104- الجهلُ يفعل بصاحبه ما لا يفعل العدوُّ بعدوه : ومن أمثلة ذلك تلك المرأة المثقفة الأديبة والأستاذة في مادة الأدب العربي في مؤسسة تعليمية والتي تزوج منها رجل بعد أن طلق زوجته الأولى.وبعد سنوات قضتها معه على أحسن حال اكتشف الرجل بأنها سحرته حتى يحبها أكثر وحتى توجهه كما تشاء مثلما تدير الخاتم في أصبعها ,وأنها سحرت كذلك أولاده من المرأة الأولى لتفسد عليهم حياتهم.وكنت أنا الذي رقيته هو وأولاده حتى تخلص مما صنعته الزوجة من سحر.ولكن بعد مدة اكتشف عندها كيسا مملوء بالكراسات والأوراق والعقاقير والتمائم و... التي صنعت زوجته له-من خلاله- سحرا جديدا.أرسل الرجل زوجته (ومعها الكيس ) إلي في بيتي وحكَّمني في الأمر بينه وبين زوجته.فتحتُ الكيس فوجدت فيه عجبا من السحر أشكالا وألوانا. سألتها وسمعت منها فتأكدت من أنها هي الفاعلة (وفي الكثير من الأحيان بخط يدها) وأنها تقصد السحر بالفعل لزوجها وأولاده ,فعنفتها كثيـرا وطلبت منها أن تعترف بالذنب وأن تتوب إلى الله ووعدتها بأن أشفع لها – عندئذ- عند زوجها حتى يغفر لها ذنبها معه ومع أولاده, ولكنها-للأسف الشديد-أنكرت إنكار المصر على المعصية فأخبرتها عندئذ بأنني سأخبر زوجها بما تم وأضفت قائلا لها:"لو فعلت لي زوجتي ما فعلتِ أنتِ لزوجك لطلقتها بدون أي تردد". طلق الزوج بعد ذلك زوجته ثم أرجع زوجته الأولى وكنتُ أنا الذي عقد له عليها في المرة الثانية,والحمد لله رب العالمين أولا وأخيرا . 105-أنا شخصية كبيرة وأنا لا أعلم (!) : عندما كنتُ أدرسُ بثانوية من الثانويات في ولاية من الولايات اعتُقلتُ من طرف رجال الأمن العسكري ( لأنتقل عبر عدة معتقلات ولأبقى في المعتقل 3 أشهر ونصف قبل أن يطلق سراحي ويتم إجباري على الإمضاء على وثيقة أُعلن من خلالها بأنني عوملتُ طيلة اعتقالي معاملة طيبة , مع أنني في حقيقة الأمر ذُقت الويلات وسُلطت علي أشكالٌ وألوان من العذابِ البدني والنفسي و...) بتهمة أنني متدين وأتحدث في الدين وأنني " خوانجي" وأنني أتصل بالطلبة في الجامعة لأقدم لهم دروسا وندوات ومحاضرات إسلامية وأنني أنتقد سياسة الدولة , وأنني ضد أمن الدولة وأنني أهدد وحدة التراب الوطني وأنني... الخ... وأثناء اعتقالي استدعاني أكثر من مرة ضابطٌ كبير ليحققَ معي . وأثناء التحقيق في مرة من المرات , قال لي الضابطُ بلهجة الواثق من نفسه ومما يقول وبلهجة المُهدد والمُتوعد : [ أنت لك صلة وثيقة : 1- بـ"الخميني" زعيم الثورة في إيران ( ربما بسبب بعض المجلات والكتب الدينية التي كانت تُرسل إلي من إيران مجانا بعد 1979 م , عندما كنتُ غافلا عن انحرافات الشيعة الإمامية الإثناعشرية في العقيدة وعن حقدهم الكبير على أهل السنة والجماعة ) . 2- وبالملك السعودي "خالد" رحمه الله ( ربما بسبب الكتيبات والمطويات الإسلامية التي كانت تصلني مجانا بين الحين والآخر من طرف بعض الجهات الخيرية في السعودية ) . 3- وبالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ( ربما بسبب مجلة " الدعوة " التي كنتُ مشتركا فيها والتي كانت تصلني شهريا لسنوات ) ]. ولو أن هذه التهمة وُجهت إلي اليوم لكان جوابي وردي عليها أكثر حكمة وأقل تهورا , ولكنني في ذلك الوقت كنتُ شابا مملوء حيوية ونشاطا وحماسا للدين و...وكذلك تهورا واندفاعا . ولذلك أجبتُ الضابطَ ساخرا ومستهزءا به وبسخافة تفكيره " والله إذن ( ما دامت لي صلة بالخميني وبالملك خالد وبالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين) أنا شخصيةٌ كبيرةٌ , وأنا لا أدري !". وكان من نتيجة جوابي هذا أن أسمعني الضابطُ الكثير من السب والشتم لله وللدين ولي أنا , كما أشبعني ضربا . نسأل الله الهداية للجميع حكاما ومحكومين , ثم أن يوفقنا جميعا لكل خير , وأن يصلح أحوالنا , وأن يغفر لكل من أساء إلي آمين . 106- قال لي " أعرفُ ولكنني مغلوبٌ على أمري " : عندما كنتُ في الخدمة العسكرية فيما بين 1979 م و1981 م , كانت الجزائر في تلك الفترة ولسنوات طويلة استمرت لأكثر من 10 سنوات بدأت من حوالي 1975 م واستمرت لما بعد 1985 م , كانت الجزائرُ تعملُ بالحساب – لا بالهلال - في تحديدِ أول شهر رمضان من كل عام وكذا في تحديد مواعيد الأعياد الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى. فكرتُ في يوم من الأيام أن أكتبَ رسالة لوزير الشؤون الدينية في ذلك الحين ( وكان رجلا طيبا على ما يبدو , بالمقارنة مع رجال آخرين جاءوا من بعده وتقلدوا مسؤولية وزارة الشؤون الدينية ) . كتبتُ الرسالةَ التي قدمتُ من خلالها الأدلةَ والبراهين والحجج الشرعية ثم العقلية والواقعية على أن العملَ بالحسابِ باطلٌ وعلى أن الصوابَ كلَّ الصوابِ هو في العملِ برؤية الهلالِ سواء بالعين المجردة أو بالآلات والأجهزة والمراصد و... وأرسلتُ الرسالةَ للوزيرِ عن طريقِ شخص يعرفني جيدا ويعرفُ كذلك الوزيرَ شخصيا.ولقد جاءني ردُّ الوزيرِ بسرعة , وكان ملخصُـه " أنا يا أستاذ عبد الحميد معك فيما قلتَ ونقلتَ وفيما أكدتَ عليهِ , ولكنني في هذه المسألة بالذاتِ غُـلبتُ على أمري , لأن العملَ بالحسابِ في الجزائر فرضهُ "فلان" ( وذكر شخصية دينية رفيعة المستوى في الجزائر في ذلك الوقت ) ووافقت عليه الحكومةُ الجزائريةُ . وفلانٌ هذا ماتَ بعد ذلك بسنوات , وهو الآن بين يدي ربه نسأل الله أن يغفرَ له وللوزيرِ وأن يرحمهما رحمة واسعة , وأن يُصلحَ أحوالَ الجزائرِ والعالم العربي والإسلامي وأن يهدينا جميعا لخيري الدنيا والآخرة آمين. يتبع مع : 107-من عواقب اللعب مع الجن : 108-"أنت ماكش مربي ( أي منعدم التربية) . أنت ما تحشمش ( أي لا تستحي) ": 109- حكايتي مع ديك !!! ... |
107-من عواقب اللعب مع الجن : تورطت طبيبة متزوجة في يوم من الأيام في لعبة مع الجن بالاشتراك مع البعض من زميلاتها فأصابها بعض الجن فكادت تفقد عقلها وكاد زوجها وأهله وأهلها أن ييأسوا من شفائها بسبب ما وصلت إليه حالتها من سوء لمدة ما يقرب من أسبوعين حيث توقفت عن العمل وأصبحت إما طريحة الفراش وإما هائمة على وجهها ولوحدها في الخلاء لا تعرف من أين أتت وإلى أين تذهب . زرتها في بيتها برفقة زوجها ووجدت صعوبة في الرقية لها بسبب أنها كانت متوترة جدا .كانت تسبني وتسب زوجها وتكفر بالله وتقول لي ولزوجها الكلام البذيء الفاحش والساقط و... على خلاف ما هو معروف عنها في العادة ( قبل أن تصاب ) من أدب وحياء وخلق ودين ... رقيتها ونصحتها وتحملت بعض السوء الذي سمعته منها , ثم تركتها وطلبت من زوجها أن يخبرني عن قريب بأحوالها . وخلال أيام معدودات تحسنت الطبيبة ثم شفيت تماما بإذن الله ففرح أهلها أيما فرح وفرحتُ معهم كذلك وكأن المرأة من أهلي كما أفعل عادة مع أي مريض شفي من مرضه بالرقية أو بغيرها . 108-" أنت ماكش مربي ( أي منعدم التربية) . أنت ما تحشمش ( أي لا تستحي) " : في يوم من الأيام منذ أكثر من 10 سنوات كنتُ أريدُ أن أنتقلَ من محطة المسافرين – عبر السيارة – إلى وسط مدينة من المدن الكبرى الجزائرية . وكانت في السيارة امرأةٌ ومعها ولدٌ في ضواحي السنة العاشرة من عمره . وأثناء انتظار سائق السيارة ( من خارج السيارة ) لشخص رابع وأخير , وضعتُ أنا شريطا للأناشيد لـ"عماد رامي" في مُسجلة السيارة بدون إذنِ السائقِ . وعندما دخلَ الراكبُ الرابع السيارةَ سمع السائقُ صوتَ المسجلةِ , وبدون أن يتأكد من أن الشريطَ الموجود داخلَ المسجلة ليس شريطا من أشرطته هو ( التي كانت خاصة بالأغاني الخليعة والماجنة ) , أوقفَ المسجلةَ عن العملِ واستدارَ إلي وهو يقولُ لي غاضبا " أنتَ ماكش مربي , أنت ما تَحْشَمْش !!!" ( وهي كلمة ثقيلة جدا ومؤلمة جدا عندنا نحن في لهجة الجزائريين ) . قلت له " لماذا ؟! " فقال " تفعل ما فعلتَ ثم تتمادى في غيك وتسألني لماذا أغضبُ ؟!. أليست لك بقية من حياء تمنعك من عرض ما لا يليق من الغناء على العائلة – المرأة والولد- الراكبة في الخلف . ألا تستحي يا هذا !؟. إذا لم تحترم نفسَك فعلى الأقل قليلا من الاحترام للعائلة الراكبة معنا !". قلتُ له - وأنا مالك تماما لأعصابي - وقد بدأتُ أفهمُ الحكايةَ " أنا يا هذا لا أسمعُ غناء لا يليق لا أمامَ عائلة ولا وحدي . أنا لا أسمعُ في حياتي إلا أناشيد دينية أو غناء طيبا ونظيفا , وأما الساقط والهابط من الغناء فلا أسمعه ولو كنتُ معزولا في غابة بعيدا عن كل البشر " . نظر إلي بتعجب وقال " ما أشد جرأتك . تُسمِع العائلةَ غناء فاسدا ثم تدعي بأنك لا تسمعُ إلا طيبا ! ". قلتُ له " أدخِلْ الشريطَ من جديد وستسمعُ ما كنتُ وضعتُه لي ولك وللعائلة ". أدخلَ السائقُ الشريطَ من جديد فسمِع – على خلاف ما توقعَ - عماد رامي يغني عن فلسطين وعن اليهود وعن المسلمين وعن... فتعجبَ وزاد من حجم الصوتِ , وقال لي " من أين جاء هذا الشريط ؟! " قلت له " هو لي . أنا دوما آخذُ في سفري أشرطة للأناشيد الدينية أستمعُ إليها في الطريق – إلى جانب سماع القرآن والدروس الدينية - من خلال السيارة أو الحافلة..".قال لي متعجبا" وأين أشرطتي أنا ؟!" , فقلت له " هي هنا " وأشرت إلى مكانها بجانب المسجلة . قال " إذن أنتَ وضعتَ شريطَك وليس شريطي أنا " , قلتُ له " نعم " . تغير لونُ وجهه (لأنه ندم على ما قال لي ) , وزاد من حجم الصوت مرة أخرى ليسمعَ هو وأنا والعائلةُ الأناشيدَ الجميلة لعماد رامي ثم استدار إلي خجِلا وقال وهو مطأطئ الرأس" أعتذرُ إليك كثيرا يا شيخ على ما بدر مني من كلام لا يليق ومن تهم باطلة ومن ..." , فقاطعتُه " أنتَ معذورٌ ونصف معذورٌ . سامحنا الله جميعا دنيا وآخرة ". ومع ذلك فإن الرجلَ قطع كل ما تبقى من الطريق بين محطة المسافرين ووسط المدينة وهو يعتذرُ إلي ثم يعتذر لأنه ندم ندما شديد على ما قال لي وخاصة عن قوله " أنت ماكش مربي ...أنت ما تحشمش". ومن فوائد هذه الوقفة : 1-أن المنحرف قد يعرفُ أنه منحرفٌ ولكنه يعصي لا بسبب الجهل بالإسلام , بل بسبب ضعف الإيمان . 2-أن المؤمن إذا حرص على الوقوف عند حدود الله , فإن الناس يحترمونه ويحبونه وإن لم يكونوا على نفس الدرجة من الطاعة لله . 3-الكثيرُ من عامة الناس , ورغم انغماسهم في المعاصي فإن فطرتَـهم -التي ما زالت سليمة- تجعلهم يحترمون العائلاتِ ويحترمون النساءَ , ومنه فإنهم يحرصون على تنزيه آذانِ النساء عن سماع ما لا يليق من الغناء . والله أعلم بالصواب . 109- حكايتي مع ديك !!! : عندما كنتُ صغيرا أدرسُ في الابتدائي كنتُ أربي دجاجا : أسهرُ على نظافته وأكله وشربه ومبيته ودخوله وخروجه و... وأحرصُ على انتظار البيض وجمعه من إناثه و...وفي يوم من الأيام خطر ببالي أن أجري تجربة بسيطة ومُضحكة على ديك . قلتُ في نفسي " الدجاجُ عموما يخافُ من الإنسان لأن الإنسانَ أقوى , ولكن لمَ لا أجربْ فأُظهر للدجاجِ بأنني أخافُـه ثم أرى ردَّ الفعل بعد ذلك : هل يبقى الدجاجُ على خوفه من الإنسان أم أنه سيقتنعُ مع الوقتِ بأنني أنا الذي أخاف منه ؟!". قضيتُ بعد ذلك حوالي أسبوعين وأناكلما رأيتُ ديكا معينا ( من بين دجاجي) كلما اقتربتُ منه ثم تظاهرتُ له بأنني أخافُ منه فأبتعد عنه بطريقة ذكية ومُضحكة في نفس الوقت . في الأيام الأولى من بعد بدء التجربة بدأ الديكُ كلما هربتُ منه كلما لحقني بضعَ مترات ثم توقف . وبعد حوالي أسبوع لحقني الديكُ وهو يتبعني وأنا أتظاهر بالهرب منه , لحقني لحوالي 15 م ثم توقف . وبعد حوالي أسبوع آخر اقتربتُ من الديكِ ثم تظاهرتُ بأنني خفتُ منه فهربتُ لمسافة تساوي حوالي 50 م وهو يجري ورائي بقوة وأنا أجري أمامه بأقصى سرعة أقدرُ عليها . وفي نهاية الـ 50 م توقفتُ فجأة ورجعتُ إلى الوراء , فرأيتُ أن الديكَ توقفَ ولكنه يخوفني وكأنه أسدٌ يريد أن يفترسَني . نظرتُ إلى الديك لحوالي 5 ثواني ثم ( وأنا الآن أستغفرُ اللهَ على ما فعلتُ لأن ذلكَ كان من طيشِ الشبابِ) ركلتُ الديكَ بركلة رفعتهُ في الهواء لحوالي 10 أمتار ثم سقط على الأرض وهو يئن من ألم الركلة , ثم رجع إلى الوراء وهرب مبتعدا عني بسرعة أكبر بكثير من السرعة التي يتحرك بها الديكةُ عادة . ومنذ ذلك اليوم أصبحتُ كلما اقتربتُ من الدجاجِ لأعطـيَـه أكلَـه العادي اليومي يقتربُ مني كلُّ الدجاجِ إلا ذلك الديك فإنه يبقى بعيدا حتى أبتعد أنا ثم ينضمُّ إلى سائرِ الدجاج ليأكلَ نصيبه . وإلا , فإنني إن بقيتُ قريبا من الدجاجِ فإن الديكَ يُـفضِّلُ البقاءَ جائعا على أن يقتربَ مني , لأنه كان يخافُ من ركلة أخرى تُشبه الركلةَ التي ذاق مرارتها في يوم ما (!) . نسال الله أن يرزقنا الإيمانَ الصادق والعقلَ الكامل والأدبَ الجم والخلقَ الحسن آمين. يتبع مع : 110-من بركات الرقية الشرعية : 111- أتوضأ بكأس ماء فقط ! : 112- فرق بين بكاء وبكاء ( رمضان) :... |
110-من بركات الرقية الشرعية : اتصل بي تاجر في يوم ما من أجل رقية لزوجته التي تزوج بها من حوالي 7 سنوات , لأنه يشتكي من أنها أصيبت ببرود ... مفاجئ وغير عادي . سألته :"لماذا لم تتصل بطبيب اختصاصي ؟ " فقال لي : " أردتُ وأرادت معي زوجتي أن نبدأ بالرقية , فإذا لم تنفع لجأنا إلى الطبيب ", فقلت له: " أنا أميل إلى أن استشارة الطبيب هي الأصل , ومع ذلك سألبي لك رغبتك". رقيتُ زوجتَـه ونصحتها بنصائح من شأنها أن ترغبها في زوجها . وبعد أيام وعلى خلاف ما توقعتُ اتصل بي زوجها وأخبرني – مع كثير من الفرح والسرور- أن زوجته شفيتْ تماما وذكر لي بعض الأمثلة على ذلك , وحمِد الله وحمدتُه معه على كل ما أنعم به علينا . 111- أتوضأ بكأس ماء فقط ! : من الذكريات المتعلقة بالسجن الأول "من نوفمبر 82 إلى ماي 84 م" , وعندما كنا في الزنزانة أنا و4 إخوة معي , قضينا حوالي شهرا ونصف الشهر مع بعضنا البعض. من هذه الذكريات أننا وبسبب قلة الماء الذي كان يُعطى لنا ( طبعا ليس لأن الماءَ غيرُ موجودٌ , وإنما كنا نُحرمُ من الماءِ كوسيلة من وسائل التعذيب النفسي خاصة ) , كان الواحدُ منا يتوضأُ أحيانا بكأس ماء فقط !. كأس ماء صغير وليس كبيرا ( حجمُه يساوي تقريبا حجمَ فنجان القهوة ) . ا- وكان الواحدُ منا يحرصُ في الوضوءِ على أن يكتفيَ بفرائضِ الوضوءِ فقط , ما دمنا في ضيق من أمرنا ولسنا في سعة . ب – وكنا نكتفي في الأعضاءِ التي يُطلبُ فيها الغسلُ لا المسحُ ( الوجه واليدين والرجلين ) بسيلانِ الماء على العضو لا من العضوِ , لأن هذا قولُ بعضِ الفقهاءِ في توضيحِ الغسلِ المطلوبِ في الوضوءِ خاصة . وكان في هذا من التخفيفِ علينا ما فيه ومن التيسيرِ علينا ما فيه , لأنه لو كان المطلوبُ سيلانَ الماءِ من العضو (لا على العضوِ) لاحتجنا إلى كمية أكبر من الماء للوضوء , ولكان كأسُ الماءِ غير كاف ولو من أجل نصف وضوء . ومما تعلمتهُ من تلك التجربة : 1- أهميةُ الاقتصاد في الماءِ سواء ونحنُ نطلبُ الدنيا أو الآخرة . 2- نعمُ الله على الإنسانِ - أي إنسان - لا تُعد ولا تحصى. 3-تعلم الفقه الإسلامي مُهم من جهات عدة , ومنها أنه يُخففُ عليكَ من حدةِ أوقات الشدةِ . 4- الاختلافُ بين العلماء (إن لم يُصاحبهُ تعصبٌ وتزمتٌ وتشددٌ ) رحمةٌ عظيمةٌ . 112- أبكي لفراق رمضان : أنا بين الحين والآخر أقولُ للناس" ما أبعد الفرق بين بكاء وبكاء !" . 1- ما أبعد الفرق بين بكاء على دنيا فاتـتـنا وبكاء على شيء من الدين فقدناه !. 2- ما أبعد الفرق بين بكاء من أجل الناس وبكاء لوجه الله . 3- ما أبعد الفرق بين بكاء من أجل مال أو متاع خسرناه وبكاء سببه الطمع في رحمة الله والخوف من عذاب الله . 4- ما أبعد الفرق بين البكاء الجاهلي الذي يصاحبه لطمُ الخدود وشق الجيوب ودعوى الجاهلية , وبكاء الرحمة . 5- ما أبعد الفرق بين البكاء الذي مبعثه الجزع واليأس والقنوط وفيه " لو " التي تفتح عمل الشيطان , والبكاء الذي يصاحبه الإيمان بالله والرضا بقضائه , وفيه التصديق بقول الله " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ". وبالمناسبة أقول عن نفسي – ونحن في هذه الأيام مع العشر الأواخر من رمضان - بأنه مرت علي سنواتٌ وسنوات منذ بدأتُ صيامَ رمضان كله في ضواحي العام 1964 م ( وعمري آنذاك 9 سنوات تقريبا ) , قلتُ مرت علي سنواتٌ وسنوات , وأنا كلما وصل اليومُ الأخير من رمضان أدخلُ إلى غرفة معينة في داري , سواء عند والدي عندما كنتُ صغيرا أو في داري مع زوجتي وأولادي بعد أن تزوجتُ , وأُغلقها على نفسي من الداخل وأستسلمُ للبكاء حزنا على انتهاء شهر رمضان وانتهاء صيام وقيام رمضان وكذا متمنيا أن تكون السنةُ كلها رمضان . كنتُ أختبئُ وأبكي البكاءَ الطويلَ : أختبئ عندما كنتُ صغيرا بسبب الحياء من الغير , وأما عندما كبرتُ فكنتُ أختبئُ حتى يبقى بكائي خالصا لوجه الله عزوجل . وكنتُ أعتزُّ كثيرا بذلك البكاء , وبتلك الدموع الغزيرة التي أسأل اللهَ أن يجعلها في ميزان حسناتي يوم القيامة . ومع ذلك كنتُ وما زلتُ أقولُ لنفسي " الله أحكمُ الحاكمين " , ومنه فلو كانت السنةُ كلها رمضان لما بقي لرمضان الطعمُ والنكهة والقيمة والمكانة والمنزلةُ التي يحتلها رمضان عند المسلمين منذ أن شرعه الله تبارك وتعالى وإلى اليوم . والله أعلى وأعلم , وهو وحده الموفق لكل خير . تقبل الله منا ومنكم , وثبتني الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة . يتبع مع : 113- من كيد بعض الساقطات : 114-عن خلوة رجل مع نساء وخلوة امرأة مع رجال : 115- من أسباب ظهور الإرهاب جهل بعض المتدينين بالإسلام :... |
113- من كيد بعض النساء :جاءني رجل (متزوج وله أولاد كبار ) منذ سنوات من أجل رقية , جاءني وهو منهار المعنويات وأخبرني بأن امرأة سحرته , وأنه اشترى لها سكنا واسعا بحوالي 200 مليون سنـتـيما وهو يريد أن يكتبه باسمها عن قريب . وأخبرني في المقابل بأنه أصبح يكره زوجته وأولاده ولا ينفق عليهم بل إنه أصبح يكره حتى الدار في حد ذاتها.رقيتُ الرجلَ وقدمتُ له مجموعة نصائح من شأنها أن تخلصه من المرأة نهائيا وأن ترجعه بسلام إلى زوجته وأولاده.التقيت الرجل بعد بضع أسابيع فأقبل علي فرحا مسرورا وأعلن لي بأنه تخلص نهائيا من السحر وتخلص من الساحرة ورجع إلى زوجته وأولاده وباع داره القديمة وأخذ أهله إلى الدار الجديدة التي اشتراها في الأصل للمرأة , وأنه يحمد الله على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى. اللهم لك الحمد أولا وأخيرا .
114-عن خلوة رجل مع نساء وخلوة امرأة مع رجال : اختلف الفقهاء ، في خلوة رجل بأكثر من امرأة ، وفي خلوة امرأة بأكثر من رجل : هل تدخل في دائرة الخلوة المحرمة شرعا أوْ لا ؟ 1- ذهب المالكية والحنابلة إلى أنها من الخلوة المحظورة والممنوعة والمحرمة . 2- واختلف الشافعية في ذلك ، ولكن الذي عليه محققوهم جواز ذلك . ورجحه الإمام النووي في ( المجموع ) ودليله الحديث : " لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مُغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان " قال " ولأن النساء المجتمعات ، لا يتمكن الرجلُ في الغالب من مفسدة ببعضهن في حضرتهن" . والمغيبة : من غاب عنها زوجُها في الجهاد وغيره . 3- واتفق الحنفية على أن الصور المسئول عنها , أي خلوة الرجل بنساء أو خلوة المرأة برجال لا تدخل في الخلوة الممنوعة , أي أنها جائزة ومباحة . ولأن المسألةَ خلافيةٌ وليست أصولية فأنا من زمان لا أشترطُ على المرأةِ التي تطلبني للرقيةِ ( بعد استئذانها من أهلها أو من زوجِها ) أن يكونَ معها محرمٌ من الرجالِ أو زوجٌ . نعم إن كان معها محرمٌ من الرجالِ أو زوجٌ فذلك خيرٌ وبركةٌ , ولكن إن لم يكن ذلك معها فإنني لا أتشددُ معها وأشترطُ عليها فقط أن تكون معها امرأةٌ أو أكثر من الصديقات أو الجارات أو القريبات أو ... وذلك فقط حتى لا يكونَ بيني وبينها خلوةٌ شرعيةٌ محرمةٌ بلا خلاف. إن وجودَ الرجلِ الواحد مع امرأتين أو أكثر ليس خلوة , وكذلك وجودَ المرأةِ الواحدة مع رجلين أو أكثر ليس خلوة , على الأقل عند بعض الفقهاء والعلماء قديما وحديثا . والله أعلى وأعلم وهو وحده العاصم من كل سوء . 115- من أسباب ظهور الإرهاب جهل بعض المتدينين بالإسلام :كنتُ أقولُ لرجال المخابرات الذينكانوا يُعذبونني في السجن عام 1985 م . كنتُ أقول لهم حين يسألونني عن فلان أو علان ممنينتمون إلى جماعة " مصطفى بويعلي" رحمه الله تعالى ( وهي جماعة خرجت على النظام عن طريق حمل السلاحفي ذلك الوقت) " أظن أنهم صادقون ومخلصون , ولكنهم في المقابل جاهلونبالإسلام" . ثم أضيف " ولو كنتُ جاهلا مثلَـهم لرددتُعلى تعذيبكم لي وعلى سبكم لله ولرسوله ولعلماء المسلمين , وعلى الكلام الفاحش والبذيءالذي يصدر منكم باستمرار , وعلى تهديدكم لي بإكراهي على الزنا وشرب الخمر وعلى سبكملأبي وأمي , وعلى ...لو كنتُ جاهلا مثل هؤلاء الذين سألتموني عنهم لرددتُ مثلما ردوا "."لو كنتُ جاهلا مثلهم لاتهمتكم بالكفر , ولاتهمتُ كل من يخضع لقوانينكم ولنظامكمبالكفر , ولسببتُـكم أكثر مما سببتموني أنتم , ولخرجتُ عليكم بحمل السلاح في وجوهكم , ولدعوتُ الغير لحمل السلاح ضدكم مثلما فعلتُ أنا , ولاتهمتُ جميع من لم يخرج معيضدكم بأنه كافر مثلكم , ولاعتبرتُ من واجبِ كل مؤمن ومسلم أن يهاجر إلي وإلى من آمنبأفكاري لنشكل معا جماعة "التـكفير والهجرة " مثلا التي تقيم دولة الإسلاموتطبق شرع الله و...الخ"…. وكنتُ أضيفُ " ولكن لأن الله علمني الكثير من أمورديني , ومنه فإنني وإن قلتُ بأن الدولة لا تحكم بالإسلام في أغلب قوانينها , ومع ذلكفإنني لا أُكفر حكام بلدي ولا أُكفركم أنتم يا رجال المخابرات أو رجال الأمن والدركأو ... بل إنني أعتبر بأنكم منحرفون ولكنكم مسلمون , وبأنكم عصاة ولكنكم مؤمنون , ولا أحمل السلاح ضدكم , ولكنني أدعو إلى الإسلام وإلى الحق والعدل والخير , وآمربالمعروف وأنهى عن المنكر و... حتى يحكم الله بحكمه وهو أحكم الحاكمين , وحتى يفتحالله بين أهل الحق وأهل الباطل وهو أحسن الفاتحين " . " وأنا كذلك أحاول ما استطعتُ أن أقابل السيئة منكم بالحسنةِ مني , ومنه فأنا أدعو الله لكم يارجال المخابرات الظالمين بالهداية ثم بأن يغفر الله لكم وبأن يرحمكم وأن يجعلني وإياكم منأهل الجنة آمين". يتبع مع : 116- وكأنه وُلد من جديد : 117-من استغفر لمن ظلمه فقد هزمَ الشيطانَ : 118 – شعورٌ متبادل (!) : ... |
116- وكأنه وُلد من جديد : جاءني رجل (متزوج وله أولاد وأحفاد) منذ سنوات من أجل رقية, جاءني وهو منهار نفسيا وأخبرني بأن امرأة مطلقة-تسكن في نفس المدينة التي يسكنها-سحرته فتعلق بها وأنه ينوي التزوج بها والتخلص من زوجته الأولى وأولاده منها. وأخبرني كذلك بأنه أصبح يكره زوجته وأولاده ولا ينفق عليهم بل إنه أصبح يكره مجرد الاقتراب من الدار. رقيت الرجل وقدمت له مجموعة نصائح وتوجيهات من شأنها أن تخلصه منها نهائيا وأن ترجعه بسلام إلى زوجته وأولاده وأكدت له بأن الرقية وحدها لن تحل له المشكل نهائيا إذا لم يبذل هو الجهد الكافي من أجل الابتعاد عنها والرجوع إلى زوجته وحليلته.اتصل بي الرجل بعد بضعة أسابيع فأقبل علي وكله غبطة وفرح وسرور وأعلن لي بأنه تخلص نهائيا من السحر ومن الساحرة ورجع إلى زوجته وأولاده وكأنه تزوج من جديد.ومن جهتهم اعتبره أولاده وكذا زوجته وكأنه وُلد من جديد.وأكد لي الرجل في نهاية حديثه بأنه أصبح على خير حال والحمد لله رب العالمين .
117-من استغفر لمن ظلمه فقد هزمَ الشيطانَ : ... الشرع وإن كان يجيز لنا أن لا نسمح لمن ظلمنا وأن نطالب بحقنا منه في الدنيا فإن لم نأخذه يكون من حقنا أن نطالب به في الآخرة , فإن الشرع حبَّب إلينا رغم ذلك أن نسمح لظالمنا وأن نعفو عنه دنيا وآخرة . وقد كنتُ أقول في فترة ماضية (منذ أكثر من 20 سنة ) : " اللهم إني أطالب بحقي من عشرات ومئات وآلاف الدعاة ظلموني ظلما مؤكدا 100 % , أطالب بحقي منهم في الدنيا أو في الآخرة كما أطالبُ بحقي من كثير من الناس ظلموني خلال حياتي الماضية " ( أقارب وجيران وأصدقاء وأشخاص في مجال التعليم و...) , لكنني والحمد لله – أصبحتُ أقول من بضع سنوات , وأنا أعي تماما ما أقول " اللهم يا رب إنني أشهدك شهادة حق بأنني سمحتُ وعفوتُ عن كل من اعتدى علي كبيرا أو صغيرا , رجلا أو امرأة , بقول أو بفعل في الماضي القريب أو البعيد" . ولا أستثني من ذلك إلا رجالا من السلطة بدا لي بأنهم أرادوا إيذاء الدين بإيذائي في السجن مرتين ( مرة فيما بين 81 و ماي 84 , والمرة الثانية فيما بين أكتوبر 85 و جانفي 86 م ) فهؤلاء لن أسمح لهم إلا إذا هداهم الله وتابوا مما فعلوا ولو بينهم وبين ربهم سبحانه وتعالى . 118 – شعورٌ متبادل (!) : في سنة منالسنوات الماضية , وأثناء حراسة التلاميذ في امتحان البكالوريا شعرتُ بأن تلاميذ فوج من الأفواج استاء مني كثيرا في الفترة الصباحية بسبب تشددي في مراقبتهم من أجل منعهم من الغش.وفي المساءِ فوجئوا بي آتيا لمراقبتهم مرة ثانية فازداد استياؤهم . وأثناءَ الحصةِ حاولَ التلاميذُ إبعادي عن القاعة من أجل إتاحةِ الفرصة لأكبرِ عدد ممكن من التلاميذ ليغشوا في وجود ( أو مع بقاء ) أستاذتين مسالمتين معهم في القاعة . حاولوا إبعادي بطريقة مفضوحة ومكشوفة حتى الأستاذتان تفطنتا لها. طلبَ مني أحدُ التلاميذ أن أصاحبَـه إلى المرحاضِ لقضاء حاجة ( وهو يعلمُ أنني لن أرسلَ معه أستاذة لأن ذلكَ مخالفٌ للذوقِ السليم وربما للشرعِ الحنيف ) , فتفطنتُ للحيلة ونبهتني إحدى الأستاذتين إلى "لا تخرجْ يا أستاذ , إنهم يريدون الغشَّ في غيابك !" , قلتُ لها " أنا أعلمُ ذلك , ولكن اطمئني . إنني لن أتيحَ لهم الفرصةَ التي يبحثونَ عنها ". أرسلتُ إحدى الأستاذتين إلى الأمانةِ ليرسلوا إلي أستاذا (ذكرا ) حتى أبعثَه إلى دورة المياه مع التلميذ. جاء الأستاذُ بعد بضع دقائق وأخذ التلميذَ خارج القاعة . بقيتُ أنا أراقبُ التلاميذَ كعادتي وكأن لي 10 أعين : أقفُ تارة وأسيرُ بهدوء بين الصفوف تارة أخرى , ولا أجلس إلا نادرا : من يعتمد على الله ثم على نفسه يطمئنُّ إلى وجودي في القاعة حارسا , ومن جاء معتمدا على الشيطان وعلى الغش انزعج مني أيَّ انزعاج . وأنا أمرُّ في لحظة من اللحظات بجانب تلميذ استوقفني قائلا لي مبتسما ابتسامةَ من ليس أمامه إلا الابتسامُ " يا أستاذ لماذا أتعبتَ الأستاذَ الآخرَ وأرسلتهُ مع التلميذ , لماذا لم تذهبْ أنتَ مع التلميذِ ولا تُزعج أمانةَ البكالوريا ؟!" , فأجبتهُ مازحا وجادا في نفس الوقتِ " أنا أُحِـبكم كثيرا , ومنه لم أستطع أن أفارقَـكم !" , فردَّ علي بكلمة أضحكـتني كثيرا كثيرا ولمدة حوالي 5 دقائق , وأنا الآن كلما ذكرتُ الكلمة مِلتُ إلى الضحكِ . ردَّ علي " شعورٌ متبادلٌ يا أستاذ !!!". أضحكتني الكلمةُ فوق اللزوم لأن الشعورَ ليس متبادلا البتة , بل إن التلاميذ انزعجوا مني انزعاجا كبيرا وتمنوا لو يجدون طريقة ما ليتخلصوا بها مني . إنهم لم يحبوني , والشعورُ لم يكن أبدا متبادلا. وهذا التلميذُ بالذات ضُبط في اليوم الموالي من طرف الإدارة والأساتذة وهو يغشُّ بالقراءة من كتاب علوم طبيعية في مرحاض الثانوية أثناء فترة الامتحان الصباحية . حاولت أمانة البكالوريا معه ليعتذر فلما أنكرَ واستكبرَ أخذوا منه بالقوة الاعترافَ الكتابيَّ بالغش , ثم طردوه نهائيا من الامتحان ( للأسف الشديد ) ولم يسمحوا له أن يُـكملـهُ , وهذه عاقبةٌ سيئة من عواقب الغش الكثيرة جدا في الدنيا وفي الآخرة . اللهم ثبتنا على الحق ما حيينا آمين . يتبع :... |
119- الجن خصومك وليسوا أصدقاءك : اتصلت بي شابة في يوم من الأيام عن طريق الهاتف عند حوالي 12 ليلا , لتخبرني بأن لها جنا ( تراهم وتسمع أصواتهم ) يعينونها من سنوات على الكثير من شؤون الدين والدنيا وأنها تحبهم ويحبونها وأنهم طلبوا منها لترقي الغير (طبعا مرة بطريقة شرعية وأخرى بطريقة غير شرعية) , ولكنها تريد أن أرقيها لأنها تعاني من القلق الزائد والخلعة والوسواس والصداع والأرق والأحلام المزعجة والخوف تقريبا من كل شيء و...قلت لها :" لن أرقيك حتى تسلمي بأن الجن الذين تقولين عنهم بأنهم يعينونك هم أعداء حقيقيون لك . إن الجن المتسلطين على شخص لن يعينوه أبدا إعانة حقيقية في شيء من الأشياء :"وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا", وإذا تصورتِ عكس ذلك فأنت واهمة كل الوهم ولن تتخلصي مما تعانين منه لأنك أنت عندئذ التي تهدمين ما تبنيه الرقية الشرعية ". حاولتُ عن طريق الهاتف أن أوضح الأمر ثم سألتها في النهاية :"ما رأيك ؟! ", فقالت : "لست مستعدة أن أعاديهم ومع ذلك أريدك أن ترقيني !", فقلتُ :" أنا متأسف جدا , لكنني أحذرك بأنك لن تشفي بإذن الله مادامت لك صلة بالجن . اللهم إني بلغت . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وانتهت المكالمة . أسأل الله الهداية والتعليم والشفاء لي ولها ولجميع المسلمين والمسلمات –آمين-. 120- خجلٌ يسمونه – ظلما وعدوانا – حياء : ... 121- العلاقة المثلى للرجل مع زوجته : أنا من زمان أقولُ وأرفعُ صوتي بالقول , أقولُ مع البعيد ومع القريب , أقولُ مع الذكورِ ومع الإناث , بل إنني أقولُ هذا حتى مع إخوتي وأخواتي . أنا من زمان أقولُ دوما وباستمرار وحتى أمام إخوتي وأخواتي , أقول لكل متزوج ومتزوجة " أنا عندما أكون في البيت مع زوجتي , أنا يمكنُ أن أحسن إلى زوجتي وأبالغ في الإحسان . هذا شأني ولا دخلَ لأحد في . هذا شأني مع زوجتي أفعلُ معها ما أشاء , أتحببُ إليها وأتودد لها وأُحسن إليها وأُحبها وأعاملها المعاملةَ الطيبة وأعاشرها العشرةَ الحسنةَ . لا دخل لأي كان في هذه العلاقة بيني وبينها . هذه زوجتي وأنا أسيرُ معها كما أشاءُ ولا أسمح لأي كان أن يقولَ لي لـمَ ؟؟؟ ".هذا فيما بيني وبينها , لأنني أنا هنا معها الرجلُ والزوج الذي تُحبه. " [ ولكن : ا- فيما بينها وبين الله (مثل الصلاة أو الصيام أو الصدق أو الوفاء أو أداء الأمانة أو...) , فإنني لا أسمحُ لها أبدا ولا أسكتُ عن أي تقصير منها ولا أداهـنُـها أبدا , لأنني أنا هنا معها الرجلُ الجادُّ الحازمُ الذي تحترمهُ وأنا هنا معها الزوجُ الذي تهابهُ . ب- فيما بينها وبين أهلي أو فيما بينها وبين أي واحد من الناس , فإنني لا أسمحُ لها أبدا أن تظلمَ أحدا أو تستهزئَ بأحد أو تسخرَ من أحد أو تتكبـرَ على أحد أو تسفِـكَ دمَ أحد أو تأكلَ مالَ أحد أو تكذِبَ على أحد أو ...الخ...ولا أسكتُ عن أي تقصير منها في مجال من هذه المجالات التي ذكرتُها أو التي لم أذكرْها مما يُـشبِـهها , ولا أداهنُـها أبدا أبدا أبدا ... وإلا إذا سكتُّ عنها وداهنـتُها فأنا كلُّ شيء إلا أن أكونَ رجلا أو زوجا ]". أنا أرى بأن هذه هي المعاملة المثلى لكل زوج مع زوجته , هذه هي المعاملة التي فيها للزوجين بإذن الله خيرُ الدنيا والآخرة وسعادتهما. والله وحده أعلمُ بالصواب وهو وحده الموفقُ والهادي لما فيه الخير . 122-لكنني لا أريده ... , ولكنني لا أعرفهُ ! : 1- لكنني لا أريدُهُ : يوجد عندنا في ولاية ميلة بعضُ الرقاة المنحرفين الذي يرقون الناسَ من سنوات بالطرقِ غير الشرعية ويُشخِّصون بدون علم ويتدخلونَ في الطبِّ العضوي والنفسي وفي طب الأعشاب بدون دليل ولا برهان ويأكلونَ من أموالِ الناسِ بالباطلِ الكثيرَ ويرقون الناسَ رقية جماعية ويستعينونَ بالجنِّ في رقيتهم ويضربون المريضَ ويستعملونَ معه الكهرباءَ ويكذبونَ على الناسِ وينتهكون أعراضَ النساء و...الخ...وعندما أحاولُ أن أنصحَ أحدَهم ( أنا لا أعرفُـهُ ) فأبعثَ إليه من يـعـرفُهُ ليقول له " عبد الحميد يريدُك من أجل أمر ما , وهو يتمنى منكَ لو تحددُ له موعدا ليأتيكَ في المكانِ الذي تريدُ أنتَ وفي الزمانِ الذي تحبُّ أنتَ ". وجرت العادةُ على أن هذا الراقي بمجرد سماعِـه لاسمي ينتفِضُ ويقول لمحدِّثِـهِ " عبد الحميد يريدُني لكنني أنا لا أريدُه . أنا لا أريدُ أن ألتقي بـه في أي يوم من الـأيام !!!" , ثم يَهُـمُّ بالانصرافِ فجأة وبدون مقدمات . والسببُ واضحٌ وهو أن هذا الراقي يعرفُ أنه على باطل وشر وانحراف , وفي نفسِ الوقتِ هو لا يريدُ أن ينصحهُ ناصحٌ يعرفُ جيدا انحرافاته وشرَّهُ وباطلهُ . 2- لكنني لا أعرفُـهُ : البعضُ من الرقاةِ الذين ذكرتُـهم قبلَ قليل , يقولُ الواحدُ منهم– في ولاية ميلة – للمريض الذي جاءه من أجل رقية , يقول له سائلا " من تعرفُ من الرقاة في منطقتك ؟" فيجيبُ المريضُ " فلان وفلان و...وعبد الحميد رميته " , فيجيبُ الراقي مسرعا " آه عبد الحميد , أنا أعرفه جيدا وهو صاحبي. إنه إنسانٌ طيبٌ و.. !". يزعمُ ويدعي أنه يعرفني , وهو في الحقيقةِ لا يعرفني عن قرب , بل إنه يسمعُ عني فقط. هو يكذبُ فقط من أجلِ كسبِ ثقةِ المريضِ فيه . وذلك لأن الناسَ يحترمونني هنا في ميلة ( والراقي يعرفُ ذلك جيدا ) , فإذا قال للمريضِ بأنه صاحبي فإنه يكسبُ بذلك احترامَ وتقديرَ ومحبةَ المريضِ لهُ . ومن هنا فإنني تعودتُ على أن أجيبَ المريضَ قائلا " إن كان هو يعرفني فأنا لا أعرفُـهُ !". وأنا بالفعلِ وفي حقيقةِ الأمرِ لا أعرفُهُ , ولكنني أريدُ كذلك بكلمة " لا أعرفه " أمرا آخر . أنا أريدُ بذلك أن أقولَ بأنني لا أحبُّ أن أعرفَ رقاة منحرفين مثلَ هذا ولا أقبلُ بمصاحبتهم أبدا لأنَّ عندهم من الشرِّ ما عندهم وهم مصرون على البقاءِ عليه كلَّ الإصرار ِ. يتبع مع : 123-ما هي قصة هذه الوقفات التي أنشرها حاليا من خلال هذه الرسالة ؟ : 124- " أهذا تحقيق شرطة ؟!!" : 125 - ما أشد جهل بعض الناس ! : ... |
جزاك الله خير
|
123- ما هي قصة هذه الوقفات التي أنشرها حاليا من خلال هذه الرسالة ؟ : إنني أتحسر من سنوات لأنني ما دونتُ مذكراتي وما كتبتُ شيئا عنها ولو في الأوساخ .ولكن ومنذ حوالي 6 أشهر اقترح أحدُ المشرفين الأعزاء في منتدى جزائري أن يكتبَ كلُّ واحد من أعضاءِ المنتدى ذكرى واحدة من ذكرياته من خلال موضوع بدأه هو ومن خلال صفحة بدأها هو عنوانها " الذاكرة ...الأعضاء ". كتبَ هو ذكرى ثم كتبتْ أختٌ من الأخوات ذكرى أخرى ثم كتبتُ أنا ذكرى كانت قد وقعت لي قبل ذلك بيوم أو يومين ( عن قراءة القرآن على الميت ) . وما كنتُ أنوي في ذلك الوقت إلا كتابةَ ذكرى واحدة كما طُلب منا . وكان استقبالُ الإخوةِ والأخوات في ذلك المنتدى , لما كتبتُ طيبا , ففكرتُ في أن أضيفَ ذكرياتِ أخرى . بدأت أعصرُ ذهني وأكتبُ كل يومين أو ثلاثة ذكرى واحدة . ومع الوقتِ وخلال أسابيع لاحظتُ أن شهيتي انفتحتْ لتحقيق ما حلُـمتُ بـه عن كتابة مذكراتي ثم نشرها . ولكنني لاحظتُ في المقابل أنني أنشرُ مذكراتي من خلال صفحة فتحها أخٌ مشرف كريم لتكونَ للجميع لا لشخص واحد , ولذكرى واحدة من كل شخص لا لذكريات . عندئذ اقترحتْ علي إحدى الأخوات العزيزات في ذلك المنتدى أن أنـقلَ هذه الذكريات إلى صفحة أخرى في المنتدى خاصة بي وأعطيها العنوان الذي أريدُ ( إقترحتْ علي أن أعنونَها بمذكرات عبد الحميد رميته ) وأستقلُّ أنا بهذه الصفحة لأنشرَ من خلالها ذكرياتي على راحتي وبدون أن أتطفَّلَ على أحد . نـفذتُ فكرة الأخت في الحين وأعطيتُ لموضوعي أو لرسالتي عنوانا خاصا هو " وقفات مع ذكريات حسنة أو سيئة" . وفكرتُ بعد ذلك في تعميم فائدة هذه الذكريات وذلك بنشرها في أكثر من منتدى. وأنا الآن والحمد لله اليوم أجد سهولة كبيرة في أن أستحضرَ الماضي وأكتبَ باستمرار هذه الذكريات على حاسوبي ثم أنشرُها تباعا في أكثر من منتدى . وأنا أحمد الله كثيرا على الاستقبال الطيب والمبارك والعزيز والجيد الذي استُـقبلت به هذه الذكريات أو هذا الموضوع أو هذه الرسالة في مختلف المنتديات التي أنا أنشر فيها موضوعي هذا , والحمد لله أولا وأخيرا والفضل لله أولا وأخيرا ( ثم للإخوة والأخوات الكرام والأعزاء الذين شجعوني بتعليقاتهم وبملاحظاتهم وتوجيهاتهم التي أحاولُ باستمرار أن أعملَ بها فيما تبقى من هذه الوقفات التي مازالت طويلة جدا بإذن الله تعالى ) , أسأل الله تعالى الصدق والإخلاص لي ولكل الإخوة والأخوات القراء في المنتديات المختلفة . أسألُ الله تعالى أن يمدني بالقوة من أجل كتابة ونشر مئات الوقفات التي كتبتُ فقط عناوينها في الشهور الماضية ثم في كل يومين أو ثلاثة أكتبُ الذكريات الموافقة لتلك العناوين في انتظار نشرها في المنتديات تباعا وفي الوقت المناسب بإذن الله . والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . 124- " أهذا تحقيق شرطة ؟!!" : تعودتُ منذ كنتُ تقريبا في الجامعة أو على الأقل منذ بدأتُ التدريسَ في ثانوية ديدوش مراد بميلة عام 1978 م , تعودتُ على أنني عندما أجلسُ مع ناس في مناسبة فرح – كالأعراسِ مثلا - , عندما أجلسُ معهم حول مائدةِ العشاءِ أو الغذاء أحرصُ على التعرفِ على من آكلُ معهم أو أجلسُ معهم . أتعرَّف على من لا أعرفُ منـهم : عليهم جميعا أو على أغلبيتهم على حسب الظروف وعلى حسب الوقتِ المُـتوفَّر . طبعا أحرصُ على التعرفِ عليهم من منطلق ديني وإسلامي " جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا . إن أكرمكم عند الله أتقاكم " . أطرحُ على كل شخص –أثناءَ الأكل- مجموعة أسئلة وعلى ضوء الأجوبة التي أسمعها أقدَّمُ النصائح والتوجيهات المناسبة وأبدي الملاحظات المناسبة كذلك. أسأل الشخصَ عن " إسمه ولقبه , عمله أو دراسته , متزوج أم لا , يعمل أو لا , أين يعمل , أين يدرس , له أولاد أم لا , ما عددهم , ما هو عدد الذكور وما عدد الإناث , من الأكبر من الأولاد أنثى أو ذكر , أين يسكن , ما رأيه في كذا أو كذا , وهكذا ..." . والناسُ عادة يستأنسون كثيرا بأسئلتي هذه ومن هذا التعارف ومن النصائح والتوجيهات والملاحظات التي تصاحبُهُ , خاصة وأن الأمرَ يتم في جو ودي جاد وهزلـي في نفس الوقت .ويتعلمُ الذي أتعرفُ عليه من جملةِ الحوار أشياء مهمة في دينِـه , وكذلك نضحكُ جميعا من خلالِ بعضِ النكتِ التي أُدخلُـها بطريقة مناسبة وبذكاء في طياتِ التعارفِ لتكون في الحوار مثلَ الملحِ في الطعام . هكذا تعودتُ من سنوات وسنوات ... وفي يوم من الأيام ونحنُ ( 5 أشخاص ) حولَ مائدةِ العشاءِ في عرس من الأعراسِ , تعرفتُ على الأول والثاني والثالث وكنتُ لا أعرفُـهم ولكنهم هم يعرفونني . ولما وصلتُ إلى الرابعِ والأخيرِ – الذي جاءَ من العاصمةِ الجزائرية ولم يكن يعرفُـني - وبدأتُ في طرحِ أسئلتي ( طبعا أغَـيِّـرُ الأسئلةَ من شخص إلى آخر حتى لا تكون مُـملة) انتفضَ فجأة وقال لي ولمن معنا غاضبا " ما هذا ؟ أهو تحقيقُ شرطة أم أنه عشاءٌ في عرس ؟! ". قلتُ له " أعتذرُ يا هذا إن كنتُ قد أزعجـتُـك " , وابتسم الثلاثةُ الآخرون – وكانوا يعرفونني ويعرفونَـه في نفس الوقتِ- وقالوا له " هذا أستاذُنا , وهو يطرحُ هذه الأسئلة على كل الناسِ لا عليك فقط , وهو يفعلُ هذا من سنوات ومن أجل التعارف ليس إلا ". حاولتُ أنا بعد ذلك أن أُغير الموضوع , ولكنَّ ذلك الشخص ضحِـكَ وتوجَّـهَ إلـي بحديـثِـه قائلا " لا داعي لتغييرِ الموضوعِ . بإذن الله سترجعُ الآن إلى أسئلـتـِك التي أردتَ طرحَها وأنا على أتمِّ الاستعدادِ للإجابـةِ عنها , وأنا أشكركَ يا شيخ , وأعتذرُ إليكَ في نفس الوقتِ ". والحمد لله رب العالمين . وفقنا الله جميعا لكل خير آمين . 125 - ما أشد جهل بعض الناس ! : ذهبتُ اليوم ( سبتمبر 2007 م ) إلى بيت من البيوتِ من أجل رقية لامرأة أصيبت منذ أسابيع بشلل نصفي أقعدها في الفراش . عندما رأيتُ المرأةَ وسمعتُ منها ومن أهلها حصلَ عندي شبهُ يقين من أن مرضَـها عصبيٌّ وعضوي يحتاجُ إلى طبيب لا إلى رقية . ومع ذلك ولأنها ألحت في طلبِ الرقيةِ وكذلك ألح أهلُـها فإنـني رقيتُها بعد أن أخبرتُ الجميعَ بأنني أميلُ إلى أن مرضَها عضوي عصبي . ولكنني قبل الرقيةِ وكعادتي أسمعُ من المريضِ وأهلِـه وأُقـدِّمُ للمريضِ وأهلِـه ( وخاصة للمريض ) النصائحَ والتوجيهاتِ المناسبة وأبينُ لهم الفرقَ بين السحر والعين والجن من جهة والأمراض العضوية والنفسية والعصبية من جهة أخرى , و... وكذا الفرق بين الرقية الشرعية من جهة والسحر والكهانة والدجل والشعوذة من جهة أخرى , وأربطُ المريضَ باللهِ عن طريق دعوته للتمسك بالصلاة والذكر والقرآن والدعاء والتوكل على الله والطمع في رحمته والخوف من عذابه , وأحاولُ أن أرفعَ للمريضِ المعنوياتِ ببيان أن " لكل داء دواء " بإذن الله و....ولكنني رأيتُ وسمعت عجبا قبل الرقية وبعدها مما يدلُّ على أن بعضَ الناس جاهلون جهلا مُضاعفا . أما قبل الرقية : ا-فإن الأهل قاطعوا كلامي أكثر من مرة قائلين " ارق لنا المرأة بارك الله فيك يا شيخ !. نحن نريدك أن ترقيـَـها !...." بمعنى أنـنـا لم نأتِ بك من أجل النصيحة والتوجيه ومن أجل بيان حقيقة مرض المريضةِ . المهم عندنا فقط هو أن تقرأ لها قرآنا !!!. ب-ثم إنهم قبل الرقية كانوا يريدون إقناعي بالقوة ( تقريبا ) بأن أمَّهم مصابةٌ بجن مستندين في ذلك على أدلة واهية ليست لها أية قيمة علمية أو شرعية أو واقعية . جـ- ثم إنهم قبل الرقية كانوا يريدون أن يفرضوا عليَّ الأكلَ من أشياء يريدون تقديمَـها لي , وأنا أرفضُ بقوة . أنا أرفضُ ولا أقولُ أبدا بأن الأكلَ حرامٌ , ولكنني أرفضُ وأرى بأنَّ عدم الأكلِ أفضلُ من الأكلِ لأن الأكلَ قد يكون أحيانا نوعا من الأجرِ المادي على الرقية أو قد يكون مقدمة حتى أصبحَ مع الوقتِ ممن يأخذون الأجرَ على الرقيةِ . كانوا يُلحُّون علي من أجل أن آكلَ ويخبرونني بأن الرقيةَ بدون الأكلِ بركـتُـها ناقصةٌ ( وهذا كلام فارغ بطبيعة الحال ولا يحتاج إلى أي جهد من أجل بيان بطلانـه ) !!!. وأما بعد الرقية : ا-عندما نصحتُ المرأةَ بالصلاة ولو بالتيمم ولو مضطجعة على ظهرها , وبينتُ لها كيفيةَ ذلك , تدَخَّـل إبنُـها قائلا لي " نحن يا شيخ يُـهِـمُّـنا أن تُشفى المريضةُ ولا يُهمُّـنا أن تصلي أو لا تُصلي !!!". وفي هذه الكلمةِ من الجهل ما فيها , لأن الصلاة فرضٌ ولأن الصلاةَ تساعدُ على الشفاءِ عموما من السحر أو العين أو الجن ( إن وُجدَ شيء من ذلك عند هذه المرأةِ ) ولأن الذي طلبَ منا الصلاةَ هو الذي نحنُ نطلبُ منه الشفاءَ , و...ولأن الراقي هو السيدُ وليس المريض أو أهله هم السادة . ب- قالت لي ابنـةُ المريضةِ " يا شيخ رجاء أنتَ لم تقرأ لها القرآنَ لمدة طويلة . رجاء إقرأ لها الآن لمدة أطول وبصوت أكثر ارتفاعا !!!". فأخبرتُـها بأن الراقي – في رقيتِـه - سيدٌ وأنه هو الذي يملي على المريضِ أو أهله الأوامرَ وليس العكس , ثم وضحتُ لها وفصلتُ حتى تعرفَ بأن عندها صورة خاطئة عن الرقيةِ الشرعية . جـ - قالت لي بنتُ المريضةِ " رجاء يا شيخ إصرعْ المريضةَ حتى يتحدثَ الجنُّ على لسانِـها ونعرفَ منهُ ما بها , وكيف تُشفى من مرضها !؟" . فوضحتُ لها بأننا لسنا متأكدين من أن المريضةَ مصابةٌ بجن ثم إن الصرعَ ليس شرطا من شروط صحة الرقية ولا شرطا من شروطِ حصولِ الشفاءِ , ثم إن الجنَّ الذين يؤذونَ المريضَ كاذبون لا يجوزُ تصديقُهم في شيء . نسال اللهَ أن يُـعَـلِّمنا ما ينفعنا وأن ينفَعنا بما يُعَلِّـمنا وأن يزيدنا علما آمين . يتبع مع : 126- "أنا أعطيتُ يا أستاذ ولكنني لم آخذ" : 127- يمكن أن يصيب المرءُ نفسَـه بالعين : 128- عاداتٌ أحترمُها وأخرى لا أحترمُها (عن الأعراس) : ... |
126- "أنا أعطيتُ يا أستاذ ولكنني لم آخذ" :
منذ حوالي 15 سنة , وأنا أحرسُ التلاميذَ في امتحانِ البكالوريا التجريبية في نهاية السنة الدراسية في مادة العلوم الفيزيائية ( وهي المادة التي أدرِّسُها ) , ضبطتُ تلميذا (ضعيفا من حيث المستوى الدراسي ) ينقلُ من ورقـة لم أجدْ صعوبة كبيرة في معرفـةِ من أعطاها لهُ. وكان الذي أعطاها له تلميذٌ كان يدرسُ عندي لأكثر من سنة , وكان تلميذا ممتازا في خُلقـه وفي اجتهاده ( الله يبارك فيه ) . ومع ذلك أخذتُ ورقـتَـي التلميذين وأخرجْـتُـهما من القسمِ قبل نهاية الامتحانِ , وقبل أن أكتبَ بـكل منهما تقريرا في اليوم الموالي . وبمجرد أن أخذتُ ورقـةَ التلميذ المُعطي احمرَّ وجهُـهُ خجلا وحياء , ومع ذلك احتجَّ علي قائلا " لكنني يا أستاذ أعطيتُ ولم آخذْ !" , فقلتُ له : " الغش حرامٌ كله وممنوع كله , سواء على المعطي أو على الآخذِ" . قال لي " والله يا أستاذ هذه هي المرة الأولى التي أُتـهَم فيها بالغشِ وأُعاقَب عليه ". ( وأنا أصدقه في هذا ) . قلتُ له " وأنا أعاقبكَ الآن لأنني أحبك ولأنني أتمنى أن تكون هذه هي المرة الأولى والأخيرة بإذن الله التي تغش فيها في حياتك سواء في مجال الدراسة أو في مجالات الحياة الكثيرة الأخرى". بكى التلميذ ووعدني خيرا. والحمد لله : ذلك التلميذُ هو الآن طبيبٌ , وطبيبٌ ماهر وطيب ومستقيم,زملاؤه يحبونه والمرضى يحبونه كذلك. وهو مازالَ يذكرُ جيدا تلك الحادثة التي أخذَ منها العبـرةَ والعظةَ لحياتِـه كلها , ومازال كذلك يذكرني أنا بالخير ويرسلُ إلي بسلامه بين الحين والآخر , والحمد لله رب العالمين. 127- يمكن أن يصيب المرءُ نفسَـه بالعين : ومن أمثلة ذلك فتاة جاءتني من أكثر من عشر سنوات ( وكانت حينئذ تعمل في المستشفى كتقنية سامية ثم تزوجت بعد ذلك من شاب أخذها لتعيش معه في دولة عربية ) . جاءت وهي تعاني من جملة أعراض يبدو أنها عضوية لكنها في الحقيقة ليست عضوية بدليل أن الأطباء جميعا أكدوا لها بأنها سليمة تماما.وعندما رأيتها من بعيد وقبل أن أسمع منها بدا لي بأنها مصابة بعين (لأنها كانت تلميذة تدرس عندي في الثانوية , وكان من عادتها الاهتمام الزائد بجسدها وجماله وبزينتها.سمعت منها ما جعلني أطمئن إلى أنه من الممكن جدا أن تكون قد أصابت نفسها بنفسها بسبب أنها تقضي في كل صباح حوالي نصف ساعة أمام المرآة وخلال ذلك تعرض نفسها على أهلها أكثر من مرة :"أنظروا إلي,كم أنا جميلة وفاتنة ورائعة و..أليس كذلك يا أمي (أو يا أختي) ؟!".رقيتها ونصحتها,وخلال أيام قليلة شفيت تماما والحمد لله رب العالمين. 128- عاداتٌ أحترمُها وأخرى لا أحترمُها : 2- ومن الأمثلةِ عن العاداتِ التي لا أحترمُـها أن العريسَ كان أيامَ زمان – ومبالغة في الحياءِ الذي يصبحُ مع المبالغة خجلا لا حياء – يقضي أسبوعا كاملا بعد العرسِ مباشرة وهو بعيدٌ تماما عن أهلِـه في النهارِ ولا يدخل بيتَهُ إلا من الليلِ إلى الليلِ . هذه عادة أنـا لم أحترمْها عندما تزوجتُ لأنني اعتبرتها علامةَ خجل لا حياء , ومنه فإنني ومن اليومِ الأولِ بعد زواجي كنتُ أدخلُ إلى بيتي وأخرجُ بالليل وبالنهار بشكل عادي وعفوي وطبيعي . تعجَّب مني البعضُ في اليومِ الأولِ ثم علِمَ الناسُ وأهلي بعد ذلك بأن العيبَ هو في هذه العادة القبيحة وليسَ العيبُ في سلوكي أنا , والله وحدهُ أعلمُ بالصوابِ . الإسلامُ طلبَ منا أن نحترمَ عاداتِ وتقاليدَ الناس الذين يعيشون معنا أو حولنا , ومنه فالعرفُ مصدرٌ من مصادرِ التشريع الإسلامي عند بعض الفقهاء مثل الإمام مالك رضي الله عنه . والعرفُ الذي هو مصدرُ تشريع له بطبيعةِ الحال شروطُـه التي يمكنُ معرفـتُـها من خلال الرجوعِ إلى كتبِ أصول الفقه مثلا .والإنسانُ المسلمُ - وخاصة الداعيةُ – مطلوبٌ منه أن يراعيَ عاداتِ وتقاليدَ الناس الذين يدعوهم إلى الإسلام وإلى آدابه وأخلاقه وتعاليمه و... ليكسبَـهم إلى صفِّـهِ وليجعلهم مستعدين أكثرَ للسماعِ منه ولقبولِ دعوته قبولا حسنا . ولكن ككلِّ شيء آخر فإن الشيءَ إذا زادَ عن حدِّه انقلبَ إلى ضدهِ , ومنه فإن خيرَ الأمورِ أوسطها , بمعنى : ا- أنه لا يُقبل من المسلمِ الحرصُ المستمرُّ على مخالفةِ الناسِ في كل عاداتهم وتقاليدِهم إلى حدِّ أن يصبحَ شعارُ الشخصِ المسلمِ وكأنه " خالفْ تُعرفْ " , وهو شعارٌ قبيحٌ جدا وسيءٌ جدا . ب- أنه لا يُقبلُ من المسلمِ أن يحرصَ على الموافقةِ الدائمةِ والمستمرةِ لكل عاداتِ وتقاليدِ الناسِ إلى درجة تقديسِ هذه العادات والتقاليد بحيثُ تصبحُ تساوي – من حيث المكانة والمنزلة – الدينَ , أو تصبحُ هي الأهمَّ ثم يأتي الدينُ بعدها الذي يصبحُ ( هو ) مهما فقط , والمعروفُ أن الأهمَّ مقدمٌ على المُـهِـمِّ . وأنا ضمنَ هذه الوقفات وضمن هذه الوقفة بالذات , أذكرُ أنني أحترمُ عادات وأراعيها ولا أحترمُ عادات أخرى ولا أراعيها : 1- من الأمثلةِ عن العادات التي أحترمُـها في حياتي : بقاءُ الرجلِ بعيدا عن زوجته , ولو بعد العقدِ الشرعي عليها , وبقاؤه بعيدا عنـها حتى في يومِ العرسِ , حيث تَـعـوَّد الناسُ أيامَ زمان أن تَـقودَ العروسَ في يومِ عرسِها امرأتان حتى توصلاها من بيتِ أهلِـها إلى حجرتِـها في بيتِ زوجِـها . وأما خلالَ السنواتِ الأخيرة ( وأنا أتحدثُ عن الجزائر , وأما في دول أخرى فأنا لا أدري ما هي العادةُ السائدة هناك حاليا ) فإن كثيرا من الأزواجِ أصبح الواحدُ منهم هو الذي يركَـبُ في السيارة مع عروسه من بيتها إلى بيته هو . يجلسُ معها في السيارة ثم ينزلان من السيارة معا ويتجهان معا من السيارة إلى بيته هو , حيث يتركُـها هناك ويخرجُ هو بعد ذلك . أنا هنا أرى أن عاداتِ الناس أيامَ زمان أفضلُ ألفَ مرة من عادة الكثير من الناس اليوم . إن في الأولى مراعاة للحياء ولكنني أرى أن في الثانية دوسا على مقتضيات الحياء . وكمظهر من مظاهرِ احترامي لعاداتِ الناسِ أيامَ زمان في علاقةِ العريسِ بعروسِه يومَ العرسِ أنني عندما تزوجتُ يوم 13 جويلية 1984 م , وكنتُ في ذلك الوقتِ - وما زلتُ حتى الآن – أرفضُ رفضا باتا أن أركبَ مع زوجتي يوم العرسِ أمام الناسِ في سيارة واحدة , أنا أرفضُ ذلك ولا أقبله ولا أستسيغهُ بأي حال من الأحوال . قلتُ : كنتُ واقفا ( في مسقط رأسي ) أمامَ بيتِ قريب لي بتُّ عندهُ قبلَ العرسِ بيوم , وذلك يومَ الجمعة 13 /7 حوالي الساعة العاشرة صباحا , كنتُ واقفا على قارعة الطريقِ أنتظرُ وصولَ العروسِ ( زوجتي ) التي ستصلُ بعدَ قليل من مدينة ميلة التي تبعدُ عن مسقطِ رأسي بحوالي 160 كلم . وبمجردِ أن سمعتُ منبهاتِ السياراتِ الآتية بزوجتي والتي بدأتْ تدخلُ إلى القريةِ التي كنتُ أسكنُ فيها مع أهلي (بدائرة القل , ولاية سكيكدة ) , بمجردِ أن سمعتُ المنبهاتِ , والسياراتُ الحاملةُ لزوجتي ومن معها , مازال بينها وبيني حوالي 500 مترا , استحيـيـتُ ودخلتُ إلى البيتِ الذي بتُّ فيه , ولم أخرجْ منه إلا بعد أن تأكدتُ 100 % من أن زوجتي قد وصلتْ إلى بيتي وأنها دخلتْ إلى حجرتها . تمنيتُ أن أرى زوجتي وهي تمر أمامي في السيارة مع امرأتين معها وفي موكبِ عرسِي أنا , ولكن الحياءَ منعني من ذلك , وهو حياءٌ أنا كنتُ ومازلتُ أعتزُّ به إلى اليومِ . أنا لا أقولُ بأن ما فعلتهُ هو الواجبُ ولكنني أقولُ بأنني أرى أنه الأفضلُ والأحسنُ والأجودُ والأطيبُ , والله أعلمُ . يتبع :... |
129- لا يجوز أن يُؤثرَ المريضُ أو أهلـُه على الراقي : من أجل أن يرقيَ شخصا مريضا مرضا مستعجلا قبل أن يُؤخَذَ إلى الطبيب إذا غلب على ظن الراقي أن المريض مصاب بمرض عضوي , بل حتى إذا لم يكن الراقي يعلم بحقيقة المرض . يجب أن يُقدَّم في حالة مثل هذه العلاجُ الطبي أولا . فإذا ظهر للأطباء بأن المريضَ لا يعاني من أي شيء عضوي أو نفسي فإن الرقية تصبح هي الحل بإذن الله , ولكنها أُخرت لأنها ليست مستعجلة . وأذكر بهذه المناسبة أن رجلا من ميلة ومن سنوات طلب مني أن يُـخـرِج لي ابنه الرضيع (الذي يعاني من أيام من جملة أعراض منها ارتفاع في درجة الحرارة وإسهال حاد وقيء و.. ) من المستشفى لأرقيه.سمعت منه ثم قلت له : " لا ثم لا ! " , قال : " إفعل معي معروفا لوجه الله " قلت له : " المعروف الذي أقبل فعله معك الآن هو أن أترك الرضيع بين يدي الأطباء ليروا رأيهم في مرضه وليفعلوا ما يقدرون على فعله فإذا لم يستطيعوا معرفة أو فعل شيء وأذنوا بإخراج الرضيع فإنني سأرقيه بلا من ولا أذى , وأنا أتمنى من أعماق القلب الشفاء لابنك وكأنه ابني". حاول الأب معي وحاول,ولكنني رفضت وأصررت على الرفض.طلب الأطباء نقل الرضيع في أمسية ذلك اليوم إلى مستشفى ... حيث بات هناك وباتت معه أمه . وفي صبيحة اليوم الموالي جاءني خبر بوفاة الرضيع نتيجة تعرضه لمرض عضوي بحث لا علاقة له بالرقية الشرعية.وعندما التقيت بالأب قلت له " ما رأيك , لو أنك أخرجتَ ابنك إلي ومات بين يدي وأنا أرقيه , ألا يمكن أن يوسوس لك - أو لأحد أهلك ومحبيك - شيطانٌ من الإنس أو من الجنِّ بأن عبد الحميد رميتة هو سبب في وفاة الرضيع لأنه لم يعرف كيف يرقيه أو لأنه عطله عن التداوي عند طبيب اختصاصي أو...!". قال" بلى! " , وشكرني . والحمد لله رب العالمين , وإنا لله وإنا إليه راجعون . 130- قال : " أكبر خطأ ارتكبتُه في حياتي هو ...." : في العام الذي بدأتُ فيه التدريسَ في ثانوية ديدوش مراد عام 1978 م كنتُ الأستاذَ الأولَ الذي يُحدثُ التلاميذَ عن الدينِ الإسلامي ويُعرِّفهم به ويدعوهم إلى الالتزامِ بتعاليمه من خلال تخصص غير تـخـصصه هو ( أي أنني لا أتحدثُ عن أستاذ الأدب العربي الذي كان في تلك الفترة هو المُـكلَّف بتدريس العلوم الإسلامية للتلاميذ ) . وكنتُ في تلك السنة – والحمد لله أولا وأخيرا – سببَ التزامِ عشرات التلاميذ والتلميذات بالصلاة بعد أن كانوا تاركين لها , كما كنتُ سببا في بدء تفكير البنات في زيادة الستر في انتظار لبس الحجاب الشرعي الكامل بعد أن كنَّ لا يسمعنَ نهائيا بالحجاب , كما كنتُ سببا في بدء اهتمام مئات التلاميذ في الثانوية بتعلم الإسلام بعد أن كانوا يتصورون بأن الإسلام صلاة وصيام فقط وبأن الصلاة واجبةٌ فقط على الشيوخ والعجائز , كما كنتُ سببا في بدء توجه الأساتذة والعمال والإداريين في الثانوية إلى معرفةِ الحلال والحرام بعد كانوا غرباء جدا عن هذا العلم , و....الخ... وبسب حرصي على أن أكون أستاذا ومربيا في نفس الوقت نالني من مدير الثانوية في ذلك الوقت ما نالني من الأذى . والمدير ندمَ على أنه قبل بتوظيفي في تلك الثانوية إلى درجة أنه في نهاية السنة الدراسية قال لبعض الناس " ما ندمتُ على شيء في حياتي مثلما ندمتُ على أنني قبلتُ رميته عبد الحميد أستاذا في ثانوية ديدوش مراد !!!. وأنا – والحمد لله – أعتزُّ كثيرا بهذه الشهادة وأعتزُّ بها كلَّ الاعتزاز من باب" إذا أتتك مذمتي من ناقص فتلك الشهادةُ لي بأني كاملُ ". أسأل الـلـهَ لي ولهذا المديـر ولجميع المسلمين والمسلمات الهداية ثم التوفيق لكل خير . يتبع : |
الساعة الآن : 06:46 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour