ولو صدمَه,وليس هو الذي يتظاهرُ بالتواضع الكاذب أمام الشعب وقلبُه نائم وغافل لا يعرف الألمَ الذي يعيشه الشعبُ ولا يريد أن يعرفَه.
78-إن رحابة الصدر واتساع الأفق مطلوبان في هذه المرحلة التي دخلها المشروعُ الإسلامي , وكذلك في كل مرحلة. وهما ليسا مطلوبين مع أنصار الحل الإسلامي فحسب , وإنما مع خصومه أيضا .
79-إذا أردت أن تكسبَ حبَّ الناس ورضاهم وتحتلَّ مكانةً راقيةً بينهم فالتزِم بما يلي :
* عدم مجادلتهم في أمور ترى أنهم لن يتنازلوا عنها مهما يكن .
* الزهد فيما في أيديهم من مال ومتاع .
* الصراحة معهم دون إحراج أو تجريح ,لأن الناسَ يحبون الرجلَ الصريحَ الهادئَ .
* اجتناب الإكثار من التحدث عن نفسك أمامهم وعن نجاحاتك بإطناب حتى لا تُشعرهم بالنقصِ فيحقدوا عليك ويحسدونك.
* لا تزرْهم وقتَ غضبِك و انقباضِك .
80-الجزائر بلد من أعظم بلدان العالم العربي والإسلامي ,وهي بلد المعجزات (أو الخوارق) كما يُقال .هذا صحيح وثورة المليون ونصف المليون شهيد ضد المستعمر الفرنسي الصليبي الحاقد أحسنُ دليل على ذلك. لكن للأسف الشديد هذا الذي يقال عن جزائر ما قبل الاستقلال يمكن أن يُقال مثلُه عن جزائر ما بعد الاستقلال لكن بمعنى معاكس.وإلا فماذا نقول عن أنفسنا :
-نادينا عام 91 م أمام الدنيا كلها بأننا ديموقراطيون ثم ألغينا-بعد شهور- نتيجة من نتائج الديموقراطية: وهي الانتخابات.هذه ليست ممارسات ديموقراطية بل هي قمة الدكتاتورية. أما إذا كانت هذه هي "الديموقراطية" فلعنة الله عليها من ديموقراطية , وصدق عندئذ من قال عنها بأنها " كفرٌ ".
- ثم قلنا بعد إلغاء الانتخابات مباشرة :"ألغينا المسار الانتخابي لكننا لم نلغ المسار الديموقراطي" , وهذا كلام لا يمت إلى السياسة بصلة ولا إلى العقل والمنطق بصلة ,إذْ ماذا يبقى من الديموقراطية إذا أُلغيَ المسارُ الانتخابي؟!,
وإذا أسمينا هذا سياسة فقد فهِمنا عندئذ لماذا كان "محمد عبده" رحمه الله يقول :" لعن الله ساسَ يسوسُ سياسةً ".
-نادينا عام 91 م أمام الدنيا كلها وقلنا بأننا نقبل باختيار الشعب مهما كان الفائز , فلما فاز مَن نخاف من محاسبته لنا أدخلناه السجونَ , وزعمنا بأن الشعب لم يعرفْ من يختارُ ليمثلَه وقلنا للشعب :"نحن نحبُّ لك الخير يا شعب أكثر مما تحبه أنتَ لنفسك .نحن الأب والأم وأنت ولدُنا المدلل ,أو نحن الملكُ وأنت شعبنا العزيزْ ".ألم أقل لكم بأنه صدق من قال بأن الجزائر "بلد المعجزات" ؟!.ومن النكت (الحقيقية والواقعية) المضحكة والمبكية التي يمكن أن أذكرَها هنا والتي لها صلة بموضوعنا أن رئيس حكومة سابقة في الجزائر علل كراهيةَ قطاع كبير من الشعب له بأن السبب هو أن رئيس الحكومة يحب الشعب !!!. وصدقوا أو لا تصدقوا لقد قال بالفعل في يوم من الأيام " Si je suis impopulaire c’est pour mon pays" , أي "إذا كان الشعب لا يحبني فإن ذلك لأنني أحبه"!!!. وشر البلية ما يُضحكُ كما يُقال.
يتبع : ...

أبو خولة 14-07-2007 03:42 PM


81-الديموقراطية الغربية فيها سيئتان أساسيتان تجعل منها (إذا لم نخلصها منهما ) دخيلة على الإسلام والمسلمين , وهما :
ا-أن الحاكمية فيها للشعب في كل شيء بلا استثناء , أما عندنا فالحاكمية لله ورسوله في الأصول, ولا حكم للشعب إلا في فروع الدين لا في أصوله .
ب- أن قاعدة الديموقراطية الغربية هي اللائكية أو العلمانية , أما في ديننا فالسياسة جزء من الدين والدين يحميها ويوجهها وفق ما يُحبُّ الله .
82-هذا سؤال مهم جدا موجه لكل إخواننا الذين صعدوا إلى الجبل عام 92 م (يُستثنى فقط منهم الذين يقولون بأنهم صعدوا هروبا من الموت فلما أمِنوا هبطوا):"إذا كنتم قد صعدتم بحق فلماذا هبطتم ؟. وإذا كنتم قد هبطتم بحق فلماذا صعدتم ؟".أما أن تقولوا بأنكم صعدتم بحق ونزلتم كذلك بحق , فهذا جواب لا يمتُّ إلى الحق والعدل ولا إلى الدين والسياسة ولا إلى العقل والمنطق بصلة,ولا أظن أنكم تستطيعون أن تقنعوا به إلا بعضَ المقدسين لكم (وهم قلة إن شاء الله) والذين يُغلقون عقولَـهم قبل أن يسمعوا منكم أو عنكُم.
83-لأنني لا أريد أن أساير إخواني-مهما كان عددهم وكان علمهم وكانت شهرتهم وكان تعلق الناس بهم-فيما أرى أنهم مُخطئون فيه أو مُبطِلون ,فإنني قلتُ للبعض منهم في نهاية الثمانينات:"أنا أخاف إذا وصلتم إلى الحكم-وأنتم على نفس التعصب الذي عليه بعضُكم اليوم- أن أكون أنا أولَ واحد تُدخلونه إلى السجن !".
84-من غرائب السياسة في بلادنا أننا ألغينا انتخابات 91 م واعتذرنا للشعب بأن الجبهة الإسلامية لو وصلت إلى الحكم ستقود البلاد إلى الهاوية.والاعتذار"بايخ" من جهات عدة منها :
-أننا بذلك ندعي أننا نعلم الغيب ,والمعروف أنه لا يعلم الغيب إلا الله .
-ومع ذلك ,إذا كنا نعلم الغيب فلماذا أعطينا هذا الحزب الاعتماد قبل ذلك ؟.
-ثم كيف نقول هذا عمن يرفعُ شعار الإسلام ولا نقول مثله أو قريبا منه عن غيرهم من أعداء الإسلاميين : أي عن العلمانيين واللائكيين والفرنكوفونيين والشيوعيين وعن "حزب فرنسا" . أهذا هو العدل ؟!. أهذه هي الديموقراطية ؟!. أهذه هي التعددية ؟!.
-وإذا كان عند الإسلاميين من السيئات ما عندهم فهل نحن خيرٌ للشعب منهم ؟!.
-وإذا قلنا بأنهم لو وصلوا إلى الحكم لن يسمحوا بالتداول على الحكم أو لن يسمحوا للائكيين بالحكم حتى ولو انتخب عليهم الشعبُ ,لكن المعلوم هو أن الشيخ "عباسي مدني", وهو الناطق الرسمي للجبهة أيام زمان أعلن أمام الشعب الجزائري كله ومن خلال التلفزيون بأنه سيسمح حتى ل"سعيد سعدي"بالحكم إن انتخبه الشعبُ فقال له الآخر : "أما نحن فلن نسمح لكم بذلك !". وبالفعل لقد كان ".."بعد فوز الجبهة الإسلامية مباشرة من أول المنادين بإلغاء نتائج الانتخابات , وقال المقولة المشهورة التي لا تحتاج إلى أي تعليق :"أنا ديموقراطي وأنا مع تدخل القوة لإلغاء الانتخابات !!!".
أيهما أحسن ؟! أن يُحكم الشعبُ من طرف ناس انتخبهم هو بنفسه (حتى ولو كان الشعب مجنونا وحتى ولو كان أفراد الجبهة الإسلامية يهودا أو نصارى ) أو أن يُحكمَ من طرف من حَكمَهُ وما زال منذ الاستقلال ؟!.
إذا ربطنا الحكمَ بنية الحاكم التي لا يعلمها إلا الله ,فلن نسمح لأحد أن يَصل إلى الحكم لأننا سنقول لكل من لا يعجبُـنا أو من ينافسـنا أو من يُفضِّله الشعبُ علينا أو من نخافُ عليه أن يحاسبَنا,سنقول :"لن نسمح له بالحكم لأن نيته تدميرُ الجزائر "!!! قولوا لي بالله عليكم يا ناس ما الذي يبقى إذن بهذه الطريقة من الديموقراطية أو من الشورى ؟!. لا يبقى شيءٌ بكل تأكيد.
85-طيلة الثماني سنوات الماضية أُخبرْنا بمئات وآلاف الجرائم البشعة التي ارتُكبت في حق الجزائريين والتي تُنسبُ غالبا إلى جهة واحدة هي" الجيش الإسلامي للإنقاذ " وغالبا بدون دليل.
وإذا كانت السياسة العوجاء تقبل بهذا فإن بديهيات العقل والمنطق والشرع تقول بأن الأصل فيما يقال ليس صدقا (حتى ولو كان صدقًا في بعض الأحيان) إلى أن يثبت العكسُ مادام الطرف الآخر ليس مسموحا له أن يدافع عن نفسه.ولنذكر جميعا أن الأصل في الإنسان (سواء كان إرهابيا أم لا ,مسلما أو يهوديا) أنه بريء حتى تثبت إدانته .صحيح أن السياسة في بعض الأحيان تقول خلاف ما أقول,لذلك فإنني مع السياسة ما اتفقتْ مع مقتضيات العقل والشرع وأضعها عندئذ على رأسي وعيني ,أما إذا كانت السياسة مناقضة لمقتضى الشرع ثم العقل فلا بارك الله فيها ولا أتمها الله , وأعتزُّ عندئذ عندما يقال لي بأنك لست سياسيا !. ولعل هذا هو السبب الذي جعل الكثير ممن يعرفني يقول لي منذ بدأتُ الخطوات الأولى على طريق الدعوة عام 1976 م بأنك يا"فُلان" لا تصلح للسياسة !.
يتبع : ...

أبو خولة 15-07-2007 02:35 PM

86 , 90 :
 

86-مئات الألوف (أو أقل أو أكثر) ماتوا في الجزائر خلال ثماني سنوات,وما وقع مما هو دون الموت كبير وكثير .أما الذين يعترف طرف معين بأنه قتلهم فأمرُهم واضح ,وأما الآخرون فمن قتلهم بالفعل ؟! ما أعظم السؤال وما أصعب الجواب إلا على من قتل بالفعل ؟!
وما أعظم المسؤولية أمام الله أولا ثم أمام التاريخ والناس ثانيا ؟!
لكنني أقول للقتلة :"كونوا على يقين بأن الله سيكشِف عنكم حتما بإذنه سبحانه إن آجلا أو عاجلا.كيف لا ورسول الله-ص-يخبرنا بأن الله يمهل ولا يهمل ,وبأن زوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق.وكما يقول المثل عندنا في الجزائر: يا قاتِل الروحْ وِين تْروحْ ".
87-الإسلام سيحكم الجزائر والدنيا كلها إن عاجلا أو آجلا أحبَّ من أحب وكرهَ من كره .هكذا أراد الله وقضى ,ولا راد لقضاء الله :(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله). والغريب أننا سمعنا في يوم من الأيام في التلفزيون مذيعا يسأل قائدَ حزب من الأحزاب الإسلامية :"لماذا لا يقبل "الفيس" التخلي عن مطلبه بإقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية ؟" غريبٌ وغريب جدا أن يُطرح سؤالٌ كهذا من خلال مذيع لتلفزيون دولة تقول بأن دينها هو الإسلام .إن علماء الإسلام اتفقوا قديما وحديثا (بمن فيهم الذي التقوا في الجزائر العاصمة في ملتقى فكر إسلامي منذ سنوات وكان موضوعه في ذلك العام شمولية الإسلام لجميع جوانب الحياة.وقد استمعت لمحاضرات هذا الملتقى وكنت حينئذ أؤدي مهام الخدمة الوطنية في مدينة القليعة) على أن السياسة من الدين,وعلى أن الدين عقيدة وعبادة ومنهج حياة,وعلى أن الدين فيه سياسة واقتصاد واجتماع ,وعلى أن الدين لا معنى له بدون سياسة,وعلى أن الله لا قيمة له(أستغفر الله) إذا خلق الخلقَ وقال لهم :"صلوا لي خلال ساعة في اليوم أو أكثر قليلا,ثم افعلوا بعد ذلك ما بدا لكم في سائر اليوم ".فإذا تخلى الحزب الإسلامي أو المسلم عن المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية أو بإقامة الدولة الإسلامية فلم يبق له من السياسة شيء ولم يبق له من الدين إلا القليلُ .
88-من أسباب ظهور أو نشأة ما يسمى بالإرهاب في العالم العربي والإسلامي:
أولا:-جهل الحكام بالإسلام .
ثانيا:-حقد الحكام على الإسلام وعلى المسلمين والمواطنين الذي يلتزمون ولو التزاما بسيطا بالدين وتعاليمه,إلى درجة أن الناس-في بعض الأحيان أصبح الواحد منهم يخاف حتى من أي حديث عن الإسلام,كما يخاف أن يصلي أمام الناس ,أو يخاف الرجل أن يُعفي لحيته مثلا ,أو تخاف المرأة أن ترتدي حجابا,و....أما أن تزني وتشرب الخمر وتسب الله ورسوله وتعلن ولاءك للغرب الكافر أو للشرق الملحد أو أن تفعلَ كذا أو تقول كذا مما حرَّم الله , فلا بأس عليك بل إنك أنت التقدمي الذي يحق لك أن تعيش,و..ماذا أقول وماذا أدع ؟‍
ثالثا:-الممارسات البشعة والتعسفية التي يمارسها بعض رجال الحكم (وليس صحيحا ما يُقال بأنها أخطاء بل لا يمارسها من يمارسها إلا بعد أن يكون قد تلقى الضوء الأخضر من الأعلى,لأنها وقعت بالأمس القريب والبعيد, وفي أغلب بلاد العرب والمسلمين,ومن طرف مسؤولين صغار وكبار,ومع كثيرين و..) ضدَّ الشعب المغلوب على أمره وضد أبناء التيار الإسلامي الذين ذنبهم الوحيد غالبا هو أنهم قالوا: "لا" للباطل وأرادوا أن يُحكموا بشريعة الله .
رابعا:-عدمُ تطبيق أنظمة الحكم للقوانين الإسلامية في شؤون الحياة المختلفة,وعلى الضد جلبُ كل قوانين الدنيا المنحرفة والكافرة وتطبيقها أو محاولة تطبيقها على الشعب المسلم البريء .
خامسا:-رفع أنظمة الحكم لكل منحرف في مراتب المسؤولية المختلفة وتركه يكسب من الأموال والمتاع ما يشاء وكيفما يشاء .أما المؤمن الذي يخاف الله فإن عليه أن يحمد المسؤولين لأنهم سمحوا له على الأقل أن يشرب الماء ويتنفس أكسجين الهواء ولا يجوز له أن يتمنى أن يعيش كما يعيش الناس أو المؤمنون,لأن بطن الأرض أولى له من ظهرها.
سادسا:-عدم تحقيق النظام الحاكم للعدل بين الناس .ولا والله لن يتخلص نظام في الدنيا (مسلم أو كافر) من الإرهاب ما دام لم يحقق العدلَ بين الرعية ,فاسمعوا يا حكام وعوا !
سابعا:-الحالة الاقتصادية والمعيشية المتردية لأغلب الشعوب في مقابل كمشة قليلة جدا من الأثرياء الكبار جدا الذين لم يكسِبوا ما كسبوا إلا على ظهور الشعوب وجهودها وعرقها ووقتها ,وهذا مما هدفت شريعة الإسلام إلى إلغائه في المجتمع الإسلامي:(كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم ). وليس صحيحا بالمَرَّة ما يُقال أن الناس إذا شبِعوا توقفوا عن المطالبة بتحكيم شرع الله ,فنحن بإذن الله نريد أن نُحكم بشرع الله جُعنا (بشرط أن يَجوع كلُّنا ) أم شبِعنا (فيشبع جميعُنا).هذا فرض علينا كما أن الصلاة والصيام فرض علينا .
89-إن رئيس حزب إسلامي حرِصَ منذ أن تم اعتماده وحتى الآن على أن :
أولا:-يُسمي نفسه"معارضة" ويعارض المعارضةَ أكثر مما يُعارض النظامَ .وإذا كان بذلك يريد أن يُرضيَه عنه فلن يرضى إلا إذا تبرأ من شريعة الله صراحة بالقول وبالفعل.
ثانيا:-يُسمي نفسه"معارضة إسلامية " ويعارض المعارضةَ الإسلامية أكثر مما يُعارضُ المعارضة الشيوعية أو العلمانية أو..وإذا كان بذلك يريد أن يُرضيَها عنه فلن ترضى إلا إذا تبرأ من الإسلام والمسلمين صراحة بالقول وبالفعل.
ثالثا:-ينتقدُ الإسلاميين أكثر من انتقاده للنظام الحاكم .وإذا كان يسمي هذا هوَ أو البعض من أتباعه "حِكمة" ,فإن هذه الحكمة غريبة عن الإسلام ودعوته وشريعته (وهو شخص أشهدُ أنه مُطَّلِعٌ على الدين لكنه للأسف يخونُ في الكثير من الأحيان ما يعرفُه من هذا الدين),وهي حِكمةٌ ملعونةٌ لا خير فيها ولا بركة .
رابعا:-ينتقد عنفَ الإسلاميين أكثر من انتقاده لعنف السلطة الحاكمة .
خامسا:-ينتقد الإسلاميين الذين قد ينحرفون في بعض الأحيان عن مقتضيات الدين والسياسة الإسلامية الرشيدة ,ولا ينتقد من يظلمهم ولا يريد أن يُحكِّم شريعةُ الله .
سادسا:-يزعم أنه ديموقراطي ثم يزكي من ألغى الانتخابات التي فاز بها حزبٌ مثلُه يريد أن يحكمَ الجزائرَ بما أنزل اللهُ كما يريد هو .
إن رئيسَ حزبٍ من هذا النوع (ولا أتحدث عن الأتباع الذين منهم أصحابُ عقول شبه نيرة ومنهم من ألغوا عقولهم ووضعوا أنفسهم أمام هذا القائد كالميت أمام مُغسِّله يفعل به ما يشاء وكيفما يشاء ) يمكن أن أسميه بأية تسمية إلا أن تكون "رئيس حزب سياسي معارِض للنظام" ولا أقول "رئيس حزب سياسي إسلامي مُعارِض للنظام" لأنني لا أدري أين هو الإسلام الذي يسمح له بأن يسير على المنهج الذي يسير عليه منذ تم اعتماد حزبه وحتى الآن .نسأل الله لنا وله الهداية ,ولنا ولأتباعه البصيرة –آمين-.
90-ومن مظاهر الجهل الكبير عند إخواننا بالسياسة-مهما طال أو قَصُر خوضُهم لغمارها-قولهم أيام زمان قبل الانتخابات الرئاسية بأن "أحمد طالب الإبراهيمي"هو الذي سيكون رئيسا للجمهورية بعد الانتخابات مباشرة . لقد كنتُ أقول للبعض من أتباعهم في ذلك الوقت :"هل سيكون رئيسا للجمهورية بإرادة الشعب أم بإرادة اتفاق بين النظام والجبهة الإسلامية ؟ "
* فإذا كان ذلك بإرادة الشعب فأنتم واهمون وسُذَّج سياسيا .
* أما إذا كان ذلك فقط بمقتضى الاتفاق بين النظام والجيش الإسلامي للإنقاذ, فأنتم مُخطئون وخاطئون في نفس الوقت :
ا-مخطئون لأنكم صدَّقتم ما وُعِدتم به.
ب-وخاطئون لأنكم بذلك تُصبحون دكتاتوريين مع الحكام قبل أن تصلوا إلى الحكم ,فماذا ستفعلون بنا إذا وصلتم إليه ؟ وإلا فكيف تفرضون على الشعبِ شخصا من الآن-مهما كانت قيمته-وقبل موعد الانتخابات,وأنتم لا تعلمون يقينا لمن يُعطي الشعب كلمتَهُ ؟.
إن هذه دكتاتورية مناقضة تماما لكل قواعد الديموقراطية والشورى على حد سواء.
يتبع : ...

أبو خولة 18-07-2007 03:32 PM

91-قد يُلام الإسلاميون-من جهة الشرع-عما وقع من 92 م وإلى اليوم من قتل و..أكثر مما يُلام النظام ,على اعتبار أنهم يعرفون الله أكثر من غيرهم ,ويعرفون الدِّين أكثر من غيرهم ,لأن المعلوم أن الذي يعرف الدينَ ويخالفُه قد يكون إثمه عند الله أعظمُ من الذي لا يعرف الدينَ ويُخالفُه .
وقد يُلامُ النظام على العكس-من جهة السياسة-عما وقع أكثر مما يُلام الجيش الإسلامي للإنقاذ ,من جهة أن النظام الحاكم نظامٌ فعلي له قوانينه ودستوره وهو معترف به من دول العالم كله ,أما الإسلاميون فعلى الضد ليس لهم شيء من ذلك كله :ليس لهم إلا الخوف من الله إن وُجد استقاموا وإن لم يوجد اعوجوا.فمن هذه الناحية يُلام النظامُ أكثر بكثير من "الفيس" كما يسميه بعضهم .
92-منذ الاستقلال حتى الآن ورجال الحكم عندنا يُسوِّفون من أجل تطبيق الإسلام وشريعته في الجزائر,وما زالوا حتى الآن (بعد ما يقرب من 40 سنة) .وإذا طال التسويف بَطُلت الأعذار الواهية وفُهِم بأن الحقيقة هو أن النظام مُصِرٌّ على استبعادِ الإسلام من الحكم بدون أي عذر شرعي ولا قانوني .
93-الإسلامي(وهو مصطلح جديد ظهر بعد سقوط الخلافة الإسلامية وابتعاد الناس عن دينهم وتخليهم عن الدعوة إلى الإسلام وإلى استرجاع الخلافة) هو المسلمُ الذي لا يكتفي من الإسلام بالتزامه هو به,بل يعمل على أن يدعوَ غيره إليه ويُحاول أن يُوجِد الأرضية المناسبة لإقامة الدولة الإسلامية ثم للمحافظة عليها بعد أن تقوم .والمسلم الحق في ديننا يجب أن يكون إسلاميا أي أنه لا يكمُل إسلامُه إلا بأن يدعوَ غيرَه إلى ما آمن به هو ,فإذا لم يفعل بقي مسلما بطبيعة الحال لكنه يعتبر عاصيا http://www.areeej.net/vb/images/smilies/frown.gifلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).(من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) .
94-على الدعاة جميعا :
*أن يعتبروا الشعوبَ أقربَ إليهم من الأنظمة الظالمة .
*أن يعتبروا الإسلاميين أقربَ إليهم من الأنظمة الظالمة .
* أن يتعاونوا دوما مع كلِّ فاعل خير في فعل الخير,حتى ولو كان ملحدا أو كان كافرا أو يهوديا أو نصرانيا .
*أن يتعاونوا فيما بينهم أكثر وبالدرجة الأولى .
* أن يكون شعارُهم دوما في التعامل مع بعضهم البعض كأفراد أو كجماعات وفق ما يقتضيه شعار"حسن البنا" رحمه الله :"نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضُنا بعضا فيما اختلفنا فيه " .
95-من أسباب ضعف الأنظمة العربية في كل المجالات :
أولا:الفقر .
ثانيا:الدَّوس على كرامة المواطن .
ثالثا:غياب الحريات الفردية والجماعية .
رابعا:غياب الديمقراطية الحقيقية .
خامسا:التزوير في المعلومات والانتخابات .
سادسا:القانون المطاط الذي يسهِّلُ المهمة للمسؤول من أجل أن يُلوِّي عنقه كما يشاء لمصالحه الشخصية ولأهوائه ونزواته .
96-قال بعضهم :"حب الجاه والسلطان كأنهما آخر ما يخرجُ من الإنسان مع الروح حين يموت" والعياذ بالله تعالى.وقال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله بأنه يعتقد بأن هناك شهوة أعظم على الرجل من حبه للمرأة وللجنس ,ألا وهي حبه للزعامة والإمارة والمسؤولية.نسأل الله أن يحفظنا .
97-وقيل كذلك :"الأمة إذا ماتت وأصبح رجالها كسور رجال,نشأ فيها الاستبدادُ".
98-وقيل :"التعليم ليس شرطا أن يجعل منا زعماء ,لكن يمكن أن نعرف بفضله أيَّ زعيم يجب أن نلتف حوله".
99-وقيل :إنما يضيع الحقُّ بين ثلاث شهوات :
الأولى:-شهوة الجاه والشهرة .
الثانية:-وشهوة المال .
الثالثة:-وشهوة اللذة والمتعة .
100-ثلاثة يُضيعون الحق في ثلاثة مواطن :
الأول:-مخلص يسكتُ عند قوم مبطلين .
الثاني:-عالم يسكت بين قوم جاهلين .
الثالث:-منافق يتقرب إلى قوم ظالمين .
101-لن تنزل الحرية إلى الناس بل يجب أن يرفعوا أنفسهم إليها .
102-بصِّر الناسَ بعيوبِهِم ,وحُل بينهم وبين شهواتهم ,وهاجِم السيئَ من تقاليدهم يُبغضوك كثيرا .فلينتبه الداعية إلى ذلك.
103-يمكن أن يكون الشخصُ الواحد مترشحا لصالح حزب بدون أن يكون منخرطا فيه ,ولا تناقضَ بين هذا وذاك .
104-طَلَبَ مني أيام زمان البعضُ من القياديين في "الفيس" أن أكتب بين الحين والحين مقالات دينية وسياسية لتُنشرَ لي في جريدة "المنقذ" ,فكتبتُ أكثر من 10 مقالات خلال حوالي أربعة شهور ,فلم ينشروا لي ولو مقالا واحدا .تعجَّبَ للأمرِ من طلبَ مني أن أكتبَ-ذكرهم اللهُ بخير ورحم اللهُ من ماتَ منهم -,لكنني أخبرتهم بالسببِ الظاهر ,وقلتُ لهم بأن السبب في أغلب الظن هو أنني لستُ منخرطا في الحزب. إنه التعصب المذموم والحزبية الضيقة .
105-إذا كان تقدُّم شباب متدين ليدعو إلى الله في المساجد بالتي هي أخشن وباستعمال السب والشتم غالبا وباعتماد التجريح في الأشخاص والهيئات وبالميل إلى التشدد والتعصب في كل شيء وبالإفتاء في دين الله بدون علم ,إذا كان هذا مرفوضا فإن منع السلطات الحاكمة للمُدرِّسين من أن يتحدثوا عن السياسة في المساجد أمرٌ مرفوض كذلك .
والغريب أن السلطة في أغلب بلدان العالم العربي والإسلامي تستخدم دوما المساجد-بالباطل-لتزكيتها أو لتبرير مواقفها أو لإعطاء الشرعية الدينية للبعض من قوانينها أو..ولا تقول السلطة هنا بأنه يجب إبعاد المساجد عن السياسة !
وأما إذا استخدم الإسلاميون المساجد-بحق- للدعوة إلى الله وقالوا:"لا" أحيانا للبعض من ممارسات السلطات الخاطئة ,تتدخل السلطة عندئذ بقوة وتقول :"لا لاستعمال المساجد لأغراض سياسية أو شخصية".أليس هذا هو التناقض بعينه ؟! أليس هذا هو الكيل بمكيالين؟!.
106-احتكار أية جهة للمساجد-على الأقل في غياب الخلافة الإسلامية –لصالحها غير جائز شرعا أو هو حرام شرعا بلا أدنى شك أو ريب :
- سواء كان الاحتكار من جماعة إسلامية معينة .
- أو كان من حزب إسلامي .
- أو كان من طرف السلطة الحاكمة .
-أو من طرف أي فرد مهما كان شأنه .
المهم أن لا يقول من يتحدث في المسجد قولا يخالف به أصلا من أصول الدين (كأن يدعو شيوعي إلى شيوعيته أو يدعو لائكي إلى لائكيته ) , أو يفعل فعلا اتفق العلماء على تحريمه . إذا تحقق هذان الشرطان فليقل المُدرِّسُ في المسجد ما يشاء وليفعل فيه ما يشاء , ولا يجوز لأي كان أن يمنعَه .
قال الله تعالى : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ).
107-لأن الاختلاف بين الجماعات أو الأحزاب الإسلامية- عموما- اختلاف في الفروع لا في الأصول , فالواجب إذن أن يكون اختلاف تنوع وتكامل لا اختلاف تصادم وتضاد .
108-يا مسلمون ثم يا دعاة ثم يا قادة الحركات والأحزاب والتنظيمات والجماعات الإسلامية : الحوار ثم الحوار رحمكم الله . الله ورسوله يحبان الحوار والمسلمون والكفار يحبون الحوار و..ولعل السماوات والأرض كلها تحبُّ الحوار, ولو نطق الحجر والشجر لقالا –ربما- :"نحن كذلك نحب الحوار".
109- السكوت عن المنحرف في موضع حكمةٌ ,ونُصحُه في موضعٍ آخر كذلك حكمةٌ , واللجوء إلى فضحه (في حال الضرورة ومن باب آخِر الدواء الكي)كذلك حكمةٌ , مهما كان شأن هذا المنحرف عظيما أو بسيطا .
110- يجب أن يكون معلوما علم اليقين أن قيمة المرء عند الله ليست مرتبطة بشهرته أو بكونه مغمورا . إن المستقيم قيمته عند الله عظمى ولو كان لا يسمع به أحدٌ من الناس , والمنحرفُ لا قيمة له عند الله حتى ولو سمِعت به الدنيا كلها . وما أكثر الدعاة عندنا المستعدُّون أن يدوسوا على أقدس مقدسات الشرع من أجل الشهرة والجاه .ولله في خلقه شؤون .
يتبع :

أبو خولة 22-07-2007 08:48 PM

111 ,... 120:
 
111-إذا اتهمك شخص بكذا وكذا , وأعلن عن استعدادِه لتقديم الأدلة على ما يقول , وتحداك أن تدافِع عن نفسك إن استطعتَ :
ا-يجوز لك أن لا تردَّ عليه إن كان من اتهمك سفيها , وكنت أنت ممن لا يُقتدى به .
ب- لكن يجب عليك أن تدافع عن نفسك مع عدم توفر الشرطين السابقين ,أي إذا كان من اتهمك عدلا , وكنت أنت ممن يُقتدى به .فإذا لم تدافع عن نفسك تكون قد قدَّمت الدليلَ- شئتَ أم أبيتَ – على أن ما قيل عنك صحيحٌ وأن الحُجة القائمة عليك لا لك .
112- عصرنة الإسلام يجب أن :
أولا:-لا تكون على حساب تطبيق الشريعة الإسلامية .
ثانيا:-لا يكون فيها خضوع لواقع المسلمين اليوم بمظاهره المادية ومؤسساته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما وراء ذلك من تيارات فكرية واتجاهات نفسية .
ثالثا:-لا تكون بدافع التبعية للحضارة الغربية والفكر الغربي , سواء بسبب عقدة النقص اتجاهها أو بسبب آخر حسن أو سيئ .
رابعا:-لا تكون مبنية على أية مصلحة متعارضة مع الشرع .
113- من أجل أن تكون من "حزب الله " يكفي أن تعتقد بعقائد أهل السنة والجماعة , وأن تتخلق بأخلاق حزب الله المذكورة في القرآن والحديث , سواء كنت في الحكومة أو مع الشعب , منخرطا في جماعة أم لا , تعيش في بلاد المسلمين أو في بلاد الكفر.
114- اعتبار "الحزب الإسلامي" ضلالةً كما يقول البعض من إخواننا (...) , هذا الاعتبار هو في حد ذاته ضلال وانحراف عن الفكر الإسلامي السليم :
ا-أما مع قيام الدولة الإسلامية فقال بعض العلماء بمشروعية التعددية الحزبية في ظلها , وقال آخرون بعدم المشروعية .
ولعلَّ وجود الحزب الإسلامي المعارِض في ظل الدولة الإسلامية أفضل من عدم وجوده من أجل مراقبة النظام الإسلامي القائم وترشيده وتقديم النصح والتوجيه له , وإذا اقتضى الأمر تقديم نفسه بديلا عنه للشعب إذا انحرف عن جادة الصواب.
ب-أما مع غياب الحكم الإسلامي كما هو الحال اليوم في العالم الإسلامي كله , فإن وجود حزب إسلامي واحد على الأقل ليس جائزا فحسب بل قد يكون واجبا , لأن ما لا يتم الواجب (إقامة الحكم الإسلامي وتطبيق شرع الله ) إلا به فهو واجب .
115- أما وجود الحزب الغير إسلامي (أي المضاد للإسلام والمناقض له في مبادئه وعقائده وأفكاره):
ا-أما مع غياب الحكم الإسلامي فالمسألة غير مطروحة , لأن الأمر ليس بأيدينا.إنه موجود (مثل حزبي ".." و"...") سواء شئنا أم أبينا .
ب-أما مع قيام الدولة الإسلامية فقال بعض الدعاة والعلماء والمفكرين بأن ذلك غير جائز . وقال آخرون :يجوز , ولا داعي أن نخاف من ذلك , وبرروا فتواهم بأن وجود هذا الحزب سيكون شكليا لأنه يستحيل أن يفوز في انتخاب ما حرّ ونزيه ,لا لأن الحكم الإسلامي سيُزَوِّرُ الانتخابات , بل لأن الشعبَ الذي تربى في أحضان الإسلام وأُعطيت له الحرية الكاملة للاختيار لا يمكن أن يقول:" لا" للحكم الإسلامي الصحيح ويقول : "نعم" للشيوعية أو الرأسمالية أو اللائكية أو ..هذا مستحيل.
وإنني أرى أن في سماح الدولة الإسلامية بالتعددية الحزبية غير الإسلامية جملة مزايا منها :
ا-أن الفكر المنحرف يظهرُ انحرافُه كما ينبغي عند العام والخاص من الناس بإتاحة الفرصة له بالظهور من خلال قيام الحزب السياسي الذي يحملُ هذا الفكر.وبهذا ومع قيام الحكومة الإسلامية بالإعلام الإسلامي الهادف والمُضاد,فإن هذا الحزب السياسي الكافر (شيوعي أو رأسمالي أو لائكي) ستسقط قيمته وتنكشف عورته , وسترفضه الأغلبية الساحقة من الشعب بإذن الله خلال أعوام قليلة.ومن لفظه الشعبُ اليوم فلن تقوم له قائمة في الغد القريب أو البعيد بإذن الله .
ب-إننا بهذا نؤكد أننا لسنا فقط مع حرية العقيدة , بل إننا مع حرية التعبير الواسعة قولا وعملا.وإذا سمحنا بطبيعة الحال بحرية التعبير , فإننا لا نسمح بأي حال من الأحوال بحرية العمل والسلوك الفاسدين ,كما لا نسمح أبدا بالفسق بالفجور العمليين العلنيين .
جـ-إننا نُغلِق بذلك أيَّ باب لتعاطف الناس-كل الناس- مع أي فكر منحرف عن الإسلام , لأن الناسَ درجوا من زمان آدم صلى الله عليه وسلم إلى اليوم على أن يتعاطفوا مع الممنوعِ من الكلامِ حتى وإن كان يريد أن يقول كفرا.وإذا لم نسمح بالتعددية الحزبية غير الإسلامية فإن المتعاطفين مع ذوي الفكر المنحرف يكونون في البداية قلة ثم قد يزيد عددُهم حتى تشكل هذه الزيادة خطرا يهددُ جسم الدولة الإسلامية .
د-إننا بذلك نفتحُ على أنفسنا بابا من أبواب النصيحة لنا تأتينا من عدوِّنا أو خصمِنا ,من خلال نقده المستمرِّ لنا.والمؤمن يجب أن يستفيد من أية نصيحة أتته من صديق أو عدو .
116-هناك أشخاص يخدمون الإسلام من خارج كل التنظيمات أكثر مما يخدمونه من داخل تنظيم ما ,وفي كل خير .
117-التنظيم الإسلامي في غياب الخلافة الإسلامية ليس خلافة ولا يشبهها لا من قريب ولا من بعيد :
ا-إن الانضواء تحت لواء الخلافة من واجبات كل مسلم , ومن لم يفعل كان آثما (كما وقع لسعد بن معاذ الذي لم يرد أن يبايع أبا بكر رضي الله عنهما) . أما الانخراط في تنظيم إسلامي معين فهو جائز فقط .
ب-الخروج عن مِظلة الخلافة حرام سواء بعذر أو بدون عذر.أما الخروج عن تنظيم إسلامي:
* فإذا تم بعذر يتعلق به هو أو بالحزب الذي خرج منه فهو جائز ولا يترتب على الخارج شيء.
* وقد يكون الخروج واجبا إذا كان بسبب انحراف الحزب أو التنظيم عن جادة الإسلام والشريعة .
* وأما إذا تمَّ الخروج بدون عذر فلا يترتب على الخارج إلا كفارة يمين فقط (لأنه نقض بيعة حكمها في غياب الحكم الإسلامي هو حكم اليمين) على رأي بعض العلماء .
118-الدولة التي يريد كل مسلم أن نقيمها في نهاية المطاف بإذن الله دولة عالمية (هي الخلافة : تبدأ من الجزائر أو من غيرها . لا ندري ) تنشر العدل والسلام في الأرض كلها . أما التنظيم الإسلامي في ظل هذه الدولة أو تلك فقد يكون إقليميا وقد يكون عالميا .كل ذلك جائز .
119-شعار :"خذوا الإسلام جملة أو فدعوه " :
-يصلحُ في الاعتقاد بأصول الدين , لأن المطلوب منا أن نعتقد بالإسلام كله جملة واحدة , ومن اعتقد بجزء ولم يعتقِد بالباقي كان كافرا أو فاسقا فاجرا .
-ولكنه غير مقبول في التطبيق , لأن الله طلب منا أن نطبق على قدر استطاعتنا وأخبرنا بأنه :
(لا يكلِّف الله نفسا إلا وُسعَها ).ومن قصَّر في التطبيق بقي مُسلما وإن اعتُبِر عاصيا .
120-تراجع الحاكم أو قائد الحزب أو رئيس التنظيم عن خطأ ارتكبه أو عن خطيئة وقع فيها-مع اعترافه بذلك- لن يُنقِصَ من قيمته , بل سيرفع من قيمته حتما عند الله ثم عند الناس .
يتبع :

أبو خولة 27-07-2007 01:00 PM


121-هناك فرقٌ يجب أن يكون واضِحا بين ابتلاءات على طريق الدعوة تعترض مسيرة الداعية يلزم أن يصبر عليها , وبين أخطاء ارتكبها مفروضٌ عليه أن يتراجع عنها , أو خطايا انغمس فيها يجب أن يتوب إلى الله منها.
122-كما أن هناك فرقا يجب أن يكون واضحا بين حزب ليس مع تطبيق شرع الله ولكنه في المقابل ليس ضد هذا التطبيق , وبين حزب آخر يعادي شرعَ الله كما يعادي الدعاةَ لتطبيق هذا الشرع . إن الأول أفضلُ من الثاني في كل الأحوال . ولا يُهِم في كل حزب من الحزبين الاسم الذي يتسمى به , لأن العبرة بالمسمَّى لا بالاسم.
123-مما يجبُ أن يُحذَّرَ منه الداعية أن يشتغِلَ بدعوته,وفي نفس الوقت يُهمل نفسَه فكريا وروحيا وأدبيا وأخلاقيا .
124-ومما يجبُ أن يُحذَّرَ منه الداعية كذلك أن يشتغِلَ بدعوته التي تأخذُ منه-أو تكاد- كل الوقت والجهد والمال,وفي نفس الوقت يُهمل أهله وبيته ماديا وتربويا .
125-يجب أن تؤدي المساجد الدور كل الدور في الدعوة إلى الإسلام كعقيدة وكمنهج حياة . وفي المقابل يجب أن تبقى :
أولا:-بعيدة عن الدعاية إلى تنظيم معين في غياب الدولة الإسلامية ,مهما كان شأن هذا الحزب ومهما كان شأن زعيمه .
ثانيا:-بعيدة عن الدعاية إلى السلطة الحاكمة التي لا تحكم بما أنزل الله .
وحتى في ظل الخلافة الإسلامية , قال بعض العلماء من قديم بأنه يُكره أن يدعوَ خطيبُ الجمعة للخليفة الذي يحكم بشريعة الله من خلال خطبة الجمعة , وذلك ليبقى المسجدُ منبرا لا يُدعى من خلاله إلا إلى اللهُ .
126- يمكن-شرعا- أن ينتمي المسلم إلى حزب إسلامي معين وإلى جماعة دعوية معينة وإلى جمعية ثقافية روحية خيرية معينة ,كل ذلك في نفس الوقت وبدون أي تناقض , حتى وإن كان صعب التحقيق في بعض الأحيان .
127- يمكن أن يكون الداعية إلى الإسلام في أي مكان : حكومة , شعب , إدارة , مؤسسة , مصنع , شركة , ثكنة , محافظة شرطة , محافظة درك , قرية , مدينة , ريف ,... ومهما كان الموقع يجب أن يبقى الداعية كالنخلة يرميها الناس بالحجر وترميهم هي بالثمر .
128-من المؤسف جدا أن تسمعَ داعيةً ينتمي إلى جماعة إسلامية يقول لك (وأنت إسلامي مثله لكنك غير منتمي أصلا لجماعة أو تنتمي إلى جماعة أخرى غير الجماعة التي ينتمي إليها هو) :
"أنا لا أستطيع أن أتعاون معك على فعلِ الخير الفلاني (خير لا خلاف على مشروعيته بين اثنين من العلماء ) إلا إذا أذِن لي زعيمي"!!
قولوا لي بالله عليكم أيُّ دِين يسمحُ بهذا التعصبِ الممقوتِ ؟!.اللهم اهدنا .
بإذن الله سأفعلُ هذا الخير مادام ربي قد أذِن لي بفعله ووعدني بالأجرِ على ذلك , حتى ولو كانت حملة نظافة يشرف عليها العلماني " الهاشمي شريف" رحمه الله , بنفسه . وإذا دعاني "سعيد سعدي" أن أخطب أو أعلق مثلا على خطاب , فإنني أقبل بشرط أن أقولَ كل ما أحبُّ أن أقولَ انطلاقا مما يمليه علي ديني وإيماني سواء وافقتُ آراءَ هذا الحزب أم لا , وسواء وافقتُ آراءَ هذا الزعيم أم لا . فإذا لم يأذن لي "أميري" فليضرب برأسِه عرضَ الحائطِ لأن رضا الله أحبُّ إلي من رضاه .
129-إذا ربطنا الإحسانَ إلى شخصٍ بـشرط انخراطه في حزبنا :
ا-إذا كان الإحسان إحسانا ,حَرُمَ هذا الشرط وكان المُشترِطُ آثما.
ب-أما إذا كان الإحسانُ ليس إحسانا شرعا ,كأن تكون رشوة مثلا أو زنا والعياذ بالله , فإن الاشتراطَ يُصبح مُحَرَّما حرمة مضاعفة ويكونُ المُشترِطُ عندئذ آثما إثما مُضاعفا.
130-إذا لم يعدِل الإسلاميون اليوم (خاصة منهم أتباع الأحزاب الإسلامية المعروفة والمعتمَدة حاليا من طرف السلطة) في مسؤوليات معينة بسيطة (على مستوى بلدية أو دائرة أو ولاية أو برلمان أو شركة أو مصنع أو إدارة أو مؤسسة أو ..) فكيف يُؤتمنون على الحق والعدل غدا إن أُتيحت لهم الفرصة لأن يحكموا الجزائرَ كلها باسمِ الإسلام .
قلتُ :"إذا لم يعدِلوا",ولم أقل :"عدَلوا بالفعل" ولم أقل كذلك:"لم يعدِِلوا بالفعل" أنا لا أدري .
أنا أحذرهم -وهم إخوتي على كل حال مهما قسوتُ عليهم بالنصيحة- ,وعليهم أن يحاسِبوا أنفسَهم قبل أن يُحاسَبوا , وأن يعلموا بأن الله لن يباركَ في دعوة أو حزبية غير عادلة من البداية.
وإذا أمكنَ أن يُخدعَ البشرُ لفترة معينة , فالله لا يُمكنُ أن يُخدعَ لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد , وهو سبحانه يُمهِل ولا يُهمِل , و (لا يظلمُ ربُّك أحدا).
131-أفهمُ بأن للسياسة عموما وللسياسة الإسلامية مُقتضيات لا يفهمها إلا السياسي ,ولكنني أفهم كذلك وأعلم يقينا أن الله تعبدنا بالوسائل(والسياسة وسيلة لتطبيق شريعة الله ,ولتحقيق مصالح المسلمين بما لا يناقضُ هذه الشريعة ) كما تعبدنا بالغايات.أي أن الإسلام كما فرضَ أن تكون الغايةُ نظيفة فرضَ كذلك أن تكون الوسيلةُ نظيفة .
132-صحيحٌ أن ناسا يصلحون للسياسة وناسا لا يصلحون,لكن صحيحٌ كذلك أن السياسي عندنا في الإسلام يجب أن يكون عالما وتقيا في نفس الوقت,ولن تصلحَ له السياسةُ الإسلاميةُ إلا بذلك .ومنه فالفقيه التقي ليس شرطا أن يكون سياسيا ,لكن السياسي يجب أن يكون عالما وتقيا .
133-لا مستقبل للحركات الإسلامية إلا إذا :
أولا:-كان أسلوب إدارتها وتعاملها مبنيا على نظام عام لا على أفراد .
ثانيا:-كانت قراراتها صادرة عن المشورة والحوار,لا على أمر القيادة فردا أو أفرادا .
134-الأحكام الشرعية المتعلقة بجهاد الجزائريين المسلمين لفرنسا المستعمِرة فيما بين1830 م
و1962 م لا يمكن ولا يجوز أبدا أن تكون هيَ هيَ نفس الأحكام المتعلقة بالخروج على حكام الجزائر اليوم .وإذا لم يتعصب إخواننا في الجبهة الإسلامية-رحمها الله-وسألوا العلماءَ فسيتأكدون حتما من الفرق بين هذا الجهاد وذاك,وبين الخروج على مستعمِر كافر (أشخاصا وقانونا) والخروج على حكام من أهل البلد (مسلمون في أنفسهم لكنهم لا يحكمون بما أنزل الله ).
135-كل تطرف من أنظمة الحكم عندنا في الوطن العربي والإسلامي في إصدار الأحكام الجاهزة ضد الإسلاميين سيوصِلُ حتما إلى نتائج معكوسة غير التي تقصدها تلك الأنظمة . ولا يجدُ الآذانَ الصاغيةَ للناس إلا الأحكامُ العادلةُ الصحيحةُ .
ومحاربة الأنظمة عموما للإسلاميين-ولأي صاحب مبدأ مهما كان- باللين أنجحُ من المحاربة بالقوة لو كان الحكامُ يعلمون .
يتبع : ...

أبو خولة 30-07-2007 04:00 PM

136 , ...145 :
 

136-من مظاهر التعصب المذموم في بلاد المسلمين (الذي يُوَلِّدُ غالبا تعصبا مضادا) :
ا-تعصب بعض الجماعات الإسلامية ضد من ليس منها:قد يُنفِّر الناس مع الوقتِ منها أو حتى من الإسلام.
ب-تعصب السلطات الحاكمة ضد الإسلاميين واتهامهم باتهامات باطلة مثل :الخيانة, الانتماء للإخوان المسلمين,الانتماء لإسرائيل أو لأمريكا أو لروسيا أيام زمان,إنشاء تنظيمات سرية,الولاء للخارج,الأصولية,حب المسؤولية,تهديد الأمن الوطني ,المساس بوحدة التراب الوطني ,..:يزيد بإذن الله من قوة هؤلاء الإسلاميين ومن تعلق الناس بهم.
ج-تعصب قوم من اللائكيين والعلمانيين ضد البلاد والعباد والدين والأدب والأخلاق و..:يؤدي حتما مع الوقت إلى استيقان جل المسلمين بأن الإسلام دين ودولة وأن اللائكيين أعداء من حيث علموا أم لم يعلموا .
د-تعصب بعض المنتظمين في جماعات إسلامية ضد من لم ينتظموا :يؤدي إلى أن غير المنتظمين يزداد عددُهم شئنا أو أبينا .
هـ-تعصب بعض الشباب المتدين ضد علماء مسلمين معتدلين كالشيخين القرضاوي والغزالي-رحمنا الله وإياهم جميعا أحياء وأمواتا-: أدى مع الوقت إلى زيادة التفاف المسلمين بهم في كل مكان
ولنتذكر بالمناسبة هذه القاعدة الأساسية في الحياة عموما وفي الدعوة والسياسة خصوصا والتي تنص على أن :"كل تعصب مذموم يُولِّدُ تعصبا مُضادًّا ",فلنكن على حذر من أمرنا .
137-العلمانيون في الجزائر(وربما كذلك في المغرب العربي) طراز خاص يختلف عن العلمانيين في سائر العالم العربي .إنهم هناك يؤمنون بالفصل بين الدين والدولة ولكنهم يحترمون سائر الثوابت من دين (ولو كصلة بين العبد وربه ) ولغة ووحدة تراب وأمن وطني .أما عندنا-والعياذ بالله تعالى-فالعلماني ضد الدين جملة وتفصيلا وضد أية رائحة يمكن أن تُشَمَّ ولو من بعيد من مسلِم ,وضد كل شرائع الدين بما فيها الصلاة والمصلين ,وضد لغة البلاد العربية الفصحى وضد وحدة التراب الوطني (والفاهِم يفهمُ وحدَه ,ولا داعي للتفصيل لأن الأمر معلوم من السياسة بالضرورة ) .
138-بالله عليكم يا حكام طبِّقوا علينا شريعة سيدنا محمد-ص-نحن أبناء الجزائر, ولكم علينا بعد ذلك السمع والطاعة إلا في معصية الله.طبقوا علينا الحكم الإسلامي وحقِّقوا لنا أمنية الأماني في حياتنا الدنيا,ولكم علينا أن لا ننازعكم من الحكم شيئا (وأنا أتحدث معكم باسمي وباسم الله الذي أؤمن به,لا باسم حزب معين لأنني لا أنتمي إلى أي حزب وأنتم متأكدون من هذا )وأنا-مهما كنتُ بسيطا-أولُ من يبايعُكم ويشُدُّ على أيديكم ويؤيدُكم ويصفِّقُ لكم ويدافعُ عنكم ويتصدى لمن ينتقدُكم و..
إنني ولو كنتُ أعلم أن بعض الإسلاميين (قليلون إن شاء الله ) يحبون الزعامة والإمارة والمسؤولية حبا جما, فإنني أظن أن أغلبية الإسلاميين في الجزائر وفي غيرها يحبون أن يُحكَموا بالإسلام ولا يُهِمُّهم بعد ذلك من يحكمُ ,سواء كانوا هم الحكام أو كان الحكامُ غيرَهم .
وأنا أتحدث عن نفسي (وأعوذ بالله من كلمة" أنا ") : إنني أمقتُ المسؤولية مقتا وأسأل الله أن يُحييَني بعيدا عن المسؤولية وأن يُميتني بعيدا عنها .-اللهم آمين-.
طبقوا الإسلام علينا يا حكام الجزائر وسترون بأن أغلب الحركة الإسلامية ستؤيدكم وكذلك أغلبية الشعب الساحقة (الحقيقية لا المزَوَّرة ),واللهُ قبل ذلك وبعد ذلك يؤيدُكم,وسترتاحون وستسعدون بإذن الله عندئذ وعندئذ فقط الراحة والسعادة الحقيقيتين مع أنفسكم ,ولو فقدتم من متاع الدنيا الكثير.وحتى قادة الغرب والشرق المعادون للدين ولشريعته. وإن غضِبوا عليكم في البداية فسيحترمونكم في النهاية لأنكم :
ا-ستصبحون بالإسلام (وبالإسلام فقط) أقوياءَ .والقويُّ-حتى ولو كان كافرا- يهاب القويَّ –حتى وإن كان مسلما-.
ب-ولأنكم أهل لأن تُحترموا مادمتم مُصطلحين مع شعبكم . وهل تظنون أن قادة أمريكا والغرب يحترمون حاكما وهو في خصومة مع شعبه ؟! أنتم واهمون إن ظننتم ذلك ,وهم يكذبون على هذا الحاكم إن زعموا له ذلك . اللهم اهد حكامنا فإنهم لا يعلمون .
139-قد نتجاهل البحثَ عن الجواب عن سؤال أو قد نجيب عليه بجواب نعلم يقينا أنه جواب لا يمت إلى الحقيقة والصدق والواقع بصلة ,لكن يجب أن نعلم أن الله بالمرصاد ولو بعد حين وأن التاريخ لا يرحم .
أجيبوني يا ناس عن السؤال الآتي :شيخٌ داعية -معروف باعتداله من صِغَرهِ,وببعده عن التعصب والتزمت-جاهد خلال الثورة وسُجن حوالي 7 سنوات في عهد الاستعمار الفرنسي من 1955 وحتى 1962 م أي حتى استقلال الجزائر,وذلك في سجن "البرواقية",ثم في يوم من أيام عام 1981م تم إدخاله في عهد الجزائر المستقلة إلى نفس سجن "البرواقية" وكان عمره حينذاك حوالي 52 سنة (ولقد قضيتُ معه في السجن مع 19 شخصا آخرين مدة سنة ونصف السنة ثم حكمتْ علينا محكمةُ أمن الدولة بالمدية بالبراءة) ثم مضى زمانٌ وجاء زمانٌ حتى تم إدخاله للسجن مرة ثالثة عام 91 م حيث مازال فيه حتى الآن .من هو هذا الشيخ ؟! إنه "عباسي مدني"-فك الله أسره-.
قولوا لي بالله عليكم أيستحقُّ هذا الشيخ ما ناله (ومازال مع أن عمره الآن قد يتجاوز السبعين سنة) من حكامنا ؟! أهو الذي يستحقُّ السجنَ أم غيره ممن يجاهرون بالعداوة الواضحة والصريحة للدين والأدب والأخلاق وينتهكون الأعراض ويدوسون على المقدسات ويسبون الله ورسوله في كل وقت ولا يرقبون في مؤمنٍ إلا ولا ذمة و..؟!
أهكذا يُجازي ويُكافئُ من جاهدوا فرنسا بالأمس وضحوا بالغالي والرخيص من أجل طردها من الجزائر ,وساهموا بعد الاستقلال بالكثير من الجهد والوقت والمال من أجل جزائر قوية ؟!
ما ذنبه ؟! لا ذنب له إلا أنه طالب بتطبيق شرع الله .وإذا كان قد خالف القانون مرة فإن كثيرين غيره من أعداء البلاد والعباد خالفوا القانون عشرات المرات وما مُسَّت لهم شعرة واحدة من فوق رؤوسهم .أهذا هو الحق ؟! أهذا هو العدل ؟!
ومثل الشيخ المظلوم كثيرون في الحركة الإسلامية عموما والجبهة الإسلامية خصوصا,بل حتى الأخ "علي بلحاج"المتشدد عموما,ومع ذلك هو "بن شهيد"سُجن أكثر من مرة في جزائر الاستقلال ومازال مسجونا حتى اليوم.ما ذنبه ؟وإذا كان ذنبه"التشدد في الدين" ,فلماذا لا يُسجَنُ الكثيرون من "المتشددين في الكفر أو في الفسق والفجور؟!" لماذا ؟! .
نفعل كلَّ هذا ثم نسأل أنفسنا :"من أين يجيء الإرهاب ؟".
إن الحكام بهذه الطريقة يُنشئون بأنفسهم الإرهابَ إنشاء .
140-إن قضيتنا-كدعاة- الأولى والكبرى ليست قضية الحكم على الناس إنما هي قضية تعليمهم حقيقة الإسلام .إن الأولى والأجدى والأكثر ثمرة أن ننصرف إلى تعليم الناس ما جهِلوه من حقيقة الإسلام .إن تعليمَهم هذه الحقيقة وتربيتهم على مقتضياتها هو العمل الحقيقي المثمر الذي يغَيِّرُ واقعَ الناسِ في النهاية ويردُّهم إلى الجادة التي انحرفوا عنها عبر الأجيال ,وكان انحرافُهم عنها في القرن الأخير خاصة هو الذي جرَّ عليهم الوبال .
141-الحكم بغير ما أنزل الله معناه إبرامُ الأمر وتقريرُه على خلاف ما شرع الله , سواء تم هذا الإبرام من الإنسان في حق نفسه أو في حق أهله وأولاده أو في حق أهله وأصدقائه أو في حق أمته ومجتمعه.فالذي يقضي مثلا بخروج ابنته البالغة أو زوجته سافرة هو يحكمُ بغير ما أنزل الله , وأعضاء الجمعية السكنية الذين يقررون التعامل بالربا لمشروعهم السكني يحكمون بغير ما أنزل الله , والقاضي الذي يقضي في مسألة بغير ما أنزل اللهُ يحكم بغير ما أنزل الله , والحاكمُ الذي يُصدِّقُ ما أبرمه هذا القاضي يحكم بغير ما أنزل الله ,...هذا كله رغم اختلاف مسؤولياتهم أمام الله وأمام الناس .
142-إن الناطق بكلمة الكفر ومثلهُ من جهر بأنه يريد التحاكم إلى غير شريعة الله تعالى التي بلغته ,إن هذا وذاك لا يُعتبر أي منهما كافرا ولا يُحكَم برِدَّته إذا فعل ما فعل مكرها . وبصفة عامة من عمل عملا أتى النصُّ بكُفرِ صاحبهِ لا يُحكَمُ بكفره ولا بردته إذا عمل العملَ مُكرَها .
143-لا يُقبَلُ من الحزب الإسلامي نهائيا أن يُربي أفراده ويُضخِّم عندهم الولاء , بحيث يُصبح عندهم الولاءُ للجماعة مقدما على الولاء للدين وللعائلة وللمجتمع وللوطن .
144-هناك دكتاتورية ملحوظة سواء عند الحكام أو عند قادة الكثير من الحركات الإسلامية ولو بأقدار متفاوتة بطبيعة الحال .
- أما الحكام فبدعوى "أمن الدولة" .
-وأما الإسلاميون فبدعوى مصلحة الدعوة أو الجماعة أو الحزب .
145-إننا نرى أهمية كبيرة لأن يُنَصَّ في دستور الدولة على أن دين الدولة هو الإسلام ولو كان واضعو ذلك يريدون ما أرادوا .وذلك عندنا-كما يقول بعضُ الدعاة- "هو كالنطق بالشهادتين يُخرجُ صاحبَه من حال إلى حال ويفرضُ علينا نوعا من التعامل معه ولو كان يُضمر في قلبه شيئا آخر" . إلا أن النص على أن دين الدولة هو الإسلام مع وجود نص يُناقضُ هذا النصَّ مدانٌ عندنا ونستنكره باستمرار . ومع ذلك فإننا نشير إلى أن الأحزاب اللائكية والعلمانية تريد باستمرار التخلص من هذا الذي نص عليه الدستور من أن دين الدولة هو الإسلام , فلنكن على حذر من أجل تفويت الفرصة عليهم .
يتبع : ...

أبو خولة 31-07-2007 10:30 PM

146 , 155 :
 

146-لا بد للحركة الإسلامية من مشروعات تعليمية وصحية واجتماعية واقتصادية تَكون حقلا تدريبيا للمسلمين ووسيلةً علمية لتقديم دعوة الإسلام الإصلاحية إلى الجماهير العريضة .
147-الكثير من الحركات الإسلامية بالغت في ترويض أعضائها على طاعة القيادات أكثر مما درَّبتهم على محاسبة ونقد وتقويم هذه القيادات , ولا يكفي أن يقال : (إنها طاعة في غير معصية) . إن هذا النمط في تربية أعضاء هذه الحركات هو بالقطع معصية من معاصي التربية في هذه الحركات , لأنها تثمر (ولقد أثمرت بالفعل) وحدانيةَ رأي المرشد والأمير والإمام . وليس غير تراث الإسلام في تربية الرجال وصناعة القادة منبعا إسلاميا تستلهمه الحركات الإسلامية لعلاج هذا الخلل وللبرء من هذا المرض الفتاك .
148-ما أكثر من ظُلِم من أفراد الشعب بفئاته المختلفة طيلة السنوات الثمانية الأخيرة (من 1992 إلى 2000 م : منع من ترقية , منع من تشغيل , منع من جواز سفر , منع من قضاء حاجات معينة من حق أي مواطن أن يقضيها , منع من امتيازات قانونية معينة ,…) لأحد الأسباب الثلاثة :
ا- لأن الشخص مُحافظ على صَلاته .
ب-لأن الشخص متعاطف مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ (قبل أن تُحَل وبعد أن حُلَّت ) , وكأنه متعاطف مع إسرائيل , بل إن المتعاطف مع إسرائيل لن يحاسبه أحد من المسؤولين بل قد يكافئونه والعياذ بالله تعالى)
جـ-لأن الشخصَ كان منتميا إلى الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت معتمدة من طرف الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية .
وصدق من قال:"كم فيكِ يا جزائر من معجزات !" , فإنا لله وإنا إليه راجعون .
149-غريب أن نقول للعصفور- بعد أن نضعه في بيت ونغلق عليه الأبواب والنوافذ :"أنت بألف خير . من مثلُك وأنت في بيت كبير ! ". إنه لو تكلم لقال :"أنتم تستهزئون بي ! لأن السجن هو السجن". وهل هناك فرق بين هذا المثال ومثال من قال عن "عباسي مدني" (حين كان في السجن للمرة الأخيرة , لمدة 12 سنة ) بأنه بألف خير , في مكان يشبه القصر , وبأنه لا يحتاج إلى شيء !. أهذا كلام معقول يمكن أن يقوله مسؤول رفيع في الدولة الجزائرية ؟!. إن السجنَ هو السجنُ , ومن ذاق مرارة السجن يفهمُ هذا الكلامَ أكثر . إنه لا شيء أغلى في الوجود بعد الإيمان والعقل من الحرية . الله الله يا حكام في شعوبكم المظلومة والمقهورة !. اتقوا دعوتهم فإنها مستجابة , وقد لا يكون بينها وبين الله حجاب .
150-على الإسلاميين أن :
- يطالعوا لكل العلماء المسلمين . وكذلك للعلماء المسلمين ولغيرهم .
-كما أن عليهم أن يتصلوا بكل الناس وبكل الأحزاب وبكل ..
- وعليهم أن يتصلوا بكل المسؤولين , إذا أتيحت لهم الفرصة لذلك , لكن بعيدا عن أية مداهنة أو نفاق.
- وعليهم أن يتفتحوا على الثقافة الغربية , ليأخذوا منها ما يصلح لصالح دينهم ودنياهم , وليعرفوا كيف يحذِّرون مما فيها من شر .
151-اعتراف الداعية بالخطأ أو بالخطيئة شرط أساسي- شرعا ودعوة وقانونا وسياسة - من أجل عدم الوقوع في ذلك مرة أخرى .
152- يا دعاة الجزائر في برلمان الجزائر ما بالُكم أشبعتُم بطونَكم مالاً, وأغلقتم أفواهَكم عن الشعارات التي طالما رفعتموها من قبل مثل "تطبيق الشريعة الإسلامية " أو" إقامة الدولة الإسلامية " أو " الحكم بما أنزل الله " . أجيبونا بالله عليكم !
أسمِعوا – ولو بمجرد الكلام - الشعبَ وكذا السلطةَ وكذا زملاءَكم من البرلمانيين بصوت مرتفع . أسمعوا الجميعَ هذه الشعارات وأمثالها أو أقنعونا بالذي منعكم من الكلام , وأنتم تدَّعون أنكم تمثلون الشعبّ في الحديث نيابة عنه . وإذا كنا نقول لحكامنا مثلا الذين أعطوا الشرعية للجبهة الإسلامية للإنقاذ أيام زمان , ثم لما فازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية أقالوا رئس الجمهورية , وألغوا نتائج الانتخابات , وأدخلوا جزءا لا بأس به ممن انتخبَ عليهم الشعبُ , أدخلوهم السجنَ , ثم ... قالوا للشعب " أنت لا تعرف مصلحتك الحقيقية , ومنه فنحن ألغينا نتائج الانتخابات لننقذَ البلادَ والعباد من شرِّ الإسلاميين"!!! , وقالوا لنا كذلك نحن المواطنين البسطاء " ألغينا المسار الانتخابي , ولكننا لم نلغ المسار الديموقراطي"!!!. إذا كنا نقول لحكامنا هؤلاء :" إذا كانت هذه هي الديموقراطية عندكم فلعنة الله عليها مليون مرة " .
قلتُ : إذا كنا نقول لحكامنا هذه الكلمة وبصوت مرتفع , فإننا نقول للإسلاميين في البرلمان الذين أصبحتْ وظيفتُهم هي فقط تزيين ديموقراطية الجزائر , ورفع الأيدي في البرلمان بالموافقة على كل مشاريع الحكومة , وقبل ذلك وبعد ذلك أصبحتْ وظيفتُهم هي ملأَ الجيوب والبطون بعرض الدنيا الزائل , لهم ولأتباعهم في الحزب ولمعارفهم و... نقول لهؤلاء الإسلاميين [إذا كنتم تسمون سيرتكم "حكمة " فلعنة الله عليها من حكمة ].
153-هناك من الإسلاميين السياسيين المتشدد الذي يكاد يُحرِّم كل شيء لأنه لا يفهم لا الدين ولا السياسة , ومنهم المتساهل الذي يكاد يبيح كلَّ شيء لأنه – شاء أم أبى - يريد أن يُخضِعَ الدين للسياسة .
154-خسِرَت الجزائر في السنوات الأخيرة ( من 1992 م إلى 2000 م ) الأموال الطائلة من أجل "الأمن" (أمنُ منْ ؟! لا أدري ! ) والتي كانت السلطة هي السبب الأول في تدهوره بإلغاء انتخابات 91 م , ثم من دفعَ ويدفعُ ثمنَ ذلك كله في النهاية ؟ إنه الشعبُ الذي هبط مستواه المعيشي والاقتصادي من المتوسط إلى الضعيف أو الضعيف جدا .
155-يقول البعض من الناس في الجزائر في السنوات الأخيرة بأن انتخابات ديسمبر 91 م كانت مزوَّرة (بعد أن أعلن وزير الداخلية وكذا رئيس الحكومة آنذاك , وسُجِّل ذلك في الجريدة الرسمية بأنها كانت حرة ونزيهة ) . وكل عاقل يقول بأنها لو كانت بالفعل مزورة ما كانت السلطة لتضطر إلى :
أولا: أن تلغيها نهائيا بالطريقة التي ألغتها بها .
ثانيا: ولا أن تلغي الدور الثاني منها .
ثالثا: ولا أن تُدخل الكثير ( حوالي 5000 شخصا ) منهم منتخَبون إلى السجن في ليلة واحدة .
رابعا: ولا أن تعلِن عن حالة الطوارئ .
وما كانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ لتلجأ إلى ما لجأت إليه . وما كانت الدنيا كلها لتستنكر على النظام في بلادنا إلغاءَه للانتخابات .
يتبع :

أبو خولة 05-08-2007 07:50 PM

تتمة الرسالة :
 

156-يجب (ولا يجوز فقط) على الدولة الإسلامية أن تستورد ما عند الغير من العلوم الكونية التي ليس عندها , لتساعدها على النهوض أكثر بنفسها . لكن لا يجوز لها بأي حال من الأحوال أن تستورد الأصول في العلوم الإنسانية ( الاقتصاد والاجتماع والسياسة والتربية والتعليم وعلم النفس والحقوق و..) لأن :
أولا: ما جاء في القرآن والسنة من أصول هذه العلوم هو من صميم الدين الذي أُمِرتْ الدولة الإسلامية أن تطبقه على المجتمع الإسلامي , ولا معنى للإسلام بدون هذه الأصول .
ثانيا : لأن العلوم الكونية كالفيزياء والكيمياء لا جنسية لها , أما العلوم الإنسانية فلها دوما جنسيتُها . وجنسية هذه العلوم في ظل الدولة الإسلامية يجب أن تكون إسلامية ربانية .
ثالثا : لأن ما جاء في القرآن والسنة من أصول هذه العلوم لا يمكن (ماضيا وحاضرا ومستقبلا ) أن يوجَد خيرٌ منه في الدنيا كلها (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).
157-يجب أن نعمل مرة من أجل إقامة دولة الإسلام , ومرتين من أجل المحافظة عليها بعد أن تقوم .
158- من واجبات دعاة الإسلام اليوم :
* المعرفة الدقيقة للإسلام .
* عدم التسرع والانفعال .
* الكياسة والفطانة .
* التفقه في السياسة الشرعية أولا ثم السياسة العملية ثانيا عند المسلمين وعند الكفار في الحاضر وفي الماضي .
* نبذ التعصب في كل شيء وفي أي شيء .
* بذل الجهد والوقت والمال , من أجل نشر الوعي الإسلامي بين صفوف عامة الناس .
* اختيار وتفضيل العمل العلني (في حدود الإمكان) على العمل السري , لأن سيئات الأول أقل بكثير من سيئات الثاني .
159-قال أغلب العلماء قديما وحديثا بأن المرتد (وهو الذي دخل من قبل في الإسلام مختارا ثم كفر بعد ذلك ) يُستتاب ليوم أو أيام ثم يُقتل بعد ذلك إن أصر على كفره ولم يتب ويدخل في الإسلام من جديد .
لكن قال آخرون معاصرون كذلك- مهما كانوا قلة - بأن المرتد لا يُقتَل إلا إذا حمِلَ السلاحَ ضد الدولة الإسلامية فيُقتَل عندئذ لحمله السلاح لا لردته .
160- إن الجمهور أو الشعب لا يتحمَّسُ لحزب إسلامي ولا لدعوة إسلامية ولا لتنظيم إسلامي ولا لجماعة إسلامية إلا :
ا-إذا فهم الجمهورُ مقاصدَ الحزب وأهدافَه , وهذا يتطلب من الإسلاميين الصراحة التامة مع الشعب .
ب-إذا وجد الجمهورُ عند الإسلاميين (أو غلب على ظنه أنه سيجدُ ) حلا حقيقيا لمشاكله الحقيقية التي يعاني منها .
161-نحن نحتاج حاليا -على الأقل في مجال السياسة-إلى مفكرين ناضجين أكثر مما نحتاج إلى خطباء .
162-يجب أن يكون الفرق واضحا بين الخطأ الحركي والشرعي , وكذا بين الخطيئة الحركية والشرعية .
نسأل الله أن يرزقنا الصواب والإخلاص له وحده في كل أقوالنا وأفعالنا . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه . اللهم انصر الإسلام والمسلمين في أية بقعة يعيش عليها مسلمٌ . اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى . اللهم اهدنا واهد حكامنا وعلماءنا ودعاتنا إلى سواء السبيل , واجعل الجميع عبيدا بحق لله , ولله وحده . الإسلام منتصرٌ بنا أو بغيرنا , نسأل الله أن ينصره بنا آمين .
والله الموفق والهادي لما فيه الخير
رميته عبد الحميد , ميلة , الجزائر



الساعة الآن : 05:09 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 122.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 121.89 كيلو بايت... تم توفير 0.92 كيلو بايت...بمعدل (0.75%)]