ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=41)
-   -   من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=255945)

ابوالوليد المسلم 01-04-2021 04:49 PM

من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (1)


د. أحمد خضر حسنين الحسن

الفضيلة الأولى: ثبتت له صلى الله عليه وسلم النبوة وختمها وآدم عليه السلام منجدل في طينته:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قالوا: يا رسول الله، متى وجبت لك النبوة؟ قال: وآدم بين الروح والجسد)؛ حسن صحيح؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح غريب.

2- وعن ميسرة الفجر قال: "قلت: يا رسول الله، متى كنتَ نبيًّا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد"؛ صحيح[1].

3- وعَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنِّي عَبْدُ اللهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ)؛ حديث صحيح لغيره[2].

4 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال:"فضلت علي الأنبياء بست...... وختم بي النبيين "رواه مسلم، وسيأتي كاملاً قريباً.

الفضيلة الثانية: اختار الله له القبيلة والآباء والأجداد:
5- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خرجتُ من نكاح، ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء)؛ حسن.

رواه الطبراني في الأوسط وابن عدي وغيرهما، وقد حسَّن الحديث الألباني في صحيح الجامع، وللحديث شواهدُ وطرق كثيرة.

6- وعن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)؛ رواه مسلم.

7- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله حين خلق الخلق، بعث جبريل، فقسم الناس قسمين، فقسم العرب قسمًا، وقسم العجم قسمًا، وكانت خيرة الله في العرب، ثم قسم العرب قسمين، فقسم اليمن قسمًا، وقسم مُضر قسمًا، وقسم قريشا قسمًا، وكانت خيرة الله في قريش، ثم أخرجني من خير ما أنا منه)؛ حسن الإسناد[3].

8- وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وصحبه وسلم: (لَما خلق الله الخلق، اختار العرب، ثم اختار من العرب قريشًا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم، فأنا خيرة من خيرة)؛ صحيح؛ رواه البيهقي في الدلائل، والحاكم في المستدرك وصحَّحه، وسكت عنه الذهبي.

9- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي جبريل: قلَّبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد رجلًا أفضل من محمد، ولم أجد بني أب أفضل من بني هاشم)؛ صحيح متنًا[4].


[1] رواه الإمام أحمد والبخاري في التاريخ، والطبراني والحاكم وصحَّحه، كما صححه الألباني في صحيح الجامع برقم4581، وقال الحافظ الغماري: سنده قوي.

[2] رواه أحمد في المسند، وقال الشيخ شعيب حفظه الله: (حديث صحيح لغيره).

[3] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، وقال ابن حجر الهيتمي في (مبلغ الأرب في فخر العرب): سنده حسن.

[4] رواه الطبراني والبيهقي وغيرهما، وقال الحافظ ابن حجر: لوائح الصحة ظاهرة على صفحات المتن.









ابوالوليد المسلم 01-04-2021 04:51 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (2)











هو دعوة إبراهيم وبشارة عيسى عليهما السلام ورؤيا أمه آمنة التي رأت




د. أحمد خضر حسنين الحسن








10- عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك، قال: (... دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام)؛ صحيح الإسناد[1].







11- وعن ‏أبي أمامة‏ ‏قال‏: قلت: يا نبي الله، ما كان أول بدء أمرك، قال: (‏دعوة أبي ‏‏إبراهيم،‏ ‏وبشرى ‏عيسى، ‏‏ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منه قصور ‏الشام)؛ إسناده حسن؛ رواه أحمد، وإسناده حسن، وله شواهد تقوِّيه‏،‏ ورواه الطبراني‏.‏







12- وعن أبي مريم الكندي قال: أقبل أعرابي من بهز حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد عند حلقة من الناس، فقال: ألا تعلمني شيئًا تعلمه وأجهله وينفعني لا يضرك؟ فقال الناس: مَه مَه اجلِس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دَعوه فإنما سأل الرجل ليعلم"، فأفرجوا له حتى جلس، فقال: أي شيء كان أول من أمر نبوَّتك؟ قال: "أخذ الله عز وجل مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم، وبشَّر بي المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام، ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت لها منه قصور الشام)[2].







13-وعن العرباض بن سارية أن رسول الله قال: (... وذكر الحديث وفيه: أنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ)[3].







14 -عن عبدالله بن أبي الجهم عن أبيه عن جده، قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبدالمطلب، قال: (بينا أنا نائم في الحجر، إذ رأيت رؤيا هالتني، ففزعت منها فزعًا شديدًا، فأتيت كاهنة قريش، وعليَّ مطرف خز، وجمتي تضرب منكبي، فلما نظرت إليَّ عرفت في وجهي التغير، وأنا يومئذ سيد قومي، فقالت: ما بال سيدنا قد أتانا متغير اللون، هل رأيت من حدثان الدهر شيئًا؟ فقلت: بلى، وكان لا يكلمها أحد من الناس، حتى يقبل يدها اليمنى، ثم يضع يده على أم رأسها يبدو بحاجته، ولم أفعل؛ لأني كنت كبير قومي، فجلست، فقلت: "إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر، كأن شجرة نبتت قد نال رأسها السماء، وضربت بأغصانها المشرق والمغرب، وما رأيت نورًا أزهرَ منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفًا، ورأيت العرب والعجم ساجدين لها، وهي تزداد كل ساعة عظمًا ونورًا وارتفاعًا، ساعة تزهر، ورأيت رهطًا من قريش قد تعلَّق بأغصانها، ورأيت قومًا من قريش يريدون قطعها، فإذا دنوا منها أخَّرهم شاب لم أر قط أحسن منه وجهًا، ولا أطيب منه ريحًا، فيكسر أضلعهم، ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول منها نصيبًا، فمنعني الشاب، فقلت: لمن النصيب؟ فقال: النصيب لهؤلاء الذين تعلَّقوا بها وسبقوك إليها، فانتبهت مذعورًا فزعًا، فرأيت وجه الكاهنة قد تغيَّر، ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجنَّ مِن صُلبك رجل يملك المشرق والمغرب، ويدين له الناس"، ثم قال لأبي طالب: لعلك تكون أبا هذا المولود، فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج، ويقول: كانت الشجرة والله أعلم أبا القاسم الأمين، فيقال له: ألا تؤمن به؟ فيقول: السُّبة والعار)؛ رواه أبو نعيم في الحلية.







فقال: مَن فسَّرها له وهو أحد حكماء ذلك الزمان بعد أن قص عليه الرؤيا: "ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب، ويدين له الناس".







[1] أخرجه الطبري في تفسيره (1/ 566)، والحاكم في مستدركه (2/ 600)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو في السلسلة الصحيحة، للألباني رقم (1545).




[2] حسَّنه الألباني في صحيح الجامع (222).





[3] رواه أحمد (16700)؛ قال الهيثمي في مجمع الزوائد: وإسناده حسن؛ ا .هـ.











ابوالوليد المسلم 01-04-2021 05:04 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 





من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (3)










تسليم الحجر والجبل والشجر عليه وشهادتها له بالرسالة قبل البعثة وبعدها



د. أحمد خضر حسنين الحسن




15- عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلِّم عليَّ قبل أن أبعث إني لأعرفه الآنرواه مسلم.







16- عن علي رضي الله عنه قال: "كنتُ مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله"؛ رواه الترمذي.







17- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (خرج أبو طالب إلى الشام ومعه محمد صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب بحيرى، نزلوا فخرج إليهم، وكان قبل ذلك لا يخرج إليهم، فجعل يتخلَّلهم وهم يحلُّون رحالهم، حتى جاء فأخذ بيده صلى الله عليه وسلم وقال: هذا سيِّد العالمين، هذا رسول ربِّ العالمين هذا يبعثه الله رحمةً للعالمين؛ فقال أشياخ قريش: وما علمك بهذا؟ قال: إنَّكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خرَّ ساجدًا، ولا يسجدون إلا لنبيٍّ ...إسناده قوي[1].




18- عن أنس بن مالك وعلي، وروى البزار والبيهقي عن عمر - أن ثلاثة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين قالوا: كان الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم قد حزن حزنًا شديدًا من تكذيب الكفار له، (قال: اللهم، أرني آية لا أبالي من كذَّبني بعدها)، وفي رواية أنس أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم ورآه حزينًا: أتحب أن أريك آية، قال: نعم، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شجرةٍ من وراء الوادي، فقال: ادعُ تلك الشجرة، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، قال: مُرها فلترجع، فعادت إلى مكانهاإسناده حسـن[2].







19- وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فدنا منه أعرابي، فقال: يا أعرابي، أين تريد؟ قال: إلى أهلي، قال: هل لك إلى خير؟ قال: وما هو؟ قال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبدهُ ورسوله، قال: مَن يشهد لك على ما تقول؟ قال: هذه الشجرةُ السَّمُرة، وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تَخُدُّ الأرض، حتى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثًا فَشهِدت أنه كما قال، ثم رجعت الى مكانهاصحيح[3].







20- وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: بِمَ أعرف أنك نبي؟ قال: أرأيت لو دعوت هذا العذق من هذه النخلة، أتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم، فدعا العذق، فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض، فجعل ينقز حتى انتهى إليه، فقام بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ارجع إلى مكانك فرجع إلى مكانه، فأسلم الأعرابيصحيح الإسناد؛ رواه أحمد والبخاري في التاريخ والترمذي والحاكم وصححاه وغيرهم.








[1] رواه ابن أبي شيبه واللفظ له، والترمذي وحسنه، وأبو نعيم، والحاكم وصححه، والتيمي والبيهقي، وكلهم من طريق قراد [واسمه عبدالرحمن بن غزوان الضَّبِّي]، وهو ثقة، عن يونس بن أبي إسحاق - وهو صدوق من رجال مسلم - عن أبي بكر بن أبي موسى - وهو ثقة - عن أبيه، وقال الحافظ رحمه الله في الفتح - عند شرحه لحديث السيدة عائشة رضى الله عنها في بدء الوحي -: وأول ذلك مطلقًا ما سمعه من بحيرا الراهب، وهو عند الترمذي بإسناد قوي عن أبي موسى …إلخ.




[2] أورده القاضي عياض في الشفا (1/ 302)، وأورده الهـيثمي في المجـمــع (9/ 10)، وقـال: رواه البزار وأبو يعـلى، وإسـناد أبي يعلى حسن، وفي كنز العمال (2/ 354) زاد نسبته الى البيهقي في الدلائل وحسن إسناده.




[3] أخرجه في الشفا (1/ 298)، وفي مجمع الزوائد (8/ 292)، قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى والبزار، وأورده ابن كثير في البداية (6/ 125)، وعزاه للحاكم، وقال الحافظ: وهذا إسناد جيد ولم يُخرجوه ولا رواه أحمد، وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب (4/ 16 رقم 3836)، قال المحقق: قال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند صحيح والبزار والطبراني، وابن حبان في صحيحه، وعزاه في المشكاة (5925) إلى الدارمي في سننه، وصححه محقق الشفاء.




















ابوالوليد المسلم 01-04-2021 05:12 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (4)












د. أحمد خضر حسنين الحسن




شق له صدره عدة مرات عناية به من رب الأرض والسماوات:



أولًا: شق صدره صلى الله عليه وسلم وهو في سن الرابعة من عمره الشريف ببنى سعد:



1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظُّ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمَّدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره)؛ رواه مسلم.







2- عن عرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى عليهما السلام، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، واستُرضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا في بهم لنا، أتاني رجلان عليهما ثياب بيض، معهما طست من ذهب مملوء ثلجًا، فأضجعاني فشقَّا بطني، ثم استخرجا قلبي، فشقاه فأخرجا منه علقة سوداء، فألقياها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى انقياه رداه كما كان، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته، فوزنني بعشرة فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة من أمته، فوزنني بمائة فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته فوزنني بألف فوزنتهم، فقال: دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم)؛ صحيح[1].







ثانيًا: شق صدره صلى الله عليه وسلم وهو في السنة العاشرة من عمره الشريف:



1- عن أُبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئًا على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله، ما أول ما رأيت في أمر النبوة؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، وقال: (لقد سألت أبا هريرة، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر، وإذا بكلام فوق رأسي، وإذا رجل يقول لرجل: أهو هو، قال: نعم، فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط، وأرواح لم أجدها من خلق قط، وثياب لم أرها على أحد قط، فأقبلا إليَّ يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضْجِعه، فأضجعاني بلا قصر ولا هصر، وقال أحدهما لصاحبه: أفلق صدره، فهوى أحدهما إلى صدري، ففلقها فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له: أخرِج الغل والحسد، فأخرج شيئًا كهيئة العلقة، ثم نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرأفة والرحمة، فإذا مثل الذي أخرج يشبه الفضة، ثم هز إبهام رجلي اليمنى، فقال اغدوا سلم، فرجعت بها أغدو رقة على الصغير ورحمة للكبير)؛ رجاله ثقات[2].







ثالثًا: شق صدره صلى الله عليه وسلم عند البعثة:



1- عن عروة بن الزبير، يحدث عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسول الله، كيف علمت أنك نبي؟ قال: «ما علمت حتى أُعلِمت ذلك يا أبا ذر، أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة»، فقال أحدهما: أهو هو؟ قال: فزنه برجل، «فوزنت برجل فرجحته»، قال: فزنه بعشرة، «فوزنني بعشرة فوزنتهم»، ثم قال: زنه بمائة، «فوزنني بمائة فرجحتهم»، ثم قال: زنه بألف، «فوزنني بألف فرجحتهم»، ثم قال أحدهما للآخر: لو وزنته بأُمَّته رجحها، ثم قال أحدهما للآخر: شق بطنه فشق بطني، فأخرج منه فغم الشيطان، وعلق الدم فطرحها، فقال أحدهما للآخر: اغسل بطنه غسل الإناء، واغسل قلبه غسل الملاء، ثم دعا بالسكينة كأنها رهرهة بيضاء فأُدخلت قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: خِطْ بطنه فخاط بطني، وجعلا الخاتم بين كتفي، فما هو إلا ولَّيا عني كأنما أعاين أو فكأنما أعاين الأمر معاينة)، وزاد ابن معمر في حديثه (فجعلوا ينثرون عليَّ من كفة الميزان)[3].







رابعًا: شق صدره صلى الله عليه وسلم عند الإسراء والمعراج:



1- عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أُسري به، قال: (بينما أنا في الحطيم، وربما قال: في الحجر مضطجع بين النائم واليقظان، أتاني آت فشق ما بين هذه إلى هذه، قال الراوي من ثغرة نحره إلى شعرته، فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوء إيمانًا، فغسل قلبي ثم حشِي ثم أعيد)؛ رواه ابن حبان وصححه الألباني.







[1] أخرجه في المستدرك على الصحيحين وصححه الألباني 1545.




[2] رواه أحمد (5/ 139)، وقال الهيثمي في المجمع: رواه عبدالله (يعني ابن أحمد)، ورجاله ثقات، وثقهم ابن حبان (8/ 222، 223).




[3] قال في البحر الزخار ( 9/414 ): (وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم سمع عروة من أبي ذر)، وأخرجه البزار (9/437، رقم 4048)، قال الهيثمي (8/255): فيه جعفر بن عبدالله بن عثمان بن كثير، وثقه أبو حاتم الرازي وابن حبان، وتكلم فيه العقيلي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، وانظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة ( 3/ 483 ).











ابوالوليد المسلم 01-04-2021 05:14 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (5)











د. أحمد خضر حسنين الحسن




الفضيلة الثالثة عشرة: حرس الله السماء من استراق الجن السمع عند بعثته الشريفة



عن ابن عباس قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن وما رآهم، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأُرسلت عليهم الشُّهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأُرسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك إلا من شيء حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا ما هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها، فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يُصلي بأصحابه صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن، استمعوا له وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1، 2]، فأنزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ﴾ [الجن: 1]؛ متفق عليه.







قال القرطبي: (كان الجن يقعدون مقاعد لاستماع أخبار السماء، وهم المردة من الجن، كانوا يفعلون ذلك؛ ليستمعوا من الملائكة أخبار السماء حتى يلقوها إلى الكهنة، فحرسها الله بالشُّهب المحرقة، فقالت الجن حينئذ: ﴿ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا ﴾ [الجن: 9]؛ تفسير القرطبي (19 /12).








ابوالوليد المسلم 01-04-2021 05:17 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (6)











د. أحمد خضر حسنين الحسن




علم اليهود ببلد مولده وتاريخه من قبل



عن سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري رضي الله عنه - وكان من أصحاب بدر - قال: كان لنا جار من يهود في بني عبدالأشهل، فخرج علينا يومًا من بيته قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بيسير، فوقف على مجلس عبدالأشهل - وأنا يومئذ أحدث من فيه سنًّا، علي بردة مضطجعًا فيها بفناء أهلي - فذكر البعث، والقيامة، والحساب، والميزان، والجنة والنار، فقال ذلك لقوم أهل شرك، أصحاب أوثان، لا يرون أن بعثًا كائن بعد الموت، فقالوا له: ويْحَك يا فلان، أترى هذا كائنًا؟ أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار؟ يجزون فيها بأعمالهم؟ فقال: نعم، والذي يحلف به، لودَّ أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدنيا، يحمونه ثم يُدخلونه إياه، فيطبق به عليه، وأن ينجو من تلك النار غدًا، فقالوا له: ويْحَك وما آية ذلك؟ قال: نبي يبعث من نحو هذه البلاد - وأشار بيده نحو مكة واليمن - فقالوا: ومتى تراه؟ فنظر إليَّ وأنا من أحدثهم سنًّا، فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يُدركه، قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار، حتى بعث الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو حي بين أظهرنا فآمنَّا به، وكفر به بغيًا وحسدًا، فقلنا له: ويلك يا فلان، ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت؟ قال: بلى، ولكنه ليس به)؛ إسناده حسن[1].







عن عائشة قالت: "كان يهودي قد سكن مكة، فلما كانت الليلة التي وُلد فيها النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يا معشر قريش، هل وُلد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: لا نعلم، قال: فإنه وُلد في هذه الليلة نبي هذه الأمة، بين كتفيه علامة، لا يرضع ليلتين؛ لأن عفريتًا من الجن وضع يده على فمه، فانصرفوا فسألوا، فقيل لهم: قد وُلد لعبدالله بن عبدالمطلب غلامٌ، فذهب اليهودي معهم إلى أمِّه فأخرجته لهم، فلما رأى اليهودي العلامة خرَّ مغشيًّا عليه، وقال: ذهبت النبوة من بني إسرائيل، يا معشر قريش، أما والله ليَسْطُوَنَّ بكم سطوةً يَخرُج خبرُها من المشرق والمغرب"، قال ابن حجر: إسناده حسن[2].







[1] قال ابن حجر: (أخرجه أحمد وصححه ابن حبان)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، وانظر صحيح السيرة ص59، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.





[2] فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام.










ابوالوليد المسلم 01-04-2021 05:19 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (7)








أنه أكرم ولد آدم على ربه



د. أحمد خضر حسنين الحسن


عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال لي جبريل: قلَّبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد رجلًا أفضل من محمد، ولم أجد بني أبًا أفضل من بني هاشم؛ صحَّحه ابن حجر، رواه الطبراني والبيهقي وغيرهما، وقال الحافظ ابن حجر: لوائح الصحة ظاهرة على صفحات المتن.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا سيدُ ولدِ آدم ولا فخر، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع)؛ رواه مسلم.



وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... وأنا أكرم ولد آدم يومئذ على ربي ولا فخر، يطوف علي ألف خادم كأنهم اللؤلؤ المكنون)؛ إسناده حسن؛ رواه الدارمي، ورواه الترمذي، وقال: حسن غريب، والبيهقي، واللفظ له.



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة، فرفع إليه الذراع وكانت تُعجبه، فنهس منها نهسة، وقال: (أنا سيد القوم يوم القيامة هل تدرون بِمَ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيُبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي، وتدنو منهم الشمس، فيقول بعض الناس: ألا ترون إلى ما أنتم فيه؟ إلى ما بلغكم، ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس: اذهبوا إلى أبيكم آدم فيأتونه فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلَقك الله بيده ونفخ فيك من رُوحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكَنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ فيقول: ربي غضب غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحًا فيقولون: يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله عبدًا شكورًا، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما بلغنا، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ فيقول: ربي غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، نفسي نفسي، ائتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فيأتوني فأسجد تحت العرش، فيقال: (يا محمد، ارفع رأسك، واشفَع تشفَّع وسلْ تُعطه)؛ متفق عليه.







ابوالوليد المسلم 02-04-2021 04:03 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (8)

د. أحمد خضر حسنين الحسن


كثرة أسمائه الشريفة المتضمنة للأوصاف المنيفة




لَمَّا كانت كثرة الأسماء تدل على عِظم المسمى، كانت أسماء الله تعالى لا حصر لها، ولهذا أكرم الله النبي صلى عليه وسلم بكثرة الأسماء الشريفة، ومما تميزت به أسماؤه صلى الله عليه وسلم أنها تتضمن صفات جليلة، وإليك بعضها:

عن المطلب بن أبي وداعة قال: قال العباس: "إن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه بعض ما يقول الناس، قال: فصعد المنبر"، فقال: (من أنا؟)، قالوا: أنت رسول الله، قال: (أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، إن الله خلق الخلق، فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين، فجعلني في خيرهم فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، وجعلهم بيوتًا فجعلني في خيرهم بيتًا، فأنا خيركم بيتًا، وخيركم نفسًاصحيح[1].



وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لي أسماءً، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحدرواه مسلم.



وفي رواية له: (ونبي التوبة، ونبي الرحمة)؛ صحيح، وزاد الطبراني في الكبير: [ونبي الملحمة]؛ صححه الألباني في صحيح الجامع 1473.



وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: (كَان رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً، فَقَالَ: أَنَا مُحَمد، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِرواه مسلم .



وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: (قرأت في التوراة صفة النبي صلى الله عليه وسلم: محمد رسول الله، عبدي ورسولي، سميته المتوكل، ليس بفظٍّ ولا غليظرواه البخاري، فمن أسمائه: المتوكل.



وعن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إنما أنا مبلغ والله يهدي، وقاسم والله يعطي، فمن بلغه مني شيء بحسن رغبة، وحسن هدى، فإن ذلك الذي يبارك له فيه، ومن بلغه مني شيء بسوءِ رغبة، وسوء هدي، فذاك الذي يأكل ولا يشبعصحيح؛ رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.



وعن أبي هريرة أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا أبو القاسم، الله يعطي وأنا أقسمصحيح، رواه الحاكم وصححه، وسلمه الذهبي.



عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسمَّوْا باسمي، ولا تكنَّوْا بكُنيتي، فإنِّي أنا أبو القاسم، أقسم بينكم)؛ رواه مسلم.



وفي صحيح مسلم أيضًا عن جابر قال: ولد لرجل منا غلام، فسماه محمَّدًا، فقلنا: لا نُكنيك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تستأمره، قال: فأتاه فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإنما بعثت قاسمًا أقسم بينكم)[2].



وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفعرواه مسلم، فمن أسمائه: سيد ولد آدم.



وعن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال: "انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم ...) في حديث طويل، وفيه (فوالله إني لأنا الحاشر وأنا العاقب، وأنا النبي المصطفى، آمنتم أو كذبتم، ثم انصرف)؛صحيح، وسيأتي بطوله في الفضيلة السادسة من هذا القسم، ففيه من أسمائه الشريفة: الحاشر والعاقب والمصطفى.



وعن جابر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا وميسرًا))؛ رواه مسلم برقم 1478، فمن أسمائه: المعلِّم.



وعن معاوية بن الحكم السُّلمي، قال: بينا أنا أُصلِّي مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذ عَطَس رجلٌ من القوم، فقلتُ: يرحمك الله، فرماني القومُ بأبصارهم، فقلت: واثُكل أُمِّياه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلمَّا رأيتهم يُصمِّتونني، لكنِّي سكت، فلمَّا صلَّى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فبأبي هو وأمي، ما رأيتُ معلِّمًا قبلَه ولا بعدَه أحسنَ تعليمًا منه، فوالله ما كَهَرني ولا ضَرَبني ولا شتَمني) ... إلخ؛ رواه مسلم رواه برقم 537.



وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (اسم النبي صلى الله عليه وسلم في التوراةالضحوك القتال، يركب البعير ويلبس الشملة، ويَجتزئ بالكسرة، وسيفه على عاتقه)[3].





[1] رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع 1472 .




[2] قال الغماري رحمه الله: (فهذه الروايات الصحيحة تبيِّن أنه صلى الله عليه وآله وسلم يقسم بين أمَّته ما يرزقهم الله من معارف وعلوم وأموال وغيرها، وليس قسمه عليه الصلاة والسلام خاصًّا بمالي الفيء والغنائم، بل هو عام كما ذكرنا، والله أعلم)؛ انظر الأحاديث المنتقاة في فضائل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الحديث رقم (20).




[3] أثبت هذين الاسمين ابن القيم وابن تيمية وأخرجه – بسنده - ابن فارس في (أسماء رسول الله ومعانيها)؛ انظر سبل الهدى والرشاد - الصالحي للشامي ج1، ص 483، ونسَبه إلى ابن فارس في (أسماء رسول الله ومعانيها)، وذكر سند ابن فارس الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه الرياض الأنيقة ص202، قال: قال ابن فارس: حدثنا سعيد بن محمد بن نصر، حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، حدثنا عبدالعزيز بن سعيد عن موسى بن عبدالرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (اسمه في التوراة: أحمد الضحوك القتال، يركب البعير ويلبس الشملة، ويجتزئ بالكسرة سيفه على عاتقه).














ابوالوليد المسلم 02-04-2021 04:05 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (9)

د. أحمد خضر حسنين الحسن




من فضائل النبي: أنه الأمي الذي علم البشرية















عن عائشة رضي الله عنها - في حديث بدء الوحي - قالت: أول ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة .... حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال لي: اقرأ، قال: قلت: ما أنا بقارئ)؛ متفق عليه.







وعن ابن عمر رضي الله عنهما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنا أُمة أُميَّة لا نكتُب و لا نحسِب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة، والشهر هكذا وهكذا؛ يعني تمام ثلاثين)؛ متفق عليه.







وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان يومُ القيامة قامت ثُلة من النَّاس يسدون الأفق نورهم كالشمس، فيقال: النبيُّ الأمي فيتحسس لها كلُّ نَبيٍّ فيُقَالُ: محمد وأمته، ثم تقوم ثُلَّةٌ أخرى يَسدُّ ما بين الأفق نُورهم كالقمر ليلة البدر، فيقال: النبي الأمي، فيتحسس لها كل شيءٍ، فيقال: محمدٌ وأمته، ثم تقوم ثُلةٌ أخرى يسد ما بين الأفق نورهم مثل كوكب في السماء، فيقال: النبي الأمي، فيتحسس لها كل شيءٍ، فيقال: محمدٌ وأمته، ثم يحثي حثيتين، فيقول: هذا لك يا محمد، وهذا مني لك يا محمد، ثم يوضع الميزانُ ويؤُخذ في الحساب)؛ إسناده حسن[1].








[1] صحيح الأحاديث القدسية للشيخ مصطفى العدوي، حديث رقم (89).










ابوالوليد المسلم 22-05-2021 01:32 AM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 




من فضائل النبي: إعلام الله تعالى لأهل الكتاب وسائر الأمم











بأوصافه الخَلْقية والخُلُقية (10)





د. أحمد خضر حسنين الحسن




عن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - قال: "انطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيد لهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا معشر اليهود، أروني اثني عشر رجلًا يشهدون أنه لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه"، قال: فأُسكتوا ما أجابه منهم أحدٌ"، ثم رد عليهم، فلم يُجبه أحد، ثم ثلَّث، فلم يجبه أحد، فقال: أبيتُم؟ فوالله إني لأنا الحاشر، وأنا العاقب، وأنا النبي المصطفى، آمنتم أو كذبتم، ثم انصرف، وأنا معه حتى إذا كدنا أن نخرج، نادى رجل من خلفنا: كما أنت يا محمد، فأقبِل، فقال ذلك الرجل: أي رجل تعلمون أني فيكم يا معشر اليهود؟ فقالوا: والله ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله منك، ولا أفقه منك، ولا من أبيك قبلك، ولا من جدك قبلَ أبيك، قال: فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة، فقالوا: كذبت، ثم ردوا عليه قوله، وقالوا فيه شرًّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبتم، لن يقبل قولكم، أما آنفًا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، ولَمَّا آمن كذبتموه وقلتم فيه ما قلتم؟ فلن يقبل قولكم، قال: فخرجنا ونحن ثلاثة، رسول الله - صلى الله عليه وسلم، وأنا، وعبدالله بن سلام، وأنزل الله عز وجل فيه: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 10]؛ صحيح[1].







في حديث أبي سفيان بن حرب رضي الله عنه - الطويل - قال هرقل ملك الروم عندما استلم رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم-: قد كنت أعلم أنه خارج، ولكن لم أظن أنه منكم، وإن يكُ ما قلت حقًّا، فيوشك أن يملِك موضع قدمي هاتين، ولو أرجو أن أخلُص إليه، لتجشَّمت لقيه، ولو كنت عنده لغسلت قدميه)؛ رواه البخاري.







وعن الفلتان بن عاصم قال: (كنا قعودًا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فشخص بصره إلى رجل في المسجد، فقال: يا فلان، فقال: لبَّيك يا رسول الله، قال: ولا ينازعه الكلام إلا قال يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتشهد أني رسول الله؟)، قال: لا، قال: (أتقرأ التوراة)، قال: نعم والإنجيل، قال: (والقرآن)، قال: (والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته)، قال: ثم ناشده هل تجدني في التوراة والإنجيل، قال: (أجد مثلك ومثل هيئَتك، ومثل مخرجك، وكنا نرجو أن يكون منَّا، فلما خرجت تحيَّرنا أن يكون أنت هو، فنظرنا فإذا ليس أنت هو)، قال: ولِمَ ذاك؟ قال: (إن معه من أمته سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ومعك يسير، قال: (فو الذي نفسي بيده، لأنا هو وإنهم لأُمتي، إنهم لأكثر من سبعين ألفًا وسبعين ألفًا)، قال في "مجمع الزوائد": (رواه الطبراني ورجاله ثقات من أحد الطريقين).








[1] صححه الألباني في صحيح السيرة ص81، صحيح موارد الظمآن: 1763، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في (حم): إسناده صحيح، وقال الألباني في صحيح الموارد عقب الحديث: استبعد ابن كثير نزولها في عبدالله بن سلام؛ لأنها مكيَّة, وابن سلام أسلم في المدينة، قلت: لا وجه لهذا الاستبعاد, وذلك لوجوه: الأول: مخالفته لهذا الحديث الصحيح, وله شاهد عن سعد بن أبي وقاص قال: "ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبدالله بن سلام"، قال: وفيه نزلت هذه الآية: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 10]، أخرجه البخاري (3812) ومسلم (2483)، الثاني: أنه ليس هناك نص صريح على أن الآية مكية، فيمكن أن تكون مدنية في سورة مكية؛ ا. هـ.












ابوالوليد المسلم 22-05-2021 01:33 AM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي











أن جعل الله وزنَه يرجح على الأمة بأكملها




د. أحمد خضر حسنين الحسن








عن أبي ذر الغفاري قال: قلت: يا رسول الله، كيف علمت أنك نبي حين استنبئت؟




فقال: يا أبا ذر، أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة، فوقع أحدهما على الأرض وكان الآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصحابه: أهو هو؟ قال: نعم، قال:



فزنه برجل فوُزنت به، فوزنته، ثم قال: فزنه بعشرة، فوُزنتُ بهم، فرجَحتهم، ثم قال:



زِنه بمائة فوُزنت بهم، فرجَحتهم، ثم قال: زنه بألف فوُزنت بهم، فرجَحتهم، كأني أنظر إليهم ينتثرون علي من خفة الميزان، قال: فقال أحدهما لصاحبه:لو وزنته بأمة لرجحها".








قال الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 2529: (هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات معروفون).







ابوالوليد المسلم 22-05-2021 01:37 AM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم











حفظه من الوقوع في الشرك والأكل مما ذُبح للأصنام (12)





د. أحمد خضر حسنين الحسن




عن هشام بن عروة عن أبيه قال: حدثني جار لخديجة أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول لخديجة: (أي خديجة، والله لا أعبد اللات والعزى، والله لا أعبُدها أبدًا)؛ رجاله ثقات من رجال الكتب الستة[1]







عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لقِي زيد بن عمرو ابن نفيل بأسفل بلدح - واد في طريق التنعيم إلى مكة - قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدِمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة - أي طعام - فأبَى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكُل مما تَذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذُكر اسمُ الله عليه، وأن زيد بن عمرو كان يَعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاةُ خلَقها الله وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تَذبحونها على غير اسم الله؛ إنكارًا لذلك وإعظامًا له)؛ رواه البخاري.








[1] رواه أحمد، وقال البنا في الفتح الرباني: لم أقف لغير الإمام أحمد، ورجاله ثقات من رجال الكتب الستة.










ابوالوليد المسلم 22-05-2021 01:40 AM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 





من فضائل النبي: حفظ الله تعالى له قبل بعثته من كشف عورته،











ومن الوقوع في شيء من أمر الجاهلية (13)









د. أحمد خضر حسنين الحسن




عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهما ـ قال: (لَمَّا بُنيت الكعبة ذهب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والعباس ينقلان الحجارة، فقال العباس للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اجعل إزارك على رقبتك، فخرَّ إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء، فقال: أرني إزاري فشدَّه عليه)، وفي حديث زكريا بن إسحاق: ( فسقط مغشيًّا عليه، فما رُئي بعد ذلك عريانًارواه البخاري.



اقرا ايضَا: قواعد ضبط الآيات المتشابهات (4)



عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏( ما هممتُ بقبيح مما كان أهل الجاهلية يهمون بها إلا مرتين الدهر، كلتاهما يعصمني الله عز وجل منها، قلت ليلة لفتى من قريش بأعلى مكة في أغنام لأهلنا نرعاها: انظر غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما يسمر الفتيان، قال: نعم، فخرجت، فجئت أدنى دار من دُور مكة، سمعت غناءً وضربَ دفوف وزمرًا، فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان تزوَّج فلانة، لرجل من قريش تزوج امرأة من قريش، فلهوتُ بذلك الغناء، وبذلك الصوت حتى غلبتني عيني، فما أيقظني إلا مسُّ الشمس، فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟ فأخبرته، ثم قلت له ليلة أخرى مثل ذلك، ففعل، فخرجت، فسمعت مثل ذلك، فقيل لي مثل ما قيل لي، فلهوتُ بما سمعت حتى غلبتني عيني، فما أيقظني إلا مسُّ الشمس، ثم رجعت إلى صاحبي، فقال لي: ما فعلت؟ فقلت: ما فعلت شيئًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوالله ما هممتُ بعدها بسوء مما يعمل أهل الجاهلية حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته)؛‏‏ إسناده حسن[1].







قال ابن هشام في السيرة: "فشبَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والله تعالى يكلؤه ويحفَظه، ويحوطه من أقذار الجاهلية، لِما يريد به من كرامته ورسالته، حتى بلغ أنْ كان أفضل قومه مُروءةً، وأحسنهم خلقًا، وأكرمهم حسبًا، وأحسنهم جوارًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنِّس الرجال، حتى سُمي في قومه الأمين، لِما جمع الله فيه من الأمور الصالحة".







[1] قال البوصيري: رواه ابن إسحاق بإسناد حسن، وابن حبان في صحيحه، ووافقهما ابن حجر، والسيوطي في الخصائص الكبرى 1/150، والحديث أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة 1/186 رقم 128 واللفظ له، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/33، 34/، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 2/267 من رواية البيهقي، وقال: هذا حديث غريب جدًّا، وقد يكون عن علي بن أبي طالب نفسه، ويكون قوله في آخره "حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته، مقحمًا؛ اهـ .


وقال عماد السيد محمد إسماعيل الشربيني في كتابه (رد شبهات حول عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في ضوء السنة النبوية الشريفة (1/90): ما قاله الحافظ ابن كثير يرده، إخراج الأئمة للحديث مرفوعًا، وتصحيح بعض الأئمة له.
















ابوالوليد المسلم 24-05-2021 11:14 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 





من فضائل النبي: حماية الله تعالى له من محاولة المشركين قتله قبل الهجرة (14)


د. أحمد خضر حسنين الحسن



















عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال أبو جهل: هل يعفِّر محمدٌ وجهَه بين أظهرِكم (يعني بالسجود والصلاة)؟ فقيل: نعم، فقال: واللاتِ والعزى، لئن رأيتُه يفعلُ ذلك لأطأنَّ على رقَبَتِه، أو لأعفِّرنَّ وجهَه في التراب، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي زعمَ ليطأَ على رقَبَتِه، قال: فما فجِئهم منه إلا وهو ينكُص على عقبيه، ويتقي (أي يحتمي) بيديه، فقيل له: مالَك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نارٍ وهوْلًا وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لوْدنا مني لاختطفته الملائكة عُضوًا عضوًا)؛ رواه البخاري.







وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: سألت عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «رأيتُ عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُصلي، فوضع رداءه في عنقه، فخنقه خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه، وقال: أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟!» [1].







وعن أبي بكر رضي الله عنهم قالوا: لما نزلت: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ [المسد: 1]، أقبلت العوراء أم جميل ولها ولولة، وفي يديها فهر وهي تقول: (مذممًا أبينَا، ودينه قلينَا، وأمره عصينَا، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر رضي الله عنه إلى جنبه، فقال أبو بكر: لقد أقبلت هذه، وأنا أخاف أن تراك، فقال: (إنها لن تراني)، وقرأ قرآنًا فاعتصم به؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ﴾ [الإسراء: 45]، فجاءت حتى أقامت على أبي بكر، فلم ترَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: أبن الذي هجاني وهجا زوجي، فقال: لا وربِّ هذا البيت ما هجاك، فولَّت، وهي تقول: قد علمت قريش أني بنت سيدها، وفي لفظ: يا أبا بكر، ما شأن صاحبك ينشد فيَّ الشعر، بلغني أن صاحبك هجاني، فقال أبو بكر: والله ما صاحبي بشاعر ولا هجاك، فقالت: أليس قد قال: ﴿ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 5]، فما يدريه ما في جيدي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قل لها: هل ترين عندي أحدًا، فإنها لن تراني، جعل الله بيني وبينها حجابًا)، فسألها أبو بكر، فقالت: أتهزأ بي، والله ما أرى عندك أحدًا، فانصرفت وهي تقول: قد علمت قريش أني بنت سيدها، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله، إنها لم ترك، فقال: (حال بيني وبينها جبريل، يسترني بجناحيه حتى ذهبت)[2].











[1] - أخرجه البخاري (3856).




[2] - قال الصالحي في سبل الهدى والرشاد، الجزء العاشر (رواه أبو يعلى وابن حبان والحاكم، وصححه ابن مردويه، والبيهقي).

















ابوالوليد المسلم 24-05-2021 11:16 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي


حماية الله تعالى له من محاولة المشركين قتله عند الهجرة(15)

د. أحمد خضر حسنين الحسن



عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، ونائلة وإساف: لو قد رأينا محمدًا، لقمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نفارقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: هؤلاء الملأ من قومك قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك، قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا عرف نصيبه من دمك؛ قال: "أبنيَّه، ائتيني بوضوء"؛ فتوضأ، ثم دخل المسجد، فلما رأوه، قالوا: ها هو ذا، فخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، فلم يرفعوا إليه بصرًا، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من تراب، وقال: "شاهت الوجوه"، ثم حصبهم، فما أصاب رجلًا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر"؛ رجاله رجال الصحيح[1].

وعنه رضي الله عنه قال: أن نفرًا من قريش من أشراف كل قبيلة، اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة، فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل، فلما رأوه قالوا: من أنت؟ قال: شيخ من نجد، سمعت أنكم اجتمعتم، فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم رأيي ونصحي، قالوا: أجل، ادخل فدخل معهم، فقال: انظروا في شأن هذا الرجل، والله ليوشكن أن يواثبكم في أمركم بأمره، قال: فقال قائل منهم: احبسوه في وثاق، ثم تربصوا به ريب المنون، حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء: زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، قال: فصرخ عدو الله الشيخ النجدي، فقال: والله ما هذا لكم برأي، والله ليخرجنه ربه من محبسه إلى أصحابه، فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم، فيمنعوه منكم، فما آمَن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم، قال: فانظروا في غير هذا، قال: فقال قائل منهم: أخرجوه من بين أظهركم، تستريحوا منه، فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع وأين وقع، إذا غاب عنكم أذاه واسترحتم، وكان أمره في غيركم، فقال الشيخ النجدي: والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حلاوة قوله وطلاوة لسانه، وأخذ القلوب ما تسمع من حديثه؟ والله لئن فعلتم، ثم استعرض العرب، ليجتمعن عليكم ثم ليأتين إليكم حتى يخرجكم من بلادكم، ويقتل أشرافكم، قالوا: صدق والله، فانظروا بابًا غير هذا .

قال: فقال أبو جهل، لعنه الله: والله لأشيرن عليكم برأي ما أراكم تصرمونه بعد، ما أرى غيره، قالوا: وما هو؟ قال: نأخذ من كل قبيلة غلامًا شابًّا وسيطًا نهدًا، ثم يعطى كلُّ غلام منهم سيفًا صارمًا، ثم يضربونه ضربة رجل واحد، فإذا قتلوه تفرق دمه في القبائل كلها، فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقوون على حرب قريش كلها، فإنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل، واسترحنا وقطعنا عنا أذاه، قال: فقال الشيخ النجدي: هذا والله الرأي، القول ما قال الفتى لا رأي غيره، قال: فتفرقوا على ذلك وهم مجمعون له، فأتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره ألا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه، وأخبره بمكر القوم، فلم يبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته تلك الليلة، وأذن الله له عند ذلك بالخروج، وأنزل الله عليه بعد قدومه المدينة "في سورة الأنفال" يذكر نعمه عليه وبلاءه عنده: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30] [2].

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه – في حديثه عن الهجرة - قال: (فارتحلنا بعد ما مالت الشمس، وأتبعنا سراقة بن مالك، فقلت: أُتينا يا رسول الله، فقال: لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فارتطمت به فرسه إلى بطنها، فقال: إني أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوَا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا له النبي – صلى الله عليه وسلم - فنجا، فجعل لا يلقى أحدًا إلا قال كفيتكم ما هنا، فلا يلقى أحدًا إلا رده، قال: ووفَّى لنا)؛ رواه البخاري .

قال أنس: ( فكان أول النهار جاهدًا - أي مبالغًا في البحث والأذى - على نبي الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخرَ النهار مَسْلَحةً له؛ أي: حارسًا له بسلاحه)؛ رواه البخاري.

[1] أخرجه ابن حبان في صحيحه، حديث رقم: (6388)، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.

[2] / انظر: تفسير ابن كثير، تفسير آية 30 من سورة الأنفال، والطبقات الكبرى: ج 1، ص 227 و228، السيرة النبوية لابن هشام (1/ 480- 482 ) .











ابوالوليد المسلم 24-05-2021 11:21 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 





من فضائل النبي: حماية الله تعالى له من محاولة المشركين قتله بعد الهجرة (16)











د. أحمد خضر حسنين الحسن




عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض، يقاتلان كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعد يعني جبريل وميكائيل)؛ متفق عليه، كان ذلك في غزوة أحد.








وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: (غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل (ناحية) نجد، فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في واد كثير العضاة (شجر به شوك)، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، فعلق سيفه بغصن من أغصانها، وتفرق الناس يستظلون بالشجر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رجلًا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتًا أي: (مسلولًا) في يده، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قلت: الله، فشام السيف (فرده في غِمده)، فها هو ذا جالس، ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم)؛ رواه مسلم.







وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: أقبل عمير بن وهب حتى جلس إلى صفوان بن أمية في الحِجِر، فقال صفوان: قبَّح اللهُ العيش بعد قتلى بدر، فقال عمير: أجل والله ما في العيش خيرٌ بعدَهم، ولولا دينٌ عليَّ لا أجد له قضاء، وعيالٌ لا أدع لهم شيئًا، لرحلت إلى محمد، فقتلتُه إن ملأتُ عيني منه، فإن لي عنده عِلَّة أعتل بها عليه، أقول: قدِمت من أجل ابني هذا الأسير، ففرح صفوان بإقدام عمير وخُطته، ومضى يزيل عوائق تنفيذها، فقال: عليَّ دينُك، وعيالُك أُسوةُ عيالي في النفقة، لا يسعني شيء فأعجزُ عنهم، فاتَّفقا، وحمله صفوان وجهزه، وأمر بسيف عمير فصُقل وسُمَّ، وقال عمير لصفوان: اكتم خبري أيامًا، وقدم عمير المدينة، فنزل بباب المسجد، وعَقَل راحلته، وأخذ السيف، وعمَد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه عمر وهو في نفر من الأنصار، ففزع ودخل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، لا تأمنه على شيء، فقال صلى الله عليه وسلم: (أدخله علي)، فخرج عمر، فأمر أصحابه أن يدخلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحترسوا من عمير، وأقبل عمر وعمير حتى دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع عمير سيفُه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: (تأخر عنه)، فلما دنا عمير قال له: (ما أقدمك يا عمير؟)، قال: قدِمت على أسيري عندكم، تفادونا في أسرانا، فإنكم العشيرة والأهل، فقال صلى الله عليه وسلم: (ما بال السيف في عنقِك؟)، فأجاب عمير: قبَّحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئًا؟ إنما نسيته في عنقي حين نزلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اصدقني، ما أقدمك يا عمير؟)، فقال: ما قدمت إلا في طلب أسيري، فبغته النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (فماذا شرطتَ لصفوان في الحِجر؟)، ففزع عمير وقال: ماذا شرطتُ له؟ فأجاب من علَّمه الله الخبير، فقال: (تحمَّلْتَ له بقتلي على أن يعول أولادَك، ويقضيَ دَيْنَك، واللهُ حائلٌ بينك وبين ذلك)، فقال عمير: أشهد أنك رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، كنا يا رسول الله نكذبُك بالوحي وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديثَ كان بيني وبين صفوان في الحِجِر، لم يطَّلع عليه أحد، فأخبرك الله به، فالحمد لله الذي ساقني هذا المساق، ففرح به المسلمون، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجلِس يا عمير نواسِك)، وقال لأصحابه: (علِّموا أخاكم القرآن)، وأطلق له أسيره، فقال عمير: ائذن لي يا رسولَ الله، فألحق بقريش، فأدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، لعل الله أن يهديَهم، ثم قدم عمير فدعاهم إلى الإسلام، ونصحهم بجُهده، فأسلم بسببه بشرٌ كثير)؛ إسناده حسن[1].











[1] - قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، رواه الطبراني في معجمه الكبير حديث رقم (117)، وابن هشام في السيرة (3/213).
















ابوالوليد المسلم 19-06-2021 11:32 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
حماية الله تعالى له من محاولة اليهود قتله (17)

د. أحمد خضر حسنين الحسن


















المحاولة الأولى: بعد بدر:



حاولوا قتله صلى الله عليه وسلم بعد بدر، فأرسل بنو النضير إليه أن اخرُج إلينا في ثلاثين من أصحابك، ولنخرج في ثلاثين حبرًا حتى نلتقي في مكان كذا وكذا، نِصْف بيننا وبينك، فيسمعوا منك فإن صدقوك وآمنوا بك آمنَّا كلنا، ثم قالوا: كيف تفهم ونفهم ونحن ستون رجلًا؟ اخرج في ثلاثة من أصحابك، ويخرج إليك ثلاثة من علمائنا، فليسمعوا منك، فاشتملوا على الخناجر، وأرادوا الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى ابن أخيها وهو رجل مسلم من الأنصار فأخبرته، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فرجع، فلما كان الغد، غدا عليهم بالكتائب فحاصرهم، وتم إجلاء يهود بني النضير)؛ صحيح[1].







المحاولة الثانية: بعد خيبر:



عن أنس أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن ذلك، فقالت: أردت لأقتلك، قال: (ما كان الله ليسلطك علي)، قالوا: ألا نقتلها؟ قال: لا، قال: فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ رواه البخاري (2617) ومسلم (2190) [2].







وعن أبي هريرة أنه قال لما فتحت خيبر: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجمعوا لي من كان ها هنا من اليهود فجمعوا له، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم، فقال: هل جعلتم في هذه الشاة سمًّا؟ فقالوا: نعم، فقال: ما حملكم على ذلك؟ فقالوا: أردنا إن كنت كذابًا نستريح منك، وإن كنت نبيًّا لم يضرَّك"؛ رواه البخاري (5777).










[1] هذه القصة رواها عبدالرزاق في مصنفه، ورواها أبو داود في سننه (3004 ) من طريق عبدالرزاق، غير أنه لم يذكر تفاصيل القصة، بل جاء فيه "... يسمعوا منك، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا بك، فقصْ خبرهم، فلما كان الغد، غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتائب فحصرهم"، والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.




[2] اللهوات: جمع لهاة، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أقصى الحنك، قال النووي: كأنه بقي للسم علامة وأثر من سواد أو غيره، واسم هذه المرأة: زينب بنت الحارث، امرأة سلام بن مشكم أحد زعماء اليهود، وقد اختلفت الروايات في قتلها، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتلها أولًا، فلما مات بشر بن البراء بن معرور متأثرًا بهذا الطعام، قتلها قصاصًا.

ابوالوليد المسلم 19-06-2021 11:51 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 

من فضائل النبي:

حماية الله تعالى له من محاولة المنافقين قتله (18)


د. أحمد خضر حسنين الحسن

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (كنت آخذًا بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقود به وعمار يسوق الناقة، أو أنا أسوق الناقة وعمار يقود به، حتى إذا كنا بالعقبة في غزوة تبوك إذا باثني عشر رجلًا قد اعترضوه فيها، قال: فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصرخ بهم فولوا مدبرين، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل عرفتم القوم؟ قلنا: لا يا رسول الله، قد كانوا متلثمين، ولكنا قد عرفنا الركاب، قال: هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة، وهل تدرون ما أرادوا؟ قلنا: لا، قال: أرادوا أن يزحموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة، فيلقوه منها، قلنا: يا رسول الله، أوَلا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم، قال: لا، أكره أن يتحدث العرب بينها أن محمدًا قاتل لقومه..)، وأنزل الله - عز وجل - فيهم قرآنًا يقول: يعني: المنافقين من قتل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة في غزوة تبوك، وكانوا اثني عشر رجلًا)؛ رواه أحمد والبيهقي، وابن جرير في تفسير. [ابن كثير البداية والنهاية (5 /20)].

وعن أبي الطفيل - رضي الله عنه - قال: ((كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال: فقال له القوم: أخبره إذ سألك، فقال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فإن كنتَ منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة، قالوا: ما سمعنا مناديَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا علمنا بما أراد القوم، وقد كان في حرة فمشى، فقال: ((إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد، فوجد قومًا قد سبقوه، فلعنهم يومئذ))؛ رواه مسلم في صحيحه، رقم (2779).








ابوالوليد المسلم 20-06-2021 12:05 AM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 




من فضائل النبي: حماية الله تعالى له من محاولة الشياطين قتله(19)




عن عبدالرحمن بن خنيس رضى الله عنه أن رجلًا سأله، فقال: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كادته الشياطين؟ فقال: انحدرت الشياطين من الأودية والشعاب يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهمَّ شيطان معه شعلة من نار أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآهم فزِع، فجاء جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، قل: (أعُوذُ بِكَلِمَـاتِ اللـهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وبَرَأَ وذَرَأ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمـنُ)؛ رواه أحمد (3/419) بإسناد صحيح، وابن السُّني برقم (637)، وصحح إسناده الأرنؤوط في تخريجه للطحاوية (ص 133).








ابوالوليد المسلم 20-06-2021 12:08 AM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي: أن الله تعالى أقامه مقام ذاته (20)


د. أحمد خضر حسنين الحسن

قال الحافظ ابن حجر - وهو يتحدث عن بيعة صلح الرضوان -: (والسبب في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عثمان؛ ليعلم قريشًا أنه إنما جاء معتمرًا لا محاربًا، ففي غيبة عثمان شاع عندهم أن المشركين تعرَّضوا لحرب المسلمين، فاستعد المسلمون للقتال وبايعهم النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ تحت الشجرة على ألا يَفروا، وذلك في غيبة عثمان، وقيل: بل جاء الخبر بأن عثمان قُتل، فكان ذلك سبب البيعة) [1] ؛ ا.هـ.


قلت: والآية التي تشير إلى البيعة قوله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 10].


74- وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم جميع الصحابة الذين كانوا معه بالحديبية، لَمَّا أُشيع أن عثمان قد قُتل، ولم يتخلف عن تلك البيعة إلا الجد بن قيس، فإنه اختبأ تحت بطن بعيره)؛ صحيح مسلم، 3/83.


وقد سُئل الصحابة رضي الله عنهم على أي شيء كانت بيعتهم؟ فكانت الإجابة بما يلي:
1- أجاب سلمة بن الأكوع رضي الله عنه بأنهم بايعوا على الموت، فقد روى الإمام البخاري بإسناده إلى يزيد بن أبي عبيد قال: قلت لسلمة بن الأكوع: على أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية؟ قال: (على الموت)؛ صحيح البخاري 3/44.


وروى أيضًا: بإسناده إلى عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال: لما كان زمن الحرة أتاه آتٍ، فقال له: إن ابن حنظلة يبايع الناس على الموت، فقال: لا أبايع على ذلك أحدًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ صحيح البخاري 3/44، صحيح مسلم 3/1486.

2- وأجاب معقل بن يسار وجابر بن عبدالله رضي الله عنهما بأنهم بايعوا على عدم الفرار
.
روى الإمام مسلم بإسناده إلى معقل بن يسار قال: لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس وأنا رافع غصنًا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشرة مائة، قال: "لم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على ألا نفرَّ"؛ صحيح مسلم 3/1485.


وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "لا تنافي بين قولهم بايعوه على الموت وعلى عدم الفرار؛ لأن المراد بالمبايعة على الموت ألا يفروا، وليس المراد أن يقع الموت ولا بد"؛ فتح الباري 6/118.

[1] 44/ فتح الباري 7/59، ص/448، وانظر: السيرة النبوية لابن هشام 2/315، تاريخ الأمم والملوك 2/631، دلائل النبوة البيهقي 4/134، البداية والنهاية لابن كثير 4/189، الجامع لأحكام القرآن 16/276.







ابوالوليد المسلم 12-07-2021 06:59 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (21)




د. أحمد خضر حسنين الحسن



وهبه الله علما لم يهبه لأحد من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام



عن المقداد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه)؛ رواه أبو داود والترمذي، والمراد بـ (ومثله معه)؛ السنة كما ذكر جمهور كثير من العلماء.

وعن عمر رضي الله عنه قال: (قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقامًا، فأخبرنا عن بَدءِ الخَلقِ حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه)؛ رواه البخاري (3192).

وعن حذيفة رضي الله عنه قال:(قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقامًا، ما ترك شيئًا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدَّث به، حفِظه مَن حفِظه ونسِيه مَن نسِيه، قد علِمَه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه، فأذكره كما يذكر الرجلُ وجهَ الرجلِ إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عرَفه(؛ رواه البخاري 6604 ومسلم 2891.


وجاء في إحدى روايات مسلم أن حذيفة قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائنٌ إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيءٌ إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله ما يُخرِجُ أهلَ المدينةِ من المدينةِ؟

وعن أبي زيد عمرو بن أخطب قال: (صلَّى بنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الفجرَ، وصَعِدَ المِنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلَّى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلَّى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى غَرَبَت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائنٌ، فأعلَمُنا أحفَظُنا)؛ (رواه مسلم 2892).






ابوالوليد المسلم 20-08-2021 07:23 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 

من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (22)



د. أحمد خضر حسنين الحسن

جعله الله إمامًا لجميع الأنبياء عليهم السلام في الدنيا
ليلة الإسراء




عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - وهو يتحدث عن ليلة الإسراء -: "وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضَرْب جَعْد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم - يعني: نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم"؛ رواه مسلم ( 172).






ابوالوليد المسلم 20-08-2021 07:25 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 

من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (23)



د. أحمد خضر حسنين الحسن




جعله الله إمامًا لجميع الأنبياء عليهم السلام في الدنيا ليلة الإسراء


عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - وهو يتحدث عن ليلة الإسراء -: "وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضَرْب جَعْد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي أقرب الناس به شبهًا عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم - يعني: نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم"؛ رواه مسلم ( 172).







ابوالوليد المسلم 20-08-2021 07:27 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 



من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (24)



د. أحمد خضر حسنين الحسن




اتخذه الله خليلًا وفضَّله الله تعالى بستٍّ

لم يُعطَها أحدٌ من النبيين عليهم السلام



عن جندب بن عبدالله - ر ضي الله عنه - قال: (سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموتَ بخمس وهو يقول: إني أَبْرَأُ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، وإن الله قد اتخذني خليلًا، كما اتَّخذ إبراهيم خليلًا، ولو كنتُ متخذًا من أُمَّتي خليلًا لاتَّخذتُ أبا بكر خليلًا رواه مسلم.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "فُضِّلت على الأنبياء بست: أُعطيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وأُحلت لي الغنائم، وجُعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأُرسلت إلى الخلق كافة، وخُتم بي النبيون"؛ رواه مسلم.

وعن أبي هريرة - أيضًا - عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار"؛ رواه مسلم.


وعن جابر قال: أتى عمر - رضي الله عنه - النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتُب بعضها؟ فقال: (أمتهوِّكون أنتم كما تهوَّكت اليهود والنصارى، لقد جئتكم بها بيضاءَ نقية، ولو كان موسي حيًّا ما وسعه إلا اتباعي)؛ إسناده حسن[1].


[1]رواه أحمد بإسناد حسن وابن حبان بإسناد صحيح، ورواه أحمد عن ابن عباس بإسناد حسن أيضًا.








ابوالوليد المسلم 20-08-2021 07:29 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (25)



د. أحمد خضر حسنين الحسن





أكرمه الله بباهر الكرامات وعجائب المعجزات

في ليلة الإسراء والمعراج


عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم ليلة أسري به قال: (بينما أنا في الحطيم -وربما قال في الحجر- مضطجعًا، إذ أتاني آت فقد قال: وسمعته يقول: فشقَّ -ما بين هذه إلى هذه- فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما يعني به؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته ـ وسمعته يقول من قصته إلى شعرته ـ فاستخرج قلبي، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوءَة إيمانًا، ففُل قلبي، ثم حُشي ثم أُعيد، ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض - فقال الجارود: هو البُراق يا أبا حمزة؟ قال أنس: نعم - يضع خطوة عند أقصى طرْفه، فحملت عليه، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا فيها آدم، فقال هذا أبوك آدم، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة، قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت، فردَّا، ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح، قيل من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا إدريس، قال: هذا إدريس فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح، قيل من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا هارون، قال: هذا هارون فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال، مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح، قيل من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا موسى، قال: هذا موسى فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال، مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، فلما تجاوزت بكى، قيل له ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلامًا بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي، ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا إبراهيم، قال: هذا إبراهيم فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال، مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هَجَر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال: هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فقلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران، فالنيل والفرات، ثم رُفع لي البيت المعمور، ثم أُتيت بإناء من خمر وإناء من لبن، وإناء من عسل، فأخذت اللبن، فقال: هي الفطرة التي أُتيت عليها وأمتك، ثم فرضت عليَّ الصلاة خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بما أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشدَّ المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت، فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشرًا، فرجعت إلى موسى فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى فقال: بما أمرت؟ قلت: بخمس صلوات كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قال: سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأُسلم، قال: فلما جاوزت ناداني منادٍ: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي))؛ رواه البخاري ومسلم وهذا اللفظ للبخاري.




ابوالوليد المسلم 05-09-2021 09:42 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 

من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (26)



د. أحمد خضر حسنين الحسن




رفعه الله إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام،

وأكرمه برؤية ربه بفؤاده في اليقظة والمنام



أولًا: رفعه الله إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام:
عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عُرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام)؛ رواه البخاري.

ثانيًا: أُكرِمَ النبي صلى الله عليه وسلم برؤية ربه بفؤاده في اليقظة والمنام:
عن ابن عباس أنه كان يقول: (إن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه مرتين مرة ببصره ومرة بفؤاده)[1].

عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ﴾ [النجم: 11 - 13]، قال: (رآه بفؤاده مرتين)؛ أخرجه مسلم؛ (انظر الخصائص الكبرى، للسيوطي (1/ 267)[2].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: (أتاني الليلة ربي - تبارك وتعالى - في أحسن صورة، قال - أحسبه في المنام - فقال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلتُ: لا، قال: فوضع يده بين كتفي حتى وجدتُ بردَها بين ثديي - أو قال: في نحري - فعلمتُ ما في السماوات، وما في الأرض، قال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلتُ: نعم، في الكفَّارات والدرجات، والكفارات المكث في المساجد بعد الصلاة، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكاره، ومَن فعل ذلك عاش بخيرٍ، ومات بخير، وكان مِن خطيئته كيوم ولدتْه أمه، وقال: يا محمد، إذا صليتَ، فقل: اللهمَّ إني أسألك فِعل الخيرات، وترْك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردتَ بعبادك فتنةً فاقبضني إليك غير مفتون، قال: والدرجاتُ إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام)؛ صحيح الإسناد[3].



[1]أخرجه الطبراني في الأوسط بسند صحيح؛ (انظر الخصائص الكبرى – للسيوطي (1/ 267)، وأخرج الطبراني في الأوسط أيضًا عن ابن عباس، قال: نظر محمد صلى الله عليه وسلم إلى ربه، قال عكرمة: فقلت له: نظر محمد صلى الله عليه وسلم إلى ربه؟ قال: (نعم، جعل الكلام لموسى والخلة لإبراهيم، والنظر لمحمد صلى الله عليه وسلم)،
وأخرجه البيهقي في كتاب الرؤية بلفظ: (إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة واصطفى موسى بالكلام، واصطفى محمدًا بالرؤية)، وأخرجه بلفظ: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم).

[2]قال ابن القيم: (وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب الرؤية له إجماع الصحابة على أنه لم ير ربه ليلة المعراج، وبعضهم استثنى ابن عباس فيمن قال ذلك، وشيخنا يقول ليس ذلك بخلاف في الحقيقة، فإن ابن عباس لم يقل رآه بعيني رأسه، وعليه اعتمد أحمد في إحدى الروايتين؛ حيث قال: إنه رآه عز وجل ولم يقل بعيني رأسه، ولفظ أحمد لفظ ابن عباس رضي الله عنهما، ويدل على صحة ما قال شيخنا في معنى حديث أبي ذر رضي الله عنه قوله في الحديث الآخر: حجابه النور، فهذا النور هو والله أعلم النور المذكور في حديث أبي ذر رضي الله عنه: رأيت نورًا)؛ اجتماع الجيوش الإسلامية ( 1/ 12).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: فصل، وأما الرؤية فالذي ثبت في الصحيح عن ابن عباس أنه قال: رأى محمد ربَّه بفؤاده مرتين، وعائشة أنكرت الرؤية، فمن الناس من جمع بينهما، فقال: عائشة أنكرت رؤية العين، وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد، والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هي مطلقة أو مقيدة بالفؤاد، تارة يقول: رأى محمد ربه، وتارة يقول: رآه محمد، ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه، وكذلك الإمام أحمد تارة يطلق الرؤية وتارة يقول رآه بفؤاده، ولم يقل أحد أنه سمع أحمد يقول رآه بعينه، لكن طائفة من أصحابه سمعوا بعض كلامه المطلق ففهموا منه رؤية العين، كما سمع بعض الناس مطلق كلام ابن عباس، ففهم منه رؤية العين، وليس فب الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل؛ كما في صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله: هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنَّى أراه، وقد قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ﴾ [الإسراء: 1]، ولو كان قد أراه نفسه بعينه لكان ذكر ذلك أولى، وكذلك قوله: ﴿ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [النجم: 12 - 18]، ولو كان رآه بعينه لكان ذِكْرُ ذلك أولى.
قال: "وقد ثبت بالنُّصوص الصحيحة، واتِّفاقِ سَلَفِ الأُمَّة أنه لا يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا بعينِه إلا ما نازع فيه بعضُهم من رؤية نبيِّنا محمَّدٍ خاصَّة، واتَّفقوا على أنَّ المؤمنين يرون الله يوم القيامة عيانا كما يرون الشمس والقمر"؛ ا.هـ؛ (مجموع الفتاوى ج: 6 ص: 509 – 510).

وقال الحافظ ابن حجر في (الفتح): "الجمع بين إثبات ابن عباس ونفي عائشة رضي الله عنهم، بأن يحمل نفيها على رؤية البصر، وإثباته على رؤية القلب"، والله أعلم.

[3] رواه أحمد، والترمذي وغيرهما وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.








ابوالوليد المسلم 05-09-2021 09:44 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (27)



د. أحمد خضر حسنين الحسن





خيره ربه تعالى عند مرضه بين البقاء في الدنيا والانتقال للآخرة،

ودفنه في المكان الذي قبض فيه، وحرم الله تعالى على الأرض أن تأكل جسده الشريف



1- خيره ربه تعالى عند مرضه بين البقاء في الدنيا والانتقال للآخرة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من نبي يمرض إلا خيِّر بين الدنيا والآخرة، وكان في شكواه الذي قُبض فيه أخذته بُحَّة شديدة، فسمعته يقول: ﴿ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ﴾ [النساء: 69]، فعلمت أنه خُيِّر)؛ رواه البخاري، حديث رقم 4586.

2- دفن صلى الله عليه وسلم في المكان الذي قبض فيه:

عن عائشة رضي الله عنه قالت: لَمَّا قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في دفنه، فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا ما نسيته: (ما قبَض الله نبيًّا إلا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه، ادفنوه في موضع فراشه)؛ صحيح[1].

3- حرم الله تعالى على الأرض أن تأكل جسده الشريف صلى الله عليه وسلم:
عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة؛ فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمتَ؟ يعني وقد بليتَ، فقال: إن الله عز وجل حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء؛ صحيح الإسناد[2].


[1] رواه الترمذي وابن ماجه ومالك في الموطأ؛ قال الحافظ ابن عبدالبر: صحيح من وجوه مختلفة وأحاديث شتى جمعها مالك, صححه الألباني في الشمائل.


[2] رواه أبو داود وأحمد والدارمي والنسائي وابن ماجه ورواه الحاكم، وقال: (صحيح على شرط البخاري)، ووافقه الذهبي، وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود حديث رقم 962.






ابوالوليد المسلم 24-09-2021 09:26 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 

من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (28)



د. أحمد خضر حسنين الحسن




أعطاه الله تعالى أفضل مما أعطي الأنبياء من المعجزات الحسية




قال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: (أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزوراء، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم، قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة أو زُهاء ثلاثمائة)؛ متفق عليه.

والرواية الأخرى المذكورة عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، والتمس الناس الوضوء، فلم يجدوه، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الإناء، وأمر الناس أن يتوضؤوا منه، قال: فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضَّؤوا من عند آخرهم)؛ صحيح؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وصحَّحه الألباني في صحيح سنن الترمذي.

وعن جابر رضي الله عنه قال: لَما حُفر الخندق رأيتُ برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصًا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت لها: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصًا شديدًا، فأخرجت لي جرابًا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن، قال: فذبحتها وطحنت، ففرغت إلى فراغي، فقطعتها في بُرْمتها، ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، قال: فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، إنا قد ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعًا من شعير كان عندنا، فتعالَ أنت في نفر معك، فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (يا أهل الخندق، إن جابرًا قد صنع لكم سورًا، فَحَيَّ هَلًا بِكُمْ)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تنزلنَّ بُرْمتَكم، ولا تُخْبِرُنَّ عجينتكم حتى أَجيءَ)، فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقدمُ الناس، حتى جئت امرأتي، فقالت: بك، وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت لي، فأخرجت له عجينتنا، فبصق فيها وبارك، ثم عمَد إلى بُرمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: (ادْعي خابزة فلتَخبز معك، واقدحي من بُرمتكم ولا تنزلوها)، وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغطُّ كما هي، وإن عجينتنا - أو كما قال الضحاك - لتخبز كما هو)؛ رواه مسلم.

قلت: هاتان المعجزتان من جنس ما أُعطي موسى عليه السلام من المن والسلوى في أيام التيه.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشهدوا))؛ متفق عليه.

قلت: وهذه المعجزة من جنس ما أعطي موسى عليه السلام من انشقاق البحر المذكور في سورة الشعراء وغيرها.

وعن يَزيد بن أبي عُبيد - رضي الله عنه - قال: رأيتُ أثر ضربة في ساق سلَمةَ، فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه الضَّربة، فقال: هذه ضربة أصابَتني يوم خَيبرَ، فقال الناس: أُصيب سلَمة، فأتيتُ النبي -صلى الله عليه وسلم-: فنفَث فيه ثلاث نَفثات، فما اشتكيتُها حتى الساعة)؛ رواه البخاري.

وعن البراء بن عازب قال: (كان أبو رافع اليهودي يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويُعين عليه، فقتَله عبدالله بن عَتيك؛ إلا أنه في طريق عودته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كُسِرت ساقه، فانتهى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فحدَّثه، فقال: ((ابسُط رِجلك))، فبسَطتُ رِجلي، فمسَحها، فكأنها لم أَشتكِها قطُّ)؛ رواه البخاري.

وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - فيقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لأُعطينَّ الراية غدًا رجلًا يَفتح الله عليه))، قال سعد - رضي الله عنه -: فبات الناس يَدُوكون ليلتهم، كلُّهم يَروجون أن يُعطاها، فقال: ((أين علي بن أبي طالب؟))، فقالوا: يشتكي من عينيه، قال: ((فأرسلوا إليه، فأْتُوني به))، فلما جاء، بصَق في عينيه، ودعا له، فبرَأ حتى كأن لم يكن به وجَعٌ)؛ رواه البخاري، قلت: وهذه من جنس ما أعطي عيسى عليه السلام من المعجزات مما هو مذكور في سورة آل عمران وسورة المائدة، ولو أردنا أن نتتبع تلك المعجزات الحسية، لطال بنا البحث، ولخرجنا عن موضوع الكتاب، ومعلوم لدى الدارسين أن هناك كتبًا كثير مؤلفة في بيان معجزاته الحسية صلى الله عليه وسلم قديمًا وحديثًا وهي المسماة بدلائل النبوة.





ابوالوليد المسلم 24-09-2021 09:30 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 

من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (29)



د. أحمد خضر حسنين الحسن





أكرمه الله تعالى بمنزلة الفضيلة التي ليس فوقها منزلة

وبمعجزة لم يعطها لأحد من الأنبياء (القرآن الكريم)


عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة)؛ رواه البخاري وأحمد.

قال العلماء: والفضيلة هي المرتبة الزائدة على سائر الخلائق.

أكرمه الله تعالى بمعجزة لم يعطها لأحد من الأنبياء (القرآن الكريم):
عن أَبِي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ما من الأَنيياءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الآياتِ مَا مثله آمَن عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْياً أَوْحَى الله إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ" متفق عليه.

قال ابن حجر رحمه الله: "وليس المراد حصر معجزاته فيهن، ولا أنه لم يؤت من المعجزات ما أوتي من تقدمه، بل المراد أنه المعجزة العظمى التي اختص بها دون غيره"؛ الفتح (9/6).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل إذ سمع نقيضًا فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء، فقال: (هذا باب قد فُتح من السماء ما فتح قط، قال: فنزل منه ملك، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك، فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ حرفًا منهما إلا أوتيته)؛ رواه مسلم والنسائي.







ابوالوليد المسلم 24-09-2021 09:32 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 

من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (30)



د. أحمد خضر حسنين الحسن




احتواء كتابه على الكتب السابقة، وجعله من أهم العبادات، وإعطاؤه خزائن الأرض



أولًا: جعل الله تعالى كتابه محتويا على الكتب السابقة وزائدًا عليها:

عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضِّلت بالمفصَّل)؛ حسن، حسَّنه السيوطي في الجامع الصغير كما حسن الألباني.

ثانيًا: جعَل الله تلاوة كتابه من أهم العبادات:
عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن قرأَ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، أما إني لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"؛رواه الترمذي وغيره، وصحَّحه الشيخ الألباني.

ثالثًا: أعطاه الله مفاتيح خزائن الأرض:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نُصرت بالرعب، وأُعطيت جوامع الكلم، وبينا أنا نائمٌ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوُضِعت في يدي"، قال أبو هريرة: فذهب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنتم تنتثلونها"؛ رواه البخاري ومسلم .


وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أُتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق، جاءني به جبريل عليه قطيفة من سندس)؛ صحيح، رواه أحمد وابن حبان والضياء المقدسي، وصحَّحه السيوطي في الجامع الصغير .






ابوالوليد المسلم 08-10-2021 07:42 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 

من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم (31)



د. أحمد خضر حسنين الحسن






إعطاؤه حق التشريع دون غيره من المرسلين

وزوى الله له الأرض فرأى مشارقها ومغاربها


عن المقداد بن معدي كرب قال: (حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشياءَ يوم خيبر من الحمار الأهلي وغيره، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: يوشك أن يقعد الرجل منكم على أريكته يحدث بحديثي، فيقول: بيني وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالًا استحللناه، وما وجدنا فيه حرامًا حرَّمناه، وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله)؛ رواه أبو داود والحاكم والبيهقي بإسناد صحيح.

وفي رواية للبيهقي: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا إني أوتيت الكتاب ومثله، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحِلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي.. الحديث".


زوى الله له الأرض فرأى مشارقها ومغاربها:
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض.." إلخ أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما. وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا ويسبي بعضهم بعضًا "أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما.







ابوالوليد المسلم 14-11-2021 08:49 PM

من فضائل النبي: جعل الله مسجده أفضل المساجد بعد المسجد الحرام، وما بين بيته ومنبره رو
 
من فضائل النبي: جعل الله مسجده أفضل المساجد بعد المسجد الحرام، وما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة
د. أحمد خضر حسنين الحسن



جعل الله مسجده أفضل المساجد بعد المسجد الحرام:

عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا، والبيت العتيق"؛ صححه الألباني في صحيح الجامع: 3325، والسلسلة الصحيحة: 1648.

وعنه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام)؛ متفق عليه .

جعل الله تعالى ما بين بيته ومنبره روضة من رياض الجنة:
عن عبدالله بن زيد المازني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي)؛ متفق عليه.






ابوالوليد المسلم 17-11-2021 07:10 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي: أول من تنشق عنه الأرض ويكسى في أرض الموقف ويقوم عن يمين العرش (33)
د. أحمد خضر حسنين الحسن



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أول من تنشق عنه الأرض، فأُكسى حُلة مِن حُلل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش، ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري)؛ رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.



وعَن ابْن عَباس قَالَ: «قَامَ فِينَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطب فَقَالَ: إِنكم تحشرون حُفَاة عُرَاة غرلًّا ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾ [الأنبياء: 104]، وَإِن أول الْخَلَائق يكسى يَوْم الْقِيَامَة إِبْرَاهِيم، وَإنَّهُ سيجاء بِرِجَال من أمتِي، فَيُؤْخَذ بهم ذَات الشمَال، فَأَقُول: يَا رب أَصْحَابِي، فَيُقَال: إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك، فَأَقُول كَمَا قَالَ العَبْد الصَّالح: ﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ﴾ [المائدة: 117]، إِلَى قَوْله: ﴿ الْحَكِيم ﴾، فَيُقَال: إِنَّهُم لم يزَالُوا مُدبرين على أَعْقَابهم»؛ رواه البخاري.




وقد يسأل سائل: عن السبب الذي أُعطي له إبراهيم عليه السلام هذه الفضيلة، ولم يجد ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم مع أنه أفضل.



وقد أجاب عن ذلك ابن حجر العسقلاني بقوله: (ويقال: إن الحكمة في خصوصية إبراهيم بذلك لكونه أُلقي في النار عريانًا، وقيل: لأنه أول من لبِس السراويل، ولا يلزم من خصوصيته عليه السلام بذلك تفضيله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن المفضول قد يمتاز بشيء يخص به ولا يلزم منه الفضيلة المطلقة، ويمكن أن يقال: لا يدخل النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك على القول بأن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه)؛ فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 10/ 134.









ابوالوليد المسلم 17-11-2021 07:28 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي: أنه سيد الأنبياء وصاحب الشفاعة والمقام المحمود (34)
د. أحمد خضر حسنين الحسن



سيد الناس وجميع الأنبياء عليهم السلام تحت لوائه يوم القيامة:
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر)؛ رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"، ورواه أحمد وابن ماجه.


جعله الله إمامًا لجميع الأنبياء والمرسلين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم في الآخرة:
حديث أبي بن كعب وزاد في آخره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر)؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن.


أعطاه ربهالشفاعة العظمى وهي المقام المحمود:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتيَ بلَحم فرُفع إليه الذراع، وكانت تُعجِبُه، فنهش منها نهشةً، ثم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون ممَّ ذلك؟ يجمع الله الناس الأوَّلين والآخِرين في صعيد واحد، يُسمِعهم الداعي ويَنفُذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يُطيقون ولا يَحتملون، فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: عليكم بآدم، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له: أنتَ أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمَر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إنَّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد نهاني عن الشجرة فعصيتُه، نَفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحًا فيقولون: يا نوح، إنك أنت أوَّل الرسلِ إلى أهل الأرض، وقد سمَّاك الله عبدًا شكورًا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إنَّ ربي عزَّ وجلَّ قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتُها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهَبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيمُ، أنتَ نبيُّ الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربِّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقولُ لهم: إنَّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضبَ بعدَه مِثلَه، وإني قد كنتُ كذَبتُ ثلاث كذبات - فذكرهنَّ أبو حيان في الحديث - نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى فيقولون: يا موسى، أنت رسول الله، فضَّلَك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إنَّ ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفسًا لم أُومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى ابن مريم، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلَّمت الناس في المهد صبيًّا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله قط، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر ذنبًا، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد، فيأتون محمدًا فيقولون: يا محمدُ، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبِكَ وما تأخَّر، اشفع لنا إلى ربِّك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلِقُ فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي عزَّ وجلَّ، ثمَّ يفتح الله عليَّ من مَحامِدِه وحسْنِ الثناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحد قبلي، ثمَّ يُقال: يا مُحمَّد، ارفع رأسك، سلْ تُعطَه، واشفع تُشفَّع، فأرفع رأسي، فأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، أمتي يا رب، فيقال: يا محمَّد، أدخِلْ مِن أمَّتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده، إنَّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحِمْيَر - أو كما بين مكة وبُصرى)؛ رواه البخاري.







ابوالوليد المسلم 30-11-2021 07:44 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي:


شفاعته في عمه أبي طالب، وأنه أكثر الأنبياء عليهم السلام تبعًا يوم القيامة (35)


د. أحمد خضر حسنين الحسن



شفاعته في عمه أبي طالب:
عن العباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - قال للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: (هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)؛ متفق عليه؛ أخرجه البخاري ومسلم.


وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه سمع النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وذكر عنده عمه، فقال: «لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه)؛ متفق عليه.


أكثر الأنبياء عليهم السلام تبعًا يوم القيامة:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأَنا أَوَّل من يقرع باب الجنةرواه مسلم.






ابوالوليد المسلم 30-11-2021 07:54 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي:


بيده لواء الحمد يوم القيامة، وجمع الله تعالى له بين النبوة والشهادة (36)



1- هو مبشر الناس إذا أيسوا وبيده لواء الحمد يوم القيامة:
عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا أوَّل الناس خروجًا إذا بُعثوا، وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشِّرهم إذا أيسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم علي ربي ولا فخر)؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب.

2- جمع الله تعالى له بين النبوة والشهادة:
عن أنس: "أن امرأة يهودية أتت رسول الله بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيءَ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن ذلك، فقالت: أردت لأقتلك، قال: "ما كان الله ليُسَلِّطَكِ على ذاك"، قالوا: ألا نقتُلها؟ قال: "لا"، قال: فما زلت أعرِفها في لَهَوَات رسول الله، صلى الله عليه وسلم"؛ متفق عليه.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: "يا عائشة، ما أزال أجد أَلَمَ الطعام الذي أكلتُ بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أَبْهُرِي من ذلك السمرواه البخاري.


يقول الزرقاني في "شرح المواهب اللدنية": "ومن المعجزة أنه لم يؤثر فيه في وقته؛ لأنهم قالوا: "إن كان نبيًّا لم يضرَّه، وإن كان مَلِكًا استرحنا منه"، فلما لم يُؤثِّر فيه تيقَّنوا نبوته حتى قيل: إن اليهودية أسلمت، ثم نقض عليه بعد ثلاث سنوات لإكرامه بالشهادة.






ابوالوليد المسلم 30-11-2021 08:06 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 

من فضائل النبي:

سجوده تحت العرش، وأنه أول من يقرع باب الجنة (37)



د. أحمد خضر حسنين الحسن

النبي صلى الله عليه وسلم يسجد لربه تحت العرش ويلهمه الله محامد لا يعرفها غيره:


عن أبي هريرة رضي الله عنه - جاء في حديث الشفاعة - قوله صلى الله عليه وسلم: (فأنطلِقُ فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي عزَّ وجلَّ، ثمَّ يفتح الله عليَّ من مَحامِدِه وحسْنِ الثناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحد قبلي، ثمَّ يُقال: يا مُحمَّد، ارفع رأسك، سلْ تُعطَه، واشفع تُشفَّع)؛ رواه البخاري، وقد سبق بطوله قريبًا.



هو أول من يقرع باب الجنة ولا تفتح لأحد قبله:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك)؛ رواه مسلم.




وعن أنس - أيضًا - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأَنا أَوَّل من يقرع باب الجنة)؛ رواه مسلم.






ابوالوليد المسلم 17-12-2021 04:16 AM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي:


أعطاه الله نهر الكوثر في الجنة، حوض الكوثر ليسقي منه أمته (38)


د. أحمد خضر حسنين الحسن

أعطاه الله تعالى نهر الكوثر في الجنة:
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال: فضرب الملك بيده، فإذا طينه أو طيبه مسك أزفر"؛ رواه البخاري.


وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أعطيت الكوثر، فإذا هو نهر يجري على ظهر الأرض، حافتاه قباب اللؤلؤ، ليس مسقوفًا، فضربت بيدي إلى تربته، فإذا تربته مسك أذفر، وحصباؤه اللؤلؤ)؛ رواه أحمد، وصححه الألباني في الصحيحة (2513).

أعطاه الله تعالى حوض الكوثر ليسقي منه أمته:
عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: "حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء – أي طوله كعرضه – وماؤه أبيض من الورق، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدًا"؛ رواه البخاري ومسلم.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لَما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال: "أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر".

وعنه رضي الله عنه قال: "بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا في المسجد، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه مبتسمًا، قلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: "أنزلت علي آنفا سورة"، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 1 - 3]، ثم قال: "أتدرون ما الكوثر؟"، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خيرٌ كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدث بعدك"؛ رواه مسلم[1].


[1]قال العلماء: وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة ، ولذا يسمى حوض الكوثر والدليل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه (4255) من حديث أبي ذر "أن الحوض يشخب - يصب - فيه ميزابان من الجنة"، وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها"، كما قال ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح (11 / 466)، قال الغماري: (أحاديث الحوض كثيرة بالغة التواتر) - الأحاديث المنتقاة في فضائل سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ حديث رقم (24)، والله أعلم.









ابوالوليد المسلم 17-12-2021 04:31 AM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي:


جعل الله محبته صلى الله عليه وسلم أغلى شيء في الحياة وأعزه (39)


د. أحمد خضر حسنين الحسن

عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)؛ رواه مسلم.

وعنه أيضًا رضي الله عنه: أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: ماذا أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أنت مع من أحببت)، قال أنس رضي الله عنه: (فما فرحنا بشيء فرَحَنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنت مع من أحببت)، فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإنْ لم أعمل بمثل أعمالهم)؛ رواه مسلم.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه يعرف فيه الحزن في وجهه، فقال له: (ما غيَّر لونك)؟ فقال: يا رسول الله، ما بي من مرض ولا وجع، غير أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم إني ذكرت الآخرة، أخاف ألا أراك؛ لأنك تُرفع إلى علِّيين مع النبيين، وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة لم أرك أبدًا، فنزل قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]؛ صحيح بشواهده، صححه الألباني بشواهده.


وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله)؛ رواه مسلم.

وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أناسًا من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله)؛ صحيح، صححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم (2008).






ابوالوليد المسلم 27-12-2021 08:27 PM

رد: من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
 
من فضائل النبي:


أكرمه الله تعالى بأصحاب يحبونه ويدافعون عنه (40)



د. أحمد خضر حسنين الحسن




عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك، عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة خشيت ألا أراك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا حتى نزل جبريل بهذه الآية: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]؛ أخرجه الطبراني وحسنه.



وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيَّا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَتَىَ السَّاعَةُ؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟" قَالَ: حُبُّ اللهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"، قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء ما فرحوا به،‏ فنحن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نستطيع أن نعمل كعمله، فإذا كنا معه فحسبُنا)؛ رواه البخاري.



وقد اشتاق الصحابة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته وبعد مماته، وأحبوه حبًّا لم يعرف التاريخ مثله، حتى قال أنس: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْبِلُ وَمَا عَلَى الْأَرْضِ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْهُ)؛ أحمد (12117)، وإسناده صحيح.



وعن حبان بن واسع بن حبان عن أشياخ من قومه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وبينما كان صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف؛ إذ لامس بطن سواد بن غزية بجريدة كانت بيده، فانتهز سواد تلك الفرصة وقال: (لقد أوجعتني يا رسول الله)، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريف، وقال: (استقد مني يا سواد)، فأسرع سواد فاحتضن رسول الله، ثم جعل يُقبِّل كشحه، ثم قال: "يا رسول الله، لقد ظننت أن هذا المقام هو آخر العهد بك، فأحببتُ أن يمس جلدي جلدك؛ كيلا تمسني النار)، حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة (6 /808).



وعن أسامة بن زيد قال: اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فانطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فخرجت ثم رجعتُ، فقلت: هذا جعفر، وعلي، وزيد بن حارثة يستأذنون، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ائذن لهم"، فدخلوا، فقالوا: يا رسول الله، جئناك نسألك من أحب الناس إليك؟ قال: "فاطمة"، قالوا: نسألك عن الرجال، قال: "أما أنت يا جعفر، فيشبه خلقك خلقي، ويشبه خُلقك خلقي، وأنت إلي ومن شجرتي، وأما أنت يا علي، فأخي وأبو ولدي، ومني وإليَّ، وأما أنت يا زيد، فمولاي ومني وإلي، وأحب القوم إليَّ"؛ الترمذي والحاكم وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.



وعن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أن أعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتِمُ النّبي صلى الله عليه وسلم وَتَقَعُ فِيهِ، فَيَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ، فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ، جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النبي صلى الله عليه وسلم وَتَشْتِمُهُ، فَأَخَذَ المِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا، وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا، فَلَمَّا أصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِلنّبي صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَ النَّاسَ، فَقَالَ: أنْشُدُ الله رَجُلًا فَعَل مَا فَعَلَ، لِي عَلَيْهِ حَق إلا قامَ، فَقَامَ الأعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ، وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ، حَتى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيِ النّبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ تَشْتِمُكَ، وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَنْهَاها فَلاَ تَنْتَهِي، وَأَزْجُرُهَا فَلاَ تَنْزَجِرُ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلَ اللّؤْلُؤَتَيْنِ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ، جَعَلَتْ تَشْتِمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ، فَأَخَذْتُ المِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا، فَقَالَ النّبي صلى الله عليه وسلم: "ألاَ اشْهَدُوا إنَّ دَمَهَا هَدْرٌ"؛ أخرجه أبو داود وصححه الألباني.




وعن مالك بن سنان رضي الله عنه أنه مص الدم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مس دمي دمه لم تصبه النار"؛ أخرجه مسلم.



وعن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه – في حديث الحديبية –: (فرجع عروة إلى أصحابه، فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكًا قط يعظِّمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدًا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدون إليه النظر تعظيمًا له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها)؛ رواه البخاري.








الساعة الآن : 01:09 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 163.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 161.60 كيلو بايت... تم توفير 1.77 كيلو بايت...بمعدل (1.08%)]