ملتقى الشفاء الإسلامي

ملتقى الشفاء الإسلامي (http://forum.ashefaa.com/index.php)
-   قسم الأبحاث العلمية والحوارات (http://forum.ashefaa.com/forumdisplay.php?f=95)
-   -   كافة موضوعات الباحث ( بهاء الدين شلبي ) الإطلاع للمتخصصين فقط (http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=7269)

جند الله 30-05-2007 12:16 PM

الكلب: تم تدجين هذا الحيوان واستؤنس قبل 14000 إلى 150000 سنة. فهو حيوان يجمع بين صفات الكلبيات من الذئاب والثعالب، .. ويعتبر الكلب من أوائل الثدييات التي روضها الإنسان من الذئاب التي كانت قد ظهرت منذ 60 مليون سنة. وعاشت معه طوال 14 ألف سنة. وصوت الكلب يسمى النباح والزمجرة، وابنه يسمى جرو وجمعها جراء.



ورغم هذه الاختلافات في كل فصائل الكلاب إلا أنها جميعها متطابقة من الناحية التشريحية. فعدد عظام الهيكل العظمي 321 عظمة. وتختلف السلالات في أعداد عظام الذيل. لكن قفصها الصدري يتكون من 13 زوج من الأضلاع والعمود الفقاري يتكون من 7 فقرات بالرقبة و13 فقارة بالصدر و7 فقرات قطنية و3 فقرات بالعجز. والرجلين الخلفيتين بكل منهما 4 مخالب بأربعة أصابع. وتوجد مخالب بأربعة أو خمسة أصابع بها. وم28 سنة مؤقتة لكن بعد عمر 6 شهور تستبدل ويصبح عددها 42 دائمة.

ويستفاد من الكلاب في حراسة الممتلكات والأفراد، ورعاية الأغنام، وفي الصيد، وجر العربات، وفي قيادة المكفوفين والصم، ويستفاد من حاسة شمه القوية في اقتفاء الأثر المطلوبين أمنيا، والتعرف على المجرمين ، والكشف عن المخدرات، والكشف عن المفرقعات وحقول الألغام، ويتم استخدامهم في بعض الأعمال العسكرية وتفجير الأهداف المعادية، وتستخدم في عمليات الإنقاذ للبحث عن المفقودين تحت الردم والثلج وفي المياه، وفي تعذيب المعتقلين في السجون بتسليط الكلاب المسعورة عليهم، بل ويصل التعذيب إلى درجة تدريب الكلاب على اغتصاب المسجونين جنسيا، خاصة في الصين حيث يتم معاقبة الزاني عندهم بأن يطأه كلب مدرب على هذا الفعل النجس الخبيث، وكان هذا النوع من التعذيب يمارس في معتقلات مصر في حقبة الطاغية (صلاح نصر)، وقد كشف فضيلة الشيخ (عبد الحميد كشك) هذه الفضيحة في إحدى خطبه نقلا عن اعترافات أحد المعتلقين التي ننشرتها الصحف المصرية.

وبعض شركات صناعة الدواء تصطادهم للقيام عليهم بتجارب طبية ودوائية، وفي مصر قديما كان هناك من يقوم باصطياد الكلاب الضالة، فكان يلقي إليهم باللحوم المسمومة فيتساقطون ثم يقوم بجمعهم في سيارة خاصة للتخلص منهم، لذلك كان يطلق عليه لقب (السِّمَّاوي)، وفي بعض الفترات كان يتم التخلص منها بإطلاق الرصاص عليها، واليوم صارت مصر مرتعا للكلاب الشاردة تجوب طرقاتها لتزعج النائمين بصوت نباحها المتواصل الذي يقطع سكون الليل، بينما تم التخلص من كلاب الشاردة في بلاد الحجاز، حتى عز أن تجد كلبا ضالا في الطريق، فبعض الكلاب قد تكون مصابة بمرض (السعار) فتصيب من تعضه بداء الكلب (السعار Rabies) (هو مرض فيروسي التهاب حاد في الدماغ و يصيب الإنسان و معظم الحيوانات ذات الدم الحار و لكنة نادر الظهور في الحيوانات النباتية. عندما يصيب المرض البشر دون الحصول على اللقاح يكون قاتلا بمجرد بداية ظهور الأعراض إلا أن تعاطي اللقاح بعد العدوى مباشرة يمكن أن يمنع الأعراض من الظهور).

الثعلب: حيوان وحشي يألف الصحاري والمناطق شبه المقفرة الكائنة في غربي الولايات المتحدة. هذا الثعلب يعتبر ثعلب نموذجي، إذ أن جسمه نحيل وذيله طويل على شكل ريش، أذناه كبيرتان، وسيقانه طويلة ونحيلة. يبلغ طول رأسه وجسمه حوالي 52 سنتيمتراً، أما طول ذيله فيبلغ حوالي 32 سنتيمتراً ويصل وزنه إلى 2.5 كلغم تقريباً. يقتات الصغير منها على القوارض التي تجول في الليل وعلى الأرنبيات والزواحف، وينشط في الصيد ليلاً، ويعيش في جماعات، وهو مهدد بالانقراض بسبب اصطياده للانتفاع بفرائه، وضوت الثعب يسمى الضباح أو الهرير، وابن الثعلب يسمى الهجرس.



ابن آوى: حيوان بري يتراوح حجمه بين الثعلب والذئب، لكنه شديد الشبه بالثعلب، بوجهه المستدق الطرف وأذنيه الكبيرتين وجسمه، وهو خفيف البنية وله سيقان طويلة الجزء السفلي منها أبيض اللون، معطفه أحمر تحيط بعنقه حلقتان قرميديتان حمراوتان، وذيله الكثيف ينتهي بطرف أسود، يبلغ طول رأسه وجسمه حوالي 100 سم ويزن نحو 10 كلغ.



جند الله 30-05-2007 05:09 PM

التجانس بين الذئب والكلب:
وقد أجمعت المصادر العلمية على أن الذئب ينحدر من فصيلة الكلبيات، إلا أنه أكبر حجما، فهو يشبه الكلب إلى حدّ كبير جدا، هذا بخلاف التوافق في الحمض النووي ووجود سلالات مشتركة بينهما كما في الذئب الرمادي والكلب الألماني الوولف، ولكن الذئب يختلف عنها بقوائمه الطويلة وأقدام الكبيرة، وكثافة شعر ذيله الطويل، ورأسه العريض واستدارة أذنيه، وإن كان من الصعب تدجين الذئاب واستئناسها، إلا أن هناك أنواع من الذئاب تم استئناسها وصارت في حكم الكلاب.

وما يجهله الكثيرون أن الذئب يعود لفصيلة الكلاب شأنه شأن حيوان الثعلب، ومن المتوقع أن ظهوره كان قبل 40 مليون سنة (العصر الباليوسيني)، وكانت في ذلك الوقت تمتلك مخالب شبيهة بمخالب القطط وخمسة أصابع، وقبل مليون سنة انقسم هذا الكائن إلى جيلين مختلفين يمثلون الذئاب والكلاب، ومع مرور العصور بدأت الصفات البيولوجية للذئب في التغير من حيث كبر الرأس وطول الأقدام عن ذي قبل وأصبحت الأنياب أكثر حدة. كل هذه الأمور حدثت في العصر (البلستوسيني) حتى أصبح الذئب بشكله المعاصر والمعروف لنا.





أما (الذئب الرماديّ Gray Wolf، الذي يعرف أيضاً بذئب الغابات أو مجرد الذئب wolfفي العربيّة، هو حيوان لاحم من فصيلة الكلبيّات يتشارك في سلفٍ مشترك مع الكلب المستأنس كما تظهر الدراسات لحمضها النووي.كانت الذئاب الرماديّة منتشرة فيما مضى في أمريكا الشمالية، أوراسيا، والشرق الأوسط، أما الآن و بسبب أنشطة الإنسان كالصيد و تدمير المساكن فقد تراجعت جمهرت الذئب الرماديّ بشكلٍ كبير و أصبحت تشغل جزء صغير من موطنها السابق.

يعتبر الذئب الرماديّ مفترساً رئيسيّاً و عنصراً مهمّاً في النظام البيئي الذي تنتمي إليه في العادة، ويعكس استيطان الذئاب للعديد من المساكن قدرتها الكبيرة على التأقلم، فهي تقطن الغابات المعتدلة، الجبال، التندرة، غابات التايغا، و الأراضي العشبيّة. تعتبر الذئاب في الولايات المتحدة الأمريكية مهددة بالانقراض، فيما عدا ولاية مينيسوتا وولاية ويسكونسون حيث تعتبر معرّضة فيها، ولا يزال صيد الذئاب قائماً حتى اليوم في الكثير من الدول باعتبارها مهددة للماشية و للإنسان، أو لمجرّد الهواية).




وتعتبر الذئاب الرمادية أسلاف الكلاب الأليفة، فإن الكلب الولف كلب الرعي الألماني German Shepherd Dog فهو من السلالات الأكثر شهرة من مجموعة الرعي Herding ، فسلالته وتدريبه قادته وجعلت منه الأكثر شهرة بين كلاب رعي الغنم Herdinوقد سميتبالكلاب الإلزاسية، أو كلب الولف، أو كلب رعاة الألمان باختصارGSD، وهناك قول بأنه من سلالة مدجنة من الذئاب، لذلك يطلق عليه كلب ولف Wolf أي الذئب، وهذا التطابق في الصفات يؤكد أن الكلاب والذئاب من فصيلة واحدة، مع الفارق أن الكلاب يمكن تدجينها واستئناسها على خلاف الأنواع الأخرى من الكلبيات كالذئاب والثعالب. ويعرف العرب "الكلب" بأنه كل سبع عقور. وقد غلب الكلب على النوع النابح المعروف.

ويقول حمد الغانم مدير مركز السلوقي العربي: (إن علماء التاريخ البيولوجي يرون أن الكلب الأليف انحدر مباشرة من الذئب، حيث استطاع إنسان الغابة أن يؤهل ويستأنس أنواع متعددة من الذئب على مرات متعددة وفي فترات زمنية مختلفة وفي أماكن كثيرة منذ حوالي 10 – 12 ألف سنة. ولذلك فإن الأنواع الأساسية الكبرى والمتعددة من الكلب الأليف كانت حصيلة تدجين أنواع متعددة أيضاً من الذئب، والكلب من الحيوانات الثديية وهو أقدم حيوان ارتبط بالإنسان منذ أقدم العصور).

جند الله 31-05-2007 10:59 PM

معتقدات عن الذئب وعلاقته بالجن:

الذئب يأكل الجن: فمن هذه المزاعم أن الذئب يأكل الجن، وأن الجن تهرب فرقا إذا ما رآها ذئبا، أو إن رأى الجن شيئا من بقايا الذئب كفرائه أو مخالبه وأنيابه وعظامه، بل وجدنا ممن يزعمون العلاج بالرقية يستخدمون هذه الأشياء في الكشف والتشخيص الروحي.

الذئب يرى الجن من وراء الحواجز: ومنهم من يزعم أنه إذا وقعت عين الذئب على جني فإنه يشخص البصر إليه ولا يصرفه عنه، ويظل الجني محبوسا في مكانه لا يستطيع الفرار، فيراه حتى ولو فصل بينهما حاجز.

الذئب يقيد الجن بالنظر: ويزعمون أن الجن يقيدهاالنظر إليها، فإذا نظر إليه إنسان أو حيوان توقف وعجز عن الانتقال من مكانه إلى مكان آخر، فيضطر الجني إلى التخييل للرائي بأنه انتقل إلى مكان آخر، فيصرف الرائي نظره بعيدا عن موضع الجني، وحينها فقط يستطيع الفرار.
حيث أن البعض يزعم أن للجن خاصية في موطئقدمها على الأرض، فإن تجسد الجن في صورة إنسان ووقع في نفسك أنه جني فضع قدمك في موضع أثر خطوته فإنه يثبت في مكانه ولا يستطيع الفرار، وكذلك يثبت الذئب الجن.

الجوع داء الذئب: ويقول صاحب اللسان في مادة (ذأب) قالوا: "رماه الله بداء الذئب، يعنون الجوع، لأنهم يزعمون أنه لا داء له غير ذلك..

التشاؤم من الذئب: ومن المتعارف عليه عن الذئب أنه يجوب المقابر ليلا، وهذه الأماكن بطبيعة الحال محتضرة بالجن والشياطين، والبعض إذا سمع عواء الذئب تشاءم، فيعتقدون أن شخصا ما قد مات وخرجت روحه، وفي الوقت نفسه ينطلق قرينه من الجن، فيلمح الذئب انطلاق القرين فيعوي عليه، كما تنبح الكلاب إذا رأت شيطانا.

استخدام بقايا الذئب في التطبيب الروحي: وترددت هذه المفاهيم ما بين عوام من الناس ومدعين للرقية والعلاج، حتى وجدنا من يعلقون رأس أو فراء ذئب على باب المنزل أو في الدكان والسيارة، فقد تبنى بعض الرقاة هذه المعتقدات، فيستخدمون فراء الذئب لفحص المرضى، فيشمه المصابليتأكد من إصابته الروحية من عدمه.

عين الذئب: ويعتقد البدو أن عينالذئب إذا ما صفي منها ماؤهاوخلط بالكحل، فإن من يتكحل به يستطيع رؤية الجن، وهذه وصفة من وصفات رؤية الجن التي يستخدمها السحرة، وبكل تأكيد لهم وصفات أخرى لا مجال لذكرها.

شحم الذئب: ويقولون في المثل العامي شبعة من ذئب عنمية طبيب.. أي تكفي عن مئة طبيب فالبدو يستخدمون شحمالذئب لأمراض الروماتزم ولحمالذئب لأمراض العظام وألمالظهر ويقولون أن كبدالذئب تشفي من آلام المعدةوالريح والغازات ويشرب بعضهم دمالذئب لإزالة الخوف من قلوبهموغني عن القول أن كثير منهم يعرفون حرمة آكل السباع ولكنهم يردونه إلى باب الضرورات.

كبد الذئب وقلبه: ويعتقد البعض أن من يأكل كبد الذئب (والبعض يرى تناول قلب الذئب) يكتسب شجاعة وجراءة شديدين، وإذا كان الذئب له حكم نجاسة الكلب فإن تناول كبده من أبواب تسلط الشيطان، وبكل تأكيد سيصاب من يأكل كبد الذئب بالمس، وعل هذا سيكون الشيطان هو السبب في اندفاع الإنسان وتهوره فيما يسميه البعض شجاعة وجراءة ولا يعرف الخوف طريقا إلى قلبه، ولا مانع أن هذا المعتقد يضفي لدى البعض ثقة مفرطة في النفس فيظن أن ما أكله من الذئب هو السبب في شجاعته المفرطة.

مرارة الذئب: وفي المعتقدات السحرية أن إذا هم الرجل بوطئ امرأته طلى ذكره (بمرارة ذئب) وجامعها فلن يستطيع رجل غيره مجامعتها، حيث أن (الرجل منهم إذا أتاها وهم بوطئها ولم يبق غير الإيلاج، انطوى ذكره، وارتخى وفترت همته ولم يقدر على وطئها)، ولأن الذئب وما كان منه له حكم النجاسة فطلاء الذكر قبل الجماع سيفسد مني الرجل وماء المرأة، وهذا سينعكس كتسلط على الذرية القادمة، فانظر إلى خبث السحرة ومكرهم.
افتراس الذئب الجريح منها: (ويقال في الأمثال: " أعقّ من ذئبة " ذلك أنها عندما يصاب الذئب بجرح وهو معها تقتله وتتغذى بلحمه.

كما يقال أنه إذا جرح ذئب وهو برفقة ذئاب أخرى تهجم عليه وتأكله وربما هذا التصرف هو الذي جعل الناس يطلقون على سمك القرش (ذئب البحر) لأنه يهيج من رائحة الدم فيندفع بعمىً ويعضّ ما يصادفه من قروش ومخلوقات أخرى).

معدة الذئب تذيب العظام: ومن المعتقدات العجيبة أن معدة الئيب تذيب العظم، ولكنها لا تذيب نوى التمر، هذا مع وجود حبّات الخروب والبطّوم أيضا في فضلاته..كما يقال أنه يتحمل الجوع ما ليس مثله إلا الأسد.



الاستذءاب Werewolf: ويزعم الكثيرين عن أن بعض الناس يتحولون إلى ذئاب في الليالي القمرية، وأنهم يتوحشون في هذه الهيئة، والاستذءاب هو حالة مرضية تسمى Lycanthropy، هو اضطراب عقلي يتوهم المصاب به أنه ذئب، وربما أي وحش مفترس آخر، وتظهر هذه الحالة عند اكتمال القمر بدرًا، حيث يعد الذئب من أكثر الحيوانات ورودا في أساطير التراث الشعبي، هذا بخلاف ما نسجه الخيال من خرافات يكتنفها التهويل والمبالغة، والتي تعكس مدى مخاوف البشر من شراسة هذا الحيوان، وقد أجاد كثير من المنتفعين استخدام هذه المعتقدات، فكانت مادة خصبة لخيال المؤلفين السينمائيين. حيث ساهم منتجوا الصناعة السينمائية العالمية في الترويج للأساطير الخرافية عن هذا الحيوان، فاستثمروا الملايين من الأموال لإنتاج أفلام سينمائية عن قصص (المستذئبون Werewolves) بما تحمله من مضمون خرافي. وحالة الاستذءاب كثيرا ما تنتاب من يؤمنون بعقيدة تناسخ الأرواح Reincarnation، وأن للإنسان حياة سابقة قبل أن يولد، فيعتقدون بانتقال الروح من الأسلاف والحيوانات وحلولها في أجسادهم، فلا مانع لديهم بحلول روح ذئب ميت في جسد إنسان حي.

جند الله 01-06-2007 04:31 PM

الذئب والعقيدة الطوطمية totemism:
وكلمة طوطم totem حسب قول الدكتور عبد الواحد عبد الوافي: (تطلق عل كل أصل حيواني أو نباتي تتخذه عشيرة ما رمزا لها، ولقبا لجميع أفرادها، وتعتقد أنها تؤلف معه وحدة اجتماعية، وتنزله وتنزل الأمور التي ترمز إليه منزلة التقديس، فإذا كان الذئب مثلا توتما لعشيرة ما، فمعنى ذلك أن هذه العشيرة تتخذ هذا الحيوان رمزا لها يميزها عما عداها من العشائر، ولقبا يحمله جميع أفرادها للدلالة على انتمائهم إليه، وتعتقد أنها هي وفصيلة الذئاب من طبيعة واحدة، أي أنه يتألف من أفرادها ومن أفراد هذه الفصيلة الحيوانية وحدة اجتماعية أو ما يشبه الأسرة الواحدة، وينزل هذا الحيوان وما يرمز إليه منزلة التقديس، وتقوم جميع عقائدها وطقوسها الدينية على أساسا من هذا التقديس).

ويعتقد الرومانيون القدماء أن مدينتهم تأسست (في 21 إبريل 753 قبل الميلاد، وشيدت المدينة على سبعة تلال) وأن مدينة روما بناها إلهين توأمين رومولوس وريموس أرضعتهم ذئبة، وفي متحف الكابتول تمثال برونزي للذئبة وهي ترضع (رومولوس وريموس) وهذا التمثال الشهير يعد تجسيدا للأسطورة الوثنية.

يقول الدكتور إمام عبد الفتاح في (معجم ديانات وأساطير العالم): (توأم في الأساطير الرومانية ابنا مارس ورياسلفيا ابنة مللك (ألبالونجا). وكان شقيق توما أموليوس قد أجبر رياسيلفيا على أن تكرس نفسها للعبادة، بحيث تكون من عذارى فستا حتى يحرمها من الذرية فيكون له العرش ولأولاده من بعده. غير أن الإله مارس وهبها توأما هما (رومولوس وريموس)، وعندما وضعت زج بها في السجن، وألقى بالتوأم في نهر التيبر بعد أن وضعهما في مهد واحد. وكانت مياه النهر وقتئذ مرتفعة، فلما هبطت المياه استقر الطفلان في بقعة موحشة. وسمعت ذئبة كانت قد فقدت صغارها منذ قليل صراخ الطفلين فأرضعتهما بحب وحنان. ولاحظ أحد رعاة الغنم واسمه (فوستولوس) تنقلات الذئبة فتعقبها، ووقع على الطفلين فأخذهما وسلمهما لامرأته (أكالورتنيا) لتربيهما في كوخها.

وشب الطفلان واشتد ساعدهما وسط الرعاة، وجعلا يجوبان الغابات والجبال، ويمارسان الصيد، ويتعاركان أحيانا مع اللصوص الذين يسرقون ماشيتهما. وحدث ذات يوم أن وقع (ريموس) في أيدي بعض اللصوص. فاقتادوه إلى الملك (أموليوس)، واتهموه أمامه أنه أهلك قطعان (نيتمور)، وساقه الملك إلى (نيتمور) نفسه الذي كان يهمه أن يقتص من المذنب بنفسه. وكان الشاب يشبه أمه (سلفيا)، وتردد (نيتمور) في عقابه بسبب الشبه الواضح بين الشاب وبين أمه (سلفيا) وفي هذه الأثناء كان (روملوس) قد علم من الراعي (فوستولوس) كل شيء عن أصله ونسبه، فانطلق من فوره إلى مدينة (ألبا) وخلص أخاه، وقتل الملك (أموليوس)، وكشف عن حقيقته، وأقام جده (نيمتور) على العرش.

وبعد فترة من الزمن فكر (رومولوس ورموس) في تشييد مدينة جديدية في الموضع الذي وجدهما الراعي عنده، واستشارا الطوالع ليعرفا من منهما أحق أن يعطى المدينة الجديدة اسمه، ونشب بينهما نزاع عنيف، انتهى بموت (ريموس) كما تذكر بعض الروايات، غير أن هناك رواية تقول بأن (ريموس) قدد تنازل عن رأيه وأذن (لرومولوس) أن يمنح مدينة روما جزءا من اسمه. وهكذا شيد رومولوس) مدينة روما) وشكل فيها حكومة، وأحاط نفسه بمجموعة من الكهنة والعرافين، وجيش، ومجلس شيوخ، وتقول أسطورة أخرى أن أعضاء مجلس الشيوخ قتلوه في أحد الاجتماعات، وقطعوه أشلاء، وحمل كل منهم شلوا جعله تحت طيات ردائه. ويقول البعض إنهم شاهدوه وهو يصعد إلى السماء، ويأمر أن تؤدى له طقوس التكريم الإلهية. وروى قصة (رومولوس وريموس) (بلوتارك) في كتابه (حياة رومولوس) و(ليفي) في (تاريخ روما) و(أوفيد) في كتابه ( التقويم Fasti) ومكيافللي في كتاب (الأمير) حيث يصفه بأنه بطل أخرج شعبه من حالة الفوضى والعماء، وفي متحف (الكابتول) تمثال برونزي للذئبة وهي ترضع (رومولوس وريموس) كما رسم روبنص (الذئبة والتوأم)).



(تير Tyr إله الحرب في الديانة الاسكندينافية ابن كبير الآلهة (أودين) و(فريجا). فقد إحدى يديه عندما وضعها في فم الذئب (فنير) ويرعى هذا الإله الألعاب الرياضية. يوصف تير بأنه أجرأ الآلهة وأكثرهم بسالة ولهذا كان من الأفضل للمحاربين أن يضرعوا إليه. كما أنه لا ينظر على أنه رجل سلام بين البشر وقد سمي يوم الثلاثاء في اللغات الأجنبية على اسم هذا الإله. وهو في الأساطير الأنجلوسكسونية (تيو) و(تيف) واثناء الفترة الرومانية كان (تير) يسمى (مارس) ويرتبط اسمه بقاعة الاجتماعات التي يفض فيها الناس منازعاتهم).


ويومالثلاثاء منسوب إلى الإله (تير) وهناك أسطورة يستدل منهاعلى أن هذا الإله رمز للتضحية عندهم وتتلخص في أن ذئباً فظيعاً شديد البطش كان يهيمفي الجبال ويفترس كل ما صادفه من إنسان وحيوان, وغضبت آلهة الجبال لهذا الخطرالداهم فحاولت أن تقيد الذئب بسلاسل متينة ولكنها أخفقت في ذلك وأخيراً قبل الذئبأن يقيد مشترطاً أن توضع في فمه يد أحد الآلهة , وتقدمتير فوضع يده في فم الذئب إلىأن قيد وسجن في قفص ولكنه قضم يد (تير) من شدة غضبه ..

فنرير Fenrir ذئب عملاق في الأساطير الاسكندينافية، وهو ابن إله النار الشرير لوكي Loki، وشقيق هل Hel، عندما فتح فنرير فمه لمس أحد فكيه الأرض، بينما مس الآخر السماء وكاد فنرير يبتلع الإله أودين Odin يوم تادينونة، حتى أوشك الناس والآلهة والعمالقة جميعا على الهلاك.


وتقول النبوءة أنه سيدمر الكثير عند حلول نهاية العالم المسماة (راجناروك)، لذا قررت الآلهة ربطه بسلسلة، و صنع السلسلة الغوبلين الذين يعيشون في الجبال، و لما طلب تير،الإله المسئول عن فينريرمنه أن يضع القلادة المسماة غليبنر، رفض فينرير إلا إذا وضع أحد الآلهة يده في فمفينرير، فإن أّذت القلادة فينرير، قضم يدالإله، خافت الآلهة و رفضتإلا تير، إله الحرب، ولما وضع فينرير القلادة، قضم يد تير، ومن يومها وتاير ذويد واحدة، وعندما جاء يوم راجناروك، قتل فينرير أودين، لكن ابن أودين بالدر انتقملأبيه وقتل فينرير حسب الأسطورة.


وفي بحث منشور له على النت بعنوان (مشاهير الكورد في التاريخ الإسلامي (الحلقة الثانية عشرة) كريم خـان زند) يقول د. أحمد خليل: (وهكذا فعبارة (قزل قورت) تعني (الذئب الأغبر)؛ أي الذئب الذي في لونه حمرة؛ وهكذا فإن أمهاتنا وآباؤنا عندما كانوا يؤنّبوننا أو يردعوننا بعبارة (قِزِلْ قُورْت) إنما كانوا يدعون علينا بأن نصبح فريسة للذئب الأغبر.. نقول: إن رمزية (قِزِّلْ قُورْت) أبعد من مسألة الصراع بين الرعاة والذئاب، وأقدم من العهد الذي اعتنق فيه الكورد الإسلام، إنها تعود في جذورها إلى الصراع التاريخي الطويل بين العرق التَوْراني ممثَّلاً في (الغُزّ، المغول، التتر، التركمان، الترك)، والعرق الآرياني ممثَّلاً في (الكورد والفرس). .. ويذكر المؤرخ التركي يلماز أوزتونا في كتابه القيّم (تاريخ الدولة العثمانية، الجزء الأول، ص 22) أن الأتراك يعتقدون أن الجد الأكبر لسلالتهم هو الذئب الأملح؛ أي الضارب إلى الحمرة، لذلك فهو أي الذئب رمز وطني للأتراك. ويؤكد ميرسيا إيلياد هذه الحقيقة في كتابه (التنسيب والولادة الصوفية، ص 172)... وقديماً كانت كل قبيلة تحمل في حروبها رايات أو شعارات أو أشكالاً ترمز إلى طوطمها الأكبر، ولا ريب أن التورانيين كانوا يحملون معهم في غزواتهم وحروبهم ما يرمز إلى جدهم الأعلى الطوطمي (قزلْ قُورْت)، (تذكروا معي هاهنا أن الحملة التي شنتها تركيا على شمالي قبرص، لإقامة جمهورية قبرص التركية، كان: الذئب الأغبر ، فيما أذكر). ا.هـ


تابع التالي

جند الله 02-06-2007 12:54 PM

أنوبيس Anubis:
وبحثت عن وجود الذئب في عقيدة الفراعنة وخصوصا أن معتقداتهم وثيقة الصلة بالسحر وعالم الشياطين، فلم أجد الذئب من بين معبوداتهم، ولكن سنجد أن ابن آوى وهو من الفصيلة الكلبية قد اتخذ معبودا في حضارة الفراعنة، وهو ما يعرف بالإله أنوبيس Anubis، واتخذوه حارسا لمقابرهم، وكان ابن آوي يعرفه قدماء المصريين. وكانوا يصنعون التماثيل جسمها جسم كلب رأسه رأس حيوان ابن آوي، وقد عثر الأثريون على تمثال لأنوبيس في مقبرة توت عنخ آمون التي يرجع تاريخها لسنة 1330 ق م، ولقد وجد أيضا سلالة من الكلاب السلجوقية في مقابر قدماء المصريين. وكانت تحنط منذ سنة 2100 ق.م جوار الفراعنة داخل الأهرامات).






ويقول (مانفرد لوركر Manfred Lurker): (إله الموتى والتحنيط، ويحمل ألقاب (سيد الأرض المقدسة) أي الجبانة، (وهو الذي أمام المقصورة المقدسة) حيث يتم التحنيط. وكان يتخذ عادة هيئة الكلب بالرغم من أن الفصيلة سواء كانت كلبا أو ابن آوى لا يمكن تحديدها بدقة. ويحمي أنوبيس المومياء من القوى الشريرة ليلا. وأشكال ابن آوى البيض والأسود الرابض كانت موجودة على أبواب العديد من المقابر الصخرية لأنه كان الإله الحارس. وعند تحنيط الجثة كان أحد الكهنة يرتدي قناع أنوبيس ويؤدي دور القائم بعمله، وعند قيام شعائر أوزيريس أصبح أنوبيس أحد مساعدي الحاكم الجديد للموتى الذي أشرف على عملية (وزن القلب) في قاعة العدالة أمام الإله أوزيريس وقضاة المحاكمة الاثنان والأربعون).




ويقول الدكتور إمام عبد الفتاح: (في الأساطير المصرية القديمة: إله الموتى تخيلوه على هيئة إنسان له رأس ابن آوى، ونقله عنهم الإغريق. كان حارسا للجبانة، ومشرفا على التحنيط، وعلى الرغم من أن ابن آوى يعرف كحيوان يجوس المقابر القديمة بحثا عن الزبالة فقد حوله لمصريون القدماء إلى إله يحمي القبور دون أن يعبث بها أو يسلبها شيئا، وفي إحدى الأساطير نجد أن انوبيس هو ابن الإلهة نفتيس التي خلعت شقيقها الإله أوزوريس فجعلته يزني بها. وأن نفتيس هجرت أنوبيس منذ ولادته... ولقد استمرت عبادة أنوبيس خلال العهود اليونانية والرومانية ويقول بلوتارك: إن الإله المصري أنوبيس (ابن آوى) كان شخصية توجد في المناطق السماوية والشيطانية معا).



جند الله 02-06-2007 11:05 PM

فراء الذئب:
ويتخذ الهنود الحمر Native Americans وفقا للعقيدة الطوطمية من فراء الذئب كساءا لهم، ومن رأسه المحنطة غطاء لرؤوسهم كناية عن حماية الذئب لهم، واكتساب شيء من قوته، ويتميز فراء الذئب بجودة وكثافة عالية وألوان متعددة وجذابة، وينتشر استخدام المنتجات الجلدية المصنعة من فراء الذئب والثعالب على نطاق واسع كتجارة رابحة، فيدخل في صناعة الحقائب، وكذلك يستخدم في الزينة كالمعاطف، والمفروشات المنزلية، وهذا ما شجع على اصطياد الذئاب مما تسبب في انقراض أنواع كثيرة منها، وانشر اتخاذ فراء الذئب للزينة والملبس خاصة في بيوت المسلمين وهم يجهلون بالعلاقة بين الذئب والكلب من جهة النجاسة، فالشيعة لا يرون بأسا في اقتناء الذئب وتربيته فهو عندهم ليس بنجس.



ويتميز فراء الذئب بأنه يتكون من طبقتين خارجية وداخلية، فالخارجية أو الطبقة الحارسة تحتوي على شعر طويل وخشن وتقوم على عزلالماء والثلج، كما أنها تحتوي على الخلايا الملونة والتي تعطي لفراءالذئب لونه الخارجي الجميل،والطبقة الداخلية على عكس الخارجية هي طبقة سميكة وناعمة، وتحبس الماء بداخل الجسموتقوم بعزل جسم الذئب عنباقي المواد. وتعمل هذه الطبقات على إبقاء جسم الذئب دافئا في الشتاء، حيثأن الذئب يستطيع تحمل أقسىدرجات البرد والتي قد تصل أحياناً إلى تحت درجة الصفر بكثير، أما أثناء موسم الربيعوالصيف فإن هذه الطبقات تقوم بعزل جسم الذئب عن الحرارة الخارجيةلتبقيه بارداً.








وقد استحدث استخدام فراء الذئب ما لم نسمع عنه في أسلافنا، حيث درج بعض الرقاة على استخدامه في علاج المرضى المصابين بالأدواء الروحية، فكان لهم فيه مزاعم شتى عن تأثر الجن بفراء الذئب وخوفه منه، فحسب زعمهم قد يتضرر الجن من الذئب حيا، لكن من غير المنطقي أن يخاف منه ميتا أيضا، أو من بعض مخلفات جسده كرأس الذئب، وذيله وفراءه، والمخالب والأنياب.




تابع التالي

جند الله 03-06-2007 01:35 PM

أنياب الذئب ومخالبه:
له فك متين جدا يفوق قوة فك الكلب، حيث يمتلك 42سناً متضمنة أربعة أنياب في مقدمة الفم يستخدمها في جرح وتمزيق الفريسة، والأسنان الأمامية الصغيرة تستخدم لقضم وجذب الفريسة، والأسنان الجانبية الحادة تستخدم لتمزيق العضلات المتصلبة، أما الأسنان الخلفية العريضة فتطحن بها العظام ليسهل بلعها. ويستطيع الذئب أن يأكل ما يقرب من 9 كجم من اللحم في المرة الواحدة.




وللذئب فكان قويان أقوى مرتين من فك الكلاب الألمانية من نوع «شيبرد» وتبلغ قوة ضغط فكيه حوالي ال۱۵۰۰ باوند للإنش المربع الواحد، وهي قوة هائلة بالنظر لعدد أنياب الذئب والتي يبلغ عددها ،۴۲.



وتملك الذئاب أقداما قوية وصدرا صغيرا، مما يساعدها على الانطلاق بسرعة كبيرة ولمسافات طويلة، وتبلغ سرعة الذئب البالغ حوالي 25 ميلاً في الساعة، وفي نهاية كل قدم تملك الذئاب أحد أفضل أسلحتها الهجومية وهي أربع مخالب في كل قدم، وهي مثل أظافر الإنسان تنمو مجدداً في حال فقدها مهارة في الصيد.

ويتخذ الهنود بوجه خاص والسحرة بشكل عام من مخالب الذئب وأنيابه تمائم تتدلى على صدورهم، وهذا ليس تعبيرا عن انتمائهم لذئاب الجن وكلابهم، ولكن طلبا لحمايتهم ورد عدوان غيرهم من أنواع شياطين الجن عنهم، بل ويتخذ الهنود الحمر من بقايا عظام الذئب غليونا لتدخين التبغ، والذي يدخل كعنصر رئيسي في جلسات تحضير الشياطين، فتعليق البقايا الحيوانية والنباتية هي من أصول العقيدة الطوطمية الوثنية، والتي يتخذ فيها حيوانات الجن وشياطينهم أربابًا من دون الله، فلم يكن الذئب وحده من يستخدم بقاياه ولكن هناك على سبيل المثال من يستخدم قرن الخرتيت، وجلد التمساح، وجلد الحيات والأفاعي، وغير ذلك من العظايا والخفافيش والجعارين والخنافس كتمائم وأحرزا تقيهم شر الجن ويدفعون بها أذى الجن عنهم، وهذا مشهور به السحرة وعبدة الشيطان.



فيستعينون ببقايا الحيوانات الإنسية كناية عن موالاة مثيله من الجن، فيتخذونه قربانا، فمعتقدهم أن مثيل هذه الحيوانات من الجن هم قوة تحمل نفس خصائص الحيوانات الإنسية، فالتمساح له شبيه من الجن كحيوان برمائي قادر على الهجوم في البر والماء، والحية الحارسة تنفث السم في وجه العدو من الجن، والذئب يتصف بالمكر والذكاء والشراسة فهو من وجهة نظرهم قادر على افتراس من يعتدي عليهم من الجن، فما يقدسونه الكهنة ويعبدونه من عالم الجن يقدس رعاياهم ويعبدون مثيله من عالم الإنس أيضا، كنموذج مجسد داخل عالم الإنس يحاكي مثيله من عالم الجن.




ويستخدم الهنود الحمر ما يعرف (بالدوائر الروحية) كتميمة للتمريض والاستشفاء من الأمراض الروحية، وهي تحوي أجزاء من بقايا الذئب، كرأسه أو ذيله أو فرائه، وصارت سلعة رائجة يتفنن مروجوها في ابتكار الجديد منها بإضافة الخيوط الزاهية الألوان، مما يوحي بأنها صنعت بغرض اتخاذها كزينة وهدايا تذكارية، فترويج فنون الفولكلور هو المبرر العصري الذي تروج باسمه التمائم والتعاويذ الشركية، ولكن لا مانع أيضا من أن الأصل فيها كونها تميمة، على الأبواب وداخل البيوت، وعليه فاتخاذ بقايا الذئب هو في حقيقته ترويج لثقافة السحر، ولا يخلو الأمر من تمجيد لمعتقداتهم السحرية الباطلة.


تابع التالي

جند الله 03-06-2007 08:37 PM

وهذه صور من جوانب متعددة لجمجمة ذئب رمادي


http://www3.0zz0.com/2007/06/03/16/60389397.jpg
لاحظ كيف يتمتع الذئب بفكين قويين وأنياب حادة قوية



http://www4.0zz0.com/2007/06/03/16/38301091.jpg
لاحظ فتحات الأنف وكثافة التعرجات فيها بما يوحي بقوة حاسة الشم لدى الذئب


جند الله 04-06-2007 12:48 PM

شبهات وملاحظات:
لقد حصر بعض أهل العلم النهي عن استخدام بقيا الذئب ومخلفاته في العلاج لعلة اتخاذها تميمة، وإن كانت هذه العلة صحيحة، إلا أنه بعد دراسة الاعتقاد بتأثير الذئب في الجن من جميع مناطاتها سنكتشف أن الحكم على هذه المعتقدات له مخاطر على العقيدة أشد من كونها تميمة، والمفترض أن لا يصح أن تخفى حقيقة هذه المعتقدات على المعالجين ذوي الخبرة، ومن الأسباب في رواج هذه المعتقدات وتحزب بعض المعالجين لها، هو تصديقهم لأتباعهم من الجن، وهذه من طوام الاستعانة بالجن، والتي ذهب البعض إلى جوازها لمصالح شخصية متبادلة بينهم وبين طائفة المستعينين على حساب دين الله.

والسبب هو افتقاد المعالجين لما تتميز به (مدرسة البحث الروحي) من تناول كل معلومة بالبحث العلمي والشرعي لكشف الخرافة من الحقيقة، فتناولها بالبحث العلمي سيكشف خرافتها، لاستنادها لأسباب وتفسيرات غير منطقية، ولا أصل لها عقلا ولا نقلا، إنما هي مزاعم باطلة سربتها الشياطين لأهداف تخدم مصالحها فقط، فلا بد أن ننظر إليها من المنظور الشرعي المرتبط بالواقع العلمي بجميع أبعاده حتى تكتمل رؤيتنا لحقيقة هذه المزاعم، وبذلك ننتقل من التفكير الخرافي إلى التفكير المنطقي العلمي، والمؤاخذات على هذه المعتقدات كثيرة، فليس لها ما يساندها من شرع الله عز وجل، وهذه الاستدراكات نستطيع تلخيصها على النحو الآتي:

1_ بغض النظر عن أوهام الناس واستهوائهم للخرافات، فهذه المعلومات في الغالب مصدرها الجن، تلقاها السحرة من الشياطين ثم روجوا لها بين الناس، وهذا نجده في الأساطير الآلهة التي نقلها الوثنيون عن معبوديهم من شياطين الجن، فطالما ليس لها مصدر شرعي فيبقى أنها من وحي الجن، وهذا ما دعم الأوهام وغذى الخيالات عند عوام الناس، خاصة وأنها معلومات تعد من خصائص الجن الخفية على البشر، ولا يمكن التعرف عليها أو اكتشافها إلا عن طريق الجن فقط، وعلى هذا فلا يصح على الإطلاق أن يكون مصدرها علم بشر، اللهم إلا أن يصدر في حقها وحي من الله عز وجل، وهذا لم يثبت بنص، وكلام الجن محل نظر.

2_ وسواء كان الجن مؤمنا أو كافرا، فإن (خبر الجن) سواء كان مسلما أو كافرا يعامل معاملة خبر الفاسق فلا يصدق إلا بينة، إما من كتاب الله، أو بتجربة منضبطة شرعا وعقلا، وهذا عملا بقوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات: 6]، وهذا ما ينقص هذه المزاعم، فجميع من نقل عنهم هذه المزاعم لا علاقة لهم لا بالعلوم الجنية، ولا بالبحث العلمي، ولا يصح اعتماد مزاعمهم وأرائهم الشخصية في تقييم الخبر، بدون الاستناد إلى منهج علمي، بل تعتمد على الأهواء وتصديق خبر الجن بغير ضابط شرعي ولا عقلي.

3_ ما يقصه المرضى من تجارب شخصية لا يعد دليلا معتبرا يحتج به، فالتجربة هي مجرد ظاهرة بحاجة إلى تفسير، ولا يثبت صحة تفسيرها إلا بمتابعة متخصص ووفق ضوابط محددة تمنع الوهم وتدخلات الشيطان في مجرى التجربة، والمرضى الروحيون ثبت في حقهم مس الجن لأجسادهم، وتخبط الشيطان بعقولهم، فلا تسلم ملاحظاتهم من الوهم وخداع الجن وتلبيس الفهم عليهم، هذا بخلاف ثقافتهم الروحية المحدودة، وبالتالي لا يصح إصدار فتوى شرعية متخصصة بحقيقة الملاحظة إلا من قبل متخصص، لا نقلا عن المرضى وأصحاب المناهج الشرعية الباطلة كالمستعينين بالجن أو من ينقلون عنهم بغير تبين، فهؤلاء مطعون في أمانتهم وعدالتهم وخبرهم خبر فاسق بين الفسوق.

4_ على فرض صحة طرفا من هذه المزاعم، وهذا لم يثبت، بل الأدلة تنفي صحة كثير منها، والتجارب تبطلها جميعا، فخصائص خلق الجن ليست على عمومها، فما يسري على بعض أنواع الجن لا يسري في حق نوع آخر، فهل تسري هذه المزاعم على الجن المسلم؟ وإن تمكن الذئب من ضعاف الجن وصغارهم، فهل يطارد الذئب جميع أنواع الجن وفيهم مفرط القوة كالعالين من شياطين الجن؟ وهل تصح هذه المزاعم مع الجن الطيار فائق السرعة على سرعة الذئب نفسه، بل يفوق سرعة الضوء بمراحل نعجز كبشر عن قياسها؟ هذه الأسئلة لا بملك أصحاب هذه المزاعم ردا عليها، وهذا يثبت جهلهم وأن مزاعمهم لم تبنى على تجربة علمية.

5_ الزعم بأن الذئب يطارد الجن، ويتبع أثر أقدامهم، لا يستقيم عقلا لأن طبيعة جسم الجن غير خاضعة لقانون لجاذبية الأرضية، فالجن تسير في الهواء، ولا تحتاج أن تطأ الأرض بأقدامها، وهذا بخلاف الذئب الذي تحكمه الجاذبية الأرضية، وتحد من حركته، وهذا لا يمنع إمكان سير الجن على الأرض إن تجسدوا على صورة حيات وكلاب وغير ذلك من الدواب.

6_ إن الجن ذوي قوة عاقلة مدبرة، تفوق ذكاء الذئاب العجماء التي لا تعقل، فلا يستقيم عقلا أن تتمكن الذئاب من جني فتلتهمه، وكأن الجن عاجز عديم الحيلة الجن سريع الحركة والتنقل، قادر على الخداع والمكر، فمن الممكن له أن يتلاعب بالذئب، فيلف الكرة الأرضية من أمام الذئب ليقف خلفه في أقل من لمح البصر.

7_ إذا سلمنا بزعمهم أن الجن يخاف من الذئب حيا، فإنه لا يستقيم عقلا أن يخاف من بقاياه ميتا، كفرائه ومخالبه ورأسه وعظامه، إلا أن يكون لبقايا الذئب تأثيرا ميتافيزيقيا نجهله، وهذا لم يثبت في حقه حيا، وعليه وبالتالي لا يصح في حقه ميتا، فهم علقوا مخاطر الذئب على الجن إن أبصره، ولو كان لجسد الذئب تأثيرا ميتافيزيقيا لهرب الجن لمجرد مشاهدتهم للذئب، وهذا تضارب في تلك المزاعم المنتشرة، فجميع المزاعم يبطل بعضها بعضا.

8_ إن تسريب الجن مثل هذه المعلومات إلى المستعينون بهم، أو بالوسوسة للمرضى والتخييل لهم، هو أكبر دليل على أن للشيطان كيد من وراء تسريب مثل هذه المعلومات، إن جهله البعض فلا يصح أن يجهله أهل الاجتهاد المعتبرين، بل هم مطالبون أن يتنبهوا لهذه الثغور التي ينسل الشيطان من خلالها، وأن يبحثوا عن حقيقتها.

9_ لو كان في هذه المعلومة خيرا ونفعا للبشر وخطرا حقيقيا على الجن لما سربها الشيطان إلى الإنس، خاصة أن هذه المعتقدات لا تنتشر إلا بين العوام والسحرة، ولم يقل بها معالج ممن يعتد برأيهم، ولن يكون من السهل على الجن لفت انتباه البشر إليها، وهذا يشير إلى أن هذه المزاعم ورائه شر مستطير لا بد من كشف حقيقته، فعلى أقل الأحوال فيه شبهة غامضة.

10_ حسب هذه الدراسة سنكتشف أن الذئب له حكم نجاسة الكلب باعتبار أن الذئاب مشتركة مع الكلاب جنسا ونوعا، حيث تم استئناس أنواع من الذئاب ككلاب، واختلاف المسميات لا ينفي ترابط النوعين داخل فصيلة واحدة وهي فصيلة الكلبيات، وعلى هذا ندرك أن هدف الشيطان من وراء تسريب هذه المزاعم هو نشر النجاسة حتى يخفق المعالج ويجهض العلاج، وما يراه المعالجين من تأذي الجن حين شم فراء الذئب، سببه أن الشياطين قد أسرت جنا مسلما، وحين التعريض له بفراء الذئب ليشمه يتأذى من نجاسته، فيظن من لا علم له أن الشيطان يتعذب، فلا تعرف مثل دقائق هذه الأمور إلا بالبحث العلمي.


تابع التالي

نورها 05-06-2007 01:06 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك أخونا الفاضل جند الله، لقد أحطت الموضوع من جميع جوانبه - وإن كان ما زال لم يكتمل بعد - لقد تعرضت لحقائق مهمة جداً ، هي منتشرة جداً في بلداننا العربية والمسماة بالاسلامية.

فمن يجول في أزقة مدننا ويزور دكاكين العشابين والعطارين سيجد لديهم بقايا حيوانات مثل الذئاب والحيات والسلاحف والثعالب وغيرها، من جلود وشعر ومخالب وعظام، تُستعمل في خلطات سحرية يصفها السحرة والمشعوذون لعوام الناس بل وحتى لمثقفيهم، اعتقاداً منهم بأنها ستزيل عنهم شروراً أو تجلب لهم خيراً .

ومن يتمعن في هذه التراكيب يجد أنها ضارة طبياً وشرعياً ، فمن الناحية الطبية والمادية تحتوي هذه البقايا على مجموعة من السموم الضارة بالجسم ، وهي بلا شك ستزيد المريض مرضاً إلى ما يشكو منه أصلاً.

أما من الناحية الشرعية فهي محرمة بالنصوص الشرعية لأن أغلب هذه البقايا يُطبق عليها حكم أكل الميتة أو أكل الحيوانات المفترسة وذات المخالب التي نهى الله عن أكلها أو حتى التداوي بها.

هذا بالإضافة إلى أن هذه الممارسات تعتبر إرضاءات للسحرة وانجرار وراء أوامرهم المحرمة، وهو في الوقت ذاته إرضاء للشيطان ، وهذا ما يسعى إليه هذا الأخير ، وهو أن يتحول الناس إلى عبيد له يتحكم فيهم ويأمرهم فيطيعوا حتى تتم عملية الاستحواذ ويأمرهم بما هو أعظم وأضر على النفس والمجتمع.

ويكفي من خلال هذه الارضاءات أن يهدم الشيطان عقيدة الناس فيبعدهم عن طاعة ربهم ويدخلهم في متاهات شيطانية لا أول لها ولا آخر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وبهذا يكون الشيطان قد صدق عليهم ظنه الذي وعد به {لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين}.


الساعة الآن : 02:32 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour


[حجم الصفحة الأصلي: 54.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.71 كيلو بايت... تم توفير 0.43 كيلو بايت...بمعدل (0.80%)]